ومن ثم تأثر عكرمة رضي الله عنه بموقف النبي - صل اللهم عليه وسلم -
فاهتزت مشاعره ، وتحركت أحاسيسه ، ودخل نور الهداية قلبه فأسلم
وقال للنبي - صل اللهم عليه وسلم - {{ قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثا وأبرنا برا }}
-والحارث بن هشام وزهير بن أمية، استجارا بأم هانىء بنت أبي طالب أخت علي بن أبي طالب كرم الله وجهه شقيقته ولم تكن أسلمت إذ ذاك فأراد عليّ قتلهما.
فعنها رضي الله عنها أنها قالت: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة فر إليّ رجلان من أحمائي: أي من أقارب زوجها هبيرة بن أبي وهب مستجيران بي فأجرتهما. فدخل عليّ أخي علي بن أبي طالب فقال: والله لأقتلنهما، أي وقال: تجيري المشركين، فحلت بينه وبينهما. فخرج فأغلقت عليهما بيتي ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة، فوجدته يغتسل من جفنة فيها أثر العجين وفاطمة ابنته تستره بثوب،
فلما اغتسل أخذ ثوبه وتوشح به، ثم صلى ثماني ركعات من الضحى، ثم أقبل عليّ، فقال: «مرحبا وأهلا بأم هانىء، ما جاء بك؟»
فأخبرته الحديث، فقال: «أجرنا من أجرت، وأمنا من أمنت فلا نقتلهما»
-وصفوان بن أمية
استأمن له عمير بن وهب، أي قال له: يا نبي الله إن صفوان سيد قومي قد هرب ليقذف نفسه في البحر فأمنه، فإنك أمنت الأحمر والأسود، فقال صلى الله عليه وسلم: أدرك ابن عمك فهو آمن، فقال: أعطني آية يعرف بها أمانك، فأعطى صلى الله عليه وسلم لعمير عمامته التي دخل بها مكة. وفي رواية اخري: أعطاه برده، أي بعد أن طلب منه العود، فقال: لا أعود معك إلا أن تأتيني بعلامة أعرفها، فقال: امكث مكانك حتى آتيك به. فلحقه عمير وهو يريد أن يركب البحر فرده: أي بعد أن قال له: اعزب عني لا تكلمني، فقال: أي صفوان، فداك أبي وأمي، جئتك من عند أفضل الناس، وأبرّ الناس، وأحلم الناس، وخير الناس، وابن عمك عزه عزك، وشرفه شرفك، وملكه ملكك، قال: إني أخافه على نفسي، قال: هو أحلم من ذلك، وأكرم، فرجع معه حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن هذا يزعم أنك أمنتني،
قال: صدق فقال: يا رسول الله أمهلني بالخيار شهرين،
فقال صلى الله عليه وسلم: «أنت بالخيار أربعة أشهر»،
ثم خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين، ولما فرّق رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمها رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمق شعبا ملآنا نعما وشاء، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعجبك هذا؟» قال: نعم، قال «هو لك وما فيه»،
فقبض صفوان ما في الشعب،
وقال: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نبي، اشهد انك لا اله الا الله وانك رسول الله.
ثم عاد الي قومه فقال لهم : جئتكم من عند خير الناس .. امنوا بمحمد - صل اللهم عليه وسلم - فانه رسول الله حقا وانه يعطي عطاء من لا يخشي الفقر ابدا.
-وهند بنت عتبة امرأة أبي سفيان
رضي الله تعالى عنهما فإنها أسلمت بعد، وإنما أمر صلى الله عليه وسلم بقتلها لأنها مثلت بعمه حمزة رضي الله تعالى عنه يوم أحد..فلما كانت يوم الفتح لزمت منزلها ، وقد علمت أن النبي - صل اللهم عليه وسلم - قد أهدر دمها
جلس - صل اللهم عليه وسلم - على الصفا ، يبايع أهل مكة على الاسلام
فجاءه الكبار والصغار والرجال والنساء يبايعهم على الإسلام،
وكانت لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم - هيبة لا يستطيع أحد التمعن والنظر في وجهه من شدة هيبته
فجاءه رجل يبايعه فلما نظر الى الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - ، أخذته الرعدة فقال له: _هون عليك فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد[[ اللحم المجفف ، الذي يأكله عامة الناس ]]
وامر عمر بن الخطاب ان يقف بين يديه وتجمع النساء فأتت النساء ليبايعن النبي - صل اللهم عليه وسلم -
ولم يبايعن ببسط اليد و وضع اليد باليد ، لا
تقول السيدة عائشة {{ ما وضع - صل اللهم عليه وسلم - يده بيد امرأة إلا امرأة تحل له [[ اي زوجته ]] أو ذات محرم }}
ولكنه بسط يده في الهواء ، وبسطت نساء قريش أيدهن وتمت البيعة
وهند كانت بين النساء وكانت كما قلنا {{ مهدورة الدم }}
ولكن اخبروها ان النبي - صل اللهم عليه وسلم - لا يقتل من اسلم
فجاءت حتى دخلت بين النساء ، وجلست وهي متنقبة [[ أي تخفي وجهها ]]
فلما بسط يده يبايعهن
قال :_ ابايعكن على ان تشهداوا ان لااله الا الله , وأن محمد رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
قالت النساء :_ نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله
قال :_ وألا تقتلن اولادكن من املاق [[ الؤد الذي كان في الجاهلية ]]
فقالت هند وهي متنقبة[[ تريد ان تفتح باب الدعابة مع رسول الله ]]