أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ @elmhaba Channel on Telegram

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

@elmhaba


( بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً )
بوت للتواصل والتبادل @tareeq2_bot

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ (Arabic)

يسرنا أن نقدم لكم قناة "أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ" الخاصة بالعلوم والمعرفة. هذه القناة هي مكانك المثالي لتعزيز معرفتك وتوسيع آفاقك العلمية. تحتوي القناة على مقالات ومعلومات مفيدة في مختلف المجالات العلمية والثقافية. ستجد هنا كل ما تحتاجه للارتقاء بمستواك المعرفي والثقافي

"أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ" هي قناة تهدف إلى تقديم المعلومات القيمة والمفيدة التي يمكن للجميع الاستفادة منها. سواء كنت طالبًا، باحثًا، أو شخصًا يبحث عن توسيع معرفته، فإن هذه القناة هي المكان المناسب لك

لا تفوت فرصة الاستفادة من المحتوى المميز الذي تقدمه قناة "أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ". انضم الآن وكن جزءًا من مجتمع العلم والمعرفة. للمزيد من المعلومات والتفاصيل، يمكنك التواصل عبر البوت الخاص بالقناة @tareeq2_bot.

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

23 Jan, 03:10


رغم أن عكرمة كان أحد الذين عادوا النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، قبل ذلك وآذوه إيذاء شديدا ، فقد كان لعفوه وسماحته - صل اللهم عليه وسلم - ، وكلماته وترحيبه في استقباله عند قدومه الأثر الكبير في إزالة ما على قلبه من ركام الجاهلية ، وكان كافيا لتغيير حياته ، واجتذابه إلى الإسلام

ومن ثم تأثر عكرمة رضي الله عنه بموقف النبي - صل اللهم عليه وسلم -

فاهتزت مشاعره ، وتحركت أحاسيسه ، ودخل نور الهداية قلبه فأسلم

وقال للنبي - صل اللهم عليه وسلم - {{ قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثا وأبرنا برا }}

-والحارث بن هشام وزهير بن أمية، استجارا بأم هانىء بنت أبي طالب أخت علي بن أبي طالب كرم الله وجهه شقيقته ولم تكن أسلمت إذ ذاك فأراد عليّ قتلهما.
فعنها رضي الله عنها أنها قالت: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة فر إليّ رجلان من أحمائي: أي من أقارب زوجها هبيرة بن أبي وهب مستجيران بي فأجرتهما. فدخل عليّ أخي علي بن أبي طالب فقال: والله لأقتلنهما، أي وقال: تجيري المشركين، فحلت بينه وبينهما. فخرج فأغلقت عليهما بيتي ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة، فوجدته يغتسل من جفنة فيها أثر العجين وفاطمة ابنته تستره بثوب،

فلما اغتسل أخذ ثوبه وتوشح به، ثم صلى ثماني ركعات من الضحى، ثم أقبل عليّ، فقال: «مرحبا وأهلا بأم هانىء، ما جاء بك؟»

فأخبرته الحديث، فقال: «أجرنا من أجرت، وأمنا من أمنت فلا نقتلهما»

-وصفوان بن أمية

استأمن له عمير بن وهب، أي قال له: يا نبي الله إن صفوان سيد قومي قد هرب ليقذف نفسه في البحر فأمنه، فإنك أمنت الأحمر والأسود، فقال صلى الله عليه وسلم: أدرك ابن عمك فهو آمن، فقال: أعطني آية يعرف بها أمانك، فأعطى صلى الله عليه وسلم لعمير عمامته التي دخل بها مكة. وفي رواية اخري: أعطاه برده، أي بعد أن طلب منه العود، فقال: لا أعود معك إلا أن تأتيني بعلامة أعرفها، فقال: امكث مكانك حتى آتيك به. فلحقه عمير وهو يريد أن يركب البحر فرده: أي بعد أن قال له: اعزب عني لا تكلمني، فقال: أي صفوان، فداك أبي وأمي، جئتك من عند أفضل الناس، وأبرّ الناس، وأحلم الناس، وخير الناس، وابن عمك عزه عزك، وشرفه شرفك، وملكه ملكك، قال: إني أخافه على نفسي، قال: هو أحلم من ذلك، وأكرم، فرجع معه حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن هذا يزعم أنك أمنتني،

قال: صدق فقال: يا رسول الله أمهلني بالخيار شهرين،

فقال صلى الله عليه وسلم: «أنت بالخيار أربعة أشهر»،

ثم خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين، ولما فرّق رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمها رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمق شعبا ملآنا نعما وشاء، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعجبك هذا؟» قال: نعم، قال «هو لك وما فيه»،

فقبض صفوان ما في الشعب،

وقال: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نبي، اشهد انك لا اله الا الله وانك رسول الله.

ثم عاد الي قومه فقال لهم : جئتكم من عند خير الناس .. امنوا بمحمد - صل اللهم عليه وسلم - فانه رسول الله حقا وانه يعطي عطاء من لا يخشي الفقر ابدا.

-وهند بنت عتبة امرأة أبي سفيان

رضي الله تعالى عنهما فإنها أسلمت بعد، وإنما أمر صلى الله عليه وسلم بقتلها لأنها مثلت بعمه حمزة رضي الله تعالى عنه يوم أحد..فلما كانت يوم الفتح لزمت منزلها ، وقد علمت أن النبي - صل اللهم عليه وسلم - قد أهدر دمها

جلس - صل اللهم عليه وسلم - على الصفا ، يبايع أهل مكة على الاسلام

فجاءه الكبار والصغار والرجال والنساء يبايعهم على الإسلام،

وكانت لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم - هيبة لا يستطيع أحد التمعن والنظر في وجهه من شدة هيبته

فجاءه رجل يبايعه فلما نظر الى الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - ، أخذته الرعدة فقال له: _هون عليك فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد[[ اللحم المجفف ، الذي يأكله عامة الناس ]]

وامر عمر بن الخطاب ان يقف بين يديه وتجمع النساء فأتت النساء ليبايعن النبي - صل اللهم عليه وسلم -

ولم يبايعن ببسط اليد و وضع اليد باليد ، لا

تقول السيدة عائشة {{ ما وضع - صل اللهم عليه وسلم - يده بيد امرأة إلا امرأة تحل له [[ اي زوجته ]] أو ذات محرم }}

ولكنه بسط يده في الهواء ، وبسطت نساء قريش أيدهن وتمت البيعة

وهند كانت بين النساء وكانت كما قلنا {{ مهدورة الدم }}

ولكن اخبروها ان النبي - صل اللهم عليه وسلم - لا يقتل من اسلم

فجاءت حتى دخلت بين النساء ، وجلست وهي متنقبة [[ أي تخفي وجهها ]]

فلما بسط يده يبايعهن

قال :_ ابايعكن على ان تشهداوا ان لااله الا الله , وأن محمد رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -

قالت النساء :_ نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله

قال :_ وألا تقتلن اولادكن من املاق [[ الؤد الذي كان في الجاهلية ]]

فقالت هند وهي متنقبة[[ تريد ان تفتح باب الدعابة مع رسول الله ]]

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

23 Jan, 03:10


قالت :_ لقد ربيناهم صغاراً يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - وحصدتهم يوم بدر كباراً فأنت وهم أعلم عند الله ..فعرفها من صوتها

فقال :_ أهندٌ بنت عتبة ؟؟!! فأماطت النقاب عن وجها

وقالت :_ نعم بأبي وامي انت يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - ، الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه، لتنفعني رحمك

[[ قبل قليل قالت الشهادة مع النساء ، والآن تقول بأبي وامي انت يارسول الله- صل اللهم عليه وسلم - ، فهل صاحب الخلق العظيم يضرب عنقها هل حبيب قلوبنا يأمر بقتلها ؟؟ ]]

فتبسم لها - صل اللهم عليه وسلم - ضاحكاً وقال:_ مرحبا بك

ثم أكمل بنود البيعة وقال للنساء :_ و ألا تزنين

فقالت {{ هند }} أو تزني الحرة بأبي انت وامي ؟ !!

فضحك - صل اللهم عليه وسلم - وضحك عمر ،ومضى يأخذ بنود البيعة فلما اتم قالت هند للنبي - صل اللهم عليه وسلم -

قالت :_ والله يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ماكان على وجه الارض اهل خباء [[ اي نساء اهل بيت ]] احب إلي ان يذلوا من اهل خباءك ،

ثم ما اصبح اليوم اهل خباء على وجه الارض ، احب إلي من ان يعزوا من اهل خباءك ، لقد كنا في جاهلية يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - فأصفح الصفح الجميل [[ اي لا تريد ان تفتح الملف فهي تعرف ما جنت ]]

فقال - صل اللهم عليه وسلم - :_ قد عفونا وصفحنا يا ابنة عتبة

فقالت :_ يارسول الله- صل اللهم عليه وسلم - لقد نهيت على أن يسرق المسلم او يأكل حراما

إن ابا سفيان [[ اي زوجها ،وكان يقف على مقربة من المكان ]]

إن ابا سفيان رجل بخيل يعسر علينا في النفقة ، وكنت اخذ من ماله خفية ، فأوسع على نفقتنا فهل يحل لي ذلك ؟؟

فقال ابو سفيان [[ سابقاً النبي- صل اللهم عليه وسلم - بالجواب هي تسأل رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، ابو سفيان هو اللي جاوب ]]

فقال ابو سفيان :_ أما ما أخذتي في ما مضى فأنتِ في حل منه ، أما بعد اليوم فلا [[ يعني لا تاخذي بعدها مني فلوس]]

فقال النبي - صل اللهم عليه وسلم - وهو يضحك :_

خذي يا ابنت عتبة ما يكفي لنفقتكم بيسر

[[يعني لا تاخدي كثير فقط ما يكفيكم ]]

فرجعت هند وقد أنار وجهها وقلبها بنور الايمان ، وكانت صادقة الإيمان ، حتى اذا دخلت دارها اسرعت الى صنمها التي كانت تعبده ، واخذته وألقته في الارض ، ووضعت قدمها عليه

وقالت :_ لقد كنا معك في غرور ، الحمد لله الذي اخرجنا من الظلمات الى النور

يتبع ان شاء الله

------صل اللهم عليه وسلم-------

من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

23 Jan, 03:10


🔸🔸الحلقة الثانية والتسعون بعد المائة🔸🔸

*********

السيرة النبوية العطرة

الذين اهدرت دماؤهم يوم الفتح -2-

**********

-{{عكرمة بن ابي جهل }}

كان من أشد قريش عداوة للنبي صلى الله عليه ، وقاتل مع قريش في بدر

وكان ميسرة الفرسان في احد، واشترك في الخندق وأحد الذين اقتحموا الخندق مع {{ عمرو بن ود}} قبل أن يقتل وفر هو هاربا

وكان أخيرا قائد جيش المشركين الذين تصدوا للمسلمين في فتح مكة عند جبل {{ الخندمة }}

وهو ممن قام بنقض {{صلح الحديبية }} وشارك {{ بني بكر}} بقتال {{ خزاعة }}

فأهدر النبي - صل اللهم عليه وسلم - دمه

فلما دخل المسلمون مكة هرب واتجه الى اليمن، وكانت امرأته {{أم حكيم بنت الحارث}} قد أسلمت .. اتعرفون من ام حكيم ؟

اختها تكون ام المؤمنين {{ ميمونة بنت الحارث }} التي تزوجها النبي - صل اللهم عليه وسلم - يوم عمرة القضاء

{{ ام حكيم اسلمت قبل الفتح وانفصلت عنه بحكم الاسلام فالمسلمة لا تحل لكافر }}ولكنها لم تسافر بقيت مع اخواتها في مكة ، فهي الآن مسلمة وسمعت كيف تقبل النبي اسلام من أهدر دمهم

فقالت مخاطبة النبي - صل اللهم عليه وسلم -

يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - لقد شمل عفوك قريش كلها وإن {{عكرمة }} رجل من رجالات قريش ، سمع بدمه المهدر ففر الى الساحل هاربا ، ألا تأمنه يا رسول الله ؟؟ - صل اللهم عليه وسلم -

فرق قلب النبي المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - لها

وقال لها :_ أدركِ زوجك فهو آمن

[[ يا حبيبي يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - ما اجمل قلبك ، ارأيتم عكرمة ابن من ؟؟ ابن ابوجهل راس الكفر واشد الناس عداء لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم - وهو ناقض عهد وهو الذي قاتل خالد بارض الحرم ]]

فلما أخذت له الأمان من رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ،خرجت في طلبه الى اليمن، ولحقته قبل أن يركب البحر، وقيل لحقته وهو في السفينة قبل أن تتحرك

قالت :_ قف يا بن عم لقد جئتك من عند اكرم الناس ، واوصل الناس ، جئتك من عند رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - وقد أخذت لك الأمان فلا تهلك نفسك [[ وكان يثق بها ]]

فقال لها :_ أومحاسبي هو ؟؟ [[ يعني بده يحاسبني على الماضي ]]

قالت :_ لا قد صفح ، واعطاك الامان ، فأرجع فإنه ابن عمتك [[ لان أمنة ام الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - تكون عمته فرسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ابن عمته ]]فإنه ابن عمتك ، وعزه عزك ، وشأنه شأنك ، فرجع معها .. وهو قادم بالطريق والنبي - صل اللهم عليه وسلم - جالس بمكة بين اصحابه

واذا بالنبي يأتيه الوحي من السماء ، ان عكرمة قد آمن ورجع

فقال لاصحابه :_ لقد رجع إليكم عكرمة مسلما مهاجرا

[[اعتبر هروبه للبحر ورجوعه هجرة ]]

لقد رجع إليكم عكرمة مسلماً مهاجراً ، فمن رآه منكم فلا يؤذيه بسب أبيه ابو جهل فإن مسبة الأموات تؤذي الاحياء ولا ينال الميت منها شيء

فلما قدم عكرمة لساحة الحرم يقول الصحابة :_ ففزع إليه - صل اللهم عليه وسلم -[ اي قام إليه مسرعا ] بأزار دون رداء عاري المنكببن

وهو يقول بأعلى صوته :_ مرحباً بمن جاءنا مؤمنا مهاجراً

[[ يالله ما اعظم هذا الدين وما اعظم خلق هذاالنبي - صل اللهم عليه وسلم

قال عكرمة :_ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - فإني أسألك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها ، أو مسير وضعت فيه ، أو مقام لقيتك فيه ، أو كلام قلته في وجهك أو وأنت غائب عنه

فقال النبي - صل اللهم عليه وسلم - :_ اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها ، وكل مسير سار فيه إلى موضع يريد بذلك المسير إطفاء نورك ، فاغفر له ما نال مني من عرض في وجهي أو أنا غائب عنه

فقال عكرمة :_ رضيت يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، لا أدع نفقة كنت أنفقها في صدٍ عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله ، ولا قتالا كنت أقاتل في صد عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيل الله

وكان رضي الله عنه من فضلاء الصحابة رضي الله عنه

وما خاض المسلمون بعد اسلامه معركة الا خاضها معهم، واشترك في حروب الردة، ثم لما فرغ اتجه الى الشام، واشترك في معركة اليرموك، ولما اشتد الكرب على المسلمين في معركة اليرموك، نزل من على جواده وكسر غمد سيفه، ونادي بأعلى صوته :_

من يبايعني على الموت، فباعيه البعض على الموت، وأوغل في صفوف الروم فبادر إليه {{ خالد بن الوليد }}

وقال: _ لا تفعل يا عكرمة فإن قتلك سيكون شديداً على المسلمين

فقال: _ إليك عني يا خالد فلقد كان لك مع رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - سابقة، أما أنا وأبي فقد كنا من أشد الناس على رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - ، فدعني أكفر عما سلف مني ،وظل يقاتل حتى مات شهيدا رضي الله عنه

هل رأيتم ؟؟

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

23 Jan, 03:09


🔸🔸الحلقة الواحدة والتسعون بعد المائة🔸🔸

**********

السيرة النبوية العطرة

(( الذين أهدر دمائهم ، يوم فتح مكة -1-))

----------------------------------------------------------

في يوم فتح مكة ، أمر النبي - صل اللهم عليه وسلم - أصحابه بهدر دم {{ ١٥ }} من أهل مكة حددهم بالإسم ، وأمر صحابته بقتلهم وإن وجدوا متعلقين بأستار الكعبة..ولم يقتل من هؤلاء سوى اربعة فقط

وعفى النبي - صل اللهم عليه وسلم - عن الباقين

وهؤلاء الذين أمر النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، بقتلهم قد قاموا بجرائم شديدة في المسلمين

نذكر اسمائهم وكلما توقفنا على واحد ذكرنا سبب هدر دمه

أمر صلى الله عليه وسلم بقتل عبد الله بن أبي سرح، لأنه كان أسلم قبل الفتح، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، وكان صلى الله عليه وسلم إذا أملى عليه سميعا بصيرا كتب عليما حكيما، وإذا أملى عليه حكيما كتب غفورا رحيما، وكان يفعل مثل هذه الخيانات حتى صدر عنه أنه قال: إن محمدا لا يعلم ما يقول، فلما ظهرت خيانته لم يستطع أن يقيم بالمدينة فارتدّ وهرب إلى مكة.

فلما كان يوم الفتح وعلم بإهدار النبي صلى الله عليه وسلم دمه لجأ إلى عثمان بن عفان أخيه من الرضاعة، فقال له: يا أخي استأمن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يضرب عنقي، فغيبه عثمان رضي الله عنه حتى هدأ الناس واطمأنوا، فاستأمن له، ثم أتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فصار عثمان رضي الله عنه يقول: يا رسول الله أمنته والنبي صلى الله عليه وسلم يعرض عنه، ثم قال: نعم، فبسط يده فبايعه، فلما خرج عثمان وعبد الله قال صلى الله عليه وسلم لمن حوله: «أعرضت عنه مرارا، ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه»، وقال صلى الله عليه وسلم لعباد بن بشر وكان نذر إن رأى عبد الله قتله، أي وقد أخذ بقائم السيف ينتظر النبي صلى الله عليه وسلم يشير إليه أن يقتله، فقال له صلى الله عليه وسلم: «انتظرتك أن تفي بنذرك» ، قال: يا رسول الله خفتك، أفلا أومضت إليّ، فقال «إنه ليس لنبي أن يومض» . وفي رواية: «لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين»

وكان {{ عبدالله بن ابي سرح }} بعد ذلك يستحيي من مقابلة النبي - صل اللهم عليه وسلم -

فذكر عثمان ذلك لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم -

قال :_ بأبي انت وأمي يارسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، إن عبدالله لا زال يذكر جرمه القديم وهو يستحي منك

فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه :_ يا عثمان الإسلام يجبّ ما قبله

وأخبره عثمان رضي الله عنه بذلك

ومع ذلك صار إذا جاء جماعة للنبي يجيء معهم ولا يجيء إليه منفردا

وقد حسن اسلام {{ عبد الله بن السرح }} بعد ذلك

-أمر صلى الله عليه وسلم بقتل ابن خطل لأنه كان ممن أسلم: أي قدم المدينة قبل فتح مكة وأسلم، وكان اسمه عبد العزى، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخذ الصدقة، وأرسل معه رجلا من الأنصار يخدمه. وفي لفظ: كان معه مولى يخدمه، وكان مسلما فنزل منزلا وأمره أن يذبح له تيسا ويصنع له طعاما ونام ثم استيقظ فلم يجده صنع له شيئا وهو نائم فعدا عليه فقتله، ثم ارتد مشركا، وكان شاعرا يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعره، وكانت له قينتان تغنيانه بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يصنعه.
وقد قيل إنه ركب فرسه لابسا للحديد، وأخذ بيده قناة وصار يقسم لا يدخلها محمد عنوة، فلما رأى خيل الله دخله الرعب، فانطلق إلى الكعبة فنزل عن فرسه وألقى سلاحه ودخل تحت أستارها فأخذ رجل سلاحه، وركب فرسه، ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجون، وأخبره خبره، فأمر بقتله.
وقيل لما طاف صلى الله عليه وسلم بالكعبة قيل هذا ابن خطل معلقا بأستار الكعبة، فقال: «اقتلوه فإن الكعبة لا تعيذ عاصيا، ولا تمنع من إقامة حد واجب» أي فقتله سعد بن حريث وأبو برزة.
وقيل قتلة الزبير رضي الله عنه، وقيل سعد بن ذؤيب، وقيل سعد بن زيد. قال في النور: والظاهر اشتراكهم فيه جميعا جمعا بين الأقوال.
-وأمر صلى الله عليه وسلم بقتل قينتيه،اي مغنيتاه- القينة هي الجارية التي تجيد الغناء - فقتلت إحداهما واستؤمن رسول الله صلى الله عليه وسلم للأخرى فأمنها وأسلمت.

-والحويرث بن نقيذ، وإنما أمر صلى الله عليه وسلم بقتله لأنه كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، ويعظم القول في أذيته، وينشد الهجاء، وكان العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه حمل فاطمة وأم كلثوم بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة يريد بهما المدينة فنخس الحويرث البعير الحامل لهما فرمى به الأرض، قتله علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في ذلك اليوم وقد خرج يريد أن يهرب.

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

23 Jan, 03:09


-ومقيس بن ضبابة إنما أمر بقتله، لأنه كان قد أتى النبي صلى الله عليه وسلم مسلما طالبا لديه أخيه هشام بن ضبابة رضي الله عنه، قتله رجل من الأنصار في غزوة بني المصطلق خطأ يظنه من العدو، ودفع له النبي صلى الله عليه وسلم دية أخيه، ثم إنه عدا على الأنصاري قاتل أخيه فقتله بعد أن أخذ دية أخيه ثم لحق بمكة مرتدا كما تقدم، قتله ابن عمه ثميلة بن عبد الله الليثي، أي بعد أن أخبر ثميلة بأن مقيسا مع جماعة من كبار قريش يشربون الخمر، فذهب إليه فقتله، وذلك بردم بني جمح، وقيل قتل وهو معلق بأستار الكعبة.
-وأما هبار بن الأسود رضي الله عنه فإنه أسلم بعد ذلك، وإنما أمر صلى الله عليه وسلم بقتله لأنه كان عرض لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفهاء من قريش حين بعث بها زوجها أبو العاص إلى المدينة، فأهوى إليها هبار ونخس بعيرها.
وفي رواية: ضربها بالرمح فسقطت من على الجمل على صخرة، أي وكانت حاملا فألقت ما في بطنها وأهراقت الدماء، ولم يزل بها مرضها ذلك حتى ماتت كما تقدم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وإن لقيتم هبارا فأحرقوه» ، ثم قال: «إنما يعذب بالنار رب النار» . إن ظفرتم به فاقطعوا يده ورجله ثم اقتلوه ... فلم يوجد يوم الفتح
ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة جاء هبار رافعا صوته وقال: «يا محمدا أنا جئت مقرا بالإسلام وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله»

واعتذر إليه أي قال له صلى الله عليه وسلم : السلام عليك يا نبي الله لقد هربت منك في البلاد فأدرت اللحوق بالأعجام، ثم ذكرت عائدتك وفضلك في صفحك عمن جهل عليك، وكنا يا نبي الله أهل شرك فهدانا الله بك،

وأنقذنا بك من الهلكة، فاصفح عن جهلي وعما كان مني فأني مقر بسوء فعلي، معترف بذنبي،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا هبار عفوت عنك، وقد أحسن الله إليك حيث هداك إلى الإسلام، والإسلام يجب ما كان قبله» .

يتبع ان شاء الله

------صل اللهم عليه وسلم-------

من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

19 Jan, 19:02


فلم يأمر النبي - صل اللهم عليه وسلم - برد هذه البيوت تأليفا لقلوب من أسلم منهم ولأنهم هجروها في الله تعالى، فلا يرجعون فيما تركوه في الله تعالى
ثم ضربت خيمة صغيرة للرسول - صل اللهم عليه وسلم - في {{الأبطح }} فنزل فيها وكان معه - صل اللهم عليه وسلم - زوجتاه {{ أم سلمة وميمونة }} رضي الله عنهما
من الذين جائوا بعد فتح مكة الى النبي - صل اللهم عليه وسلم - ليسلموا بين يديه {{أبو قحافة}} والد {{أبو بكر الصديق }}
وكان {{أبو قحافة}} حين فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة، شيخا كبيرا قد تجاوز {{ ٩٠ }} عام فجاء ابو بكر الصديق رضي الله عنه ، ممسكا بيد ابيه ابو قحافة يقوده ..فلما رآه المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - قال له:
_هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه ؟
فقال أبو بكر: _ يا رسول الله،- صل اللهم عليه وسلم - هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه.
فلما جلس بين يدي النبي - صل اللهم عليه وسلم - مسح
- صل اللهم عليه وسلم - على صدره وقال: _ اسلم تسلم
فقال :_ أشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
فقال ابو بكر :_ والذي بعثك بالحق لإسلام أبي طالب كان أقر لعيني من إسلامه[[ يعني أباه أبا قحافة ]] وذلك أن إسلام أبي طالب كان أقر لعينك
من المواقف التي حدثت بعد فتح مكة
أن {{أبو سفيان بن حرب}} كان جالسا وهو يحدث نفسه بان يجمع للرسول - صل اللهم عليه وسلم - بعض القبائل لحربه وكانت أحد القبائل الكبيرة لا تزال في عداء مع النبي - صل اللهم عليه وسلم - وهي {{ هوازن }}
فبينما هو كذلك فوجىء بأن - صل اللهم عليه وسلم - خلفه يضرب على ظهره وقال:_ إذن يخزيك الله
فرفع {{أبو سفيان}} رأسه، فوجد المصطفى - صل اللهم عليه وسلم -
فقال له:_ أشهد أنك رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
و أراد {{ فضالة بن عمير }} قتل النبي - صل اللهم عليه وسلم -
وكان شديد الكراهية للحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم -
فلما كان فتح مكة أظهر الإسلام ثم حمل سيفه واخفاه بين ملابسه
وكان النبي - صل اللهم عليه وسلم - يطوف بالبيت، فأخذ يدنو من النبي - صل اللهم عليه وسلم - فلما اقترب منه
قال له النبي - صل اللهم عليه وسلم - :_ أفضالة ؟
قال: _ نعم ، فضالة يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
فقال له الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم -
:_ ماذا كنت تحدث به نفسك ؟؟ فقال: _ لا شيء، كنت أذكر الله
فتبسم - صل اللهم عليه وسلم - وقال: _ استغفر الله يا فضالة
ثم وضع - صل اللهم عليه وسلم - يده على صدر فضالة
وقال: _ استغفر الله يا فضالة ..فسكن قلب فضالة
يقول فضالة: _ فوالذي بعثه بالحق نبيا ، ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إليَّ منه - صل اللهم عليه وسلم -
قلنا ان النبي - صل اللهم عليه وسلم - دخل مكة على راحلته وهو مطأطأً رأسه تواضعا لله تعالى وأراد أن يستلم الحجر الأسود ولكنه كان مزدحما، فأشار - صل اللهم عليه وسلم - الى الحجر الأسود بمحجنه[[ وهي عصا كانت في يده ]] ثم بدء يطوف حول الكعبة
وكان حول الكعبة وعلى الكعبة عدد كبير من الأصنام {{ ٣٦٠}} صنم
وكانت أقدام كل صنم مثبتة في الأرض بالرصاص، فجعل النبي - صل اللهم عليه وسلم - يدفع هذه الأصنام بالعصا التي معه
أو يشير اليها بهذه العصا وهو يردد قوله تعالى {{ وَقُلْ جَآء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَطِلُ إِنَّ الْبَطِلَ كَانَ زَهُوقًا }} فيسقط الصنم على وجهه أو ظهره وينكسر
ثم أمر بأن تخرج هذه الحجارة من المسجد فأخرجت وأحرقت
وأقام النبي - صل اللهم عليه وسلم - في مكة {{١٩}} يوم
وخلال هذه الأيام أرسل - صل اللهم عليه وسلم - عدد من السرايا لتحطيم الأصنام في المناطق المحيطة بمكة، وذلك لتطهير الجزيرة العربية من رموز الشرك والوثننية، وكانت هذه السرايا اشارة الى أن الجزيرة العربية مقبلة على مرحلة جديدة من التوحيد الإعتقادي والعملي
{{ مناة }} هي أحد الأصنام التي عبدها العرب، وقد كانت طرفا في الثالوث الإلهي، وهم اللات والعزى ومناة
قال تعالى {{ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى }}
وكانت الجزيرة بها كثير من المعبودات، ولكن هؤلاء الثلاثة كانوا اهم المعبودات عند العرب، لأن العرب كانت تعتقد أن هؤلاء الثلاثة بنات الله، وبعض العرب اعتقد أن اللات ومناة بنات العزى
وكانت العرب تعظم جدا صنم {{ مناة }} حتى أنها كانت تحج اليه، وكانت في منطقة على ساحل البحر الأحمر تعرف {{ بالمُشلل }}
فأرسل النبي - صل اللهم عليه وسلم - {{ سعد بن زيد الأشهلي }}
ومعه {{ ٢٠ }} فارسا في الرابع والعشرين من رمضان لهدم هذا الصنم

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

19 Jan, 19:02


ولما انتهى اليها قابله سادنها [[والسادن هو خادم الصنم، كما يمكن أن يطلق الآن على خادم المسجد الحرام، وخادم الكعبة، وخادم المسجد الأقصى]]
فقال له سادن الصنم: _ ماذا تريد ؟ فقال: _ هدم مناة
فقال له: _ أنت وذاك
فلما اقترب منها صاح السادن: _ مناة دونك بعض عصاتك
فأقبل {{سعد بن زيد}} على الصنم فهدمه ..كان يعتقد أنه ستصيبه لعنة الآلهة
{{ العزى }} هو أحد أطراف الثالوث الإلهي الذي تكلمنا عنه
و{{ العزى }} اسم اشتقوه من اسم الله تعالى {{ العزيز}} ولذلك كانوا يسمون {{عبد العزى }} وبلغ من تعظيم العرب للعزى أن جعلوا له حرما مثل حرم مكة
وكانت في مكان اسمه {{نخلة}} في شمال شرق مكة
فأرسل النبي - صل اللهم عليه وسلم - خالد بن الوليد
في {{٢٥ }} من رمضان على رأس {{٣٠ }} فارسا لهدم هذا الصنم على رؤوس الأشهاد، فوصل اليها خالد فكسر الصنم وهدم البيت الذي كانت فيه وهو يردد ويقول :_ كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك.
{{ سواع }} وكان من أشهر أصنام العرب، وقد كان يعبد منذ زمن {{ نوح}} عليه السلام وقد ذكره الله تعالى فقال {{ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعا }} وكان هذا الصنم عند قبيلة {{هذيل }} فأرسل النبي - صل اللهم عليه وسلم - {{عمرو بن العاص}} لهدمه في رمضان من السنة الثامنة، وكانت على بعد حوالي
{{ ٥ كم }} من مكة فلما انتهى اليه {{عمرو بن العاص }}كان عند الصنم سادن الصنم لما رأى الخيول، قال لعمرو بن العاص: _ ما تريد ؟
فقال له عمرو بن العاص: _ أمرني رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - أن أهدمه .. فقال السادن: _ لا تقدر على ذلك
قال عمرو: _ لِمَ؟ قال: _ تُمنع
قال له عمرو: _ ويحك ! حتى الآن أنت في الباطل، وهل يسمع أو يبصر؟!
ثم تقدم {{عمرو بن العاص}} فكسره ..ثم قال للسادن: _كيف رأيت؟
فقال السادن: - أسلمت لله ، اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
يتبع إن شاء الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

19 Jan, 19:02


🔸🔸الحلقة التسعون بعد المائة🔸🔸
******
السيرة النبوية العطرة
(( أحداث متفرقة وقعت بعد فتح مكة ، وتحطيم الأصنام ))
----------------------------------------------
قلنا أن النبي - صل اللهم عليه وسلم - عفا عن قريش
وقال لهم :_ أذهبوا فأنتم الطلقاء
فسمي أهل مكة ، من أسلم منهم بعد الفتح {{ الطلقاء }}
ثم قال - صل اللهم عليه وسلم -
إن مكة حرَّمها الله يوم خلق السماوات والأرض، ولم يحرمها الناس
فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً ،ولا يعضد بها شجرة [[اي يقطع شجرة ]] فإن أحد ترخص بقتال رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - فقولوا: إن الله أذن لرسوله - صل اللهم عليه وسلم - ولم يؤذن لكم [[ أي عن الذين قاتلهم خالد ]]
وإنما أذن لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحُرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد الغائب .
[[ فمكة إذن حرم لا يسفك بها دم اي القتل والصيد ولا يقطع شجرها ]]
اتم كلماته - صل اللهم عليه وسلم - وهو على باب الكعبة ثم نزل
يستقبل بيعة من يريدون الدخول بالاسلام فتزاحمت قريش تبايعه على الاسلام بعد هذا العفو الكريم وجلس في صحن الكعبة و وقف بجانبه ابو بكر ، وعمر وكان علي بين يديه يقدم له الناس افواجاً ، ليبايعوه
______
وكان النبي - صل اللهم عليه وسلم - قبل دخول مكة قد أهدر دماء رجال ونساء من قريش
سنأتي على ذكرهم بالتفصيل [[ وكل واحد واسمه وقصته وكيف اسلم ]]
وكان النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، لا يزال يحمل مفتاح الكعبة
فطلب {{ العباس بن عبد المطلب}} من النبي - صل اللهم عليه وسلم - أن يعطيه مفتاح الكعبة فيكون له ولأبنائه من بعده ولبني هاشم شرف {{ السدانة}} يعني شرف الإحتفاظ بمفتاح الكعبة، والعناية بشئونها من تنظيف وكسوة وغير ذلك ..وكان العباس له شرف {{ السقاية }} أي سقاية الحجيج
والسقاية كانت حوض ، يوضع فيها الماء العذب لسقاية الحاج، وفي بعض الأوقات كانوا يضعون فيه التمر والزبيب
وبعد فتح مكة كان لزمزم حوضان
حوض بين زمزم والركن يشرب منه الناس وحوض من ورائه للوضوء
حتى ان النبي - صل اللهم عليه وسلم - أراد ان يغترف دلو من زمزم ليشرب منه يوم فتح مكة ، فخشي أن يأخذها المسلمون من بعده سنة ، وتذهب السقاية من العباس ، فطلب من العباس ان يغترف له دلو من زمزم ليشرب
فأراد العباس أن يجمع بين {{ السقاية}} و{{ السدانة }}
ولكن النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، رفض ذلك فليس هناك في الإسلام ما نطلق عليه الآن {{الواسطة أو المحسوبية }}
وكان المفتاح في يد علي رضي الله عنه ، وكان قد أراد أن يحتفظ به عندما فتح النبي - صل اللهم عليه وسلم - باب الكعبة ودخل لجوفها
فأنزل الله على نبيه - صل اللهم عليه وسلم - وهو في داخل الكعبة
قال تعالى {{ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها }}
فلما خرج النبي - صل اللهم عليه وسلم - طلب أيضا علي رضي الله عنه من رسول الله أن يجمع لبني هاشم السقاية والسدنة
قال له النبي - صل اللهم عليه وسلم - :_ يا علي رد المفتاح الى عثمان فقد أنزل الله في شأنك {{ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها }}
ودعا {{عثمان بن طلحة }} ورد اليه مفتاح الكعبة
ليس هذا فحسب بل قال له :_خذوها يا بني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم
[[وبسبب هذا التوجيه والتحذير النبوي الكريم، لم يجرؤ أي حاكم أو سلطان على أخذ مفتاح الكعبة من بني أبي طلحة الى اليوم ]]
فلما مات عثمان انتقلت {{ السدانة }} منه الى أخيه {{شيبة}} ثم توارثها أبناءه الى يومنا هذا وأصبح العناية بالكعبة لها هيئة تشرف عليها، ولكن ظل المفتاح في يد {{ آل شيبة }} ولا تفتح الكعبة الا بحضورهم الى اليوم
ثم أتى النبي - صل اللهم عليه وسلم - الصفا فاخذ يدعو الله تعالى ويذكره
وحانت صلاة الظهر فأمر بلال ، فصعد بلال فوق الكعبة وأذن للصلاة
وصلى النبي - صل اللهم عليه وسلم - بالمسلمين، ثم ارسل مناديا ينادي:_ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنماً إلّا كسره
_________
وقال {{ أسامة بن زيد }} للرسول - صل اللهم عليه وسلم - :_ ألا تنزل في دارك ؟ فقال النبي - صل اللهم عليه وسلم - له :_ وهل ابقى عقيل لنا دارا
وعقيل هو ابن عمه ابو طالب ، شقيق علي بن ابي طالب
بعد هجرة النبي - صل اللهم عليه وسلم - وهجرة أخوه
{{ علي بن ابي طالب }} وموت أخوه {{ طالب }} في بدر واستشهاد أخوه {{جعفر }} في مؤتة
وكان النبي - صل اللهم عليه وسلم - له حق في هذه الدار، لأنها كانت ملك جده {{ عبد المطلب }} وكان كل من هاجر من المسلمين باع قريبه داره

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

19 Jan, 19:02


ثم خرج من الكعبة، وقريش واقفة تنتظر مصيرها
فأسند يديه على جانبي الباب
وخطب - صل اللهم عليه وسلم - الناس وقال:
- لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده
- يا معشر قريش، إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظّمها بالآباء، الناس من آدم وآدم خُلق من ترابـ، ثمّ تلا
{{ يَا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ }}
ثم قال :_يا معشر قريش ويا أهل مكّة ما ترون أنّي فاعل بكم ؟ ؟؟
يالها من عبارة
يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ وسكت
فأخفضوا رؤوسهم
وقالوا من غير أن يرفعوا رؤوسهم ، مقولة الذليل المسترحم
قالوا: - أخٌ كريم وابن أخ كريم رحيم
يا حبيبي يارسول الله- صل اللهم عليه وسلم -
فماذا تنتظرون يا قريش من اخ كريم رحيم صاحب الخلق العظيم ؟؟
فرد عليهم بأبتسامة
[[ ليس فيها نفاق ومجاملة التي نعرفها لا ]]
بأبتسامة الرضا والطمئنينة حتى يطمئنوا بأن الحال يصدق المقال فسبقت ابتسامته مقاله
فقال لهم الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم -
قال و هو مبتسم :_ فاني أقول لكم كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء [[ يعني لن اقتلكم ولن استرقكم ]]
فخرجوا فكأنهم نشروا من القبور
وكان أهل مكة أفضل ما يطمحون اليه هو أن يسترقهم المسلمون
يتبع إن شاء الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

19 Jan, 19:02


🔸🔸الحلقة التاسعة والثمانون بعد المائة🔸🔸
********
السيرة النبوية العطرة
فتح مكة - اذهبوا فانتم الطلقاء
******
ثم ركب ناقته القصواء ، وتقدم نحو مكة
فسطع النور المحمدي على اهل مكة من الحجون ، هو على ناقته والانصار حوله مدججين بالسلاح
وياله من مشهد وياله من يوم ، صلوات ربي وسلامه عليك يا حبيب الله صلوات ربي وسلامه عليك يا خيرخلق الله - صل اللهم عليه وسلم -
{{ محمد رسول الله}} - صل اللهم عليه وسلم - على ناقته القصواء ، بعمامته السوداء إشارة للسيادة والسؤدود
فلما رأته قريش قادما من الاعلى ، وقفت تنظر اإليه
والناس تستشرف لرؤيته
[[والاستشراف هو ان ينظر الرجل من بعيد ويضع كف يده فوق عينيه كي يحجب اشعة الشمس ، ليتمكن من النظر حتى لا تضرب اشعة الشمس عينيه
فلما رأى قريش والناس تستشرف لرؤيته
طأطأ راسه - صل اللهم عليه وسلم - حتى أن شعر لحيته يكاد يمس ظهر راحلته
[[ ولم يدخلها ممتطياً صهوة جواده كما يفعل القادة الفاتحين،
ولم يدخلها على هيئة المنتصرين ويعملوله تمثال ويحطوه بساحة الحرم ، وبكل مدينة تمثال وهو كل اللي عمله خاض حروب وخسرها وضاع الاقصى ]]
كان الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم -
مطأطا راسه ، ساكباً دموعه ،يتلو كلام ربه يمشي الهوينة
تواضعاً لله تعالى وهو يتلو قوله تعالى
{{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا }}
فلما وصل للكعبة واستقبل الحجر الأسود بعصاه [[حتى يعلم أمته ترك المزاحمة على الحجر ]]
وطاف بالبيت ، وأخذ قوسه وأخذ يدفع به الأصنام حول الكعبة
وهو يقول {{جَاءَ الْحقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إنّ الْبَاطِلَ كانَ زَهُوقاً}}
وكان حول الكعبة {{ ٣٦٠ صنم }}
بعدد ايام السنة [[ يعني العرب من غير إسلام كل يوم لهم رب وياريت متفقين على رب واحد ، هكذا العرب من غير دين ]]
ثم طاف بالبيت سبعة
ثم جلس النبي - صل اللهم عليه وسلم - في ناحية من المسجد وأرسل بلالا الى {{عثمان بن طحة}} وهو الذي يحمل مفتاح الكعبة
قال :_ له أحضر لرسول الله مفتاح الكعبة - صل اللهم عليه وسلم -
[[والمفتاح ليس معه لانه اسلم ،وهاجر للمدينة فالمفتاح مع اخوته ]]
فلما جاء عثمان الى بيت أمه لم يجد اخوته فسأل امه عن المفتاح
فقالت :_ هو معي
قال :_ أعطينيه فقد طلبه رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
قالت:_ لا والآت لا أعطيك أياه
قال :_ يا أماه إن لم تعطينيه ، أرسل غيري ليأخذه
فأخذت المفتاح ومفتاح الكعبة له حجم كبير و وضعته في عجزتها [[ والعجز في الجسم هو المكان الذي يكون اعلى البنطلون فيه قشاط البنطلون ]]
رفعت دكت سروالها واخفت المفتاح هناك
وقالت :_ ليبعث محمد - صل اللهم عليه وسلم - من شاء ، وهل رجل يضع يده ها هنا ؟؟
واستشف - صل اللهم عليه وسلم - بنور النبوة أن عثمان لن يستطيع ان يأتي بالمفتاح
فقال :_ قم يا عمر فأتني بمفتاح الكعبة
فأنطلق عمر
ولماذا عمر ؟؟
لانه الرجل الذي تعرفه قريش وتعرف شدته و يهابه رجال ونساء مكة
فكان جهوري الصوت ، كان اذا صاح بأعلى صوته أرتجت الطرقات بصوته ، كان يفر الشيطان من المكان الذي يكون فيه عمر
فدنا من البيت ونادى بصوته :_ يا عثمان أين المفتاح ؟؟رسول الله بأنتظارك - صل اللهم عليه وسلم -
يقول عثمان :_ فأهتز الدار كأن به رعد
فأخرجت أمي المفتاح
وقالت لي :_ خُذ ، خُذ لا تدع عمر يدخل
فأخذ المفتاح {{ عثمان }} وانطلق به الى رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - وهوعند الكعبة
فعندما دنا منه ليعطيه المفتاح
تذكر قول النبي - صل اللهم عليه وسلم - قبل عشر سنين ، فأخذته الرهبة فسقط المفتاح من يده
فظلل النبي - صل اللهم عليه وسلم - بثوبه على المفتاح ، ثم انحنى إليه واخذه
ثم قال لعثمان :_ يا عثمان اتذكر يوم قلت لك كيف بك إذا رأيت المفتاح في يدي ، أضعه انا حيث اشاء
قال :_ نعم يارسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
قال :_ أرايت اليوم نواصي الخيل تطلع من الحجون
قال عثمان :_ أشهد أنك رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، اشهد انك رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
{{صلوا على الحبيب - صل اللهم عليه وسلم - ، صلوا عليه قلبكم يطيب }} - صل اللهم عليه وسلم -
فصعد النبي - صل اللهم عليه وسلم - على درج الكعبة
[[وكان لها درج من حجارة واسمنت وازيلت حتى لا تعيق الطواف ، واستبدل بدرج متحرك اليوم ]]
ففتح النبي - صل اللهم عليه وسلم - الكعبة، وأمر بمحو الصور داخل الكعبة، ثم غسلها بماء زمزم ، وصلى داخل الكعبة قيل ركعتين وقيل ثماني ركعات

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

13 Jan, 04:32


🔸🔸الحلقة الثامنة والثمانون بعد المائة🔸🔸
*********
السيرة النبوية العطرة
{{ يوم فتح مكة شرفها الله تعالى }}
=====================
وقبل ان يدخل مكة - صل اللهم عليه وسلم - ، قرر دخول مكة بأربعة جيوش أو أربعة كتائب تدخل مكة من اربعة جهات في نفس الوقت
وكانت العرب لاتعرف دخولاً لمكة إلا من المسفلة [[اي الطريق السهلة الرملية ، فلا احد يكلف نفسه ان يصعد جبلاً ثم ينحدر بنفسه نزولا بالوادي ]]
وذلك حتى يستفيد من التفوق العددي الكبير لجيش المسلمين
وكانت هذه الخطة على بساطتها ضربة قاضية لجيش قريش حيث عجزت عن التجمع ، وضاعت منها أي فرصة للمقاومة
فجعل على رأس أول كتيبة{{ خالد بن الوليد}} يدخل من أسفل مكة
والثاني{{ الزبير بن العوام}} يدخل من أعلى مكة من الحجون مع النبي - صل اللهم عليه وسلم -
والثالث{{أبو عبيد بن الجراح}} يدخل من جهة أخرى من أعلى مكة والرابع
{{ سعد بن عبادة}} زعيم الخزرج يدخل من غرب مكة
وعدد الجند ١٠ الاف[[ يعني كل ٢٥٠٠ يدخلون من جهة ]]
وكان قد أمر أصحابه - صل اللهم عليه وسلم - :_ أن لا تقاتلوا احداً إلا إذا قاتلكم[[يعني الذي يقاتلنا نقاتله دفعا عن النفس ، فهو كان يحب - صل اللهم عليه وسلم - ان يدخل مكة من غير سفك للدماء فهي حرم الله و تعظيما لحرمتها ]]
وجعل النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، على رأس ثلاثة كتائب ثلاثة من أهل مكة [[ اي من المهاجرين ]]وذلك تأليفاً لأهل مكة ، حتى لا يشعرون أنه غزو خارجي وإنما قادة الجيش من أهل مكة أنفسهم
وجعل على كتيبة واحدة ، واحد من الأنصار حتى ينفي عن الجيش صفة العنصرية
هنا لنا وقفة
قلنا أن النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، أختار أن يدخل مكة من الاعلى مع الزبير وهي منطقة تسمى {{ الحجون }} فيها جبل الحجون
و كان جبل شاهق وعليه صخور ملساء من المستحيل أن تصعد عليه الخيل
اختار النبي - صل اللهم عليه وسلم - هذا المكان ، ليدخل منه مكة
ونرجع للخلف في السيرة لبداية الدعوة
وموقف حدث مع النبي - صل اللهم عليه وسلم - في بداية الدعوة في مكة
عندما كانت قريش تستهزئ بدعوته - صل اللهم عليه وسلم -
و كان للكعبة باب يغلق ، تدخل قريش فتطوف في داخلها
ثم يغلق الباب[[ وهذا بعد تجديد بناء الكعبة وقد ذكرناها كيف كان لها بابان ثم جعل لها باب في اجزاء تجديد بناء الكعبة ]]
فجاء النبي - صل اللهم عليه وسلم - على عادة قومه ، وأراد ان يدخل الكعبةفكان مفتاح الكعبة مع {{ عثمان بن ابي طلحة }}
اتذكرون هذا الاسم عثمان الذي رافق ام سلمة بالهجرة
واسلم مع{{ خالد بن الوليد وعمرو بن العاص }}
فكان المفتاح مع {{عثمان بن ابي طلحة }} وهو من بني شيبة الذين معهم مفتاح الكعبة الى ايامنا هذه .. فكان واقف على باب الكعبة
فلما أراد النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، أن يدخل الكعبة ، وضع {{ عثمان بن ابي طلحة }} يديه على الباب وصده عن الدخول
فقال النبي- صل اللهم عليه وسلم - له :_ ما بك يا عثمان ؟؟
قال :_ انت رجل فارقت دين قومك , فعلام تدخل كعبتهم
فقال له الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - صاحب الخلق العظيم :_ يا عثمان كيف ترى إذا كان هذا المفتاح يوماً في يدي أضعه انا حيث اشاء
فقال عثمان بأستهزاء واستخفاف
قال :_ إذن ذلك يوم طلعت فيه الخيل من {{ الحجون }} وذُلة يومها قريش
[[ يعني امر مستحيل يعني اذا أرادت أي قبيلة أن تغزو مكة فلا يمكن ان تدخل من الحجون ، فإذا طلعت الخيل من الحجون الأمر الغير معقول المستحيل ، ولم يبقى ولا رجل في قريش وقتها بيكون مفتاح الكعبة بيدك يا محمد ]] - صل اللهم عليه وسلم -
وموقف اخر
كان قد وقع بين عم النبي {{ العباس }} و {{ ابو سفيان }} لم يعلم به النبي - صل اللهم عليه وسلم -
في العهد المكي والنبي - صل اللهم عليه وسلم - في مكة يدعوا قومه لله ، بعد انتهاء الحصار في شعب ابي طالب
قال يوما العباس لابي سفيان
قال :_ يا ابا سفيان ألا تعلم أن محمداً صادقاً - صل اللهم عليه وسلم -
قال :_ نعم لم نجرب عليه كذباً قط
قال :_ ألا ترى أن اصحابه يزيدون ولا ينقصون
قال :_ نعم
قال :_ ألا ترى انه دين حق ، فما عليك لو اتبعناه
فقال ابو سفيان :_ انا اتبع محمداً ؟؟!!! - صل اللهم عليه وسلم - يتيم ابا طالب ، راعي الغنم في قريش ، نعم يا ابا الفضل اتبعه إذا رأيت نواصي الخيل تطلع علينا من {{ الحجون }}
فأراد النبي - صل اللهم عليه وسلم - ان يدخل بالخيل من الحجون ليحقق لهم المستحيل
وسمع بعض الصحابة {{سعد بن عبادة}} وهو يقول:_
اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة
فلما وصلت للنبي - صل اللهم عليه وسلم - هذه المقولة من سعد
قال الصحابة :_ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، والله لا نأمن سعدا ان تكون منه في قريش صولة[[ومعنى صولة اي يفعل ما يشاء دون رادع كما نقول فلان له صولات وجولات ]]

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

13 Jan, 04:32


والنبي- صل اللهم عليه وسلم - لم يأمر بذلك ولكنها مشيئة الله
ولما سأل خالد كم قتلتم منهم ؟؟
قال :_ هم سبعون يارسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
فقال :_ الله اكبر لقد أردنا أمراً ، و أراد الله آخر
وقبل أن يدخل مكة اغتسل الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم -
[[ وهذه سنة ثابتة ان يغتسل الرجل قبل دخول مكة ]]
ونزع عنه السلاح ،ولبس لباسه ، وأعتم بعمامته السوداء التي لبسها ليلة الاسراء والمعراج وقد ارخى طرفيها على كتفيه
ثم قال لعمه العباس :_ اصرخ بالانصار ولا يأتيني إلا انصاري
فنادى العباس :_ يا معشر الانصار الى رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
فأسرع الانصار إليه و وقفوا حوله
فقال لهم النبي - صل اللهم عليه وسلم - :_ يا معشر الانصارى ارايتم قريش [[ يعني انتم عارفين رجال قريش ]]
قالوا :_ نعم
قال :_ فإن برزت لكم فحصدوهم حصداً ، حتى توافوني على الصفا
[[هل رأيتم هو نهى عن القتال ، وحقن دمائهم ، واعطاهم الامان ، اما إن هم ارادوا ان يسفكوا الدماء بعد ذلك فاحصدوهم حصدا اذا فكروا الغدر ]]
لماذا امر الانصار فقط ؟؟
لانهم ليسوا من مكة وليس لهم ارحام بها ، فتأخذهم شفقة الرحم
فقالوا :_ سمعاً وطاعةً يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
فحمل الانصار فقط سلاحهم ومشوا بين يديه - صل اللهم عليه وسلم -
ثم ركب ناقته القصواء ، وتقدم نحو مكة
يتبع ان شاء الله
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

13 Jan, 04:32


فأمر النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، بعزل {{سعد }}عن قيادة هذه الكتيبة من الجيش وجعل مكانه ابنه {{قيس بن سعد بن عبادة}} فلم يتأثر سعد ولا الانصار [[ لان هو وابنه واحد ]]
ودخلت هذه الكتائب من الجهات الاربعة بلا اي مقاومة
إلا باستثناء كتيبة {{ خالد بن الوليد}} حيث تجمع بعض رجال قريش بقيادة {{عكرمة بن ابي جهل وصفوان }} عند جبل اسمه {{الخندمة }}
وقالوا :_ نقاتل حتى نقتل أو نصدهم
وكان فيهم رجل اسمه {{جماش بن قيس }}
كان طوال الليل يعد سلاحاً له في داره فقالت له زوجته وكانت مسلمة بالسر
قالت :_ لمن تعد هذا السلاح ؟؟
قال: _ بلغني أن محمداً - صل اللهم عليه وسلم - يريد أن يفتح مكة ويغزوها
قالت له :_ أوبعد ما صنع بخيبر [[ تذكره بحصون خيبر التي لا تقهر كيف دك النبي - صل اللهم عليه وسلم - حصونها دكا ]]
قالت :_ أوبعد ما صنع بخيبر ما صنع ، يقوم له احد بعد ذلك ، دع عنك هذا ، فلا يقوم لمحمد- صل اللهم عليه وسلم - أحدٌ بعد اليوم
[[يعني ما حدا بيقدر يوقف بوجهه بعد ما هزم اليهود التي لا تقهرحصونها بخيابر ]]فقال لها :_ فلئن كان لأخدمنك خادما من بعض من أستأسره
[[ يعني اذا انتصرت عليه ، بدي اجبلك من كبار اصحابه خدم عندك ، سمعتوا الغرور ؟؟ ]]
فقالت له:_ والله لكأني بك وقد رجعت تطلب مخبأ أخبئك فيه لو رأيت خيل محمد - صل اللهم عليه وسلم -
[[ يعني سترجع تختبأ عندي ، فانت لم ترى جيش محمد ]] - صل اللهم عليه وسلم -فلما خرج مع صفوان وعكرمة الى {{ الخندمة }}وهو أحد الجبال الوعرةوتصدوا للقوات المتقدمة بالسهام، فأصدر {{خالد بن الوليد}} أوامره بالإنقضاض عليهم وما هي الا لحظات حتى تشتت هذه القوى وفرت
وهرب {{جماش }} هذا واخذ يجري الى منزله فدخل مرعباً لبيته
وقال لزوجته :_ اغلقي باب البيت ، أما سمعتي ابو سفيان يقول من دخل داره واغلق بابه فهو آمن[[ من خوفه لم يغلق الباب خلفه ]]
اغلقي الباب .. فقالت له وهي تضحك : _فأين الخادم؟
[[اي ألم تعدني ان تحضر لي خدم من اصحابه اين هم ؟!! ]]
فقال لها: دعي عنك [[ علم انها تستهزء به ]]
فقال شعرا
وأنتِ لو أبصرتنا بالخندمة
[[يعني لوكنت معنا وشفتي شو صار بالخندمة ]]
إذ فرّ صفوان وفرّ عكرمة
[[ يعني هؤلاء رجال قريش وابطالها هربوا ، ماذا اكون انا امامهم اذا هم هربوا وين اروح انا ؟؟]]
واستقبلتنا بالسيوف المسلمة ** يقطعن كل ساعد وجمجمة
ضربا فلا تسمع إلا غمغمة ** لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة
[[ ماسمعنا غير صوت السلاح والقتل لا تلوميني لاني خايف]]
فضحكت منه وسخرت واغلقت الباب عليه كي يكون في أمان
وكان النبي - صل اللهم عليه وسلم - , كما قلنا كان قد نهى عن القتال إلا من قاتلهم.. فلما علم النبي - صل اللهم عليه وسلم -
قال :_ قم يا علي وانطلق الى خالد , وقل له يرفع يده عن دماء الناس ، واحصوا عدد القتلى بهذه المعركة الصغيرة
فكان عدد من قتل من قريش {{ ٧٠ رجلا }}
ونقف هنا ايضا ، ونرجع الى يوم احد
اتذكرون حين وقف على جثة عمه حمزة ؟؟
وقد مُثل به ، وجُدع انفه واذنه ، مشهد لم تعرفه العرب من قبل فالعرب لم تكن تعرف {{ المثلة }} والنبي - صل اللهم عليه وسلم - ، بشر يوحى إليه ، فغلبت عليه بشريته من الحزن على عمه يومها
فصاح بأعلى صوته ، و اهتز لصوته جبل احد
وقال :_ عماااااه
ما وقفت موقفاً أغيض علي من هذا ، والذي بعثني بالحق لئن أظهرني الله على قومك يوماً لأقتلن سبعين منهم
[[هنا اقسم النبي - صل اللهم عليه وسلم - انت يا حمزة مش بواحد عندي انت بسبعين من قريش ]]
واخذ الصحابة من حول النبي- صل اللهم عليه وسلم - ، يحلفون لنفعلن ولنمثلن بهم واذا بجبريل يهبط في نفس الموقف
ويوحي إليه الله عزوجل
{{ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ }}
الذي يصبر ويغفر ويسامح فإن ذلك من عزم الامور
فرفع النبي - صل اللهم عليه وسلم - راسه وتلا الايات على اصحابه ، في نفس الموقف ومازالت دموعه تترقرق على لحيته والحزن يغمره
فقال :_ لقد اخترنا ما أختار الله لنا من عزم الامور ، نصبر ونغفر
ولكن في ذلك الوقت كان قد سبق {{ قسمه }} فأراد الله بمشيئته أن يبر {{ قسم النبي }} - صل اللهم عليه وسلم -
واليوم أظهره الله على قريش
فلم تقع مع النبي- صل اللهم عليه وسلم - وقريش معركة بعد احد ، وفي الخندق لم يكن هنالك معركة وقتال ، فقد هزم الله الاحزاب يوم الخندق وحده بجند من جنوده وهي {{الريح }}
فهذا اول يوم يظهر فيه النبي - صل اللهم عليه وسلم - على قريش والقسم كان{{ ان يقتل سبعين من رجالهم }}
فسخر الله {{خالدا }}وسبحان الله قتل {{٧٠ }} من رجالهم وهذه مشيئة الله ليبر به{{ قسم }}حبيبه - صل اللهم عليه وسلم -

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

13 Jan, 04:32


فذهب به العباس الى حيث امر النبي - صل اللهم عليه وسلم - ومر الجيش كله أمام {{ أبو سفيان}} مثل العروض العسكرية التي تقوم بها الدول الآن
وكانت كل قبيلة تمر تحمل رايتها، فكلما مرت قبيلة سأل أبو سفيان عنها فقال:_ يا عباس من هذه ؟
يرد عليه :_ غفار
يقول :_ما لي وغفار
- يا عباس من هؤلاء ؟؟
- سليم
- ما لي وسليم
- يا عباس من هؤلاء ؟
- مزينة
- يا أبا الفضل ما لي ولمزينة، قد جاءتني تقعقع من شواهقها
- يا عباس من هؤلاء ؟؟
- جهينة
- ما لي ولجهينة
- يا عباس من هؤلاء؟؟
- بنو ليث بن بكر، وبنو ضمرة بن بكر
- نعم أهل شؤم والله، هؤلاء الذين غزانا محمد- صل اللهم عليه وسلم - بسببهم، أما والله ما شوورت فيهم ولا علمته، ولكنه أمر حُتِم
- يا عباس من هؤلاء ؟
- أشجع
- هؤلاء كانوا أشد العرب على محمد - صل اللهم عليه وسلم -
حتى مر به رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، في كتيبته الخضراء [[ مش لابسين اخضر كما يستدل البعض ، العرب تطلق الخضرة على السواد ، لانهم لابسين لباس الحرب الكامل ]]
حتى مر به رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، في كتيبته الخضراء
فيها المهاجرون والأنصار، لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد
[[ يعني لابسين لباس القتال كامل لا يرى منهم إلا عيونهم ]]
قال ابو سفيان مدهوش : _سبحان الله يا عباس، من هؤلاء ؟
قال العباس:
- هذا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - في المهاجرين والأنصار
قال أبو سفيان: _ ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة ،والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيماً !!!!
قال العباس: يا أبا سفيان إنها النبوة
قال أبو سفيان: _ نعم نعم
_____
وحتى لا يكون في قلبك شيئا لأبو سفيان فانه لما أسلم حسن اسلامه، وقاتل مع النبي - صل اللهم عليه وسلم - في {{حنين}} وكان عمره {{ ٧٠ عاما}}
ولما انكشف المسلمون في {{حنين}} وفر بعضهم
ثبت مع النبي - صل اللهم عليه وسلم - وشارك في حصار {{الطائف}} وأصابه سهم في عينه فأصيبت
وجاء الى النبي صلى الله عليه وقال: هذه عيني أصيبت في سبيل الله
فقال له النبي - صل اللهم عليه وسلم - :_ ان شئت دعوت فردت عليك، وان شئت فالجنة
فقال: _الجنة
وشارك في معركة اليرموك ضد الروم ، وكان عمره وقتها
{{٧٦ سنة }} فكان من أكبر المسلمين عمرا
نقول {{ رضي الله عنه وأرضاه }}
________
ثم قال له العباس:_الحق الآن بقومك وحذرهم
فانطلق {{أبو سفيان}} الى مكة، وهي من الرعب في نهاية، وصرخ بأعلى صوته:_ يا معشر قريش، هذا محمد - صل اللهم عليه وسلم - قد جاءكم فيما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن
قالوا :_ قبحك الله، وما تغني عنا دارك؟
[[ يعني دارك لكم شخص تتسع ؟؟ ١٥ رجل بالكثير ومكة آلاف فيها ]]
قال :_ ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن
فقامت اليه زوجته {{هند بنت عتبة}} ونادت:- يا معشر قريش اقتلوا هذا الشيخ الأحمق، هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم ؟
فقال أبو سفيان:_ لا تغرنّكم هذه من أنفسكم، فقد جاءكم ما لا قِبَل لكم به
_______
تفرق القرشيون ولزم كثير منهم دورهم ولجأ البعض إلى المسجد
وبذلك نجحت خطة المسلمين في تحطيم مقاومة قريش
ومع ذلك رفض بعض شباب قريش الإستسلام وقرروا {{المقاومة }}وفي نفس الوقت استعد الجيش لدخول مكة
ما الذي حدث بعد ذلك
يتبع إن شاء الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

13 Jan, 04:32


🔸🔸الحلقة السابعة والثمانون بعد المائة🔸🔸
*********
السيرة النبوية العطرة
فتح مكة - اسلام ابو سفيان بن حرب
**********
وسبحان الله ومن حكمته - صل اللهم عليه وسلم - أراد أن يرى ابو سفيان حال المسلمين فذهب مع العباس ، ونظر ابو سفيان للصحابة منهم من قام يصلي ، ومنهم من يقرأ القرآن ، ومنهم من قام يناجي ربه
فلما صار وقت الفجر
قام بلال يأذن للصلاة ، وثار الناس ، وهرعوا للصلاة
فهذا التحرك من الصحابة لصلاة الفجر أرعب أبو سفيان
ففزع أبو سفيان وقال للعباس :_ يا أبا الفضل ما يريدون؟هل أمر محمد- صل اللهم عليه وسلم - بشيء ؟ !!
قال :_ لا يا ابا حنظلة أنها صلاة الفجر
قال :_ كم مرة تصلون باليوم
قال :_ خمس مرات وهذه صلاة الفجر هي اقربها لمرضاة الله واخذ يخبره عن فضلها .. فقام ابو سفيان ينظر فرأى الصحابة يتلقون وضوء رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ويتبادرون لخدمته ، ثم رآهم يركعون إذا ركع ويسجدون إذا سجد
فقال للعباس: _ يا عباس ما يأمرهم بشيء إلا فعلوه ؟!!!
فقال له العباس:_ لو نهاهم عن الطعام والشراب لأطاعوه
فقال ابو سفيان : _ ما رأيت مُلكاً مثل هذه الليلة ، و لا ملك كسرى ولا ملك قيصر ، ولا ملك بني الأصفر ، لقد اصبح ملك ابن اخيك عظيماً
فقال له :_ إنها النبوة يا ابا سفيان ، وليست الملك
قال :_ نعم هو ذاك
_______
فلما جاء الصباح جاء العباس ومعه {{ أبو سفيان }}
قال له النبي - صل اللهم عليه وسلم - :_
ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله؟
فقال أبو سفيان:_ بأبي أنت وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، والله لو كان مع الله إله غيره، لقد أغنى عني
اشهد أن لا إله إلا الله
فقال النبي - صل اللهم عليه وسلم ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
فقال أبو سفيان:_ بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك! أما هذه والله فإن في النفس منها حتى الآن شيئا
[[ ولم يكن ابو سفيان صادقا بهذه الكلمة فهو يعلم يقيناً أن محمداً رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، ولكنه يبرر إصراره على الكفر حتى هذه اللحظة ]]
فقال العباس: _ويحك يا أبا سفيان أسلم قبل أن تضرب عنقك
[[يفهم من هذا وإن قال لا اله الا الله لا يعد مسلما إلا ان يقول محمدا رسول الله كلمة التوحيد - صل اللهم عليه وسلم -
ومرة أخرى ليس هذا اجبارا لأبو سفيان حتى يدخل في الإسلام، ولكن حسب معطيات الحرب ينبغي قتله، كما أراد عمر بن الخطاب ولكنه اذا أسلم فالإسلام يهدم ما قبله، وهذا من رحمة الإسلام وهو اول اركان الاسلام الشهادتين وليست شهادة واحدة فإن لم يشهد ان محمدا - صل اللهم عليه وسلم - رسول الله فليس بمسلم ]]
فلما قال العباس هذا
قال ابو سفيان :_ فإني اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - رضي الله عن {{ ابو سفيان }} وعن صحابة رسول الله جميعا - صل اللهم عليه وسلم -
______
ثم قال العباس:_ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ان أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا
فقال النبي - صل اللهم عليه وسلم - :_ نعم
انطلق اباسفيان الى قومك واخبرهم
من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن
ومن دخل المسجد فهو آمن
_______
كان يمكن للنبي - صل اللهم عليه وسلم - ، أن يكتفي بأن من من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن
فما الفرق بين من دخل بيته او دخل بيت ابو سفيان إذن ؟؟
هو أراد أن يتألف قلب {{أبو سفيان}} وكان اعلان النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، أن من أغلق عليه بابه فهو آمن
يعني بلغة العصر الآن تطبيق {{ حظر تجول }}
وهذه هي أول مرة في التاريخ يطبق فيها حظر التجول فالرسول - صل اللهم عليه وسلم - هدفه هو أن يدخل مكة بلا قتال ومن غير سفك للدماء
ويعتمد في ذلك على اخافة قريش حتى تسلم وتجبن عن القتال
ولذلك أمر الصحابة بأن يوقد كل منهم نارا، ثم هو يعلن الآن بأن من يغلق عليه بابه فهو آمن يعني من يجلس في بيته ولا يشترك في القتال أوالمقاومة فهو آمن، واستثنى المسجد لمكانته، وحتى يكون مكانا يتحدث فيه الى الناس
_____
واستكمالا لخطة اخافة قريش
أمر النبي - صل اللهم عليه وسلم - {{ العباس }} بأن يجعل
{{ أبو سفيان}} في مكان يرى فيه الجيش كله حتى ينقل هذه الصورة لقريش
فقال النبي - صل اللهم عليه وسلم - للعباس:_ يا عباس احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل [[ المكان الضيق الذي سيمر منه الجيش ]] حتى تمر به جنود الله فيراها ، ولا تلعب به نفسه

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

13 Jan, 03:46


https://t.me/Snow66673

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

12 Jan, 18:23


الشتاء غنيمة العابدين الباردة♥️

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

05 Jan, 05:13


فقال أبو سفيان: _أبا الفضل ؟
قال العباس: _ نعم
قال أبو سفيان: _ مالك، فداك أبي وأمي ؟
فقال العباس:_ويحك يا أبا سفيان !
هذا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - في الناس ، على رأس عشرة ٱلاف مدجج بالسلاح، يا ويل قريش والله ، واصباح قريش
[[ يعني خربت دياركم لن يصبحكم الله بخير ]]
قال أبو سفيان:_ فما الحيلة يا ابا الفضل فداك ابي وأمي ؟
قال العباس: _ اتسأل المشورة هذا الليلة يا ابا حنظلة ؟؟
والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك، فاركب خلفي على هذه البغلة، حتى آتي بك رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - فأستأمنه لك
فركب {{ أبو سفيان}} خلف {{ العباس}} على بغلة رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ورجع حكيم و بديل
______
وعاد {{ العباس}} الى معسكر المسلمين فكلما مر على أحد من المسلمين
قال :_ من هذا ؟؟
فاذا اقترب قالوا {{ عم رسول الله على بغلته }}فيتركوه حتى مر على قائد الحرس {{عمر بن الخطاب}} فقال :_من هذا ؟؟ ثم قام فنظر
فرأى أبو سفيان فقال:_ أبو سفيان عدو الله، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد
[[ كان قتل سيد قريش قبل بدء المعركة مكسب كبير للمسلمين يمكن أن يحسم المعركة، ولذلك أراد عمر أن يقتل أبو سفيان وقد جاء بعد نقض العهد، بينما لم يفعل ذلك عندما جاء أبو سفيان الى المدينة، لأن أبو سفيان جاء سفيرا لقريش، ولذلك قال عمر الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد، مافي شي يمنعني من قتلك الآن ]]
ثم أخذ عمر يشتد نحو رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
ودخل عليه وقال: _ يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد، فدعني فلأضرب عنقه
فقال العباس: _ يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - إني قد أجرته
فأصر {{عمر }} على قتل {{ أبو سفيان}} وأخذ يتحدث الى الرسول - صل اللهم عليه وسلم - في ذلك و{{ العباس}} يرد على عمر
والنبي - صل اللهم عليه وسلم - لا يرد عليهما
يقول العباس: _ فلما أكثر عمر في شأنه ومجادلته
قال العباس :_ مهلا يا عمر فوالله لو كان {{أبو سفيان}} من بني عدي [[ اي لو كان من قبيلتك يا عمر ]] ما قلت هذا ولكن لأنه من {{ بني عبد مناف}}
[[كان العباس لا يزال متأثرا بالجاهلية، ولم تكن قضية الولاء للمسلمين والبراء من المشركين واضحة في ذهنه ]]
فأراد عمر أن يعطيه درسا هاما في الولاء والبراء
وقال له:_ مهلاً يا عباس، فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم
وما ذاك الا أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، من إسلام الخطاب لو أسلم
ثم قال الرسول - صل اللهم عليه وسلم - للعباس:
- اذهب به يا عباس الى رحلك فاذا أصبحت فأتني به
النبي - صل اللهم عليه وسلم - يريد لابي سفيان أن يسلم
كيف لا ؟؟ وهو الذي ارسله الله رحمة للعالمين ، وهو الذي يقول - صل اللهم عليه وسلم - {{ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }}
ليس فقط اخوك بالدين ، واخوك في الانسانية أيضا ، ألسنا كلنا من آدم ، وعدونا واحد وهو أبليس ، اليس من واجبك إذا هداك الله وأنار قلبك ، أن تتمنى هذه الهداية لجميع خلق الله على الإطلاق
______
يتبع إن شاء الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

05 Jan, 05:13


🔸🔸الحلقة السادسة والثمانون بعد المائة🔸🔸
********
السيرة النبوية العطرة
(( استعداد جيش المسلمين لدخول مكة ))
_____
قلنا أن قريش نقضت صلح {{ الحديبية }} واعتدت على قبيلة {{خزاعة}} وهي في حلف النبي - صل اللهم عليه وسلم -
وقرر النبي - صل اللهم عليه وسلم - الخروج لفتح مكة
وأعلن للصحابة وجهته وانه يريد فتح مكة
_______
وخرج - صل اللهم عليه وسلم - من المدينة بجيش قوامه
{{ ١٠ آلاف مقاتل }} مدجج بالسلاح
الله الله ، ما أجمل دين الله وما أعظم كلام الله
{{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }} سبحانك ما أعظمك ، سبحانك ما أجملك ، سبحانك ربي سبحانك
لقد هاجر الى المدينة - صل اللهم عليه وسلم قبل {{ ٨ سنوات إلا ٣ أشهر }}
وحده بصحبة الصديق ومطارد في الطريق ، واليوم يرجع الى مكة على رأس{{ ١٠ آلاف }} موحد بالله لو أمرهم أن يزيلوا الجبال لأزالوها ، هكذا من صدق الله .. ولم تشهد الجزيرة هذا العدد الكبير من الجيش الا جيش أبرهة في عام الفيل وهو العام الذي ولد فيه النبي - صل اللهم عليه وسلم - قبل الهجرة بخمسين عاما، ثم في غزوة الأحزاب في السنة الخامسة من الهجرة
10 الاف
وكان قوام الجيش من أهل المدينة من المهاجرين والأنصار
{{ ٧٠٠ من المهاجرين }} و{{ ٤ آلاف من الانصار }} اهل المدينة
والبقية من القبائل العربية التي دخلت الإسلام
وجاءت الى المدينة للإنضمام الى الجيش استجابة لأمر النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، أو لحقت بالجيش وهو في طريقه من المدينة الى مكة
وكان خروج الجيش من المدينة في {{ ١٠ رمضان }} من السنة الثامنة من الهجرة وكان النبي - صل اللهم عليه وسلم - صائما والجيش كله صائما، حتى اذا وصلوا الى موضع اسمه {{ الكديد}}
أفطر النبي - صل اللهم عليه وسلم ، فأفطر المسلمون
وظل النبي - صل اللهم عليه وسلم - يفطر حتى دخل مكة
وقد أخذ الفقهاء من ذلك أن المسافر له أن يصوم وله أن يفطر
________
في ذلك الوقت كانت قريش لا تعلم شيئا عن تحركات المسلمين،
وقد أعمى الله الأخبار عن قريش إجابة لدعائه - صل اللهم عليه وسلم - ، فلم يعلموا بوصوله إليهم، ولم يبلغهم حرف واحد من مسيره إليهم
وفي هذه الأثناء خرج {{العباس بن عبد المطلب}} عم النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، بأهله من مكة مهاجرا الى المدينة، وكان {{ العباس }} قد أسلم منذ {{ بدر }}في السنة الثانية من الهجرة
ولكنه لم يهاجر منذ ذلك التاريخ ولمدة {{ ٦ سنوات }} بالرغم من أن الهجرة قبل فتح مكة كان فرضا ، لأنه كان عيناً للنبي - صل اللهم عليه وسلم - في مكة فكان {{ العباس}} هو آخر من هاجر من المسلمين، فقابل {{العباس}} جيش المسلمين في منطقة {{ الجحفة }} وسر به النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، وانضم {{ العباس}} الى جيش المسلمين المتجه لفتح مكة ، وأرسل أهله وثقله إلى المدينة
________
فلما وصل - صل اللهم عليه وسلم - الى {{ مَرُّ الظهران}} وهو وادٍ في شمال مكة يبعد عن مكة {{ ٢٢ كم }} ويسمى الآن {{ وادي فاطمة}} فعسكر الجيش هناك وأمر النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، الجيش بأن يوقد كل منهم نارا فأوقدوا عشرة آلاف نار، حتى اذا رأتهم عيون قريش تصيبهم الرهبة من الجيش، وجعل النبي - صل اللهم عليه وسلم - قائد الحرس هو {{ عمر بن الخطاب}}
________
وكان {{ العباس}} عندما راى جيش المسلمين وكثرتهم
علم أن قريش لا قبل لها بهذا الجيش وعلم أنه اذا وقع قتال فسيتم سحق قريش تماما وأشفق {{ العباس بن عبد المطلب}} على قريش
فركب بغلة النبي - صل اللهم عليه وسلم - واتجه الى مكة، حتى يقنع قريش بأن تستسلم وأن تطلب الأمان من النبي - صل اللهم عليه وسلم -
______
وفي ذلك الوقت كان قد خرج من مكة أبو سفيان بن حرب و حكيم بن حزام و بديل بن ورقاء يلتمسون الأخبار بأنفسهم، فلما رأوا النيران
قال أبو سفيان :_ما رأيت كالليلة نيرانا قط ولا عسكرا ، هذه النيران كنيران عرفة
فقال بديل:_ هذه والله خزاعة حمشتها الحرب [[ أي حمستها الحرب لتنتقم وتأخذ الثأر ]] وكان {{ بديل }} من {{ خزاعة }} يقيم في مكة فهو يتمنى أن تكون كل هذه الجموع من {{ خزاعة }}
فقال أبو سفيان:_ خزاعة !!! هي أذل وأقل من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها
فسمع أصواتهم من بعيد {{ العباس بن عبد المطلب }}
فعرفهم فنادى {{العباس }} بأعلى صوته على {{ أبو سفيان}}
وقال :_ يا أبا حنظلة [[ أبا حنظلة هو كنية أبو سفيان لأن ابنه الأكبر هو حنظلة وقد قتل يوم بدر كافرا ]]

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

05 Jan, 05:13


🔸🔸الحلقة الخامسة والثمانون بعد المائة🔸🔸

***********

السيرة النبوية العطرة

قصة حاطب بن ابي بلتعة

=====================

أمر النبي - صل اللهم عليه وسلم - الجيش بالإستعداد ، وأمر بالمسلمين من القبائل خارج المدينة أن يتجمعوا في المدينة

وكما هي عادة النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، لم يخبر أحدا أين وجهته

{{ استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان }}

وكان - صل اللهم عليه وسلم - شديد الحرص على كتم خبر خروج الجيش الى مكة لأنه - صل اللهم عليه وسلم - ، كان يريد ويخطط لدخول مكة بلا قتال، وسفك دماء بالحرم

فكان يريد أن يستخدم كل عوامل القوة حتى يصل بقريش الى الإستسلام

ومن عوامل القوة هو مفاجأة العدو، وكان - صل اللهم عليه وسلم - يقول في دعائه {{اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها }}

كذلك كانت هناك وحدات صغيرة بقيادة عمر بن الخطاب

تقف على مداخل المدينة [[ نسميه حاجز هويتك وين رايح وين كنت ، تحقق في الداخلين والخارجين من المدينة المنورة]]

وتتحفظ على من سلك طريق المدينة مكة، وذلك حتى يحول دون حصول قريش على أي معلومات عن تجهيزات المسلمين

وبرغم ذلك فقد كان النبي - صل اللهم عليه وسلم - مضطرا الى أن يقول هذا السر لكبار الصحابة ، و صحابته المقربين الذين طلب منهم مهمات عسكرية محددة

ومن هؤلاء الذين علموا بنيته في فتح مكة {{حاطب بن ابي بلتعة}} رضي الله عنه و{{حاطب بن ابي بلتعة}} كان عمره في ذلك الوقت

{{ ٤٣ عام}} أي أنه في سن اكتمال الرجولة، وهو من المهاجرين

ومن الذين اشتركوا في بدر وثبت مع النبي في أحد كما شهد الخندق والحديبية وهو الذي أرسله النبي - صل اللهم عليه وسلم - الى المقوقس حاكم مصر ودار بينهما حوارات طويلة

حتى قال له المقوقس في النهاية :_أنت حكيم جئت من عند حكيم

ولكن في لحظة من لحظات الضعف الإنساني والصحابة ليسوا بمعصومين ، فلكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة

وهذا الصحابي الجليل ، كانت له ذلة ولكنها غير قادحة بأيمانه

فقرر {{ حاطب }} أن يفشي سر رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، وأن يخبر قريشا بقدوم النبي- صل اللهم عليه وسلم - اليهم وكان السبب

أن {{ حاطب }} كان له بمكة بعض أهل بيته، وكانت له تجارة في قريش، وكان {{ حاطب}} يعاني من ايذاء قريش له في أهله وماله في مكة

فأراد {{حاطب}} أن يؤدي لأهل مكة خدمة، حتى لا يؤذونه في أهل بيته ولا في تجارته .. فكتب {{حاطب}} الى أهل مكة كتابا أخبرهم فيه بمسير النبي - صل اللهم عليه وسلم - اليهم وأعطى {{حاطب }} هذه الرسالة الى امرأة في المدينة اسمها {{ سارة}} وكانت {{ سارة }} مغنية تغني في مكة

[[ يعني بلغة المسلمين اليوم فنانة نجمة ]]

وكانت قد قدمت المدينة تشكو الحاجة

فقال لها النبي - صل اللهم عليه وسلم:- ما كان في غنائك ما يغنيك؟

فقالت: _ان قريشا تركوا الغناء منذ قتل منهم من قتل ببدر

فأعطاها النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، ثم عرض عليها الإسلام فرفضت، وقبل منها النبي - صل اللهم عليه وسلم - أن تظل بالمدينة على كفرها

فأعطى {{حاطب }}الرسالة الى هذه المرأة، وأعطاها مبلغا من المال على أن تبلغ هذه الرسالة الى قريش

وقال لها: _ اخفيه ما استطعت، ولا تمري على الطريق، فإن عليه حرسا

فخرجت فسلكت غير الطريق ، وجعلت الكتاب في قرون رأسها [[ أي ضفائر شعرها خوفا أن يطلع عليه أحد]] وهي لا تعلم مضمون الكتاب

ولبست لباسها وكان لباسهن مسلمات وغير مسلمات احتشام كامل

واتجهت نحو مكة وعندما رأى الحرس امراة تركب دابة لم يلتفتوا اليها فليس لهم شأن بها فتركوها

فهبط جبريل على النبي - صل اللهم عليه وسلم - يخبره بما صنع حاطب

فقال النبي :_قم يا علي والزبير وطلحة والمقداد، و أدركا امرأة بمحل كذا، قد كتب معها حاطب بكتاب إلى قريش يحذرهم ما قد أجمعنا له في أمرهم

فخذوه منها وخلوا سبيلها، فإن أبت فاضربوا عنقها

فخرجوا مسرعين خلفها ، حتى أدركوها في ذلك المحل الذي ذكره

فقالا لها:_ أين الكتاب؟

فحلفت بالله ما معها من كتاب، فاستنزلاها وفتشاها والتمسا في رحلها فلم يجدا شيئا

فقال لها علي :_ إني أحلف بالله ما كذب رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - قط ولا كذبنا، ولتخرجن هذا الكتاب، أو لنكشفنك، ونمزق عليك الثياب

[[امرأة مشركة وفنانة ، مش مسلمة ولما سمعت كلمة نمزق الثياب صاحت بأعلى صوتها لاااا لااااا ورب الكعبة سأعطيكم الكتاب اياكم ان تمزقوا ثيابي ،

قالت :_ اعطيكم الكتاب ، ولكن اصرفوا وجوهكم عني

[[ كمان !!! ما بدها تحل جديلة شعرها ويشوفوا شعرها مشان تخرج الكتاب لان كان اذا انكشف شعر المرأة تقوم حرب بين العرب ]]

فأعرضوا بالنظر عنها

فكشفت شعرها ،و حلت قرون شعرها ، واستخرجت الكتاب منه ، فأخذ علي الكتاب منها ثم تركوها وانصرفوا

ورجعوا الى رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - وهو جالس بين اصحابه

فقال :_ اقرأ الكتاب يا علي [[ وكان علي قارئ ]] وحاطب يجلس بين الناس

فقرأ علي :_

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

05 Jan, 05:13


{{ من حاطب ، فإن رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - قد توجه إليكم بجيش كالليل، يسير كالسيل، وأقسم بالله لو سار إليكم وحده لينصرنه الله تعالى عليكم، فإنه منجز له ما وعده فيكم، فإن الله تعالى ناصره ووليه }}

فنظر النبي - صل اللهم عليه وسلم - لحاطب

وقال له :_ ماهذا يا حاطب ؟ !!

فقال حاطب:_ بأبي وأمي انت يارسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، والله ماكفرت منذ ان آمنت ، ولكن امهلني حتى اقول لك

قال :_ قل

قال :_ يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - ، لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش [[يعني حليفا لقريش مش من قريش ]]

وليس احد من اصحابك من المهاجرين إلا ولهم قرابات يحمون بها أهليهم وأمواله، فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم، أن اتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام

فقال النبي :_ أما أنه فقد صدقكم

[[كان ما فعله حاطب رضي الله عنه جريمة شنعاء، وبتعبير العصر فهي خيانة عظمى، لأنه أفشى سرا عسكريا خطيرا كان يمكن أن يعرض الجيش الإسلامي كله لخطر عظيم

ولذلك فان {{عمر بن الخطاب}} لم يقنعه ما قاله حاطب، فهو بذلك يحمي أهله على حساب جيش بالكامل ]]

ولذلك قال عمر:_ يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - دعني أضرب عنق هذا المنافق

فقال النبي - صل اللهم عليه وسلم:_ لا يا عمر ومن قال لك انه منافق ، انسيت انه بدري [[ نعم حاطب شهد بدر ]]

«إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ‏ بَدْرًا؛ ‏وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ ‏ ‏فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شئتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ».

يقول عمر :_ فما بقي بدري في المسجد ٱلا وأجهش [[ اي بكى ]]

يعني لولا هذه الذلة من هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه من اين تأتي هذه البشرى لاهل بدر ، أن الله قد تجلى واطلع على أصحاب بدر يوم بدر وقال قد رضيت عنكم فأفعلوا، ما شئتم فقد غفرت لكم

ثم اكب حاطب على يدي النبي صلى الله عليه يقبلهما ويبكي ويقول :_ والله لم انافق يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -

والنبي - صل اللهم عليه وسلم - يقول له :_ وانا اشهد

فالرسول صلى الله عليه لم يعفو عن حاطب فقط، وانما أيضا رفع من قدره أمام المسلمين، لأن حاطب قدم تضحيات كثيرة، وله رصيد عند النبي - صل اللهم عليه وسلم -

فليس معنى أنه أخطأ مرة أن ينسى له النبي - صل اللهم عليه وسلم - ما قدمه من قبل

و الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم ، لا يريد أن يكون عونا للشيطان على {{حاطب}} فالمسلم عندما يكون صالحا ويرتكب ذنبا يوسوس اليه الشيطان أنه قد أضاع كل شيء ويحبطه عن التوبة

و النبي - صل اللهم عليه وسلم - لا يريد لحاطب أن يسقط في هذه الدائرة، بل على العكس يريد أن يأخذ بيده حتى يخرج به من هذه الأزمة

والبطولة هي أن تأخذ بيد المخطىء وتصلحه لا أن تسحقه

وقد سجل القرآن العظيم هذا الموقف لحاطب بن أبي بلتعة في أول سورة الممتحنة، يقول تعالى

{{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ }}

ونلاحظ ان الله عزوجل بهذه الآية يشهد لحاطب بالأيمان

{{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة}}

إذن وصفه بالايمان وقوله عدوي وعدوكم أي يا حاطب اعدائي هم اعدائك لأنك من أهل الله وخاصته فأنت مع الله ورسوله - صل اللهم عليه وسلم - وعباده الصالحين

ثم دعى النبي - صل اللهم عليه وسلم - ربه مرة أخرى

{{اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها }}

يتبع إن شاء الله …

------صل اللهم عليه وسلم-------

من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

01 Jan, 13:40


فقال لعلى بن أبي طالب في هلع وانزعاج ويأس وقنوط‏:‏
يا أبا الحسن، إني أري الأمور قد اشتدت علي، فانصحني،
قال‏:‏ والله ما أعلم لك شيئاً يغني عنك‏.‏ ولكنك سيد بني كنانة، فقم فأجر بين الناس، ثم الْحَقْ بأرضك‏.‏
قال‏:‏ أو تري ذلك مغنياً عني شيئاً‏؟‏
قال‏:‏ لا والله ما أظنه، ولكني لم أجد لك غير ذلك‏.‏
فقام أبو سفيان في المسجد، فقال‏:‏ أيها الناس، إني قد أجرت بين الناس، ثم ركب بعيره، وانطلق‏.‏
ركب أبو سفيان بعيره راجعا إلى مكة، ومر في طريقه على سلمان وصهيب وبلال .. فقالوا: _ والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها
[[ يعني مثل ما نقول يا حسرة على هذه السيوف التي بأيدينا لم تقتل هذا الكافر في الحروب السابقة لعلها في الايام القادمة تنال منه ]]
فسمعهم {{ أبو بكر }} فلم يعجب ابو بكر ما قالوه، فنهرهم قائلا:_ أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟! وذهب {{أبو بكر}} وأخبر النبي - صل اللهم عليه وسلم -
فقال: _يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم؟ لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك
وفهم {{أبو بكر}} فورا
[[ إن كنت أغضبتهم، لماذا؟ لأن هؤلاء من أولياء الله{{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُون }} يقول الله في الحديث القدسي من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، فمن أغضب أولياء الله ، فإنه يغضب الله عزوجل ، لذلك اخفى الله أولياءه بين البشر حتى يكون الناس على حذر ولا يتجرأ أحد ، أن يؤذي إنسان ويكون هذا الانسان في علم الغيب من اولياء الله ]]
وذهب ابوبكر من فوره الى سلمان وصهيب و بلال وقال لهم:_ يا إخوتاه، أغضبتكم؟ فقالوا: _لا، يغفر الله لك يا أُخيَّ
[[اذن كان هناك منتهى الغلظة في التعامل مع أبو سفيان ولم ينكر النبي - صل اللهم عليه وسلم - على أي منهم ما فعله، لأن الموقف موقف حرب، ولابد من الغلظة في التعامل مع الكفار في وقت الحرب ]]
قال تعالى {{ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ }}
ورجع أبو سفيان إلى مكة، وهو يعلم أنه قد فشل في أداء مهمته
وقال له أشراف مكة: - ما وراءك؟
فقال أبو سفيان: جئت محمدا - صل اللهم عليه وسلم - فكلمته، فوالله ما رد علي شيئا، ثم جئت ابن أبي قحافة، فوالله ما وجدت فيه خيرا، ثم جئت عمر فوجدته أدنى العدو، ثم جئت عليا فوجدته ألين القوم، وقد أشار علي بأمر صنعته، فوالله ما أدري هل يغني عني شيئا أم لا؟
فقالوا: - فبماذا أمرك؟
فقال: - أمرني أن أُجير بين الناس ، ففعلت.
قالوا: - فهل أجاز ذلك محمد ؟ - صل اللهم عليه وسلم -
قال: - لا
قالوا: - ويحك! ما زادك الرجل على أن لعب بك.
فقال أبو سفيان: - لا والله ما وجدتُ غير ذلك
وعلمت قريش أن احتمال قيام معركة مع المسلمين أمر محتمل ووارد
وعلمت أن قيام النبي - صل اللهم عليه وسلم - بغزو مكة أمر محتمل ووارد
يتبع ان شاء الله
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

01 Jan, 13:40


🔸🔸الحلقة الرابعة والثمانون بعد المائة🔸🔸
*******
السيرة النبوية العطرة
ابو سفيان يحاول التفاوض
*******
وكانت بنته زوجة النبي {{ ام حبيبة رملة بنت ابو سفيان رضي الله عنها }}
قالوا له :_ تذهب لزيارت بنتك ، ومن خلالها تصل لمحمد - صل اللهم عليه وسلم - وأطلب إليه أن يشد بالعهد ويزيد في المدة
وخرج ابو سفيان وحده لتجديد العهد، وطلب مد مدة الهدنة
سيد قريش يقوم بهذه المهمة بنفسه؟؟!!!
كان هذا تنازل كبير عن كرامة قريش وكبريائها
وهذه هي أول مرة في تاريخ قريش تقدم فيه مثل هذا التنازل
ولكن قريش رأت أن تقدم هذا التنازل وتخسر هذه الخسارة خير لها ألف مرة من خسارة أكبر كثيرا ، لو قام المسلمون بغزو مكة، وهذا يدل على مدى الرعب والرهبة الذي كانت فيه قريش من المسلمين
انطلق {{ أبو سفيان}} من {{ مكة }} ووصل أبو سفيان الى المدينة، وكان عمره في ذلك الوقت {{ ٧٠ عاما }}
واتجه أول الأمر الى ابنته {{ أم حبيبة}} زوجة النبي - صل اللهم عليه وسلم -
وقلنا من قبل ان النبي - صل اللهم عليه وسلم -
كان قد تزوجها منذ عام واحد في السنة {{السابعة من الهجرة}} وهي بالحبشة
وكانت {{ أم حبيبة ، رملة بنت أبي سفيان }} من اوائل المسلمين الذين أسلموا في مكة وهاجرت للحبشة وذكرنا قصتها بالتفصيل
وأبو سفيان له {{ ١٧ }} من الابناء
{{ ١٠ }} من البنات و {{ ٧ }} من الأولاد
منهم ولده الأكبر {{ حنظلة }} قتل في بدر كافرا
فأبو سفيان لقب ، أما كنيته الحقيقية {{ أبو حنظلة }}
ومن ابناءه {{معاوية بن ابي سفيان }} الذي أصبح خليفة المسلمين
طرق باب حجرة بنته {{ أم حبيبة }} رضي الله عنها فلما فتحت نظرت الى أبيها
وكان هذا اللقاء بعد غياب {{ ١٦ سنة }}
فكان {{أبو سفيان}} يعتقد من {{أم حبيبة}} استقبالاً حافلاً ولكن {{ أم حبيبة }}
نظرت إلى ابوها سيد قريش ، ولكنه عدو لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم -فسكتت ولم تتكلم وحارت بأمرها
فأراد ابوها أن يفك هذه الحيرة فدخل من دون أن تقول له ادخل
ولما ان أراد أن يجلس على الفراش الوحيد في الغرفة، وهو فراش النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، اذا بها تسرع وتطوي الفراش حتى لا يجلس عليه أبوها .. فتعجب وكانت صدمة له ، فأراد ان يخرج من هذا الحرج
وقال لها بلطف :_ يا بنية ، ما أدري أرغبتِ بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟!
[[ يعني لم تجلسيني على الفراش لأني رجل عظيم لا يصح أن أجلس على هذا الفراش المتواضع، أم أنا أقل من أن أجلس على هذا الفراش ]]
وانظروا ما أجمل الإيمان بالله عندما يكون صادقاً لا يعرف المداهنة ، حتى ولو كان ابوها
قال تعالى {{ لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ }}
:_يا بنية ، ما أدري أرغبتِ بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟!
فقالت له أم حبيبة في صلابة وجفاء واضح
:_ هو فراش رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - ، وأنت مشرك نجس، فلم أحب أن تجلس على فراشه..فصدم أبو سفيان من رد ابنته ودارت الأرض به
وقال: _ يا بنية، والله لقد أصابك بعدي شرٌّ كبير
قالت :_ بل أصابني الخير الكثير وهداني الله تعالى للإسلام وأنت تعبد حجرا لا يسمع ولا يبصر، واعجب منك يا أبتِ وأنت سيد قريش وكبيرها
قال :_أأترك ما كان يعبد آبائي وأتبع دين محمد؟ - صل اللهم عليه وسلم -
[[إذا كان هذا جوابها عندما أراد أن يجلس فكيف لو أراد أن يناقشها بأمور أخرى ]] فتركها وخرج حتى أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكلمه، فلم يرد عليه شيئاً،
ثم ذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ ما أنا بفاعل‏.‏
ثم أتي عمر بن الخطاب فكلمه، فقال‏:‏ أأنا أشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فوالله لو لم أجد إلا الذَّرَّ لجاهدتكم به،
[[ أي لو لم يكن معي الا جيش من النمل لقاتلتكم به يعني اذا مات الرجال كلهم وما بقي رجال بغزوكم بالنمل ]]وخرج {{ أبو سفيان }} من عند {{ عمر}}
ثم جاء فدخل على على بن أبي طالب، وعنده فاطمة، وحسن، غلام يدب بين يديهما، فقال‏:‏ يا علي، إنك أمس القوم بي رحماً، وإني قد جئت في حاجة، فلا أرجعن كما جئت خائباً، اشفع لي إلى محمد، فقال‏:‏ ويحك يا أبا سفيان، لقد عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه‏.‏ فالتفت إلى فاطمة، فقال‏:‏ هل لك أن تأمري ابنك هذا فيجير بين الناس، فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر‏؟‏
قالت‏:‏ والله ما يبلغ ابني ذاك أن يجير بين الناس، وما يجير أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
وحيئذ أظلمت الدنيا أمام عيني أبي سفيان،

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

01 Jan, 13:40


🔸🔸الحلقة الثالثة والثمانون بعد المائة 🔸🔸
السيرة النبوية العطرة (( مقدمة فتح مكة ))

-------------------------------------------
بعد نقض قريش صلح {{ الحديبية }}
قرر النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، أن يقوم بغزو مكة
وسبحان الله العظيم إذا أراد امراً ، يهيئ له الأسباب
جاء نقض الصلح من قريش في هذا الوقت فمكة بيت الله الحرام، ولا يجوز أن تكون تحت حكم المشركين ولا يجوز أن تكون هناك أصنام حول الكعبة
ولا يجوز أن يطوف البعض بالبيت عرايا ولا يجوز أن يكون في مكة بيوت دعارة، وهناك بصفة عامة أوضاع كثيرة غير مقبولة في مكة
كما أن مكة لها مكانتها المعروفة بين العرب
فلو فتحها المسلمون لدخلت {{الجزيرة العربية }}كلها في الإسلام
وهذا ما حدث بالفعل كما قال تعالى
{{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا }}
و غدر قريش ونقضهم صلح الحديبية أمر قد لا يتكرر مرة أخرى
لأن قريش تعلم جيدا أن موازين القوى أصبحت في ذلك الوقت في صالح المسلمين تماما ، وكان هذا الإعتداء من جانبهم على خزاعة تهورا وتصرفا أحمقا غير مبرر فهم ليسوا على عداوة مع {{ خزاعة }} بالأصل
ولا هم علاقتهم بهذه القوة مع {{ بنى بكر }} ولو تكرر هذا الموقف مائة مرة لما تهورت قريش وأقدمت على ما هي اقدمت عليه
ولو لم تنقض قريش الصلح ، كان يجب على النبي - صل اللهم عليه وسلم - أن ينتظر {{ ٨ }} سنوات أخرى وهي المدة الباقية من صلح الحديبية، لأن المسلمون يحترمون تعاهداتهم، ولا يمكن أن ينقض الرسول - صل اللهم عليه وسلم - العهد ابدا
فقرر النبي - صل اللهم عليه وسلم - غزو مكة ، ولكنه لم يخبر احدا
نرجع لقريش
ومثل ما يقول العوام من الناس [[ راحت السكرة وجاءت الفكرة يعني جاء العقل بعد الجنون ]] وأخذت {{ قريش }} تبحث عن حل للمشكلة التي أوقعت نفسها فيها
فقالوا :_ ما فعلناه إن بلغ محمداً - صل اللهم عليه وسلم - ، فهو نقض للصلح فما العمل ؟؟ قريش خائفة لنقضهم الصلح مع المسملين
والسبب :هي تعلم جيدا أنها الآن أضعف بكثير من المسلمين
وتعلم جيدا أنه اذا كانت القوة متعادلة بين الفريقين في السنة السادسة من الهجرة، عند توقيع صلح الحديبية فان ميزان القوة الآن في صالح المسلمين بعد عامين فقط في السنة الثامنة من الهجرة
فقد رأت قريش أن المسلمون قد انتصروا بعد {{الحديبية }} في معركتين من أصعب المعارك وهما {{ خيبر }} و{{ مؤتة }}
{{ خيبر }} بحصونها وكثرة مقاتليها أقوى من قريش
وفي {{ مؤتة }} ثبت المسلمون أمام جيش الإمبراطورية الرومانية
وتعلم قريش أن الجيش الإسلامي مدرب تدريبا جيدا، لكثرة المعارك التي خاضها في فترة قصيرة جدا، وتعلم أن الروح المعنوية للجيش مرتفعة جدا
من جهة أخرى تضاعفت أعداد المسلمين في هذه الفترة من الزمن
ودخلت كثير من القبائل بل والممالك في الإسلام
فاليمن دخلت في الإسلام وعمان دخلت في الإسلام، ودخلت كثير من القبائل في حلف النبي - صل اللهم عليه وسلم -
بينما أحلاف قريش قليلة جدا وغير قوية، وتكاد تكون محصورة في ذلك الوقت في {{ بنى بكر }} فقط
شيء آخر وهو تناقص أعداء المسلمين ، وضعفت شوكتهم، فاليهود انتهى خطرهم تماما و{{ غطفان }} التي كانت القوة الأكبر في حصار المدينة في الأحزاب انتهى خطرها كذلك وجاءت وفودها تعلن الإسلام
كانت قريش تعلم كل ذلك ، ولذلك اجتمعت قريش لتبحث عن حل لهذه المشكلة التي أوقعت نفسها فيها
وهي نقضها لبنود صلح {{الحديبية }} وبالتالي احتمال دخولها في حرب جديدة مع المسلمين، بل وغزو المسلمين لمكة
وقررت قريش في هذا الإجتماع أن ترسل {{ ابو سفيان بن حرب }}
فقالوا له: ما لها سواك يا أبا سفيان ، اخرج إلى محمد - صل اللهم عليه وسلم - فكلمه في تجديد العهد وزيادة المدة

يتبع إن شاء الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

29 Dec, 04:17


تخيل لو عشت كده😊

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

29 Dec, 04:16


🔸🔸الحلقة الثانية والثمانون بعد المائة 🔸🔸

السيرة النبوية العطرة (( فتح مكة ، قريش تنقض صلح الحديبية ))
________
اولاً ... علينا أن نركز في هذا الجزء جيداً
لأن الكثير يجهل كيف تم نقض صلح {{ الحديبية }}
قلنا أنه تم عقد صلح {{ الحديبية }} بين المسلمين وبين قريش في {{ذي القعدة }} من السنة السادسة من الهجرة وكان من بنود صلح الحديبية هذا البند وهو :_
{{ من أحب أن يدخل في عقد محمد- صل اللهم عليه وسلم - وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه }}
__________
لنقف عند هذا البند وهو ما نسميه{{ التحالف }}
كانت التحالفات في الجزيرة العربية معروفة ، والسبب لأن العرب في الجاهلية ، كانوا يقتتلون دائماً مع بعضهم البعض كل قبيلة مع الأخرى ..
فكانت القبائل القوية تعتدي على القبائل الضعيفة .فماذا كانت تفعل القبائل الضعيفة لتحمي نفسها ؟؟
كانت تتحالف مع قبيلة قوية ما نسميه اليوم بلغة العصر الآن {{ أتفاقية دفاع مشترك}} بين دولتين ..بمعنى اذا حدث اعتداء على أحد الدولتين يكون اعتداء على الدولة الأخرى، ويجب على هذه الدولة بموجب هذا الحلف أن تنصر الدولة التي وقع عليها الاعتداء ..فكل قبيلة ملزمة بهذا التحالف أن تدافع على القبيلة الأخرى المتحالفة معها ، إذا وقع أي اعتداء
______
فلما تم عقد صلح الحديبية دخلت قبيلة {{خزاعة }} في حلف النبي - صل اللهم عليه وسلم - لأن العلاقة بين النبي - صل اللهم عليه وسلم - وبين {{ خزاعة }} كانت قوية لأن هناك علاقات قوية حميمية قديمة بين {{خزاعة}} وبين {{ بني هاشم }} التي منها النبي - صل اللهم عليه وسلم -
حتى عبد المطلب {{ شيبة الحمد }} جد النبي - صل اللهم عليه وسلم - كان قد تحالف مع خزاعة قديما ، وكان هنالك كتاب بينهم بهذا التحالف
________
وهذا نص الكتاب وانظروا كما كانت العلاقة بين بني هاشم وخزاعة
باسمك اللهم، هذا ما تحالف عليه {{عبد المطلب بن هاشم }} ورجالات عمرو بن ربيعة من {{ خزاعة}} تحالفوا على التناصر والمواساة ما بلّ بحر صوفة، حلفا جامعا غير مفرق ..الأشياخ على الأشياخ، والأصاغر على الأصاغر، والشاهد على الغائب
وتعاهدوا وتعاقدوا أوكد عهد [[ أي عهد مؤكد شديد ]] وأوثق عقد ، لا ينقض ولا ينكث [[ تخيلوا ، لا يلغى ابدا ]]
ما أشرقت شمس على ثبير، وحنّ بفلاة بعير، وما أقام الأخشبان، وعمر بمكة إنسان ، حلف أبد لطول أمد [[يعني حلف لحتى تقوم الساعة ]] يزيده طلوع الشمس شدّا وظلام الليل مدا ..وأن {{عبد المطلب }} وولده ومن معهم ورجال خزاعة متكافئون متظاهرون متعاونون ..فعلى عبد المطلب النصرة لهم بمن تابعه على كل طالب، وعلى خزاعة النصرة لعبد المطلب وولده ومن معهم على جميع العرب في شرق أو غرب أو حزن أو سهل
وجعلوا الله على ذلك كفيلا، وكفى بالله جميلا
_______
هل لاحظتم هذا العقد جعلوا من هذا العقد كأنهم أخوة في الدم ؟؟
لذلك قلت لكم ، أن هناك علاقات قوية حميمية قديمة بين {{خزاعة}} وبين {{ بني هاشم }} التي منها النبي - صل اللهم عليه وسلم - وكان النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، يستخدمهم كعيون له بالرغم من أنهم كانوا حتى ذلك الوقت على شركهم
ولكن {{خزاعة }} لم تدخل في حلف مع رسول الله صلى عليه وسلم من البداية ،خوفا من قريش
فلما كان صلح الحديبية، دخلت {{خزاعة }} على الفور في حلف مع النبي - صل اللهم عليه وسلم -
__________
فلما دخلت {{ خزاعة}} في حلف مع المسلمين قامت قبيلة اسمها {{ بنو بكر }} ودخلت في حلف قريش ... لماذا ؟؟
لأن {{خزاعة }} و {{ بنو بكر }} بينهم حروب وعداوت قديمة ، وثارات كثيرة لما رأى {{ بنو بكر }} أن عدوتهم الأولى {{ خزاعة }} دخلت في حلف النبي - صل اللهم عليه وسلم - قالت بنو بكر :_ لن نكون مع خزاعة في حلف واحد ، فأرادت {{بنو بكر}} أن يكونوا في الحلف المعاكس [[ مع أن بنو بكر علاقتهم مع قريش ليست قوية ، لدرجة
أن قريش حين خرجت لحرب المسلمين في بدر كانت تخاف من غزو بني بكر لمكة ، فالآن دخلوا في حلف قريش
_________
وفي أثناء هدنة صلح {{ الحديبية }} وفي السنة الثامنة من الهجرة
شاب من بني بكر ، وقف يردد الشعر ويهجو النبي - صل اللهم عليه وسلم -
سمعه شاب من خزاعة ، لم يتحمل ان يهجو محمد - صل اللهم عليه وسلم - وهو حليفهم يعني انت تهجو محمد {{ - صل اللهم عليه وسلم - وسلم }} معناها تهجونا
فما كان من هذا الشاب الخزاعي إلا أن قام وضربه وشج رأسه

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

29 Dec, 04:16


هنا ثار الدم في رؤوس القبيلتين
فماذا فعلت قريش ؟؟
أخذت قريش تحرض حليفتها {{ بني بكر }} على قتال {{ خزاعة}} وأعانت {{ قريش}} بنو بكر بالسلاح والدواب، بل واشترك في القتال من قريش بعض فرسانهم منهم
١_عكرمة بن ابي جهل
٢_ وصفوان بن أمية
٣_وسهيل بن عمرو [[ تذكرون سهيل ؟؟ هو الذي كتب بنود معاهدة الحديبية مع النبي - صل اللهم عليه وسلم -]] اعانت قريش بنى بكر وقالت لهم قريش :_ باغتوهم في الليل
وتم الأتفاق
______
وجاوؤهم ليلاً بغتة وهم آمنون على ماء لهم يقال له {{ الوتير }} وقتلوا منهم بعض رجالهم ..فلما رأت {{خزاعة}} أنهم سيهزمون وقتل منهم بعض رجالهم
فماذا فعلوا خزاعة ؟؟ هربوا و دخلوا الى الحرم [[ وكانت العرب لا تقتل لا في الحرم ولا في الأشهر الحرم، وكان الرجل يرى قاتل أبيه داخل الحرم فلا يستطيع أن يقترب منه حتى يخرج من الحرم ]] فلما دخل رجال خزاعة الحرم ..قالوا لقائد بني بكر واسمه {{ نوفل بن معاوية }} وقد أسلم فيما بعد
قالوا له :_ يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم، الله الله في إلهك
الله الله في إلهك ! فإننانحتمي به في البيت
فقال نوفل :_ لا إله هذه الليلة
وصاح برجاله :_ يا بني بكر أصيبوا ثأركم ، فلعمري إنكم لتسرقون وتسرفون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه ؟ [[ يعني انتوا متى فرقت معكم دائما بتسرقوا بالحرم وقفت على قتلهم بالحرم خذوا ثأركم ]] فقتلوا منهم بالحرم {{ ٢٠ }} رجلا من خزاعة
__________
ماذا يعني هذا ؟؟
يعني أنه نقضا واضحا وصريحا {{ لصلح الحديبية }} من قريش لأنها أعانت {{بنى بكر }} بالسلاح، بل واشتركت ايضا في قتال {{ خزاعة}} حلفاء النبي - صل اللهم عليه وسلم - ولو كانت قريش لم تشترك معهم
لكان أكتفى - صل اللهم عليه وسلم - بعقاب {{ بنى بكر }} فقط كما أرسل الكثير من السرايا العقابية للقبائل التي اعتدت على بعض الصحابة
_______
هذا ما وقع في مكة
ننطلق الآن بكم مباشرة ، الى المدينة المنورة حيث الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - هناك عند ام المؤمنين {{ميمونة بنت الحارث }} رضي الله عنها
التي تزوجها النبي- صل اللهم عليه وسلم - في {{ عمرة القضاء }} اخر من تزوج - صل اللهم عليه وسلم - وكانت ليلتها ، فكان - صل اللهم عليه وسلم - في حجرتها وقد قام من الليل يصلي [[ لان قيام الليل فرض عليه ]] تقول ميمونة رضي الله عنها :_ سكبت له وضوءاً فلما شرع في وضوئه و مضمض واستنشق و أراد أن يغسل وجهه نفض يديه من الماء
وقال نُصِرتَ، نُصِرتَ، نُصِرتَ
فقالت :_ بأبي وامي يارسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، من تكلم ؟!!!
قال :_ لقد حدث حدثا في خزاعة الليلة
وسمعتهم يستنصرونني ، فوالذي نفس بيده لأنصرنهم ثم أتم وضوئه وقام يصلي
ولم تخبر ميمونة أحدا بهذا الحديث فهي خاصية من خصائص الحبيب - صل اللهم عليه وسلم - في تلك الليلة
ولم يكلم النبي - صل اللهم عليه وسلم - أحد ومضت ثلاثة أيام
[[ والمسافة من مكة للمدينة ٦ أيام ]]
________
فلما وقع هذا الاعتداء ، انطلق فورا من {{ خزاعة }} احد شعرائهم وهو {{عمرو بن سالم الخزاعي}} انطلق الى المدينة المنورة يستنصر النبي - صل اللهم عليه وسلم -
فلما وصل ، و وقف على باب المسجد ، وهيئته هيئة المذعور [[ فقد قطع المسافة من مكة للمدينة في ثلاثة أيام اي في نصف الوقت ]] وكان النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، في مسجده بين أصحابه فوقف {{ عمرو بن سالم }} كان مغبرا اشعثاً
فسلم على النبي - صل اللهم عليه وسلم - ثم قال شعرا
[[فكانت الرسالة عبارة عن شعر ، وهذا من بلاغة العرب]] فقال
يَا رَبّ إنّي نَاشِدٌ مُحَمّدًا
حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا

أنّ قريشاً أخلفوك الموعدا **
ونقضوا ميثاقك المؤكّدا

هم بيِّتونا بالوتير هجـــدا [[اي نايمين ]] وقتلونا ركــــعــا ً وسجدا

فانصر رسول الله نصرا أبدا *
وادع عباد الله يأتوا مددا

فلما انتهى من شعره قال له النبي - صل اللهم عليه وسلم - في قوة وحزم
:_ نُصِرتَ يا عمرو بن سالم ، والله لأنصرنكم ، ولأمنعنكم مما أمنع منه نفسي وأهلي
_________
وكان قرار النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، أن ينتقم لخزاعة من {{بني بكر }} ومن {{ قريش }} لإعتدائهم عليهم، ونقضهم صلح الحديبية فقال :_ يا عمرو ارجع الى مكة ، ولا تخبر أحدا أنك جئتنا إلا قومك وليتفرقوا ، وأسكنوا حتى يأتيكم أمري
ودخل - صل اللهم عليه وسلم - بيته ولم يحدد كيف يكون هذا الإنتقام وكيف يكون هذا العقاب
هذه كانت المقدمة وأرجو من الله أن يكون هذا الجزء واضح ومفهوم
يتبع إن شاء الله ، فتح مكة شرفها الله
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

29 Dec, 04:16


🔸🔸الحلقة الحادية والثمانون بعد المائة🔸🔸
**********
السيرة النبوية العطرة
(( سرية ذات السُلاسل ))
_________
أنتهينا من معركة {{ مؤتة }} ورجع الصحابة الى مدينة الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم -
وبلغ رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - من خلال العيون التي وضعها حول المدينة ، أن جمعا من {{قضاعة}} قد تجمعوا يريدون المدينة
و{{ قضاعة }} كانت قبيلة كبيرة قوية، وتبعد عن المدينة المنورة حوالي {{ ٦٠٠ كم }}
وكانت منطقة {{ قضاعة }} تسمي {{ السُلاسِل }}
لأن هناك بئرا في هذه المنطقة اسمه {{السلسل }}
وكان العرب كثيرا ما يسمون المناطق بأسماء الآبار التي فيها لأهمية المياه عندهم
مثل {{ بدر }} على اسم بئر في هذه المنطقة اسمه بدر
____
ولذلك عرفت هذه السرية باسم سرية {{ذات السُلاسل}}
ولكي لا تختلط علينا الأمور
هناك ايضا معركة أخرى ، عرفت بنفسم الإسم أكثر منها شهرة
وهي المعركة التي كانت بين {{خالد بن الوليد}} وبين الفرس في سنة {{ ١٢ للهجرة }} في عهد {{ أبي بكر الصديق رضي الله عنه }}
وانتهت بانتصار خالد، وعرفت بذات {{ السلاسل }}
لأن {{ هرمز }} قائد الفرس في هذه المعركة أمر بربط الجنود بسلاسل حتى لا يفروا
وكانت النتيجة بعد هزيمة الفرس في هذه المعركة أنهم قتلوا جميعا لأنهم لم يستطيعوا الفرار
وبالمناسبة فان المضيق الموجود في الخليج العربي معروف حتى الآن باسم هذا الأمير الفارسي، وكان {{هرمز }}هذا شديد البغض للإسلام والمسلمين والعرب
لدرجة أن العرب في العراق كانوا يضربون به الأمثال فيقولون {{أكفر من هرمز }} و {{ أخبث من هرمز }}
لذلك أتمنى أن يغير أسمه ويطلق على هذا المضيق مضيق {{ خالد}} الذي هزم {{ هرمز }}في هذه المنطقة، بدلا من أن نسميها باسم هذا الرجل الكافر
فيكون
مضيق {{خالد بن الوليد }} وليس مضيق {{ هرمز }}
______
نرجع الى سرية {{ ذات السلاسل }} التي أرسلها النبي - صل اللهم عليه وسلم - في جمادى الآخرة من {{ السنة الثامنة }}
فاختار النبي - صل اللهم عليه وسلم - لقيادة هذه السرية الصعبة {{عمرو بن العاص}} مع أن {{عمرو بن العاص }} كان قد دخل المدينة منذ {{ ٤ شهور }} فقط
وذكرنا قصة إسلامه على يد النجاشي أصحم ولكن لأن {{عمرو بن العاص}} كان من الشخصيات الهامة والمحورية في قريش بل وفي الجزيرة العربية قبل الإسلام وكان معروفا بالحكمة والدهاء والحزم وحسن القيادة فأراد النبي - صل اللهم عليه وسلم - ان يألف قلب {{ عمرو بن العاص }} وحفظ له منزلته ومكانته حتى تستفيد منه الدولة الإسلامية، وأن يكون اضافة للدولة الإسلامية
_________
فدعا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - {{ عمرو بن العاص }} رضي الله تعالى عنه ، وعقد له لواء أبيض ، وجعل معه راية سوداء
وخرج بالفعل {{ عمرو بن العاص }} الى {{ قضاعة }} على رأس جيش قوامه {{ ٣٠٠ }} من الصحابة مهاجرين وأنصار
و مضى {{ عمرو بن العاص }} بالجيش ، فكان يسير بالليل ويكمن في النهار
حتى لا ترصده عيون أعدائه، وزحف بالفعل حتى اقترب من {{ قضاعة }} ووصل اليهم دون أن يشعروا به
وبعث {{ عمرو العاص }} العيون
فوصل اليه أن أعداد {{ قضاعة }} كبيرة جدا
فأمر الجيش بعدم القتال ، وأرسل الى النبي - صل اللهم عليه وسلم - في المدينة يطلب منه المدد
وسنجد بعد ذلك أن {{ عمرو بن العاص }} رضي الله عنه
في فتوحاته في مصر وفلسطين كان لا يقبل على قتال الا بعد دراسة متأنية للواقع الذي هو مقبل عليه
_______
وبالفعل أرسل اليه النبي - صل اللهم عليه وسلم - {{ ٢٠٠ }} من الصحابة
وكان أميرهم {{ أبو عبيدة بن الجراح }} وقال النبي - صل اللهم عليه وسلم - لأبو عبيدة ، وكان قد استشف ببصيرته النورانية الممتدة من الانوار الإلهية
قال لأبو عبيدة :_ إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا ولا تختلفا
[[ يعني لا تختلف مع عمرو بن العاص وتكون بينكم مشاكل ]]
ومن ضمن الصحابة كان
الصحابي الجليل {{ ابو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه }}
الرجل الثاني في الأمة المحمدية بعد رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
والصحابي الجليل {{ عمر بن الخطاب }} الملهم بالصواب الذي سماه الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - بالفاروق رضي الله عنه وارضاه
أميرهم {{ عمرو بن العاص }} رضي الله عنه ، عمره في الإسلام {{ ٤ }} شهور
[[ هل رأيتم ؟؟ لم يكن النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، يختار القادة بالأقدمية ، ولا الاكبر بالسن ، ولا الذي يملك المال
فكان يختار - صل اللهم عليه وسلم - الكفاءة ، لا الاقدمية والاكبر بالعمر او الاسبق للإسلام

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

29 Dec, 04:16


قال - صل اللهم عليه وسلم -
{{إني لأؤمر الرجل على القوم فيهم من هو خير منه لأنه أيقظ عينا وأبصر بالحرب }} يعني انزلوا الناس منازلهم انت رجل عسكري ولا يعني ذلك أنك افضل من ابي بكر وعمر
______
إذن كان عددهم {{ ٣٠٠ }} وجاءهم المدد {{ ٢٠٠ }} أصبح جيش المسلمين عددهم {{ ٥٠٠ }} ولكن لم يكن معرفاً ولم يحدد النبي - صل اللهم عليه وسلم - من هو أميرالجيش
أهو عمرو بن العاص الأمير الأصلي ؟؟؟
أم أبو عبيدة بن الجراح الأمير الذي جاء بالمدد ؟
واعتقد {{ أبو عبيدة بن الجراح }} أنه هو الأمير وجاء موعد الصلاة
وتقدم {{ أبو عبيدة }} ليؤم المسلمين وكانت العادة أن الأمير هو الذي يؤم المسلمين في الصلاة ولكن {{عمرو بن العاص }} قال له:
- أنما قدمت علي مددا ، وأنا الأمير، وليس لك أن تؤمني ..وكان {{ أبو عبيدة }} أحد السابقين في الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وهاجر الى الحبشة والى المدينة، وشهد بدر وثبت مع النبي في احد
وقال عنه النبي - صل اللهم عليه وسلم - أنه {{ أمين هذه الأمة }}
ولذلك غضب لأبو عبيدة من جاء معه
فقالوا لعمرو بن العاص: _ كلا بل أنت أمير أصحابك وهو أمير أصحابه
فرفض {{ عمر بن العاص}} هذا الحل ، لأنه لا يمكن أن يكون هناك قائدان للجيش
فقال عمرو بن العاص:_ لا بل أنتم مدد لنا
فقال أبو عبيدة بن الجراح:_ انت الأمير يا عمرو وإنك والله ٱن عصيتني لأطيعنك
فقد قال لي النبي - صل اللهم عليه وسلم - :_ إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا ولا تختلفا .فقال عمرو بن العاص:_فاني الأمير عليك .. فقال أبو عبيدة: - فدونك
[[ يعني خذ الإمارة ]] وكان {{ أبو عبيد بن الجراح }} معروفا بحسن الخلق
وتقدم {{ عمرو بن العاص}} رضي الله عنه ، وصلى بالمسلمين وصلى خلفه {{ أبو عبيدة بن الجراح }}وصلى خلفه المهاجرين والأنصار وفيهم {{ أبو بكر }} و{{عمر بن الخطاب}} وايضا {{ الإمامة بالصلاة }} لا تعني الافضلية فلقد صلى النبي - صل اللهم عليه وسلم - وهو خير الخلق اجمعين وراء ابي بكر ، و وراء ابي عبيدة ، و وراء عبدالرحمن بن عوف ، وليس احد منهم يعدل شعرة في جلد رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
_______
فكان الأمير {{ عمرو بن العاص }} رضي الله عنه . هل رأيتم و عرفتم سبب انتصارات المسلمين في ذلك الوقت ؟؟
الوحدة وعدم الإختلاف ، من الطبيعي تختلف الافكار ولكن لا يصل هذا الخلاف الى النزاع والشقاق وسفك الدماء
وكان المسلمون مهما اختلفوا ، في النهاية يتحدون ويتجمعون حول رأي واحد
لأنهم لم يكونوا طلاب دنيا، ولكنهم طلاب آخرة وكان النبي - صل اللهم عليه وسلم - يمكن أن يحدد الأمير ولكن الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم -
أراد أن يدرب الصحابة على ادارة خلافاتهم، وادارة الأزمات التي يمكن أن تواجه الأمة من بعده ..هو فقط وضع القاعدة وهي {{ تطاوعا ولا تختلفا }}
وذلك قوله تعالى
{{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }}
تركهم النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، يتصرفون بناءاً على هذه القاعدة ، التي لو طبقناها لتحققت الوحدة ولما حدث أي خلاف بين المسلمين
_________
وقبل المعركة أراد الجيش أن يوقد نارا للتدفئة في الليل، [[ والجو الصحرواي شديد الحرارة نهارا شديد البرودة ليلا ]] ولكن {{ عمر بن العاص }} رفض ان يوقد أي رجل نار وغضب الصحابة، وغضب {{عمر بن الخطاب}} وتحدث في هذا الأمر مع {{ أبو بكر الصديق }}
وكاد أن يذهب الى {{عمرو بن العاص}} ولكن منعه {{ أبو بكر }}
فأخذ الناس يشكون {{ لابي بكر }} شدة البرد ..فقام ابو بكر الصديق رضي الله عنه ، ابو بكر الذي حاز على معية الله عزوجل الرجل الثاني بعد رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - قام وجلس الى {{ عمرو بن العاص}} وكلمه في ذلك فرفض
قال له ابو بكر :_ وما عليك يا عمرو لو اشعلوا نارا فقد اهلكهم البرد
قال :_ لا لا ، لا يوقد أحد منهم نارا إلا قذفته فيها
فقال ابو بكر :_ سمعا وطاعة
وقام في الناس ابو بكر
وقال :_ لا يوقد أحد منكم نارا [[ واستجاب الجيش ]]
______
وبدأ القتال مع {{ قضاعة}} وكانت أعداد {{قضاعة}} أضعاف أعداد المسلمين، ووقعت معركة هائلة، كتب الله تعالى فيها النصر للمسلمين، وفرت قضاعة من أمام المسلمين، وبدأ المسلمين في تتبعهم ومطاردتهم
ولكن {{عمرو بن العاص}} أمر المسلمين بعدم تتبع {{قضاعة}} ومرة أخرى يغضب الجيش ولكنهم يطيعون {{عمرو بن العاص}}
_____
ثم كان هناك خلاف آخر حدث أثناء السرية، حيث احتلم {{ عمرو بن العاص}} في ليلة من الليالي، وكانت الليلة شديدة البرودة، فأشفق أن يغتسل بالماء البارد

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

29 Dec, 04:16


فتيمم وصلى بالناس صلاة الصبح ، ولم يقتنع الصحابة برأي {{ عمرو }} ولكن حتى هذا أطاعوه فيه وصلوا خلفه
_______
وعندما عادوا الى المدينة اشتكى الصحابة للنبي - صل اللهم عليه وسلم -
فسأله النبي - صل اللهم عليه وسلم -
:_ يا عمرو لما منعتهم أن يوقدوا نارا ؟؟
فقال عمرو بن العاص :_ كرهت أن يرى عدوهم قلة عددهم
[[ لأن النار كانت تدل على عدد الجيش ]] فأخفيت أن هنالك جيش واخفيت عددنا
فأقره النبي - صل اللهم عليه وسلم - على ذلك
قال :_ ولما منعتهم بعدم تتبع قضاعة ليغنموا منهم ؟؟
فقال:_ يا رسول الله، كرهتُ أن يتبعوهم فيكون لهم مدد
فهي أرضهم ونحن لا ندري بها ، فإذا توغلنا أنعطفوا علينا ، فأحببت ان انجو بأصحابي وأردهم لك سالمين ، فما فقدت جندياً واحداً [[ وفعلا لم يستشهد بهذه السرية أحد ]]
ومرة أخرى يقر النبي - صل اللهم عليه وسلم - بن العاص على رأيه
قال الصحابة :_ يا رسول لقد صلى بنا وهو جنب
فقال له النبي - صل اللهم عليه وسلم - :_ أصليت بالناس جنبا يا عمرو ؟!!
قال :_ يا رسول الله اني سمعت الله يقول {{وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا }} فإن انا اغتسلت قتلت نفسي ، فتيممت خشيت ان اقتل نفسي من شدة البرد
فتبسم الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - ، ولم يقل شيئا وكان هذا اقرارا لاجتهاد عمرو
وفي رواية لم اقف على صحتها
قال الصحابة :_ أعلمت يا رسول الله كيف تيمم ؟؟
قال :_ لا
قالوا :_ أخذ يتمرغ على الرمال [[ لأنه حديث عهد بالاسلام فأعتقد تيمم الوضوء ضربة الكفين وتيمم الغسل لازم يتمرمغ بالتراب ]]
فضحك النبي - صل اللهم عليه وسلم - حتى بانت نواجذه وقال :_كان يكفيك أن تضرب بكفيك التراب فتمسح بهما وجهك و ذراعيك
فلما رأى {{ عمرو بن العاص }} ان النبي - صل اللهم عليه وسلم - قد سُر بما صنع
يقول عمرو بن العاص رضي الله عنه مخبرا عن نفسه :_بعثني رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - على جيش السلاسل
وفي القوم ابو بكر وعمر فحدثت نفسي [[ يعني نفسه حدثته]]
إنه لم يبعثني على مثل ابي بكر وعمر ، إلا لمنزلة لي عنده خاصة [[ يعني انا يمكن منزلتي مثل ابو بكر ويمكن افضل ]]
قال فأتيته وجلست بين يديه
وقلت :_ يا رسول الله من احب الناس عندك ؟؟
فقال :_ عائشة
[[ يا حبيبي يا رسول الله الله - صل اللهم عليه وسلم - ما اجملك ، وكأنه علم مافي نفس عمرو فأراد أن يغلق عليه الباب ، فصرف الجواب الى اهل بيته ، عائشة ؟!!! ما علاقة السيدة عائشة بعمرو يقارن نفسه بعائشة ]]
فقلت :_ بأبي وامي لست اسألك عن اهلك
قال :_ فأبوها [[ يعني بالرجال ابو بكر ]]
قلت :_ ثم من ؟؟
قال :_ عمر
قلت :_ ثم من ؟؟
قال فأخذ يعد لي رهطً من مهاجرين وانصار [[ الرهط ما فوق العشرة ]] فسكتت مخافة أن يجعلني في آخر المسلمين
من هنا نعلم احباب رسول الله الله - صل اللهم عليه وسلم -
أن الإمارة والإمامة لا تعني {{ الأفضلية }}
_____
وأخذ الفقهاء من ذلك أن {{ التيمم }} يقوم مقام الغسل بالنسبة للجنب مع وجود الماء إذا خشي أن يؤدي استخدام الماء إلى الضرر
ولكن يغسل الفرج ويتوضأ ثم يتمم للجنابة
هل لاحظتم ؟؟
{{عمرو بن العاص}} يجتهد في أمر هام مثل ذلك وهو الصلاة وعمره في الإسلام كم {{ ٤ شهور }}
وفي الجيش أعظم فقهاء الأمة مثل {{ أبو بكر }} و{{ عمر }} وغيرهما فأقر النبي - صل اللهم عليه وسلم - اجتهاده [[ بمعنى أقر أن يجتهد مع وجود هؤلاء العلماء]]
يتبع إن شاء الله .فتح مكة
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

28 Dec, 04:49


🌷ﺇﺫﺍ ﻭﻓﻘﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﺼﻠﻲ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻪ
*ﻓﺄﺑﺸﺮ* ﻭﺍﻟﻠﻪ!

👈ﻓﺈﻥَّ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺯﻗﻚ ﺻﻼﺓً ﻫﻲ ﺧﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ
ﻟﻘﺎﺩﺭٌ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺯﻗﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ.

- هنيئاً لكم يا *أهل الفجر* .🚶🕌

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

28 Dec, 04:32


🔸🔸الحلقة الثمانون بعد المائة🔸🔸

*******

السيرة النبوية العطرة (( رجوع الصحابة من مؤتة ))

................................................

انتهت معركة مؤتة ورجع الصحابة رضوان الله عليهم الى المدينة

وكان {{خالد بن الوليد}} رضي الله عنه ، قد وضع أعظم خطة انسحاب في التاريخ

نرجع الى المدينة المنورة وقلنا أن الله أطلع نبيه - صل اللهم عليه وسلم - وكشف له أرض المعركة وقال :_ اخذ الراية الآن سيف من سيوف الله اللهم ثبته

ثم يقول :_ وقد فتح على اخوانكم

[[ ومعنى فتح أي أنهم لم ينهزموا ، كما يدعي البعض ]] والحديث من البخاري باب المغازي

وخرج - صل اللهم عليه وسلم - من مسجده وهو يكفكف دمعه متجهاً الى بيت جعفر بن ابي طالب [[ فهو ابن عمه ويعتبر اخوه، لانهم تربوا معاً في بيت ابو طالب ]]

ولقد كان استشهد {{ جعفر }} والمسلمون في مؤتة ، له أثر في نفس النبي - صل اللهم عليه وسلم -

[[اذا قلت لكم بكى النبي - صل اللهم عليه وسلم - لا تفهم من هذا الكلام انه كلام عادي ، هذا رسول الله الله - صل اللهم عليه وسلم - أعظم الرجال خَلقاً وخُلقاً ، وأقواهم شخصية ، إذن حين يغلبه البكاء بين اصحابه تعلم كم كان أثر الخبر على قلبه - صل اللهم عليه وسلم - }}

فذهب لبيت ابن عمه {{ جعفر }} يكفكف دموعه ..تقول {{ أسماء بنت عميس }} رضي الله عنها تكون زوجة {{جعفر }} رضي الله عنه ولها من جعفر ولدان اثنان {{ عبدالله و محمد }}

تقول :_ فقال لي رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، ائتيني ببني جعفر

تقول :_ فأتيته بهم فشمهم وذرفت عيناه [[ أي بكى ]] حتى نقطت لحيته الشريفة

فقلت: _يارسول الله بأبي أنت وأمي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟

قال وقد حجرش وخنقته العبرة

قال :_احتسبي يا امة الله ، لقد اصيبوا هذا اليوم [[ احتسبي اي اجرك عند الله ]]

قالت :_ فلم املك نفسي ، فقمت أصيح واجتمع علي النساء

فقال لها النبي - صل اللهم عليه وسلم - :_ يا أسماء لا تقولي هجرا ولا تضربي خدا

وغلبه البكاء - صل اللهم عليه وسلم - وخرج وهو يقول :_

اللهم قد قدم[[ يعني جعفر]] إلى أحسن الثواب فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته

وخرج رسول - صل اللهم عليه وسلم - إلى أهله وقال:_ لا تغفلوا عن آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاما فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم

يقول عبد الله بن جعفر [[ ابن جعفر وكان عمره ٨ سنين ]]

يقول :_ فقامت سلمى مولاة النبي - صل اللهم عليه وسلم - وأحضرت شعيرا ، فطحنته ونسفته ، ثم طبخته وأدمته بزيت[[ وضعت عليه الزيت ]]وجعلت عليه فلفلا

يقول عبد الله رضي الله عنه:_ فأكلت من ذلك الطعام وأخذني رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - معه أنا واخي محمد وابقانا عنده ثلاثة أيام ، ندور معه كلما صار في بيت إحدى نسائه، ثم رجعنا إلى بيتنا

ومن هنا كانت سنة {{ طعام التعزية }}

واسمها عند العرب {{ الوضيمة }}

وطعام العرس يسمى {{ الوليمة }}

وطعام القادم من السفر {{ النقيعة }}

وطعام البناء {{ الوكيرة }} فمن السنة صنع الطعام لأهل المتوفى ولكن هذه {{السنة }} ضاعت وخضعت لقائمة التطوير في زماننا

ولعل شخص يسأل لماذا أمر النبي - صل اللهم عليه وسلم - لآل جعفر ، مع أن هناك شهداء غير جعفر ؟؟ يجب أن نعلم

اذا قال النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، هذا لاهل بيته وجعفر من ال بيته فهو ابن عمه

فهذا يعني {{ انه قد شرع للناس سنة ، فأقتدوا بها يا مسلمين }}

فأقرب ناس لآل جعفر قد صنعوا له الطعام

فليصنع آل ابن رواحة ، وليصنع آل زيد ، وليصنع آل الشهداء ..فعل ذلك - صل اللهم عليه وسلم - واخبر اصحابه بما حدث في المعركة قبل ان يعود الجيش للمدينة{{ بشهر }}

نرجع لجيش مؤتة

وقد انسحبوا ورجعوا وقد غنموا [[والمنهزم لا يستطيع ان يأخذ غنائم من ارض المعركة ]]

وانا أركز على أنهم لم ينهزموا ، لأن الكثير من المؤرخون في تقييمهم لمعركة {{مؤتة }} منهم من رأى أنها نصر للمسلمين ومنهم من رأى أنها هزيمة او تعادل الكفتين

وأذكر مثالين فقط للتوضيح

الصحابي {{خزيمة بن ثابت الانصاري}} رضي الله عنه والحديث في {{صحيح مسلم }} باب المغازي

يقول:_ حين دارت المعركة كنت أرقب رجل رومي ، وكأنه أمير من أمرائهم

[[ لايعني امير الجيش ، يعني شخصية من شخصياتهم هكذا كانت العرب تعبر عن من لهم مكانة مميزة في قومه يقولون امير ]]

حين دارت المعركة كنت أرقب رجل رومي وكأنه أمير من أمرائهم على رأسه بيضة

[[ اي الخوذة التي تلبس على الراس في الحرب كانت تصنع بشكل بيضوي لكي تتحمل الضربات ]]

قال:_ على رأسه بيضة في وسطها ياقوته

قلت:_ فجعلته هدفي لعلِ أغنم هذه الياقوته فمازال يراقبه حتى قتله ، ثم اخذ الخوذة عن رأسه وانتزع الياقوته

ومعلوم هدي النبي - صل اللهم عليه وسلم - م{{ من قتل قتيل فله سلبه }} يعني امواله ومتاعه ، للصحابي الذي قتله

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

28 Dec, 04:32


يقول خزيمة :_فلما أتينا المدينة وضعتها بين يدي رسول الله وقلت :_ يارسول الله انا قتلت ذلك الامير ، وهذا سلبه فنفلنيها [[ اي اعطاني اياها ]]

فأحتفظت بها حتى اذا كان عهد {{ عثمان بن عفان }} بعتها بألف دينار واشتريت بها بستان من نخيل

إذن هل كان هذا مهزوم وقد غنم ؟؟ لا لا كان غالبا .ومثال آخر ايضا في {{ صحيح مسلم }} عن عوف بن مالك الاشجعي رضي الله عنه

قال :_ خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة فرافقني مددي من أهل اليمن ليس معه غير سيفه

[[ومعنى مددي ، النبي - صل اللهم عليه وسلم - كلف للجهاد اهل المدينة فقط ، فكان الملزم اهل المدينة بالجهاد ، ومن يأتي من خارج المدينة مسلماً يريد الاشتراك ، هذا يكون متطوعاً يسمى مددي ]]

قال :_ خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة فرافقني مددي من أهل اليمن ليس معه غير سيفه فنحر رجل من المسلمين جزورا فسأله المددي طائفة من جلده فأعطاه إياه فاتخذه كهيئة الدرق [[ اي طلب منه جلد الناقة يجعل منه درع يتلقى الضربات ما معه غير السيف ]]

ومضينا فلقينا جموع الروم وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب ، وسلاح مذهب

فجعل الرومي يغري بالمسلمين فقعد له المددي خلف صخرة فمر به الرومي

فعرقب فرسه [[ اي عرقل قدمي الفرس فسقط ]] فخر الرومي على الارض ، وعلاه فقتله وحاز فرسه وسلاحه

إذن غنم المسلمون في مؤتة أم لم يغنموا ؟؟

وهل يعقل من غنم أن يكون مهزوما ؟؟________

ودفن الصحابة الشهداء وقد أمر {{ خالد }} ان يدفن الشهداء بشرفة مميزة

وان يدفن باقي الشهداء في ارض المعركة

ولعلنا يوما ان نزور مؤتة

ونسلم على صحابة رسول الله ، فإنهم احياء بنص القران الكريم

{{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }}

طبعا هذا قرآن لن نختلف عليه

فمن زار {{مؤتة }} يجد بجانب {{ جامعة مؤتة }} ساحة فيها بنيان قديم على هيئة آثار هنالك لوحة مكتوب عليها اسماء الشهداء، وهناك دفن الشهداء

أما إذا ذهبت لقبر{{ جعفر بن ابي طالب }} والقادة الثلاث

فهم في وسط {{ مؤتة }} كل واحد بقبر وكل قبر عنده مسجد ..هذا كان امر خالد

أن يميز القادة الثلاث بالقبور في موضع

وكان عدد الشهداء مع القادة {{ ١٢ }} شهيدا

وقتل من الروم كما جاءت بعض الاقوال {{ ٣ آلاف }}

هل رأيتم المؤمنين {{ ١٢ }} من المسلمون فقدناهم نحن في هذه المعركة ، وقتلوا من الروم {{ ٣ آلاف }}

نحن لا نقاتل بعدد وعدة إنما بهذا الدين والايمان بالله {{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }}

رجع الجيش للمدينة فلما اقتربوا

ارسل خالد رجل من طرفه يخبر النبي - صل اللهم عليه وسلم - بقدوم الجيش

ولم يكونوا يعلمون أن النبي - صل اللهم عليه وسلم - قد سرد لأصحابه تفاصيل المعركة وهم في ارض المعركة

فجاء ذلك الرجل الى النبي - صل اللهم عليه وسلم - ودخل الى مجلسه

وقال :_يا رسول الله الله - صل اللهم عليه وسلم - أرسلني إليك {{خالد بن الوليد }} وهو امير الجيش اخبرك بمقدمهم

فقال له الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - :_ إن شئت فأخبرتني ، وإن شئت فأخبرتك

قال: _ فأخبرني يا رسول الله الله - صل اللهم عليه وسلم -

فأخبره رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - خبرهم كله ووصف له

فقال:_ والذي بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفا واحدا لم تذكره ، وإن أمرهم لكما ذكرت

فقال له النبي - صل اللهم عليه وسلم - :_ إن الله رفع لي الأرض حتى رأيت معركتهم

ثم وقف - صل اللهم عليه وسلم -

وقال للناس :_ اخرجوا لملاقاة اخوانكم

فأخذ الناس يسألون هذا الصحابي عن تفاصيل المعركة وكيف نجا المسلمون

[[ فقص عليهم خطة خالد بالانسحاب وتفاصيلها ]] فلما سمع الصحابة ذلك غضبوا

وقالوا :_ ألم تتبعوهم ؟؟ !!!

قال :_ لا , لقد رأى خالد ان ننسحب خيراً من أن نتوغل في بلادهم

فغضب الصحابة وقالوا سترون منا اليوم

فخرج النبي - صل اللهم عليه وسلم - بنفسه لأستقبال الجيش وكان يركب على دابة صغيرة ، وخرج الصبية مسرعين يستقبلون آبائهم

فقال النبي - صل اللهم عليه وسلم - :_ اعطوني ابن جعفر فأخذ {{عبد الله بن جعفر عمره ٨ سنين }} و وضعه في حجره [[ كي لا يشعر بألم فقد ابيه صلوات ربي وسلامه عليك يا حبيب الله ]]

يقول عبد الله :_ فوضعني في حجره وهو يقول لي هنيئا لك، أبوك يطير مع الملائكة في السماء ودعا لي وقال:_ اللهم بارك له في صفقة يمينه

يقول عبد الله لما كبر :_ فوالذي بعثه بالحق نبيا ما بعت شيئا ولا اشتريت شيئا إلا بورك لي فيه ..بركة دعاء رسول الله

فلما اقتربوا وإذا بأهل المدينة يستقبلون الجيش وهم يحثون وجوه الجيش بالتراب

ويقولون لهم :_ يا فرارون

فررتم في سبيل الله ؟؟

بدل ان يستقبلونهم بالفرحة

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

28 Dec, 04:32


فوقف النبي - صل اللهم عليه وسلم - ورفع كلتا يديه وقال :_ لا تقولوا لأصحابي فرارون ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله عزوجل ، وإن خالداً قد تحيز إلي وأنا فئته ..ما معنى هذا ؟؟

الصحابة فهموا تماماً ما يقول النبي - صل اللهم عليه وسلم - فهموا على الفور معنى

{{وإن خالداً قد تحيز إلي وأنا فئته }} فهموا القران الكريم بقلوب مفتوحة وليست عليها اقفالها والاقفال قد أكلها الصدا

تذكر الصحابة قوله تعالى لان القران يجري في عروقهم ..قال تعالى

{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ }}

[[ اي لا تعطوهم ظهركم ابدا ]]

{{ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ }}

[[ إلا أداة استثناء وحصر في اللغة العربية أي لك حالة وحدة تعطي فيها ظهرك للعدو ماهي ]] {{ إلا مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ }}

[[ مثل الخطة التي وضعها خالد ]]

{{ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ }}

[[ أي ترجع لقاعدتك لترجع مرة أخرى ، هذا هو الاستثناء قال النبي وإن خالداً قد تحيز إلي وأنا فئته ]] نرجع للايات ما جزاء من يولهم دبره ؟؟ {{فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }}

الاعتراض جاء في منتصف الاية اي لا يشمل البوء بالغضب الجميع ، فقدم الله الاستثناء على الغضب

لذلك قال النبي - صل اللهم عليه وسلم - أن خالداً تحيز إلي وانا فئته ، يعود إليهم فاتحاً ان شاء الله تعالى ..و{{ خالد بن الوليد }} رضي الله عنه هذا الصحابي الجليل

قد فتحت هذه البلاد على يديه فعلا ، وصدقت نبؤة رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - وبقي الصبية الصغار والذين لا يدركون كلام النبي - صل اللهم عليه وسلم -

كلما لقوا رجل ممن شهد {{ مؤتة }} إذا لقيهم بباب المسجد او الطرقات يقولون له :_ انت من الفرار ؟؟

كلما وجدوا رجل انت من الفرار ؟؟ انت من الفرار ؟؟ فتأثر بهذا الكلام {{سلمة }}

من هو سلمة رضي الله عنه ؟؟

ابن ام سلمة زوجة النبي - صل اللهم عليه وسلم - وكان قد زوجه النبي - صل اللهم عليه وسلم - قبل خروجه للمعركة بأيام فهو حديث عهد بعرس ..فجلس في البيت ثلاثة أيام لا يأتي للمسجد ، وافتقده النبي - صل اللهم عليه وسلم -

فقال لأم سلمة :_ ما شأن سلمة ؟؟

قالت :_ والذي بعثك بالحق لا أدري !!

سأسأل عروسه

فأتتها و قالت لعروسه :_ مابال سلمة لا يحضر الجماعة فوجدته ابنها جالس في بيته ..وجدته جالساً في زاوية البيت يبكي وقد تسلخت عيناه

قالت :_ ما هذا يا بني

قال :_ كلما أتيت المجلس قال لي الصبية انت من الفرار فأصبحت لا اطيق ان أرى احد ..فذكرت ذلك للنبي - صل اللهم عليه وسلم - فقام - صل اللهم عليه وسلم - على الفور وخطب في اصحابه ونهى في المسجد كبيراً وصغيراً ،ان يقول لأحد من جند مؤتة انت من الفرار بل سماهم الكرار واثنى عليهم ثم ذهب بنفسه الى بيت{{ سلمة }} واخذ بيده وأتى به الى المسجد ..

يتبع إن شاء الله …

------صل اللهم عليه وسلم-------

من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

28 Dec, 04:31


🔸🔸الحلقة التاسعة والسبعون بعد المائة🔸🔸
********
السيرة النبوية العطرة
استكمال (( معركة مؤتة ))
_______
وصلت جيوش العدو ، أمواج بشرية هائلة تنساب الى أرض المعركة، والمسلمون واقفون ثابتين كالجبال
وجاءت ساعة الصفر
وأعطى {{ زيد بن حارثة}} رضي الله عنه اشارة البدء الى أصحابه
وانطلق {{ زيد بن حارثة }} كالسهم صوب جيوش الأعداء وهو يحمل الراية، وانطلق معه المسلمون وقد ارتفعت صيحات التكبير
واستمر القتال طوال اليوم، ولم يتراجع المسلمون، وانما وقفوا كالجبال أمام طوفان قوات التحالف الرومانية العربية وكان صمود وأداء المسلمون في المعركة مفاجأة بالنسبة لقوات العدو، فقد كانوا يتوقعون ألا تستمر هذه المعركة سوى ساعات ثم يتم ابادة الجيش المسلم بالكامل ولكنهم فوجئوا أن المسلمون يقاتلون بشراسة وشجاعة لم يشهدوا مثلها
[[ وكل التاريخ يشهد أن المسلمون في الحروب أنهم أشجع المقاتلين على الاطلاق حبهم للشهادة اشد من حب أعدائهم للحياة وماسبب ذلك إلا الايمان وقلوبهم المعلقة بالله]]
وحاولوا تطويق المسلمين ، واعتقدوا أنه أمر سهل لتفوقهم في العدد الكبير ولكن المسلمون لم يمكنوهم من ذلك، ونجحت خطة القائد {{زيد بن حارثة }} في الاستفادة من جغرافية أرض مؤتة
فلم يتمكن الروم من تطويق الجيش المسلم
______
وركز الروم هجومهم على القائد حامل اللواء
{{زيد بن حارثة }} ومزقته رماح الروم ،وهو مقبلاً عليهم كالأسد حتى قتل شهيدا رضي الله عنه وعدوا الجراح في جسده بعد ذلك فوجدوها أكثر من {{ ٩٠ }} جرحا ، ما بين ضربة سيف وطعنة رمح ورمية سهم
________
وأخذ الراية {{جعفر بن أبي طالب }} وكان عمره {{ ٣٣ }} عاما
وتكالب عليه الرومان ، وأصيب عشرات الإصابات ما بين ضربة سيف، وطعنه رمح، ورمية سهم، وهو لا يتوقف عن القتال
[[وكان من عادة الجيوش قديما انهم يعتبرون الراية هي رمز بقائهم فإذا سقط اللواء كانت هزيمة معنوية ]]
فمازال يقاتل حتى تمكن أحد الروم من قطع يده التي يحمل بها اللواء ، فترك سيفه الذي يقاتل به، وأمسك اللواء بيده الأخرى
أي أنه يدفع حياته ثمنا لعدم سقوط لواء رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - على الأرض، فقطعوا يده الأخر
[[ طبعا لم تقطع يده من الكتف ، قطعت من المرفق ]]
فحمل اللواء بعضديه، ثم مات شهيداً رضي الله عنه
يقول عبد الله بن عمر في حديث {{ رواه البخاري }}
وقفت على جعفر يومئذ وهو قتيل، فعددتُ به خمسين، بين طعنةٍ وضربة، ليس منها شيءٌ في دبره
[[يعني لم تكن به اصابة واحدة في ظهره ، فهو لم يعطي ظهره للعدو ولو للحظة واحدة حتى قتل ]] وأثاب الله تعالى {{جعفر }}عن قطع يديه بجانحين يطير بهما في الجنة ..يقول الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - {{ رأيت جعفر بن أبي طالب يطير في الجنة }}
ولذلك لقب {{جعفر بن ابي طالب}} بجعفر الطيار
_____
واخذ اللواء {{عبد الله بن رواحة }} ولكنه تردد قليلا
[[ اي حديث كان في نفسه أتقدم ؟؟ اتراجع ؟؟ هذا التردد لم يشعر به احد ، ولكن الله عزوجل اطلع نبيه - صل اللهم عليه وسلم - عن هذا التردد وهو في المدينة المنورة ]] ولكنه تخلص من تردده سريعا
فخاطب عبدالله بن رواحة نفسه في ابيات شعر قائلاً
أقسمت يا نفس لتنزلنه ... راضية او مكرهنة
إذا أجمع الناس وشدوا الرنه ...مالي أراك تكرهين الجنه
[[ الشهيد اذا قتل اين يذهب ؟؟ للجنة ، انتِ يا نفس كرهانة الجنة عاجبتك الدنيا كثير يعني ]] فردد ابيات من الشعر يؤدب نفسه فيها ويشجعها ونزل من على فرسه ليقطع باب التراجع، وحمل الراية، وقاتل حتى قتل شهيداً رضي الله عنه
_______
وهكذا استشهد الأمراء الثلاثة الذين عينهم النبي - صل اللهم عليه وسلم - وبقي الجيش بلا قائد
فأسرع أحد الأنصار وهو {{ ثابت بن ارقم}} وكان ممن شهد بدرا
فأخذ اللواء وتراجع به للخلف قليلا ، وزرعه في الارض ليتجمع الناس حوله ونادى بأعلى صوته إليك اللواء يا {{ ابن الوليد }}
فقال له خالد بن الوليد :_ أنت أحق به مني
فقال ثابت:_ خذه يا خالد فوالله ما أخذته إلا لك
ألم يقل النبي - صل اللهم عليه وسلم - اذا أصيب عبدالله بن رواحة يصطلح الناس على رجل ، هل تصطلحون على خالد
فقال الناس :_ نعم
فأخذ اللواء خالد
حمل خالد الراية، وعادت الروح المعنوية المرتفعة للمسلمين بعد أن كانت قد بدأت بالتأثر نتيجة استشهاد الأمراء الثلاثة
______
نرجع الى المدينة المنورة حيث الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - هناك في مسجده بين أصحابه
وقد كشف الله تعالى لنبيه - صل اللهم عليه وسلم - في المدينة ما يحدث في أرض المعركة

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

28 Dec, 04:31


نظر الصحابة لوجه النبي - صل اللهم عليه وسلم - فوجدوه محزوناً
وإذا بالمصطفى - صل اللهم عليه وسلم - يرفع راسه للأفق ، وهو كانه ناظر لأرض المعركة.. ثم يقول لأصحابه :_لقد لقي إخوانكم عدوهم اليوم [[ بث حي مباشر ينظر ويتكلم ]]
أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر ، فقطعت يده التي يحمل بها اللواء ، فترك سيفه الذي يقاتل به، وأمسك اللواء بيده الأخرى
فقطعت يده الاخرى فأخذ اللواء بعضديه ، فأصيب
ثم أخذ اللواء بن رواحة وتردد قليلا ثم أستنزل نفسه
[[استنزل عندما قال الشعر لنفسه اقسمت عليك لتنزلنه ، سبحان من يوحي اليه ويطلعه سبحانك ربي ما اجمل دينك وما اجمل نبيك ]] الله - صل اللهم عليه وسلم -
ثم استعبر الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - ، أي غلبته دموعه واخذت عيناه تذرفان الدمع
ثم قال :_ ثم أخذ اللواء سيف من سيوف الله تبارك وتعالى ففتح الله على يديه [[فمن يومئذ سمي خالد سيف الله ]]
لم يهزم في أي معركة مع أنه خاض {{ ١٠٠ }} معركة رضي الله عنه
ولم يمت شهيدا وقال عند موته :_
{{ لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي .. حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء }}
أتدرون لما لم يمت شهيدا خالد ؟؟ لأنه الملقب {{ بسيف الله }} وسيف الله لا ينكسر رضي الله عنه وارضاه.. الله اكبر ______
يقول - صل اللهم عليه وسلم - :_ لقد رفعوا إلي في الجنة على سرر من ذهب ، فرأيت في سرير عبدالله بن رواحة
{{ أزْوِرَاراً }} عن سرير صاحبيه
[[ اي اقل درجة هذا التردد جعل انتقاص عن سريري صاحبيه ]]
فقال الصحابة: عم هذا ؟
فقال - صل اللهم عليه وسلم - :_ تردد عبد الله بعض التردد ثم مضى فقُتِل ولم يُعقّب
_______
أخذ اللواء {{ خالد بن الوليد }}
ماذا صنع خالد رضي الله عن خالد
هذا القائد المحنك التي عجزت النساء {{ ان يلدن مثل خالد }}
رأى كثرة العدو ، ومن المحال أن نهزمهم ، ثم نلحقهم ثم نغنم منهم مع انهم غنموا وسنذكر ذلك
فلما جاء الليل وتحاجز الفريقان
وبات الرومان يتحدثون عن شجاعة المسلمون واستبسالهم وكان اليوم الأول من القتال في صالح المسلمون تماما فقد ثبتوا أمام الرومان، وأفشلوا خططهم في تطويق المسلمين، وكان عدد قتلى الرومان أكبر من قتلى المسلمين
اتدرون كم كان عدد الشهداء من المسلمين في مؤتة؟؟
كان عددهم {{ ١٢ }} شهيد
أما عدد قتلى الروم جاء في كتاب {{فقه السيرة }} عددهم كان مالا يحصي احد
وقيل بعد الفتوحات الاسلامية ودخول الناس في دين الله اخبر العرب الصحابة أن عدد قتلاهم كان في مؤتة فوق {{ ٣ آلاف }}
طبعا اغلب القتلى من العرب [[ لأن العرب كانوا اذناب للروم والفرس كل ما تصير معركة يجعلوا العرب بالمقدمة يذبحوا بعض ]]
فكان قرار {{خالد بن الوليد}} أن ينسحب بالجيش، لأن المسلمون وان كانوا قد حققوا تفوقا في اليوم الأول، فليس هناك احتمال لتحقيق النصر الكامل، ولا يمكن مثلا تعقب الروم والتوغل داخل الأراضي الرومانية بهذا الجيش الصغير
______
وهنا اخذ يفكر خالد
لو انسحب المسلمون من أمام الرومان بطريقة طبيعية، فلابد أنهم سيلحقوا بهم وستكون مجزرة حقيقية يباد فيها الجيش بأكمله
فوضع {{خالد }} خطة انسحاب محكمة أراد بها ايهام الجيش الرومي ان انسحاب المسلمون هو خدعة يريد بها استدراج الجيش الرومي، فلا يلحقوا بهم وبذلك ينجو بالجيش المسلم بلا خسائر
_________
فوضع {{خالد بن الوليد}} أعظم خطة انسحاب في التاريخ
ولتنفيذ هذه الخطة قام {{خالد بن الوليد}} رضي الله عنه :
بجعل الخيل طوال الليل تجري في أرض المعركة لتثير الغبار الكثيف
وصاحب ذلك اصوات تكبير المسلمين، فيُخيل للرومان أن هناك مددا لا ينقطع طوال الليل يصل الى المسلمين
________
عندما جاء الصباح جعل في خلف الجيش وعلى مسافة بعيدة منه مجموعة من الجنود خلف أحد التلال
فأختار {{ ١٠٠ فارس }} وقال :_ قفوا خلف هذا التل {{ تل مؤتة }} فإذا طلعت الشمس تأتوني عشرة ، عشرة ، وكل عشرة معهم لواء
تضربون الارض بالخيل وتثيرون الغبار [[ ليشعر الرومان بالمدد المستمر الذي يأتي للمسلمين ]] فٱذا هدأت الغبار تتقدم عشرة ، يضربون الارض بالخيل وهكذا عشرة عشرة
________
وقام بتغيير ترتيب الجيش ..فجعل الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة
وجعل المقدمة مؤخرة والمؤخرة مقدمة
________
وحين رأى الرومان الجيش في الصباح، ورأوا الرايات والوجوه والهيئة قد تغيرت، أيقنوا أن هناك مددا قد جاء للمسلمين

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

28 Dec, 04:31


نتيجة ذلك انهارت معنويات الروح وساد فيهم الرعب والارتباك
ولسان حالهم يقول [[ اذا كان هذا العدد الصغير قد فعل بنا الأفاعيل، فماذا بعد أن يصل اليهم هذا المدد الكبير ؟]]
وفي ذلك الوقت وأثناء ارتباك الروم قام خالد بهجوم قوي وقتلوا الكثير من الروم ومن شدة القتال تكسرت في يد {{خالد بن الوليد}} وحده تسعة أسياف ..يقول خالد :_ فصبرت معي صفيحة لي يمانية
[[ والصفيحة هو سيف عريض يصل الى ٨ سم يكون ثقيلا ولكن يتحمل المقاومة الكسر والصدمات ]]
يقول خالد كسرت في يده تسعة اسياف
هذه السيوف التي كسرت كان يقتل فيها أرانب ؟؟
كان يكسر فيها روسهم ، رضي الله عنه
_________
وفي ذلك الوقت وقبل أن يعيد الروم ترتيب صفوفهم
أعطى خالد قادته الإشارة بالارتداد الى الخلف
كما اتفق معهم ، فأخذ الجيش يغادر أرض المعركة بكل هدوء وثقة وانضباط وكان خالد يجول بفرسه بين الجيش ليشرف على عملية الإنسحاب ..وشاهد الرومان المسلمون وهم يرتدون الى الخلف بعد الهجوم الكاسح الذي قاموا به
وبعد أن شاهدوا ما اعتقدوا أنه مدد يصل الى الجيش المسلم، فأيقنوا أن هذا الإنسحاب مكيدة يريد بها المسلمون استدراج الجيش الرومي الى أحد الكمائن وهم يعرفون أن العرب يجيدون {{الكر والفر والكمائن}} في الحرب فخافوا من تتبع المسلمين، وأصدر القادة الروم أوامرهم بعدم تعقب المسلمين
وهكذا نجحت خطة {{ خالد }} وخدعته العسكريه الباهرة، وعاد الجيش المسلم الى المدينة سالما
يتبع إن شاء الله ... عودت الصحابة للمدينة من مؤتة
يتبع إن شاء الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

27 Dec, 17:40


وقولك يا اسامة لا نأخذ من الشيخ بن عثيمين غير ضائره
مثمثلاً فيك قول الشاعر

وَلَيسَ قَولُكَ مَن هَذا بِضائِرِهِ
العُربُ تَعرِفُ مَن أَنكَرتَ وَالعَجَمُ

فأنت يا أسامة شوكة من الشوك المحيط بأزهرنا المزهر فما من زهرة إلا ولها شوك وانت أحد هذه الشوكات

غير أنه لا يقدح في ازهرنا المزهر الشوك فهو منارة العلم والوسطية ينشر عبقه في كل مكان من اوراقة المزهرة الذين يعترفون بفضل كل عالم من أي مكان وأي زمان
فأنا ابن الأزهر أعتذر لكل أزهري اسائه كلام اسامة
وأعتذر لكل محب للشيخ بن عثيمين

فأزهرنا المزهر لا يعيبة تلك الشوكة المسماة بأسامة
بارك الله في أزهرنا وفي علماء المسلمين أجمعين في شتي بقاع الأرض.

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

26 Dec, 21:53


ولو سئلتني أن أصفه لك ما أطقت ؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه ، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة.
كان اسلام {{عمرو بن العاص}} اضافة كبيرة الى المسلمين وقد كان {{من أحكم وأدهى العرب}}وهو الذي فتح مصر وفلسطين
وقال عنه النبي - صل اللهم عليه وسلم - كلمات لم يقلها لأحد غيره
قال - صل اللهم عليه وسلم - في حقه {{ أسلم الناس ، وآمن عمرو بن العاص }} رضي الله عنه وارضاه
________
وكان اسلام {{خالد}} اضافة هائلة الى قوة المسلمين، وكان له دورا رئيسيا في حروب الردة التي حفظت كيان الدولة الإسلامية
ثم فتح العراق والشام ، وهزم الفرس والروم
وهو من القادة النادرين في التاريخ الذين لم يهزموا في أي معركة، مع أنه اشترك في أكثر من {{ ١٠٠ معركة }}
وقال عنه عمر بن الخطاب :_{{ عجزت النساء أن يلدن مثل خالد }}
وقال عنه أصدقائه وأعدائه{ الرجل الذي لا ينام ولا يترك أحدا ينام }
رضي الله عن صحابة رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - اجمعين
يتبع إن شاء الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

26 Dec, 21:53


نزلت الهداية من الله على قلب {{عمرو بن العاص }} ولا شك أن ذلك نتيجة تراكمات ومشاهدات واستنتاجات كثيرة في حياة {{عمرو بن العاص}} في تلك اللحظة كان عمرو يفكر ويبحث عن الحق صدقاً
قال عمرو للنجاشي: _ايها الملك ألا خلوت بي ؟؟
قال النجاشي :_ حبا وكرامة
يقول عمرو :_ فلما خلوت به
قلت له :_ أتبايعني له على الإسلام ؟
قال: - نعم
فبسط النجاشي يده، فبايعه {{عمرو بن العاص}} على الإسلام ، فأسلم هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه الذي فتحت مصر على يده وفلسطين وله أجر كل من اسلم من مصر و فلسطين منذ ذلك اليوم ليومنا هذا ، هو والنجاشي رضي الله عنهما
[[ولذلك من الألغاز التي تقال كثيرا في المسابقات ، من هو الصحابي الذي أسلم على يد تابعي ، لان النجاشي يعتبر تابعي لم يرى الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - ]]
________
ثم خرج {{عمرو بن العاص}} على أصحابه
ولم يخبرهم بشيء مما حدث، ولم يخبرهم باسلامه، وعاد الي مكة كاتما اسلامه بضعة شهور حتى أعد نفسه للهجرة، ثم خرج من مكة سرا واتجه الى المدينة ليعلن اسلامه بين يدي الرسول - صل اللهم عليه وسلم -
خرج {{عمرو بن العاص}} من مكة سرا واتجه الى المدينة ليعلن اسلامه ، وتقابل في الطريق مع خالد وعثمان
________
نرجع الى خالد بن الوليد ، وعثمان بن طلحة
قلنا أنهم لقياه في الطريق [[ اي عمرو بن العاص ]] فسلما عليه
وقالا له :_مالذي اخرجك [[ وين رايح ]]وعهدنا بك في الحبشة ؟؟
قال عمرو :_ مالذي اخرجكما انتما ؟؟
يقول خالد :_ فعلمت أنه يقصد هدفاً ولكنه يراوغ
قال خالد بن الوليد: _ والله لقد استقام المَنسِمُ يا عمرو
[[يعني اتضح الأمر ولم يعد فيه لبس وشك ما ضل في مجال للمجاملات ]]
وان الرجل لنبي - صل اللهم عليه وسلم - ، أذهب والله معنا فأسلم ، فحتى متى؟
قال عمرو: _ فأنا والله ما جئت إلا للإسلام . وقص عليهم ما حدث معه مع النجاشي وانه اسلم على يده
قال خالد:_ فسررنا به , وانطلقنا ركباً ثلاثة ، نقطع الطريق
حتى وصلنا اطراف المدينة
_______
فجلسنا نستريح ونبدل ثيابنا ، ونجهز انفسنا لمقابلة رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
يقول خالد :_فما ادهشني !!! إلا واخي الوليد يأتي مسرعاً إلينا
ويقول :_أسرع يا خالد , فرسول الله في انتظاركم في المسجد
{{صلوا على الحبيب ، صلوا عليه قلبكم يطيب ، صلوا عليه وسلموا تسليما ، هذا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - هذا المصطفى هذا لرب العالمين حبيبُ }} أسرع يا خالد ، فرسول الله - صل اللهم عليه وسلم - في انتظاركم في المسجد ..فقلت :_ رسول الله ينتظرنا ؟ !! - صل اللهم عليه وسلم -
لم نرسل له أحد يعلمه بقدومنا !!!
قلت :_ من أخبره ؟؟
قال :_ آتاه جبريل واخبره أنكم أتيتم مسلمين طائعين ، وقد فرحنا بإسلامكم
هيا اسرعوا ، انه ينتظركم في المسجد منذ ساعة
قال :_ فأسرعنا الخطى الى مسجده حتى اذا وقفنا بباب المسجد ، ونظرنا إليه نظر إلينا {{ مشرق الوجه مبتسماً ضاحكاً ]]
وقام إلينا مسروراً واستقبلنا وعانقنا
وهو يقول :_ مرحباً بأخواننا ، مرحباً بأخواننا
يقول خالد :_فجلست بين يديه ، وبايعته على الاسلام
وقلت له :_ يارسول الله- صل اللهم عليه وسلم - اغفرلي تلك المواقف التي وقفتها عليك واخذت سيفي من عنقي ، و وضعته بين يديه
وقلت :_ وهذا اقدمه لك
فوضع يده على كتفي وابتسم في وجهي
وقال:_ يا خالد الاسلام يهدم ما قبله , واحتفظ بسيفك هذا واجعله معنا بدل أن كان علينا ..ثم تقدم عثمان بن طلحة وبايع النبي - صل اللهم عليه وسلم
________
ثم تقدم عمرو بن العاص وقال للنبي - صل اللهم عليه وسلم - :- ابسط يمينك فأبايعك
فبسط النبي - صل اللهم عليه وسلم - يده ، فقبض عمرو يده فقال له النبي - صل اللهم عليه وسلم - مالك يا عمرو ؟
قال عمرو: _ أردت أن أشترط
قال له النبي :_تشترط ماذا ؟
قال عمرو: _أشترط أن يغفر لي
فقال له الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - :_ يا عمرو
أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله
________
وعندما احتضر {{عمرو بن العاص }} حول وجهه الى الجدار وأخذ يبكي بكاءا مرا ..فجعل ابنه يقول له:_ يا أبتاه أما بشرك رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - بكذا وكذا ..فأقبل عليه {{عمرو بن العاص}} بوجهه
وقال: _إني قد كنت على أطباق ثلاث
قد رأيتني وما أحد أشد بغضاً لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم - مني
ولا أحب إلي الا أن أستمكن منه فأقتله ، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار . فلما جعل الله الإسلام في قلبي ، ما كان أحد أحب إلي من رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، ولا أجل في عيني منه ، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

26 Dec, 21:53


🔸🔸الحلقة الثامنة والسبعون بعد المائة🔸🔸
**********
السيرة النبوية العطرة
اسلام عمرو بن العاص رضي الله عنه
**********
كيف أسلم ؟؟
بعد غزوة {{ الأحزاب}} رأى {{عمرو بن العاص }} بحنكته السياسية أن الأمور ستتجه بعد ذلك لصالح المسلمين لأن كل أعداء المسلمين تحالفوا ، ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا ولكن مع ذلك لم يكن {{عمرو بن العاص }} متقبلًا لفكرة أن يدخل في الإسلام وكان شديد الكراهية للرسول - صل اللهم عليه وسلم - فأخذ قرارا غريبا وهو {{ أن يترك مكة ويهاجر الى الحبشة }}
والقصة يرويها {{عمرو بن العاص}} نفسه، والقصة في البخاري ومسلم وغيرهما
_____
يقول :_عمرو بن العاص أنه تحدث الى رجال من قريش كانوا يرون رأيي
[[ يعني مجموعة من رجال قريش كانوا يقتنعون بأي شيء يقوله، ويسمعون كلامه وينفذون ما يقوله ]]
فقلت لهم:_ إني أرى أمر محمد - صل اللهم عليه وسلم - يعلوا علواً منكرًا
وأني أرى ان نلحق بالنجاشي، فلئن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد - صل اللهم عليه وسلم -وكان {{عمرو بن العاص}} صديقاً للنجاشي ..وانظروا الى مدى كراهية {{عمرو بن العاص}} للنبي - صل اللهم عليه وسلم - في ذلك الوقت
يقول عمرو بن العاص :_ ولم يكن أحد أشد كراهية لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم - مني ..يقول :_ وإن ظهر قومنا فنحن مَن قد عرفوا، فلن يأتينا منهم إلا خيراً [[ أي لو انتصرت قريش على المسلمين فيمكن أن نعود الى مكة، ومكانتنا محفوظة في مكة ]]
وإن ظهر محمد - صل اللهم عليه وسلم - كان النجاشي بيننا وبينه [[ هذا عمرو بن العاص الذي كان يسمى بداهية العرب إن ظهر محمد - صل اللهم عليه وسلم - فهذا النجاشي يتدخل ويقوم بصلح بيننا ]]
فقال أصحابه:_ إن هذا لهو الرأي
فقال لهم عمرو: _ فاجمعوا له ما نهدي اليه
[[ يعني ساعدوني نجمع للنجاشي الهدايا ]]
يقول عمرو:_ وكان أحب ما يهدى اليه من أرض العرب هو الأدم [[ أي الجلود المدبوغة ]] فجمعوا له جلودا كثيرة، ثم توجهوا الى الحبشة
_________
فلما ذهب {{عمرو بن العاص}} الى النجاشي
وجد عنده {{عمرو بن أمية الضمري}} تذكرون هذا الاسم الذي حمل الرسالة من النبي - صل اللهم عليه وسلم - للنجاشي كان النبي - صل اللهم عليه وسلم -قد أرسل {{عمرو بن أمية}} الى النجاشي يطلب منه أن يرسل {{جعفر بن أبي طالب}} ومن بقي من المسلمين في الحبشة الى المدينة
[[ الرسالة التي زوجه فيها رملة بنت ابي سفيان هل تذكرونها ]]
ففكر {{عمرو بن العاص }} أن يدخل الى النجاشي ويطلب منه أن يسلمه {{عمرو بن أمية الضمري }} ويقتله
وبذلك يكون قد صنع شيئا لقريش يرفع بها مكانته في مكة مع أن {{عمرو بن العاص}} حاول قديما منذ {{ ١٥ عام }}
في السنة الخامسة من البعثة أن يسلم له النجاشي المسلمون الذين هاجروا الى الحبشة ولكن النجاشي رفض رفضا قاطعا
_______
يقول عمرو بن العاص :_ فدخلت عليه، وسجدت له كما كنت أصنع
فقال: - مرحبا بصديقي، أهديت الي من بلادك شيئا
قال عمرو: - نعم أيها الملك، قد أهديت لك أُدُماً كثيراً، ثم قدمه اليه فأعجبه
يقول عمرو :_ فلما رأيت نفسه قد طابت
قلت له :_ أيها الملك، إني قد رأيت رجلاً خرج من عندك، وهو رسول رجل عدو لنا ، فأعطنيه لأقتله ، فإنه قد أصاب من أشرافنا وأعزتنا
قال عمرو: _فغضب النجاشي غضباً ، لم أرى النجاشي قد غضب مثله من قبل ، حتى كاد الدم أن يتفجر في وجهه ..ثم مد يده فضربني بها على انفي ضربة ظننت أنه قد كسره، وخلعه من مكانه
فتدفق الدم على ثيابي ، ورأيت من الذل والمهانة مالم أرى ومالم أتوقع !!!
فوددت لو انشقت لي الأرض فدخلت فيها خوفا منه
ثم قلت له: _ أيها الملك ، والله لو ظننت أنك تكره هذا ويغضبك ما سألتكه
فقال النجاشي :_ يا عمرو أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله ؟!
[[وكان اهل الكتاب يطلقون على جبريل الناموس الأكبر، ولذلك قال ورقة بن نوفل للسيدة خديجة إنه ليأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ]]
قال عمرو: - أيها الملك ، أكذاك هو ؟ اتشهد له ذلك ؟؟
قال النجاشي :_ أي ورب محمد - صل اللهم عليه وسلم - وعيسى وموسى يأتيه الناموس الاكبر الذي كان يأتي موسى
وإنه رسول من عند الله - صل اللهم عليه وسلم - ، ويحك يا عمرو، أطعني واتبعه، فإنه والله لعلى الحق ، وليظهرن على من خالفه ، كما ظهر موسى على فرعون وجنده
في هذه اللحظة نزلت الهداية من {{ الله الرحمن الرحيم اللطيف الودود سبحانه ما اعظمه واجمله سبحانه ما ارحمه والله والله والله لوعرف المسلمون ، الله حق معرفته لذابت قلوبهم بمحبته والاشتياق للنظر لوجه الكريم }}

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

26 Dec, 21:53


محرماً ملبياً مكبراً يتطوف بالبيت وحول البيت آلهتهم التي طالما سفه احلام من يعبدها بنص القران الكريم ، ورجالات قريش تنظر إليه

فحرك هذا المشهد تفكير العقلاء منهم وذوي الرأي

امثال {{خالد بن الوليد }} و{{عثمان بن طلحة }} وغيرهما

وقد ترك في نفوسهم حيرة .. هذا الرجل الذي خرج قبل {{ ٧سنين }} في جنح الظلام يعود الآن في وضح النهار وحوله {{ ٢٠٠٠ رجل }} محرمين يطوفون ويعلنون دينهم علانية في مكة ولا يستطيع احد أن يعارضهم

ما سر هذا الرجل ؟!!

لقد قاتلناه مراراً ، فأنتصر علينا ، وها هو قد طاف في الكعبة مع اولئك العبيد ، الذين كنا نستهين بهم ونعذبهم في مكة ، تعلو اصواتهم بالتلبية والتكبير .. من أين يستمد قوته هذا الرجل ؟!!!!

وها هي قريش قد أذعنت له ، فأكل العرب واليهود معاً بالامس قضى على آخر اليهود في {{ خيبر }} واليوم يدخل مكة عنوة في وضح النهار

ما سر هذا الرجل ؟!!

________

يقول خالد :_ قلت في نفسي لم تعد مكة دار إقامة لي لعله يأتي في كل عام فيعتمر ويحج ، ولعل أمره بظهر على قريش

ففكرت أن أغادر مكة الى {{الحبشة }}فتذكرت ان ملك الحبشة النجاشي قد دخل في دينه .. فقلت :_ اخرج الى قيصر الروم !!

فتذكرت ان {{ قيصر }} سيعرض علي النصرانية وادخل في دينه ما دمت في حماه ، فأترك دين قومي واكون هنالك موالي للعجم فأفقد قومي وعشيرتي

أين أذهب ؟؟ وبينما انا كذلك في تلك الحيرة

قلت :_ اغلق باب داري علي ، وانظر الى ما يصير إليه أمر محمد - صل اللهم عليه وسلم - واذا بقارع يقرع الباب علي ويسلمني رسالة من اخي الوليد

وكان لخالد اخ اسمه {{ الوليد بن الوليد بن المغيرة }} شقيق خالد

وكان قد أسلم بعد بدر ، وبحث {{الوليد}} عن أخيه {{خالد}} فلم يجده

كان قد خرج مع قريش و ترك مكة للمسلمين ثلاثة ايام، فترك له {{الوليد بن الوليد }} رسالة قال فيها : بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد: _فإني لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام وعقلك عقلك يا خالد[[ يعني انا اعرف انك عاقل وحكيم يا اخي ]]

ومثل الإسلام لا يجهله أحد؟

[[ اي هذا الاسلام بتعاليمه لايجهله عاقل وانت من العقلاء يا خالد ]]

وقد سألني رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - عنك ، ونحن بمكة وقال: _ أين خالد ؟؟ فقلت: _يأتي الله به مسلماً إن شاء الله

فقال:_ ما مثل خالد يجهل الإسلام

[[يعني لا يعقل مثل عقلية خالد ورجاحة عقله يجهل الاسلام ]]

ولو كان جعل نكايته وجَدَّهُ مع المسلمين على المشركين لكان خيراً له ، ولقدَّمناهُ على غيره [[يعني قوته وحنكته في القتال لو جعلها على اعداء الله لكان خير له ]] فاستدرك يا أخي ما قد فاتك من مواطن صالحة

يقول خالد:_ فلما قرأت كتابه زدت رغبة في الإسلام، وسرني سؤال رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - عني وقوله {{ما مثل خالد يجهل الاسلام }}

وانظروا الى حكمة رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -

هو يعلم أن {{ خالد}} يخشى على مكانته في جيش مكة فهو يريد أن يطمئنه من هذه الناحية، وأنه اذا دخل في الإسلام فلن يكون تابعاً ، بل سيظل قائداً

_______

اهتز قلب {{ خالد }} بهذه الرسالة رجل أعاديه وأقاتله ونلت منه ما نلت يوم أحد ثم يثني علي ويقول {ما مثل خالد يجهل الاسلام } فيشهد برجاحة عقلي!

قال :_ فهزتني مقالته ، وجعلتني أقُلب الأمور رأساً على عقب

واقول :_ لقد قاتلته مراراً ، وانا لا أدافع عن عقيدة ولا حتى أدري لما اقاتله ؟؟

لماذا لا ادخل في دينه ؟؟ واخذت أفكر واتدبر أمري ، فنمت ليلتي تلك

ورأيت في المنام كأني في بلاد ضيقة جدبة فخرجت إلى بلاد خضراء واسعة ، فيها المياه تتدفق ..فلما صحوت قلت :_ إنها رؤيا ، لأن صدقت فإني خارج من دين قريش الى دين محمد - صل اللهم عليه وسلم -

_________

وهنا كان قرار خالد بن الوليد {{ سيف الله المسلول }} رضي الله عنه وارضاه ، أن يدخل الإسلام ..ولكن قبل هجرة خالد .. اراد {{خالد }} ألا يهاجر وحده

يقول خالد:_ قلت من أصاحب معي الى الرسول صل اللهم عليه وسلم - ؟؟

فخالد شخصية ايجابية، ويريد أن يقدم شيئا للإسلام في أول لحظات اسلامه، حتى قبل أن يهاجر وقبل أن يقابل الرسول صل اللهم عليه وسلم

يقول خالد :_ فذهبت الى صديقي {{صفوان بن أمية}} وعرضت عليه أن يدخل في الإسلام وأن يهاجر معي

فقال له صفوان وقد انكر عليه اشد الانكار

قال :_واللآت لو لم يبقَ غيري من قريش لما اتبعته

يعني لو اسلمت قريش كلها إلا أنا ما اتبعت دين محمد - صل اللهم عليه وسلم -

يقول خالد

قلت في نفسي :_رجل قُتل أباه وأخاه يوم بدر ، فأعذره فيما يعتقد ، فتركته وانصرفت عنه ثم ذهبت الى صديقي {{عكرمة بن أبي جهل}} وعرضت عليه أن يسلم وأن يهاجر معي ..فقال له عكرمة، وكان اشد انكاراً من صفوان

:_ لو لم يبقَ غيري من قريش لما اتبعته

فقلت :_وهذا اعذره ايضا لقد قتل اباه يوم بدر ومازال يحمل عار ابيه ابو جهل

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

26 Dec, 21:53


🔸🔸الحلقة السابعة والسبعون بعد المائة🔸🔸

*******

السيرة النبوية العطرة

اسلام خالد بن الوليد ، وعثمان بن طلحة ، رضي الله عنهما

_______

أول حدث في شهر {{صفر }} في السنة الثامنة من الهجرة كان اسلام ثلاثة من عمالقة قريش وهم

١_خالد بن الوليد [[ فارس قريش ]]

٢_عمرو بن العاص [[ وهو من أحكم العرب وكان يسمونه داهية العرب ]]

٣_ عثمان بن طلحة [[ من وجوه أهل مكة ]]

_______

وهذا الحدث من أعظم الأحداث ، ونصر من أكبر انتصارات الإسلام

ونقطة فارقة في التاريخ الإسلامي

وقد أسلم الثلاثة ليس في شهر واحد فقط ، ولكن في يوم واحد

وعندما أسلموا قال النبي - صل اللهم عليه وسلم -

{{رمتكم مكة بأفلاذ كبدها }}

_______

لماذا تأخر إسلام خالد بن الوليد رضي الله عنه ، الملقب بسيف الله المسلول

عندما أوحي الى النبي - صل اللهم عليه وسلم - في مكة كان خالد شاباً عمره {{ ٢٧ عام }} وعندما أسلم كان عمره {{ ٤٧ عام }}

بقي خالد {{٢٠ عام }} كاملة يرفض الإسلام ويحارب المسلمين، حتى أسلم في أول السنة الثامنة من الهجرة

_________

وكان سبب رفضه وعداوته للإسلام طوال هذه الفترةأنه من بيت يكره الإسلام ..فأبوه هو {{الوليد بن المغيرة }} سيد {{ بني مخزوم }} أحد بطون قريش، ومن أغنى أغنياء قريش، ومن أشد قريش عدواة للنبي صلى الله عليه و سلم لدرجة أنها نزلت فيه عشرون آية في سورة المدثر وقد ذكرناها ، فنزل في ابوه : قال تعالى :

{{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا * سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ }}

نزلت هذه الايات في حق ابوه {{ الوليد بن المغيرة }}

وسبب آخر لتأخر اسلام {{خالد بن الوليد}} هو أن خالد كان من زعماء مكة، وله مكانته في قريش، ومكانته المرموقة في العرب ومكانته في الجيش المكي فهو قائد فرسان قريش، وهي أهم كتيبة في الجيش، فكان {{ خالد }} يخشى على مكانته أن تضيع اذا دخل في الإسلام

_______

وكان اسباب إسلام {{خالد بن الوليد}} كثيرة

تذكرون في صلح الحديبية قبل هذا التاريخ بعام تقريبا ، عندما خرج {{خالد }} على رأس جيش مكة لاعتراض المسلمين الذين جائوا لأداء العمرة

ووقف خالد بجيش مكة أمام المسلمين ثم جائت صلاة الظهر، فوقف المسلمون يصلون وشاهد {{خالد }} المسلمون وهم يصلون ويسجدون ووجدها فرصة سانحة لمهاجمة المسلمين وهم في صلاتهم، فسأل من حوله:_هل سيصلي المسلمين مثل هذه الصلاة مرة أخرى ؟

فقال له بعضهم: _ نعم إن لهم صلاة بعد هذه [[ اي صلاة العصر ]] أحب إليهم من أموالهم وأبنائهم ..فجهز {{خالد بن الوليد}} جيش مكة للإنقضاض على المسلمين في صلاة العصر

ولكن في ذلك الوقت نزل جبريل بتشريع صلاة الخوف ووقف النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، يصلي بالمسلمين صلاة الخوف لأول مرة

فقام وصلى خلفه نصف الجيش، والنصف الثاني من الجيش وقف خلف المسلمون لحراستهم، وأتم النبي - صل اللهم عليه وسلم - صلاة ركعتين ثم وهو في التشهد سلم الجيش وانصرف ووقف للحراسة، ثم جاء النصف الثاني الذي كان يقوم بمهمة الحراسة فصلى مع الرسول - صل اللهم عليه وسلم - ولما رأى {{خالد بن الوليد}} ذلك قال كلمة عجيبة

قال: _إن القوم ممنوعون

[[ أي أن الله تعالى يمنع ويحمي هؤلاء ]]

_______

وكانت {{عمرة القضاء }} قد تركت أثراً آخر بعد خروجه منها - صل اللهم عليه وسلم -قلنا ان النبي صلى الله عليه وسلم ،قد خرج مهاجراً من مكة يصحبه رجل واحد من اصحابه و هو {{ ابو بكر الصديق }}وفي جنح الظلام واتجه متخفيا الى غار ثور قال تعالى {{ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }}وها هو يرجع اليوم إليها بأقرار من قريش

وتخلي قريش له مكة ، فلا يشاركه بالطواف مشرك ، ولا يصادفهم في طرقاتهم احد حتى لا يستفزهم وبيوت قريش مغلقة ، من أراد أن يبقى في داره أغلق عليه باب داره ومن أراد ان يخرج ، خرج الى شعاب الجبال

مكة كلها يدخلها النبي - صل اللهم عليه وسلم - في وضح النهار

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

26 Dec, 21:53


يقول خالد :_ فمضيت وقلت لا أكلم أحداً ، حتى لا يفشوا أمري في مكة فيسخر مني اهل مكة

يقول خالد :_وبينما أنا في طريقي ، لا أريد أن أكلم احداً لقيني {{عثمان بن طلحة}} اتذكرون هذا الرجل ؟؟

[[عندما هاجرت ام سلمة ، فلم يتركها تهاجر وحدها وخرج ماشياً على قدميه حتى أوصلها وابنها المدينة المنورة ، ثم رجع ، وذكرناها في السيرة وقلنا أن له سابقة خير فهداه الله للإسلام ]]

قال :_لقيني {{عثمان بن طلحة}}

يقول خالد:_ فقلت هذا اشد انكاراً من الذين قبله

فإن كان {{صفوان }} قتل أباه وأخاه و{{عكرمة }} قتل اباه

فهذا {{ عثمان }} فقد قتل ابوه ، وعمه ، واخوته الاربعة يوم احد على يد اصحاب محمد - صل اللهم عليه وسلم -فهو أشد عداوة لمحمد - صل اللهم عليه وسلم - ودينه من غيره ، فلا افضح امري بين يديه

فلما لقيني{{ عثمان}} سلم علي وسلمت عليه ثم اخذت اناقشه في أمر محمد - صل اللهم عليه وسلم - وقريش

واقول له:_ ألا ترى أن أمر محمداً - صل اللهم عليه وسلم - ، قد علا علوا منكراً [[ اي غريبا ]] فما أصبحنا يا عثمان إلا بمنزلة ثعلب في جحر لو صب فيه ذنوب من ماء لخرج

[[ اي اصبحنا ضعاف جدا امام محمد وصحبه ]] - صل اللهم عليه وسلم -

قال فأنصت إلي تماماً وقال عثمان :_و هو كذلك يا خالد

فقلت له:_ ألم يستقم الميسم [[ اي تبين الطريق وظهر الحق ]]

فما علينا لو دخلنا في دين محمد - صل اللهم عليه وسلم - يا عثمان ؟؟

فقال عثمان:_ هذا ما عزمت ان أحدثك به والله

[[سبحان الله الذين اختارهم كانوا اشد انكارا ،والذي خشي ان يحدثه كان هو الموافق ]]

قال :_هذا ما عزمت ان أحدثك به ، والله لقد طاب المنسم يا خالد ، فعلامَ نكابر ؟؟

فاستجاب له {{عثمان بن طلحة}} واتفق الإثنان على الخروج من مكة وتواعدا

وخرجا الى المدينة المنورة لإعلان اسلامهما بين يدي النبي - صل اللهم عليه وسلم - وفي الطريق الى المدينة قابل {{ خالد بن الوليد }} و {{ عثمان بن طلحة }} رجل في الطريق وهو {{ عمرو بن العاص }} كان هو الآخر متوجها من مكة الى المدينة ليعلن أسلامه

الآن ننتقل مع {{عمرو بن العاص }} رضي الله عنه ونرى مالذي جعل عمرو بن العاص يدخل الإسلام وعلى يد من اسلم

ثم نرجع الى خالد وعثمان وعمرو وماذا حدث عندما تقابلوا في الطريق

_______

{{ عمرو بن العاص }} رضي الله عنه تأخر في إسلامه

مثل {{خالد بن الوليد}} ظل {{عمرو بن العاص}} عشرون عاما منذ البعثة وحتى بداية السنة الثامنة من الهجرة رافضا ومعاديا للإسلام

وكان سبب رفضه للإسلام طوال هذه الفترة

أنه من بيت يكره الإسلام ، فأبوه {{ العاص بن وائل }}

كان من اشد أعداء النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، وكان شديد الإيذاء للرسول - صل اللهم عليه وسلم - في مكة قبل هجرة النبي

وهو الذي كان يقول عن النبي - صل اللهم عليه وسلم - بعد موت ولده أنه {{ أبتر }} فنزل فيه قول الله تعالى {{ إن شانئك هو الأبتر }}

ومن شدة ايذائه للنبي - صل اللهم عليه وسلم -

دعا عليه النبي فقال {{ اللهم سلط عليه شوكة من أشواك الأرض }}

فدخلت شوكة في قدمه، فتورمت قدمه

ولم يستطع أن يتحرك وأصبح طريح الفراش، وذهب ابنه عمرو بن العاص الى {{ الطائف }} ليأتي بطبيب، ولكنه مات قبل أن يصل اليه

اذن {{عمرو بن العاص}} من بيت يكره الإسلام كراهية شديدة جدا

وسبب آخر لتأخر اسلام {{عمرو بن العاص}} وهو أن له مكانة كبيرة في قريش ، بل وفي الجزيرة كلها، ولذلك فهو يخشى على ضياع هذه المكانة اذا اتبع النبي - صل اللهم عليه وسلم - ودخل في الإسلام

______

يتبع ان شاء الله كيف اسلم عمرو بن العاص

يتبع إن شاء الله …

------صل اللهم عليه وسلم-------

من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

03 Dec, 03:50


____
فلما انطلقا وفي الطريق قال احدهما للآخر :_ إن صدق فهو حقاً رسول من عند الله
____
وصل الجنديان الى {{ باذان }} ملك اليمن، واخبراه برسالة النبي صل اللهم عليه وسلم
قالا له :_ إن للرجل هيبة لا يجرء احد أن يدنو منه اذا حدثنا ترتعد فرائصنا وقد اخبرنا أن ربه قد قتل ربنا ، وأن ابنه {{ شيرويه }} قد اعتدى عليه فقتله ، وان ابنه قد انتزع الملك منه
قال باذان : _ إن كان نبيا حقا فسيكون ما قال ، ننظر فإن صحت اخباره آمنا به واتبعناه
_____
وما لبث ايام حتى جاءه خطاب من {{شيرويه }} ابن كسرى الزعيم الجديد في بلاد فارس الى {{ باذان }} عامله على اليمن
يقول فيه:_ إنه قد قتل أباه أبرويز ، لأن أبرويز قد قتل الكثير من أشراف فارس ويطلب منه بيعة أهل اليمن
فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن قبلك، وانظر الرجل الذي كان كسرى يكتب إليك فيه [[ اي النبي ]] فلا تزعجه حتى يأتيك أمري
[[ مفكر انه باذان احضره ، لا ترسله لعندي خلي عندك ]]
_____
وعلم {{ باذان }} الليلة التي قتل فيها {{ أبرويز}} فوجد أنها هي نفس الليلة التى أخبر عنها النبي صل اللهم عليه وسلم فأيقن أنه رسول وأن الذي أخبره هو وحي من عند الله تعالى
لأن المسافة بين المدينة والمدائن هائلة وبعيدة
ومستحيل على أهل هذا الزمن بأي صورة من الصور أن يعرفوا الأحداث التي تحدث في بلد آخر إلا بمعجزة خارقة
وهنا أخذ باذان قرار {{ الإسلام }} فورا
فأسلم، وأسلم أبناؤه، وأسلم كل الفرس تقريبا في اليمن وأسلم الرسولان اللذان بعثهما باذان إلى رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
ثم أسلم بعد ذلك كثير من أهل اليمن وكان اسلام اليمن اضافة كبيرة جدا لقوة المسلمين
_____
أما كسرى فارس الجديد {{شيرويه بن أبرويز }} فلم يفكر في الإسلام
وظلت العلاقات بين الدولة الاسلامية والفارسية متجمدة
الى أن بدأت المواجهات بين الدولتين في عهد {{ الصديق رضي الله عنه }} إذن اسلم {{ باذان }} من معجزة لرسول الله ولماذا نركز في السيرة على هذه المعاني ??
لاننا في زمان احوج ما نكون فيه الى تصديقنا لنبؤات رسول الله صل اللهم عليه وسلم ..منها مانعيشه الآن ، ومنها ما ينتظرنا قريباً جداً
فينبغي ان يكون تصديقك وايمانك بنبؤة رسول الله صل اللهم عليه وسلم، إيمان مطلق كأنك تراه قبل ان يقع
يتبع بإذن الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

03 Dec, 03:50


{{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }} ولم يختم رسالته لكسرى بهذه الآية
________
فكان صل اللهم عليه وسلم، يخاطب كل رجل بما يليق به رسائله {{ درس لكل دعاية }}
كيف يخاطب كل انسان بما يصلح له ؟؟
فليس الخطاب الواحد يصلح للناس جميعاً
_______
وما ان سمع {{كسرى }} رسالة النبي صل اللهم عليه وسلم
حتى استشاط غضبا، واخذته العزة بالاثم
وخطف الرسالة من يد المترجم ومزقها وهو يقول في غطرسة:_ عبد من رعيتي يكتب اسمه قبلي ..ثم ارسل عامله على بلاد اليمن على الفور [[لأن اليمن كانت تابعة للإمبراطورية الفارسية ]]
وكان عامله على اليمن اسمه {{ باذان}} وطلب منه كسرى أن يبعث رجلين من رجاله ليأتي برسول الله - صل اللهم عليه وسلم -إلى {{ المدائن }} عاصمة فارس [[ يعني احضره لي مكبل ]]
وكان {{ كسرى }} يريد بذلك اذلال الرسول صل اللهم عليه وسلم واذلال المسلمين لأنه لم يرسل بعض جنوده من عاصمة ملكه {{ المدائن }} وانما أمر أن يرسل رجلين فقط والذي يرسلهما هو أحد عماله ..وبالفعل أرسل {{ باذان }} جنديين من اليمن للقبض على النبي صل اللهم عليه وسلم[[ وكما قلنا و شرحنا من قبل كيف يكون العرب من غير عقيدة ، ذيل الروم من العرب قتل حامل الرسالة ، وذيل الفرس الان يمتثل فورا لسادته ، ويرسل رجلان ضخمان اقرعان ، كانوا يحلقون رؤوسهم واللحية و شواربهم طويلة عشان يوقف الصقر على شواربه ]] خرج الرجلان وفي الطريق مروا بالطائف
وعلم أهل الطائف ان كسرى يطلب محمد - صل اللهم عليه وسلم -
ففرحوا واستبشروا وقال بعضهم لبعض:_ أبشروا فقد نصب له كسرى ملك الملوك كفيتم الرجل
[[ يعني خلص ما دام كسرى تولى امر محمد انتهى محمد هو ودينه واصحابه ومدينته ، صل اللهم عليه وسلم]]
وسمع {{ عبدالله }} كل هذا ورجع الى المدينة
واخبر النبي صل اللهم عليه وسلم، بما حدث وانه قد ارسل الى عامله باليمن ، رجال ليأخذوك اليه ، ومزق الرسالة
فسخر النبي وضحك - صل اللهم عليه وسلم -
وقال :_ مزق الله ملكه
[[ وقد كان ذلك في غصون سنوات قليلة من ذلك الموقف، مزَّق الله تعالى مُلك كسرى تماما، وسقطت الامبراطورية الفارسية على ايدي المسلمين في عهد عمر بن الخطاب ]]
________
ووصل الجنديين الى {{ المدينة المنورة }} وكما قلنا
كانوا يحلقون رؤوسهم واللحية و شاربهم طويل
فلما رائهم النبي صل اللهم عليه وسلم اشاح بوجهه عنهما[[ اي لم يستطع ان ينظر اليهما ]] قال :_ من امركم بتغير خلق الله ؟؟
قالا :_ ربنا [[ ربهم يعني كسرى ]]
وابلغوا النبي صل اللهم عليه وسلم بما قال {{ كسرى }}
وقالا له: - وإن أبيت فهو من قد علمت [[ يعني اذا رفضت انت بتعرف مين كسرى ]] فهو مهلكك ومهلك قومك ومخرب بلادك
وكان الوقت ليل
قال لهما النبي - صل اللهم عليه وسلم -:_ اذهبا الآن و أتياني غداً [[ فأخذهم احد الصحابة وآواهم عنده وفي وقت الصبح عند الضحى اتى بهما الى النبي صل اللهم عليه وسلم]] فلما دخلا عليه
قال لهما النبي صل اللهم عليه وسلم:_ ادعوكما الى الله ان تسلمان وتؤمنان بالله وأني محمد رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
فأرتعدت فرائصهما من هذه الكلمات و وقفا ولم يجيبا بشيء
وقالا :_ وإنما نحن رسل نبلغ
[[ يعني جايين نوصلك رسالة ونرجع ]]
فقال لهما:_ ارجعا الى صاحبكما في اليمن [[ اي باذان ]] واخبراه
- إِنَّ ربي قتل ربَّه هذه الليلة بعد منتصف الليل ، وإن ابنه شيرويه هو الذي قتله [[ وبالفعل في هذه الليلة في ليلة الثلاثاء العاشر من جمادى الآخرة من السنة السابعة من الهجرة، قتل كسرى فارس {{خسرو الثاني}} الملقب {{أبرويز }}على يد ابنه شيرويه ]]
فلما قال النبي صل اللهم عليه وسلم ذلك للجنديين فزعا وقالا له:_ هل تدري ما تقول؟ إنا قد نقمنا عليك ما هو أيسر من هذا، أفنكتب عنك هذا، ونخبر الملك باذان؟
[[ يعني هل تعلم ان الذي تقوله شيء كبير ، فإن كسرى من رسالة منك اقام الدنيا واقعدها ، فكيف إذا اخبرناه انك تقول عنه انه مقتول على يد ابنه ]] فقال النبي صل اللهم عليه وسلم في كل هدوء وثقة:_
نعم أخبراه ذاك عني
وقولا لباذان :_ إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ كسرى وينتهي الى الخف والكراع
[[ اي كل البلاد التي تحت سيطرته ستكون تحت سلطة النبي صل اللهم عليه وسلم، حتى الانعام والمواشي ]]
وقولا له :_ إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك ، وملكتك على قومك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

03 Dec, 03:50


🔸🔸الحلقة السابعة والستون بعدالمائة🔸🔸
*******
السيرة النبوية العطرة
(( رسالة النبي صل اللهم عليه وسلم الى كسرى ملك الفرس ))
_______
أرسل النبي صل اللهم عليه وسلم الى {{ كسرى }} ملك فارس
رسالة يدعوه فيها الى عبادة الله
وكما قلنا {{ فارس }} هي واحدة من أكبر دولتين في العالم في ذلك الوقت لأن العالم في ذلك الوقت كان مقسماً بين
الإمبراطورية الفارسية في الشرق والإمبراطورية البيزنطية في الغرب
وكسرى هو لقب كل من يحكم الإمبراطورية الفارسية
كما ان {{ قيصر }} كان هو لقب كل من يحكم الإمبرطورية البيزنطية
وكسرى الذي أرسل اليه النبي صل اللهم عليه وسلم، الرسالة كان اسمه {{خُسرو الثاني }} وكان لقبه {{ إبرويز }} يعني المنتصر ، لأنه كان قد حقق انتصارات كبيرة على الروم
______
والذي حمل الرسالة هو {{ عبد الله بن حذافة }} رضي الله عنه ، وعبد الله بن حذافة ، هو الذي في عهد {{ عمر بن الخطاب }} أسره الروم وحاول ملك الروم أن يجعله يتنصر فرفض
[[ والقصة طويلة ]] ولكن وصل الأمر الى أن ملك الروم
قال له: _ تنصر أشركك في ملكي ، فأبى ..فأمر به أن يصلب
ثم أمر أن ترمى عليه السهام فلم يجزع {{عبد الله بن حذافة }}
فأمر قيصر بأنزاله ، وأمر بقدر فصب فيها الماء وأغلى عليه وأمر بإلقاء أسير فيها ، حتى ذابت عظامه
فأمر بإلقائه إن لم يتنصر فلما ذهبوا به بكى
قال: _ردوه
فقال: _ لم بكيت؟
قال:_ تمنيت أن لي مائة نفس تلقى هكذا في الله ، فتعجب ملك الروم ..وقال له: _ قبَّل رأسي وأنا أخلي عنك
فقال: _ وعن جميع أسرى المسلمين ؟؟
فقال:_ نعم ..فقبل رأسه فأطلق سراحهم
فلما رجعوا الى الخليفة عمر بن الخطاب ، وقصوا عليه ما حدث
وقف عمر وقام الى {{ عبد الله بن حذافة }} وقبل رأسه
هذا هو الصحابي الجليل الذي حمل الرسالة لكسرى
إذن {{ عبد الله بن حذافة }} شخصية صلبة جدا ومعتزة بنفسها
ولذلك فلن يهتز عندما يدخل على كسرى وهو في ملكه وايوانه، ولذلك أختاره النبي صل اللهم عليه وسلم لهذه المهمة
______
وكان يعلم النبي صل اللهم عليه وسلم، أن الكبرياء في نفس {{ كسرى }} غير ما هو عند {{ هرقل }} لان هرقل رجل {{ كتابي }} اي من اهل الكتاب فهو يعظم ذكر شيء اسمه انبياء
اما {{ كسرى }} رجل يعبد النار ، لا يوجد عنده هذا الطبع
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم لحامل الرسالة {{ عبدالله }}
:_ تسلم الكتاب لأمير البحرين
[[ امير البحرين الذي هو من طرف كسرى ، عامل عند كسرى ويرفعه هو الى كسرى
يعني مهد له المسألة حتى تلين نفس كسرى ويتقبل الامر
وفعل عبدالله بن حذافة ذلك ودفعه لامير البحرين وامير البحرين رفعه الى كسرى ]]
_______
فلما طلب امير البحرين الأذن من كسرى فأذن بحامل الكتاب أن يدخل عليه ..فدخل {{ عبد الله بن حذافة }} على كسرى وهو يحمل رسالة النبي صل اللهم عليه وسلم
فأومأ كسرى إلى أحد رجاله بأن يأخذ الكتاب من يده
[[ اشار لاحد جنده هاتِ الرسالة من يده ]]
فقال عبدالله :_إنما أمرني رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -أن أدفعه لك يدا بيد وأنا لا أخالف أمراً لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم - فقال كسرى لرجاله: _ اتركوه يدنو مني
فأقترب من كسرى حتى ناوله الكتاب بيده
_______
ولننظر ونتفكر كيف كان النبي صل اللهم عليه وسلم، يخاطب كل واحد بما ينبغي وبما يليق
فإن{{ قيصر الروم }} كما قلنا نصراني ينسب لأهل الكتاب ولكن كسرى {{ فارسي }} أي لا يدينون بدين بل يعبدون النار
فصيغة كتابه لقيصر {{ النصراني }}
تختلف عن صيغة خطابه لكسرى {{ الناري }}
دفع كسرى الخطاب الى المترجم وقرأ فيه
بسم الله الرحمن الرحيم
[[ كل رسالة كان يرسلها كانت تبدأ بالبسملة ، وهو الذي قال لنا صل اللهم عليه وسلم كل شيء لا يبدأ فيه بأسم الله فهو أبتر ، اي مقطوع البركة ]]
من محمد رسول الله ، الى كسرى عظيم فارس ، سلام على من اتبع الهدى ، وآمن بالله ورسوله ، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأدعوك بدعاء الله ، فإني أنا رسول الله الى الناس كافة ، لأنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين ، فإن تُسلم تَسلم ، وإن أبيت فإن عليك إثم المجوس .
هنا انتهت الرسالة
((صلوا على النبى اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا النبى محمد رسول الله وعلى أله وصحبه))
_______
هل لاحظتم ؟؟ لم يقل له مثل قيصر{{ يؤتك الله أجرك مرتين }}
لان قيصر كان يدين بالنصرانية
فإن اتبعتني يؤتيك الله الأجر مضاعف ، أجر ايمانك بعيسى عليه السلام ، وأجر ايمانك بمحمد ..وختم رسالته لقيصر بآية

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

03 Dec, 03:50


🔸🔸الحلقة السادسة والستون بعد المائة🔸🔸
*********
السيرة النبوية العطرة
استكمال ارسال النبي الرسائل الي الملوك
*********
والذي قص علينا ما الذي جرى هو {{أبو سفيان بن حرب}} نفسه بعد اسلامه، وهي موجودة في البخاري
يقول أبو سفيان:_ أنه أدخل مع أصحابه من التجار الى مجلس {{هرقل }} وكان جالسا على عرشه ، وعليه التاج ، وحوله حاشيته من الوزراء والأمراء وقادة الجيش والعلماء ورجال الدين
سأل هرقل التجار عن طريق ترجمانه:_
أيكم أقرب نسبا لهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ - صل اللهم عليه وسلم -
فقال أبو سفيان:_ أنا أقربهم نسبا إليه
[[ وأبو سفيان يلتقي مع النبي صل اللهم عليه وسلم في الأب الرابع وهو {{عبد مناف }} ولم يكن بين التجار من هو أقرب الى النبي صل اللهم عليه وسلم من أبو سفيان ]]
وانظروا الى السياسة الحكيمة لا الى السياسة المخبصة في عصرنا {{ هرقل }} يريد ان يصل الى الحقيقة
فقال هرقل:_ أدنوه مني، وقربوا أصحابه ، فاجعلوهم عند ظهره
[[أي جعل بقية التجار يقفون خلف أبا سفيان ]]
ثم قال لترجمانه
قل لهم: _ إني سائلٌ هذا الرجل [[ يعني أبا سفيان ]] فإن كذبني فكذبوه
[[يعني سيسأل أبا سفيان أسئلة فان كذب في أحدها
فيشيرون اليه أنه كاذب يعني اذا كذب ارفعولي حواجبكم غمزة بتكفي منكم بعرف انه كذب ]]
وبذلك يتأكد {{ هرقل }} من صدق {{ أبو سفيان }}
لأن {{ أبو سفيان }} سيخاف من بطش {{ هرقل }} اذا قال شيئا وكذبه أصحابه من خلفه
وجعل أصحابه خلفه، لأنهم قد يستحون أن يكذبوه في وجهه
ولكن يمكن أن يكذبوه وهو لا ينظر اليهم
وهذا يدل على حكمة {{ هرقل }}} ودقته، ويدل أيضا على شدة اهتمامه بقضية الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم
_________
وبدأت أسئلة {{ هرقل}} أو استجواباته و{{ أبو سفيان }}يرد عليه
ولنتخيل الموقف كأنه أمامنا تماماً
هرقل جالس على عرش ملكه ، ومن حوله حاشيته من الوزراء ، والأمراء ، وقادة الجيش ، والعلماء ، ورجال الدين
{{ ابو سفيان }} يقف أمامه
ورجال قريش يقفون خلف ابو سفيان ، عيونهم متجهة للملك هرقل
ثم تدبروا اسئلة {{ هرقل }} التي تدل على عقلانية وحكمة هرقل
فالسؤال الواحد لا يحتمل {{ اللت والعجن }} في الجواب حتى لا يعطيه جواب و كلام يفسر بأكثر من معنى
اسئلة لا تحتمل الجواب عليها إلا {{ نعم _ لا }}
واسئلة يجاب عليها فقط ببضع كلمات
_________
قال هرقل لترجمانه اسأله كيف نسبه فيكم ؟؟
قال :_ هو فينا ذو نسب
[[ هل رأيتم السؤال لا يحتمل الجواب إلا كلمتين إما ذو نسب او ليس له نسب يعني من عامة الناس ]]
____
_هل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟؟
[[ هل في شخص قبله ، قال انه نبي قبله ، ماذا يجيب نعم او لا ]]
قال ابو سفيان :_ لا
______
_ هل كان من آبائه من ملك ؟؟
قال : _ لا
____
_ هل أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم ؟؟
قال :_ بل ضعفاؤهم
[[ لاحظتم الجواب لا يحتمل اكثر من كلمتين ]]
_____
_ أيزيدون أم ينقصون ؟؟
قال :_ بل يزيدون
____
_ فهل يرتد أحد منهم سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه ؟؟
[[ يعني هل يرتد احد عن دينه بسبب التعذيب ]]
قال :_ لا
_______
_ فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟؟
قال :_ لا
_____
_فهل يغدر ؟؟
[[ يقول ابو سفيان :_ لم أجد سؤال أدُخل فيه كلمة ريبة إلا هذا السؤال ]]
قال :_ نحن معه في مدة لا ندري ماهو فاعل فيها
[[ يعني هو لم يغدر من قبل، ولكن نحن الآن في هدنة، لا نعلم هل سيغدر فيها أم لا ]]
يقول أبو سفيان : _فوالله ما التفت إليها مني
[[ يعني تجاهل هذه الكلمة كأني لم أقلها ]]
________
يقول ابو سفيان وهو الذي حدث بهذا بلسانه الى العباس لما رجع
وراوي الحديث العباس وابنه رضي الله عنهما والحديث للبخاري
يقول :_ كنت تمنيت أن استطيع أن اكذب فأشوه صورة محمد- صل اللهم عليه وسلم - بين يدي هرقل
ولكن خشيت ان يؤثر علي الكذب بين قومي
[[ مش مسلم كان ، وخايف يطلع عليه صفة كذاب ونحن مسلمين ، هل سمعنا ، نحن مسلمين ]]
________
استكمل هرقل أسئلته
وقال:_ فهل قاتلتموه ؟؟
قال :_ نعم
_ فكيف كان قتالكم إياه ؟؟
قال :_ الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه
[[ يعني ينتصر مرة وننتصر مرة و{ سجال } معناها الدلو، وقد شبه العرب المحاربين بالمستقين، لأن هذا يستقي دلوا وهذا يستقي دلوا يعني يوم لنا ويوم علينا ]]
_______
_ ماذا يأمركم ؟؟
قال :_
يأمرنا ويقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، وينهانا عما كان يعبد آباؤنا، ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

03 Dec, 03:50


حين سأله الحجاج
ماذا يقول الجبير فيما وقع بين علي ومعاوية ؟؟
فماذا كان جواب هذا التابعي الجليل
قال :_ اصلح الله الامير [[ لان الحجاج امير العراق ]] تلك دماء طهر الله منها ايدينا ، فنطهر منها ألسنتنا ، الله يحكم بينهم يوم القيامة
هل سمعتم ؟؟
حتى تعلموا لماذا نبرر عدم اللمز والخوض في ما وقع من خلاف بين الصحابة فالسيرة {{ للتأسي لا للتسلي }}
نقول رضي الله عن صحابة رسول الله جميعا ، وامرهم الى الله وحده
_______
كثر الصخب وارتفعت الاصوات عند {{ هرقل }} فقام وانطلق متوجها من الاقصى الى حمص ، واخذ معه حامل الرسالة {{ دحية }} رضي الله عنه
فلما وصل لمقر حكمه في حمص
اأمر أن يجتمع عنده عظماء الروم في دسكرة له [[ اي مقر القيادة ]]
فلما اجتمعوا أمر ان تغلق الابواب
ثم قال :_ يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد، وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي؟ - صل اللهم عليه وسلم -
فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب [[ لم يعجبهم الكلام
غضبوا وقاموا يهربوا مثل الحمار الوحشي عندما يلحقه اسد ]]
فوجدوا الابواب قد أغلقت
فقالوا له :_ اتدعونا أن نترك النصرانية ونصير عبيدا لأعرابي ؟ !!!
فقال لجنده ردوهم عليّ
وقال:_ إني قلت مقالتي أختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيت
فسجدوا له ورضوا عنه
[[ خاف يسحبوا الملك منه وينقلبوا عليه ]]
_______
- لو تفطن {{ هرقل }} لقوله صل اللهم عليه وسلم في الكتاب {{ اسلم تسلم }} لسلم لو أسلم من كل ما يخافه، ولكن التوفيق بيد الله تعالى
وكان {{ قيصر }} يوقن من الكتب التي قرأها أنه في يوم الأيام سيتحول كل الملك الذي بين يديه الى الرسول صل اللهم عليه وسلم
ووجد هرقل نفسه بعد ذلك منجرفا ومنقادا لحرب المسلمين في {{ مؤتة }} و{{ تبوك }} ثم بعد ذلك الحروب المتتالية في الشام ومصر في عهد أبي بكر وعمر
ويبدو أن فتنة الكرسي لا تعدلها فتنة
كان هذا هو موقف الدولة الرومانية، تردد في لحظة فاصلة، ثم اعتذرا مهذب، ثم حروب طاحنة
وهذا الموقف نراه كثيرا في التاريخ، فكثير من زعماء ورجال الدين في العالم يعرفون صدق الإسلام، ويعرفون نبؤة النبي صل اللهم عليه وسلم، ولكنهم يرفضون الإسلام حفاظا على كراسيهم وعروشهم
_____
اكرم هرقل {{ دحية }} وحمله بالهدايا واكرمه غاية الاكرام
وقبل ان يغادر دحية جاءته رسالة من والي دمشق
_______
وانظروا الى تعامل هرقل واستقباله لرسالة النبي صل اللهم عليه وسلم، وانظروا الى عماله من العرب كيف استقبلوا الأمر
{{شرحبيل }} وكان والي على البلقاء عندما رأى حامل الكتاب
قال له :_ الى اين ؟؟
قال :_ الى ملك بُصرى
قال :_ لعلك من رسل محمد - صل اللهم عليه وسلم -الذي يزعم انه نبي ؟؟
قال :_ نعم
فما كان من {{شرحبيل بن عمرو الغساني }} عربي اصيل علامة الجودة واسمه كامل
قال :_ لعلك من رسل محمد - صل اللهم عليه وسلم -
قال :_ نعم فضرب عنقه فورا ، قبل ان يستلم الكتاب
[[ هل رأيتم يا هيك الرجال وإلا بلاش عشان يعطي الثقة الكاملة لمن ولاه ، الخوف ليس من الكبار الخوف من الاذناب وهكذا العربي اذا كان عنده ولاء ، عشان يبيض وجه لهرقل اللي ولاه ، عشان يفرجيه اخلاصه ، يعني شوف كم انا مخلص حتى كتابه ما قريته ضرب عنقه ]]
وغضب النبي صل اللهم عليه وسلم غضبا شديدا وحزن
لم يقتل من رسله إلا هذا [[لان الرسل في عرف الامم لا تقتل حامل الرسالة لا يقتل لا يتحمل ما كتب فيها ]]
وبسبب مقتل حامل الرسالة كانت {{ غزوة مؤتة }} التي وقفها فيها الكون كله ، وسنذكرها بعد عمرة القضاء
وانظروا للعربي الثاني [[ يكون ايضا حجر شطرنج بيد هرقل ]]
عظيم دمشق
ولاه {{ هرقل }} على دمشق
اسمه {{الحارث بن أبي شَمِر}} والذي حمل الرسالة هو الصحابي {{شجاع بن وهب }} رضي الله عنه
وكان ملك دمشق يحكم مناطق من الشام تضم الآن مناطق من سوريا وفلسطين، وكان بها غابات من البساتين المثمرة، وكان القدماء يعدونها من عجائب الدنيا
عندما اتاه حامل الرسالة
قرأ الرسالة [[ والثاني كما قلنا عربي ]]
عندما قرأ الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
[[ أحمر وجهه الحمش ، وغضب ، ولا تقربوا عليه معصب ]]
وقال :_من ينزع مني ملكي ؟؟ اني سائر اليه، ولو كان باليمن لجئته اليه
وقال لصاحب الرسالة
:_انقل لصاحبك ما سمعت
ونادى :_يا قائد الجند جهز لي جيشا اغزو المدينة
[[ هل رايتم كيف العربي راسه حامي دائما ، ثم تذكر انه مش هو صاحب القرار !!!!
ما أنت ما أخذت رأي {{ البيت الابيض او روسيا }} يا بهيمة بتتحرك وتشتغل من راسك ليش ، لا تتجاوز حدودك بعدين بيخلعوك عن الكرسي ]]
فتذكر بأنه ليس هو صاحب الأمر والنهي هو عبارة[[ عن حجر شطرنج وضعه هرقل بهذا المكان ]]

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

03 Dec, 03:50


[[ لاحظوا قول ابو سفيان ينهانا عما كان يعبد آباؤنا ، يعني كأنه يقول عذره في عدم اتباعه للنبي ]] - صل اللهم عليه وسلم -
_____
وأراد ابو سفيان ان يطعن في صدق النبي صل اللهم عليه وسلم
فقال :_ أخبرك عنه أيها الملك خبراً تعرف به أنه قد كذب
قال: _وما هو؟
قال :_ إنه يزعم لنا أنه خرج من أرضنا أرض الحرم في ليلة فجاء مسجدكم هذا ورجع إلينا في تلك الليلة قبل الصباح
[[ يقصد حادثة الاسراء والمعراج ]]
فوقف احد البطاركة المسؤولون عن المسجد الاقصى وكان بجانب هرقل
قال :_ صدق أيها الملك
فنظر إليه هرقل
فقال:_ ما أعلمك بهذا؟ !!
قال: _إني كنت لا أنام ليلة أبدا حتى أغلق أبواب المسجد ، فلما كانت تلك الليلة
أغلقت الأبواب كلها غير باب واحد غلبني [[ اي لم استطيع اغلاقه ]]
فاستعنت عليه بعمالي ومن يحضرني فلم نستطع أن نحركه كأنما نزاول جبلا [[ كأن الباب جبل لا نستطيع تحريكه ]]
فدعوت النجارين فنظروا إليه
فقالوا:_ لا نستطيع أن نحركه حتى نصبح
فلما أصبحت جئت إليه فإذا الحجر الذي في زاوية المسجد مثقوب ،وإذا فيه أثر مربط الدابة
فقلت لأصحابي:_ ما حبس هذا الباب الليلة إلا لهذا الأمر
فقال هرقل لقومه: _يا قوم ألستم تعلمون أن بين يدي الساعة نبيا بشركم به عيسى ابن مريم ترجون أن يجعله الله فيكم؟
قالوا:_ بلى
قال:_ فإن الله قد جعله في غيركم
________
ثم نظر {{ هرقل }} لابي سفيان ، ولحاشيته من الوزراء والأمراء والعلماء ورجال الدين
وبدأ يذكر سبب هذه الأسئلة بالتحديد، وما هي استنتاجاته
فقال للترجمان قل له
_ سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب
{{ وكذلك الرسل تبعث في أشرف نسب قومها }}
_ وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول ، فقلت لا
{{ فلو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بمن قبله [[ أي يقلد غيره ]] }}
_ وسألتك هل كان من آبائه من ملك ، فقلت لا
{{ فلو كان من آبائه ملك لقلت رجل يطلب ملك أبيه }}
_ وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ، فقلت لا
{{ فلم يكن ليصدق مع الناس ويكذب على الله }}
_ وسألتك هل أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم
فقلت أن ضعفائهم
{{ فالضعفاء هم اتباع الرسل }}
[[ لان على مر الزمن دائما الضعفاء هم من يتبعون الرسل اما الاشراف ما عندهم استعداد للتنازل هم اكبر من هيك ]]
_ وسألتك أيزيدون أم ينقصون فذكرت أنهم يزيدون
{{وكذلك أمر الايمان حتى يتم }}
_ وسألتك أيرتد أحد سخطةً لدينه بعد أن يدخل ، فقلت لا
{{ وكذلك حلاوة الايمان لا تدخل قلباً ، فتخرج منه }}
_وسألتك هل يغدر ، فقلت لا
{{ وكذلك الرسل لا تغدر }}
_ وسألتك بما يأمركم ؟؟
فذكرت إنه يأمركم ان تعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، وينهاكم عن عبادة الأوثان ، ويأمركم بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة
إعلم يا هذا [[ هرقل يقول لابي سفيان ]]
إعلم يا هذا إن كان ما تقول حقاً
فسيملك موضع قدمي هاتين ، وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظن أنه منكم [[ أي من العرب كان مفكر يظهر من بني اسرائيل ]]
فلو أني أعلم أني أخلص إليه [[ اي استطيع ان اصل اليه ]]
لتجشمت لقاءه [[ اي تحملت المشقة للقاءه ]]
ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه
[[ يعني غسلت رجليه طبعا وغسل القدمين من الطقوس الدينية المسيحية، يقوم بها القساوسة الآن يوم واحد في العام في {{خميس العهد }} لإظهار الحب والتواضع، وعندهم أن عيسى عليه السلام قد غسل أقدام تلاميذه ]]
ثم طوى الرسالة ، وقبَّلها و وضعها على رأسه ، ثم أمر أن تحفظ في الديباج [[يعني كيس من حرير ]]
____
يقول أبو سفيان :_ فلما قال هرقل ما قال
كثر عنده الصخب [[ اي ارتفعت اصوات الحاشية من حوله ينكرون على هرقل ما قال ]] فأمر أن نخرج ، فخرجنا
فنظرت الى اصحابي وقلت :_ لقد بلغ من أمر {{ ابن ابي كبشة }} أن يخافه ملك بني الأصفر
[[ وكان المشركون يصفون النبي صل اللهم عليه وسلم ابن ابي كبشة ، سخرية منه واستخفاف لا يقولون بن عبد المطلب ، ينسبونه لزوج مرضعته حليمة ]]
وغفر الله لابي سفيان لانه أسلم
وقال ابو سفيان للعباس عم النبي :_
لقد وقع ظهوره في قلبي ، ومازلت كذلك اخشى ظهوره حتى دخل علي الاسلام مكرهاً يوم فتح مكة
[[ هو يقر انه دخل مكرها للإسلام ]]
ولكن حسن ظننا ونحن أمرنا الله ان نحكم بالظواهر
نقول :_ لعله حسن اسلامه فيما بعد
ونسأل الله أن يجعله من المقبولين
و لا ننتقص احد من الصحابة شهد النبي صل اللهم عليه وسلم واسلم ومات على ذلك ، وهذه صفة الصحابة
والصحابة كلهم سادتنا ، وما وقع بينهم من خلاف فأمرهم الى الله يحكم بينهم يوم القيامة
واجمل ما قيل في ذلك قول كبير التابعين {{سعيد بن جبير }}

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

03 Dec, 03:50


فأرسل رسولاً من طرفه الى {{ هرقل }} في حمص
يقول له :_ فعلت وفعلت ، وانا اجهز جيش لغزو المدينة[[ بده أذن بس ]]
يقول دحية :_ جاء رسول {{بن ابي شمر }} ملك الشام لهرقل وانا عنده
قال :_ فغضب هرقل غضباً شديداً ، وأمر أن يرسل إليه لا تفعل ولا تزعج الرجل واكرم وفادة حامل الرسالة
فجاءت الرسالة لابن ابي شمر من هرقل
فقام {{ بن ابي شمر }} واعتذر للرسول واكرمه وحمله هدايا ولغى فكرت غزو المدينة [[ و برد راسه ، هيك بيبرد رأسهم لما يجيهم الامر من فوق ]]
وما اشبه اليوم بالأمس
وسبحان الله ربنا الذي قال {{وَتِلْكَ الأيام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ الناس }}
هرقل عظيم الروم استقبل الرسالة وكاد ان يسلم ، والذين تحت ايده من العرب هم الذين اساؤوا
يتبع بإذن الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

01 Dec, 04:29


٦_رسالة إلى {{ هوذة بن علي }} ملك اليمامة
وحملها {{ سَليط بن عمر }} رضي الله عنه
_____
٧_ رسالة إلى {{ الحارث بن أبي شَمِر }} ملك دمشق، وحملها {{ شجاع بن وهب }} رضي الله عنه
_____
٨_ رسالة لأمير {{ بُصرى }}
حملها الحارث بن عمير الاسدي
[[ بُصرى ليس التي في العراق بُصرى التي ذكرناها بداية السيرة ، التي كان يقيم فيها الراهب بحيرا المعروفة الآن بصيرة الطفيلة ]]
وهذا الوحيد من الذين حملوا الرسائل ، الذي قتل
وللأسف من المؤلم جدا حين تعرفوا من الذي قتله
الذي ذهب لعظيم الروم لم يقتل ، و الذي ذهب لعظيم الفرس لم يقتل ، والذي ذهب لعظيم الاقباط لم يقتل ، والذي ذهب لعظيم الحبشة لم يقتل
أما الذي جاء الى عربي لأن الذي وضعه في الحكم هو عظيم الروم ، فكان والي من قبل الروم قتله فورا وسنأتي عليها بالتفصيل في هذا الجزء ولكن بعد ان نأخذ فكرة كاملة ومفصلة _______
وعندما أراد النبي صل اللهم عليه وسلم، أن يكتب للملوك
قال له اصحابه :_
يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - ، إنهم لا يقرؤون كتابا إلا إذا كان مختوما
فصنعوا للنبي صل اللهم عليه وسلم، خاتم يختم به رسائله
مكتوب فيه
{{ محمد رسول الله }} - صل اللهم عليه وسلم -
ونلاحظ في هذا الختم أنه مكتوب من أسفل الى أعلى
الله
رسول
محمد
وقد قصد النبي صل اللهم عليه وسلم ذلك
حتى لا يعلو اسم {{ محمد }} اسم {{ الله}} وهذا من أدبه صل اللهم عليه وسلم مع ربه
________
وسنبدأ إن شاء الله برسالة {{ هرقل }} قيصر الروم
قبل ان نذكر تفاصيل الرسائل ، نلقي نظرة سريعة على حال هذه الدولتين
كسرى فارس مقره {{ العراق }} يعبدون النار
و قيصر الروم مقره {{ الشام }} على بقايا تعاليم المسيح عيسى عليه السلام ، اهل كتاب وكانوا في صراع وحروب دائمة
عندما كان النبي صل اللهم عليه وسلم في مكة ، وقعت حرب بين الروم والفرس اعتدى الفرس على الروم وهزموهم
واخذوا صليبهم واحتجزوه عندهم ، لانهم يعتبرون الصليب رمز عزتهم واهانت الفرس الروم اهانة كبيرة لا يتسع المقام ان اذكر لكم تفاصيلها
____________
الروم كانوا اهل كتاب ، ام الفرس كانوا يعبدون النار
قريش والعرب كانت تترقب اخبار هذان الدولتان الكبيرتان ، وكانت قريش تميل الى {{ الفرس }} لأن قريش تعبد الاصنام والفرس تعبد النار ، فإن أستطاعت الفرس هزيمة {{ الروم }}
لان الروم اهل الكتاب مثل محمد - صل اللهم عليه وسلم -وصحبه ، فذلك يعني اننا نستطيع القضاء على محمد - صل اللهم عليه وسلم -ودعوته
________
والنبي صل اللهم عليه وسلم و المسلمون ، كانوا يرجون أن تنتصر {{ الروم }} فلما هزمت الروم أغتم النبي صل اللهم عليه وسلم والمسلمون لذلك وفرحت قريش ، وأخذت تتوعد من دخل في دين محمد - صل اللهم عليه وسلم -أنه سيأتي يوم لنا ونقضي على دينكم الجديد فأنزل الله على نبيه صل اللهم عليه وسلم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{{ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ }}
الله عزوجل يخبر نبيه صل اللهم عليه وسلم بأن الروم ستغلب الفرس في بضع سنين
[[ والبضع عند العرب معروف اقلها ثلاث سنوات واكثرها تسعة يعني عد ثلاث سنين خمسة سبعة تسعة سينتصر الروم ويهزمون الفرس ]]
وكانت الايات تأكيد لأهل مكة ان رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -مرسل من عند الله
_______
ففي هذا العام وهذا الوقت الذي أرسل النبي صل اللهم عليه وسلم رسائله كان نصر {{ الروم }} على {{ الفرس }} على يد{{ هرقل }} عظيمهم واستعادة الصليب واجلاء دولة فارس من بلاد الشام
كما اخبر الله تعالى نبيه تماماً
_______
وكان قيصر الروم واسمه {{ هرقل }}
فكما قلت لكم {{ قيصر }} لقب لكل ملك يحكمهم
وسبب تسمية الروم لقب {{ قيصر }} لكل ملك يحكمهم ، هو لقب متوارث عندهم ، لأن حاكم الروم الأول اسمه قيصر
أمه عندما كانت تلده ماتت في المخاض ، فلما ماتت شقوا بطنها واخرجوه فسموه {{ قيصر }}
[[ ومعنى قيصر في اللغة البقير وهو شق البطن نسميها اليوم ولادة قيصرية ومن هنا أخذنا نحن هذا المسمى ]]
وكان قيصر يفتخر بذلك ويقول:_ لم أخرج من فرج
[[ اي ولادته مش طبيعية مثل كل الناس بل قيصرية ، لو يأتي هذا قيصر في زماننا وينظر فقد جعل بعض الاطباء اكثر الناس قياصرة من أجل طمعهم والكسب المادي ، لهم من الله ما يستحقون ]]

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

01 Dec, 04:29


ومن هنا اخذ الاسم كل من يحكم الروم بعده كان يأخذ لقب قيصر
________
وكان قيصر الروم واسمه {{ هرقل }} قد انتصر الروم على يديه على الفرس وكان يسيطر في ذلك الوقت على
١_نصف أوروبا الشرقية
٢_تركيا
٣_الشام
٤_مصر
٥_ شمال افريقيا
لو نظرت للخارطة على هذه الدول كلها مطلة على
{{ البحر الابيض }} لذلك كان يسمى البحر الأبيض في ذلك الوقت {{ البحيرة الرومانية }}
طبعا كل الدول التي ذكرتها ، كل حكامها كانوا عبارة عن احجار شطرنج تحت يد قيصر الروم [[ مافي داعي للشرح]]
وباقي الدول احجار شطرنج للفرس
_____
انتصر {{ هرقل }} على الفرس ، وكان مكان اقامته {{ حمص }}
وكان نذر إن نصره الله على الفرس أن يأتي مشياً على قدميه من {{حمص }} الى {{ بيت المقدس }}
شكرا لله على نصره في حربه ضد الفرس ، فخرج ماشيا
وكان في مشيه الى {{ بيت المقدس}} تبسط له البسط وتوضع عليها الرياحين ليمشي عليها ، تخيلوا كم كان ملكه
[[ طبعا مافي سجاد احمر طوله من حمص لبيت المقدس ، كان يمشي لمسافة على قدميه على قطع طويلة من السجاد فلما تنتهي القطعة يرفعها الجند من خلفه وينطلقون بها للمقدمة ويفرشوها عشان ما ينزعج ]]
وصادف خروجه لبيت المقدس ، خروج رسول رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -يحمل الرسالة
والذي كان يحملها إليه كما قلنا الصحابي الجليل {{ دحية الكلبي }} رضي الله عنه
كان يريد أن يذهب بالرسالة الى هرقل في مقره في حمص ، فلما وصل للشام {{ الأردن }} اخبروه أن قيصر موجود الآن في بيت المقدس {{ فلسطين }} فحول طريقه {{ دحية }} الى فلسطين ، ليسلمه الرسالة هناك
__________
من هو الصحابي الجليل {{ دحية بن خليفة الكلبي }} رضي الله عنه ؟؟
كان {{دحية }} حسن الهيئة ، حسن الوجه ، وله ميزة خاصة من الله عزوجل ، وهي ان جبريل عليه السلام ، كان عندما يأتي الى النبي صل اللهم عليه وسلم في صورة بشرية
كان يأتيه في صورة رجل حسن الهيئة يشبه {{دحية }}
وعندما يرى النبي صل اللهم عليه وسلم جبريل على شكل دحية كان يعرفه يقول مرحبا بأخي جبريل
يأتيه بشكل بدوي يقول له مرحبا بأخي جبريل
فكانت من خصائصه وشدة {{ بصيرته النورانيه }} صل اللهم عليه وسلم يعرف الملائكة بأي شكل و أي صورة
لم تكن هذه الخصيصة موجودة إلا عند حبيب قلوبنا صل اللهم عليه وسلم
ابراهيم عليه السلام عندما دخلوا عليه الملائكة بشكل بشر لم يعرفهم
{{ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ، وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ }}
[[ اعتقد انهم ضيوف لم يعرف الملائكة ]]
لوط عليه السلام عندما رأى الملائكة ايضا لم يعرفهم
قال تعالى {{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ }} إذن كان صل اللهم عليه وسلم يختار السفراء ، حسن الهيئة والوجوه
_________
نص رسالة النبي صل اللهم عليه وسلم الى هرقل
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى [[ أي ومن لم يتبع الهدى فلا سلام عليه ]]
أما بعد :_
فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين
[[ أي لإيمانك بعيسى ثم بمحمد ]]
فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين
[[ أي الفلاحين وهو يقصد البسطاء من كل رعايا الإمبراطورية الرومانية لان البسطاء الغالب عليهم الجهل وهم على دين مولكهم فإن آمنت بوحدانية الله آمنوا معك وإن كفرت فإثمهم في رقبتك ]]
ثم ختم الرسالة بقوله تعالى
{{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }}
_________
انطلق بهذه الرسالة {{ دحية }} وكما قلنا لما وصل بلاد الشام اخبروه ان {{ هرقل }} موجود الآن في بيت المقدس
فذهب اليه لبيت المقدس
واستأذن بالدخول عليه
فلما دخل اعطاه الرسالة ، فلما نظر وقرأ له الترجمان مافيها
كان يقف بجانب الترجمان اخو {{ هرقل }}
فلما سمع الترجمان يقرأ {{من محمد رسول الله إلى قيصر صاحب الروم }}
ضرب صدر الترجمان ضربة شديدة ، ونزع الكتاب من يده، وأراد أن يقطعه ..فقال هرقل لأخوه :_ما شأنك؟
فقال: _ تنظر في كتاب رجل قد بدأ بنفسه قبلك وسماك قيصر صاحب الروم ، وما ذكر لك ملكا؟

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

01 Dec, 04:29


فقال له هرقل :_ إنك أحمق صغير ، أتريد أن تمزق كتاب رجل قبل أن أنظر فيه؟ ولعمري إن كان رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -كما يقول لنفسه أحق أن يبدأ بها مني ..فلما انتهى الترجمان من قراءة الرسالة ..قال هرقل :_هذا كتاب لم أسمع بمثله !
________
وكان هرقل متدينا وذو علم ، وكان يعلم من الكتب التي قرأها من كتب أهل الكتاب أن هناك نبيا خاتما بعد عيسى وقد بشر به {{عيسى وموسى عليهما السلام }} وقرأ صفاته في تلك الكتب ولكن {{هرقل }} لم يكن يعلم أن هذا الرجل الذي ارسل اليه هذه الرسالة هو هذا النبي أم لا ولذلك لم يتعجل في الرد على {{ دحية الكلبي}}
وأمر جنوده أن يأتوا له ببعض العرب من أهل مكة لكي يسألهم عن هذا النبي الذي ظهر في بلادهم - صل اللهم عليه وسلم -
وقال هرقل لصاحب شرطته :_قلب الشام ظهرا لبطن حتى تأتي برجل من قوم هذا أسأله عن شأنه
[[ يعني اقلبلي ارض الشام قلب ، واحضر لي ناس تعرف هذا الرجل اي النبي صل اللهم عليه وسلم،لكي اسألهم عنه ]]
_________
طبعا الآن قريش كانت قد خرجت لتجارتها للشام ، خاصة
لأنهم قد خرجوا فور التوقيع على صلح الحديبية بعد أن أمنوا على تجارتهم، وكان من بين هؤلاء التجار {{أبو سفيان بن حرب }} زعيم قريش
فقبض الجنود على بعض التجار من مكة الذين كان يتاجرون في غزة
_____
يتبع بإذن الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

01 Dec, 04:29


🔸🔸الحلقة الخامسة والستون بعد المائة🔸🔸
**********
السيرة النبوية العطرة
(( الرسائل الى الملوك والزعماء ، رسالة الرسول صل اللهم عليه وسلم الى هرقل قيصر الروم ))
________
تحدثنا في ماسبق عن صلح الحديبية ، وغزوة خيبر
ورجع النبي صل اللهم عليه وسلم، وظن الصحابة أنه سيجلس يستريح بعد صلح الحديبية ، والقضاء على اليهود في خيبر والأنتهاء من كيدهم ..فإذا به صل اللهم عليه وسلم، بعد عودته بثلاث أيام ، يقف ويحمد الله ويثني عليه ثم قال :_
أيها الناس ، إن الله بعثني رحمة وكافة ، فأدوا عني رحمكم الله
ولا تختلفوا عليّ ، كما اختلف الحواريون على عيسى ابن مريم عليه السلام .. فقال أصحابه رضي الله تعالى عنهم:_ وكيف اختلف الحواريون على عيسى عليه السلام يا رسول الله
قال: _دعاهم الى تبليغ دين الله ، فمن أرسل الى جهة قريبة اطاع ومن أرسل الى جهة بعيدة ، كره وأبى
فقالوا :_ لن نختلف عليك يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
________
بدأ النبي صل اللهم عليه وسلم، في إرسال الرسائل الى الملوك ، والزعماء ، داخل وخارج الجزيرة العربية .. لماذا ؟؟
لأن الإسلام دين عالمي ، وليس فقط للعرب وقريش والجزيرة العربية ، وليس فقط للإنس.. بل وللجن أيضاً
قال تعالى {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }}
ويقول تعالى {{ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا }} والأحاديث في ذلك كثيرة جدا
__________
والسؤال هو ، لماذا بدأ النبي صل اللهم عليه وسلم في دعوة الملوك ، والزعماء داخل وخارج الجزيرة العربية في ذلك الوقت ، بعد صلح الحديبية ؟
لماذا لم يبدء في دعوة الملوك ، والزعماء فور بدء الرسالة ؟
الإجابة هي :_ أن صلح الحديبية كان يعني أعتراف قريش بالدولة الإسلامية ..وقريش هي قبيلة معروفة ، ليست في الجزيرة فقط ، ولكن في كل دول العالم القديم ..وبأعتراف قريش بالدولة الإسلامية ، أصبح للدولة الإسلامية مكانتها بين دول العالم القديم
ولذلك فان من أهم مكاسب صلح الحديبية هو اعتراف قريش بالمسلمين ..ولو كان النبي صل اللهم عليه وسلم، قد بادر الى دعوة الملوك والزعماء قبل صلح الحديبية لما ألتفت أحد الى هذه الرسائل ، لأنها في ذلك الوقت ستعتبر رسائل مرسلة من جماعة مارقة غير شرعية ، وليست من دولة لها سيادة
________
ونلقي نظرة على حال العرب بين الدول في تلك الفترة
كيف كان حال العرب ؟؟
لن أتغلب في الشرح لكم
كان حال {{ الامة العربية }} في ذلك الوقت تماماً
شبيه بحالاتها في هذه الايام {{ التاريخ يعيد نفسه }}
كان العرب ذيل لمعسكرين أثنين
١_معسكر {{ فارس }} الدول الشرقية
٢_ومعسكر {{ الروم }} الدول الغربية
وهكذا كان العرب بلا {{ دين }} و عندما جاءهم الاسلام واعزهم ، ورفع شأنهم ، حررهم من هذه التبعية فكانوا
{{ خير امة اخرجت للناس }} وإذا تخلوا عن هذا الدين
عادوا لما كانوا عليه {{ أذناب}} لغيرهم فكان هذا هو حال العرب
_______
فبدأ صل اللهم عليه وسلم برؤوس تلك الأمم واعظم دولتين في ذلك الوقت وكان الذي يملك رقاب العرب في ذلك الوقت اثنان
١_كسرى فارس
٢_قيصر الروم
و{{ كسرى وقيصر }} لقبان [[ يعني عظيم فارس وعظيم الروم ،ويقال لعظيم الحبشة النجاشي ، وليس هذا اسمه ، وكذلك يقال لعظيم الأقباط في مصر المقوقس ]]
فأراد النبي صل اللهم عليه وسلم أن يبدأ بهذه الرؤوس
وخاطبهم بلهجة القوي المتمكن ..كيف لا ؟؟
وهو رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، ومؤيد منه جل في علاه ، وهو سيد ولد آدم وهو سيد الخلق جميعا
فكان كلما خاطب رجل فيهم في رسالة يقول له
{{ أسلم تسلم }} بمعنى انك إن لم تسلم لن تسلم
_____
فأرسل النبي صل اللهم عليه وسلم، في ذلك الوقت عدة رسائل
مع اصحابه وانطلقوا جميعاً ، من مسجده في وقت واحد
_____
١_رسالة الى هرقل قيصر الروم
وحملها {{ دحية الكلبي }} رضي الله عنه
______
٢_رسالة الى كسرى ملك فارس
وحملها {{ عبد الله بن حذافة }} رضي الله عنه
______
٣_رسالة الى المقوقس، حاكم مصر
حملها {{ حاطب بن أبي بلتعة }} رضي الله عنه
______
٤_رسالة الى النجاشي ملك الحبشة
حملها {{ عمرو بن أمية الضمري }}
ليس النجاشي الذي اسلم ، عندما نصل لرسالته سنوضح ذلك
___
٥_رسالة إلى {{ المنذر بن ساوى}} ملك البحرين
وحملها {{ العلاء بن عمرو الحضرمي }} رضي الله عنه
______

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

01 Dec, 04:28


🔸🔸الحلقة الرابعة والستون بعد المائة🔸🔸
********
السيرة النبوية العطرة
(( زواج النبي صل اللهم عليه وسلم من صفية بنت حيي بن أخطب ))
_________
هذا جزء خاص بمناسبة زواج النبي صل اللهم عليه وسلم من السيدة {{ صفية }} رضي الله عنها وأرضاها
ذكرت لكم أن النبي صل اللهم عليه وسلم، أمر بقتل {{ كنانة بن الربيع بن ابي حقيق }} وكان أحد زعماء اليهود، لأنه كان قد أخفى كنز {{ بني النضير }}
وقد كانت شروط الإستسلام تقضي بان يخرج اليهود من {{ خيبر }} بملابسهم فقط وأن يتركوا أموالهم وديارهم وسلاحهم ، وأن يقتل كل من يخفي مالاً ، فلما أخفى {{ كنانة }} أموال {{ بني النضير}} أمر بقتله وسبيت زوجته {{صفية بن حي بن أخطب }}
من هي صفية ؟؟
هي ابنة {{ حيي بن أخطب }} أحد زعماء اليهود الذين قتلهم المسلمين ، في بني قريظة [[ وقد ذكرته لكم بالتفصيل ]]
وكانت متزوجة قبل {{ كنانة }} من رجل اسمه {{ سلام }}
أيضاً أحد زعماء اليهود الذين قتلهم المسلمين كذلك
وعندما أخذت {{ صفية }} في السبي ، كان عمرها في ذلك الوقت {{ ١٧ }} عاما وكانت على صغر سنها قد تزوجت مرتين كما ذكرنا
كانت السيدة {{ صفية }} ذات شرف فأبوها كان سيد {{ بني النضير }}
وأمها سيدة {{ بني قريظة }} وكان {{ بنو النضير}} هم أشرف اليهود لأنهم من نسل نبي الله {{ هارون }} عليه السلام اخو نبي الله {{ موسى }} عليه السلام
حتى كان اليهود يجعلون دية الرجل من {{بني النضير}} ضعف غيره من سائر اليهود فلما أمر النبي صل اللهم عليه وسلم، بضرب عنق {{ كنانة }}
قال :_ قم يا محمد بن مسلمة وخذ بثأر أخيك وأضرب عنقه، فقام وضرب عنقه
ثم قال :_ قم يا بلال فأتني بأهله فقام بلال وجاء بزوجتيه احدهما
{{ صفية بنت حيي }} وأخرى كانت قريبة لها بنت عمها
وجاء بهما {{ بلال }} رضي الله عنه ، ومر بهما على قتلى اليهود
فلما نظرت {{ صفية }} و وجدت أكثر القتلى من اهلها مسكت نفسها
[[ ارادت أن تولول ولكن عادة الناس الاشراف والاكابر يمسكون انفسهم تجلدن لا صبراً خشية الشماتة ]] ولكن ضرتها الفتاة الاخرى كانت جاهلة
لما رأتهم ولولت وشقت ثيابها وصكت وجهها وجلست على الأرض وحثت التراب على رأسها ..فأنتبه النبي صل اللهم عليه وسلم، الى هذه الضجة
فقال :_ ما هذا ؟ !!!
فقيل له :_ بلال ومعه أزواج {{ كنانة }}
فلما اقبلوا ، ومازالت تلك الفتاة تولول وتصرخ
فلما رآها اعرض بوجهه عنها
قال:_اعزبوا عني هذه الشيطانة [[ اي ابعدوها ]]
ثم نظر النبي صل اللهم عليه وسلم{{ لبلال }} بوجه غاضب وقال :_ يا بلال أمررت بالنساء على قتلاهم ؟!!
قال :_ أجل
قال :_ أنزعت منك الرحمة يا بلال ، حتى تمرّ بامرأتين على قتلى رجالهما؟
__________
يا الله !!
هل علم المسلمون المتطرفون ، الذين يدَّعون الجهاد في سبيل الله
ويحرقون ويعذبون بالنار و على انهم مجاهدين ؟؟؟
أنزعت منك الرحمة يا {{ بلال }} ؟؟
كلمة تقال {{ لبلال رضي الله عنه }} ليست سهلة على بلال ابدا على الإطلاق
بلال رضي الله عنه السابق للإسلام المعذب بالله صاحب شعار {{ أحد ، احد }}
{{ بلال رضي الله عنه }} الذي قال عنه صل اللهم عليه وسلم
سمعت خشخة بلال بالجنة ، وقال له يا بلال إني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة [[يعني حركة نعليك وصوتهما في أرض الجنة ]]
{{ بلال رضي الله عنه }} الذي قال عنه النبي صل اللهم عليه وسلم
قال :_ السباق اربعة
انا سابق العرب وبلال سابق الحبشة وسلمان سابق الفرس
وصهيب سابق الروم [[ اي الى الاسلام ]]
بلال يقال له أنزعت منك الرحمة ؟ !!!! فأستغفر {{ بلال }}
وقال :_ استغفرلي يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
قال :_ يغفر الله لك
________
ثم نظر {{ لصفية }} فإذا بلسان حالها ينطق بعكس قومها تماماً
وإذا بالإيمان يتدفق من وجهها فلما نظر النبي صل اللهم عليه وسلم إليها أطرقت رأسها حياءاً ، ثم لازت من وجهه و وقفت خلف منكبه
فأمر النبي صل اللهم عليه وسلم أن ترسل الى خيمة ام سلمة رضي الله عنها
[[ وكان يصحبه من ازواجه في هذه الغزوة ام سلمة ]]
واخذت صفية لخيمة {{ ام سلمة }} تكريماً لأدبها
وكان صل اللهم عليه وسلم يقسم الغنائم كما ذكرنا
فلما فرغ من قسمته صل اللهم عليه وسلم دخل على خيمة
{{ ام سلمة }} ثم نظر الى صفية وقال لها :_ أنتِ أبنة حيي بن اخطب ؟؟
قالت :_ اجل يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
يارسول الله- صل اللهم عليه وسلم - !!! ينبغي لها ان تقول يا ابا القاسم
قالت :_ أجل يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
قال :_ أمؤمنة انتِ ، وتكتمي ايمانك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

01 Dec, 04:28


قالت :_ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، عندما قدمت الى يثرب ليلة هجرتك ونزلت بقباء وكنت في ذلك الوقت طفلة لا يتجاوز عمري عشرة أعوام
[[ عمرها ١٠ سنين عندما هاجر النبي- صل اللهم عليه وسلم - ، والآن السنة االسابعة من الهجرة إذن عمرها الآن ١٧ ]]
وسمع ابي {{ حيي }} واخوه عمي {{ ابا ياسر}} بقدومك وكانوا يتحدثون عنك كثيراً انه أقترب ظهور نبي يسمى {{ نبي آخر الزمن }} ليس بعده نبي
وكانوا يرجون أن يكون من ولد {{ اسحاق }} فلما بلغهم ظهورك في مكة
انتظروا وقالوا :_ إن كان هو فسيهاجر الى يثرب نعرفها تماماً [[ اي هذه العلامة ]] ونعرف أوصافه ..فلما قدمت الى قباء خرج ابي {{ حيي }} و عمي {{ أبو ياسر}} مغلسين [[ اي صباحا قبل طلوع الشمس ]]
حتى أتياك الى قباء وجلسوا إليك وتكلموا معك
قال لها النبي - صل اللهم عليه وسلم - :_اذكر ذلك
قالت :_فرجعا مع مغيب الشمس ، فاترين ، كسلانين ، ساقطين ، يمشيان الهوينه ، يحمل احدهما الاخر
[[ اي يتكأ عليه ، يعني مثل ما نقول معمي ضوهم ]]
قالت :_وكنت أحب الأولاد الى {{ ابي وعمي }} من بين كل اولادهم
فكانا إذا رجعا اخذاني ، وحملاني ، وقبلاني ، دون أولادهم جميعاً
ما هششت لهم قط إلا اخذاني وحملاني ..فلما رجعا من عندك من قباء
هششت إليهما كما كنت أصنع ، فو الله ما نظر إلى واحد منهما، ولم يكلماني لا ابي ، ولا عمي {{ ابو ياسر }}
قالت :_ فوقفت واجمة [[ مستغربة ]] أعي ما اسمع
فسمعت عمي {{ أبا ياسر }} يقول لأبي ، وكان ابي حبر يهود
قال :_ اي يا ابن ام ، أهو هو؟ [[ يعني هو نبي آخر الزمن عرفته من اوصافه]]
فقال له أبي :_ أيِّ وربِ موسى وعيسى إنه هو ، هو
الذي نجده عندنا في التوراة ، وإني أعرفه اكثر مما أعرف ابنتي هذه [[ واشار الى صفية لأنها واقفة ]] وانزل الله تأييد ذلك من القران الكريم
قال تعالى :
{{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ }}
قال :_ وأعرفه اكثر مما اعرف ابنتي هذه
قال: _ تعرفه بنعته وصفاته؟
قال:_ نعم والله
قال: _ فماذا في نفسك منه؟
قال:_ عداوته ما حييت! [[ لعنة الله على الكفر واهله ]]
فقال عمي :_ يا ابن أم أطعني في هذه ، وأعصني بما شئت لا تناصب الرجل العداء ..فإن ظهر أمره دخلنا فيما دخل الناس به ، وإن هلك أصيب على يد غيرنا
قال :_ لا
قال عمي :_ لِم تناصبه العداء ؟!!!!
قال :_ لِمَ بعثه الله من ولد {{ اسماعيل }} ولم يبعثه من ولد {{ اسحاق }}
_________
قال :_لمَ بعثه من اسماعيل ولم يبعثه من اسحاق ؟؟
[[اعتراض علي الله، بترسل نبي من العرب لا نريد أن نؤمن به ، يريدون الانبياءعلى كيفهم تفصيل ]]
قال تعالى {{ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ }} ________
قالت صفية :_ ووعيت هذا كله فوقع الإيمان في قلبي من ذاك اليوم ، وأنك نبي - صل اللهم عليه وسلم - ، ولكن كنت لا أملك من أمري شيئاً
وعلمت انك نبي - صل اللهم عليه وسلم - وحين كنت تحت {{ كنانة }}
[[يعني بالامس قبل ما يقتل كنانة زوجها وحاصرتموهم ]]
قلت لكنانة :_ يا ابن عم [[ لان كنانة زوجها ابن عم ابوها ]]
قلت :_يا ابن عم ، إنكم لتعلمون أنه نبي والنبي- صل اللهم عليه وسلم - لا يقهر ، فهلا أسلمتم ؟؟ قالت:_ فلطمني على وجهي
ثم قالت :_ وانا اشهد أن لا اله الا الله ، وأنك رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - خاتم النبين
فأصطفاها لنفسه صل اللهم عليه وسلم وألقى عليها الحجاب
وعرض عليها الزواج فوافقت وقالت:_ يا رسول الله! - صل اللهم عليه وسلم - قد كنت أتمنى ذلك في الشرك [[ اي الزواج منك وسنذكر السبب بعد قليل ]]
فكيف إذا أمكنني الله منه في الإسلام؟
هكذا تزوجها صل اللهم عليه وسلم وجعل صداقها هو عتقها
وبقيت في خيمة ام سلمة أيام وعلمتها الوضوء و الصلاة
والطهارة وقد حاضت في هذه الايام ثم طهرت
_______
وكان الهدف من زواجه صل اللهم عليه وسلم من السيدة صفية هو :_ رحمة بالسيدة {{صفية}} بانقاذها من السبي بعد أن كانت من الأشراف، ثم يشرفها بالزواج منه صل اللهم عليه وسلم وهو قائد المسملين
_________
فلما ترك صل اللهم عليه وسلم{{ خيبر}} وأصبح على بعد حوالى {{ ١٠ كم }} من {{خيبر}}
أراد أن يدخل على السيدة صفية، فامتنعت عنه السيدة {{صفية }} فوجد منها النبي صل اللهم عليه وسلم ولكنه لم يراجعها
حتى اذا ابتعدوا عن ارض {{ خيبر }} ووقف النبي صل اللهم عليه وسلم للمبيت
قامت ، فأغتسلت ، وامتشطت ، وتطيبت ، ثم أرسلت امرأة من طرفها الى النبي صل اللهم عليه وسلم
تقول له :_ إن صفية تعرض عليك إما أن تأتيها أو تأتيك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

01 Dec, 04:28


فذهب النبي صل اللهم عليه وسلم لخيمتها
فوجدها قد أعدت نفسها إعداد عروس لعريس تلك الليلة
فجلس في خيمتها
قال :_ نعم يا صفية
قالت :_فداك ابي وامي وكل آل حيي يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - أريد أن احدثك ونظر النبي صل اللهم عليه وسلم في وجهها فوجد في عين السيدة {{ صفية }} اخضرارا [[ أي من أثر ضربة ]]
فسألها عن ذلك
فقالت :_ قبل قدومك يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
كان قد زوجني ابي من {{ كنانة }} و في الليلة التي قبل الزفاف [[ ما نسميها الدخلة الليلة التي قبلها ]]
رأيت رؤيا في منامي فأعظمتها ، فلما كان الزفاف قصصتها على {{ كنانة }} فإن عنده علم من علم اهل الكتاب
رأيت القمر قد جاء ماشيا من يثرب [[ المدينةالمنورة ]] الى خيبر
فلما استقر واكتمل و وقف فوق {{ خيبر }} وقع واستقر في حجري
فلما قصتت هذه الرؤيا {{ لكنانة }} وانا أظن أن لها علاقة بعرسنا [[ أي هي وكنانة هكذا فهمت ]]
قالت :_فغضب كنانة غضباً لم أرى مثله من قبل ولطمني على وجهي لطمة
وقال :_ يا عدوة نفسها أتطمعين أن تكوني زوجة عند ملك يثرب محمد ؟؟ - صل اللهم عليه وسلم -
قالت :_ومن غضبه أولها وهو لا يدري[[ أي فسر الرؤيا انك رح تكوني زوجة محمد رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - وهو لا يدري ]]
قلت فوقع ذلك في قلبي ، وقلت في نفسي ارجو ذلك
فقال لها النبي صل اللهم عليه وسلم:_ يا صفية فلماذا رغبتي عني ، ما حملك على الامتناع أولا ، وانتظرتي حتى الان
فقالت: _ خشيت عليك من قرب اليهود ، ورأيت ما اعدت زينب [[اي تقصد الذي قدمت له الشاة المسمومة ]]
فإني خشية والدماء ما تزال حارة ، وإن أنت نمت في خيمتي وعلمت يهود أني أصبحت فراشاً لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، ان يثور الدم في عروقهم من جديد ويثأروا بك غدرا
و والله ما فعلت ذلك ، إلا من خوفي عليك من غدرهم يارسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
فزاد هذا الموقف السيدة {{صفية }} مكانة ومنزلة، عند النبي صل اللهم عليه وسلم وتهلل وجه النبي صل اللهم عليه وسلم، ودعا لها بالخير ومسح بيده الشريفة على اثر تلك اللطمة ، فزال ما عليها من اثار وعادت عينها أحسن مما كانت وبنى بها صل اللهم عليه وسلم[[ اي دخل عليها ]]
ومن سنته كان اذا تزوج امرأة {{ ثيب }} جديدة يقسم لها ثلاثة ايام بلياليها [[ اي يبقى عندها ثلاثة ايام ]] واما اذا كانت {{ بكر }} قسم لها سبعة ايام
_________
وهناك سؤال يخطر في بال الكثير كيف دخل النبي صل اللهم عليه وسلم على صفية ، فأين العدة ٤ اشهر وعشرة ايام ؟؟
اولاً :الذي قام بهذا الفعل النبي صل اللهم عليه وسلم وهو المشرع عن ربه
ثانيا :كنانة زوج {{ صفية }} السابق مات يهوديا و ليس بمسلم وزوجته أسلمت بعد موته مباشرة [[اذن انقطع الرباط بينها وبين زوجها السابق نهائيا ]]
ولقد اقامت {{ صفية }} في خيمة {{ ام سلمة }} بضعة عشرة يوما
وعلمتها احكام الصلاة ، والطهارة ، وبعد ايام توقفت عن الصلاة بسبب الحيض فبدورة واحدة تبين خلو الرحم من الحمل
إذن هنا استبراء الرحم ولا عدة لكافر
_______
ولما قدم النبي صل اللهم عليه وسلم الى المدينة ومعه السيدة {{صفية }}
سمع بجمالها نساء الأنصار، فجئن ينظرن اليها
وجائت معهن السيدة {{ عائشة }} وهي منتقبة تخفي وجهها تريد أن ترى السيدة صفية فلما رآها النبي صل اللهم عليه وسلم عرفها [[ اي السيدة عائشة وكانت تغار كثيرا رضي الله عنها ]]
فلما خرجت خرج ورائها صل اللهم عليه وسلم ثم أخذ بثوبها
وقال لها: _ كيف رأيتِ ؟
قالت: _ رأيت يهودية بين يهوديات [[ غارت امكم ]]
فقال لها النبي صل اللهم عليه وسلم:_لا تقولي هذا ، فقد أسلمت
______
واصبحت {{ صفية }} ام للمؤمنين رضي الله عنها
نحن لا نكره احد لجنسيته هي ضلت {{ بنت حيي }} والى يومنا هذا نقول
{{صفية بنت حيي بن الاخطب }} وتذكر في كتب السيرة هكذا
ولكنها اصبحت مسلمة مؤمنة ، وزوج لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم - وأم للمؤمنين ..هل تعلمون كيف كان يدافع عنها النبي صلى الله عليه وسلم؟؟ لقد هجر ام المؤمنين {{ زينب بنت جحش}} لأنها قالت بها كلمة
و{{ زينب }} هي اقرب نسب منه التي زوجه الله أياها في القران الكريم ، من فوق سبع سموات دون ولي أمر قال تعالى {{ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا }} وكانت زينب تفخر على امهات المؤمنين جميعاً
تقول :_ ما منكم امرأة إلا زوجها أبوها او اخوها ، إلا انا زوجني الله من فوق سبع سماوات ..هذه زينب يغضب عليها النبي ، ويهجرها ، ولا يقسم لها بالمبيت ، ولا يكلمها منذ خرج لحجة الوداع ، وقبل دخوله مكة حتى قبل موته بسبعة ايام [[ يعني ٤ اشهر ]]

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

01 Dec, 04:28


لماذا ؟؟ لانها قالت لصفية كلمة تقدح في ايمانها
في حجة الوداع اخذ ازواجه معه جميعاً صل اللهم عليه وسلم
في الطريق جاءت صفية وقالت :_ يارسول الله - صل اللهم عليه وسلم - برك جملي فلم يقم [[ يعني هلك جملها خلص تكرسح ما عاد يقوم ]]
فعالجه لها فلم يقم وفي حجة الوداع ، كان مع النبي اكثر من {{ ٢٠ }} الف مسلم خرجوا مع النبي صل اللهم عليه وسلم ليحجوا ، وغير الناس الذين سيأتون من الاقطار فهل يأخر الركب من أجل جمل ؟؟
فنظر لازواجه ، وكان اكثرهن جمال {{ زينب }} معها اكثر من جمل
فقال :_ يا زينب افقري أختك جملاً حتى نعود [[ يعني اعيريها جمل تركبه بس نرجع بعطيك بداله ]]
فقالت زينب وقد غلبتها نفسها رضي الله عنها وارضاها وغفر الله لها
قالت وردت في ترفع :_ أنا أعطي يهوديتك هذه [[فنسبتها لليهود ]]
فغضب النبي صل اللهم عليه وسلم غضبا شديدا
وصاح بزينب وقال :_ مه !!! بئس ما قلتي يا زينب !!!
وترك السيدة زينب لا يتحدث اليها، ولا يكلمها طوال حجة الوداع و حتى عاد الى المدينة، الى ان مرض، وثقل عليه المرض وبدأ العد التنازلي وعلم انه مقبوض ذهب لحجرتها وكانت {{ زينب }} عندما علمت انه قد هجرها طوت فراش النبي ونامت على الارض فقام وجاء متعب صل اللهم عليه وسلم وقد اثقله المرض وكان يتكأ على {{علي وعلى العباس }}
فقامت زينب لما رأته فرحة لم تسعها الارض من فرحتها
قامت تستقبله فجاء بنفسه
للفراش صل اللهم عليه وسلم وفرشه ونام تلك الليلة عندها [[ رغم مرضه وتعبه صل اللهم عليه وسلم نام تلك الليلة عند زينب ، واصلحها ]]
ولولا انه لم يفعل ذلك ما كان كلمها احد بعد موت النبي - صل اللهم عليه وسلم - لان النبي هجرها - صل اللهم عليه وسلم -
من اجل من ؟؟ من اجل {{ صفية بنت حيي }} لا من اجل جمال صفية ، وصغر سنها بل لان {{ صفية }} مؤمنة صادقة امنت بالنبي- صل اللهم عليه وسلم - لسماع والدها وعمها ونحن نقول {{ صفية }} ام المؤمنين ورضي الله عنها
تأكيداً على خُلق هذا الدين
فالنبي صل اللهم عليه وسلم زرع لنا هذه المعاني في قصة {{ صفية }} وهو درس مهم للمسلمين
ومن مواقف النبي صل اللهم عليه وسلم معها
كانت ازواج النبي صل اللهم عليه وسلم فريقان
١_عائشة
٢_حفصة
٣_وسودة
فريق مع بعض وباقي زوجات النبي صل اللهم عليه وسلم فريق
فحاولت السيدة {{صفية}} التقرب لضرائرها
ولكن كانت كثيرا ما توجه اليها الإهانات والسهام الجارحة تعرض بأصلها اليهودي [ طبعا هي الغيرة عند النساء ، ولو كنَّ امهات للمؤمنين فطرة الله ، خاصة اذا الزوج كان حبيب الله - صل اللهم عليه وسلم - فتخيلوا ]]
وكان صل اللهم عليه وسلم يدافع عنها ويقف الى جوارها
و من ذلك أن السيدة {{صفية }} اشتكت الى النبى صل اللهم عليه وسلم وهي تبكي أن { عائشة }} و{{حفصة }}
تكلما وقالا :_ نحن أكرم على رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، منك فنحن بنات عمه وكذا وكذا ..فمسح النبي صل اللهم عليه وسلم دموعها بيده الشريفة وقال لها:_
- ألا قلت: وكيف تكونان خيراً مني ، وزوجي النبي محمد- صل اللهم عليه وسلم - ، وأبي النبي هارون، وعمي النبي موسى ؟
وكانت السيدة {{صفية }} كما قلنا ينتهي نسبها الى نبي الله {{هارون عليه السلام }} وكان عمها كليم الله {{ موسى عليه السلام }}
________
واستمر دفاع النبي صل اللهم عليه وسلم للسيدة {{ صفية }} حتى آخر أيامه
قبض يوم الاثنين ، و قبل وفاته بيوم واحد يوم [[ يعني يوم الاحد]]
فكانت تعتريه الحمى فيغيب عن الوعي ثم يفيق وينظر على من حوله ثم يعتريه [[ ما نسميه الغيبوبة ]] من شدة الحمى وهو بهذه الحال
وقد اجتمعت أمهات المؤمنين جميعاً حول فراشه صل اللهم عليه وسلم
فكانت اقرب ازواجه اليه السيدة {{صفية }} فلما رأت النبي تأخذه {{الغيبوبة}} ثم يفيق شفقت عليه وقالت:_ أني والله يا نبي الله- صل اللهم عليه وسلم - ، ليت الذي بك بي يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - [[ ياريت انا ولا انت ]] وأني أعلم ان الموت حق ولكن لا اطيق ان أراك تغيب ثم تفيق
فتغامزت عائشة وحفصة بالنظرات [[ غمزوا بعض يعني شوفي هاليهودية ايش بتقول ]]
تقول السيدة عائشة :_ فما لبثنا إلا أفاق رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - من غيبوبته وهو يقول :_قمنَّ فمضمضنَّ افواهكن
[[ علموا اولادكم المضمضة اذا كذبوا او قالوا كلام قبيح ولا تعنفوهم لان المضمضة لها تأثير قوي على الطفل عندما يشعر ان فمه تنجس ]]
فقالوا في دهشة: _من أي شيء ؟
فقال :_ من تغامزكن بصفية
والذي نفس محمداً - صل اللهم عليه وسلم - بيده [[ وهو على فراش الموت ]] والذي نفس محمداً- صل اللهم عليه وسلم - بيده ، لقد أسلمت فحسن إسلامها ، وآمنت فكمل أيمانها
صلوا على الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم -
يتبع بإذن الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

25 Nov, 02:07


🔸🔸الحلقة الثالثة والستون بعد المائة🔸🔸

**********

السيرة النبوية العطرة

(( محاولة قتل النبي صل اللهم عليه وسلم بالسم ))

_________

قبل أن يرحل النبي صل اللهم عليه وسلم، من خيبر كان هناك امرأة يهودية اسمها {{ زينب بنت الحارث}} وهي زوجة {{سلام بن مشكم }}

ويكون أخوها {{ مرحب }} الذي بارز {{ علي بن ابي طالب }} رضي الله عنه ،فشقه علي بالسيف نصفين

جاءت متظاهرة بالكرم [[ و حتى لا تنخدعوا بغدر يهود ]]

يعطيك من طرف اللسان حلاوة ... ويروغ منك كما يروغ الثعلب

جاءت {{ زينب }} وهي تتظاهر بأنها جاءت تكرم النبي صل اللهم عليه وسلم

لأنه عفا عنهم [[ بمعنى انها تريد ان تشكر النبي- صل اللهم عليه وسلم - لانه لم يأخذهم بذنب كنانة عندما نقض العهد واخفى المال ]]

وكيف تشكره وهي امرأة ؟؟

قالت :_ اريد ان اقدم لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم - شاة مصلية [[ اي مشوية ]]

وسألت :_ أي عضو في الشاة احب لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم -

فقيل لها :_ الذراع اليمنى من الشاة

فجاءت ووضعت عليها السم ، وأكثرت فيها السم ، ثم وضعت السم على الشاة كلها [[ عشان كل شخص اكل معه لا يقوم من مكانه ]]

وجاءت مبتسمة وقالت :_ هذه هدية لك يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - [[ تقول يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، اذن هي مسلمة والنبي - صل اللهم عليه وسلم - لا يعلم الغيب المطلق وقد شرحناها في السيرة في اكثر من موقف لا يعلم من الغيب إلا مااطلعه الله عليه ، الغيب المطلق لله وحده ]] وكان معه عدد من اصحابه ولكن كان اقربهم منه

{{ بشر بن البراء }} رضي الله عنه

ومن أدب الصحابة ،لا احد يأكل قبل أن يمد يده صل اللهم عليه وسلم

فلما وضعت الشاة بين يدي صل اللهم عليه وسلم

تناول الذراع[[ وكان من سنته ان ياخذ الذراع بكلتا يديه فيقمض منها قرضا ]]

فأخذ الذراع و وضعه بين اسنانه ، وكاد أن يقمض منها [[ يعضّ ]]

وكان {{ البشر }} رضي الله عنه ، بعدما تناول النبي صل اللهم عليه وسلم الذراع قد اخذ قطعة، و وضعها في فمه ولاكها

فعندما وضعها النبي صل اللهم عليه وسلمبين اسنانه ردها

وقال :_ ارفعوا ايديكم

فرفعوا ايديهم

فقال :_ إن هذا الذراع ليخبرني انه مسموم

وكان {{ بشر بن البراء }} قد أكل من الشاة قطعة وابتلعها

فقال بشر: _ والذي بعثك بالحق لقد شعرت بذلك من أكلتي التي أكلت

[[ يعني من اللقمة اللي اكلتها شعرت ان الطعام فيه طعم غريب ]]

فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم:_ فلم لم تلفظها

قال بشر: _ ما منعني أن ألفظها الا كراهية أن أنغص عليك طعامك نفسي لك الفداء يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -

ثم أمر النبي صل اللهم عليه وسلمأن يأتوا له بالمرأة التي فعلت ذلك

_____

فلما حضرت سألها النبي صل اللهم عليه وسلم

قال: :_ يازينب أوضعتي السم في هذه الشاة ؟!!

قالت :_نعم

فقال:- ما حملك على ذلك؟

قالت :_ قد بلغت من أهلي ما لايخفى عليك ، لقد قتل في خيبر ، زوجي ، واخي ، وابني ، فقلت اضع لك السم فإن كنت ملكاً متغطرساً نستريح منك ، وإن كنت نبيا اطلعك الله عليه و لم يضرك

[[ كلام غير مقنع ، والسبب المغضوب عليهم يعلمون أنهم يستطيعون قتل الانبياء ، ولا يمنعهم شيء من قتل النبي صل اللهم عليه وسلم، والدليل

قال تعالى {{ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ }}

قتل اليهود من قبل الكثير من أنبياء الله، وهم يعلمون ذلك

ولأنها صدقت عفا عنها النبي صل اللهم عليه وسلم

وسأله الصحابة :_ ألا تقتلها يا رسول الله؟ - صل اللهم عليه وسلم -

فقال :_ لا قد عفونا عنها

[[ لأن النبي صل اللهم عليه وسلم، لم يكن ينتقم لنفسه أبدا]]

ولكن عندما تأثر {{ بشر }} بالسم وتغير لونه واصبح لا يستطيع ان يتحرك من مكانه ومات في اليوم الثاني

أمر النبي صل اللهم عليه وسلمان يحضروا زينب وأن تقتل قصاصا

لأنها قتلت {{ بشر }} واحتجم النبي صل اللهم عليه وسلم على {{ الكاهل }} وهو الموضع بين الكتفين وظل يعتريه المرض كل عام من أثر هذا السم، حتى مات بعد ذلك بثلاثة سنوات متأثرا بذلك السم {{ كما روى البخاري }}

عن عائشة رضي الله عنها قالت

{{ كَانَ النَّبِيُّ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: - يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ }}

الأبهر وهو اكبر شريان في جسم الإنسان، والذي يوزع الدم المؤكسج الى جميع أجزاء الجسم ويخرج من البطين الأيسر في القلب ، النبي صل اللهم عليه وسلم يخبر السيدة عائشة عن سبب موته {{ المغضوب عليهم قتلة الانبياء }} ولذلك كان ابن مسعود وغيره يقولون أنه صل اللهم عليه وسلم مات شهيدا [[ وذلك إرادة الله ، ليكتمل صل اللهم عليه وسلم بمراتب الفضل كلها ]]

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

25 Nov, 02:07


_________

كيف وصل خبر انتصار النبي صل اللهم عليه وسلم في خيبر ؟؟

حدث لا بد ان نذكره

أحد الصحابة اسمه {{ الحجاج بن علاط }} كان قد أسلم حديثا وشارك في خيبر ، فلما تحقق النصر للمسلمين وهم في خيبر جاء الى النبي صل اللهم عليه وسلم وقال :_ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، إن لي بمكة مالاً متفرق عند تجار مكة ، هل تأذن لي يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - أن آتي مكة وأن اقول

[[ ان اقول ، يعني لا اظهر اسلامي لهم واقول كلام حتى اتمكن من تحصيل اموالي منهم ]] فأذن له النبي صل اللهم عليه وسلم

فذهب {{ الحجاج }} الى مكة [[وكان أهل مكة ينتظرون الأخبار ، ويسألون الناس ، ماذا فعل اهل خيبر بمحمد - صل اللهم عليه وسلم - ؟؟ لان كل العرب في الجزيرة العربية يترقبون الخبر ويعلمون ان خيبر لا تغلب على الإطلاق ]] فلما رآه أهل مكة قالوا: _

هذا {{ الحجاج بن علاط }} عنده والله الخبر فأنطلقوا جميعا إليه ليسمعوا

قالوا :_ أخبرنا يا أبا محمد ، فإنه قد بلغنا أن القاطع قد سار الى خيبر

[[ القاطع يقصدون النبي صل اللهم عليه وسلم، يدعون انه قطع اهل مكة وحاربهم وقطع الرحم ]] فضحك الحجاج وقال : _

لقد هزم محمداً - صل اللهم عليه وسلم - هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط

وقتل أصحابه قتلاً لم تسمعوا بمثله قط ، وقد أخذوه اهل {{ خيبر }} اسيراً عندهم وقالوا :_ لن نقتل محمدا - صل اللهم عليه وسلم - ، حنى نبعث به الى اهل مكة ، فيقتلوه هم بين أظهرهم

فضاجت قريش كلها بين مصفر ، ومصفق ، وراقص ، و واضع يده على راسه هكذا كانوا يعبرون عن فرحهم [[ صورة عن مهرجانات العرب اليوم، او حضورهم مباراة ]] فصاحوا وامتلأت مكة بالأفراح

ثم قال {{ الحجاج }} أعينوني على جمع مالي بمكة وعلى غرمائي [[ الناس المدانين لي ساعدوني احصل منهم المال ]]

فإني أريد أن أقدم خيبر ، فأصيب من فيء محمد - صل اللهم عليه وسلم - واصحابه ، قبل أن يسبقني إليه التجار الى هناك

فجمعوا له كل ماله الذي بمكة

[[ طبعا واحد حمل لنا مثل هذه البشارة قامت قريش كلها لتجمع له ماله والذي عليه دين اجبروه على الدفع ]]

فجاء {{ العباس }} رضي الله عنه [[ عم النبي ]] - صل اللهم عليه وسلم -

وكان يكتم اسلامه وقف بجانب {{ الحجاج }} مهموماً ، مكسوراً ، مهزوماً ، حزيناً قد دمعت عيناه

قال :_ يا حجاج ، ما هذا الخبر الذي جئت به ؟؟

فأبتسم الحجاج وقال :_ جئتك والله بما يسرك يا أبا الفضل ، والله لقد تركت ابن اخيك- صل اللهم عليه وسلم - قد فتح الله تعالى عليه {{ خيبر }}

وصارت خيبر واموالها كلها له ولأصحابه، وتركته عروسا على ابنة {{ حيي بن اخطب }} سيدهم [[ اي صفية رضي الله عنها ]]

ففرح العباس وقال: _ أحقاً ما تقول يا حجاج ؟ !!!

قال الحجاج: _ نعم والله ، ولكن أكتم علي الخبر ثلاثا [[ اي ثلاثة ايام ]]

فإني أخشى الطلب ، وبعدها تكلم بما حدثتك فهو والله الحق

ثم أخذ {{ الحجاج }} أمواله وانطلق وترك قريش في فرحة لا توصف ، ينتظرون اهل خيبر ان يحضروا لهم رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - اسيراً مكبلاً بالأغلال

فلما مرت ثلاثة أيام قام {{ العباس }} رضي الله عنه

واغتسل ، ولبس اجمل الثياب ، وتعطر ثم جاء الى قريش وكانوا مجتمعين عند الكعبة ..... جاء بكل هدوء وسكينة

فنظر اليه رجال قريش وقالوا: _ يا أبا الفضل هذا والله التجلد على حر المصيبة [[ يعني جاي ولابس ومتعطر وابن اخوك اسير ، هذا تكابر على مرارة مصيبتك ، جئت بهذا الشكل لترينا أنك غير متأثر ، مستحيل ما تكون حزين ]]

فضحك و قال :_ كلا والله الذي حلفتم به ، ولكن ابن اخي محمدا- صل اللهم عليه وسلم - قد فتح خيبر ، وصارت له ولأصحابه ، وهذه هي بنت سيدهم حيي اصبحت زوجة له .... فقاموا واقفين مذهولين

قالوا :_ أحقاً ما تقول ؟؟ من أتاك بهذا الخبر ؟؟!!!

قال :_ الذي جاءكم واخبركم به {{ الحجاج بن علاط }} ولقد اسلم ، واتبع دين محمد - صل اللهم عليه وسلم -

، وما قال لكم ما قال إلا ليأخذ ماله ثم يلحق به [[ يعني ضحك عليكم ]]

فصاحوا:_ لقد خدعنا والله

ثم لم تمر الا أيام قليلة حتى جاءهم الخبر فأسقط في أيديهم

{{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }}

يتبع بإذن الله …

------صل اللهم عليه وسلم-------

من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

25 Nov, 02:07


تقول :_ فتبسم صل اللهم عليه وسلم
وقال:_ وعليها السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم إن أم حبيبة قد أوصلت سلام الجارية لرسول الله
ونحن من امته ونحبه ونتشوق لرؤياه
وليس لنا إلا انت يا الله ، ومطلع علينا وعلى نبيك بلغ نبينا صل اللهم عليه وسلممنا السلام الآن ، واخبره أننا في شوق للقاءه وشفاعته واننا عكفنا على دراسة سيرته وذابت قلوبنا بمحبته ولم نراه
يتبع بإذن الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

25 Nov, 02:07


_____
وكان من جملة من قدم معهم من بلاد الحبشة {{ رملة بنت أبي سفيان }} ابوها سيد قريش و المكناة {{ أم حبيبة }}
لم تاتي مع الرجال الى خيبر بقيت في المدينة
وكان قد عقد عليها النبي صل اللهم عليه وسلم، وهي في الحبشة
و{{ أم حبيبة }} رضي الله عنها كانت قد اسلمت وخالفت اهلها وتبعت دين الاسلام فكانت ممن هاجر {{ الهجرة الثانية }} للحبشة مع زوجها عبدالله بن جحش وكانت حامل و وضعت حملها بالحبشة ، فوضعت انثى وسمتها {{حبيبة }}وبها تكنى {{ ام حبيبة }}
عندما وضعت حملها ، واستقروا بالحبشة وعلموا أن {{ النجاشي }} قد اسلم
ركبت الشياطين رأس زوجها {{ عبدالله بن جحش }}وارتد عن الإسلام هناك ، وتنصر وبقيت هي على إسلامها
فماهي الا ايام وشهور ابتلاه الله بمرض فأهلكه فمات نصرانيا
فأصيبت{{ رملة }} بمصابين وبلغ امرها رسول الله صل اللهم عليه وسلم
المصاب الأول : أنها اسلمت وعادت أباها وقومها وهجرة مكة
والمصاب الثاني : أن زوجها الذي تعلقت به وهاجرت معه تنصر ومات ، فأصبحت {{ ارملة }} وابنتها {{ يتيمة }}
فما موقف نبينا الكريم صل اللهم عليه وسلم والذي قال فيه ربه {{ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ }}
تصوروا حال {{ ام حبيبة }} وهي بالحبشة غريبة أرملة بنتها يتيمة و تنصر زوجها ثم مات ..ماذا تصنع ترجع الى مكة ؟
أين ستقيم ؟؟ في دار ابيها {{ ابو سفيان }} اشد رجل عداوة لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم - أين تذهب ؟؟ وماذا تفعل ؟؟
فلما سمع النبي صل اللهم عليه وسلم، ارسل إلى النجاشي ملك الحبشة ليزوجها منه ويقول له النبي صل اللهم عليه وسلم
وكلتك نفسي[[ يعني انت يا نجاشي نائباً عن محمد رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - بهذا الزواج ]]
وكلتك نفسي بخطبة {{ رملة بنت ابي سفيان }} من اقرب رحم إليها
[[ اي انظر من المهاجرين اقرب رحم لها اخطبها لي منه ]]
وطار النجاشي فرحاً ، ان يكون هو وكيل النبي - صل اللهم عليه وسلم - يمثله بهذا الزواج فأرسل الى المهاجرين فحضروا
فقال :_من اقربكم رحماً بأم حبيبة بنت ابي سفيان ؟؟
فقام رجل اسمه {{ خالد بن سعيد رضي الله عنه }}
فقال له النجاشي :_ إن رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - قد وكلني ان اخطب رملة له وأن أتم الزواج هنا [[ اي العقد في الحبشة ]]
فأرسل الى ام المؤمنين {{ ام حبيبة}} جارية من جواري النجاشي
فطرقت عليها الباب [[ وكانت قد اعتزلت الناس المسكينة ليس لها احد ]]
ففتحت فقالت لها :_ إن الملك قد ارسلني اليك [[ اي النجاشي ]]
ويقول لك:_ إن رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، قد كتب إليه أن يزوجك منه ..فلم تستوعب {{ ام حبيبة }} الخبر !!!
قالت :_ أعيدي ما قلتي .. فأعادت الجارية
قالت : _ أحقاً ما تقولين ؟رسول الله يخطبني ؟؟ - صل اللهم عليه وسلم -
قالت :_ نعم
فقالت :_ استحلفك بالله انت واثقة مما تقولين ، رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - الذي في المدينة يخطبني انا ؟ !!!
قالت:_ نعم وقد ارسلني الملك إليك لتحضري عقد الزواج
فقالت لها:_ بشرهُ الله بالخير
ومن شدة فرحتها خلعت ام حبيبة ما معها من اساور من فضة واعطتهم للجارية وتم العقد وامهرها النجاشي من ماله نيابة عن النبي صل اللهم عليه وسلم{{ ٤٠٠ دينار ذهبية }} مبلغ كبير
ثم قام النجاشي وأمر بأن تصنع لهم وليمة
قال لهم النجاشي :_ اجلسوا، فإن من سنن الأنبياء ، إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج ، فدعا بطعام فأكلوا
[[واصبحت ام حبيبة أم للمؤمنين وزوج لرسول الله ]] - صل اللهم عليه وسلم -
ثم رجعت الجارية التي بشرتها واعطتها المهر فقالت لها ام حبيبة رضي الله عنها :_ لم يكن لدي مال عندما بشرتني لأعطيك ، ام الآن فخذي واعطتها {{ ٥٠ }} دينار من المهر .. فقالت لها الجارية :_ لا إن الملك امرني أن أرُجع لك ما اعطيتني اياها
[[ فلم تأخذ منها المال وارجعت لها اساور الفضة التي اخذتها ]]
وقالت :_وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهن من العطر وعنبر و حلي
ثم قالت الجارية :_ ولكن أريد منك حاجة يا {{ أم حبيبة }}
قالت :_ ما حاجتك ؟؟
قالت: حاجتي إليك أن تقرئي رسول الله صل اللهم عليه وسلم مني السلام ، وتعلميه أني قد اتبعت دينه
تقول السيدة ام حبيبة :_ وكانت تلك الجارية كلما دخلت علي تقول لا تنسي حاجتي إليك ، أن تقرئي رسول الله السلام - صل اللهم عليه وسلم -
ولما سمع ابوها {{ابو سفيان }} بهذا الزواج سُر بما فعله النبي صل اللهم عليه وسلم مع ابنته
ورجعت أم المؤمنين {{ ام حبيبة }} مع جعفر الى المدينة
ولما رجع النبي صل اللهم عليه وسلم من {{ خيبر }} بنى بها
تقول السيدة {{ أم حبيبة }}
وأخبرت النبي صل اللهم عليه وسلم، كيف كانت الخطبة وما فعلت معي جارية النجاشي وأقرأته منها السلام

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

25 Nov, 02:07


وعين {{ عبد الله بن رواحة }} حتى يقوم بتقدير الزروع ومحاسبة اليهود عليها
ولذلك بعد فتح {{ خيبر }}
تحسنت كثيرا الظروف الإقتصادية في المدينة
لأن {{ خيبر }} كانت من أغنى البلاد في الجزيرة في الزراعة، وكان في منطقة {{ الكتيبة }} وحدها {{ ٤٠ ألف نخلة }}
يقول {{ عبد الله بن عمر }} ما شبعنا حتى فتحنا خيبر
ولكن شرط عليهم النبي صل اللهم عليه وسلم ان المسلمين يخرجون اليهود من خيبر متى شاءوا قال {{ على أنَّا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم }}
لماذا اشترط عليهم النبي صل اللهم عليه وسلم هذا الشرط ؟؟
لأن اليهود معروفون بالغدر والخيانة ونقض العهود
فكان لابد من اشعارهم بأن وجودهم مهدد حتى يخافوا من أن يغدروا بالمسلمين ..وقد قام بطردهم بالفعل بعد ذلك في خلافة {{ عمر بن الخطاب }} بعد أن غدروا في عهده
ارسل ابنه {{ عبدالله بن عمر }} إليهم ليحصي له موسم خيبر فسحروه
[[ لا يتسع المقام لذكر تلك الحادثة ]] ليس لهم عهد ولا ذمة ،
__________
جلس صل اللهم عليه وسلم يقسم غنائم {{ خيبر }}
وبينما هو يقسم صل اللهم عليه وسلم، وقد نشر أصحابه حرساً حول الحصون وإذا برجل يجري ويقول :_ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - هذا{{ جعفر بن ابي طالب }} قد اقبل من الحبشة
[[ جعفر بن ابي طالب ، اخو علي بن ابي طالب رضي الله عنهما ، الذي هاجر للحبشة وناقش النجاشي ثم اسلم على يديه ، بقي هو والمسلمون في الحبشة والآن رجعوا ، واستشهد بعد عام وبضعة اشهر في غزوة مؤتة وسنأتي على ذكرها إن شاءالله ]]
:_ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - هذا{{ جعفر بن ابي طالب }} قد اقبل من الحبشة ..قال النبي :_جعفر !!!! يا مرحباً
فقام النبي صل اللهم عليه وسلم، وترك القسمة ، وكان يلبس إزارا ورداء ، كما يلبس المحرم
يقول الصحابة :_ فمن فرحته قام وألقى ردائه ، وأخذ يهرول بالإزار فقط [[ يعني نصفه الاعلى عاري ]] حتى اذا وقع نظره عليه
قال:_ مرحبا بمن أشبه خَلقي و خُلقي
[[ وكان أشد الناس شبها بالنبي صل اللهم عليه وسلم]]
قال :_مرحبا بمن أشبه خَلقي و خُلقي ، وأيمَّ الله
[[ وأيمَّ الله قسم ، وقل أن يقسم النبي بمثل هذا القسم كان يقول {{ والذي نفسه بيده }} اما هنا تعظيما ليمينه ]]
قال :_ وأيمَّ الله ، لا أدري بأيهما أنا أشد فرحاً
بقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟ [[ فجعل فرحته بقدوم جعفر يعدل فتح خيبر ]]
ثم أعتنقه صل اللهم عليه وسلم، وقبل بين عينيه
[[ هنا بعض العلماء استدل على استحباب المعانقة
والبعض قال إنها مكروهة ، وقالوا أن النبي صل اللهم عليه وسلم نهى عن {{ المعاكمة }} أي المعانقة ، وقالوا ربما عانق جعفر قبل أن يكون نهي عنها
ولما قدم سفيان بن عيينة ، الى الإمام مالك فرح بقدومه و صافحه الإمام مالك وقال له:_ لولا أنها بدعة لعانقتك
فقال له سفيان: _قد عانق من هو خير منك ومني [[ اي النبي - صل اللهم عليه وسلم - عانق جعفر ]]
قال مالك: _ تعني جعفر بن أبي طالب؟
قال :_نعم
قال: _ ذلك حبيب خاص ليس بعام [[ أي حالة خاصة ]]
فقال له سفيان:_ ما عم جعفرا يعمنا، وما يخصه يخصنا
[[ يعني مافي في دين الله وشرعه حالات خاصة ]]
هكذا كان اختلاف العلماء ، لكل مجتهد احترامه وتقديره
_____
فرحب النبي صل اللهم عليه وسلم به ، وبمن معه من اصحابه ثم اجلسهم حوله وقال :_مالذي اقدمكم الى خيبر ؟
فقال جعفر :_ قدمنا المدينة من ثلاث ايام ، فعلمنا ان رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - في خيبر ، فلم نبت ليلة واحدة حتى لحقنا بك
وكان مع جعفر وفد من النجاشي ، فقام صل اللهم عليه وسلم
يخدمهم بنفسه [[ كما نفعل مع الضيف نكرمه ونقدم له الضيافة ]]
فقال له أصحابه:_ نحن نكفيك يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - [[ نحن نخدمهم ونضيفهم عنك ]]
فقال:_ إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين ، وإني أحب أن أكافئهم
[[ ألم يكرم النجاشي المسلمون عنده وذكرناها ، وهذه اخلاق نبينا صل اللهم عليه وسلم كان لا ينسى من قدم له المعروف ]]
وجلس يحدثهم صل اللهم عليه وسلم
قال:_ ألا تخبروني بأعجب شيء رأيتم بأرض الحبشة؟
[[ اهل الحبشة على النصرانية فهم اهل كتاب ]]
فقال شباب منهم:_ يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - بينما نحن جلوس إذ مرت بنا عجوز من عجائزهم وعلى رأسها قلة فيها ماء
[[ عجوز حاملة جرة فخار على راسها ]] فمرت بصبي فدفعها
فوقعت على ركبتيها فانكسرت قلتها [[ انكسرت الفخارة ]]
فلما قامت التفتت إليه وقالت:_ سوف تعلم يا غدر
إذا وضع الله الكرسي ، وجمع الأولين والآخرين ، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون فستعلم أمري وأمرك عنده [[ أي عند الله ]]
فقال صل اللهم عليه وسلم:_ صدقت كيف يقدس الله قوما [[ أي يكون لهم قدسية وتعظيم عند الله ]] كيف يقدس الله قوما ، لا يأخذ لضعيفهم من قويهم

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

21 Nov, 19:49


🔸🔸الحلقة الواحدة والستون بعد المائة🔸🔸
***********
السيرة النبوية العطرة (( فتح جميع حصون خيبر ))
______
_________
قلنا أن {{ علي بن ابي طالب }} رضي الله عنه وأرضاه ، قتل بطل اليهود {{ مَرحب }} وهنا أصيب اليهود بالرعب والفزع الشديد
لأن بطلهم {{ مَرحب }} كما ذكرنا كان من أشد الفرسان في تاريخ العرب عامة، ولم يكن اليهود يتخيلون أبداً أن يقتله أحد من المسلمين ..فلما قتل {{ علي }} مرحب خرج اخو {{ مَرحَب }} يريد الثأر لأخيه وكان اسمه {{ ياسر }} وكان فارسا عملاقاً ، ضخم الجثة
مثل أخيه وكان ايضا من أبطال اليهود مثل أخيه ، مرحب الذي قتل
فكانوا أربعة أخوة معرفون بالقوة وهم
١_ مرحب
٢_ ياسر
٣_عامر
٤_الحارث
فلما خرج {{ ياسر }} برز له {{ الزبير بن العوام }} رضي الله عنه [[ ابن عمة النبي صل اللهم عليه وسلم]] وكان عمره {{ ٣٥ عام }}
وكان نحيفاً وطويل القامة
وبدأ قتال شرس بين بطل اليهود {{ياسر }} وبين {الزبير بن العوام }} رضي الله عنه حتى قتل الزبير ، ياسر فأصيب اليهود {{ بالرعب }}
واستطاع المسلمون أن يخلعوا باب الحصن ودار قتال مرير حول الحصن وسقط بعض أشراف اليهود وابطالهم في القتال
حتى انهارت مقاومة اليهود وأخذوا يتسللون من الحصن هربا الى الحصن الذي يليه وهو حصن {{ الصعب }}
وكانت الحصون مبنية بطريقة أن يؤدي كل منها الى الآخر
______
ففتح اول الحصون حصن {{ ناعم }} وانتقل اليهود الى الحصن الذي يليه وهو حصن {{ الصعب }} وبدأ الحصار والهجوم على الحصن
وكان حصن {{ الصعب }} لا يقل صعوبة عن حصن {{ ناعم }}
_______
وأراد الله تعالى أن يبتلي المؤمنين ، ويختبرهم اختبارا آخر صعبا الى جانب صعوبة الحرب وهو {{ الجوع }}
اذ دخل المسلمون في جوع شديد جدا ..يقول أحد الصحابة
:- لقد جهدنا وما بأيدينا من شيء
وكان هنالك ثلاثين حمارا خرجت من بعض الحصون
فأخذها رهط من المسلمين وذبحوها ليأكلوها [[ وكانت العرب تأكل الحمير عند الضرورة، ولم يكن قد نزل تحريم أكل الحمير ]]
فلما رأى النبي صل اللهم عليه وسلم النار مشتعلة وشم رائحة اللحم
قال: _ على أي شيء توقدون ؟؟
[[ لان النبي صل اللهم عليه وسلم، يعلم أن الجيش ليس معه لحم يطبخ ]] فقالوا: _ لحوم الحُمُر الأهلية
[[ في هذه اللحظة الحرجة ينهى النبي صل اللهم عليه وسلم عن اكل لحوم الحمير وهم في جوع شديد ]]
فقال :_ لا تأكلوا من لحوم الحمر شيئاً وأهرقوها
[[ وكان هذا كما قلنا ، اختبارا صعبا فوق صعوبة المعركة، لأن الصحابة في جوع شديد، وهناك مجهود كبير يبذل في القتال، واللحوم قد نضجت، ورائحة الشواء ارتفعت، وبفضل الله تعالى نجح جميع الجيش في الإختبار، ولم يأكل أحد من هذه اللحوم، وكان ذلك من تربية النبي صل اللهم عليه وسلم التربية الإيمانية للصحابة ]]
وبعد هذا الموقف الصعب ، وبعد استجابة جميع الصحابة لأمر النبي صل اللهم عليه وسلم
وقف النبي صل اللهم عليه وسلم يدعو الله تعالى
ووقف المسلمون يؤمنون خلفه
{{ اللهم قد عرفت حالهم وأن ليست بهم قوة وأن ليس بيدي شيء أعطيهم إياه فأفتح عليهم أعظم حصونها عنهم غناء ، واكثرها طعاما و ودكا }} [[ والودك هو دهن الأنعام ]]
_______
في اليوم التالي وبعد {{ ٣ أيام }} من الحصار ومحاولة فتح الحصن
خرج أحد مقاتلي اليهود واسمه {{ يوشع }} وطلب المبارزة فخرح اليه {{ الحباب بن المنذر }} رضي الله عنه ،فقتله
ثم خرج من اليهود أحد فرسانهم واسمه {{ الديان }}
يطلب المبارزة فخرج اليه {{ عمارة بن عقبة }} رضي الله عنه فقتله
وشد المسلمون هجومهم على الحصن حتى نجحوا بفضل الله تعالى ، في فتح الحصن
وتسلل اليهود هرباً الى الحصن الثالث في منطقة {{النطاة }} وهو حصن {{ القلعة }}
______
وكان حصن {{ الصعب }} الذي فتح بعد دعاء النبي صل اللهم عليه وسلم أغنى حصون خيبر بالطعام ، فوجدوا في ذلك الحصن من الشعير ، والتمر ، والسمن ، والعسل ، والسكر ، والزيت ، والودك شيئا كثيرا ونادى منادي رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
وقال لهم :_ كلوا واعلفوا دوابكم ولا تحملوا منه شيئاً
فأكل المسلمون حتى شبعوا وكان من ضمن الطعام الذي وجدوه
{{ البصل والثوم }} فأكلوا منه وهم جياع
وكان قد بنى النبي صل اللهم عليه وسلم، للمعسكر مسجدا للصلاة يصلون فيه فلما كان وقت الصلاة
وذهب الناس إلى المسجد و إذا بريح البصل والثوم
فقال صل اللهم عليه وسلم:_من أكل الثوم أو البصل من الجوع أو غيره فلا يقربنَّ مسجدنا
[[ وليس في ذلك نهي عن أكل الثوم والبصل أي مطلقا، إنما النهي عن إتيان المسجد لمن أكلهما ]]

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

21 Nov, 19:49


ووجد المسلمين في ذلك الحصن أيضا {{ منجنيق }} والمنجنيق هو
آلة كانت تستخدم في رمي الحجارة الثقيلة على الأسوار فتهدمها
ولم يكن العرب يعرفون {{ المنجنيق }} لأن {{المنجنيق }}
آلة من آلات الحصار وهدم الأسوار والعرب لم تكن تعرف في حروبها الحصون والأسوار
_______
انتقل اليهود الى الحصن الثالث في منطقة {{ النطاة }}
وهو حصن {{ القلعة }} وكان هو أمنع حصون خيبر
لأنه فوق قمة جبل ، ومن الصعب جداً الوصول اليه، فضلاً عن مهاجمته وكما يقول الرواة {{ لا تقدر عليه الخيل والرجال }}
وفرض النبي صل اللهم عليه وسلم الحصار على حصن {{ القلعة }}
واستمر الحصار ثلاثة أيام
_______
و يأتي توفيق الله تعالى ونصره فألقى الله تعالى الرعب في قلب رجل من اليهود اسمه {{ عزول }} خاف إن انتصر النبي صل اللهم عليه وسلم، أن يقتل وتأخذ زوجته واولاده في السبي ، وتأخذ امواله
فأراد ان يفعل شيء يحفظ به نفسه ، واولاده ، وزوجته ، وماله
فأتى وتسلل من الحصن، وطلب مقابلة النبي صل اللهم عليه وسلم
ثم قال له: يا أبا القاسم ، إنك لو أقمت السنين تحاصرهم ما بالوا بك [[ يعني مهما حاصرتهم لن يهتموا لحصارك ]]
ولكن هناك طريقة واحدة لفتح الحصن
قال له النبي صل اللهم عليه وسلم
: _ ما هي ؟
قال: _ أمني [[ أعطيني الأمان ]]
قال له النبي :_ أمنتك
قال: _ وزوجتي وأبنائي
قال:_ نعم
قال: _ وأموالي
قال: _ نعم
قال: _ إن لهم جداول يخرجون بالليل يشربون منها، ثم يعودون الى قلعتهم فلو قطعت عليهم الطريق خرجوا لقتالك
[[ أي يقطع عنهم مدد الماء للحصون ]]
فأمر النبي صل اللهم عليه وسلم أن يقطع عنهم ، جداول الماء
فاضطر اليهود الى الخروج وقتال المسلمين
ودار قتال في منتهى الضراوة ، حتى انتصر المسلمون وافتتحوا حصن {{ القلعة }} بعد ثلاثة أيام ..وهكذا سقطت الحصون الثلاثة الأولى في منطقة {{ النطاة }} وكان في هذه الحصون أشد اليهود
______
بعد أن انتهى المسلمون من فتح الحصون الثلاثة في منطقة {{ النطاة }} انتقلوا الى المنطقة المجاورة لها وهي منطقة {{ الشق }} وقد قلنا أن بها حصنين... حصن {{ أبي }} وحصن {{ النزار }}
وبدأ النبي صل اللهم عليه وسلم بحصن {{ أبي}}
وتم حصار الحصن
وخرج أحد اليهود يطلب المبارزة، فخرج اليه
{{ أبو دجانة }} رضي الله عنه فقتله
ثم دار قتال عنيف وانتصر المسلمون، واقتحم المسلمون حصن أُبي
ثم هرب اليهود الى داخل الحصن الذي يليه وهو حصن {{ النزار }} وهو الحصن الخامس وكان هذا الحصن هو أمنع الحصون ، لأنه كان على جبل مرتفع ، حتى أن اليهود وضعوا في هذا الحصن نساءهم وأطفالهم وأموالهم فكان فيه {{ ٢٠٠٠ }} من نساء اليهود
وظن اليهود أنه من المستحيل أن يفتح هذا الحصن
ولذلك تحصنوا داخل الحصن
ولم يخرج أحد منهم لقتال المسلمين، وانما قاموا برشق المسلمين من فوق الحصن بالنبل والحجارة
وبالفعل استمر الحصار فترة طويلة، ولم يستطع المسلمون فتح الحصن وكان المسلمون كما قلنا قد وجدوا داخل حصن {{الصعب }} {{ المنجنيق }} وأمر النبي صل اللهم عليه وسلم، بنصب المنجنيق ، وبدأ يضرب اسوار الحصن
حتى تهدم جزء من السور ، فتسلل المسلمون الى داخل الحصن ، ودار قتال من أعنف أنواع القتال داخل الحصن، وتم النصر للمسلمين، وفتح المسلمون حصن {{ النزار }} وأخذت جميع ما فيه من النساء سبايا وكان منهن السيدة {{صفية بنت حيي بن أخطب }}
والتي اعتقها النبي صل اللهم عليه وسلم بعد ذلك وتزوجها
[[ وسأذكر لكم زواج النبي صل اللهم عليه وسلم من السيدة صفية بالتفصيل في جزء مخصص ان شاء الله ]]
وكانت هناك ، حصون صغيرة أخرى إلا أن اليهود بمجرد فتح هذا الحصن المنيع أخلوا هذه الحصون
وهربوا إلى المنطقة الثالثة من خيبر وهي منطقة {{ الكتيبة }}
[[ وكما اخبرتكم بالجزء السابق منطقة الكتيبة فيها ثلاثة حصون ]]
حصن {{ القموص }}
حصن {{ الوطيح }}
حصن {{السُلالم }}
هربوا وتحصن اليهود مرة أخرى في هذه الحصون
وكانت معنويات اليهود {{ قد انهارت تماماً }}
وبدأ المسلمون في حصار أول هذه الحصون وهو حصن {{ القموص}}
واستمر الحصار أربعة عشر يوما، ودار قتال مرير حول الحصن
وفي النهاية عندما شعروا بالموت كما قال عنهم الله تعالى
{{ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ }}
عندما شعروا بالنهاية ، وان جيش محمد صل اللهم عليه وسلم لايهزم ، لجؤا كعادتهم في كل زمان ومكان ، عندما يشعرون بالقهر والجبن والإنكسار ، على الفور يهرعون الى {{ المفاوضات }}
طلب اليهود أن {{ يتفاوضوا }} مع رسول الله صل اللهم عليه وسلم

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

21 Nov, 19:49


وافق صل اللهم عليه وسلم على مفاوضتهم على شروط
{{ الإستسلام }} ولم يفاوضهم {{ على الصلح }} كما يدعي البعض.
ما الذي تم الإتفاق عليه ؟؟
وما الذي حدث بعد ذلك ؟؟
يتبع بإذن الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

21 Nov, 19:48


:_يا ابن الاكوع اسمعنا من هيناتك [[ أي انشد لنا من اشعارك بصوتك الجميل ]] وحرك بنا الركب
فسار {{ عامر بن الاكوع }} امام الركب كي ينشط الرواحل
وهو يردد بصوته الجميل ويرتجز الشعر
اللهم لولا انت ما اهتدينا .. ولا تصدقنا ولا صلينا
الى آخر الابيات
فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم،عند سماع صوته الجميل :_ يرحمك الله ..وكان حسن الصوت بالحداء إذا حدا أعنقت الإبل
[[ أي أسرعت الأبل ، لان الابل تتأثر بالصوت الجميل ، وكما حدث في حجة الوداع عندما اخذ يحدوا انجشة رضي الله عنه فأسرعت الابل من حسن صوته ، وامهات المؤمنين ، في الهودج فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم، يا أنجشة رويدك، رفقا بالقوارير ، لانهم داخل الهودج فإذا اسرعت الابل اهتز الهودج وربما تتأذى النساء داخلها ]]
فقطعوا الطريق الذي يحتاج{{ ٥ ليالي }} في {{ ٣ }} ليالي
لان العرب كانت لا تقطع بلغة اليوم {{ ٣٠ كيلو }} في الليلة فقطعوا في كل يوم تقريبا {{ ٥٠ كيلو}}
وكما قلنا بين المدينة وخيبر {{ ١٦٥ كيلو }} قطعوها في ثلاث ليالي
وهكذا سار الجيش بروح ايمانية عالية جدا ، بالرغم من علمهم بالصعوبة الشديدة للمعركة وبحصون خيبر وكثرة رجالها ، وكثرة عتادها الحربي ..حتى انهم كانوا يكبرون ويهللون ويدعون الله تعالى بأصوات مرتفعة {{ الله أكبر، لا إله إلا الله }}
فقال لهم النبي صل اللهم عليه وسلم:_اربعوا على أنفسكم [[ أي ارفقوا بأنفسكم ، لا تبالغوا في رفع أصواتكم ]]
فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم
[[ نهاهم النبي صل اللهم عليه وسلم، عن رفع اصواتهم والمقصود الرفع الخارج عن العادة الذي يؤذي الآخرين ، لأنه امر اصحابه ان يرفعوا اصواتهم بالتلبية ، ولكن لا نرفع الاصوات بالتلبية بشكل يؤذي الاخرين ]] وكان {{ عبدالله بن قيس }} رضي الله عنه
يسير خلف دابة النبي صل اللهم عليه وسلم، وهو يردد
{{ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم }}
فقال له النبي - صل اللهم عليه وسلم -:_ يا عبدالله بن قيس
قال :_ لبيك يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
قال:_ ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة؟
فقال :_ بلى يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - فداك أبي وأمي
قال {{ لا حول ولا قوة إلا بالله }}
________
فلما اشرف على خيبر قام وصلى ، النبي صل اللهم عليه وسلم بأصحابه المغرب والعشاء {{جمع تقديم }}
بعيدا عن حصونهم ، حتى لايروه [[ لان الدنيا مازالت مضيئة و سقوط قرص الشمس عند المغرب لا يعني العتمة خاصة في
المناطق الصحراوية ]]حتى اذا دخلت العتمة تقدم بجيشه بهدوء الى حصونهم وأمر المسلمون ان يصلوا الفجر مغلسين
[[ اي يصلوا الفجر فورا عند دخول وقته قبل ان يسفر النهار ، كي لاتراهم يهود فيباغتهم بغتة ]]
وكان اليهود اذا اقبل الليل دخلوا حصونهم واغلقوا ابوابهم
، وفي الصباح يفتحون ابواب حصونهم ويخرجون للعمل
صلى بهم الفجر و بدأ خروج اليهود من الحصن الى مزارعهم وهم يحملون أدوات الزراعة، وهم لا يدرون بالمسلمين فلما رءاهم النبي صل اللهم عليه وسلم قال لأصحابه :_ قفوا
ثم قال :_ اللهم رب السموات وما أظللن ، ورب الأرضين وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن ، ورب الرياح وما أذرين فإنا نسألك من خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها ..اقدموا بسم الله ، فتقدموا
فلما رأوا اليهود الجيش صاحوا في فزع
:_محمد والخميس !!!! - صل اللهم عليه وسلم -
[[ الخميس معناه الجيش ، وقد كان العرب يطلقون على الجيش الخميس لأنه خمسة أقسام ، مقدمة ، ومؤخرة وميمينة ، وميسرة ، وقلب ]] محمد والخميس !!!!! - صل اللهم عليه وسلم -
واخذوا يهربون ، مسرعين الى حصونهم
وصاح بهم النبي صل اللهم عليه وسلم، صيحة سمعها الجيش كله ، وسمعها اليهود :_ الله أكبر _ الله أكبر !!
خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم ، فساء صباح المُنذرين
[[ لم يتوقعوا قدوم النبي صل اللهم عليه وسلم، لغزوهم
كانوا يقولون :_ محمد يغزونا ؟؟ !! هيهات هيهات ]]
- صل اللهم عليه وسلم -
يتبع بإذن الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

21 Nov, 19:48


🔸🔸الحلقة التاسعة والخمسون بعد المائة🔸🔸
*********
السيرة النبوية العطرة (( الخروج الى خيبر ))
______
خرج صل اللهم عليه وسلم الى (( خيبر ))
وكان معه {{ ١٤٠٠ }} مقاتل من المسلمين ، الذين بايعوا النبي صل اللهم عليه وسلم في صلح الحديبية
وخيبر كما قلنا فيها {{ ١٠ آلاف }} مقاتل
وكان اهل {{ خيبر }} يرسلون مع المسافرين ركاب الطرق ، رسائل للمدينة [[ من باب التخويف ، من باب الاعلام المزيف كما يفعلون اليوم ، من باب الإشاعة ، فاليهود على مر العصور شغلهم الشاغل أمرين ، ان يمسكوا بعصب اقتصاد العالم ، والاعلام المزيف ]]
فكانوا يرسلون مع المسافرين ركاب الطرق ، رسائل للمدينة
يقولون لعل ابا القاسم [[ اي النبي - صل اللهم عليه وسلم - وكانوا لا ينادونه باسمه محمد- صل اللهم عليه وسلم - إلا ما ندر ، لكي لا يثبتوا عليه صفة الحمد صل اللهم عليه وسلم]]
:_ لعل أبا القاسم ، يفكر يوماً في غزو خيبر ، هيهات هيهات
خيبر فيها [[ ١٠ آلاف مقاتل ]] مدجج بالسلاح وكم عدد اهل المدينة من اصحابه ؟؟ هذه هي الرسائل التي كانت تصل للنبي صل اللهم عليه وسلم
والنبي صل اللهم عليه وسلم يعلم عدتهم
ولكنه يعلم كيفية اصحابه ، لا كمهم ولا يلتفت لعددهم
فالنبي صل اللهم عليه وسلم لا يعنيه {{ الكم }}
بدليل قوله تعالى {{ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ }}
اتذكرون يوم بدر ؟؟ كان عدد الصحابة {{ ٣١٣ }}
قريش كانت {{ ٩٥٠ }}
والآن يخرج {{١٤٠٠ }} من الصحابة ليلقى {{ ١٠ آلاف }}
خرج صل اللهم عليه وسلم لخيبر
___________
هنا تحرك المنافقون في المدينة على الفور
فأرسل المنافقون إلى يهود خيبر يخبرونهم بقدوم الرسول إلى خيبر
فأرسل رأس المنافقين {{ عبدالله بن أبي ابن سلول }} إليهم يخبرهم
بأن محمدا - صل اللهم عليه وسلم - سائر إليكم ، فخذوا حذركم ، وأدخلوا أموالكم حصونكم ، واخرجوا إلى قتاله ولا تخافوا منه، إن عددكم كثير ، وقوم محمد - صل اللهم عليه وسلم - شرذمة قليلون ، وهم عزل لا سلاح معهم إلا قليل
[[ يشجعهم على قتال النبي صل اللهم عليه وسلم، يخبرهم ان أعداد المسلمون قليلة، وليس معهم سلاح الا القليل لا تخافوا ]]
فلما وصل الخبر لليهود قالوا باستهزاء :_ محمد- صل اللهم عليه وسلم - يغزونا ؟ !!! هيهات هيهات [[ يعني مش مصدقين ]]
ولكنهم اخذوا يستعدون ويأخذون احتياطهم
وأرسلوا الى سيد غطفان {{ عيينة بن حصن }} اتذكرون هذا الاسم الذي سماه النبي صل اللهم عليه وسلم{{ الأحمق المطاع }}
ارسلوا له :_ يا عيينة نعطيك نصف ثمار خيبر ، في سبيل ان تقف معنا من اهل {{ غطفان}} في قتال المسلمين
[[ هل تعلمون كم كان عدد ثمارهم في خيبر ، لقد كانوا يجنون كل عام من نخيلهم {{ ٤٠ ألف }} حمل من ثمارها ، فكانت خيبر ومازالت تمد المدينة ومكة في موسم الحج بالتمر ، فخيبر اعظم بقعة في الارض من حيث ثمار التمر ]]
فوافق {{ الأحمق المطاع }} على الفور وبدأت تستعد لقتال المسلمين
وأعدت جيشا ضخما لذلك قوامه {{ ٤ آلاف }}مقاتل
بقيادة الاحمق المطاع {{عيينة بن حصن }}
_______
وعلم النبي صل اللهم عليه وسلم، بخبرهم
وكان له صل اللهم عليه وسلم، عيونا من اصحابه حول المدينة يمدونه بالأخبار
فقرر صل اللهم عليه وسلم، ان يرسل على الفور سرية
الى غطفان حتى يظنوا ان النبي صل اللهم عليه وسلم سيغزو ديارهم وليس خيبر ..وأمر هذه السرية أن تظهر أمرها ولا تتخفى بل وتحدث صوتا عاليا حتى تلفت اليها الأنظار ، وبذلك تخاف {{ غطفان }} على نفسها وتظل في ديارها ولا تخرج لحرب المسلمين في خيبر
وبالفعل عندما سمع جيش {{ غطفان }} الصوت، انزل الله الرعب في قلوبهم ، وعادوا مسرعين إلى ديارهم ، وتركوا يهود خيبر في حرب الرسول- صل اللهم عليه وسلم - منفردين ..وقرر النبي صل اللهم عليه وسلم ان ينزل بجيش المسلمين في شمال خيبر
__________
قلنا ان خيبر موقعها {{ الشمال الشرقي }} للمدينة المنورة
فمن يأتي من المدينة المنورة الى خيبر سيدخلها من الجنوب
فلماذا اختار حبيبنا صل اللهم عليه وسلم، ان يدخل خيبر من {{ الشمال }} وليس من الجنوب ؟؟؟
لان {{ غطفان }} تقع ايضا {{ بالشمال الغربي }} للمدينة
فنزل بجيش المسلمين من الشمال ، حتى يحول بين خيبر وبين غطفان ، إن فكرت غطفان العودة لحرب المسلمين
________
وسار صل اللهم عليه وسلم لخيبر على بركة الله
وكان معه رجل من اصحابه حسن الصوت يجيد في ارتجاز الشعر
وكان اسمه {{ عامر بن الاكوع }} فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

19 Nov, 06:00


https://chat.whatsapp.com/C9L6JsPTxFW64slVN20wZh

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

19 Nov, 05:59


🔸🔸الحلقة الثامنة والخمسون بعد المائة🔸🔸
*******
السيرة النبوية العطرة (( غزوة خيبر ))
__________
تحدثنا عن صلح الحديبية ، الذي كان في شهر {{ذي الحجة}} من السنة السادسة من الهجرة
وبعد {{ ٢٠ }} يوما فقط من صلح الحديبية ، في شهر {{محرم }} من السنة السابعة من الهجرة [[ يعني بداية السنة السابعة ]]
قام صل اللهم عليه وسلم بغزو اليهود في {{ خيبر }}
________
ما هي خيبر ؟؟
مدينة تقع في شمال شرق المدينة المنورة
تبعد عن المدينة المنورة مسافة {{ ١٦٥ كم }}
و {{ خيبر }} كلمة من لغة اليهود معناها {{ الحصن }}
لأن فيها حصون ..هي عبارة عن مجموعة حصون ، واليهود يعيشون داخل هذه الحصون ولذلك كان يسميها البعض {{ خيابر }} صيغة الجمع ..وفيها {{ ١٠ }} آلاف مقاتل
وكانت أكبر مكان يتجمع فيه اليهود بالعالم كله
________
في المدينة كان من اليهود {{ ٣ }} قبائل فقط
وذكرتها لكم بالتفصيل
١_ بني قينقاع ... وقد {{ نقضوا العهد }} وقد أجلاهم النبي صل اللهم عليه وسلم بعد قيامهم بالإعتداء والتحرش بعرض امرأة مسلمة، ثم قتل رجل مسلم قام بالدفاع عنها
_______
٢_ بني النضير .... نقضوا {{ العهد }} وقد أجلاهم ايضا النبي صل اللهم عليه وسلم بعد نقضهم العهد و محاولتهم قتل النبي صل اللهم عليه وسلم
_______
٣_ بني قريظة .... نقضوا {{ العهد }}
بعد خيانتهم ونقضهم العهد وانضمامهم للأحزاب في حربهم ضد المسلمين ، و طلبوا ان يحكم عليهم سعد بن معاذ ..وكان حكم {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }} عليهم بقتل رجالهم وسبي نسائهم واموالهم ، وحكم عليهم {{سعد}} بحكم الله من فوق سبع سماوات
فكان الجزاء من جنس العمل
___________
فأصبحت قاعدة عند النبي صل اللهم عليه وسلم وهو الملهم من ربه الذي لا ينطق عن الهوى
بأن {{ عهود ويهود ضدان ، لا يجتمعان ابداً ابداً ابداً }} منذ ذلك الزمن الى ايامكم هذه
و من أراد أن يعرف حقيقتهم فليقرأ سورة {{ البقرة }}
يهود الذي أنجاهم الله عزوجل ، من فرعون وبطشه
فكان يقتل ابنائهم ويستحيي نسائهم
[[ معنى الاستحياء لا كما يفهمه البعض (الاعتداء الجنسي )
ولكن معناه ان يقتل ابنائهم الذكور ويستحي نسائهم ، يعني يبقي بناتهم احياء ، ذريتهم من الإناث ، وليس موضوعنا ]]
انجاهم الله من فرعون وبطشه ، وشق لهم البحر فعبدوا العجل
فلقد شيبوا نبيهم {{ موسى عليه السلام }} وكادوا أن يشيبوا {{ نبينا }} ولكن نبينا صل اللهم عليه وسلم بتوجيه من الله كان لا يُخدع بهم
_______
اليهود الذين أجلاهم النبي صل اللهم عليه وسلم، الكثير منهم أتجه نحو خيبر ..فأصبحت {{ خيبر }} وكر للدسائس
فاليهود الآن مركزهم الثقلي في {{ خيبر }} ويمتدون لتيماء وتبوك
أما بالنسبة لليهود سكان {{ خيبر }} فلم يظهروا العداء للمسلمين
حتى نزل فيهم ، كبار اليهود الذين أجلاهم النبي صل اللهم عليه وسلم عن المدينة فكانوا كلهم {{ حقد وكراهية }} للإسلام وللمسلمين ، وللنبي صل اللهم عليه وسلم
وكانوا يرغبون بالعودة الى ديارهم في المدينة المنورة ، التي أجلاهم عنها النبي صل اللهم عليه وسلم .. فمنذ أن نزلوا في {{ خيبر }}
أصبحت {{ خيبر }} هي وكر الدسائس والمؤامرات ، واثارة الحروب ضد المسلمين ومن خيبر خرج وفد اليهود ، لحشد قريش والأحزاب لغزو المدينة [[ وقد ذكرناها ]]
فكانوا هم من يكيدون للنبي صل اللهم عليه وسلم وصحابته الكرام
________
وقد ذكرت لكم كيف ان النبي صل اللهم عليه وسلم، بعد غزوة الأحزاب ، أرسل السرايا ، لتأديب القبائل العربية حول المدينة ، الذين شاركوا الأحزاب في غزو المدينة ..والنبي صل اللهم عليه وسلم، كما تعلمنا من السيرة هو {{ النبي القائد }}
لم ينسى ما فعلوه أهل {{ خيبر }} بحشدهم الأحزاب ومؤامرتهم لغزو المدينة
لماذا بعد غزوة الأحزاب ، لم يجيش النبي جيش لغزو خيبر على الفور ، وهي التي كانت رأس الافعى ؟؟
لأن في ذلك الوقت لم يكن ممكناً غزو {{ خيبر }}
و لأن النبي صل اللهم عليه وسلم، كان مشغولاً بحربه مع قريش ، ولم يكن يريد أن يفتح جبهتين للمواجهة في نفس الوقت
فكان صل اللهم عليه وسلم، يخشى أن تباغت قريش المدينة اذا خرج لحرب {{خيبر }} وخصوصا أنه معروف ان خيبر مدينة حصينة جدا ، وأعداد اليهود بها كبيرة
[[ يعني محاربة خيبر ، وفتحها ستأخذ وقت طويل ]]
لذلك نبينا وحبيبنا صل اللهم عليه وسلم، لم ينسى يهود {{ خيبر }} وما فعلوه فأجل فتح {{ خيبر }} حتى تأتي الفرصة المناسبة

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

19 Nov, 05:59


__________
وبلغه صل اللهم عليه وسلم بعد صلح الحديبية ،
أن يهوداً لم يرق لهم هذا الصلح ، الذي أبرم بين النبي صل اللهم عليه وسلم، وبين قريش ..فقد كانت اليهود تعتمد على قريش
في {{ معادات }} النبي صل اللهم عليه وسلم وحربه
وسعت يهود لتحريض قريش على نقض الصلح
وبلغ النبي صل اللهم عليه وسلم ذلك ، ولكن قريش رفضت نقض الصلح [[ إذن اذا فشلت يهود بأقناع قريش اليوم ، ستنجح غدا
ولعل يهود إذا فشلت مع قريش في اقناعها نقض عهدها مع النبي ، ربما تسعى لغيرها من القبائل للتحريض على الرسول صل اللهم عليه وسلم ولغزو مدينته ]] فهل ينتظر نبينا صل اللهم عليه وسلم يهود {{ خيبر }} ان يجيشوا له الأحزاب مرة أخرى ؟؟
ثم يأتون الى المدينة لغزوها ..وهو الذي يقول صل اللهم عليه وسلم
{{ لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين }}
______
فبعد {{ ٢٠ }} يوم من صلح الحديبية ، وعلى الفور كان قرار النبي صل اللهم عليه وسلم التوجه لخيبر
لماذا بعد صلح الحديبية وبهذه السرعة ؟؟
١_ أمن النبي صل اللهم عليه وسلم جانب {{ قريش }}
[[ ألم نذكر ان بنود الصلح { ٤ } منها هدنة لمدة عشرة سنوات بين النبي وقريش من غير حروب ]]
__________
٢_مواجهة خيبر لا بد منها على الفور ، ليحصل استقرار الدولة الاسلامية
__________
٣_ خبر صلح الحديبية ، لم يعجب اليهود وبلغه صل اللهم عليه وسلم انهم يفكرون بغزو المدينة عند ذهابهم للعمرة ، عمرة القضاء
[[ ألم يكن في البند أن يرجع المسلمين هذا العام ولا يطوفون بالبيت ، ويأتونا في العام القادم وتترك لهم قريش الكعبة ، فأخذا يهود خيبر يخططون ، غزو المدينة عند خروج النبي واصحابه للعمرة في العام القادم ]]
__________
٤_ نبينا صل اللهم عليه وسلم، كان لا يأمن أن تنقض قريش بنود صلح الحديبية، فأراد ان يكسب هذه الهدنة في التخلص من اليهود
________
وعندما أراد صل اللهم عليه وسلم، الخروج لخيبر كره خروج المنافقون معه الى خيبر ..والسبب ؟؟
لأن وجود المنافقون في الجيش يضعف الصف الإسلامي، ولأن هناك علاقة حميمية بين {{ المنافقون وبين اليهود }} منذ كان اليهود موجودون في المدينة ولذلك فلا يأمن أن يكون وجود المنافقون في الجيش عيونا لليهود داخل الجيش المسلم ؟
والنبي صل اللهم عليه وسلم، يعرف المنافقين وبدليل ذلك أن النبي أعطى حذيفة بن اليمان {{ اسمائهم }}
وقال له لا تخبر أحدا ، و وصاه إذا رأيت من يستخلفني من بعدي [[ أي الخلفاء الراشدين ]] أراد ان يستخدم رجل منهم ، فأنصحه
[[ فنحن لنا الظاهر ، والله يعلم السرائر ، لعل هذا المنافق يوما ما يتوب ، فالهداية من الله ]]
فلم يفضح النبي صل اللهم عليه وسلم، المنافقون في حياته
[[ فلم يقل لهم ، انت اخرج معنا ، انت لا تخرج لانك منافق ، لا لا ]]
لذلك أعلن النبي صل اللهم عليه وسلم ألا يخرج معه في الجيش إلا من شهد {{ الحديبية فقط }} وبذلك ضمن صل اللهم عليه وسلم، ألا يخرج في الجيش الا المؤمنون فقط، لأن الله تعالى شهد لمن بايع بيعة {{ الرضوان }} بالإيمان ..قال تعالى
{{ لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}}
وقد قلنا من قبل أن الصف المؤمن اذا كان خالصا نقيا فلابد أن يأتي النصر مهما كانت أعداد المؤمنين قليلة ومهما كانت أعداد أعدائهم كثيرة
_______
وخرج صل اللهم عليه وسلم بجيش قوامه {{ ١٤٠٠ }} رجل من الصحابة من أصحاب الإيمان الخالص لله
وعندما خرج النبي صل اللهم عليه وسلم من المدينة متوجها لخيبر
جاء وفد من أهل اليمن كانوا قد أسلموا ، الى المدينة المنورة
وكان معهم شاب نحيل لم يتجاوز {{ ٣٠ }} عام
أسمه {{ عبد الرحمن بن صخر الأزدي }}
وكانت تبدو عليه ملامح الفقر والبؤس الشديد ، و كانت له هرة صغيرة يحملها على كتفيه ، يطعمها ويعطف عليها
هل عرفتم من هذا الشاب ؟؟
إنه {{ أبو هريرة }} رضي الله عنه وارضاه
هذه الهرة [[ القطة ]] التي يحملها على كتفه ، ستصبح فيما بعد {{ أشهر هرة }} خلقها الله منذ بداية الخلق
فلقد كناه الناس {{ ابو هريرة }} لشدة اعتنائه بهذه الهرة
وهو نفس الاسم الذي سيتردد بعد ذلك في سجل العظماء إلى قيام الساعة ..هذا {{ ابو هريرة }} الذي جاء مسلما
كان اكثر صحابي نقل حديث النبي صل اللهم عليه وسلم على وجه البرية ..والذي لا يخلو كتاب يتحدث عن الإسلام من ذكر كنيته الشهيرة {{ أبي هريرة }} لم يصحب الرسول لاكثر من {{ ٤ سنوات فقط }} من أصل {{ ٢٣ سنة }} من عمر الدعوة الاسلامية
اتدرون كم حديث حفظ عن النبي صل اللهم عليه وسلم

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

19 Nov, 05:59


في هذه الفترة ؟ حوالي {{ ٤٠٢٦ حديث }}
وكان من أهل الصفة واهل الصفة من فقراء المدينة
[[ كان يجلسون عند الصفة ، من ذهب عمرة او حج وتشرف بزيارة المسجد النبوي ، إذا وقفت تسلم على النبي صل اللهم عليه وسلم، في الجهة المقابلة الخلفية للحجرة النبوية ، يدخلها النساء للسلام على رسول الله ، يوجد مكان مرتفع قليلا ، هذا المكان كان يجلس فيه أهل الصفة وابو هريرة ]]
وكان النبي صل اللهم عليه وسلم يعطف عليهم كثيرا ، ودائما ينفق عليهم مما افاء الله عليه
لذلك لزم النبي صل اللهم عليه وسلم، وحفظ من الاحاديث الكثير
كان لطيفاً جدا ، وخلوق ، ومرح صاحب دعابة ، وكان النبي صل اللهم عليه وسلم يحبه ويناديه {{ أبا هر }}
جزاك الله عنا كل خير يا {{ أبا هريرة }} لما قدمته للإسلام وللمسلمين
وإن كنت مسكينا في حياتك ، فهنيئا لك الجنة أيها الصحابي الجليل {{ اليماني }}
وهنيئاً لاخواننا في {{ اليمن }} يكفيكم فخراً وشرفاً ، ان تقدموا للأمة الإسلامية أعظم رجالها وقد ذكر اسمه في سجل العظماء واطلق عليه
اسم {{ نيل الأوطار }}
فلقد طار ذكره ، وعلا صيته ، وأصبح مرجعاً ، لا يستغني عنه أي طالب علم ! ظل ملازما للنبي صل اللهم عليه وسلم، لا يفارقه أبدا وعاش بعد النبي فترة طويلة {{ ٤٧ عام }} رضي الله عنه وأرضاه
_________
جاء {{ أبو هريرة }} الى المدينة مؤمناً مهاجراً ، وكان المسلمون قد خرجوا الى {{ خيبر }} فصلى الصبح في المدينة، ثم لحق بالمسلمين في {{ خيبر }}
يتبع بإذن الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

19 Nov, 05:59


🔸🔸الحلقة السابعة والخمسون بعد المائة🔸🔸

*******

السيرة النبوية العطرة

(( قصة الصحابيين أبو بَصير وأ بو جَندل رضي الله عنهما ، وهجرتهما الى المدينة المنورة ))

_______

_______

أنتهينا من صلح {{ الحديبية }}

رجع الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم وصحابته الكرام الى المدينة المنورة بعد صلح {{ الحديبية }}

وكان ختامها نزول سورة {{ الفتح }} فجلت الغمة عن ما بقي في نفوس الصحابة وعلموا بنص قرآني صريح ، أن صلح الحديبية هو فتح

مضى صل اللهم عليه وسلم ، تاركاً تلك الشجرة التي تمت البيعة تحتها

فماذا حدث لتلك الشجرة ؟؟

في خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه

بلغه أن الحاج والمعتمر ، يعرجون على {{ الحديبية }} فيجلسون تحت تلك الشجرة فيتبركون بها فقال عمر :_ الله ، الله !!!

اخشى أن تعبد بعدي من دون الله[[ شجرة تمت البيعة تحتها وانتهى الأمر ]]

فأمر ان تقطع وذهب إليها بنفسه وقطعها

يقول {{ سعيد بن المسيب }} من كبار التابعين

قال :_حدثني أصحاب النبي صل اللهم عليه وسلم

قالوا :_ بعد ان قطعها عمر ، نُسينا طريقها [[ضاع مكانها ]] فوالله ماعاد رجل فينا يعرف اين مكانها ؟؟ [[حتى لا تكون فتنة على المسلمين ]]

وسميت شجرة {{ الرضوان }} ومنذ عهد عمر الى يومنا هذا لا احد يعرف ، هل كانت هنا ام هنا ام هناك ؟؟ ومن ادعى معرفتها اليوم فهو{{ كاذب }}

فلقد عمّاها الله عن الصحابة ، حتى لا تكون فتنة على الأجيال الذين يأتون من بعدهم ويقولوا :_ هنا بيعة الرضوان ، وهنا جلس النبي - صل اللهم عليه وسلم - فيجعلونها مكان للتقدس والتعبد او التبرك

_________

اما نتائج هذه المصالحة

فكان من بنودها ان يردوا من جاء من قريش مسلماً

ولم تمضي إلا بضع أيام [[ اقل من اسبوعين ]]

جاء رجل من مكة الى المدينة اسمه {{ أبو بصير }}

{{ وأبو بصير }} كان من ثقيف ، ولكنه كان يعيش في مكة

[[ يعني ليس من صميم قريش من ثقيف الطائف ولكن يقيم في مكة ]]

وقد أسلم {{ أبو بصير }}

وتعرض للتعذيب الشديد من أهل مكة، ثم استطاع الهرب منهم واتجه الى {{ المدينة }} مشياً على الأقدام فلما وصل للمدينة المنورة

ودخل المسجد والنبي صل اللهم عليه وسلم واصحابه من حوله

فسلم ، وردوا عليه السلام ، ورحب به النبي صل اللهم عليه وسلم

ثم قال :_ ما أقدمك يا أبا بصير ؟ !

قال :_ حب الله ورسوله - صل اللهم عليه وسلم -

_______

اللهم ارزقنا محبتك ارزقنا الصدق في محبتك

{{ محبة الله الصادقة تجعل صحابها يتحمل من الأعباء ما لا يقع للناس في حساب }}

هو يعلم بنود الصلح

ويعلم {{ ابو بصير }} انه الآن واقع بين أمرين أحلاهما مر

_ إما أن لا يقبله النبي - صل اللهم عليه وسلم - ويقول له أرجع من حيث أتيت او ينتظر رسل قريش فيسلمهم إليه ، وفاء منه بالمعاهدة

ومع ذلك يخرج هارباً من سجنه وقاطعاً [[مسافة ٤٧٠ كم مشياً على قدميه ، ليس معه غير حفنة من تمر واذا وجد ماء في الطريق شرب ]]

______

فدخل هزيلاً مغبراً متعباً من السفر ومن مكارم اخلاق النبي صل اللهم عليه وسلم لا يقول له ارجع من حيث أتيت

قال :_ ما أقدمك يا ابا بصير ؟؟

قال :_ حب الله ورسوله - صل اللهم عليه وسلم -

قال له النبي صل اللهم عليه وسلم:_ ثبَّتَ الله محبة الله ورسوله - صل اللهم عليه وسلم - في قلبك ، أجلس يا ابا بصير

فما هو إلا يومين ، وإذا برسل قريش تأتي

فقريش قد أرسلت اثنين من الرجال لإحضار {{ ابا بصير }}

الأول اسمه {{خنيس بن جابر العامري }} من بني عامر

[[ وكان لا يعرف الطريق الى المدينة فأرسلت معه قريش رجل يدله على الطريق ]] اسمه {{ كوثر }} وكان دليل معه يعرف الطريق

ومعهما كتاب من {{ ابو سفيان }} و{{ سهيل بن عمرو }}

يطلبان فيه من النبي صل اللهم عليه وسلم رد {{ ابا بصير }} الى قومه

وكان النبي صل اللهم عليه وسلم بالمسجد ومعه {{ ابو بصير }}

فأعطوا النبي - صل اللهم عليه وسلم - الكتاب ، فدفعه الى رجل من الصحابة ليقرؤه .. و{{ ابو بصير }} يسمع نص الكتاب

أما بعد :_

الى محمد بن عبد الله - صل اللهم عليه وسلم - ، قد عرفت ما شارطناك عليه من رد من قدم عليك من أصحابنا، فابعث إلينا بصاحبنا

فألتفت النبي صل اللهم عليه وسلم الى {{ ابا بصير }} وتعلوه اشراقة ونور وابتسامة ليس عابساً ولا غاضب

فقال ابو بصير فوراً :_يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - أتردني إلى المشركين يفتنونني عن ديني ؟؟ !!!

فقال له الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم:_

يا {{ ابا بصير }} إن قد اعطينا القوم ، واعطونا [[يعني عهودا ]]

واشهدنا بيننا وبينهم ، وإن ديننا لا يأذن لنا بالغدر فلا بد أن نوفي بعهدنا

فأرجع مع صاحبيك الى قومك ، وسيجعل الله لك فرجاً ومخرجاً

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

19 Nov, 05:59


قم يا {{ ابا بصير }} فأرجع مع القوم .. فقام ابو بصير ، ولكنه على مضض ، وعلى كره بعد أن تشرف بالمدينة المنورة ومجلسه مع الصحابة والنبي صل اللهم عليه وسلم .. ايرجع الآن الى بلاء قريش وتعذيبهم ؟؟

خرج ولكن الايمان يضطرب بين جنبيه

فودع النبي صل اللهم عليه وسلم واصحابه

وانطلق معهم في اول النهار

_________

واضطر النبي صل اللهم عليه وسلم الى تسليم {{ أبو بصير }} الى هذين الرجلين من قريش ، كما فعل مع {{ أبو جندل }}

ومرة أخرى كان هذا الموقف الصعب جدا

على الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم، وعلى صحابته الكرام رضوان الله عليهم جميعاً

_________

وفي طريق العودة وما ان وصلوا عند {{ ذي الحليفة }} ميقات اهل المدينة

[[ الذي نحرم منه حجاجاً ومعتمرين المعروفة الان(( ابار علي)) قريبة من المدينة ]]فلما وصلوا الى ذلك المكان كان قد دخل وقت الظهر ، فأستاذنهم {{ ابو بصير }} أن يصلي فقد حان وقت الظهر

قالوا :_ أجل وهو وقت راحتنا ايضاً

[[طبعا في هذه الايام التي مكث فيها {{ ابو بصير }} بالمدينة ما كان معزوم على الغداء عند رجل والعشاء عند رجل ومنسف عند رجل

لا بل قضى ايامه يحفظ فيها من القرآن ما حفظ ، وتعلم من الفقه ما تعلم ، فكانت احكام كثيرة قد شرعت خلال{ ست سنوات} في المدينة لم يعلم بها اهل مكة فتعلم صلاة قصر المسافر ، وهو مسافر فقام وصلى ركعتين ]]

ثم اخرج جراب فيه تمر ودعاهم للطعام ، فأخرجوا سفرتهم واشتركوا معه في طعامهم وجلسوا يأكلون ثلاثتهم وبعد ان فرغوا من الطعام ، قام {{ كوثر }} الدليل قام ليقضي حاجته ، وابتعد .. وبقي خنيس وابو بصير

فأخذ خنيس يحدث ابا بصير

[[ وسبحان الله {{ كل اناء بالذي فيه ينضح }} خنيس شعر نفسهم انه قام بعمل كبير ، وهو الآن لم يصل لقريش و سيدخل مكة مفتخراً ، كيف استطاع ان يرد فاراً

هكذا نفوس الناس فلم يصبر حتى يصل لمكة فأراد ان يغيظ ابا بصير وفي اول الطريق ]] فأخرج {{ خنيس }} سيفه ثم اخذ يُقلبه ، ثم رفعه وأخذ يهزه في وجه {{ ابو بصير }} وهو يقول له مفتخراً :_ اي ابا بصير !!!

لأضربن بسيفي هذا يوماً الأوس والخزرج [[ اي اصحاب محمد ]] - صل اللهم عليه وسلم - حتى يدخل الليل [[ يعني طول النهار ، وكلامه كان استفزاز ]]

فقال له أبو بصير:_ وهل سيفك هذا صارماً الى هذا الحد ؟ !!

وهل يثبت قائمهُ في يدك طوال نهار ، حتى يدخل الليل ؟؟

فقال: _ أجل ، والله إنه لجيد لقد فعلت به كذا ، وقتلت به كذا انت لا تعرفه

فقال أبو بصير: _ اتأذن لي ، أن أنظر إليه ؟؟

قال :_ أجل خذه فأنظر

[[ وهكذا إذا أراد الله امراً هيأ له الأسباب ]]

فمن غرور ذلك الفاسق ، ناوله السيف ..فأخذ {{ ابو بصير }} السيف

واخذ يقلبه بين يديه ينظر إليه ، ثم مكَّن يده من قبضته

ثم اطاح به حتى أبرده [[ اي قتل خنيس العامري ، حتى ابرده ، يعني برد جسمه لان الانسان بس يموت يبرد جسمه ]]

_________

وعاد الرجل الآخر {{ كوثر }} الدليل

فوجد صاحبه مقتولا ، فأصابه الذعر [[ اصابته رعبة وكاد يفقد عقله ]]

فجعل طرف ثوبه بين اسنانه ، واخذ يجري

[[ وهذه عادة العرب ، مافي على ايامهم سيارة يشغل ويهرب حط ثوبه بين اسنانه وركض ، حتى ليس لديه مجال ان يركب دابة و يفك عقالها يكون قد لحق بصاحبه ]]

فوضع طرف ثوبه بين اسنانه ، واخذ يجري والسرار يتطاير خلفه

[[ السرار البحص الصغير بيتطاير تحت رجليه من سرعته ]]

فنظر إليه ابو بصير واخذ يضحك ..هو لا يريد قتلهما يريد الفكاك فقط

وبكل هدوء أتم {{ ابا بصير }} جمع متاعه ، واخذ راحلة المقتول وركبها وتوجه للمدينة بكل هدوء .. اما{{ كوثر }} الدليل

فمازال يجري والسرار يتطاير من بين رجليه من ذي الحليفة حتى وصل المسجد النبوي يعني حوالي {{ ١٣ كم}}

وكان النبي صل اللهم عليه وسلم قد فرغ من صلاة العصر ، وجلس يحدث اصحابه [[ولم يكن للمسجد باب يغلق رأوه من بعيد مقبل والسرار يتطاير خلفه ، لم يعرفوا وجهه ، ولم يعرفوا من هذا الرجل ]]

فقال لهم النبي صل اللهم عليه وسلم:_ إن هذا الرجل قد رأى ذعراً

[[ لماذا اتجه للمدينة وهو مرعوب هذا الرعب كله ؟؟ لأنه علم انه لن يجد رحمة مثل التي عند الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم]]

قال :_ إن هذا الرجل رأى ذعراً

[[ مرعوب واضح من شكله من بعيد ، لان ثوبه بين اسنانه والسرار يتطاير خلفه ]] فلما دخل عليهم عرفوه

فأنطلق مزعوراً مرعوباً ، حتى جلس خلف كتفي النبي صل اللهم عليه وسلم[[ أي خلفه ]]

وهو يصيح ويقول :_ مستجيرٌ بك يا محمد !! - صل اللهم عليه وسلم -

قال له النبي- صل اللهم عليه وسلم - :_ ويلك ما الأمر ؟!!!

قال :_ واللات قد قتل صاحبكم ، صاحبي ، وهو قاتلي وانا مستجيرٌ بك يا محمد - صل اللهم عليه وسلم -

فأمنه النبي صل اللهم عليه وسلم، وأجلسه ،

واسقاه الماء حتى زال عنه الرعب

_______

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

19 Nov, 05:59


فخرج ايضاً إليهم مستضعفين من المسلمين ، من قبائل العرب من حولهم ، حتى بلغ عددهم عدة اهل بدر {{ ٣١٣ }} اميرهم ابو جندل ابن {{ سهيل بن عمرو }}

_______

وجن جنون قريش ماذا نفعل ليس لهم حل ؟؟

قوم بين الجبال والساحل وليس لهم مقر ماذا نفعل لهم ؟؟وتمكنوا من قطع تجارة قريش فأرهقوها

وهذا كله قبل أن يمضي عام على الصلح [[ يعني شهرين فقط ]]

ألم يقل لهم الصادق الأمين حبيب رب العالمين صل اللهم عليه وسلم{{ إن الله سيجعل لكم فرجاً ومخرجاً }}

صلوا على حبيب القلوب - صل اللهم عليه وسلم -

اجتمعت قريش و اختارت {{ ابا سفيان }} ومعه رهط من قومه

وفداً الى رسول الله صل اللهم عليه وسلم الى المدينة

ومعهم كتاب موقع من {{ سهيل بن عمرو }} والشهود الذين كانوا معه في يوم صلح الحديبية

وجاء ابو سفيان يرجو النبي صل اللهم عليه وسلم، ويناشده الله والرحم

يقول له :_ انشدك ربك والرحم الذين بيننا ، إلا قبلت رجاءنا يا محمد - صل اللهم عليه وسلم -

قال :_وماهو طلبكم ؟

قال :_ان تأوي إليك جماعتك {{ابو بصير }} و{{ابو جندل }}وكل من اراد ان يهاجر ، وامسح هذا البند من الصلح بيننا

فنظر النبي صل اللهم عليه وسلم في وجه اصحابه

وقال لهم على سمع ابو سفيان

قال :_ارأيتم حين رضيت وأبيتم ؟؟

فقبل النبي صل اللهم عليه وسلم

[[ وكان هذا من صالح المسلمين ]]

ثم أمر احد اصحابه ان يكتب كتاباً وبحضور{{ ابو سفيان }}

أمر ان يكتب

الى {{ابي بصير }} و{{ ابو جندل }} أن يقدما الى المدينة ومن معهم من المستضعفين

ورجع ابو سفيان الى مكة

وانطلق الرسول بكتاب النبي صل اللهم عليه وسلم

الى {{ ابي بصير }} و {{ ابي جندل }} بالساحل

_________

فما أن وصل حامل الرسالة

واذا {{ ابا بصير }} قد حضره الموت رضي الله عنه وأرضاه

فقيل له يا ابا بصير :_

هذا رسول ، رسول الله

فأخذ الكتاب وقبله ، و وضعه على عينيه ، ثم قرأ الكتاب وهو يجود بنفسه

وهو يقرأ الرسالة ويردد {{ الصلاة والسلام على رسول الله }} وفاضت روحه وهو يقرأ و وقع الكتاب على صدره

فأخذ ابو جندل الكتاب

وامر ان يجهز {{ ابو بصير}} فلما جهزوه و صلوا عليه ودفنوه في موقعه

انطلق ابو جندل و من معه الى مدينة الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم

هذه نبؤة النبي صل اللهم عليه وسلم

اتذكرون حين قال لابي جندل

{{ يا أبا جندل اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجاً ومخرجا}}

_____

وانتم يا أحباب رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - لكم منه نبؤة ، يا من تمسكتم بكتاب الله وسنة نبيه - صل اللهم عليه وسلم -

اسمعوها من رسول الله صل اللهم عليه وسلم

إن من ورائكم أيام صبر ، الصبر فيهن {{ كقبض على الجمر }} للعامل فيها أجر خمسين

قالوا: _ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - أجر خمسين منا ام منهم ؟؟

قال:_ خمسين منكم

[[ فأستغرب الصحابة ما الفضيلة التي اوصلتهم لهذا الاجر العظيم ]]

قالوا :_ لِمَ يا رسول الله ؟؟ - صل اللهم عليه وسلم -

قال :_ لأنكم تجدون للحق نصيرا ، ولا يجدون ، يكتم المؤمن إيمانه فيهم ، كما يكتم المنافق نفقه فيكم

{{إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء}}

وكأن النبي صل اللهم عليه وسلم يصبركم ويقول لكم قليلاً من الصبر يا احبابي ، يا من آمنتم برسالتي ولم تروني ، فالفرحة وقرة العين والغبطة والسرور قريبة جدا ، وملتقانا في الجنة في طوبى في حياة سرمدية ابدية ، غير زائلة

{{ طوبى للغرباء }}

صلوا على حبيبكم المصطفى صل اللهم عليه وسلم

يتبع بإذن الله …

------صل اللهم عليه وسلم-------

من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

19 Nov, 05:59


وجاء {{ أبو بصير رضي الله عنه وأرضاه }} جاء بكل هدوء يركب بعير الرجل المقتول {{ خنيس }}

فأناخ البعير بباب المسجد ، ودخل وسلم والنور يشرق من وجهه

وقال :_ السلام على رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -

قال:_ وعليك السلام

قال:_ يا نبي الله ! - صل اللهم عليه وسلم -

أما انت قد أوفى الله ذمتك ، و قد رددتني إليهم [[ اي الى قريش ]] ثم أنجاني الله منهم ، واعتصمت بديني ورجولتي ولا حرج عليك

وهذا سلب المقتول [[وضع سيف المقتول والترس والمتاع والناقة ]]

هذا سلب المقتول اضعه بين يديك

فقال النبي صل اللهم عليه وسلم:_

يا ابابصير إني اذا خمسته [[ اي اعتبرته غنيمة ]] رأوني قريش لم اوفي لهم بالذي عاهدتهم عليه

ولكن شأنك بسلب صاحبك ، اذهب حيث شئت ، ولا تقم في المدينة

[[ الآن ما بقدر اجبرك ترجع لقريش لانك صرت مطلوب بدم ، وانا سلمتك وانتهت مهمتي ، والحق على قريش ما عرفوا يختاروا رجالهم ، اذهب واختر اي مكان اهرب فيه انت حر ولا تقيم في المدينة ]]

فقال أبو بصير:_ يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - ، أعطني رجالاً أفتح لك مكة

فالتفت النبي صل اللهم عليه وسلم لاصحابه

وقال :_ ويل أمه مسعر حرب ، لو كان معه رجال

[[ ويل أمه كلمة مدح عند العرب ، يعني ويل امه على هل الخلفة مخلفه رجل بكل بمعنى الكلمة ، مسعر حرب ، بيقدر يشعل حرب ويوقع فيهم الرعب ، بس لو كان مع رجال حوله ]]

سمع {{ ابو بصير }} العبارة

وفعلا هو ابو بصير [[ اسم على مسمى ، وهو صاحب بصيرة رضي الله عنه ، ففهم هذه العبارة وعاهد نفسه ان يكون كذلك ]]

رجال !!!

اقسم بالله العلي العظيم {{ إنهم رجال }} صدقوا ما عاهدوا الله عليه

وأنزل الله فيهم شهادة في نص قرآني يتلى الى قيام الساعة

{{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }}

فاستأذن {{ ابو بصير }} وودع النبي صل اللهم عليه وسلم والصحابة وخرج ، لا أحد يدري أين توجه ؟؟

________

اما الدليل {{ كوثر }} فأمنه النبي صل اللهم عليه وسلم مع رجلين من اصحابه ، حتى لا يعتدى عليه في الطريق حتى اوصلوه الى اطراف مكة ودخل وأخبر قريش بالذي حدث

فقام {{ سهيل بن عمرو }}

وقال :_ ماهذا الذي عاهدنا محمد - صل اللهم عليه وسلم - عليه ، لقد نقض محمداً - صل اللهم عليه وسلم - عهده !!!!

فقام له ابو سفيان

[[ ولأول مرة من بداية السيرة يقول ابو سفيان حقاً وصدقاً ويلهم رشداً ]]

فقال ابو سفيان :_ وما على محمد - صل اللهم عليه وسلم - ؟ !!! [[ ما علاقة محمد ]] - صل اللهم عليه وسلم -

اذ دفع صاحبكم الى رسلنا ، ولكن الرجل قد قتل صاحبكم ولم يكن بأذن محمد - صل اللهم عليه وسلم -

وهذا هو {{ كوثر }} يقول لكم لم يقبله في مدينته، بل اخرجه منها

فماذا تريدون من محمداً- صل اللهم عليه وسلم - اكثر من هذا ؟؟

فأسند {{ سهيل بن عمرو}} ظهره لباب الكعبة

وقال :_ ورب هذا البيت لا ارفع ظهري عن بابها حتى تدفع دية صاحبي

فقال له ابو سفيان :_ ومن يؤدي ديته لك ؟ !!

قال :_ انتم

قال :_ نحن لم نأمر بقتله ، ولم نختره رسولاً ، انت الذي اخترته !!

قال :_ إذن يؤديها محمد - صل اللهم عليه وسلم -

قال ابو سفيان :_ إنه للسفه [[ يعني انت سفيه ]] وما على محمد - صل اللهم عليه وسلم - من ديته ؟؟

وقد قتله رجل منا كان طريداً ، لم يقبله محمدا - صل اللهم عليه وسلم - في صحبه

ثم اخذ بمجامع ثياب {{سهيل }} وانتزعه عن الكعبة ، وأبعد ظهره عن بابها

وصرخ به و قال :_ اصرف عنا هذا البلاء

[[لا تدخلنا بمشاكل ]]

فلم تدفع دية القتيل لا من قريش ولا من النبي صل اللهم عليه وسلم

وارتضت قريش بما جرى ، ويكفيهم أن محمد صل اللهم عليه وسلم، قد سلمه ولم يقبله بين اصحابه في المدينة ، وففى بعهده

_______

وكان {{ ابو بصير }} قد اتجه واختار موقعا حساساً

[[ حتى يعمل فيه ، بنبؤة النبي صل اللهم عليه وسلم مسعر حرب لو كان معه رجال ]]

أتجه الى منطقة اسمها {{ العيص}}

على بعد{{ ٢٢٠ كم }} من المدينة ، وهي في طريق تجارة قريش الى الشام

وظل {{ أبو بصير }} في هذا المكان وكلما مرت به قافلة من {{ قريش }} اعترضها وقتل منها، وأخذ من غنائمها ما استطاع

وسمع به المسلمون المستضعفون في {{ مكة }}

وعرفوا مكانه

فأخذوا يهربون واحدا وراء الأخر ، ويتوجهون اليه

وكان ممن لحق به {{ أبو جندل }} الذي ذكرنا قصته

حتى تجمع مع {{ أبي بصير }}

وكانت مجموعة قوامها {{ ٧٠ رجلا }}

ولما حضر {{ ابوجندل }}

قال له ابو بصير :_ يا ابا جندل ، انت أميرنا ، وإمامنا ، نصلي ورائك ونقتدي بأمرك

[[ فشكلوا عصابة ]]

واخذوا يهاجمون قوافل {{ قريش }} التي تمر بهذه المنطقة وهي طريق تجارة قريش الرئيسي الى الشام

ما تحركت لقريش تجارة

إلا نهبوها ، ولا مر فيهم راكب إلا قتلوه

وسمع العرب بذلك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

16 Nov, 12:08


🔸🔸الحلقة السادسة والخمسون بعد المائة🔸🔸
********
السيرة النبوية العطرة
(( ردود فعل الصحابة رضوان الله عليهم على صلح الحديبية ))
________
ذكرنا بنود المعاهدة كانت أربعة بنود ، وكانت ثقيلة على نفوس المسلمين ..وكانت صيحات الصحابة
كيف نقبل هذه البنود وظاهرها جور في حقوق المسلمين
______
ولكن صلى الله على سيدنا محمد - صل اللهم عليه وسلم - {{ المؤيد }} من السماء ..وهل كانت بيعة الرضوان تحت الشجرة {{ بيعة الموت }} التي ذكرها الله في القران حتى لا يختلف عليها اثنان هل كانت إلا بأمر من الله عز وجل ؟؟
التي أثبت الله يده في البيعة فقال جل في علاه
{{ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ }}
فالنبي صل اللهم عليه وسلم لا يختار إلا ما يرضي الله
وهو الذي قال عندما بركت ناقته القصواء قال :_والذي نفسي بيده
وكأنه يقول {{والله العظيم }} ولكن كان قسمه هكذا دائماً إظهاراً للعبودية {{ والذي نفسي بيده ، لا تدعوني قريش اليوم الى خطَّة ، تعظم فيها حرمات الله إلا أجبتها }}
________
فكانت البنود كما قلنا لم ترضي أحد من الصحابة
ولم تكن بوحي من الله ، فسورة الفتح نزلت فيما بعد
ولكن النبي صل اللهم عليه وسلم قبلها ..عند البند الاول
صاح الصحابة..انرجع الى مكة هذا العام ؟؟ ونحن محرمون وهدينا مقلد ومشعر لا ندخل ولا ننحر ؟؟ !!! ]]
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم:_ يا سهيل وما عليكم لو خليتم بيننا و بين البيت ساعة من نهار ، فنطوف بالبيت وننحر هدينا ؟؟
قال :_ سهيل لا تتحدث العرب أنَّ أخذنا ضغطَّة[[ يعني انضغطنا غصب من عنا ]] ترجع هذا العام بلا عمرة وتعود في العام القادم
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم لعلي :_اكتب
[[ فهذا الذي افقد الصحابة صوابهم كيف نرجع والنبي - صل اللهم عليه وسلم - قد رأى في منامه اننا ندخل البيت آمنين ومحلقين ومقصرين والآن يوقع على بند على ان لا ندخل ؟ !!!! ]]
والنبي- صل اللهم عليه وسلم - يشير لهم بيده أن اصمتوا
فقام عمر وارتفع صوته بين يدي النبي صل اللهم عليه وسلم
كيف نرجع محرمين ؟ !!! فقام له ابو عبيدة بن الجراح
قال :_ يا عمر !!!! أيرضى رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - وتأبى ؟ !!
أتهم رأيك يا عمر واسمع ..فجلس عمر ولكن على غير رضا
وعند {{ البند الرابع}}
أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش، ولا تعيد قريش من ارتد من المسلمين الى المدينة
[[ أثار البند الأخير استياء وغضب ومعارضة جميع الصحابة تقريبا ]]
والسبب أن النبي صل اللهم عليه وسلم،لم يتمسك بأن تكون المعاملة بالمثل فتقوم قريش برد من ارتد من المسلمين الى المدينة
ولكن النبي صل اللهم عليه وسلم كان لا يريد في الصف الإسلامي الا المؤمنين فقط ووجود غير المؤمنين في المدينة يضعف المسلمين ويمكن أن يكون عينا لقريش
وقد أوضح صل اللهم عليه وسلم، وجهة نظره تلك للصحابة فقال لهم: - إن من ذهب منا إليهم [[ اي ارتد عن الاسلام ورجع ]] فأبعده الله [[ يعني الذي يترك الإسلام ويرتد ويعود إلى المشركين أبعده الله، ولا نريده ارتحنا منه ومن نفاقه]] - ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجاً ومخرجاً [[ يعني سيكون هناك حل قريب لمشكلة هؤلاء نتيجة بنود صلح الحديبية، وهذا ما حدث بالفعل حيث تم فتح مكة بعد ذلك بعامين فقط ]]
وهكذا لم يكن عند الصحابة بُعد النظر التي كانت عند النبي صل اللهم عليه وسلم[[ وأثار هذا البند كما ذكرنا غضب المسلمين واستيائهم ]]
________
وبعد أن تم الإتفاق على بنود الصلح وقبل أن يتم توقيع المعاهدة
بين النبي صل اللهم عليه وسلم و {{ سهيل بن عمرو }}
حدث أمر لم يكن متوقعاً ، زاد من هم الصحابة وكربهم [[ يعني بلغتنا ، زاد الطينة بلة ]]
عندما أرادوا التوقيع سمعوا ضجة في صفوف الناس
فقام الرجال ينظرون فقال النبي صل اللهم عليه وسلم لمن حوله :_ ما الأمر ؟؟ واذا هو رجل من قريش
مقبل عليهم مسلماً ، و كان مستضعفاً في مكة حبسته قريش
اسمه {{ أبو جندل }} اتعرفون من هو {{ ابو جندل }} هذا ؟؟
هو ابن {{ سهيل بن عمرو }}
[[ نعم هو ابن {{ سهيل }} الذي يكتب المعاهدة الآن مع النبي صل اللهم عليه وسلم]]
كان {{ ابو جندل }} قد أسلم وكان أبوه {{ سهيل بن عمرو }} قد قيده وحبسه في بيته حتى لا يهاجر الى المسلمين في المدينة
وكان أبوه {{ سهيل }} يشرف عليه كل يوم حتى لا يتضامن ويتعاطف عليه احد من الناس
وبخروج ابوه {{ سهيل }} من مكة للمفاوضة كانت له فرصة

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

16 Nov, 12:08


بنقول مثل المضروب على راسه ، كانوا يحلمون بالطواف حول الكعبة والعمرة ، وحادثة ابو جندل وكيف ضربه ابوه وارجعه لمكة وبنود الاتفاق جعل من الصحابة مذهولين لا يسمعون ]] وسيأتي بيان ذلك
_________
أمر الرسول صل اللهم عليه وسلم، الصحابة بالنحر فما قام منهم أحد
فتركهم ودخل خيمة السيدة {{ ام سلمة ام المؤمنين رضي الله عنها }} وكانت تصحبه في هذه الرحلة
فلما دخل كان مغضباً
وكان اذا غضب عرف ذلك الغضب في وجهه
[[ تحمر عيناه ، ويسطع وجهه نوراً ، وتحمر وجنتيه ، كأنه فقئ في وجهه حب الرمان ، اي نور وجهه مع بياضه منقط باللون الاحمر صل اللهم عليه وسلم]]
فدخل خيمته
وهو يقول :_ إنا لله وإنا إليه راجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله
فقالت ام سلمة :_ بأبي وأمي أنت ما الأمر ؟ !!
قال :_ هلك المسلمين
قالت :_ وما اهلكهم ؟
قال :_ أمرتهم فلم يأتمروا ، أخاطبهم وهم ينظرون الى وجهي ويسمعون كلامي فلا يقوم منهم احد
فقالت أم سلمة رضي الله عنها
[[ لتسمع نساء اليوم عن ام سلمة وتعرف اين مكانة المرأة في الاسلام وكيف يأخذ النبي - صل اللهم عليه وسلم - برأيها ، اسمعوا كلام المسلمة اذا نطق لسانها بالحكمة ]]
قالت ام سلمة بكل هدوء وأدب
قالت :_ بأبي وأمي انت يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، إنك تعلم كم حمَّلت أصحابك في هذا الصلح فوق ما يطيقون ، او كانوا يريدون فكأنما اصابهم {{ الذهول }} فلم يسمعوا قولك
[[ هل كانت ام سلمة اعلم من النبي- صل اللهم عليه وسلم - واعقل ؟؟ معاذ الله
ولكن حكمة الله ليثبت منذ ذاك الزمن ، وقبل ان يعرف الشرق والغرب الحضارة وحقوق المرأة ، اين مكانة المرأة ؟؟ وعند رسول الاسلام ، النبي - صل اللهم عليه وسلم - يصغي إليها ويسمع ما دامت تقول حقا ]]
قالت :_ إن شئت أن لا يتأخر عنك أحد ، ولا يخالفك ، فأخرج انت بأبي وأمي فأنحر هديك ، واحلق راسك ، دون أن تكلمهم فوالذي بعثك بالحق لن يتخلف عنك واحد
فجلس النبي صل اللهم عليه وسلم، حتى زالت معالم الغضب من وجهه
ثم اضطبع برداءه [[ والاضطبع يعرفه الحاج والمعتمر ان يكشف كتفه الايمن فيجمع طرفي ردائه على كتفه الشمال ]]
فاضطبع بردائه ثم خرج
ثم جاء الى حربة مركوزة امام خيمته ، فأخذها وتوجه
صامتاً لم يكلم أحدا ، الى هديه لينحر
ثم قال بأعلى صوته والصحابة يسمعون
:_ بسم الله ، الله اكبر
فلما رأوه الصحابة ، وثبوا من مكانهم مسرعين حتى ركب بعضهم فوق بعض وهم يقولون :_ الله اكبر ، رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ينحر ونحن جلوس ؟
ودعا حالقه فحلق له ، وحلق الصحابة
يقول راوي الحديث
:_ حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً
[[ يعني كان كل واحد من الصحابة يحلق للآخر ، نفوسهم مضطربة وهم في غم وغضب ، لدرجة أنهم كادوا يصيبون بعضهم بعضا وهم يحلقون ]] انتهت هذه الأزمة الكبيرة والمؤقتة بفضل الله عزوجل
ثم حكمة أمنا السيدة [[ أم سلمة ]] زوجة النبي صل اللهم عليه وسلم
هم كما قلت لكم ، لم يخالفوا النبي صل اللهم عليه وسلم
ولكان كما قالت ام سلمة للنبي - صل اللهم عليه وسلم -
{{ فكأنما اصابهم الذهول فلم يسمعوا قولك }}
______
ومن هنا جاء {{ حكم المحصر }}
فكما قلنا أن المسلمين قد أحرموا من {{ ذي الحليفة}} وساقوا معهم عدد كبير من الهدي ..و الهدي هو ما يهدى من الأنعام إلى الحرم تقرباً إلى الله تعالى ..وهو مستحب وليس فرضا للمعتمر
والذي يذهب لأداء العمرة ثم لا يستطيع أن يدخل مكة
لأي سبب يقال عنه أنه {{محصر }} وينبغي عليه في تلك الحالة أن ينحر الهدي ويتحلل من احرامه ، في المكان الذي احصر فيه ، وقد وقع اجره على الله تعتبر له عمرة واذا كان حاجاً يعتبر له قد حج
________
تم الصلح ونحر الهدي وتحللوا ، ولكن نفوس الصحابة لم تطب بعد وعلى رأسهم {{ عمر بن الخطاب }} رضي الله عنه
وكلنا نعرف من عمر ، والنبي صلى عليه وسلم يثني على عمر ، ويقول :_ إن الشيطان ليهابك يا عمر وسماه المحدث الملهم
قال :_ لقد كان فيمن قبلكم من الأمم محدثون [[ اي ملهمون من قبل الله ]] ان يكن في امتي فعمر ..فكان ينطق بالصواب
لكنه ليس بمعصوم حتى نعلم ان {{ العصمة لا تكون الا لنبي }}
عمر لم يعجبه هذا الصلح ..الى من يفشي سره وعدم رضاه ؟؟
لم يثق الا بأبي بكر الصديق ..فدخل على ابي بكر في خيمته
وقال :_ يا ابا بكر ، ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟
قال :_ بلى
قال :_ أليس نبينا - صل اللهم عليه وسلم - نبياً حقاً ؟
قال :_ بلى
قال :_ أليس ما ينطق عن الهوى ؟؟
قال :_ بلى
قال :_ ألم يخبرنا في المدينة ، أننا ندخل البيت مطمئنين محلقين ومقصرين
قال:_ بلى
قال :_ فلما لم يتم ذلك ؟؟

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

16 Nov, 12:08


واستطاع {{ أبو جندل }} أن يهرب من بيت أبيه
ووصل لمعسكر المسلمين بالحديبية وهو مقيد بالأغلال ، لان مفتاح القيد كان مع ابوه {{سهيل بن عمرو }} الذي جالس يتفاوض مع النبي - صل اللهم عليه وسلم -وكان ابو جندل يسير ، ويرسف في أغلاله [[ يجر جنازير القيد ]] يرسف في اغلاله
فجاء به الصحابة لمجلس النبي صل اللهم عليه وسلم
_________
وعندما رآه أبوه {{ سهيل بن عمرو }} وثب قائماً [[ لانه ابنه ]]
قال يا محمد - صل اللهم عليه وسلم -:_ هذا أول ما أقاضيك عليه {{ ابو جندل }} على أن ترده الساعة معي [[ الآن يرجع معي لمكة ]]
والصحابة ينظرون ، ومضطربه قلوبهم من هذه المعاهدة
فأراد الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم أن يتدارك هذا الموقف
[[ يا حبيبي يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - كم تحملت من اعباء من اجلنا ]] فحاول صل اللهم عليه وسلم، أن يجد مخرجا لهذا الموقف الحرج
فقال النبي :_ يا سهيل أننا لم نوقع الكتاب بعد ، فأعتبره سابقاً لها
قال :_ لا ، و والله يا محمد - صل اللهم عليه وسلم - لا أقاضيك على شيء أبداً [[ يعني انا اذا ما اخذت معي {{ أبو جندل }} ورجعته لمكة لن يكون هناك صلح ]]
فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم:_ اذن فأجزه لي
[[ يعني اعطه لي كرماً منك ]]
قال سهيل:_ما أنا بمجيزه لك
فقال صل اللهم عليه وسلم:_ بلى تفعل يا سهيل
قال سهيل:- ما أنا بفاعل [[ قال له النبي - صل اللهم عليه وسلم - بل تفعل لان النبي صل اللهم عليه وسلم يعرف معدن الرجال ويعلم ان سهيل رغم كفره رجل حيي يعني بيستحي ، وعند فتح مكة قال لأصحابه اذا رأيتم سهيل بن عمرو لا تحدوا النظر في وجهه لأنه رجل حيي ، وقد اسلم بعد فتح مكة رضي الله عنه واصبح من صفوف الصحابة ولكن في هذا الموقف لم يقبل سهيل لان القضية تتعلق بابنه ولم يكتف سهيل بن عمرو بذلك بل قام يضرب ابنه ضربا شديدا
والمسلمون يشاهدون كل ذلك ولا يستطيعون أن يفعلوا شيئا لأبو جندل ..ومما زاد من ألم المسلمين أكثر وأكثر أن {{ أبو جندل}} أخذ يستغيث بالمسلمين وأخذ يصيح بأعلى صوته
:- يا معشر المسلمين ! يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
أأرد إلى المشركين يفتنونني في ديني؟!
فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم:_ إنا عقدنا بيننا وبين القوم عهدا ، وإنا لا نغدر بهم ..يا أبا جندل اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجاً ومخرجاً
[[ كان هذا الموقف شديد الصعوبة على النبي - صل اللهم عليه وسلم - وعلى جميع المسلمين، ولكن لم يكن أمام الرسول صل اللهم عليه وسلم، إلا أن يتصرف هكذا لأن هناك معاهدة، والمسلمون لا ينقضون عهودهم أبدا ]]
_________
ومن شدة تأثر المسلمين بهذا الموقف، ومن شدة اعتراضهم وعدم موافقتهم على هذا البند من الصلح قام {{ عمر بن الخطاب }} الفاروق رضي الله عنه لم يتحمل هذا الموقف حين رأى {{ أبو جندل }} يضربه أبوه ..والنبي صل اللهم عليه وسلم يرفض أن يأخذ {{ ابو جندل }} في صفوف المسلمين عملا ببنود المعاهدة
فقام {{ عمر بن الخطاب }} واقترب من {{ أبي جندل }} وأخذ يقرب منه مقبض السيف [[حتى يأخذ السيف {{ أبو جندل }} منه ويقتل أبوه ]] اقترب منه وخاطبه
وقال له:_ اصبر يا أبا جندل فإنما هم المشركون،
[[ يتكلم معه عمر ويقرب له مقبض السيف يعني خذه اقطع رقبته ]]
يقول عمر :_ رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه
_________
وتم توقيع الصلح وأخذ سهيل ابنه {{ ابو جندل }} وكتاب الصلح نسخة ومع النبي صل اللهم عليه وسلم نسخة
و انصرف {{ سهيل بن عمر }} بابنه المسلم {{أبو جندل }} وساد الحزن والكآبة على وجوه الصحابة
ورأى النبي صل اللهم عليه وسلم، ما على وجه أصحابه من كدر ، وقهر ، وكآبة ، وثقل هذه المعاهدة على نفوسهم
فقال :_ قوموا الى هديكم فأنحروا ، واحلقوا رؤوسكم ، يرحمكم الله
[[ كما جاء في البخاري ]]
فوالله ما قام رجل واحد الى هديه ونحر
فنظر النبي صل اللهم عليه وسلم الى وجوههم
وقال :_ قوموا الى هديكم فأنحروا واحلقوا رؤوسكم يرحمكم الله
للمرة الثانية ..فوالله ما قام رجل واحد [[وذلك من ثقل الموقف ]]
فقال للمرة الثالثة ..ألا تسمعون ؟!!
قوموا الى هديكم فأنحروا واحلقوا رؤوسكم
يقول الصحابة.. فوالله ما قام رجل واحد
فتركهم النبي صل اللهم عليه وسلم، خشية ان يبقوا مخالفين فينزل غضب الله عليهم
_________
ملاحظة
الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، لم يستجيبوا للنبي صل اللهم عليه وسلم ليس عصيان ، كما تناولته بعض كتب السيرة
حال الصحابة بعد توقيع هذا الصلح كانوا مذهولين
[[ يعني مثل ما نحكي اليوم عن انسان صابه الحزن والكآبة

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

16 Nov, 12:08


{{فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }}
فبشر الله نبيه والمؤمنين بفتحين وليس فتح واحد
لأن لو دخلوا الآن هل يكونون آمنين على انفسهم؟؟
قد يكونون بالطواف فتغدر بهم قريش ، ويحيطون بهم ويقتلونهم
اذن لن يكونوا آمنين والله يريد ان يكونو اآمنين {{ لَا تَخَافُونَ }}
كانوا الصحابة خايفين على المدينة في غيابهم من غزو {{ يهود خيبر }} على المدينة فأكثر المقاتلين الآن مع رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -فكانوا في طريقهم للعمرة وقلوبهم على اهلهم في المدينة {{ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا }} اي كانت يهود خيبر تريد غزو المدينة
{{ فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }} حتي ما تضيعوا وقتكم وترجعوا فوراً للمدينة ، لتقضوا على يهود خيبر الذين كانوا يكيدون للمسلمين وغزو المدينة {{فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }}
اي سترجعون للمدينة الآن وتفتحون خيبر فكان هذا الفتح القريب ، بشرهم الله بفتح خيبر ..ويأتي بعده الفتح الثاني وهو فتح مكة
قرأ النبي الايات وسمعها عمر وحمد الله
ان ليس فيها ادنى اشارة لموقفه ، وليس فيها طعن ولا لمز له
ومع ذلك كله مازال عمر يخاف ذلك اليوم
الذي علا فيه صوته بين يدي النبي صل اللهم عليه وسلم، حتى وهو على فراش الموت يسأل حذيفة بن اليمان [[ حافظ سر النبي الذي اخبره النبي صل اللهم عليه وسلم عن اسماء المنافقين ]]
يبكي عمر قبل موته ويقول لحذيفة :_ أنشدك الله يا حذيفة هل ذكر رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - اسمي في المنافقين
ويضع خده على التراب وهو في النزع ، ويمرغ خده بالتراب
وهو يقول :_ ويلٌ لعمر إن لم يغفر له رب عمر
رضي الله عنه وارضاه
______
كيف كان هذا الصلح وبالاً على قريش ، ماذا حدث بعدها
هذا ما سنعرفه بالاجزاء القادمة ان شآء الله.
يتبع بإذن الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

16 Nov, 12:08


فقال ابو بكر :_ يا عمر إنه رسول الله حقاً - صل اللهم عليه وسلم - ، فألزم غرزه حتى تموت [[اي موضع قدمه ]] واتهم نفسك ورأيك
ثم لا والله لا أدعك ياعمر حتى تقوم معي الآن [[ واخذ بمجامع ثوبه ]] حتى تقوم معي الآن وأجلسك بين يدي رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - وتسمعه ما أسمعتني
[[ ارايتم صدق الصحابة مافي طعن بالظهر مش لما طلع عمر كتب فيه تقرير سري للغاية ، لا قوم معي ندخل على النبي - صل اللهم عليه وسلم - وسمعه اللي حكيته الآن ]]
فأخذه بمجامع ثوبه ، ودخل به على خيمة النبي صل اللهم عليه وسلم وقال :_ يارسول الله بأبي انت وأمي اسمع ما يقول عمر ؟؟
وسكت ابو بكر ..
فأعاد عمر العبارات نفسها
فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم:_ والله اني رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ولست أعصيه وهو ناصري ، لقد اخبرتك أن ندخل البيت محلقين ومقصرين
ثم اخذ النبي صل اللهم عليه وسلم بمجامع ثياب عمر وجذبه إليه
وقال :_ أقلت لك أنك تأتيه هذا العام ؟؟
قال :_لا
فقال له النبي:_ فإنك آتيه ومتطوف به ان شاء الله
فسكت عمر ، وأتهم نفسه ورأيه ، ورضي برأي النبي صل اللهم عليه وسلم ..وفي الطريق الى المدينة نزلت على النبي صل اللهم عليه وسلم{{ سورة الفتح }} فإذا بالصحابة بالطريق يصيحون
:_ يوحى الى النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، يوحى الى النبي - صل اللهم عليه وسلم -وكيف علموا أنه يوحى إليه ؟؟
من ثقل الوحي ، كانت ناقة النبي صل اللهم عليه وسلم{{ القصواء }}
عندما يتنزل الوحي عليه وهو راكب على ظهرها
لا تستطيع السير تثقل حركتها
كيف لما تشوف ناقة في فيديو بتمشي ، وتضع الفيديو على العرض البطيء ، تحرك رجلها بثقل وتضعها على الارض بثقل
هكذا القصواء تصبح ..فإذا أشتد الوحي تودد ساقيها على الارض
[[ اي تتوقف وتشد رجليها لتتحمل الثقل ]]
ثم إذا اشتد الوحي ، لا تقوى على الوقوف فتبرك على الارض
وتحك بكُلكالها الأرض [[ أي رقبتها من الاسفل تحركها على التراب على الارض يمين وشمال كأنها تحفر الارض كأنها تريد ان تنزرع في الارض ، من شدة ثقل الوحي ]]
قال تعالى {{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا }}
وقال تعالى {{ (لَوْ أَنـزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّه }} ونبينا وحبيبنا صل اللهم عليه وسلم على ظهرها ، يتحمل ما لا تتحمله الجبال ، فكان اقوى من الجبال على تحمل الوحي ..فلذلك عندما رأوا معالم الناقة
قالوا :_ رسول الله يوحى إليه - صل اللهم عليه وسلم -
_______
يقول عمر رضي الله عنه وأرضاه ، في تلك اللحظة
اسمعوا ماذا قال عمر ..حتى لا يغتر انسان بنفسه
بصلاته ، بعلمه ، بلحيته ، بأذكاره ، بمتابعيه ، بكثرة الناس حوله لأستماع كلامه ، ويعتقد بنفسه انه مثل الصحابة ..اسمعوا كيف لا يركن الانسان الى نفسه ابدا.. اسمعوا ماذا قال عندما صاح الناس رسول الله يوحى إليه - صل اللهم عليه وسلم
يقول عمر وهو راوي الحديث
قال :_ فأحسست أن قلبي يخرج من حلقي
وقلت {{ ويل أمك يا عمر }} لقد أنزل الله بك قرآن يتلى الى قيام الساعة
من انت ياعمر حتى تخالف رأي النبي صلى الله عليه وسلم؟؟ - صل اللهم عليه وسلم -وقلت :_ فتح لي باب من النفاق
فمازال الناس ينادون
يوحى لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، يوحى لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم - حتى سمعت صوتاً ينادي
أين عمر ؟؟ أين عمر ؟؟
أجب رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - يا عمر [[ وقد توقف الناس ونزلوا عن رواحلهم ]]
فبكى عمر
يقول عمر :_ فوالله ما حملتني رجلاي
وقلت {{ ليت امك لم تلدك يا عمر ، ليت امك لم تلدك يا عمر }}
فمشيت الهوينة حتى أتيت النبي صل اللهم عليه وسلم فرأيت وجهه مشرقاً ليس به علامات الغضب ..فنظر إلي وأبتسم
وقال لي :_ أقبل يا عمر
قال :_ فأقبلت
فقال لي :_ لقد انزل الله علي سورة هذه الساعة احب إلي من الدنيا وما فيها ، وأحب الي مما طلعت عليه الشمس
وعندما تلاها علي جبريل قال لي هنيئاً لك يا محمد - صل اللهم عليه وسلم -
فقلت له :_ هنيئاً لك يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
فقرأ عليهم النبي صل اللهم عليه وسلم سورة الفتح
{{ انا فتحنا لك فتحًا مبينا }}
[[ اقرأوا سورة الفتح من القرآن ]]
الى ان وصل لقوله تعالى
{{ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }}
انت بتقول يا عمر رأيت واخبرتنا ليه ما دخلنا ؟؟
ستدخل
{{لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ }} انا الله أؤيد رؤيا النبي - صل اللهم عليه وسلم - ورؤياه حق وصدق من الله

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

16 Nov, 12:08


وقال:_ يا علي اين هذه الكلمة ، أرني مكانها ؟
فأشار له {{علي }} على مكان الكلمة ، فمحاها النبي صل اللهم عليه وسلم بنفسه [[ هذا الموقف يدل على مرونة الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم لأن الأمور التي اعترض عليها {{سهيل بن عمرو}} أمور شكلية ، وليست هناك مخالفة شرعية في عبارة {{باسمك اللهم }} ولا هناك مخالفة في كلمة محمد بن عبد الله والنبي صل اللهم عليه وسلم يريد أن يمرر المعاهدة لأن فيها صالح المسلمين، وهي نصر وفتح للمسلمين، ولو توقف أمام هذه الأمور الشكلية تحت أي دعوى مثل المحافظة على كرامة المسلمين أو غير ذلك ، فلن يكون هناك معاهدة ، ولسارت الأحداث في اتجاهات أخرى غير التي خطط لها النبي صل اللهم عليه وسلم]]
فمحاها النبي - صل اللهم عليه وسلم - بنفسه
وقال :_ اكتب يا علي هذا ما تصالح عليه { محمد بن عبد الله } مع { سهيل بن عمرو }ثم نظر النبي صل اللهم عليه وسلم الى علي
وقال : يا علي والذي نفسي بيده لتعطينا من نفسك مثلها يوماً وانت على الحق [[ اي سيكون لك يا علي نفس هذا الموقف وانت على الحق ]] ومضت الايام وانتقل الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم الى الرفيق الاعلى ومضت خلافة ابو بكر الصديق ، و الفاروق ، وذو النورين حتى جاءت خلافة {{ علي }} رضي الله عنه
و وقع الخلاف مع معاوية ، واشتد القتال حتى وصلوا لطاولة {{ التفاوض}} فجاء الى علي رضي الله عنه {{ عمرو بن العاص }} للمفاوضة يمثل {{ معاوية بن ابي سفيان }}
فعندما أرادوا أن يكتبوا الصلح
قال علي للكاتب :_ اكتب ..هذا ما تصالح عليه {{امير المؤمنين علي بن ابي طالب }} مع {{معاوية بن ابي سفيان }}
فقال عمرو بن العاص :_ لا والله لو كنا نعلم انك اميراً للمؤمنين ما قاتلناك ..بل اكتب هذا ماتصالح عليه {{علي بن ابي طالب }} مع {{ معاوية بني ابي سفيان }}
فبكى علي رضي الله عنه ،وجهش بالبكاء وهو يقول
{{ اشهد أن لا إله إلا الله ، واشهد ان محمدا رسول الله }} - صل اللهم عليه وسلم -وقال علي للكاتب :_ اكتب كما يريد
والله لقد قالها لي النبي صل اللهم عليه وسلم ونحن في الحديبية
اي نبؤة هذه ؟؟
ولماذا اركز على هذه النبؤات في السيرة ؟؟
ليعلم من يتابع السيرة أن نبؤات النبي صل اللهم عليه وسلم كلها حق
وكل كلمة قالها - صل اللهم عليه وسلم - {{ وما ينطق عن الهوى }} ولا بد أن تكون حتى لا ييأس الغرباء في هذا الزمن
حتى يعلم المستضعفين ان الله سينصرهم ويثبت اقدامهم
بعد كتابة المعاهدة كان هناك ردود فعل من الصحابة
يتبع بإذن الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

16 Nov, 12:08


🔸🔸الحلقة الخامسة والخمسون بعد المائة🔸🔸
********
السيرة النبوية العطرة
(( بنود صلح الحديبية ))
_______
بايع الصحابة الكرام رضوان الله عليهم النبي صل اللهم عليه وسلم تحت الشجرة {{ بيعة الرضوان }}
و وصل الخبر لقريش ، أن اصحاب محمد صل اللهم عليه وسلم قد بايعوه على {{ الموت }}
فأصاب قريش الرعب ، والخوف والهلع ، من هذه البيعة
فقالوا لعثمان رضي الله عنه :_ انطلق وقل لمحمد - صل اللهم عليه وسلم - أن قريش وافقت على الصلح
________
وأرسلت قريش {{ سهيل بن عمرو }} وهو شخصية هادئة طيبة
فلما قدم {{ سهيل }} ومعه رجال من قريش ورآه النبي صل اللهم عليه وسلم من بعيد قال لأصحابه :_ قد سهل لكم أمركم ، ما أرسلت قريش هذا إلا لأنهم يريدون الصلح
___________
[[ لم يقل صل اللهم عليه وسلم هذا الوصف عن سهيل نبؤة فقط ، فالنبؤة هي تاج الأمر ، ولكن ايضاً فراسة وفطانة و عقل راجح عند النبي صل اللهم عليه وسلم]]
_______
فقدم سهيل مع رجال من قريش ، فسلم وجلس الى النبي صل اللهم عليه وسلم فقال :_ يا محمد- صل اللهم عليه وسلم - إن قريش قد أرسلتني إليك أمثلهم فأعطيك وأخذ منك
أما الأولى يا محمد - صل اللهم عليه وسلم - هي :-
______
{{ البند الأول }}
أن يرجع المسلمون ولا يدخلون مكة لأداء العمرة هذا العام ولا تدخل عليهم عنوة أبدا ترجع الى بلدك [[ أي المدينة ]]
فصاح أصحاب النبي صل اللهم عليه وسلم
وقالوا :_ بلدنا وبلد رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - هي مكة !!
فأشار إليهم النبي صل اللهم عليه وسلمأن اسكتوا ، فسكتوا
فأكمل سهيل : ترجع الى بلدك هذا العام لا تدخلها ، على أن يأتوا العام القادم لأداء العمرة فيدخلون مكة بسيوفهم فقط ، والسيوف في القرب [[ أي في اغمادها ]] ويظلون في مكة ثلاثة ايام فقط، ثم يخرجوا منها بعد ذلك وتترك قريش لهم مكة هذه الأيام الثلاثة
لا يشارككم بها احد من قريش .
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم:_ رضينا
____
{{ البند الثاني }}
وضع الحرب بين المسلمين وبين قريش عشر سنين
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم:_ رضينا
____
{{ البند الثالث }}
للعرب الخيار من أحب أن يدخل في عقد محمد- صل اللهم عليه وسلم - [[ اي دينك ]] وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم:_ رضينا
___
{{البند الرابع }}
من جاءك من قريش مسلماً بدون أذن وليه ترده إلينا
ومن جاءنا من اصحابك مرتداً ،بأذن وبغير أذن لا نرده إليك
[[ أي أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش، ولا تعيد قريش من ارتد من المسلمين الى المدينة ]]
فصاح اصحاب النبي
لا نعطي الدنية في ديننا والله ، ونحن على الحق وأنتم على الباطل
فأشار النبي صل اللهم عليه وسلم إليهم بيده ان اسكتوا فسكتوا
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم:_ رضينا
________
لنقف مع هذه البنود نعلق عليها بأختصار
{{البند الأول }} وكان هذا ، هو أهم بند عند قريش
ألا يدخل المسلمون لأداء العمرة لماذا ؟
لأن دخول المسلمين لأداء العمرة [[من وجهة نظرهم ]] سيهز هيبتهم ، ويحط كبريائهم في الجزيرة العربية
_______
{{البند الثاني }} وضع الحرب بين المسلمين وبين قريش عشر سنين
وهذا البند في صالح المسلمين ، لماذا ؟؟
لأنه سيتيح للمسلمين التفرغ لبناء دولتهم ، والتفرغ للدعوة ولأن الدعوة في حالة الأمان أفضل من الدعوة في حالة الحرب
وأيضا لإعطاء فرصة للمسملين ، لمحاربة عدوهم الثاني في الجزيرة العربية بعد قريش وهم اليهود وهذا ما حدث بالفعل بعد الحديبية أن توجه المسلمون لحرب اليهود في {{ خيبر }}
ولم يكن هذا البند في صالح قريش الا في جانب واحد فقط، وهو فك الحصار الإقتصادي الذي كان يفرضه النبي صل اللهم عليه وسلم على قريش ، وهو جانب مادي بحت لن يفيد قريش كثيرا
______
{{ البند الثالث }} من أحب أن يدخل في عقد محمد - صل اللهم عليه وسلم - وعهده دخل فيه ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ..وهذا البند في صالح المسلمين لماذا ؟؟
لأن قريش كما قلت لكم من قبل كانت من أقوى قبائل الجزيرة
وجميع القبائل في الجزيرة لها مصالح اقتصادية وغير اقتصادية مع قريش .. فكانت قريش تمنع القبائل من الدخول في حلف مع النبي صل اللهم عليه وسلم ..ولذلك بعد هذه المعاهدة دخلت الكثير من القبائل في حلف مع النبي صل اللهم عليه وسلم
و أولهم كانت قبيلة {{ خزاعة }} كانت من القبائل الكبيرة في الجزيرة ، فبعد هذه المعاهدة قامت خزاعة ودخلت في الاسلام

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

16 Nov, 12:08


_______
{{ البند الرابع }} أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش، ولا تعيد قريش من ارتد من المسلمين الى المدينة
الجزء الثاني من هذا البند
لا يضر المسلمين في شيء ، بل على العكس هو في صالح الدولة الإسلامية لأن المسلمين لا يريدون في الصف الإسلامي الا المؤمنين فقط ، ووجود غير المؤمنين في المدينة يضعف المسلمين ويمكن أن يكون عيناً لقريش ..أما الجزء الأول من البند وهو أن
{{يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش }} فقد اثار ذلك اعتراض كل الصحابة تقريبا ، ووجدوا فيه ظلما للمسلمين
وتحدث {{ عمر بن الخطاب }} الى النبي صل اللهم عليه وسلم
وقال: _يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - لم نعطِ الدنية في ديننا ؟؟ [[لأن الطبيعي أن تكون المعاملة بالمثل فلا يعيد المسلمون كذلك من أسلم من أهل مكة الى قريش ]] ولكن النبي صل اللهم عليه وسلم أراد أن يعطي قريش في هذه المعاهدة شيئاً مقابل أشياء كثيرة أخذها منهم [[ وطالما هناك تفاوض ومعاهدة فلابد أن تأخذ شيئا وتعطي شيئًا، والا فما معنى التفاوض ]]
وحقيقةً قريش لم تستفد من هذا البند شيئا لأن بعد الصلح ، ومع أول حالة كان هناك {{ امرأة }} اسلمت وتركت مكة وهاجرت الى المدينة فنزلت آية ألغت هذا البند بالنسبة للنساء
قال تعالى في سورة الممتحنة
{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ۚ ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }}
ثم يقول تعالى {{ وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ }} هذا البند كان بالنسبة للرجال و لم تستفيد منه قريش
وسنرى كيف بعد فترة انقلب هذا البند ضد قريش ، و كان وبالاً عليها
______
اذن كانت المعاهدة في {{ صالح المسلمين }} ولم يصل المسلمون الى ذلك الا بعد {{ ٦سنوات كاملة }} هي عمر الدولة الإسلامية ، قدم فيها المسلمون كثير من التضحيات والدماء والشهداء
_______
بعد أن تم الإتفاق بين الطرفين بدأ كتابة بنود هذا الإتفاق في صحيفة يوقع عليها الطرفان فقال سهيل :_ اكتب هذا يا محمد - صل اللهم عليه وسلم - ، وليشهد عليه رجال من صحبك ورجال من صحبنا
[[ النبي صل اللهم عليه وسلم، أمي لا يعرف القراءة والكتابة كما كان أغلب العرب، وهذا لتمام معجزة القرآن العظيم ، وقد شرحنا سابقا.
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم:_ ادنو يا علي واكتب
فكان الذي يكتب المعاهدة هو {{ علي بن أبي طالب }} والرسول صل اللهم عليه وسلم هو الذي يملي عليه الكلمات
[[ وهذه اشارة قوية الى أن اليد العليا في المعاهدة كانت للمسلمين، لأنهم هم الذين يملون المعاهدة ويكتبوها ]]
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم اكتب يا علي {{ بسم الله الرحمن الرحيم }} فنهض سهيل و وقف
وقال :_ ومن الرحمن الرحيم هذا ؟؟ فوالله ما ندري ما هو !! اكتب ما نعرفه نحن {{ باسمك اللهم }}
فقال الرسول صل اللهم عليه وسلم:_ نعم
وقال لعلي :_ امُحها يا علي واكتب باسمك اللهم
فكتب علي بأسمك اللهم
ثم قال النبي صل اللهم عليه وسلم:_ اكتب يا علي
- هذا ما تصالح عليه {{ محمد رسول الله }} - صل اللهم عليه وسلم -
فاستوقفه {{ سهيل }} مرة أخرى
وقال: _ يا محمد - صل اللهم عليه وسلم - لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب هذا ما تصالح عليه
{{محمد بن عبد الله }} مع {{ سهيل بن عمرو}}
[[ يعني كيف نكتب في صحيفة أنك رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ونوقع عليها، ونحن لا نعترف بنبوتك ونقاتلك ونصدك عن البيت ]] فقال النبي صل اللهم عليه وسلم:_ اني رسول الله وان كذبتموني - صل اللهم عليه وسلم -امُحها يا علي واكتب هذا ما تصالح عليه {{ محمد بن عبد الله }}- صل اللهم عليه وسلم - مع {{ سهيل بن عمرو}}
[[ وكان علي قد أتم كتابة محمد رسول الله ]] - صل اللهم عليه وسلم
فقال علي :_ لا والله لا امحوها
فقال النبي- صل اللهم عليه وسلم - :_ امحها يا علي ، واكتب كما قال سهيل ..فقال علي :_ والذي بعثك بالحق لا امحها ، واضطرب الصحابة من حولهم ..فأخذ النبي صل اللهم عليه وسلم الممحاة

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

15 Nov, 06:22


🔸🔸الحلقة الرابعة والخمسون بعد المائة🔸🔸

--------****----------

السيرة النبوية العطرة

(( بيعة الرضوان ))

__________

بعد أن كسرت شوكة قريش في المفاوضات ، وأصبحوا أمام العرب في موقف {{ المتهم }}

أخذت قريش تفكر في قبول الصلح مع المسلمين

ولكن كانت هناك معارضة من شباب قريش المتحمس أو المتهور

لأن هؤلاء الشباب نشئوا على كراهية الإسلام ، وكراهية النبي صل اللهم عليه وسلم [[ لأن عندما جاء الإسلام كانت اعمارهم مابين { ٦ الى ٩ } سنين يعني رضعوا كراهية الإسلام ، و غير ذلك مات

لكثير منهم آبائهم وأقاربهم في مواجهات مع المسلمين، مثل {عكرمة بن أبي جهل} الذي قتل أبوه في بدر وغيره الكثير، ولذلك فهم لا يتصورون عقد صلح مع المسلمين ]]

وحاولوا هؤلاء الشباب منع أي طريق للصلح

فقامت مجموعة منهم وعددهم {{ ٥٠ }} شاب من قريش

في التسلل الى معكسر المسلمين

ليقتلوا بعض أصحاب رسول الله صل اللهم عليه وسلم، بغرض أن يوقعوا الفتنة بين الفريقين ، وتكون شرارة الحرب

بين رسول الله صل اللهم عليه وسلم، وقريش

___________

وكان النبي صل اللهم عليه وسلم، قد وضع حراسة قوية حول معسكر المسلمين على مدار الساعة وجعل قيادة هذا الحرس {{ محمد بن مسلمة }} رضي الله عنه

فلما اقترب هؤلاء الشباب من قريش ، من معسكر المسلمين ، أحاط بهم الصحابة ، وتم القبض عليهم وقيدوهم

وجائوا بهم الى النبي صل اللهم عليه وسلم وهم مقيدون

[[ وكانت عملية القبض على هؤلاء الشباب كانت صعبة جدا، لأن عددهم كبير، وهم مسلحون، ولأن القبض عليهم تم دون اراقة دماء من كلا الجانبين ]]

فلما شاهدهم النبي صل اللهم عليه وسلم، واخبره الصحابة بخبرهم

قال صل اللهم عليه وسلم:_ اطلقوا سراحهم

[[ ٥٠ شاب من قريش يطلق سراحهم ، دون حتى أن يطلب فيهم فداء، حتى يفسد عليهم مخططهم في افساد جهود المصالحة وبذلك جعل صل اللهم عليه وسلم هذه الحادثة أمر في صالحه، أكد به أنه قد جاء للعمرة وليس للقتال، وأن طلبه للهدنة جاء من مركز القوي وليس الضعيف ]]

_______

وقد ذكرالله تعالى هذا الموقف في سورة الفتح

فقال تعالى {{ وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا }}

[[ وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ - فلم ينجحوا في قتل أحد، وفشل مخططهم ]] [[ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ فلم تقتلوهم {{ بِبَطْنِ مَكَّةَ }} أي في الحديبية، لأن كما قلنا الحديبية قريبة جدا من مكة، وهي الآن ضاحية من ضواحي مكة ]] [[مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ، بعد أن وقعوا في الأسر، وكان ذلك من توفيق الله تعالى ]]

وكان أسر هؤلاء الخمسين من شباب قريش، ثم اطلاق الرسول صل اللهم عليه وسلم لسراحهم من أحد أسباب الصلح

_________

واستمر وجود المسلمين في {{ الحديبية }} أكثر من ثلاثة أسابيع

ففكر النبي صل اللهم عليه وسلم، أن يرسل أحد الصحابة للكلام مع قريش مباشرة ..بالرغم من أن قريش أرسلت إليه رجال من سادات العرب ..وقد نقل لهم النبي صل اللهم عليه وسلم ما يريد

ولكن رسول الله صل اللهم عليه وسلم أراد أن يكون الكلام موجها مباشرة من المسلمين الى قريش [[ لأن الوسيط قد لا ينقل الصورة كما هي ، أو كما يريد النبي ]] - صل اللهم عليه وسلم -

_______

فأختار النبي صل اللهم عليه وسلم ان يرسل إليهم

{{ عثمان بن عفان }} رضي الله عنه

لماذا اختار النبي صل اللهم عليه وسلم{{ عثمان }} لهذه المهمة ؟؟

لان عثمان من {{ بني أمية }} وهي من البطون القوية

فكان في قريش أقوى بطنين

١_{{ بني هاشم }} التي منها النبي صل اللهم عليه وسلم

٢_{{ بني أمية }} التي منها عثمان بن عفان رضي الله عنه

وكان التنافس بين البطنين على الزعامة قديم جدا وله جذور بعيدة

في هذا الوقت كانت الزعامة في مكة {{ لبني أمية }}

وكان سيد مكة {{ أبو سفيان }} وهو من بني امية ، بعد ان كانت لعم النبي صل اللهم عليه وسلم ابو طالب من بني هاشم

[[ واستمر هذا التنافس حتى بعد استقرار الإسلام وكانت الحرب والفتنة الكبرى بين {{ على بن أبي طالب}} من بني هاشم

و{{معاوية بن أبي سفيان }} من بني أمية ،

وكان {{ عثمان }} معروف بالحلم والحكمة، فله قدرة على التفاوض و {{ عثمان }} شخصية محبوبة جدا في مكة قبل الإسلام و حتى بعد اسلامه لأنه كان من طبعه الكرم ، فكان كريماً جداً ، ودائما الإنسان الكريم يكون محبوبا ..... لكل هذه الأسباب

اختار النبي صل اللهم عليه وسلم{{ عثمان رضي الله عنه }}

_____

أرسل النبي صل اللهم عليه وسلم{{ عثمان }} لقريش

وكانت مهمته أن ينقل رسالة النبي صل اللهم عليه وسلم

أن المسلمين قد جاءوا لأداء العمرة، ولم يأتوا لقتال أحد

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

15 Nov, 06:22


وان النبي صل اللهم عليه وسلم، يعرض عليكم ثلاثة أمور

______

١- أن يدخلوا في الإسلام

٢- أن تكون هناك هدنة بين المسلمين وبين قريش، لا يكون فيها قتال، ولكن الشرط الأساسي في هذه الهدنة أن يخلو بينه وبين الناس [ يعني قريش لا تمنع أحد في الجزيرة من دخول الإسلام ]

٣- واذا رفضوا هذين الشرطين فيكون القتال

_______

وكان في مكة مسلمون مستضعفين يكتمون اسلامهم خوفا من بطش قريش ، فلما سمعوا بقدوم الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم، هاجت قلوبهم بالشوق لرؤية {{ حبيب الله }} صل اللهم عليه وسلم

متشوقين لرؤيته وهو يطوف بالكعبة

فقال النبي صل اللهم عليه وسلم لعثمان :_ إذا وصلت مكة ، فبشر هؤلاء المستضعفين من المسلمين أن النبي صل اللهم عليه وسلم يبلغكم السلام ، ويبشركم أن الله تعالى سيعز الاسلام والمسلمين

ويوصيكم بالصبر [ لأنهم كانوا ينتظرون رؤية رسول الله صل اللهم عليه وسلم على أحر من الجمر ونحن أيضا يا رسول الله متشوقون لرؤيتك و للنظر الى وجهك متشوقون لشربة ماء من يدك ، نتشوق للجنة و لنعيمها ونكون جيرانك فيها]

_______

وتوجه {{ عثمان بن عفان }}

فلما انطلق عثمان قال الصحابة للنبي صل اللهم عليه وسلم:_ لقد فاز بها عثمان فالآن يطوف بالبيت

فقال لهم النبي صل اللهم عليه وسلم:_ما ظننته يطوف بالبيت ونحن محاصرون

فقالوا: _وما يمنعه يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - وقد خلص إليه؟

انظروا ماذا قال لهم النبي صل اللهم عليه وسلم

قال :_ ذلك ظنِّي به ألا يطوف بالكعبة حتى نطوف ولو مكث سنة ما طاف بها حتى أطوف

[[ لأن هؤلاء رجال رباهم النبي صل اللهم عليه وسلم ورباهم القرآن ما ظننته يطوف لو اقام سنة لن يطوف ، النبي - صل اللهم عليه وسلم - يعرف من يربي من الرجال ]]

________

وصل عثمان ودخل مكة

وانطلق الى رجل من قريش من {{ بني امية }} أسمه

{{ أبان بن سعيد بن العاص الأموي}} وطلب منه عثمان أن ينزل في جواره [[مع أن العرف هو عدم قتل الرسل ، ولكن هذا يدل على شدة العداوة التي كانت بين قريش والمسلمين ]]

وكان {{أبان بن سعيد }} صديق حميم في الجاهلية لعثمان

فأدخله في جواره واستقبلته قريش ، ورحبت به

[[ وكما قلنا عثمان كان محبوبا في قريش، بل وعرضوا عليه أن يطوف بالبيت عندما وجدوه ينظر الى الكعبة ]]

وقالوا له: _يا عثمان ان شئت فطف بالبيت

فماذا قال عثمان ؟؟

[[ هو لم يكن موجود عندما قال النبي صل اللهم عليه وسلم لأصحابه ، ذلك ظنِّي به ألا يطوف بالكعبة حتى نطوف ولو مكث سنة ما طاف بها حتى أطوف قالها النبي بعد ان خرج عثمان ]]

قال :_ لا والله لا أطوف ورسول الله صل اللهم عليه وسلم واصحابه محاصرون ، وقد منعوا الطواف بها ، والله لا أطوف حتى يطوف رسول الله صل اللهم عليه وسلم واصحابه ولو مكثت بها سنة

[[ هل رأيتم النبي صل اللهم عليه وسلم يعرف كيف يربي الرجال ويعرف على اي شيء رباهم ، رجال ربانيون صادقون

ذلك ظنِّي به ألا يطوف بالكعبة حتى نطوف ولو مكث سنة ما طاف بها حتى أطوف ]]

_______

وظل {{ عثمان }} في مكة ثلاثة ايام كاملة

فعثمان لم يكن متعجلا بالخروج

١_ لأنه كان يريد أن يأخذ ردا من قريش على رسالة النبي صل اللهم عليه وسلم

٢_ لأن الرسالة التي يريد أن ينقلها من النبي صل اللهم عليه وسلم الى المستضعفين سرا تتطلب وقتا كبيرا

______

هنا قامت قريش بنشر اشاعة في معسكر المسلمون

وهي {{ اشاعة مقتل عثمان }} لماذا ؟؟

ليختبروا ردة فعل النبي صل اللهم عليه وسلم واصحابه بهذه الإشاعة

وبالفعل وصلت تلك الإشاعة للنبي صل اللهم عليه وسلم بمقتل عثمان في مكة .. النبي صل اللهم عليه وسلم عرف بفراسته أنها {{ اشاعة }}

كيف لا وهو الذي يقول {{ اتقوا فراسة المؤمن ، فإنه ينظر بنور الله }} إذا المؤمن ينظر بنور الله ، فكيف النبي صل اللهم عليه وسلم؟؟ فقام صل اللهم عليه وسلم في اصحابه وقد شاع الخبر في صفوفهم ..وطلب منهم مبايعته على القتال وعدم الفرار ، بيعة الموت

[[ كأن النبي صل اللهم عليه وسلم يقول لقريش تريدون ان تعرفوا ردة فعلنا ، هذه هي مبايعة على الموت وهم يعرفون من هم المسلمون في الحروب ]] فأجتمعوا عند شجرة في أرض الحديبية

وقد عرفت هذه البيعة ببيعة {{الشجرة }}

لأنها تمت تحت شجرة في الحديبيبة

واسم الشجرة شجرة {{ السمُرة }} وهي شجرة كبيرة وضخمة

[[ ولذلك في غزوة {{حنين }} عند نأتي على ذكرها عندما قال النبي صل اللهم عليه وسلم، أي عباس ! نادي أصحاب السمرة فنادى العباس بأعلى صوته : أين أصحاب السمرة ؟اي الذين كانوا في هذه البيعة مع رسول الله ]] - صل اللهم عليه وسلم -

وعرفت ببيعة {{ الرضوان }} لأن الله تعالى قال في كتابه الكريم أنه قد {{ رضي }} الله عن أصحاب هذه البيعة فقال تعالى

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

15 Nov, 06:22


{{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا }}

وعرفت أيضا {{ ببيعة الموت }} فبسط النبي صل اللهم عليه وسلم يده ..فأقبل الصحابة لمبايعته حتى ركبوا على ظهور بعضهم البعض

وعند أهل السنة أن أفضل الأمة هم

١_ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي

٢_ثم بقية العشرة المبشرون بالجنة

٣_ثم أهل بدر

٤_ثم أهل بيعة الرضوان

بايع الصحابة النبي صل اللهم عليه وسلم فلما انتهوا وضع النبي صل اللهم عليه وسلم، يده فوق الأخرى

وقال :_هذه يد عثمان [[ وهذا دليل ان النبي صل اللهم عليه وسلم كان يعلم انها اشاعة فكيف يبايع عثمان على الموت و هو مقتول ولكن النبي صل اللهم عليه وسلم كان يريد ان يعلم قريش ردة فعله ألستم تريدون معرفة ردة فعلنا ؟؟ هذه هي ردة فعلنا مبايعة على الموت ... ووصلت أخبار هذه البيعة الى قريش

فأصابها الخوف والهلع، ولذلك بعد هذه البيعة مباشرة

وافقت قريش على{{ الصلح }}

يتبع بإذن الله …

------صل اللهم عليه وسلم-------

من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

15 Nov, 06:22


______
وجعل {{ عروة }} يراقب الصحابة فلقد كان يظنهم [[ أوباش من الناس عصابات في اي لحظة يخذلون رسول الله ]] - صل اللهم عليه وسلم - فلما حضرت الصلاة وأحضروا له الماء ليتوضأ، أخذ الصحابة يقتتلون على وضوئه وعاد {{ عروة }} الى المشركين مرعوب
وقد تغيرت مفاهيمه[[ فكما قلنا كان يظن ان مع النبي - صل اللهم عليه وسلم - اوباش من الناس وعصابة ]]
فاسمعوا ماذا قال لقريش الآن
قال لهم: أي قوم !
والله لقد وفدت على الملوك ، وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي
والله ما رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمداً - صل اللهم عليه وسلم -والله ما أمر أمراً إلا ابتدروا الى أمره
واذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ولا يحدون البصر في وجهه تعظيماً له وإذا نظر الى مكان ، ألتفتوا جميعا نظروا الى ما ينظر إليه
واذا توضأ ثاروا يقتتلون على وضوئه
ولا يبصق بصقة إلا وقعت في كف رجل منهم يدلك بها وجهه وجلده
وإني ناصح لكم ..فوالله أنكم إن أردتم السيف بذلوه لكم
فوالله لقد رأيت قوماً لا يسلمونه أبداً وفيهم عين تطرف
وإني نصحت لكم ..فخذوا رأيكم ، واتركوا محمداً - صل اللهم عليه وسلم - وشأنه ، فإن اصابته العرب فذلك ما ترجون وإلا فعزه عزكم
قالوا :_ اجلس يا عروة
قال :_ ما أنا بجالس !!!
لقد اخذت عليكم عهداً أن لا تتهمونني
قالوا :_ما أنت بمتهم ، ولكن اجلس دعنا نأخذ ونعطي
قال :_ كم تأخذون وتعطون ؟؟ لا والله لا أشهد لكم مهزلة ولا عيبة
[[ يعني مفاوضتكم مع محمد - صل اللهم عليه وسلم - وكل الذين ذهبوا وارسلتموهم اليه ، وكلامهم عنه ، يقولون لكم دعوه يعتمر ، لماذا ترسلون الرسل إذن ؟؟ إذا لم يقنعكم هذا كله ، فهذا يعتبر مهزلة وعيب عليكم انتوا كبار ولستم صغار ماهذه المهزلة]]
فنهض من قومه من أهل الثقيف واتجه للطائف
فضعفت شوكة قريش
قالوا :_ أردنا امراً ، فقلبه محمد - صل اللهم عليه وسلم - علينا رأساً على عقب [[ هم ارسلوا لسادات العرب حولهم ، أرادوا بذلك ان يشهدوا العرب على ان محمد- صل اللهم عليه وسلم - يتعدى عليهم في الاشهر الحرم فشهدت عشائر العرب كلها بسادتها بأنه جاء معظماً لبيت الله واصلاً للرحم لا يريد حرباً ]]

يتبع بإذن الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

15 Nov, 06:22


[[ يعني ما استفدنا منك شي ]]
_________
وأختارت قريش أن ترسل رجل آخر ، لا يكون ميله للنبي صل اللهم عليه وسلم فأختارت {{ الحليس بن علقمة }} وهو سيد الأحابيش
[[ للتنبيه الأحابيش لا تعني أهل {{ الحبشة }} كم يظن البعض
الأحابيش هم الأعراب المحيطون بمكة والمدينة ، ليسوا من قريش ولا قبائل معروفة فهم خليط من الأعراب المحيطين تحبشوا مع بعضهم أي تجمعوا فأطلق عليهم اسم {{ الأحابيش }}
وكانوا قد عاهدوا قريش أن يعينوها في موسم الحج حتى يؤدي الناس حجهم بلا اعتداء ]] وكان سيد الاحابيش المطاع أمره فيهم
{{ الحليس بن علقمة }}
فأرسلت قريش {{ الحليس بن علقم }} سيد الأحابيش، مع عدد من اصحابه وكان النبي صل اللهم عليه وسلم، جالساً يرقب من سترسل قريش ؟؟ فلما رآه النبي صل اللهم عليه وسلم مقبلًا من بعيد
قال لأصحابه :_ لقد ارسلوا إليكم ، قوم يعظمون البدن وهذا {{ الحليس }} سيد الاحابيش وهو رجل يتأله
[[ اي يتعبد ويعظم شعائر الله وقومه ، متدينون يحترمون من جاء لأداء العمرة ]] انه رجل يتأله فقدموا الهدي في وجهه ليراه
فلما اقترب ارسلوا الأبل المجهزة للهدي في وجهه
واستقبله الصحابة وهم يلبون فلما رأى {{ الحليس}} هذا
قال:_ سبحان الله! ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت.
وعاد {{ الحليس }}الى قريش حتى أنه لم يكلم النبي صل اللهم عليه وسلم، بل رجع مسرعاً [[لانه يعظم شعائر الله ]]
وقال لهم:_ ويحكم يا قريش !!!
تصدون عن البيت من يعظم شعائر الله ؟؟؟
- إني رأيت ما لا يحل منعه، وما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت
واخذ يعنفهم ويقول :_ إنكم تعنفون على محمد- صل اللهم عليه وسلم - وتسيئون به الظنون ما جاء معتدياً كما تزعمون ، بل جاء معتمرا .. فلما اثقل عليهم بالكلام
قالوا له: _ اجلس يا حليس فإنما أنت أعرابي ولا علم لك
[[ يعني شو بفهمك بهذه الأمور ]] فغضب الحليس وقال :_ يا معشر قريش ، والله ما على هذا حالفناكم ولا على هذا عاقدناكم
يُصدّ عن بيت الله الحرام من جاءه معظِّماً؟ !!!!
والذي نفس {{ الحليس }} بيده ، ورب هذا البيت لتخلّون بين محمد - صل اللهم عليه وسلم - وما جاء به أو لأنفرن بالأحابيش [[ أي اخذ قومي وارحل ]] نفرة رجل واحد حتى أكون مع محمد - صل اللهم عليه وسلم - عليكم
[[ لايعني انه سيدخل الإسلام ، قصده يقف وينصر النبي - صل اللهم عليه وسلم - حتى يدخل مكة ويعتمر ]]
فلما رأت قريش ذلك استرضوه واجلسوه
وقالوا :_ لا عليك يا حليس ، سنأخذ منه ونعطي
[[ يعني ستكون بيننا وبينه مفاوضة ]]
فجلس {{ الحليس }} على حذر وهو يريد أن يقف في وجه قريش إن صدت رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - عن اداء العمرة
__________
ثم أختارت قريش بعد ذلك {{ عروة بن مسعود الثقفي}}
وهو سيد الطائف [[ وهو الذي نزل فيه قول الله تعالى {{ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم }}
عندما قال الوليد بن المغيرة ، لو كان ما يقول محمدا - صل اللهم عليه وسلم - حقا لكان أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم اي مكة و الطائف
إما نزل علي انا الوليد بن المغيرة او سيد الطائف {{عروة بن مسعود }} وقد أسلم {{ عروة بن مسعود }} وله قصة استشهاد رائعة بعد حصار الطائف وكان الرسول صل اللهم عليه وسلم يقول عنه أنه يشبه المسيح عيسى عليه السلام ]]
قالت قريش :_ تذهب إليه يا عروة ؟!!!
قال لهم :_ لقد رأيت وسمعت ما كان بينكم ، وبين من أرسلتم قبلي
وانا رجل لا أرضى الإتهام
[[ يعني انتوا ناس لا تحسنوا الظن بأحد ، كل ما ترسلوا واحد ويرجع ، يزكي قدوم محمد - صل اللهم عليه وسلم - ، ويعيب عليكم موقفكم من صده عن البيت ، تكذبوه و تتهموه ، فأنا لا ارضى الإتهام ]] وانتم تعلمون يا سادة قريش أنكم الوالد ، وانا الولد
[[ لان امه من قريش يعني انتوا اخوالي ، يعني لن اقف مع محمد - صل اللهم عليه وسلم - ضد اخوالي ]]
وتعلمون أني جئت بقومي حتى أكون معكم
قالوا :_ أنت لست متهم
قال :_ فإن أتيته وقلت رأيي فيه ، فأنا لا أرضى أن تخالفوني الرأي
فأقنعوه بالذهاب
______
أقبل {{عروة بن مسعود }} ومعه رجال من قومه حتى أناخ راحلته عند رسول الله صل اللهم عليه وسلم، ثم أقبل على الرسول - صل اللهم عليه وسلم - فلما اقترب عروة
وعرفوا أنه سيد {{ ثقيف }} وان ميله مع قريش
خاف الصحابة على النبي صل اللهم عليه وسلم الغيلة [[ أي الغدر ]]
فقام رجل من أصحاب النبي صل اللهم عليه وسلم
اسمه {{ المغيرة ابن شعبة الثقفي }}
[[ يكون {{ عروة }} عمه اخو ابوه يعني الذي سيفاوض النبي هو عم هذا الصحابي الجليل ]] فلبس {{ المغيرة }} المغفر وتقلد سيفه [[اي حمله ]] و وقف على رأس النبي صل اللهم عليه وسلم، يحرسه خوف من ان يغدر به القوم

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

15 Nov, 06:22


فجلس {{ عروة }} الى النبي صل اللهم عليه وسلم وتربع له النبي وجلس عروة على ركبتيه
فقال عروة :_ لماذا قدمت يا محمد ؟؟ - صل اللهم عليه وسلم -
قال :_ ألا ترى يا عروة نحن محرمون ومقلدون الهدي ومشعرون ، رافعين الصوت بالتلبية شعثاً غبراً نريد أن نتطوف بهذا البيت كسائر العرب
قال :_ يا محمد - صل اللهم عليه وسلم -
لقد تركت قريش وقد جمعوا لك، وهم يقسمون بالله لا يخلون بينك وبين البيت وانك لا تدخلها عنوة [[ اي رغم عنهم ]] وهم لا يرضون أن تدخلها هذا العام ، فإذا أبيت قاتلوك
وقد لبسوا لك جلود النمور[[ اي تعبيراً عن القوة ]]
وإنما أنت من قتالهم بين أحد أمرين
أن تجتاح قومك، ولم نسمع برجلٍ اجتاح أصله قبلك
[[ يعني تقاتل أهلك في بلدك ، وهذا الشيء منكر فهي بلدك وما سمعنا رجل جاء برجال غرباء من خارج بلده ليقتل اهله فليس كل الصحابة من مكة ]] أو بين أن يخذلك من نرى معك، فإني لا أرى معك إلا أوباشاً من الناس، لا أعرف وجوههم ولا أنسابهم
[[ يعني هؤلاء اللي محتمي فيهم اذا قاتلتك قريش سيهربون ويتركوك لانهم عبارة عن عصابة اوباش قطاع طرق ، حتى انا لا اعرفهم ولا اعرف أنساب لهم ]]
________
فغضب أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه
غضب لهذه المقالة ، نحن اوباش الناس ؟؟ لا انساب لنا ؟؟ فهم من صميم قريش وخيارها .. فقام ابو بكر ورد عليه بعبارة
لن اخجل من ذكرها ، ما دام ابو بكر قالها في مجلس النبي صل اللهم عليه وسلم
وإن كان بعض من كتب السيرة اختصرها ولم يذكرها
{{ فقالوا :_ قال له كلمة قبيحة وسبه وتجاوزوا عن الكلمة لم يذكروها }}
فحتى لا ينقل الناس إلا الصحيح
ويقولون :_ يا ترى ماذا قال ابو بكر ؟ وهو محرم وفي مجلس النبي صل اللهم عليه وسلم
فقام ابو بكر مغضباً ، وعجب الصحابة
ابو بكر !!!!!!!!
المعروف بالحلم ، والهدوء ، والسكينة
ولكن قول عروة
{{ فإني لا أرى معك إلا أوباشاً من الناس، لا أعرف وجوههم ولا أنسابهم }}
قام ابو بكر مغضباً ورد عليه ردا قاسيا
صدم {{ عروة }} من رد {{ أبي بكر }} ووصلت له الرسالة واضحة تماما ، أن الصحابة مستعدون بالتضحية بحياتهم في سبيل الرسول صل اللهم عليه وسلم
قال عروة وهو مصدوم ومغضب :_ من هذا يا محمد ؟ !!!! - صل اللهم عليه وسلم -
فأبتسم النبي صل اللهم عليه وسلم وقال له :_ ألا تعرف ابن أبي قحافة يا عروة ؟؟ إنه أبا بكر
قال عروة :_ أبا بكر ؟ !!!!!!
قال :_ نعم يا عروة
قال عروة :_ أما والله لولا يدٌ لك عندي لم أجزك بها بعد لأجبتك!
[[ وكان {{ عروة بن مسعود}} قد استعان في حمل دية يعني عليه دم في الجاهلية اي قبل الاسلام ، فكان يطلب عروة من الناس ان يعينوه في دفع الدية ، فأعانه أبو بكر بنصف الدية، فكانت هذه يد أبي بكر عند عروة بن مسعود فكان لابي بكر فضيلة على عروة فقال {{ أما والله لولا يدٌ لك عندي لم أجزك بها بعد لأجبتك }} اي معروفك السابق يمحو شتمك لي اليوم ]]
_________
ثم رجع {{ عروة }} يكلم النبي صل اللهم عليه وسلم
والنبي - صل اللهم عليه وسلم - لا يرد عليه
فأخذ يلاطف الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم
يمس لحية النبي صل اللهم عليه وسلم، برؤوس اصابعه
[[و ليست هذه الحركة احتقاراً ، بل هي عادة عند العرب بالتودد والتلطف ولكن لا تكون هذه الحركة إلا من سيد الى سيد ومن كبير الى كبير مش اي واحد بيعملها ]]
مد يده للحية النبي صل اللهم عليه وسلم، يلاطفه كعادة العرب حتى يقبل رأيه [[ قلنا ان المغيرة ابن اخوه لعروة ، واقف على رأس النبي صل اللهم عليه وسلم يحرسه خوفاً من الغدر ، وكان يلبس المغفر يعني وجهه مش مبين لا يعرفه عمه عروة ]]
فكان كلما مد {{ عروة }} يده ليمس لحية النبي صل اللهم عليه وسلم ويلاطفه يقرع {{ المغيرة بن شعبة ابن اخوه }} يقرع بذيل السيف على يده ويقول له بشدة :_ اكفف يدك عن مس لحية رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - قبل ألا تصل إليك!
[[ يعني رجع أيدك عن وجه النبي- صل اللهم عليه وسلم - أحسن ما اقطعلك اياها ]] فلما أكثر {{المغيرة }} من ضربه ليد {{عروة }}
أشتعل عروة غضبا
وقال: _ ليت شعري من أنت ؟؟
يا محمد - صل اللهم عليه وسلم - من هذا ؟؟
والله ما رأيت من بين العرب أفض وأغلظ منه ، من هذا الرجل يا محمد - صل اللهم عليه وسلم - ؟ !!!
فأبتسم النبي صل اللهم عليه وسلم وقال له :- هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة يا عروة
قال :_ المغيرة ؟!!!!
قال :_ نعم هذا المغيرة بن شعبة يا عروة
فنظر الى ابن اخيه وقال :_ يا غُدر [[ اي صاحب الغدر الكثير ]]
يا غدر ما غسلت ديتك إلا بالأمس القريب
[[ فكان الدم الذي تحمله عروة و أعانه عليه ابو بكر كان عن ابن اخيه المغيرة الذي حمل دما قبل اسلامه ]]

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

15 Nov, 06:22


🔸🔸الحلقة الثالثة والخمسون بعد المائة 🔸🔸

السيرة النبوية العطرة (( مفاوضات الحديبية ))
_________
بركت القصواء ناقة النبي صل اللهم عليه وسلم
وفي ذلك الوقت كانت قريش في قمة أرتباكها
لأنها لا تعرف ما الذي تصنعه ؟؟
لا هي قادرة على قتال المسلمين !!!
ولا هي قابلة لدخول المسلمين الى مكة !!!
قال لهم خالد بن الوليد :_ لقد جاؤوا معتمرين محرمين
يقولون :_ وإن جاء معتمراً محرماً ، لا يدخلها علينا عنوة ________
فماذا فعلت قريش ؟
أرسلت الى زعماء القبائل المحيطة بمكة ، ليحضروا ويشهدوا معهم أن محمداً {{ صل اللهم عليه وسلم}} جاء معتدياً الى مكة
فحضر إليهم سريعاً
١- بديل بن ورقاء {{سيد خزاعة }}
٢_ حليس بن علقمة {{ سيد الأحابيش }}
٣_عروة بن مسعود الثقفي {{ سيد الطائف }}
_________
أرسل النبي صل اللهم عليه وسلم أحد الصحابة وهو {{ خِراش بن أمية }} رضي الله عنه إلى قريش ليخبر قريشا أنه جاء معتمراً ، وأنه ولم يأتِ للحرب ..ولكن ما ان دخل مكة حتى اعترضته قريش
وعقروا الناقة التي كان يركبها وكادوا يفتكون به لولا أن منعهم سيد الأحابيش فرجع الى النبي صل اللهم عليه وسلم، وأخبره بما حدث
_______
فقالت قريش :_ قم يا {{ بديل بن ورقاء }} فأنظر لنا أمر محمد - صل اللهم عليه وسلم -و {{ بديل بن ورقاء }} يكون سيد {{ خزاعة }}
وخزاعة كان فيها المسلم والكافر
ولكن كانت خزاعة قلوبهم تميل مع النبي صل اللهم عليه وسلم مسلمهم وكافرهم [[ يعني خزاعة كانت متعاطفة مع رسول الله صل اللهم عليه وسلم في مواقفها ]]
لماذا لم ترسل قريش أحد من سادتها ؟؟
حتى لا تظهر بمظهر الساعي الى الصلح الخائف من المواجهة فاختارت سيد خزاعة
_______
فقام{{ بديل }} ومعه نفر من رجال قومه حتى جاء النبي صل اللهم عليه وسلم، وسلم عليه ثم جلس الى النبي صل اللهم عليه وسلم
فقال بديل :_ ما أقدمك الى مكة يا محمد ؟؟{صل اللهم عليه وسلم}
قال له النبي:_كما ترى نحن محرمون قد قدمنا الهدي ، وقلدناه واشعرناه [[ شرحت معنى التقليد والاشعار في الجزء السابق ]] نريد أن نعظم هذا البيت ونتطوف به كسائر العرب
ورأى{{ بديل }} صدق النبي صل اللهم عليه وسلم، وأن اصحابه شعثاً غبراً محرمين وليسوا معتدين ، قد رفعوا اصواتهم بالتلبية
فأراد {{ بديل }} أن يحل هذه الأمر ، من أجل أن لا يقع بين المسلمين وقريش قتال ، فأخذ يحاول تخويف النبي صل اللهم عليه وسلم
فقال :_ يا محمد - صل اللهم عليه وسلم - أنا أصدقك ولكن قومك قد أجمعوا أن لا تدخلها عليهم عنوة
و إني تركت {{ كعب ابن لؤي، وعامر بن لؤي }} قد نزلوا أعداد مياه الحديبية، معهم العُوذ المطَافِيل
[[ كعب وعامر بن لؤي يقصد قبيلة {{ كنانة }} أي جاؤوا معهم العوذ والمطافيل ، اي وصف للأبل التي تحلب والتي لا تحلب اي أنهم مستعدون حتى لو اقاموا سنة لن يسمحوا لك ان تدخل يعني مستعدين يضيعوا موسم الحج وسنة كاملة وهم يحاربوك ولن يسمحوا لك بالدخول ]] وهم مقاتلوك وصادَوك عن البيت
فماذا رد عليه الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم؟؟
قال له :_ إنا لم نجيء لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين
[ جواب بمنتهى الرزانة والثقة بالنفس لم يستفزه ، أنا لم آتي لقتال جئت أريد العمرة فقط ]وإن قريشاً قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم
[[ يعني ما تقوله غير صحيح، قريش لن تقاتلنا ، وأن قريش منهكة ومهزومة ولا تستطيع أن تحارب المسلمين، وقد عادت من الأحزاب فاشلة ]] فإن شاءوا ماددتهم ، ويخلوا بيني وبين الناس
[[ أي تكون هناك هدنة بين المسلمين وبين قريش مدة من الزمن، لا يمنعون فيها أحد أو يرهبونه أو يضغطون عليه في عدم دخوله الاسلام، وكان هذا هو الذي يسعى اليه صل اللهم عليه وسلم]]
وإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا
[[ النبي صل اللهم عليه وسلم، يعرض عليهم الاسلام للمرة المائة، حتى يذكرهم أنه نبي مرسل من عند الله]] - صل اللهم عليه وسلم -
وإن هم أبوا إلا القتال فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي [[ أي تقطع رقبتي ]] أو لينفذن الله أمره
فلم يعرف {{ بديل }} ما يرد به على النبي صل اللهم عليه وسلم ولكنه أفحم وسكت فقال :_ يامحمد- صل اللهم عليه وسلم - سأبلغهم ما تقول ، فإنما أنا رسول بينك وبينهم
ثم رجع {{ بديل بن ورقاء }} الى قريش وحدثهم بما قال النبي صل اللهم عليه وسلم ونصحهم ألا يصدونه عن البيت فإن من حق كل العرب حج هذا البيت وهو جاء محرماً معتمراً ، لا مقاتلاً ومعتدياً كما تزعمون ولكن قريش اتهمت {{ بديل}} وان له ميل للنبي صل اللهم عليه وسلموقالت له :_ اجلس ، لم تكفنا شيئاً

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

09 Nov, 08:19


________
وكانت تعليمات النبي صل اللهم عليه وسلم، لأصحابه
هو الخروج بسلاح المسافر فقط لأنه خرج لأداء العمرة ولم يخرج للحرب ولم يحملوا معهم ملابس الحرب حتى ولو على سبيل الاحتياط [[ وسلاح المسافر هو السلاح الذي يحمله من يريد السفر ، ولا يزيد عن سيف ، أو خنجر ، أما المحارب فانه يرتدي الدرع ويحمل الترس ويتقلد السيف ويحمل قوسه وسهامه وحربته]]
وكان الخروج بسلاح المسافر فقط حتى يؤكد النبي صل اللهم عليه وسلم أنه لم يخرج لحرب ، وانما خرج لأداء العمرة ، وكان فيه دليل على شجاعة المسلمين وثقتهم بأنفسهم
وصل صل اللهم عليه وسلم والمسلمون الى {{ ذي الحليفة }} وهي التي نطلق عليها الأن {{ آبيار علي }}
وهو المكان الذي يحرم منه القادمون من المدينة الى مكة، وأحرم المسلمون من هذا المكان، وبدؤا في التلبية
{{ لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك }}
_______
وصلت الأخبار الى قريش بخروج النبي صل اللهم عليه وسلم
والمسلمون لأداء العمرة
وأجمعت قريش رأيها على منعهم دخول مكة والتصدي لهم
وكان النبي صل اللهم عليه وسلم في طريقه يسير على بركة الله
فعندما وصل المسلمون الى منطقة {{ كراع الغميم }}
[[ منطقة تبعد عن مكة ٦٣ كم فقط ، وجدوا أن قريش قد جمعت جيشا لصد المسلمين عن التقدم في اتجاه مكة، وكان هذا الجيش مكون من قريش نفسها ومن الأحابيش، وهي مجموعة من القبائل المتحالفة مع قريش، وقد اطلق عليها الأحابيش لتحبشها أي لتجمعها ]] وكان هذا أول مظهر من مظاهر نية قريش منع المسلمين من أداء العمرة، وعدم احترامها للأعراف التي تقضي بعدم التعرض لمن يأتي الى مكة معتمرا
_________
واستشار النبي صل اللهم عليه وسلم صحابته ، لأن الأمر خطير
وكان رأي البعض هو قتال هؤلاء الأحباش
وكان ممن تكلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه
فقال:_ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
الله ورسوله أعلم ، إنما جئنا معتمرين ولم نجيء لقتال أحد، ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه
[[ أي أننا لا نبدأ أحدا بقتال لأننا خرجنا معتمرين، ولكننا مع ذلك نكمل طريقنا الى مكة، فاذا اعترض هذا الجيش طريقنا قاتلناه، واذا لم يعترض طريقنا وكان لمجرد التخويف أكملنا طريقنا الى مكة ]]
فقبل النبي صل اللهم عليه وسلم و الصحابة هذا الرأي واستحسنوه
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم لأصحابه
:_ هل من رجل يأخذ بنا عن غير طريقهم فندخل مكة من غير الطريق المألوف ؟؟ [[ لان الطريق من المدينة الى مكة معروف طريق اهل الشام فأراد ان يخالف تجمعهم وينحرف عن الطريق المعروف فيباغتهم ويدخل مكة لأنه إذا وصل و دخل مكة فلا قتال بالحرم ]]
فقال رجل ، له خبرة بالطرقات
قال :_ انا يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
فسلك بهم عقبة وثنية [[ اي طريق وعر ومنحني لا يتسع هذا الطريق إلا لرجلين وثلاثة وهكذا ساروا طوال الليل ]]
فسار النبي صل اللهم عليه وسلم، بالمسلمين في طريق منحرف متجنبا جيش مكة، وأكمل المسلمون طريقهم، ولم يعترض جيش قريش والأحباش المسلمين
______
فلما وصل النبي صل اللهم عليه وسلم الى منطقة تسمى
{{ عسفان }} تبعد عن مكة حوالي {{ ٤٠ كم }}
علمت قريش بذلك فأرسلت قريش لهم فرقة قوية من الفرسان
عددها {{ ٢٠٠ }} فارس وكان على راسهم {{ خالد بن الوليد }} ووقف ورائهم جيش مكة من قريش والأحابيش
__________
وفي ذلك الوقت جاء موعد {{ صلاة الظهر }}
ووقف المسلمون يصلون الظهر والمسلمون لم يأخروا الصلاة عن وقتها الا في {{غزوة الأحزاب }} فقط وقد ذكرتها لكم يوم الخندق
وقف صل اللهم عليه وسلم مطمئنا لصلاة الظهر
ووقف خلفه المسلمون ، وكان {{ خالد بن الوليد }} قائد فرسان المشركين يراقبهم من بعيد
وشاهد المسلمون وهم يركعون ويسجدون، والأمر يتكرر منهم
ووجد أن هناك فرصة سانحة لمهاجمة المسلمين وهم في صلاتهم
فسأل من حوله :_ هل سيصلي المسلمون مثل هذه الصلاة مرة أخرى ؟
فقال لهم بعضهم:_ نعم إن لهم صلاةً بعد هذه [[ أي العصر ]] هي أحب إليهم من أموالهم وأبنائهم
_________
فتجهز {{ خالد بن الوليد }} وجهز كتيبته للإنقضاض على المسلمين في صلاة العصر واستعد جيش مكة لذلك ، الغدر بالمسلمين
[[وهذا يدل على خوف جيش مكة الشديد من المسلمين، حتى وهم بسلاح المسافر ، وقريش بكامل عتادها، وحتى وهم يملكون ٢٠٠ فارس، ولم يكن مع المسلمين فارس واحد ]]
فنزل جبريل على النبي صل اللهم عليه وسلم بتشريع {{ صلاة الخوف }} فلما حضرت صلاة العصر

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

09 Nov, 08:19


🔸🔸الحلقة الثانية والخمسون بعد المائة🔸🔸
*******
السيرة النبوية العطرة
(( الخروج الى الحديبية )) البداية
________
بعد غزوة الأحزاب ، قلنا أن النبي صل اللهم عليه وسلم أرسل عدد كبير من السرايا في السنة السادسة من الهجرة فكانت ثمرة هذه السرايا {{ أن المسلمين هم القوة الإقليمية الأولى في الجزيرة }}وأتجه ميزان القوى بوضوح لصالح المسلمين على حساب قريش
________
في ذلك الوقت ، وفي شهر شوال من السنة السادسة من الهجرة
رأى النبي صل اللهم عليه وسلم{{ رؤيا في منامه }}
أنه صل اللهم عليه وسلم وصحابته يدخلون المسجد الحرام وقد حلقوا شعورهم [[ أي أنهم يدخلون مكة معتمرين ]]
ورؤيا الأنبياء وحي من الله تعالى
_______
وعلى الفور أعلن صل اللهم عليه وسلم، أنه سيخرج
لأداء {{ العمرة }} ودعا كل المسلمين في المدينة للخروج معه، وكذلك الأعراب حول المدينة ..كانت الفكرة مفاجئة للجميع
فالحرب بين المسلمين وقريش قائمة ، بل وفي أوجها
ولم تكن قد مرت على غزوة {{ الأحزاب }} ومحاولة قريش غزو المدينة سوى عام واحد ومجرد الاقتراب من مكة فيه خطورة شديدة
ومع ذلك كانت قوانين الجزيرة العربية، وأعراف قريش نفسها تقضي
بألا تتعرض قريش لمن يدخل {{ مكة المكرمة }} مهما كانت بينه وبين قريش من خلافات .. بل على العكس عليها أن تقوم
١_بحمايته
٢_اطعامه وسقايته
٣_خدمته
وقد كان معروفا {{ أن الرجل الذي يرى قاتل أبيه في مكة ، فلا يستطيع أن يتعرض عليه حتى يخرج من الحرم }}
فمكة كانت لكل العرب في الجاهلية ، ففيها {{ بيت الله }}
حتى في {{ الإسلام }} مهما كانت سياسة الدولة متوترة مع دول أخرى ، لا يحق لها منع أي مسلم على وجه الارض كلها على الإطلاق من دخول مكة المكرمة ..فهي حق لكل المسلمين ، وقد توعد الله بالعذاب الأليم والخزي لمن يمنع مسلم واحد من دخول الحرم ، مهما كنت معه على خلاف ..قال تعالى
{{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم}}
_______
ومع ذلك لم يكن الأمر بهذه السهولة على الصحابة
لأنه ليس هناك ما يضمن أن قريش ستحترم هذه الأعراف وقد انتهكت قريش اعرافها قبل ذلك كثيرا ولو كان الأمر هكذا سهلا لذهب بعض المسلمين لأداء العمرة بصورة فردية ولكن هذا لم يحدث
ولو حدث لأسرته قريش ..ولم تحدث سوى حالتين عمرة فقط ، منذ هجرة النبي صل اللهم عليه وسلم
١_الأولى بعد الهجرة مباشرة، وقد قام بها {{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه وأرضاه وعندما عرفه {{ أبو جهل }} تصدى له ومنعه من استكمال طوافه بالكعبة
٢_ ومرة ثانية بعد الهجرة بثلاثة سنوات، قام بها {{ثمامة بن اثال}} سيد بني حنيفة وقد رفع صوته وجهر بالتكبير ، وقد تعرضت له قريش كذلك، ولكنها لم تستطع منعه لمكانته
_________
اذن الأمر ليس سهلا ، وليس هناك ما يضمن أن قريش لن تتعرض للمسلمين بل على العكس تاريخ قريش مع المسلمين
يقول {{ أن خروج المسلمين لأداء العمرة فيه خطورة شديدة جدا }}
ولذلك لم يستجب للنبي صل اللهم عليه وسلم، سوى المؤمنين فقط
بينما رفض المنافقون الخروج الى هذه الرحلة المهلكة من وجهة نظرهم وكذلك لم يخرج الأعراب الذين حول المدينة
________
فكان عدد الذين خرجوا مع النبي صل اللهم عليه وسلم
{{ ١٤٠٠ }} من الصحابة ولكنه كان صف نقي خالص ليس فيه منافقون
وليس فيه أناس ايمانهم ضعيف
واذا كان الصف {{نقي طاهر فلابد }} أن النصر قريب، كما كان في بدر وكما في قصة طالوت، وغير ذلك من المشاهد
_______
خرج صل اللهم عليه وسلم واصحابه في {{ ذي القعدة }}
في نهاية السنة السادسة من الهجرة وكان مع المسلمين ، عدد كبير من الإبل لذبحها في مكة وهو ما يسمى {{ الهدي}}
والهدي هو ما يهدى من الأنعام الى الحرم تقرباً الى الله تعالى وافضله هو {{ الإبل }} فأشعرها وقلدها
معنى {{ أشعرها }}
هو أن يجرح أحد جانبي سنام الناقة ، ويأخذ من دمها ويلطخ به السنام كعلامة ان هذه الناقة {{ هدي لبيت الله الحرام }}
ومعنى {{ قلدها }}
هو أن يوضع في عنق الأبل قطعة جلد أو غير ذلك
وكانت العرب في الجاهلية تعلق {{ النعال اي الاحذية }} على عنقها حتى يعرف أنها هدي فلا يتعرض لها أحد
أما النبي صل اللهم عليه وسلم، قلدها فوضع على رقاب الهدي شيء آخر من الخرز الذي يستخدمونه ، جعل على عنقها قلائد دليل على أنه متجهاً للبيت الحرام ، وأنه لايريد أن يحارب احداً ، فكان محرماً معتمراً

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

09 Nov, 08:19


ووقف صل اللهم عليه وسلم يصلي بالمسلمين
{{ صلاة الخوف }} لأول مرة ..فصلى وصلى خلفه نصف الصحابة
والنصف الثاني من الصحابة وقف خلف المسلمون لحراستهم وأتم صل اللهم عليه وسلم صلاة ركعتين ثم وهو في التشهد سلم الصحابة [[ اي انهوا الصلاة السلام عليكم ورحمة الله ]]
وبقي النبي صل اللهم عليه وسلم ولم يسلم وانصرف الصحابة ووقف للحراسة ثم جاء النصف الثاني الذي كان يقوم بمهمة الحراسة فصلى مع النبي صل اللهم عليه وسلم
فلما رأى {{ خالد بن الوليد}} ذلك وهو يراقبهم من بعيد ذهل
وقال متعجباً :_ إن القوم ممنوعون !!!
[[وكان هذا الموقف له أثر كبير في اسلام {{خالد بن الوليد}} سيف الله المسلول رضي الله عنه ، لأنه أسلم بعد صلح الحديبية بشهور قليلة ]]
بعد أن صلى المسلمون العصر
عاد {{خالد بن الوليد }} بكتيبته الى مكة ليخبر قريش ، أن محمدا - صل اللهم عليه وسلم - ومن معه لم يأتوا لقتال ، وقد ساقوا الهدي واشعروها وقلدوها محرمين معتمرين
وكانت مكة في قمة ارتباكها ، وغير قادرة على اتخاذ أي قرار
_______
ثم انحرف الرسول صل اللهم عليه وسلم بالمسلمين مرة أخرى متجنباً جيش مكة ، وأكمل المسلمون طريقهم حتى اقترب المسلمون جدا من مكة ووصلوا الى وادي أسمه {{ الحديبيبة }} أرضه منبسطه
وسبب تسميته {{ الحديبية }} لان فيه {{ بئر }} ماءه قليل يبض الماء بضاً [[ يجلس الذي يريد ان يشرب منه ساعة حتى يملئ قربته وهو يحني ظهره {{ فيحدب }} ظهر الرجل ]]
فسمي البئر {{ الحديبية }} لأنه يحدب ظهر الرجل ومن هذا البئر أخذ المكان اسمه ..وهذا المكان هو الآن ضاحية من ضواحي مكة
[[أي أن المسلمين أصبح بينهم وبين مكة اثنين أو ثلاثة كيلومتر ، وأصبحوا يرونها أمام عيونهم من بعيد ]]
وأصبح الموقف شديد الحرج ، ففي أي لحظة يمكن أن يقع القتال
______
في ذلك المكان {{ الحديبية }}
أراد النبي صل اللهم عليه وسلم، أن يكمل طريقه ويدخل مكة
بركت ناقته القصواء ، ورفضت أن تتحرك فزجرها النبي صل اللهم عليه وسلم، فلم تقم وحاول الصحابة أن يدفعونها
واخذوا يقولون لها :_ حل حل
[[ حل كلمة عند العرب يزجرون بها الابل اذا احرنت عن المسير ]]
ولكنها رفضت التحرك ..فقال الصحابة: _ خلأت القصواء
[[ القصواء اسم ناقة النبي خلأت يعني أحرنت ورفضت المسير ]]
قالوا :_خلأت القصوى
يقول الصحابة :_ فما لبثنا إلا والنبي صل اللهم عليه وسلم
يرفع صوته في وجوهنا
ويقول :_ ما خلأت القصواء ، وما ذاك لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل ، والذي نفسي بيده لا يسألوني [[ أي قريش ]] خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها
[[ القصواء وهي ناقته التي دخل عليها المدينة المنورة يوم الهجرة عندما قال لاصحابه {{دعوها فإنها مأمورة }} فالقصواء تسير بأمر الله ، تقودها الملائكة فلما رفضت التحرك علم النبي - صل اللهم عليه وسلم - انها مأمورة ، وحبسها الله ومنعها دخول مكة كما منع فيل أبرهة ..معنى ذلك فهم النبي صل اللهم عليه وسلم عن ربه ، مشيئة الله لعدم دخوله مكة ، ليحفظ الله نبيه واصحابه من غدر قريش
لذلك هو مستعد لقبول حلول أخرى غير أن يدخل المسلمون مكة ويؤدون عمرتهم ، لأن عدم تحرك الناقة وهو أمر ليس من طبيعتها فيه اشارة من الله تعالى الى عدم الدخول في قتال مع أهل مكة في ذلك الوقت وفي ذلك المكان لحكمة عند الله تعالى ]]
فعسكر النبي صل اللهم عليه وسلم واصحابه في ذلك الوادي {{ الحديبية }} فقال الناس :_ يارسول الله نزلت بنا على غير ماء
وإن بئر {{ الحديبية }} لا يستقي منها الراكب أو الراكبان ونحن كثير
فقال لهم النبي صل اللهم عليه وسلم:_ انظروا هل بها من ماء ؟؟
فجاؤا النبي
وقالوا :_ ليس فيها إلا الدلوين او الثلاث ؟!!
فأخذ سهماً صل اللهم عليه وسلم من كنانته وأعطاه لأحد اصحابه
فقال :_ انزل فيها [[ اي البئر ]] واغرسه فيها باسم الله
فنزل الرجل وقال :_ بسم الله وغرس السهم في وسط البئر
يقول اصحابه :_
[[وهم فوق ١٥٠٠ رجل يعني الحديث فوق المتواتر ]]
قالوا :_ والذي بعثه بالحق ، لقد أخذ الماء يفور ، وله هدير كأنه الماء يغلي بالقدور ، فما أن أسرعنا حتى أخرجنا صحابنا وإلا كان قد غرق ، ففار الماء وفاض حتى ملء البئر
[[وكان فتحت البئر كبيرة يجلس الناس حوله ]]
فجلس اصحاب النبي صل اللهم عليه وسلم حول البئر يغترفون الماء لا يحتاجون لحبل ودلو ينتشلون الماء
يتبع بإذن الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

09 Nov, 08:19


قال المسور بن مخرمة: أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على أبي العاص خيرًا، وقال: حدّثني فصدقني، ووعدني فوفى لي، وقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى مكة بعد وقعة بدر فيبعث إليه ابنته، فوفى بوعده، وفارقها مع شدة حبه لها.
نتائج سرية زيد بن حارثة إلى العيص
أسر قافلة لقريش وقائدها ثم ردهم إكرامًا لنبي الله صلى الله عليه وسلم وابنته، ومن النتائج أن أسلم قائد السرية وهو بمكة بعد رد الودائع.
ما الدرس المستفاد من سرية زيد بن حارثة إلى العيص؟
كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يعلم أنه أرسل في طلب قافلة يقودها صهره، وكان ذا قربى منه لجهة زوجته الأولى وابنته، ورغم ذلك أرسل حتى أمكنه الله من قافلة قريش، ثم استأذن أصحابه بردها بعد أن علمت قريش بتمكن المسلمين، وكان صلى الله عليه وسلم يعلم متى يسامح ومتى يجازي الشر بالشر، وكان في علمه أن أبا العاص رجل أمين وقد أسلم بالفعل بعدها بأيام وقبل فتح مكة.
_______
يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

09 Nov, 08:19


🔸🔸الحلقة الواحدة والخمسون بعد المائة🔸🔸
******
السيرة النبوية العطرة (( سرية زيد بن حارثة ))
________
قلنا في الجزء السابق أن العام السادس للهجرة ، كان عام{ السرايا }
وقد أراد النبي صل اللهم عليه وسلم ، أن يأدب العرب حول المدينة ممن تحزبوا مع الأحزاب وتجمعوا لغزو المدينة
فكما أمّنَ النبي صل اللهم عليه وسلم المدينة بأقتلاع جرثومة الفساد من داخلها من أخوة القردة والخنازير {{ بني قريظة }}
أراد صل اللهم عليه وسلم أن يأمنها من خارجها
وقد أتيت لكم على سرية {{ محمد بن مسلمة }} رضي الله عنه
ونأخذ اليوم نموذج آخر عن هذه السرايا أختم به حديثي ، لننتقل بعده الى {{ الحديبية }}
_________
في {{ جمادى الأول }} من السنة السادسة من الهجرة
أرسل الرسول صل اللهم عليه وسلم {{ زيد بن حارثة }} رضي الله عنه ومعه{{ ١٧٠ راكبا }} الى {{ العيص}} لاعتراض عير لقريش
[[والعيص هو مكان يبعد عن المدينة ٢٢٠ كم، وهو في طريق تجارة قريش الى الشام، وهذه هي ثاني مرة يرسل فيها الرسول صل اللهم عليه وسلم سرية الى هذا المكان لاعتراض عير لقريش، وكانت المرة الأولى، هي أول سرية يرسها الرسول صل اللهم عليه وسلم ، عندما أرسل عمه {{حمزة بن عبد المطلب }} رضي الله عنه ،في الشهر السابع من الهجرة لاعتراض عير قريش ، وكانت أول سرية في الاسلام ]]
_________
من هو قائد السرية
قادها الصحابي زيد بن حارثة رضي الله عنه في ١٧٠ من المجاهدين، ضمن سلسلة سرايا متتابعة كلفه بها نبي الله صلى الله عليه وسلم ضد قبائل عربية مشركة، وقد تقدم في سيرته أنه من العشرة المبشرين بالجنة ومن السابقين للإسلام.
وكان قائد السرية المشركة أبو العاص بن الربيع وهو من تجار قريش وأمنائهم، صهر[أي: زوج ابنته] رسول الله وابن أخت السيدة خديجة زوجته الأولى وأم السيدة زينب رضي الله عنهما، وقد حارب رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدر وأسر ثم فدته السيدة زينب رضي الله عنها.
أسباب سرية زيد بن حارثة إلى العيص
بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أن قافلة لقريش قد أقبلت من الشام بقيادة أبو العاص بن الربيع، وهو زوج ابنة النبي صلى الله عليه وسلم، قبل تحريم زواج المسلمة من مشرك.
وبالطبع كانت قريش هي العدو الأكبر لدعوة الإسلام، وخرجت كثير من السرايا بهدف شل حركتها التجارية وإجبارها على الخضوع ومنع الأذى عن المسلمين.
أحداث سرية زيد بن حارثة إلى العيص
استطاع الصحابي زيد بن حارثة ورفاقه أن يسيطروا على قافلة لقريش، فاستجار قائد القافلة أبوالعاص بزوجته زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم، فأجارته
ونادت في الناس حين صلى الرسول الفجر هو وأصحابه،
فقالت «أيها الناس، إني قد أجرت أبوالعاص»،
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لما سلم
وأقبل على الناس: «هل سمعتم ما سمعت؟»،
قالو نعم، قال صلى الله عليه وسلم
«أما والذي نفسي بيده ما علمت بشيء من هذا»،
ثم انصرف فدخل على ابنته
وقال صلى الله عليه وسلم «قد أجرنا من أجرت»،
ثم دخلت عليه زينب
فسألته أن يرد على أبي العاص ما أخذ منه، فأجابها إلى ذلك، وقال صلى الله عليه وسلم لها «أي بنية، أكرمي مثواه ولا يخلص إليك، فإنك لا تحلين له».
وبعث نبي الله صلى الله عليه وسلم للسرية فقال لهم:
«إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم،
وقد أصبتم له مالًا فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك، وإن أبيتم فهو فيء الله الذي فاء عليكم فأنتم أحق به»، فقالوا: يا رسول الله بل نرد عليه...
ما اطيب مكارمك يا رسول الله.
حتى رجع أبو العاص إلى مكة، وأدى الودائع إلى أهلها،
ثم أسلم وهاجر،
فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بالنكاح الأول بعد ثلاث سنين.
وجاء في الصحيحين أن رسول الله قال لابنته «ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما [أي: نقض جواره وعهده] فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» ثم دخلت عليه زينب رضي الله تعالى عنها فسألته أن يرد على أبي العاص ما أخذ منه، فأجابها إلى ذلك.
وذكر أن المسلمين قالوا لأبي العاص:
يا أبا العاص إنك في شرف من قريش وأنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي لأنه يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في جده عبد مناف، فهل لك أن تسلم فتغنم ما معك من أموال أهل مكة، فقال: بئسما أمرتموني أفتتح ديني بغدرة [أي: بالغدر وعدم الوفاء]،
ثم ذهب أبو العاص إلى أهل مكة فأدى كل ذي حقّ حقه،
ثم قام فقال:
يا أهل مكة هل بقي لأحد منكم مال لم يأخذه، هل وفيت ذمتي؟ فقالوا اللهم نعم، فجزاك الله خيرا،
فقد وجدناك وفيًا كريمًا،
فقال: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، والله ما منعني عن الإسلام عنده إلا خشية أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم.

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

22 Oct, 06:46


🔸🔸الحلقة السابعة والاربعون بعدالمائة🔸🔸
*******
السيرة النبوية العطرة (( الحرب خدعة ، الأحزاب ))
_________
اهتز المسلمون وزلزلوا زلزالاً شديداً ، وبلغت القلوب الحناجر
وأرسل النبي صل اللهم عليه وسلم مجموعات من الصحابة
يطوفون حول بيوت المدينة ليلاً ، يجهرون بالتكبير لتعلم يهود {{ بنو قريظة }} أن هناك حرس على البيوت ورجال
وأرسل اليهود عيونهم الى داخل المدينة، وأخذوا يطوفون بالحصون التي بها النساء والأطفال والشيوخ ، ليختبروا امكانية مهاجمة هذه الحصون
___
جاء الى النبي صل اللهم عليه وسلم ، شاب من الانصار واستأذن النبي صل اللهم عليه وسلم
فقال : يا رسول الله ائذن لي أحدث بأهلي عهدا ، فأذن له رسول الله - صلى الله عليه سلم - ، وقال : " خذ عليك سلاحك ، فإني أخشى عليك بني قريظة " فانطلق الفتى إلى أهله ، فوجد امرأته قائمة بين البابين ، فأهوى إليها بالرمح ليطعنها ، وأدركته غيرة ، فقالت : لا تعجل حتى تدخل وتنظر ما في بيتك ، فدخل فإذا هو بحية منطوية على فراشه ، فركز فيها رمحه ، ثم خرج بها فنصبه في الدار ، فاضطربت الحية في رأس الرمح ، وخر الفتى ميتا ، فما يدرى أيهما كان أسرع موتا ، الفتى أم الحية ؟ فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " إن بالمدينة جنا قد أسلموا ، فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام ، فإذا بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه ، فإنما هو شيطان "
_______
{{ وانظروا مشيئة الله إذا أراد شيئا هيأ له أسبابه }}
ثم أرسل النبي صل اللهم عليه وسلم {{ ٢٠ رجل }} من اصحابه و منهم رجال من ذوي المتوفى ليدفنوه
فحملوه فسلكوا به من الوادي العقيق
فكان في ذلك الوقت {{ ابو سفيان }} قد اشتكى لحيي بن اخطب
انه قد نقصت المؤنة من جيش قريش
فقال :_ يا حيي نفذت علائفنا ونقصت مؤونتنا ، وهلكت الخف والكراع [[ يعني الابل والخيل رح تهلك مافي شي ياكلوه ]]
فهل لدى {{ بني قريظة }} من علف و قوت
قال له :_ نعم
ثم ذهب وكلم له {{ كعب }} سيد بني قريظة
فقال له كعب :_ المال مالك
فأرسل ابو سفيان عشرين ناقة ، لتحمل لهم الطعام والعلف من بني قريظة
فلم حُمَّلت تماماً ، وانطلقوا وتوجهوا يريدون الخندق من الخارج
كان لا بد لهم أن يمروا من وادي العقيق
فكان العشرون من الصحابة يحملون جثة هذا الشاب الذي مات وكان الوقت نهار ..فألتقوا بقافلة المشركين
فأقتتل المسلمون معهم فهزموهم المسلمون
واخذوا القافلة بكل ما فيها ، وكان اهل المدينة في جوع وعسر شديد
{{ سبحانك ربي ما أعظمك وما أجملك ، أراد أن يطعمهم الله }}
ثم رجعوا بعد ان دفنوا هذا الشاب الى النبي صل اللهم عليه وسلم
واذا معهم عشرون جمل محمل
قال لهم النبي صل اللهم عليه وسلم :_ ماهذه ؟!!
قالوا:_ غنمناها من رجال قريش ، ارسلت بها قريظة الى قريش
[[فكان موت الشاب سبب في غنيمة تفرج كرب الخندق ]]
ولما وصل الخبر لأبي سفيان اسمعوا ماذا قال
قال :_ ان حيي لرجل مشؤوم [[ يعني منحوس مافي بوجهه خير ]]
سروا بهذه الغنيمة و فرَّجت عنهم بعض الكرب
ولكن ما زال الصحابة مكتئبون لأنهم على اعصابهم ، لا يعلمون متى ستفتح قريظة للأحزاب ابواب الحصون
_________
في صباح الاربعاء كان النبي صل اللهم عليه وسلم
يفكر فيما يمكن أن يفعله لمواجهة هذا الموقف الصعب
وأراد الرسول صل اللهم عليه وسلم أن يفكك هذا التحالف
ففكر الرسول صل اللهم عليه وسلم أن يعرض بعض المال على قبائل {{ غطفان }} في سبيل أن تنسحب غطفان وتترك حصار المدينة
وكان هذا المال الذي فكر الرسول صل اللهم عليه وسلم أن يعرضه على {{ غطفان }} هو {{ ثلث ثمار المدينة}}
وكان الرسول النبي صل اللهم عليه وسلم
واثقا أنه اذا عرض على {{ غطفان }} هذا العرض فانها ستوافق
لأن {{ غطفان}} لم يكن بينها وبين المسلمين عداءاً شديد
والنبي صل اللهم عليه وسلم كان على عهد معهم ولكنهم نقضوا العهد اتذكرون سيدهم {{ عيينة }} ذكرناه من قبل الذي قال عنه النبي صل اللهم عليه وسلم {{ الأحمق المطاع }}
والذي شجعها على الخروج لغزو المسلمين هو أن يهود {{خيبر }} اتفقوا معهم على أن يعطوهم نصف ثمار خيبر لمدة عامين
فاذا عرض الرسول صل اللهم عليه وسلم أن يعطيهم من ثمار المدينة
دون قتال فلابد أنهم سيوافقوا وينسحبوا
فاذا انسحبوا سيصبح جيش الأحزاب أربعة ألاف بالإضافة الى يهود {{ بني قريظة }} وهؤلاء يمكن للمسلمين الإنتصار عليهم ، كما حدث في بدر وكما حدث في الجزء الأول من معركة أحد
______
أرسل النبي صل اللهم عليه وسلم الى {{ عيينة بن حصن }} سيد غطفان

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

22 Oct, 06:46


وإن قريشاً قد جاءوا لحرب محمد -صل اللهم عليه وسلم- وأصحابه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره [[ يعني بيوتهم ونسائهم في مكة بلد ثانية مش خايفين على شي ]]
فإن أصابوا فرصة انتهزوها [[ إذا صحلهم فرصة اغتنموها ]]
وإلا لحقوا ببلادهم وتركوكم ومحمداً -صل اللهم عليه وسلم- فانتقم منكم
قالوا :_والله قد فتحت أذهاننا ، وما العمل يا نعيم ؟! !!
قال :_ لا تقاتلوا معهم حتى يُعطوكم رهائن
قالوا :_ كيف ؟
قال :_ خذوا من سادة قريش وغطفان {{٧٠ رجل }} من اشرافهم يدخلوا معكم في الحصن ، فلا يستطيع القوم ان يرجعوا بلادهم ، وسادتهم واشرافهم ، في حصنكم فأياكم ان تقاتلوا محمد -صل اللهم عليه وسلم- ، إلا واشراف قريش عندكم في الحصن
قالوا :_ لقد أشرت بالرأي
قال :_ولكن اكتموا عني
قالوا :_ نفعل
________
ثم ذهب نعيم إلى جيش الأحزاب في نفس الليلة
واجتمع مع سادة قريش
وقال :_ يا ابا سفيان ، تعلمون ودي لكم ونُصحي لكم
أحدثكم حديثا وتكتموا عني ؟
قالوا :_ نعم افعل ، ما أنت عندنا بمتهم
ماذا عندك يا نعيم ؟ !!!
قال :_ كنت عند {{بني قريظة }}
[[ طبعا هم يعلمون ان نعيم صديق لهم ]]
قال :_ وسمعت منهم حديث ما سرني ، فما أحببت أن أبيته ليلة ، حتى يكون بين يديك وانت سيد القوم يا ابا سفيان
قال ابو سفيان :_ ما وراءك يا نعيم ؟ تكلم
قال :_ إن اليهود قد ندموا على ما كان منهم من نقض عهد محمد -صل اللهم عليه وسلم- وأصحابه
وإنهم قد راسلوه أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه ثم يوالونه عليكم
فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم .
قالوا :_ اجل قد أشرت بالرأي
_______
ثم ذهب إلى غطفان وقال لهم ما قاله لقريش
وهكذا شعرت قريش بالقلق .. وكذلك غطفان
فأرسلوا رسالةً الى اليهود وقالوا :_ إنا لسنا بأرض مقام ، وقد هلك الكراع والخف [[ الإبل والخيل التي معهم هلكوا من الجوع صعب نطول اكثر من هيك ]] فانهضوا بنا حتى نناجز محمداً -صل اللهم عليه وسلم-
[[ يعني خلص بيكفي افتحولنا الحصون ندخل على محمد -صل اللهم عليه وسلم- وصحبه ]]
فأرسل بنو قريظة رد لهم {{ إنا لا نقاتل معكم حتى تبعثوا إلينا رهائن }}
فقالت قريش وغطفان :_ صدقكم والله نعيم
فبعثوا إلى اليهود وقالوا:
{{ إنا لا نُرسل إليكم أحداً فاخرجوا معنا حتى نناجز محمدًا -صل اللهم عليه وسلم- }}
فقال اليهود:_ صدقكم والله نعيم
________
فدبت الفرقة بين الفريقين، وهكذا استطاع
{{نعيم بن مسعود}} رضي الله عنه وارضاه
بحيلته أن يقضي على هذا التحالف الخطير الذي كان بين {{ الأحزاب وبين يهود بني قريظة }}
يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

22 Oct, 06:46


فجاء ومعه بعض الرجال فأدخله النبي صل الله عليه وسلم خيمته وعرض عليه الأمر .... فوافق عيينة فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_
اجلس على ما انت عليه ، حتى نستأذن السعدين
[[ لان تمر المدينة للأنصار ، وسادة الانصار السعدين ]]
١_سعد بن معاذ {{ سيد الأوس }}
٢_سعد بن عبادة {{ سيد الخزرج }}
فأرسل النبي -صل اللهم عليه وسلم- إليهما فلما حضروا
وكان عيينة جالساً ، وفي ظنه أنه انتصر ، وقد حاز على ثلث تمر المدينة ، وها هو محمد -صل اللهم عليه وسلم- يطلب مني الصلح
وكان جالساً وقد مد رجليه في حضرة
{{ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم}} -صل اللهم عليه وسلم-
فدخل سعد بن معاذ متوشحاً سيفه
فلما رأى {{ عيينة }} سيد غطفان يمد رجليه في حضرة النبي صل اللهم عليه وسلم ، وقبل ان يعلم ما الخبر نظر إليه
وصرخ به وقال :_ يا عين الهجرس [[الهجرس يعني الثعلب اي يا عين الثعلب
يا عين الهجرس أتمد رجليك في حضرة النبي صل اللهم عليه وسلم ؟ !!!
والله لولا أنك في مجلسه ، وفي خيمته ، لأنفذت خصيتيك بهذا الرمح
وصرخ سعد في وجهه :_ أقبض رجليك
فقبض عيينة رجليه
ثم اخفض رأسه {{ سعد بن معاذ }} وألتفت الى رسول الله صل اللهم عليه وسلم بكل أدب وهدوء وقال :_ سمعاً وطاعةً يارسول الله ، أرسلت في طلبنا
فأخبرهما النبي -صل اللهم عليه وسلم- بالذي تفاوض به مع عيينة
وقال :_ مارأيكما ؟؟
[[ واسمعوا ماذا قال {{ سعد بن معاذ }} ألم أخبركم من قبل ان الخندق كلها لسعد بن معاذ ، سعد بن معاذ عجزت النساء ان يلدنَّ مثله ، اسمعوا منطق الصحابي الجليل صاحب الأيمان الكامل عمره {{ ٣٦ }} عام ]]
فقال سعد بن معاذ بكل أدب
قال : _يا رسول الله ! -صل اللهم عليه وسلم-
إذا كان هذا أمر من السماء قد أمرك الله به فليس لنا من الأمر شيئاً امضي على بركة الله [[ يعني ان كان امر من الله فمالنا رأي فيه انتهى الموضوع ]]
:_وإن كان هذا الأمر تحبه وترضى فيه وترى فيه خيرا ،فنحن طوع أمرك
:_ أم إن كان شيء تصنعه لنا ؟ فلنا فيه رأي
[[ يعني بدك تخفف عنا هالمصيبة لأن العرب ماحاربتنا إلا لوجودك عنا بالمدينة اذا بدك تخفف عنا ، لنا فيه رأي ]]
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم :_ بل شيء أصنعه لكم
والله ما أصنع ذلك إلا لأني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة
وكالبوكم من كل جانب فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم
فقال سعد بن معاذ:_ يا رسول الله!
قد كنا وهؤلاء على الشرك بالله وعبادة الأوثان
لا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها [[ أي من المدينة المنورة ]] ثمرة واحدة إلا قرىً أو بيعاً
[[ أي ما كان يحلموا ياخدوا منا تمرة وحدة إلا ضيافة أو بيعاً ]]
أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا به وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا ؟؟
أنعطيهم الدنية في ديننا ؟؟
لا والذي بعثك بالحق ، لا نعطيهم إلا حد السيف فليجهدوا علينا ما استطاعوا
[[يعني خليهم يحزبوا كل الناس وكل الدنيا ويجوا ، لا تحمل همنا يا رسول الله ]] -صل اللهم عليه وسلم- ما لنا بهذا من حاجة
فتهلل وجه النبي صل اللهم عليه وسلم كأنه القمر وسُر بكلام سعد واقره
وعلم أن الأنصار هم الأنصار ، لم تهزهم هذا الاحداث كلها
الله أكبر .. ثم انصرف عيينة خائباً لم ينل خيراً
________
ومرة ثانية وعاشرة ينزل النبي صل اللهم عليه وسلم على رأي يخالف رأيه
وهذه هي مكانة {{ الشورى }} في الاسلام [[ ليت امتنا تفهم ]]
ولم يكن هذا الراي رايا عنتريا غير مدروس
ولكن كان نظرة {{ استراتيجية }} صائبة تماما
لأن الاتفاق مع {{ غطفان }} كان سيحل المشكلة لاشك فتنسحب غطفان ، ويتفكك التحالف وتنهزم قريش واليهود
ولكن في نفس الوقت كان سيكون له تداعيات سلبية وخطيرة جدا في المستقبل لأن ذلك كان سيكون معناه أن غطفان قد حققت انتصارا على المسلمين وبذلك تهتز صورة المسلمين أمام الجزيرة كلها
وسيفتح باب الإبتزاز المستمر للمدينة فكلما أرادوا مال جاءوا وحاصروا المدينة خاصة أن قبائل غطفان من {{ المرتزقة }} الذين يعيشون على قطع الطرق ومهاجمة القبائل
_______
في هذا اليوم وقت الظهر
قام النبي صل اللهم عليه وسلم بالصحابة يوم الاربعاء لصلاة الظهر فجمعهم للصلاة فصلى بهم وطمئنهم
وقال لهم {{ الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم }}
يا ايها الناس
لا تتمنوا لقاء العدو ، واسألوا الله العافية فإن لقيتم العدو فأصبروا واعلموا ، أن الجنة تحت ظلال السيوف [[ يحثهم على الجهاد ]]
ثم بسط كفيه للسماء ، يدعو الله
اللهم منزل الكتاب سريع الحساب أهزم الأحزاب
اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم
فقال له بعض اصحابه :_يا رسول الله -صل اللهم عليه وسلم- قد بلغت منا القلوب الحناجر، فهل من شيء نقوله حتى تطمئن القلوب ؟؟

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

22 Oct, 06:46


قال النبي صل اللهم عليه وسلم :_ نعم
قولوا {{ اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا }} الحديث رواه البخاري
_________
وفي مغرب هذا اليوم
في ذلك الموقف العصيب جدا ، والذي يعتبر من أحرج لحظات الدولة الإسلامية والدعوة الاسلامية ، حدث أمر غير متوقع على الإطلاق
وهو اسلام رجل اسمه {{ نعيم بن مسعود }}
وهو أمر غير متوقع في ذلك الوقت بالتحديد
لأن {{ نعيم بن مسعود }}من قبيلة {{ غطفان }}
وهي كما نعلم أحد القبائل المحاصرة للمدينة
فكيف يمكن لرجل من الجيش {{ المُحَاصِر }} القوي أن يترك هذا الجيش القوي وينضم الى الجيش الأضعف{{ المُحَاصَر }}
المهدد بالفناء في أي لحظة
هل رأيتم عندما صدق الانصار في موقفهم من خلال سيدهم سعد بن معاذ رضي الله عنه صدقوا مع الله ورسوله وتوجهوه بقلوبهم مضطرين الى الله
والله عزوجل يقول
{{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ}}
ولماذا أركز على هذه المعاني ؟؟
لان حالنا هذه الايام يشبه حال المسلمين بالخندق
قد احيط بنا كما احيط بأصحاب النبي صل اللهم عليه وسلم في الخندق ولا ملجأ لنا إلا الى {{{ الله }}}
{{ اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا }}
_________
أسلم {{ نعيم بن مسعود}} جاء قبل الغروب وهو من قبيلة {{ عيينة }} من غطفان الذي خرج مطروداً من سعد بن معاذ وهو في خيمة النبي صل اللهم عليه وسلم في الصباح ليكون له دور كبير جدا في رفع الحصار عن المسلمين {{ولو كان قد أسلم قبل ذلك لما كان له هذا الدور المحوري والهام جدا في غزوة الأحزاب }}
جاء نعيم بن مسعود الى الرسول صل اللهم عليه وسلم
فأستأذن بالدخول
[[ فظنوه رسولا جاء من طرف عيينة ، والرسل معروفة عند العرب لا تقتل ]]
فلما دخل اجلسه النبي صل اللهم عليه وسلم ، في خيمته
وقال له :_ ماذا وراءك يا نعيم ؟؟ [[يعني مين ارسلك ]]
قال له نعيم :_ يا رسول الله! -صل اللهم عليه وسلم-
[[ يا رسول الله !! كلمة لا يقولها الا مؤمن ، الكافر يقول يا محمد -صل اللهم عليه وسلم- يا ابا القاسم اما رسول الله -صل اللهم عليه وسلم- لا يقولها إلا مؤمن ]]
قال :_يا رسول الله -صل اللهم عليه وسلم- ، إني رجل قد أسلمت
وإن قومي غطفان لم يعلموا بإسلامي
فمرني بما شئت [[ اي اعملك شي انفعك انا مؤمن بينهم وما حدا عارف عني
_______
من الذي القى الايمان في قلبه ذلك اليوم ؟؟
إنه {{ الله }} وليتنا نفهم عن الله
{{ كن مع الله ولا تبالي }} وله طرائق بعدد انفاس الخلائق
______
فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_ انما أنت رجل واحد
[[ يعني أن انضمامك الى الجيش لن يكون فيه فارق كبير لأنك شخص واحد]] ولكن خذّل عنا ما استطعت {{فإن الحرب خدعة }}
[[ يعني اعملك شغلة توقع فتنة بينهم ]]
قال نعيم :_ يارسول الله -صل اللهم عليه وسلم- ، إني أحتاج ان اقول[[ يعني اذا بدي اعمل فتنة لازم اكذب ]] فهل تأذن لي ؟
قال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_ قل ما شئت ، فإن الحرب خدعة
_________
أعطى الرسول صل اللهم عليه وسلم {{ لنعيم بن مسعود }} أول الخيط
وفتح له الباب الى الإبداع و الرسول صل اللهم عليه وسلم يعلم أن {{نعيم بن مسعود}} عنده هذه القدرة الخاصة
وقد حاول {{ أبو سفيان بن حرب }} أن يستخدم {{نعيم بن مسعود}} في تخويف المسلمين في غزوة بدر الآخرة، وفشل {{ نعيم }} في تخويف المسلمين
______
وبالفعل قام {{ نعيم بن مسعود }} رضي الله عنه وارضاه
بخدعة عجيبة لم تخطر على بال أحد من الصحابة
خرج من عند النبي صل اللهم عليه وسلم ويمم وجهه نحو يهود {{ بني قريظة }} وكان قبل ذلك الوقت معروفا لديهم وكثير التردد عليهم
وهو صديق حميم لسيد بني قريظة {{ كعب }} وصديق ايضا لحيي بن اخطب .. فدخل عليهما فرحبا به
فقال لهما : _يا كعب ويا حيي
قد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم
قالا له :_ أجل ، صدقت انت رجل غير متهم عندنا
[[ يعني اخ عزيز ]]
فقال نعيم :_ إني ناصحاً لكم
فإن قريشاً قد ملت المقام [[ يعني صرلهم ١٥ يوم ملوا وزهقوا ما بدهم يحاربوا ]] وقد تشائم ابو سفيان من استيلاء ، أصحاب محمد -صل اللهم عليه وسلم- على القافلة ، وان هذا الرجل [[ قصده النبي ]] -صل اللهم عليه وسلم- لا يؤمن جانبه
هل نسيتم ما صنع بأخوانكم من بني {{ النضير وقينقاع }}
وقريش ليسوا مثلكم .. البلد بلدكم فيه أموالكم ونساؤكم وأبناؤكم لا تقدرون أن تتحولوا منه إلى غيره
[[ انتوا وضعكم يختلف عن قريش هم بيرجعوا لبلدهم بس انتوا وين تروحوا ، اذا انصرفت قريش ]]

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

22 Oct, 06:45


يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

22 Oct, 06:45


🔸🔸الحلقة السادسة والاربعون بعد المائة🔸🔸
*******
١لسيرة النبوية العطرة (( زلزلة المؤمنين ))
_____
نقضت بني قريظة عهدها مع النبي صل اللهم عليه وسلم ، وقررت الإنضمام لجيش الاحزاب ، ضد المسلمون
فوصل الخبر للنبي صل اللهم عليه وسلم ، بغدر {{ بني قريظة }}
وكان هذا الخبر تحول خطير جداً في المعركة لصالح الأحزاب
لأن المدخل الوحيد لدخول المدينة من الجنوب ، والذي كان تحت سيطرة {{ بني قريظة }}
________
عندما وصل الخبر الى النبي صل اللهم عليه وسلم بغدر {{ بني قريظة }}
بعث إليهم الزبير بن العوام ، ليستطلع له الخبر
فلما وصل {{ الزبير }} الى حصونهم وجدهم يرممون حصونهم ، أستعداداً للحرب فعاد مسرعاً الى النبي صل اللهم عليه وسلم وأخبره بذلك
________
فأراد النبي صل اللهم عليه وسلم أن يتأكد من ذلك فأرسل إليهم
{{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه سيد الأوس ، وكان سعد بن معاذ من قبل حليف بني قريظة ، قبل الإسلام
وأرسل معه {{ سعد بن عبادة }} رضي الله عنه ، سيد الخزرج
ومعهما {{ عبدالله بن رواحة }} وقال لهم النبي صل اللهم عليه وسلم :_
انطلقوا حتى تأتوا هؤلاء القوم فتنظروا أحقاً ما بلغنا عنهم
ام انها شائعة .. إن كانت شائعة فاجهروا بها على الناس حتى يطمئنوا [[ لأن الخبر تسرب في صفوف المسلمين ]] وإن كان حقا [[ أي انهم حقاً نقضوا العهد ]] {{ فالحنوا لي لحنا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس }}
_______
ما اجمل هذه البلاغة من الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم
{{العضد }} هو الذراع وعضلات اليد و{{ الفت }} هو الكسر
لم يقل لا تفتوا اعضاد الناس [[ لانهم مش رح يكسروا ايديهم ]]
قال لا تفتوا {{ في }} أعضاد الناس [[ اي لا تكسروا عزيمة الناس وقواهم ]]
فالحنوا لي لحنا اعرفه
[[ يعني احكولي كلمة اعرفها انا وافهمها من غير ان يعرفها الناس ]]
صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يا رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-
يا إمام المرسلين -صل اللهم عليه وسلم-ويا خير من قاد جيشاً لقتال المشركين ..فأنطلقوا حتى أتوهم
فلما رأوهم [[ أي يهود بني قريظة ]] اغلقوا في وجههم أبواب حصونهم
فنادهم{{ سعد بن معاذ }} من وراء الحصون :_ يا كعب
فأطل كعب
قال له سعد :_ ألا تفتح لنا ؟؟
قال :_ ماذا تريدون نحن في حرب [[ يعني مش وقت فتح ابواب ]]
قال سعد :_ بلغنا عنكم امراً ، فجئنا إليكم نستوثق
قال : _وما بلغكم عنا ؟؟
قال :_ بلغنا أنكم نقضتم عهدكم مع رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-
قالوا :_ من رسول الله هذا ؟؟ -صل اللهم عليه وسلم-
قال :_ ويحك محمد رسول الله !!! -صل اللهم عليه وسلم-
قال :_ ومن قال لك ان محمداً رسول الله ؟ -صل اللهم عليه وسلم-
ثم من محمد -صل اللهم عليه وسلم- هذا نحن لا نعرفه ؟؟
وليس بيننا وبينه عهداً ولا ميثاق !!!
اصبحوا لا يعرفون من محمد رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-
وكان {{ سعد بن معاذ }} ذو حدة [[ اي يغضب وينفعل بسرعة ]]
فغضب سعد وثار فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه [[ ارأيتم هؤلاء الذين كان بينهم وبين سعد عهد قبل الاسلام ]]
فقال له سعد بن عبادة: _ دع عنك مشاتمتهم الذي بيننا وبينهم أربى من المشاتمة [[ يعني اللي بينا وبينهم الآن شأن مهم ارقى واعلى من المشاتمة
قال سعد وهو مغضب :_ لا والله لا أنصرف عنهم حتى اسمعهم ما يرضي الله ورسوله -صل اللهم عليه وسلم-
________
سعد هذا رضي الله عنه {{ الخندق }} كلها لسعد بن معاذ وسترون ذلك
ما قال كلمة يوم الخندق ، إلا نزل القرآن بعدها بنفس النص الذي نطق به سعد وما دعى دعوة يومها إلا استجيب له كما أراد
{{ سعد بن معاذ }} عجزت النساء أن يلدنَّ مثل سعد
[[ لمن يتسألون ماذا فعل سعد اسلم وعمره ٣٠ واستشهد وعمره ٣٦ فماذا فعلت يا سعد في {{ ٦ }} سنوات حتى اهتز لموتك عرش الرحمن ]] ستعلمون من هو سعد رضي الله عنه
_________
فماذا قال سعد ؟؟ قولوا {{ رضي الله عن سعد }}
قال سعد :_ يا اخوة القردة والخنازير
[[ فكانت اول مرة تُسمع هذه الكلمة بين العرب تُطلق على اليهود ، نطق بها سعد ]]
قال :_ يا اخوة القردة والخنازير ، إني لأرجو الله
إني لأرجو الله أن يهزم الأحزاب وحده ، فينقلبوا بغيظهم فلا ينالوا خيرا
ونزل القران يقول كما نطق سعد
{{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ }}
[[[ نزل القران كما نطق سعد !!! أي رجال هؤلاء ؟؟!!!
ثم قال :_
ثم نأتيكم ونحاصركم في جحوركم هذه ، فتنزلوا على حكمنا

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

22 Oct, 06:45


يقول تعالى في سورة البقرة {{وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }}
________
ونرجع الى سياق الآيات ، يصف الله تعالى حال المنافقين في المدينة في ذلك الوقت [[ لأن اللي زاد الطينة بلة الطابور الخامس اللي موجود دائما بالامة انظروا الى قولهم ]]
قال تعالى {{ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا }}
[[ كان المنافقون يقولون:_ كان محمد -صل اللهم عليه وسلم- يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط
ساعتها فُتح المجال للمنافقون ومن شدة خوفهم لم يستطيعوا ان يتصنعوا الايمان ويكتموا نفاقهم ، يعني صاروا يحكوا قبل ايام ونحن نحفر بالخندق ورسولكم -صل اللهم عليه وسلم- يقول لنا أوتيت مفاتيح كسرى مفاتيح الروم مفاتيح اليمن كل هذا الكلام كان غرور{{ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا }}وبدأ المنافقون في التسرب من الصف والهرب ]]
{{ وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }}
[[ قالت طائفة منهم اي المنافقين يا اهل يثرب ، من شدة الخوف ولأنهم مرضى قلوب نسيوا يقولوا المدينة وبرز طبعهم الأصلي {{ النفاق }} ونطقوا بالتسمية الجاهلية للمدينة قالوا {{ اهل يثرب }} لا مقام لكم فأرجعوا ، يعني ليه قاعدين تحرسوا الخندق على الفاضي ،ارجعوا لبيوتكم عشان ما تبينوا انكم محاربين ، اتركوا محمد -صل اللهم عليه وسلم- ومن معه عند الخندق ، وطائفة منهم يستأذنوا النبي -صل اللهم عليه وسلم- يقولون بيوتنا عورة يعني يقولوا للنبي -صل اللهم عليه وسلم- قريظة نقضت عهدها نحن بيوتنا عورة يعني مكشوفة بوجه العدو خلينا نروح نحمي اولادنا ونسائنا
وهكذا بدأت تنقية صفوف المسلمين من شوائب المنافقين، وكانت هذه ودائما كما ذكرنا هي حكمة الله تعالى في الابتلاءات والفتن والله عزوجل يكذبهم {{ كذابين }} ويقول {{وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }} ]]
________
{{ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا }}
ورضي الله عن {{ سعد بن معاذ }} وقد نزلت الايات بعد انتهاء غزوة الخندق
عندما جاءت هذه الطائفة من المنافقون يستأذنون رسول الله -صل اللهم عليه وسلم- ويقولون بيوتنا عورة ، وقريبة من قريظة ، ونخشى على النساء والذرية ، فهل تأذن لنا نحمي بيوتنا ونصد عنكم ما استطعنا من بني قريظة
والنبي صل اللهم عليه وسلم لأنه {{ صادق }} لا يكذب الناس ولأن طبعه الصدق ، لا يظن بهم الكذب ، فصدقهم وكاد أن يأذن لهم بالذهاب
فدخل {{ سعد بن معاذ }} على غير موعد فوجدهم يستأذنون والنبي -صل اللهم عليه وسلم- يريد ان يأذن لهم [[ اي الحديث دائر مع النبي ]] -صل اللهم عليه وسلم-
قال :_ ما شأنهم يا رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-
قال له النبي -صل اللهم عليه وسلم-:_ يريدون ان يستأذنون فإن بيوتهم عورة ليحموا النساء والذرية
فقال سعد :_ لا والذي بعثك بالحق ماهي بعورة إن يريدون إلا فرارا فنزل القران كما نطق سعد
{{ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }}
قال سعد :_هذه عادتهم معنا دائماً يا رسول الله -صل اللهم عليه وسلم- ، ما دهمنا أمر إلا خذلونا و استأذنوا ، فلا تأذن لهم يا رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-فلم يأذن النبي صل اللهم عليه وسلم لهم ، ونزل القران يفضحهم كما نطق سعد بن معاذ
{{ رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }}
______
النبي صل اللهم عليه وسلم كان قد أمر قبل الخندق كما قلنا أن تجلس النساء والاطفال فوق الحصون
اما الآن وقد نقضت عهدها اليهود لم يعد هنالك آمان ، فممكن اليهود أن يدخلوا ويقتلوا النساء والذرية وينهبوا البيوت فأضطرب الصحابة واصبحت قلوبهم ليست معهم قلوبهم عند اولادهم ونسائهم
وصدق الله ، فقد زلزل المؤمنون
{{ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدً }}
هذه الزلزلة جعلت الصحابة يفاوضون النبي صل اللهم عليه وسلم
يقولون :_ يارسول الله -صل اللهم عليه وسلم- ألا نرسل منا من يحفظ النساء والذرية ؟؟
قال :_ أجل نرسل كل ليلة طائفة [[يعني رجال ]] يظهرون التكبير ويطوفون ببيوتنا ، فتسمع بهم يهود[[ اي قريظة ]] فيعلمون أننا لم نترك نساءنا من غير رجال وحرس ويعودون إلينا بالنهار [[ لأن بالنهار مافي خوف ، الخوف في الليل ]] وتوجه النبي صل اللهم عليه وسلم الى ربه في كشف هذه الغمة

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

22 Oct, 06:45


[[ وسنرى في الاجزاء القادمة ، عندما حاصرهم النبي صل اللهم عليه وسلم وقال لهم انزلوا على حكم الله ورسوله -صل اللهم عليه وسلم- قالوا لا إنما ننزل على حكم سعد بن معاذ ]]
هذا سعد رجل رباني عجزت النساء ان يلدن مثل سعد
أسمعهم ما يرضي الله ورسوله ثم انصرف
_________
فرجع الصحابة الى رسول الله صل اللهم عليه وسلم
وقالوا له: _ عضل والقارة [[ يعني غدر كغدر عضل والقارة، وهي القبائل التى غدرت بالمسلمين عند بئر {{ الرجيع }}
فعلم النبي -صل اللهم عليه وسلم- أنه الغدر
فاغتم النبي صل اللهم عليه وسلم ، لهذا الخبر
حتى أنه غطى رأسه بالثوب ولم يكلم احداً، حين جاءه الخبر عن بني قريظة
فاضطجع ومكث طويلاً ،فلم يكلم احد
فاشتد على الناس البلاء والخوف حين رأوه اضطجع، وعرفوا أنه لم يأته عن بني قريظة خير .. ثم إنه رفع رأسه وقال {{ أبشروا بفتح الله ونصره }}
______
لماذا قال لهم {{ أبشروا بفتح الله ونصره }}
لان الصحابة كانوا قد اعتمدوا ان جهة الجنوب فيها بنو قريظة يحمون ظهرنا
[[ كحال المسلمون اليوم ندفع الأموال ، لغيرنا من الغرب ليحمينا من الأعداء أليس هذا هو الواقع الذين نعيشه ؟ طبعا حالنا لا يشبه حال الصحابة في ذلك فهم ارقى واشد ايمان منا ولكن اصف حالنا ]]
اما الان فلقد نقضت عهدها بنو قريظة ،واصبحوا عدواً ، بدل ان يكونوا مدافعين .اذن قال النبي {{ حقيقة لا مجاملة ولا تسكين }} كما نفعل اليوم
قال لاصحابه{{ ابشروا بفتح الله ونصره }}
أين موضع هذه الكلمة مع ما دهانا من الأمور ؟؟
وقد نقضت قريظة عهدها ، وأتفقت علينا مع الاحزاب وسيدخلون علينا من كل باب ؟؟
فما معنى {{ ابشروا بفتح الله ونصره }}
لأننا كبشر كنا معتمدين على حماية ظهرنا من قبل يهود
أما الآن فقد قطعنا الأمل من كل شيء وأحيط بالصحابة من كل جانب
إذن الى أي جهة سيتوجهون بقلوبهم بصدق ؟؟
الى {{ الله }} وهو الذي يقول جل في علاه {{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ }}
مادام الآن انقطعت جميع الأسباب ، إذن ستتوجهون الى الله حقيقةً لجوء المضطر {{ فأبشروا بفتح الله ونصره }}
وهذه سنة الله في خلقه ..قال تعالى واصفاً الرسل
{{ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا }}
يجب ان نتعلم خاصة ايامنا هذه ، وما يمر بالأمة اليوم ، ان نتوجه بقلوبنا الى الله توجه حقيقي بصدق ، لا نعتمد على الاسباب
كم نحتاج لهذا المعنى في ايامنا {{ الفهم عن الله }}
قال النبي صل اللهم عليه وسلم {{ ابشروا بنصر الله }} ولكنه لجأ حقيقةً بقلبه الى الله ، وهو المتوجه دوماً الى الله ، إلا ان الآن في حالة كرب وغم
________
ولكن وبرغم هذه المحاولات من الرسول صل اللهم عليه وسلم لعدم انتشار هذا الخبر بين المسلمين ولكن انتشر هذا الخبر الخطير جدا بين المسلمين
وكان هذا الموقف من أكثر المواقف حرجا في تاريخ الدعوة الاسلامية
ومن أشد الإبتلاءات التي مر بها المسلمون
ونسمع وصف حالهم في ذلك الموقف من الله عزوجل
{{إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }}
[[ من فوقكم أي من جهة بن قريظة لانها مرتفعة ولانها جهة القبلة جعلها الله من فوق ، وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ اي الاحزاب المرابطة جهة الخندق ]]
ثم يصف الله تعالى حال المسلمين ، عند سماعهم الخبر
{{وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدً }}
[[ أرأيتم وصف الله لاصحاب النبي صل اللهم عليه وسلم يقول :_ عندما سمعتم هذا الخبر ، انهم سيأتوا من فوق اي من جهة بن قريظة ، ومرابطين عند الخندق ، وقد حُصرتم من جميع الجهات
عندما وصلكم الخبر زاغت الأبصار
يعني بطلتوا تشوفوا قدامكم ، ولا يكون هذا الوصف إلا لمن وصل قمة الخوف ، زاغت الابصار كالذي يغشاه الموت عند النزع ، وبلغت القلوب الحناجر انظروا الى عظمة هذا التشبيه
{{ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا }}
[[ هنالك اي عند ذلك الوصف الذي ذكرناه ، ابتُلي المؤمنون اعتبره بلاء ، واي بلاء اعظم من هذا ؟؟
هل في وصف ابلغ من الزلزلة ؟؟
سماعكم للخبر كان كالزلزال في اجسادكم من الأضطراب
اذن وصل المسلمون في ذلك الوقت الى مرحلة {{الزلزال }}كما قال تعالى
وهي مرحلة مرت بها الأمة الإسلامية في خلال تاريخها كثيرا جدا
وهي المرحلة التي لا يثبت فيها إلا المؤمن الصادق الإيمان، أما المنافق فلابد أنه سيقع ويسقط
ان مرحلة الفتنة والإبتلاء الشديد والزلزلة هي من سنن الله تعالى في كونه، حتى يتميز الخبيث من الطيب، والمؤمن والمنافق

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

18 Oct, 09:38


[[ يعني بحر هائج من الجيوش ]]
قال:_ وما ذاك؟
قال: _ جئتك بقريش على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال [[ اي مدخل المدينة وراء الخندق ]]
وجئتك بغطفان على قادتها وسادتها
حتى أنزلتهم بذنب نقمى [[ إلى جانب أحد ]] وهذا غير الأحابيش والأعراب ، مجموعهم {{ ١٠ آلاف }}
وقد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا -صل اللهم عليه وسلم - ومن معه
ثم أنت تغلق الابواب في وجهي ؟!!
فقال كعب: _ جئتني والله بذل الدهر ، وبجهام قد هرق ماؤه يرعد ويبرق وليس فيه شيء
[[ جهام قد هرق ماؤه ، هو السحاب والغيوم لما تشتي على منطقة ، ويمشي ويكمل يكون لا ماء فيه ، يرعد ويبرق في مكان ثاني على الفاضي لا ماء فيه يعني {{ ١٠ آلاف }} اللي جايبلي اياهم وفرحان فيهم مافيهم خير ]]
جئتني والله بذل الدهر وبجهام قد هرق ماؤه ، يرعد ويبرق وليس فيه شيء ، ويحك يا حيي دعني وما أنا عليه
إني على عهدٍ مع الرجل[[ اي رسول الله ]] - صل اللهم عليه وسلم - و لم أرى من محمد- صل اللهم عليه وسلم - إلا وفاءً وصدقا.
_______
فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب ، حتى سمع له
[[ الذروة والغارب ، هو مثل عند العرب اذا تنح الخيل او الجمل و وقف لا يريد المشي ، فيأتي صاحبه ويضع يده على عنقه من الخلف ويمسح شعره الى سنامه بلطف يعني بلغتنا اليوم يعمله مساج ما بين رقبته والسنام يعني ما زال حيي يتكلم مع كعب ويضحك عليه بالكلام المعسول ،حتى اطاعه كعب ، فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب حتى سمع له ]]
فوافقه على نقض عهده مع رسول الله صل اللهم عليه وسلم
لكي يستأصلوا محمدا -صل اللهم عليه وسلم- وصحبه
وينتهوا منه ومن دينه الى الابد
________
قال كعب :_ ولكن إن انهزمت الأحزاب يا حيي ؟؟ [[ أفرض انهزمت الأحزاب ، ماذا سيكون مصيرنا ]]
قال له حيي :_ أعاهدك يا كعب لئن رجعت قريش وغطفان
ولم يصيبوا محمدا -صل اللهم عليه وسلم- ، أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك
فوقف حبرهم {{ ابن سعدى }} يعظهم ويذكرهم
ويقول لهم :_ اقسم بربِ موسى وعيسى ، إنكم لتعلمون أنه النبي المنتظر -صل اللهم عليه وسلم- ، ومن يحارب نبي الله يخذل -صل اللهم عليه وسلم-
[[ يعني هذا نبي من عند الله -صل اللهم عليه وسلم- ، مجانين بدكم تحاربوه ، هذا نبي الله -صل اللهم عليه وسلم- لا يهزم لو اجتمع الخلق جميعا عليه ]] إن لم تنصروا فدعوه هو وعدوه
ولا تنقضوا عهدكم معه ، واخذ يحذرهم عواقب الغدر
ولكنهم لم يسمعوا له
فنقض{{ كعب بن أسد }} العهد ، وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله صل اللهم عليه وسلم واعطى كعب ، لحيي كلمة عهد
ان اجمع قومك يا حيي ، وحددوا يوماً ، لكي افتح لكم ابواب الحصن
فإذا فتحوا ابواب الحصن اين يذهب المسلمون ؟؟
الخندق في الجهة الشمالية
والحرتين من الغرب والشرق [[لا تستطيع الخيل ان تمشي فيها ابدا ]]
والمكان الوحيد للنجاة ، اصبح عند بنو قريظة
ومن هناك سيدخل العدو !!!
فماذا سيكون مصير المسلمين ؟؟
اتفقوا على هذا المكر
يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

18 Oct, 09:38


🔸🔸الحلقة الخامسة والاربعون بعد المائة🔸🔸
*******
السيرة النبوية العطرة
(( بني قريظة ينقضون العهد ))
_________
_________
لم يستطع جيش الأحزاب أقتحام الخندق ، وقد حاصر الأحزاب المدينة المنورة
منهم من قال أسبوعين ومنهم من قال ثلاثة أسابيع ولكن أرجح الروايات انهم حاصروا المدينة {{ ١٨ يوم }}
وهذه المدة من الوقت كانت صعبة على المشركين جداً
لأنهم جاءوا الى المدينة وهم غير مستعدون لفرض الحصار لمدة طويلة ، وبالتالي فليس لديهم مؤن تكفي كل هذا الجيش كل تلك المدة ..ولكن استمرت المناوشات ، والطقس كان بارداً جداً ، ولا يوجد ربيع ترعاه الإبل ولا الخيل
لم تحمل قريش معها مؤونة زائدة ، فلقد ظنت أنها جولة يوم أو يومين وينتهي الأمر
وكانت قريش تعتقد إذا وصلت المدينة ، ترعى أبلها وخيلها في مزارع المدينة ..فلما رأت قريش الخندق خاب ظنها ، وأقامت في شر مقام ..واحتاروا في أمرهم ..فلا مجال لأقتحام الخندق
_________
وكان مع جيوش الأحزاب {{ حيي بن أخطب }} سيد يهود {{بني النضير }} والذي اجلاهم النبي صل اللهم عليه وسلم عن المدينة
{{حيي بن أخطب }} الذي كان له الدور الأكبر في تجميع هذه الأحزاب ..فكما قلنا كان للمدينة مدخلين
من الشمال وقد حفر مكانه {{ الخندق }}
وبقي مكان واحد ..من الجنوب الذي فيه يهود {{ بني قريظة }} الذين كان معهم عهد مع النبي صل اللهم عليه وسلم
وكان العهد ينص في بنوده
{{ إن داهم عدو المدينة يدفعوا عنها ، لإنهم من أهلها }}
فلما رأى {{ حيي بن اخطب }} أن لا فرصة ولا مجال لتحقيق هذه الحملة من الاحزاب إلا اخوته {{ المغضوب عليهم من يهود بني قريظة }} اجتمع مع زعماء الأحزاب ، وطمئنهم
أنه سيحل مشكلة الخندق ، وأن يجعل الخندق مقبرة للمسلمين بدل ان كان حصناً لهم
_____
قالوا :_ يا حيي كيف ذلك ؟؟
قال :_ إخواننا من بني قريظة
قالوا :_ كيف ؟؟
قال :_ يفتحوا لنا أبواب حصونهم ، وأنا سأقنعهم بذلك
[[ لأن بني قريظة كما ذكرنا في الجنوب للمدينة، ولو فتحوا الأبواب للمشركين لاجتاحوا المدينة، فما بالك لو حاربوا مع المشركين ]]
فأعجب جيش المشركين بفكرة هذا اليهودي الخبيث
______
فأستأذنهم وانطلق لبني قريظة من جنوب المدينة
وكان سيد بني قريظة
{{ كعب بن أسد القرظي }} هو صاحب عقدهم وعهدهم
[[ أي سيد بني قريظة ]]
واليهود كما أخبرنا الله عزوجل وعلمنا ، أنهم جميعاً لهم نفس الصفة لا تتغير ولا تتبدل لا عهد لهم.
ولكن في هذا الوقت كان {{ كعب سيد بني قريظة }} قد تعلم درساً قاسياً ، لما حصل لإخوانه من يهود
{{ يهود بني قينقاع وبني النضير }} فأخذ عهداً على نفسه أن يلتزم بعهده مع النبي صل اللهم عليه وسلم
وكان قد وفى بعهده مع النبي صل اللهم عليه وسلم ، ولم يرى من النبي صل اللهم عليه وسلم إلا صدقاً ووفاءً
فلما جاءت الاحزاب اغلق ابواب الحصون والتزم بالمعاهدة
_____
فلما سمع {{ كعب }} بقدوم حيي
رفض أن يفتح له باب الحصن ، ورفض أستقباله
فناداه {{ حيي }} من وراء الحصن
قال : _ويحك يا كعب افتح لي
فقالوا له :_ كعب لا يريد أن يرى احداً
فأخذ يناديه من وراء الحصن ..يا كعب افتح لي باب الحصن اكلمك
فأطل عليه كعب من نافذة الحصن
وقال :_ ويحك يا حيي إنك امرؤ مشؤوم[[ يعني منحوس ]]
ماذا تريد ؟؟ ألا تذكر ما فعلت بقومك ؟؟ [[قومه بني النضير عندما أشار عليهم أن يلقوا صخرة من سطح الدار على رسول الله صل اللهم عليه وسلم وهو ضيف عندهم فنزل جبريل واخبره بمكرهم ونقضهم العهد ]]
ألا تذكر ما فعلت بقومك ؟؟
وإني قد عاهدت محمداً - صل اللهم عليه وسلم -، فلست بناقض ما بيني وبينه، ولم أرى منه إلا وفاء وصدقا
قال :_ دعني أدخل وأكلمك
قال كعب :_ لا تكلمني ولا اكلمك واغلق بابه مرة اخرى في وجهه
فصاح حيي: _ويحك افتح لي أكلمك
قال:_ ما أنا بفاعل
[[ انظروا ماذا قال له وانظروا الى مكر يهود اخبث خلق الله على الإطلاق ]]
قال: _والله إنك يا كعب ما أغلقت بابك دوني ، إلا خوفاً على جشيشتك أن آكل معك منها
[[ الجشيشية ما نسميه بالعامية {{ جريشة }} القمح إذا طحن طحناً قليلاً ،حتى لا يصبح طحين ، صار مثل البرغل أخوانا الفلاحين يعرفونه يطبخ حتى ينضج ثم يضع عليه اللحم صار اسمها جريشة ]]
قال:_ والله ما أغلقت بابك دوني ، إلا خوفاً ، على جشيشتك أن آكل معك منها
فغضب كعب [[ لانه وصفه بالبخل ]]
فقال كعب :_ ويحك أنا أخاف على جشيشتي ؟ !!!!
افتحوا له باب الحصن
ففتح له باب الحصن فدخل
ففتح له فقال:_ ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر وبحر طام

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

16 Oct, 14:49


ومازال نبينا صل اللهم عليه وسلم يحث أصحابه على العمل في الخندق ، وكلما وجد بأصحابه الجوع والتعب نشَّطهم وشجعهم بأبيات شعر لأبن رواحة رضي الله عنه
نبينا لم ينشد الشعر على الإطلاق ، ولكنه ردده سمعه من ابن رواحة وردده ، ولكنه لم ينظم شعراً من تلقاء نفسه
وما سأذكره الآن ، متفق عليه عند الشيخان {{ البخاري ومسلم }}
عن البراء بن عازب رضي الله عنه
قال :_ إني لأنظر لرسول الله صل اللهم عليه وسلم يعمل معنا فإذا لم يكن بين يديه مكتل [[ يعني بياخدوها من جنبه مشان ما يخلوه يشتغل صل اللهم عليه وسلم ، قدامه مجرفة مكتل بياخدوه ]]
قال :_فإذا لم يكن بين يديه مكتل ، يحمل التراب في ثوبه فإنه ليرفع ثوبه
ويحمل به التراب حتى وارى التراب بياض بطنه عنا [[ يعني كله تراب صل اللهم عليه وسلم ]] وهو يرتجز شعراً ويقول
اللهم لا عيش إلا عيش الآخره ** فارحم الأنصار والمهاجره
[[ ينشطهم ويشجعهم على العمل ]] فيجيبه اصحابه مهاجرين وانصار
نحن الذين بايعوا محمدا ** على الجهاد ما بقينا أبدا
- صل اللهم عليه وسلم -،فينشط الناس في العمل
{{ اللفظ للبخاري }}
وكانوا إذا بردت همتهم اخذ يتمثل بشعر تمثلا بقول ابن رواحة وهو ينقل التراب وقد وارى الغبار جلد بطنه الشريف
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ** ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلنْ سكينة علينا ** وثبت الأقدام إذ لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا ** وإن أرادوا فتنة أبينا
فإذا قال .... أبينا يكررها ثلاثاً ويمد بها صوته بعلو مكررا لها
أبينا .... أبينا ... أبينا .. فيجيبه اصحابه :أبينا ... أبينا ... أبينا
بهذا التحفيز والتنشيط أنُجز الخندق في ستة ايام ولياليها
ولكن ليس كل الناس سواء
إذا كان الانبياء قد رفع الله بعضهم فوق بعض درجات
وكذلك الصحابة والمؤمنون فليس كلهم في مستوى واحد
فهناك ضعاف نفوس ، وكان بين صفوفهم {{منافقون }} فكيف كانت صورتهم في العمل بالخندق ؟؟
المؤمنون كانوا يعملون بجد ، ولا يفترون عن النبي صل اللهم عليه وسلم ساعة واحدة وإذا اضطر أحدهم للذهاب استأذن النبي وقضى حاجته بأسرع ما يكون ، ورجع الى مكان عمله
فإن وجد أحداً من الصحابة ، قد أخذ مكانه ، اخذ مكان عمل آخر
والنبي صل اللهم عليه وسلم إمامهم و يعمل معهم
يقول ابو بكر :_ كان يعمل معنا ويضرب بمعوله ، ويأخذ بالمسحاة ، ويحمل بالمكتل فإن لم يجد شي يحمل التراب به ، حثا التراب بيديه في ثوبه وحمله
فأعياه التعب فأتكأ الى صخرة ، صل اللهم عليه وسلم
فأغفا [[ اي نام من شدة التعب ]] يقول ابو بكر :
فقلت :_ يا عمر دونك ، نقف عند رأس رسول الله نصد الناس عنه لعله يأخذ قسطاً من الراحة [[ عشان ما حدا من الناس يصحيه ]]
فقمت انا وعمر عند رأسه ، نُنحي الناس عن طريقه
فلما أفاق قال :_ ما هذا ؟؟
فقال ابو بكر :_ أغفيت يارسول الله قليلاً - صل اللهم عليه وسلم -،
قال :_ هلاَّ أفزعتموني [[ يعني ليش ما صحيتوني ]]
هلاَّ أفزعتموني ، إنما أنا واحد منكم
[[ درس للقادة هكذا يمكن ان يملك قلوب رعيته اذا كان واحداً منهم ]]
فأما الذين كانوا في قلوبهم مرض المنافقون
كانوا يتسللون هرباً من العمل ، ويعتذرون بالأعذار الكاذبة والنبي صل اللهم عليه وسلم اشد الناس حياءً
فنزل قوله تعالى
{{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ [[ أي حفر الخندق ]] لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ }}
[[ اما اللي بيدير ظهره ويروح ، وين كنت ؟ والله كان في عندي شغلة ، هذا مش مؤمن لازم يجي يأخذ الأذن من النبي اول ]]
{{ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ }}
[[هنا الصلاحية للنبي- صل اللهم عليه وسلم -، يأذن او لا يأذن ]]
وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }}
لماذا يستغفر لهم الله ؟؟
مادام مؤمن واخذ الأذن من رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -، لماذا يستغفرله النبي ؟؟ ماهو الذنب الذي أرتكبه هذا الصحابي ؟؟
والسبب : لان هذا الأستأذان ، والذهاب لشأن شخصي ينقص أجره في عمل الخندق
حتى لو استأذن ؟؟ نعم حتى لو استأذن
{{ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }} استغفر لهم مقابل ذلك النقص حتى لا يفوته أجره يريد الله ان يعوضه
{{ لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا }}
[[ يعني لا تنادلوا يا محمد - صل اللهم عليه وسلم -، ، ومن المؤسف تسمع بعض الدعاة لا يذكر رسول الله إلا ... محمد
قال محمد ، علمنا محمد - صل اللهم عليه وسلم –

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

16 Oct, 14:49


بل هو سيدنا وإمامنا وقدوتنا وحبيبنا وقرة أعيننا صل اللهم عليه وسلم
الله جل في علاه لم يناديه في القران الكريم ولا في اية واحدة {{ يا محمد }}
وارجعوا الى القران وابحثوا على لفظ {{ يا محمد }} لن تجدها
- صل اللهم عليه وسلم ولكن ستجد : يا ابراهيم ..يا موسى ..يا نوح
يا عيسى ، كل الانبياء من أولي العزم ناداهم الله بأسمائهم
إلا نبينا صل اللهم عليه وسلم لم يناده الله بأسمه قط إلا
{{ يا أيها النبي او يا أيها الرسول}} ونهانا ان نناديه بأسمه تكريماً له
- صل اللهم عليه وسلم -
وما جاء اسمه في القران إلا في مجال التعريف لا النداء
في اربع آيات {{وَمَا مُحَمَّد إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ}}
{{ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ }}
{{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ }}
{{ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ }} مافي ياء النداء
فقط تعريف اما نداء {{ يا محمد }} لا على الإطلاق ]]
- صل اللهم عليه وسلم -
{{ لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا
قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا }}
نعود الى حفر الخندق ..
[[ لواذاً بيتسلل و بيهرب بحجج واهية عندي شغلة بطني واجعني ، أخ راسي صداع ، لِواذاً ]]
{{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }}
وعندما انتهوا من حفر الخندق قال النبي صل اللهم عليه وسلم
لأصحابه :_ هل بقي من شي ؟
قالوا :_ ثلمة من هناك [[ اي مضيق فيها صخرات ]]
قال :_ ارفعوا الحجارة عندها واجعلوه ترساً
واحرصوا على تلك الثغرة [[ اي انتبهوا وشددوا الحراسة ]]
فإني أرى عدوكم الليلة [[ اي الليل بيوصلوا ]]
وقام صل اللهم عليه وسلم تلك الليلة يصلي في خيمته وكلما أحس بخطر يخرج من خيمته ويقول بصوت عالي :_من هناك ؟؟
فيقول سعد:_ خادمك سعد بن أبي وقاص
يقول له :_ من معك ؟؟ يقول :_ الزبير
يقول لهم :_ دونكم تلك الثلمة ، فلا أرى إلا قريش تطوف بها
قال :_ فأنطلقنا فإذا قريش قد وصلت إليها
{{ نبي قائد ، وعبادة لله، وقيادة فذة وحراسة هناك عند الممر الضيق في وجه العدو }} وصلت قريش فلما رأوا الخندق ذهلوا
قالوا :_ ماهذه المكيدة ، لم تكن العرب تعرفها
فقال اليهودي الذي جمعهم {{ حيي بن اخطب }}
قال لهم :_قيل لي أن في اصحابه رجل فارسي ، فهذا من مكيدته لعله هو الذي أشار عليهم .. فطافوا بالخندق .. لا يمكن اقتحامه ؟؟ !!!
وأخذوا يفكرون ويتشاورون ولا يمكن لهم الدخول من الحرتين كما وصفنا
والجهة الجنوبية فيها {{ بنو قريظة }} وحصونهم مشكبة بالاشجار
يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

16 Oct, 14:49


🔸🔸الحلقة الثالثة والاربعون بعد المائة🔸🔸
******
السيرة النبوية العطرة
(( أحداث وقعت عند حفر الخندق )) الجزء الثاني
-----------------------------------------------
ذكرنا في الجزء السابق عن بركة الطعام ، وتكثيره على يد النبي صل اللهم عليه وسلم عند حفر الخندق
نذكر أيضاً رواية أخرى ، في تكثير الطعام على يده صل اللهم عليه وسلم
ولكن البعض ممكن يسأل لماذا اذكر هذه الراويات ؟؟
والسبب تثبيتاً للإيمان ، في قلوب الناس اليوم
فمن آمن بمعجزات النبي صل اللهم عليه وسلم ، صدق نبؤاته .
كما قلنا حفر الخندق أستمر {{ ٦ أيام }}
وما صنعه النبي صل اللهم عليه وسلم في بيت {{ جابر }} الذي ذكرناه في الجزءالسابق من تكثير الطعام
كان في يوم من أيام حفر الخندق ، ولكن باقي الأيام كان الصحابة في جوع كبير لقلة الطعام ، والبرد الشديد
رواية أخرى وفي الصحاح
يقول {{ ابو رافع رضي الله عنه }}
جاء رجل يشكي للنبي صل اللهم عليه وسلم الجوع ورفع الثوب عن بطنه ، ليُري النبي صل اللهم عليه وسلم أنه قد ربط على بطنه الحجر
[ وكأنه لم يشاهد النبي يوم نزل للخندق عندما ظهرت صخرة لسلمان وكان يربط على بطنه حجر من الجوع ، لا يعقل ان {{ ١٣٠٠ رجل }} من الصحابة واقفين في ذلك الموقف وشاهدوا النبي جميعا ، وهو رابط حجر على بطنه ]
فجاء هذا الرجل يشكي للنبي صل اللهم عليه وسلم ، المجاعة [[ الطقس شتاء يعني تمر بالمدينة مافي ، لان التمر لا يكون إلا بالصيف ]]
فكشف عن بطنه للنبي صل اللهم عليه وسلم ،فإذا هو رابط حجر على بطنه
فرفع النبي صل اللهم عليه وسلم له ثوبه ، فإذا بالنبي قد ربط حجرين
[[ يعني انا أشد منك جوعاً ، ولكن العمل عمل ]]
يقول رافع :_ فلما رأيت ذلك ، قلت ما على هذا صبر
النبي صل اللهم عليه وسلم يربط حجرين على بطنه ؟ !!!!
قال رافع :_ فرجعت الى زوجتي
وقلت لها :_ يا امرأة رأيت رسول الله يعصب على بطنه حجرين ، وما على ذلك صبر !!!
فهل عندكم من طعام ؟؟
قالت :_ شويهة يا أبا رافع [[ شرحنا معنى شويهة انثى الماعز الصغيرة ]]
فقلت لها :_ أصَّلِيها [[ أي اشويها ]]
فشوتها فأتيتها بمكتل [[ وشرحنا معنى مكتل القفة ]]
يقول رافع :_ وأنا اعلم أن رسول الله صل اللهم عليه وسلم يحب من الذبيحة ذراعها الايمن
فأبقيت ذراعها اليمنى كما هي [[ يعني مانسميه كتف الذبيحة ما قطعها خلاها قطعة وحدة ]]
ثم أتيت النبي صل اللهم عليه وسلم ، على انفراد [[ يعني على طرف ]]
فقلت :_ بأبي وامي يارسول الله - صل اللهم عليه وسلم -، لقد رأيت في وجهك الجوع وهذه شاة قد صليتها لك لتأكل منها
فقال لي بصوت مرتفع ومسموع
:_ يا أبا رافع ناولني الذراع
قال ابو رافع في نفسه :_ انا أعرف أنه يحب الذراع ، فناولته الذراع
قال :_ فأخذه فقسمه بين أصحابه
ثم قال :_ يا أبا رافع ناولني الذراع
يقول ابو رافع :_ فنظرت في المكتل ، فإذا الذراع على وجه اللحم
فناولته الذراع [[ هو مش مخلي من اللحم غير شقفة وحدة الذراع ]]
فناولته الذراع فقسمه بين أصحابه
ثم قال :_ يا أبا رافع ناولني الذراع
فناولته ذراعاً ثالثة !!!!
فقسمه بين أصحابه
ثم قال :_ يا ابا رافع ناولني الذراع
فناولته ذراعاً رابعاً
فقسمه بين اصحابه
فقلت في نفسي :_ هل للشاة إلا ذراعين ؟!!!
فقد ناولته أربعة فلم أطق صبراً
فقلت :_ بأبي وأمي يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -، وهل للشاة إلا ذراعين ؟!!!
قال فنظر إلي صل اللهم عليه وسلم
وقال :_ يرحمك الله لو سكت ساعة لنا ، لناولتنيه ما طلبته [[ يعني بطلب منك ستين ذراع بطعتيني ، بس لو سكتت ]]]
فأطعم اصحابه من اربعة اذرع
وليس للشاة الا ذراعين
وهو يعطيه ذراعاً ليست مقسومة [[وهو يعلم انه لم يضع بالمكتل الا ذراع يمنى قطعة وحدة ليميزها للنبي وباقي الشاة مقطعة فمن اين كان يناوله ؟؟ ]]
صل اللهم عليه وسلم
و كان زيد بن ثابت رضي الله عنه شاب صغير بالعمر
وكان ينقل التراب فنظر إليه النبي صل اللهم عليه وسلم وأبتسم
وقال في حقه :_ أما إنه نِعمَّ الغلام ..ومن شدة التعب نام {{ زيد }}
فجاء {{ عمارة بن حزم }} وأخذ سلاحه [[ يريد ان يمازحه ]]
فلما قام فزع على سلاحه وأخذ يبحث عنه
فقال له رسول الله صل اللهم عليه وسلم :_ يا بار قد نمت حتى ذهب سلاحك .. ثم ألتفت النبي صل اللهم عليه وسلم الى اصحابه
وقال :_ من له علم بسلاح هذا الغلام ؟
فقال عمارة:_ أنا يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -، وهو عندي
فقال:_ رده عليه .. ونهى أن يروع المسلم ويؤخذ متاعه لاعباً
[[ يعني تمازح صاحبك اخوك اختك ، تخبي تلفونه ، ساعته اي شي هذا المزاح منهي عنه شرعاً ]]
ومن هذه الحادثة
إستند العلماء في تحريم أخذ متاع الغير مع عدم علمه بذلك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

16 Oct, 14:49


🔸🔸الحلقة الرابعة والاربعون بعد المائة🔸🔸
**********
السيرة النبوية العطرة
(( محاولة أختراق الخندق ))
__________
وصل جيش الأحزاب للمدينة المنورة ، وذهلوا عندما رآوا الخندق
فكان طول الخندق حوالي {{ ٦ كم }} وعرضه {{ ٨ متر }}
وعمقه {{ ٤ متر }} فلا يستطيع أحد اذا سقط فيه أن يخرج منه
وبلغت المخلفات من تراب وحجارة وصخور احجاما مهولة
وجعل المسلمون مخلفات الحفر ناحية المدينة ، فشكلت ساترا يمكن للمسلمين الإختباء خلفه ، ورمي جنود العدو بالسهام اذا حاولوا العبور أو حتى الإقتراب من الخندق ..وتوزع المسلمون أمام الخندق ليمنعوا المشركين من أي محاولة للتخطي وعبور الخندق، أو أي محاولة لردم جزء من الخندق، ومن ثم العبور عليه والوصول الى المدينة
________
وصلت الأحزاب الى المدينة ففوجئت بالخندق ، وكان كما ذكرنا ، أمر لم تعرفه العرب من قبل ووقف {{ أبو سفيان بن حرب }} سيد قريش
وقال :_ هذه حيلة لم تعرفها العرب !!!!
فقال له حيي بن أخطب سيد يهود
قال :_ سمعت أن بين أصحاب محمد - صل اللهم عليه وسلم - رجل فارسي ، وهذه مكيدته وأظن هو الذي أشار عليهم بحفر الخندق ..وشاهد المسلمون هذا الجيش الضخم ، وهو عدد لم تشهده الجزيرة العربية من قبل {{ ١٠ آلاف مقاتل }}
ولكن عندما شاهد الصحابة هذا العدد الكبير الضخم
قالوا :_ هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله
- صل اللهم عليه وسلم -فأنزل الله قوله تعالى
{{ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا }}
_______
وتمركز المسلمون خلف الخندق ، وكانت مقر قيادة النبي صل اللهم عليه وسلم عند جبل {{ سلع }} وأمر النبي صل اللهم عليه وسلم
أن تكون النساء والأطفال داخل الحصون بحيث اذا حدث اقتحام للخندق ، ووقعت {{ حرب شوارع }} تكون النساء والأطفال داخل الحصون
________
أخذ فرسان المشركين يدورون حول الخندق غضبا ، يحاولون أن يجدوا نقطة ضعف ينفذون منها الى المدينة
وأخذ المسلمون يرمونهم بالسهام حتى لا يقتربوا من الخندق أو أن يحاولوا أن يردموا جزء من الخندق فيبنوا طريقا يعبروا عليه
وبدأت مناوشات بين الطرفين
كان المشركون فيها مصرون على اقتحام الخندق، واستبسل المسلمون في المقابل في منع المشركين من ذلك
_______
عز على قريش أن تقف خيالتها وفرسانها وقادتها ، مكتوفي الأيدي أمام الخندق فأخذوا يستفزون بعضهم بعضاً ما بين
١_خالد بن الوليد
٢_وعكرمة بن ابي جهل
٤_ وصفوان بن امية
٥_ وعمرو بن ود
_____
واستطاع رجال من فرسان المشركين ، اقتحام الخندق في أحد الأماكن الضيقة فجالوا بخيلهم [[ يعني من باب التنشيط ]]
اقبالاً ، وادباراً ، اقبلاً وادباراً ، حتى حمسوها
وجاؤوا الى أضيق مكان في الخندق واقتحموا الخندق
فأقتحمت الخيل الخندق بثلاثة رجال منهم عكرمة بن أبي جهل ، ورجل من ربيعة ، وعلى رأسهم {{ عمرو بن ود }}
______
من هو {{ عمرو بن ود }} ؟؟
رجل كبير في العمر قارب على {{ ٩٠ عام }}
ولكنه مضرب الامثال في الشجاعة والبطولة في قريش
كان أقوى فارس في الجزيرة العربية ويطلق عليه {{ فارس العرب }}
وأطلق عليه {{ بطل العرب}} وأطلق عليه أيضاً {{ فارس ياليل }}
وقصة هذا اللقب أنه كان يسير في احدى الليالي بفرسه مع عدد من أصحابه فهجم عليه {{ ١٠ فرسان }} من قطاع الطرق في وادِ
فهرب كل أصحابه
وأخذ هو يصارعهم وحده حتى قتلهم جميعا ، فعرف من ذلك اليوم {{ بفارس ياليل }} هذا الرجل شهد بدراً ، وقاتل قتالا شديدا ، وأصابته الجراح ولكنه لم يمت
وعندما فر قومه فر معهم ، ولم يشهد {{ أحُد }} لأن جراحه في بدر ما زالت تؤثر به ..فجاء اليوم مع الاحزاب
وكان قد حرم على نفسه منذ يوم بدر الدهن [[ يعني لن يمس راسه الدهن ، الزيت ]] حتى يأخذ بثأره من المسلمين
عجز عن القدوم في {{ أحد }} وها هو اليوم جاء ليأخذ الثأر [[ يعني ٣ سنوات لم يمس رأسه الدهن ]]
يقول الصحابة عندما رأوه عندما حضر للخندق ، كان ثائر الرأس
[[ يعني شعره منفوش منكوش منشف ]]
وكان معلماً بعلامة [[ يعني وضع علامة تميزه عن غيره ]]
وكان قد أقسم قبل أن يخرج من مكة لن يرجع إلا منتصراً ... او محمولاً ..وكما قلنا أشرف عمره على {{ ٩٠ عام }}
( لا تفكروه كان عجوز مكحكح مثل ايامنا اليوم )
________
اقتحموا الخندق ، فأصبح موضعهم داخل ارض المدينة بين الخندق وجبل سلع ..وجبل سلع كما قلنا قد جعله النبي صل اللهم عليه وسلم ظهراً له .. ونادى {{عمرو بن ود }}

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

16 Oct, 14:49


أسرعوا بالفرار
فأما {{ عكرمة بن ابي جهل }} ألقى السيف والرمح من يده لكي لا يعيقه الهرب من الخندق .. هرب بشكل جنوني
ولما هرب رجل من المشركين ايضاً
لحقه {{ الزبير بن العوام رضي الله عنه }} أدركه عند حافة الخندق
وعلاه بالسيف ، فضربه بالسيف ، من على عاتقه فقسمه نصفين حتى وصل السيف الى ظهر الفرس فأتمها
فكان قد قسمه والفرس الذي يركبه الى نصفين
فقال الصحابة للزبير :_ ياله من سيف !!!
[[ يعني شو هالسيف اللي معك ]]
قال لهم :_ بل قولوا يالها من ساعد ، والله ماكان السيف إنما هو ساعد أستعان بالله عليه
________
وحينما قتل علي {{ عمرو }}
أقبل نحو رسول الله صل اللهم عليه وسلم ووجهه يتهلل فقال له الصحابة :_ هلاّ سلبته يا علي درعه ، فإنه ليس في العرب درع مثلها؟
فألتفت علي الى الجهة التي فيها النبي صل اللهم عليه وسلم
بأدب وأطرق رأسه
وقال :_ عندما ضربته يا رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-وسقط على الارض استقبلني بسوءته[[ يعني مش لابس سروال ظهرت عورته كما هي ]] فأستحييت أن انظر إليه
هذا من كمال وأدب بيت النبوة!
_________
فلما هرب {{ عكرمة بن ابي جهل }} بهذا الشكل المخزي
قام {{ حسان بن ثابت رضي الله عنه }} يهجو عكرمة
والشعر كان له تأثير عليهم اكثر من السيف
فقال : فَرَّ وَأَلقى لَنا رُمحَهُ ... لَعَلَّكَ عِكرِمَ لَم تَفعَلِ
[[ ياريتك ما هربت بهذا الشكل المهين يا عكرمة ]]
وَوَلَّيتَ تَعدو كَعَدوِ الظَليمِ
[[ الظليم ذكر النعامة تخيلوا ذكر النعامة عندما يركض كيف يكون شكله ، استهزاء ]]
ما إِن تَجورُ عَنِ المَعدِلِ
[[ يعني راكض لهدف معين الى هناك لعند قريش لا يمين ولا شمال بس اوصل هناك لعند قريش ما بدي شي ]]
وَلَم تُلقِ ظَهرَكَ مُستَأنِساً
[[ يعني ما نظرت لخلفك من الخوف ولا مرة ]]
كَأَنَّ قَفاكَ قَفا فُرعُلِ
[[ يشبه خلفيته بالهرب كخلفية فرعل وهو ابن الضبع الصغير]]
فتأثر عكرمة واشتعل غضباً من هذا الشعر
________
ولم رجع عكرمة لابي سفيان ، من غير سيف، ولا رمح ،وقتل عمرو بن ود قال ابو سفيان :_ هذا يوم ليس لنا به نصيب
امطروهم نبالكم .. فأخذوا يتراشقون النبال
واخذ الصحابة يردوا عليهم بالنبل حتى شغلوهم عن صلاة
الظهر والعصر والمغرب
غابت الشمس ، ولم يصلوا وهم ثابتين مكانهم
[[ولم تكن صلاة الخوف قد شرعت بعد]]
حتى كاد أن يسقط قرص الشمس قاموا للصلاة فأمر النبي صل اللهم عليه وسلم بلال ان يؤذن ثم اقام فصلى بهم الظهر ركعتين
ثم اقام فصلى بهم العصر ركعتين ثم اقام فصلى بهم المغرب
وكان قد دخل العشاء فقام وصلى بهم العشاء
( من اراد الدليل موجود بالبخاري ومسلم )
{{ اربع اوقات في وقت واحد }}
ثم قال صل اللهم عليه وسلم {{ لقد شغلونا عن صلاة الوسطى ملأ الله قبورهم ناراً }}
لماذا قبورهم ؟؟
لانه من مات وقد ختم عليه بالكفر ، استحق له أن يمتلء قبره ناراً
بعض الروايات من المؤسف يقولون :_ملأ الله بيوتهم و قلوبهم
وهذه الروايات ضعيفة اولاً
ثانياً كيف يملأ الله قلوبهم ناراً ؟؟
لعله يتوب لعله يسلم ، وبعد ذلك سنرى أن الكثير منهم اسلموا وانضموا للصحابة
ملأ الله قبورهم وليس قلوبهم ، إنما الاعمال بالخواتيم
ورسالة لمن ينكرون عذاب القبر
هذا الدعاء من النبي صلى عليه وسلم ان يملأ الله قبورهم نارا
[[ إذا لم يكن المقصود بهذه النار في قبورهم العذاب ، فما المقصود منه إذن ؟؟ ]]
يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

16 Oct, 14:49


من للمبارزة يا أصحاب محمد ؟؟ -صل اللهم عليه وسلم-
أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها؟
هل فيكم من أرسله إلى الجنة ، أو يدفعني إلى النار؟
فوثب له على التو والفور
{{ علي بن أبي طالب رضي الله عنه }}
وكان عمره {{ ٢٣ عام }}
نادى من يبارز ... فوثب علي فوراً
واستأذن النبي صل اللهم عليه وسلم
وقال :_ انا له يا رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-
فأذن له النبي صل اللهم عليه وسلم
على التو والفور ، نهض علي بن ابي طالب رضي الله عنه
وقال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_ نعم وعلى بركة الله
ثم اخذ النبي صل اللهم عليه وسلم سيفه عن جنبه واعطاه لعلي
وقال له :_ هذا سيف {{ محمد رسول الله }} -صل اللهم عليه وسلم-
ثم اخذ قطعة قماش وجدلها على رأس علي
وقال له :_قم على بركة الله ، اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته
ثم قال له النبي صل اللهم عليه وسلم : _ تقدم يا علي
_______
فانطلق اليه {{ علي بن أبي طالب }} وهو يقول شعرا
لا تعجلنّ فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز
ذو نيّة وبصيرة والصدق منجي كلّ فائز
إنّي لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز
من ضربة نجلاء يبقى صوتها بعد الهزاهز
{{ لا تعجلنَّ فقد أتاك ... مجيبُ صوتكَ غير عاجزْ }}
[[ يعني لا تستعجل وانت تنادي فقد اتاك من يجيب نداءك بسرعة وليس متكاسل ]]
{{ ذُونية وَبصيرة ... والصدقُ مُنجي كلّ فائز }}
[[ ذو نية وعقيدة مؤمن بالله جندي من جنوده ، وذو بصيرة يقاتل في سبيل الله ليس مضلل على بصيرة من دينه صادق مع الله ]]
{{ إنّي لأرجو أن أُقيمَ ... عليكَ نائحة الجنائزْ }}
[[ اني لأرجو .. يرجو من ؟؟ يرجو الله ، مش معتمد على نفسه يرجو الله ان يصل خبر عمرو لمكة وتنوح على مقتله نساء مكة ]]
{{ مِنْ ضَرْبَة نَجلاء يَبقى ... ذكرُها عِندَ الهَزاهِزْ }}
[[ اي من ضربة مميزة موفقة قوية قاضية ، عندما تذكر بالتاريخ يذكروا مقتلك من هالضربة ، ولقد استجاب الله لك يا ابن عم رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-وها نحن الى اليوم نذكرها الآن ]]
لما سمع النبي صل اللهم عليه وسلم شعر علي
قال {{ قام الإيمان كله ، الى الكفر كله }}
[[ يعني النبي -صل اللهم عليه وسلم-يقول للصحابة انظروا الآن الجولة بين الايمان والكفر ]]
________
ومشى إليه {{ علي رضي الله عنه }} على قدميه لم يركب فرس
و{{ عمرو بن ود }} على فرسه يجول ويصول
ثمّ خاطب ابن عبد ودٍ
قال :_ يا عمرو ، إنك كنت تقول لا يدعوني أحد إلى اثنتين ، إلا اخترت خيرهما
[[هيك بسمع عنك تقول العرب إذا خيروك بين أمرين أخترت أحسنهما ]] وإني مخيرك بين ثلاث
[[ مش اثنين ، ثلاثة واللي بيخيرك بين ثلاث ماضيق عليك ]]
قال عمرو:_ أجل
فقال علي :_فإني أدعوك أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-، وتسلم لرب العالمين
فقال عمرو :_ يا ابن أخي أخر عني هذه
[[ ابن اخي كلمة تودد عند العرب وهذا الطلب مرفوض هات غيرها ]]
فقال له علي :_ أما أنها خير لك لو أخذتها
أما الثانية
ترجع إلى بلادك ، وتحمل قومك على العودة ، وتدع محمدا -صل اللهم عليه وسلم-فإنه رجل منكم و عزه عزكم وشأنه شأنكم
فإن يك محمد -صل اللهم عليه وسلم-صادقا كنت أسعد الناس به، وإن يك غير ذلك كان الذي تريد
فقال: _هذا ما لا تتحدث به نساء قريش أبداً
ثم قال علي :_ فالثالثة ، أدعوك إلى المبارزة
فقال عمرو :_فمن أنت يا ابن اخي ؟؟
قال :_ أنا {{ علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن عم رسول الله صل اللهم عليه وسلم }}
قال عمرو:_ يا فتى إن أباك كان وداً لي [[ اي صديقي المقرب صاحبي الروح بالروح ]] وإني اكره ان اهرق دمك [[ لان ابوك صاحبي ]]
وإن من أعمامك من هو أسنّ منك فأرجع من حيث أتيت وليبرز لي غيرك ،،و إني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك وقد كان أبوك لي نديماً .. فردَّ علي رضي الله عنه عليه
وقال :_ أما انا فإني أبغض الكفر فيك ، وإن أحب شيء الى قلبي اليوم أن أهرق دمك
فأستفزه وثار وغضب غضباً شديداً
فجال بالفرس جولتين ثم أسرع وسل سيفه كأنه شعلة نار
وأقبل عمرو مهاجماً علي ، ورفع السيف فوق علي يريد أن يضربه
فتلقاها علي بالترس ، فعلق سيف عمرو في ترس علي
فضربه علي ضربةً واحدة .... فإذا هو قتيل
[[ّضربة واحدة كما دعا الله وكان يرجو {{ مِنْ ضَرْبَة نَجلاء يَبقى ذكرُها عِندَ الهَزاهِزْ }} رجال صدقوا الله فصدقهم كما دعا الله تماماً ]]
ضربة واحدة فإذا هو قتيل
فكبر النبي صل اللهم عليه وسلم وكبر الصحابة وعلا صوتهم بالتكبير
_______
عندما رأى الذين اقتحموا الخندق ، من المشركين مع {{ عمرو بن ود}} مقتله بهذا الشكل على يد {{ علي رضي الله عنه }}

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

15 Oct, 03:02


قال :_ أين برمتكم ؟
قالوا :_ ها هي على النار فكشفها وصنع فيها ما صنع للعجين ثم سترها ..ثم اخذ يقطع العجين
ويقول :_ يا ام عبد الله ، اخبزي واستري ما تخبزي [[ يعني الخبز اللي بيطلع غطيه ]] فمازال يقطع ويرمي لها ، وهي تخبز
ويقطع ويرمي ..يقول جابر :_ والذي بعثه بالحق نبياً ، حتى أصبحت دارنا تل من الخبز
ثم قال :_ إلينا بالأدوات ، واستعيروا من جيرانكم [[ يعني صحون ]]
ثم قام وقال لاصحابه :_لا تطاغطوا عشرة فعشرة
[[ لا تتزاحموا الأكل كثير ، كل عشرة يقعدوا على صحن ]]
فجاؤوا له بالأدوات
فوضعها صل اللهم عليه وسلم ، واخذ يكسر من الخبز، ويضع عليه المرق ، ثم يأخذ اللحم ويفته ويدفعه الى أصحابه
ويقول لهم :_ كلوا واشبعوا لا عليكم كثير طيب ، كثيرٌ طيب
[[ يعني لا تجاملوا تقولوا نخلي لبعضنا شوي ، لا الطعام كثير طيب ]]
قال جابر وهذا الحديث في[[ البخاري ومسلم اخرجه الشيخان ]]
قال :_والذي بعثه بالحق لقد مضى اصحابنا يأكلون سائر الليل حتى شبعوا وانصرفوا منتصف الليل
ورسول الله - صل اللهم عليه وسلم -يقطع من العجين ويسكب من المرق ويفت من اللحم
حتى قال :_ هل بقي من احد ؟؟
قلت :_ لا يارسول الله - صل اللهم عليه وسلم - انصرفوا جميعاً
فجلس صل اللهم عليه وسلم واكل هو آخرهم
ثم ألتفت لزوجة جابر وقال لها :_ كُلي هذا وأهدي [[ أي اطعمي الناس ]] فإن الناس أصابتهم مجاعة
يقول جابر :_ والذي بعثه بالحق نبياً ،
فإذا عجيننا كما هو وبرمتنا كما هي !!!
من اين اطعمتهم يا سيدي ويا حبيبي يا رسول الله ؟؟
انه حبيبنا النبى محمد رسول الله صل اللهم عليه وسلم
هذا الذي يطعم الجيش ، ولا يرضى أن يأكل وغيره جائع ، هذا هو القائد الذي يقول لأصحابه إنما انا رجل مثلكم
ويربط على بطنه الحجر لأنه يأخذ بالاسباب
هذا إذا وقف يوم القيامة والنار ، قد علا صوتها وفزع الخلائق جميعا منها عند رؤيتها والملائكة ممسكة بها بسبعون ألف زمام
وعلى كل زمام سبعون الف من الملائكة يمسكون بها ولو تركوها لأتت على الخلائق جميعا ما أبقت منهم أحد
تكاد تميز من الغيظ وجثى الانبياء على ركبهم وجبريل لاذ بساق العرش يقول نفسي نفسي
وقد غضب الله غضباً لم يغضب مثله من قبل
فيقف ويقول امام جميع الخلق
{{ أنا لها وإن ثقلت فإن ربي لا يُكلم }}
فإذا قام صل اللهم عليه وسلم يدعو ربه
وقال :_ يارب ..وقد علا صوت جهنم بالضجيج
يصرخ مالك خازن النار بجهنم :_ أصمتِ فإن محمدا صل اللهم عليه وسلم يناجي ربه فتصمت [[ أدبا وتوقيرا لحبيب الله كي لا يعلو صوتها على صوته ]]
هذا حبيب الله ، وخير خلق الله صل اللهم عليه وسلم
هذا الذي اذا دعى فإن دعوته لا ترد على الإطلاق
يحفر الخندق ، ويربط الحجر على بطنه من الجوع ويأخذ بالاسباب
يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

15 Oct, 03:02


قالت: _ حفنة من شعير وشويهة [[ الشويهة انثى الماعز صغيرة بالعمر ما بيكون فيها لحم كثير ]]
قال :_ و كم عندنا من شعير ؟؟
قالت :_ حفنة [[ يعني يادوب نص كيلو ]]
فقاما فذبحا الشاة ، وطحنا الشعير
ووضعوا اللحم في البرمة [[ ما نسميه اليوم طنجرة يضعوها على الحجارة ويوقدون تحت الحطب ]]
فأنتظروا حتى قرب أن ينضج
فقام جابر ليدعو رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
فقالت زوجته :_ يا جابر لا تفضحني مع الناس فليس عندنا ما نطعم احد إلا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -وان كان معه ، نفر من أصحابه [[ يعني لا تعزم إلا رسول الله و- صل اللهم عليه وسلم -اثنين او ثلاثة معه بالكتير ، لا تفضحني الأكل لا يكفي ، ماعز صغيرة ما بيطلع منها كثير لحم ]]
قال :_ لا عليك أصنعي ما قلت
وذهب {{ جابر }} الى الرسول صل اللهم عليه وسلم
يقول جابر:_فذهبت الى رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -، وخلوت به وقلت :_ يارسول الله - صل اللهم عليه وسلم -بأبي أنت وأمي ، رأيت الجوع في وجهك
وإن عندنا طُعيم نريد أن نقدمه لك [[ طعيم تصغير لكلمة طعام يعني كم لقمة ما عنا طبخة ليست كبيرة ]]
نريد أن تحضر عندنا يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -انت و رجلان معك أو ثلاثة
فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_ وكم هو طعامك يا جابر ؟؟
فقلت :_ شويهة وحفنة شعير [[ مش محزرة ]]
فقال صل اللهم عليه وسلم :ما شاء الله ، كثيرٌ طيب
ثم نادى النبي صل اللهم عليه وسلم بأعلى صوته
وقال :_ ياااا بلال ، اصرخ في اهل الخندق ، أن حيهلا
[[ اي تعالوا مسرعين هلموا ، اهلا وسهلا ]]
اصرخ في اهل الخندق ، أن حيهلا ، فقد صنع لكم جابر {{ سؤرا }}
[[ والصحابة لا يعرفون معنى سؤرا ]]
فضحك سلمان الفارسي
وقال :_فداك أبي وأمي يارسول الله- صل اللهم عليه وسلم - ، من اعلمك بكلمة {{ سؤر }} ؟ !!!
قال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_ أليست هي لغتكم في فارس ، إذا كان عندكم وليمة عظيمة قلتم عنها {{ سؤرا }}
قال :_ أجل والذي بعثك بالحق
فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_وإن الخندق خندق سلمان
[[ يعني انت صاحب الخندق يا سلمان واليوم رح نحكي بلغتك ]]
فقام الجيش كله ، وارتبك {{ جابر }}
قال جابر :_ فدارت بي الارض حيرةً ، وخجلاً ، فلا أستطيع أن ارد قول الرسول - صل اللهم عليه وسلم -، ولا أدري ما اقول للناس ؟ !!
قال جابر :_ وتقدم النبي صل اللهم عليه وسلم إلي وشبك يده بيدي - صل اللهم عليه وسلم -وهو يقول :_ كم طعامكم يا جابر ؟؟
وأقول له شويهة وحفنة شعير !!!!!
فيقول :_ كثير طيب ، كثير طيب
ومشى النبي صل اللهم عليه وسلم ، ومشى معه كل أهل الخندق
حتى اذا دنى من المدينة قال :_ انطلق يا جابر
فأخبر زوجتك لا تخبز عجينها ، ولا تنزل برمتها عن لنار حتى أحضر
ذهب الى زوجته مسرعا ، فلما دخل
قالت له :_ هل حضر رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -ولبى دعوتك ؟؟ فقال لها وقد تغير لونه
قال :_ نعم ، نعم ومعه أهل الخندق جميعاً
فصاحت في جابر وقالت :_ ويحك بك وبك [[ يعني تعنفه ]]
ماذا سنطعم الناس الليلة ؟؟ !!!!
هل انت دعوتهم ام رسول الله ؟؟ - صل اللهم عليه وسلم -
قال :_والله ما دعوتهم ، إنما رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - دعاهم ، وجاء بأهل الخندق جميعا مهاجرين وأنصار
قالت له :_ هل سألك ، وأعلمته أن الطعام لا يكفي الا رجل أو رجلين؟
فقال جابر: - نعم !
فقالت زوجة جابر:_ الله ورسوله أعلم ، لا عليك إن لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم -شأن الليلة
حبيبنا النبى محمد رسول الله صل اللهم عليه وسلم
قال جابر :_ فلما قالت ذلك ، كشفت عني غماً شديداً
[[ هكذا فلتكن النساء أطمئنت وطمئنت زوجها ، مش يجي مهموم تزيد همه ومخاوفه ، بيحكيلها صار عندي مشكلة و تركت عملي ، وتبلش والجمعية كيف ندفعها واجار البيت والقسط ، والأولاد ، أما الزوجة العاقلة تصبره ، و ليش زعلان معلش كله خير ، الله الذي يرزقنا مش انت ، وبكرة بتلاقي عمل احسن من الذي قبله وبكرة بذكرك ، انت توكل على الله ولا تزعل
ما أجمل المرأة العاقلة ، فإنها رزق ونعمة من الله للزوج ]]
اطمئنت وطمئنت زوجها
يسأل التابعون جابر : كم كان عددكم تلك الليلة يا جابر ؟؟
قال :_ ثلاثة عشرة مئة[[ يعني ١٣٠٠ رجل ]]
فلما وصلوا جلسوا بين النخيل [[ ما في بيت يوسعهم ]]
ثم دخل صل اللهم عليه وسلم على جابر
قال :_ أين طعامكم ؟؟
قالوا :_ هذا هو يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
فوضع العجين وقال بيديه هكذا وهكذا [[ اي أخذ يجور العجين ]]
ثم قرأ من القران ما شاء له الله ان يقرأ ثم نفث فيه
[[ معنى نفث اي نفخ فيه نفخة خفيفة ]]
قرأ من القران ما شاء له الله ان يقرأ ثم نفث فيه
ثم رد العجين على بعضه وستره

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

15 Oct, 03:02


🔸🔸الحلقة الثانية والاربعون بعد المائة🔸🔸
*********
السيرة النبوية العطرة
(( أحداث وقعت عند حفر الخندق )) الجزء الأول
************
عند حفر الخندق عُرضت لسلمان صخرة في حصته في الحفر
فكسرت حديدهُ [[ يعني الفأس تبعه والمجرفة ]]
وأعيت قواه [[ أي اتعبته ]] فأسنتصر بعمر بن الخطاب
قال :_ يا عمر أعني على هذه الصخرة
فنزل عمر للصخرة فكسرت حديده وأعيت قواه
فقال عمر :_ لا بد لنا أن نخبر رسول الله صل اللهم عليه وسلم عنها
فجاء عمر للنبي ، وكان يعمل صل اللهم عليه وسلم في جهة اخرى في الخندق
قال :_ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -عُرضت لسلمان صخرة ، كسرت حديدنا وأعيت قِوانا
فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_ أنا نازل لها إن شاء الله
فجاء صل اللهم عليه وسلم وعندما همَّ أن ينزل بالخندق فرفع إزاره
وإذا به قد ربط على بطنه حجر من شدة الجوع
ممكن نحن نسأل ، ماذا يفعل الحجر للبطن ؟
إن الإنسان إذا جاع لا يستطيع أن يسند ظهره تماماً من شدة الجوع
لذلك كانت الجدة [[ العجايز زمان تسمعها تقول يا أبني كول لقمة خبز تسند فيها ظهرك ، إذا شرب الواحد منا شربة مثل {{ زيت خروع }} وما أكل طول اليوم لا يستطيع الوقوف تشعر بألم في ظهرك لأن البطن فاضي فالعمود الفقري ينحني ]]
فكان صل اللهم عليه وسلم ، يشد على بطنه الحجر ليسند ظهره ليقوى على العمل ..فرآه الصحابة صل اللهم عليه وسلم بهذا المنظر ، يربط حجر على بطنه ..وهنا درساً بالصبر على الجوع [[ مع انه سنرى معجزاته صل اللهم عليه وسلم في الخندق بعد قليل ، وكيف يطعم الجيش كله من حفنة طعام
فلماذا يربط الحجر على بطنه ؟؟
لإنه أسوة للفقراء والمساكين من أمته ، وأسوة لكل المسلمين من بعده
ثم قفز صل اللهم عليه وسلم في الخندق
وقال :_ إليَّ بالمعول
فأخذ الفأس [[وكان الوقت قبل الغروب بقليل والفصل شتاء ]]
فأخذ المعول وقال :_ بسم الله ، الله اكبر
وضرب ضربة ..يقول الصحابة :_ فأبرقت برقةً ، اضأت ما بين الحرتين والله ولكأنه بيت مظلم أُشعل فيه مصباح
فكبر النبي صل اللهم عليه وسلم ، وكبر الصحابة خلفه
ثم ضرب ضربة أخرى فأبرقت مثلها
فكبر وكبر أصحابه خلفه [[ من غير ان يسألوه لماذا التكبير ]]
ثم ضرب ضربة ثالثة فأبرقت فكبر وكبروا
فأنهالت الصخرة كالكثيب [[ يعني كأنها تل من الرمل ]]
فقال لهم :_دونكم وصخرتكم ، فأخذوا يجرفونها بالمسحاة
قالوا :_ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -أبرقت ثلاثاً ، فكبرت فما سر ذلك ؟؟
قال :_ عندما برقت لي المرة الأولى
أضيئت لي القصور الحمر من ارض الروم ، واخبرني جبريل انكم ظاهرون عليها وتنفق كنوزها في سبيل الله
وعندما أبرقت المرة الثانية
أضيئت لي قصور كسرى ، وإني رأيت قصوره كأنها أنياب الفيلة
ثم ألتفت الى سلمان قال :_ يا سلمان أليس فيها كذا وكذا وكذا ؟ لأنها بلده
يقول سلمان :_ والذي بعثه بالحق أخذ يصف لي قصور كسرى وكأنه يعيش فيها ..وكلما قال وصف اقول :_ أشهد أنك رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
قال :_ والذي نفسي بيده يا سلمان ، لتفتحن قصور كسرى وقصور قيصر ، فلا قيصر بعده ، ولا كسرى، ولتنفق كنوزهما كلها في سبيل الله ولكن هذا يكون بعدي يا سلمان [[ يعني بعد موتي ]]
يقول سلمان [[وهو راوي الحديث ]]
والذي بعثه بالحق لقد رأيت هذا كله ، وكان سلمان هو امير المدائن في خلافة عمر بن الخطاب
{{ وعد رسول الله لن يتخلف ابداً على الإطلاق }}
قال وفي الثالثة عندما أبرقت
اضأت لي ارض عدن [[ اي اليمن ]] والله إني لأنظر أبواب صنعاء من مكاني هذا ..وكان صل اللهم عليه وسلم يقوم الليل كله يصلي ويدعو الله ..صلاة وتهجد {{ صل اللهم عليه وسلم }}
عندما رأى الصحابة النبي صل اللهم عليه وسلم وقد ربط حجر على بطنه من شدة الجوع كان هناك رجل من الصحابة اسمه {{ جابر بن عبدالله }}
[[ أبوه عبدالله بن جبير تذكرون هذا الإسم أمير الرماة يوم أحد الذي لم يتحرك من مكانه وقتل رضي الله عنه ، هذا ابنه جابر ]]
رأى {{ جابر بن عبد الله }} النبي صل اللهم عليه وسلم ، وقد ربط الحجر على بطنه من شدة الجوع
فلم يحتمل {{ جابر }} أن يرى النبي صل اللهم عليه وسلم وهو يعاني ذلك الجوع فاستأذن {{ جابر }} النبي صل اللهم عليه وسلم أن يذهب الى بيته، قال: _ يارسول الله- صل اللهم عليه وسلم - ائذن لي الى البيت فأذن له النبي صل اللهم عليه وسلم ، فذهب {{ جابر }} الى زوجته وقال لها:_يا ام عبد الله
رأيت بالنبي صل اللهم عليه وسلم ، شيئاً لا أصبر عليه
رأيته يربط الحجر على بطنه ، من شدة الجوع ، كيف يجوع رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - بيننا ، فهل عندك طعام الليلة ؟

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ

08 Oct, 20:41


🔸🔸الحلقة الواحدة والأربعون بعد المائة 🔸🔸

السيرة النبوية العطرة ((حفر الخندق ، غزوة الأحزاب ))

أخذ النبي صل اللهم عليه وسلم ، برأي {{ سلمان الفارسي }} رضي الله عنه ثم قام النبي صل اللهم عليه وسلم ، يتفحص أرض المدينة
[[ أي يرى ، اين يجب ان يحفر هذا الخندق ]]
فأنتقل الى شمال المدينة [[ كما قلنا مدخل المدينة الوحيد]]
وتم اختيار مكان الخندق وكان في أضيق مكان بين
{{ الحرة الشرقية والحرة الغربية }}
وخط صل اللهم عليه وسلم مكان الخندق بين الحرتين
وأمر بالبدء في حفر الخندق فورا
وحدد النبي صل اللهم عليه وسلم مواصفات الخندق كالآتي
١_ الطول من الحرة الشرقية الى الحرة الغربية ، والمسافة تبلغ بينهما {{ ٦ كم }}
٢_ عرض الخندق {{ ٨ متر }}
بحيث لا تستطيع فرسان العدو عبوره بالقفز
٣_ العمق يكون {{ ٤متر }}
بحيث اذا سقط فيه أحد لايستطيع أن يخرج منه
و وزع النبي صل اللهم عليه وسلم العمل على أصحابه
فجعل من الصحابة مجموعات كل مجموعة عددها {{ ١٠ }} رجال
واعطى كل مجموعة مسافة {{ ٢٠ متر }} لحفرها
و وضع خط لكل مجموعة ، في الجزء المسؤلين عن حفره
وبدء المسلمون العمل فوراً ، وكان العمل صعباً جداً وشاقاً لأسباب عديدة
1- أن المشروع ضخم جداً ، ووقت اتمام المشروع ضيق
فكان الصحابة يعملون في النهار لمدة {{ ١٦ ساعة }} في اليوم
ثم يعودون لبيوتهم في الليل
ولا يسمح لأحد بالإنصراف إلا بإذن النبي صل اللهم عليه وسلم
٢ – أن أرض المدينة أرض صخرية يصعب جدا الحفر فيها
٣ – أن أدوات الحفر لم تكن تكفي كل هذا العدد، فكانوا يستخدمون أحيانا أدوات يصعب الحفر بها وكان العمل باليد والمعول [[ اي الفاس ]] والمكتل [[ اي ما نعرفه اليوم القفة اللي بيحمل فيها العامل التراب ]] والمسحاة [[ يعني المجرفة لأنها تمسح الارض وتزيل التراب ]]
٤- أن الموسم كان شتاء ، والبرد كان قارصاً، والسنة كانت مجدبة، والمدينة تعاني من نقص شديد في المواد الغذائية، فكانت تمر الأيام والصحابة يعملون ولا يجدون ما يأكلونه
[[ فالوقت شتاء ولا يوجد تمر على الشجر ، واهل المدينة يعملون بالزراعة ، والكل مشغول بحفر الخندق ]]
وبدأ الصحابة يعملون ، والحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم ، معهم يعمل يحفر كأي واحد منهم
وكلما قال له الصحابة :_ عنك يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
فيقول لهم :_ إنما انا رجل منكم [[ اي واحد منكم مثلي مثلكم - صل اللهم عليه وسلم -]] فكان يضرب بالمعول ويحمل بالمكتل
ويملئ التراب بالمسحاة
حتى ان التراب ليستر جسده عنهم صل اللهم عليه وسلم
وهكذا كان الحفر فأتموا هذه المهمة في {{ ٦ ايام ولياليها }} فقط
حفروا مدخل المدينة من الشمال كامل من الحرة الى الحرة
بالعرض الذي ذكرناه والعمق
والآن نذكر بعض النماذج عن آحداث حصلت اثناء حفر الخندق
عندما وزع النبي صل اللهم عليه وسلم ، المجموعات للحفر
كل {{ ١٠ }} من الصحابة جزء
قال {{ سلمان الفرسي رضي الله عنه}} للرسول صل اللهم عليه وسلم
قال :_ هل تأذن لي يارسول الله - صل اللهم عليه وسلم - أن أخذ حصة عشرة ، فإنه طبيعة عملي واعرفه ، فلقد حفرنا كثيراً في مدائن فارس [[ فأختار ان يأخذ حصة عشرة ]]
فلما نظر الصحابة ان سلمان اخذ حصة عشرة رجال ، في حفر مسافة {{ ٢٠ }} متر في عمق {{ ٤ }} متر لوحده
[[ قال الصحابة هذا عمل مُشَّرف ما حدا مشاركه فيه ، وطبعا الناس تتنافس في الرجل صاحب الخير ]]
فقال الأنصار :_ سلمان منا [[ لأنه من سكان المدينة ما جاء من مكة مهاجرا ]]
فقال المهاجرون :_ لا سلمان منا معشر المهاجرين [[ لأنه ليس من اهل المدينة لانه جاء من خارجها ، نحن جئنا من مكة وهو جاء من برة ]]
وهكذا ارتفعت اصوات المنافسة بين مهاجرين وانصار
الانصار يقولون سلمان منا والمهاجرون يقولوان سلمان منا
فوقف النبي صل اللهم عليه وسلم بينهم
ورفع كلتا يديه بينهم وهو يقول
لا عليكم ، لا عليكم [[ يعني لا تتنافسوا ]]
{{ سلمان منا أهل البيت }}
النبي صل اللهم عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ، لولا أذن من الله ما قالها النبي صل اللهم عليه وسلم
سلمان منا اهل البيت ، و تبت يدا أبي لهب [[ مع انه عم النبي صل -اللهم عليه وسلم- الزم ]] ما الذي أسقط هذا ، ورفع ذاك
إنها {{{ التقوى }}} التي نحن بحاجة لها اليوم
غزوة الأحزاب او {{ الخندق }} ستأخذ معنا وقت طويل
فهي {{ أعظم درس بالسيرة }} للمسلمين اليوم
يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

1,345

subscribers

475

photos

281

videos