آخرین محتوای به اشتراک گذاشته شده توسط احسان الفقيه در تلگرام
احسان الفقيه
01 Mar, 17:42
2,003
عندما سُئل عالم الفيزياء الكبير /ألبرت أينشتاين /عن غباء بعض البشر أجاب : كل إنسان هو عبقري بشكل او بآخر المشكلة اننا نحكم على الجميع من خلال مقياس واحد فمثلاً لو قيمنا سمكة من خلال مهاراتها في تسلق شجرة ستمضي السمكة بقية حياتها معتقدة أنها غبية.
احسان الفقيه
28 Feb, 09:40
2,425
إن الشرط الأُنثوي نكبة ... إنّه مثل أحجار مربوطة بالرسغين لا يستوي معها التحليق أبدا..
هل استقبال الرسائل من مئات القراء أسبوعيا مضيعة للوقت ..؟! هل حُب الجميع والابتسام للجميع والانتماء للجميع نوع من البلاهة والسذاجة وقلّة العقل؟
يا ويل قلبي من حمام قريتي الزاجل ... من بريد العُشّاق المُشوّش بأحلام تترصّد في قيعان البيوت وأطراف الحواكير التي تم تشويهها بالإسمنت حديثا مع أني غادرتُها للتوّ "أي قبل عقدين من الزمان" حين كانت "على أُمّها"، دون تشذيب أو تدخّل جراحي غادر وفاشل باسم الحداثة والتطوير ولقتل الغبار والطين..
وهل أجمل من بيوت الطين يا أبناء الطين؟
يا ويل قلبي من أُمنيات تتلوّى في أثواب وسائد طرّزتها إحدى الطيّبات في قريتي ممن فاتهُنّ القطار بعد أن داس طرف البهجة في أرواحهنّ المُطفأة وغاب..
يا ويل قلبي من ابنة عمي الفاتنة الأبيّة والتي كانت تمتلك همّة لو تم توزيع بذورها وغِراسها على قمم جبال عجلون لاكتست برداء دائم الخضرة لا يكترث لقسوة المواسم وسطوة الريح ..
يا ويل قلبي من قريتي .. وأهل قريتي ومُثلّث قريتي ودكاكين قريتي ونساء قريتي ورجال قريتي المُختلفين عن أي رجال عرفتهم في حياتي..
يا ويل قلبي ممن يجلسون الآن في الناحية المُشمسة أمام المتاجر ويتهامسون فيما بينهم . من تكون ؟ وهل حقا كما قيل عنها كذا وكذا ؟ ولماذا عادت؟ وكيف هي مُنفتحة مُحبّة مُبتسمة في وجوه الجميع؟
وجوه جديدة تحمل ذات الجينات والفضول والسمات والأمراض الوراثية ولكنها لم تسمعني مع من كانوا على موعد صباحيّ يومي للإصغاء لقراءتي للقرآن أو الشعر في إذاعة مدرستي قبل أكثر من ثلاثة عقود..رأيتُ فيهنّ العجب..
يا ويل قلبي من ذاك الحصاد الطازج من الأخيلة الأسطورية والهمهمات السرية والتوقّعات المُدهشة وأمنيات أبناء القرى التي تتشابه دائما ولا تتحقّق أبدا ..
يا ويل قلبي لتلك الأيام التي أدمتني وأوجعتني وشكّلتني وصنعت ثورتي الأولى ورفضي المُبكر وعنادي الذي حاولوا قتله في مهده فأبى إلا أن ينتفض على واقعهم وعاديّتهم وخضوعهم وتكراراتهم فصار له أجنحة ومخالب ..
همسة لقُرّائي: - رسائلكم التي تصلُني "خفية" أصبحت أشدُّ وضوحا واتّزانا وهي تُفيدُني – صدقا ولو أبديتُ امتعاضي أحيانا- تُفيدُني في إضاءة المناطق الغامضة والمُعتمة في حياتي اليومية وفي الكتابة وفي علاقاتي المحدودة –بالواقع - مع الكائنات والأشياء بعيدا عن مكتبتي وأبحاثي وعُزلتي وسفري المُتكرر من أجل ما لا تعرفونه من مهامّ وواجبات وتفاصيل خاصة بالعمل بعيدا عن القضايا التي أدافع عنها أو أقاتل من أجلها وبعيدا عن المواقف المُعلنة من كافّة الأحداث والتقلبات والمُتغيرات..
ماعرفته من صديق عزيز .. أن الألم ليس قدَرا إنما اختيار ..
بالفعل.. عندما تختار ابنة الريف الأردني المُهمّش المنسيّ أن تُحلّق في البعيد البعيد، عليها أن تدفع الثمن غاليا وعليها أن تتقبّل كل ما قيل ويُقال .. فغزو الفضاء لا يُشبه التحضير لحفلة "حنّاء" ومراقبة شباب الدبكة الذين يُغلقون الشوارع ويفتحون شهية النساء.. وأيّ نساء؟!
عليها أن تبحث عن مركبةٍ ورفيقٍ يليق بمراحل ما كانت تنبغي لامرأة قروية بسيطة مُتعثّرة مُصابة بالوضوح، مثلها..
عليها أن تُجيد الرقص والموسيقى ولغة النسيان وإتلاف الكراكيب او بيعها لتُجّار الخُردة بذكريات أيام الشقاء والتشويه وسوء الظنّ والمرمطة واللاجدوى ..
وعليها أن تتوقّع موتا لعوبا مُغرِقا في تطرُّفه –ينتظرها في أي لحظة- بمُسمّى رصاصة الخلاص في سبيل فكرتها التي تنتمي لكل شيء أصيل وطيب وحقيقي ويُشبه قلبها ..
إحسان بنت محمود الفقيه ..بنت قرية كفرأبيل .. جارة كفر عوان وجديتا وبيت إيدس وكفرراكب والأشرفية وكفر الماء وغيرهن من الجارات الطيبيات .. لا زالت هنا تكتب ما لن ترجو من أحد أن يفهمه أو يُصدّقه أو يستوعبه أو يؤمن به أو يحمله للقادمين..
=== إحسان الفقيه الدوحة
احسان الفقيه
27 Feb, 21:34
2,352
نقية هي مشاعر الحب حتى لوثوها، صحيحٌ هو مذهبه حتى حرّفوه، مزجوه بالمنفعة، فجعلوه حبًا مشروطًا، يهبونه لك - أو هكذا يُظهرون – ما بذلتَ وأعطيتَ، فإن توقف نهرُك، فأنت حينئذ عندهم كالماء لا في نفعها، وإنما في أوصافها، فلا طعم لك، ولا لون لك، ولا رائحة لك. كم مِن ابنٍ شجَّ أهلُه قلبَه بمعادلة الحب مقابل المنفعة، عندما رهنوا منْحَهُ الحب بمدى توافقه مع الشروط التي يضعونها، فإما أن يكون ذا نفع مادي، فحينئذ هو الابن المقرَّب المُدلّل، وإما ألا يكون، فحينئذ هو الابن العاق. ليس هذا هو الحب، إنما الحب علاقة غير مشروطة، تحب ولدك لأنه فقط ولدك، حتى وإن لم تستفد منه شيئًا، تحب أخاك حتى وإن كنت أنت الباذل المعطي وكان هو السائل الآخذ، فقط لأنه أخوك، فعلى هذا جرت الفطرة البشرية والجبلة الإنسانية، فأما من ربط محبته الآخرين بمدى نفعهم إياه، فليراجع فطرته فإنما تعكّر ماؤها. كيف يطيب قلب الابن داخل إطار الأسرة وهو يشتري من أهله حنانهم واحترامهم ومحبتهم بالجهد، وهو يعلم يقينا أن عليه أن يدفع الثمن في كل مرة، يعلم يقينا أنه إن تأخر في خدمتهم أو تباطأ في نفعهم، فإنه لن يحصل على الاحترام أو المحبة، كيف سيشعر بالدفء بين أناسٍ يرونه بضاعة مزجاة؟ لماذا يقتلون تلقائيته وعفويته معهم؟ لماذا يئدون فيه مشاعر اللهفة تجاههم في لعاعةٍ من الدنيا؟ لماذا يحولون مشاعره إلى جسر يعبرون عليه للوصول إلى مآربهم ومنافعهم؟ لماذا يعتبرونه مُسخرًا لهم ويتعاملون معه على قاعدة: الحب والاحترام مقابل المنفعة؟ ارحموا أبناءكم، وأحبوهم بلا شرط بلا قيد بلا رهن بلا سبب، فقط لأنهم منكم وأنتم منهم، فقط لتلك الوشائج التي جاءت بها الفطرة وعززها الإسلام، اتقوا الله فيهم ولا تفتنوهم في بذلهم وعطائهم، اتقوا الله فيهم ولا تجعلونهم يموتون داخل أنفسهم قهرًا.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..
=== إحسان الفقيه
احسان الفقيه
26 Feb, 19:53
2,363
هناك نوعان من الانتماء، جزئي وكلي، أو خاص وعام، ومثاله: حب الوطن الخاص الذي نشأ المرء على ترابه وارتبط بأديمه، كانتماء السعودي للسعودية، والقطري لقطر، والتركي لتركيا، والفلسطيني لفلسطين، والسوري لسوريا، والأردني للأردن وهكذا دواليك. وهناك انتماء عام، يتمثل في ذلك الشعور الذي يربط المسلم بأمته بعيدًا عن تقسيمات سايكس بيكو. بعض الناس يتوهمون التعارض بين هذا وذاك، وأنهما نقيضان لا يجتمعان، فإما أن يخلو شعورك من الانتماء للوطن حتى تكون مسلمًا حقًا تنتمي للراية العظمى للمسلمين، وإما أن تحبس نفسك في إطار جغرافيتك وتحصر انتماءك لوطنك الخاص دون الاكتراث للانتماء الأكبر. إن حب الوطن الخاص والعمل من أجل رفعته ونهضته وحمايته والذود عن أهله وافتدائه بالدماء، لا يتعارض مطلقا مع حب الوطن الأكبر والانتماء له. والولاء والانتماء لتراب الوطن الصغير لا يقدح في صدق نيتك نحو تحقيق أهدافك العليا في سبيل الوحدة الإسلامية وتطبيق الشريعة بسعتها التي تتواءم مع متطلبات العصر وكل عصر، فاعتبروا يا أولي الأبصار.
----
إحسان الفقيه
احسان الفقيه
26 Feb, 19:26
1,936
لن تقوم للدول العربية قائمة حتى تكون فيها معارضة حقيقية لا كرتونية، وأولى لمن جبُن عن المعارضة الحقيقية أن يغلق فمه ويلزم رحْله، لا أن يتحول إلى بوق إعلامي يروج للفساد والقصور الإداري ويسهم في تمييع معايير الانتماء، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
=== إحسان الفقيه
احسان الفقيه
26 Feb, 19:26
2,289
حب الوطن أمر فطري لدى الإنسان، قد جُبل على هذا الحب، والمطالع لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، يجد بوضوح هذا الحنين الذي اعتمل في نفوسهم تجاه مكة أرض المنشأ بعد هجرتهم إلى يثرب،
بل إن القرآن الكريم كشف عن كوْن البعد عن الأوطان عقوبة كانت الأمم الجائرة المكذبة، تهدد بها أنبياء الله وأتباعهم «لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا»، «اخرجوا آل لوط من قريتكم».
وكل من تأتي عليه لحظات يتفوه فيها، أنه لم يعد يحب وطنه، فإنما هو تعبير عن حنقه على حكامها والقائمين عليها، إذا مارسوا الظلم تجاه رعيتهم، أي ليس بغض الوطن ذاته، وربما يعيد اكتشاف حبه لوطنه مع أول ساعة تطأ فيها قدماه أرض الغربة. في هذا العصر خاصة، وفي ظل الأنظمة القمعية، صارت هناك معايير جديدة للانتماء إلى الوطن، أو إن صح التعبير أكاذيب يتم ترويجها باعتبارها فيصلا بين محبي الوطن ومبغضيه.
من أكبر هذه الأكاذيب، توصيف الدولة على أنها النظام بمؤسساته، وجعله معيارا ومقياسا للانتماء إلى الوطن. انتقد وعارض رأس النظام، أو طالب بتغييره، انتقد عمل مؤسسات الدولة الصلبة، خاصة القوات المسلحة، حينها ستكون خائنا، عميلا، تنفذ أجندة خارجية لإسقاط الدولة.
إن لم تتحمل الظروف المعيشية الصعبة، وأبديت سخطك على فشل النظام في قيادة المسيرة الاقتصادية لبلادك، فأنت تسعى لخراب الدولة، وحتما أنت مأجور ومتعاون مع جهات معادية تريد النيل من البلاد.
أصبحت الصورة المثالية للوطنية هي الترنم ليلا ونهارا بإنجازات الزعيم، وإظهار التمسك به باعتباره سفينة نوح التي سينجو عليها الشعب، ويعبر إلى بر الأمان، ولا ريب في أن هذه الصورة مريحة وآمنة، لأنها تلقى الدعم الكامل من النظام، ويزيد من بريقها وتوهجها أنها تعمل برعاية إعلامية تقوم بتلميعها وإظهارها كنموذج وطني.
هذه الصورة المكذوبة، أصبحت ملاذا لكل من يتقي التصنيف بمعاداة الدولة، والبعض يعمل على خداع نفسه ليصطبغ بها قلبا وقالبا، فينسى مع طول الأمد أنه أفّاق متزلف.
وجود المعارضة على مرّ التاريخ صمام أمان لاستقرار الدول، وأعني بها المعارضة النزيهة الفعالة، التي تحرص على الصالح العام لا المصالح الخاصة أو الحزبية، ولم تزل الدول تتمتع بوجود المعارضين، من دون أن يُتهم المعارض بالخيانة لوطنه. أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وجد من يسائله عن الثروة على الملأ، وجد من يقول له من أين لك هذا؟
ليس في مليارات الدولارات المسافرة إلى البنوك الأوروبية، وإنما في ثوب زائد ناله الخليفة بينما كان للناس ثوب واحد، وهدأ الصوت المعارض بعدما برّأ الخليفة نفسه بشهادة ولده الذي أعطاه ثوبه، لأن أباه رجل طويل القامة لا يكفيه ثوب واحد.
لم يتهِم الخليفة ولا رعيته هذا المعارض بالخيانة للوطن، بل كانت المحاسبة والمساءلة مطلبا أبداه الصدّيق أبو بكر عندما قال: «قد وُليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني».
المعارضة النزيهة الفعالة التي تحرص على الصالح العام لا المصالح الخاصة أو الحزبية صمام أمان لاستقرار الدول
نضحك حتى البكاء عندما نرى المعارضين في الدول المتقدمة وجرأتهم والمساحات الشاسعة التي يتحركون فيها، بينما المعارض في بلادنا المعترض المنتقد للنظام ومؤسساته فاقد للانتماء. كتبتُ سابقا وما زلت، عن شأن المعارضة الشرسة في تركيا، في انتقادها اللاذع للنظام التركي وساحات القضاء التي تشهد دعاوى محررة ضد رئيس الجمهورية، أو رجاله، والصحف المعارضة الجريئة، واعتبرت كل ذلك ردا قاطعا على توصيف أردوغان بأنه ديكتاتور.
مثل هذه المعارضة تصب في صالح الوطن، فهي صمام أمان للنظام ذاته حتى لا ينحرف في مساره عن العمل لصالح الشعب، وتجعل النظام في حالة استنفار دائم بكل أدواته وطاقاته، فهو يعلم أن هناك من يراقبه ويعارضه بقوة.
في معظم بلادنا العربية أصبحت المعارضة في كثير من الأحيان كائنا هلاميا تعمل الحكومة على إيجاده كـ»ديكور»، ليتولى الإعلام مهمة النفاق المعهودة في إظهار المناخ الديمقراطي ومساحة الحريات الشاسعة التي أنعم بها الزعيم الملهم ونظامه المُبجل على معارضيه، لذلك جرت العادة في معظم البلدان العربية أن تكون مدة تنصيب الحاكم هي حياته كلها، فلا ينزل من على عرشه غالبا إلا إلى مقبرته، كيف لا وقد صارت محبته والرضا عن سياساته معيارا للوطنية، فليفعل ما يشاء، فسوف يبقى بمحبيه الوطنيين إلى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
أتخيل حال ذلك المواطن الذي يعشق تراب بلده، وهو يرى أن التطبيل للنظام وتحسين صورته وتجنّب انتقاده، أو معارضته، هو لُبّ الوطنية والتعبير الأمثل عن قوة الانتماء، هل يخوض مع الخائضين ويخون قناعاته؟ أم يعرض نفسه لتهمة كراهية الوطن؟
احسان الفقيه
26 Feb, 13:01
1,334
هكذا نستقبل رمضان
مشاعر الوداع إذا اقترنت بأي عمل ضاعفت في نفس صاحبها الاهتمام والحرص على اغتنام فرصة العمل، إنه منطق الفرصة الأخيرة، وهذا ما يتجلى لنا في سيرة خير الأنام صلى الله عليه وسلم كالشمس في رابعة النهار. يقول العرباض بن سارية: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟). لقد اشتم الصحابة من عمق الموعظة رائحة الوداع، فذرفت عيونهم ووجلت قلوبهم، فنما حرصهم على الخير واغتنام الموقف، فالتمسوا لديه النصيحة والوصية. ثم ها هو صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وأمام تلك الجموع الغفيرة التي دخلت في دين الله أفواجًا، يجمع لهم خلاصة نصحه بعد طول كفاح وجهد، حيث استشعر دنو الأجل، فقال: (لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا). وهذه الحقيقة حملته على بذل أنفس النصائح للركع السجود: (إذا قمت في صلاتك، فصل صلاة مودع). فما أحوجنا إلى ذلك المنهج في استقبال رمضان، استقبال مودع؛ يفرح ويستبشر بقدوم رمضان، وفي الوقت ذاته يستحضر مشاعر الوداع؛ لعله لا يلقاه بعد عامه هذا. ولكن ليس هذا خداعًا للنفس وسوقها بسوط الخيال، إنها الحقيقة الغائبة، والتي يطمس معالمها طولُ الأمل، أليس الموت يأتي بغتة؟! أيبعد ألا يمهلنا الموت لشهود رمضان المقبل؟ إنها نتيجة من اثنتين حياة أو موت، فمن طمع في الحياة فإنه مقامر ومغامر خاسر، ألا إن الموت قريب، ألا إن الموت قريب. يا من بدنياه انشغل وغره طول الأمل الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل فاستقبل هذا الشهر استقبال المودعين: صل في رمضان صلاة مودع: يدخل في الصلاة لا يأمل في أن يبلغه الأجل أخرى، فيرى الموت يحيق به، يتربص به، يرقب فراغه من صلاته حتى يحصده. قم في رمضان قيام مودع: يودع سماع القرآن والتنعم به، يحرص على كل آية يسمعها تدبرًا؛ فعما قريب سيحرم ذلك النعيم، سيفارق دقائق الأسحار الغالية، سيودع أنَّات الليل والدموع في أواني الركعات. صم في رمضان صيام مودع: يدرك أنه لم يصم قبل ذلك، وأنها فرصته الأخيرة ليتمثل ما كان يخفى عليه من معاني الصيام، فللمرة الأخيرة سيصوم لسانه، وتصوم عيناه، وتصوم أذناه، وتصوم يداه، وتصوم قدماه، سيصوم من قبل ذلك قلبه، سيصوم كل منهم صومه، ويصرخ في وجه القبائح: هذا فراق بيني وبينك. أقبل على القرآن في رمضان بتلاوة مودع: يتحسر على تلاوة آية كان ذهنه عنها شاردًا، أو كان قلبه عنها غافلًا، يتحسر على فوات معاني القرآن عن فؤاده، ويودع تلك المعاني المتدفقة بلا انقطاع من تدبر القرآن، يودع دمعة الخشوع التي تتلألأ على وجنته عندما تبرق في قلبه أنوار التأمل لمعاني القرآن السامقة. تصدق من مالك في رمضان صدقة مودع: بين عينيه رهبة ((مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ)) ، كيف استجاب لتخذيل نفسه الشحيحة عن الإنفاق، ولو حان أجله لتمنى أن يفتدي بماله جميعًا من عذاب الله، فينفق في سبيل الله عن طيب نفس. أسأل الله لي ولكم أن يبلغنا هذا الشهر الكريم، وأن يعيننا فيه على حسن طاعته، وأن يجعلنا من عتقائه من النار، هو ولي ذلك والقادر عليه.
=== إحسان الفقيه
احسان الفقيه
24 Feb, 07:27
1,808
وواهِمٌ كذلك من يعتقد أن فلسطين من دون المقاومة ستكون آمنة مستقرة، بل ستكون لقمة سائغة تُعجل بإتمام أولى خطوات تحقيق الحلم الصهيوني وهو السيطرة على كامل فلسطين.
لذلك أقول، إن أي حل يُطرح بشأن القضية الفلسطينية يتضمن القضاء على المقاومة أو إقصاءها، أو نزع سلاحها، إنما يقدم فلسطين على طبق من ذهب للاحتلال الإسرائيلي، بل أذهب إلى أبعد من ذلك، فأقول: إن دعم الدول العربية للمقاومة هو من صميم مهامها في الحفاظ على أمنها القومي، فالمقاومة هي خط الدفاع الأول للدول العربية ضد الخطر الصهيوني، وأولى خطوات هذا الدعم، هو إعادة النظر في تقييم المقاومة، باعتبارها حركة مقاومة وطنية تعمل داخل حدود وطنها، لا تيارا دينيا يسعى لفرض أيديولوجيته في الدول العربية وإسقاط أنظمتها، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. === إحسان الفقيه
https://www.alquds.co.uk/?p=3458873
احسان الفقيه
24 Feb, 07:27
1,650
هل يعاود الاحتلال الحرب؟ === تتعامل حكومة الاحتلال الإسرائيلي مع صفقات تبادل الأسرى بحال الذي يعض أنامله غيظا، فهي تدرك أنها مرغمة على القبول بالاتفاق الذي يفرغ السجون الإسرائيلية تقريبا من الأسرى الفلسطينيين، مقابل الإفراج عما يزيد قليلا عن مئتي أسير إسرائيلي في غزة. يزداد الاحتلال حنقا مع كل مراسم تقيمها المقاومة أثناء تسليم الأسرى، تظهر قوتها ودقة تنظيمها وتبرز الانطباعات الجيدة، التي تكونت لدى الأسرى الإسرائيليين تجاه رجال المقاومة، وبلغ هذا الحنق ذروته خلال تسليم دفعة التوابيت للمرة الأولى.
يدرك نتنياهو أن صفقات تبادل الأسرى هزيمة في قالب الإنجاز، لذلك يتعنت في الوفاء ببنود الصفقة، سواء في ما يتعلق بإدخال المساعدات، أو في المماطلة بتسليم الأسرى الفلسطينيين. هذا التعسف يجعل تنفيذ مراحل الاتفاق على صفيح ساخن، ويثير التساؤلات حول احتمال عودة الاحتلال إلى الحرب.
في رأيي، نتنياهو سوف يمضي في الصفقات إلى النهاية، حتى إن ماطل وتعسف في التنفيذ، لأنه بحاجة لكي يتحرر من عبء الأسرى الذي يضعه تحت ضغط داخلي وخارجي شديد، ولست ممن يؤيد القول بأن الانتهاء من بنود الاتفاق سوف يعرض نتنياهو للمحاكمة، أو ما شابه، نظرا لقوة وهيمنة اليمين الإسرائيلي المتشدد، الذي يدعم قرارات نتنياهو المتطرفة، وكذلك إسناد الرئيس الأمريكي ترامب الذي لا يقل عنه تطرفا. لكن كل المعطيات تشير إلى أن الحرب آتية لا محالة، والاحتلال سوف يعاود استخدام آلة القتل والتدمير مرة أخرى، إن لم يكن خلال مراحل الاتفاق، فسوف يكون بعدها.
قديما قالوا: «من أمِن العقاب أساء الأدب»، فما الذي يمنع الاحتلال من العودة إلى الحرب؟ هل تردعه الدول العربية؟ كلنا يعلم حالة التفكك والتشرذم التي تمر بها الأمة، وسقف طموحات الحكومات العربية هو، إنشاء دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، لكن حل الدولتين هذا قد حسمته حكومة الاحتلال بالرفض القطعي، نعم قد تكون هناك احتجاجات رسمية أو تجميد للعلاقات الدبلوماسية، لكن قطعا لن تكفي هذه الوسائل للضغط على الاحتلال، لأن الدخول إلى مربعات أبعد من ذلك تعني مناصبة أمريكا العداء. فهل تردعه الولايات المتحدة الأمريكية؟ هذا فهم مغلوط لطبيعة العلاقة بين أمريكا والاحتلال، فالاحتلال الإسرائيلي كيان وظيفي ورأس حربة للمشروع الإمبريالي الغربي الذي كانت تترأسه بريطانيا في الماضي، وأمريكا في الحاضر، ومن ثم يحظى بالرعاية والدعم الكاملين من الحكومات الأمريكية المتعاقبة، مهما اختلفت توجهاتها السياسية، وسواء كانت الإدارة من الديمقراطيين أو الجمهوريين، فالسياسات الأمريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي ثابتة لا تتغير، ربما تتغير بعض الإجراءات لكنها لا تصل إلى المساس بالقواعد العامة، فكيف يتوقع لأمريكا أن تثني طفلها المدلل عن تنفيذ كل أهدافه وتحقيق حلمه المنشود؟ إسرائيل وُجدت لتتمدد لا لتستقر، وهو ما استقر في الوجدان الإسرائيلي وصرح به كثير من رموزه في الماضي والحاضر، وحلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات لا يحتاج إلى تفصيل القول، وهو الأمر الذي أعرب ترامب عن تبنيه حينما صرح، إبان حملته الانتخابية، بأن «مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة، ولطالما فكرت كيف يمكن توسيعها». إسرائيل قوتها ليست ذاتية، وإنما تعتمد بشكل كلي على قوة أمريكا، وطالما بقيت أمريكا قوية ظلت دولة الاحتلال قوية، تلك هي المعادلة التي لا شك فيها، ولذلك سوف تمضي حكومة الاحتلال في طريق الحرب لتحقيق ما لا يمكن تحقيقه إلا بالقوة. ما يؤكد على نية الاحتلال العودة إلى الحرب، هو ذلك التصعيد القوي في الضفة الغربية، فمنذ بدء حرب الإبادة في غزة، استُشهد في الضفة قرابة 950 فلسطينيا، وأصيب حوالي سبعة آلاف، واعتقل ما يقارب أربعة عشر ألفا وخمسمئة فلسطيني. وقبل يومين من كتابة هذه السطور، دفع الاحتلال بثلاث كتائب إضافية إلى الضفة بعد تعليمات نتنياهو بتنفيذ عملية قوية، إضافة لاتجاهه لنشر دبابات في شمال الضفة للمرة الأولى منذ اجتياح 2002.
هذا التصعيد الخطير يثبت أن المفاوضات التي يجريها الاحتلال هدفها التحرر من عبء الأسرى، الذي لم يتحقق بالقصف بسبب جاهزية المقاومة للمحافظة على حياة الأسرى، أما بعد تحرير جميع الأسرى، فالمتوقع من الاحتلال الذي يشعر بمرارة الهزيمة، أن يحرق الأخضر واليابس تحت مبرر القضاء على المقاومة، لكنه سيكون هذه المرة أكثر حذرا لئلا يقع أسرى في أيدي المقاومة يساومون بهم.
واهِمٌ من يعتقد أن الاحتلال يمكن أن يرفع راية السلام، طالما لم تتحرش به المقاومة، فالعدو الصهيوني لا يتعامل بمنطق رد الفعل، حتى في معركة طوفان الأقصى لم تكن المقاومة هي البادئ، حيث كشف تحقيق للقناة 12 العبرية، أن حكومة الاحتلال كانت تخطط للهجوم قبل السابع من أكتوبر بأيام، فجاء طوفان الأقصى ليفسد المخطط ويُفقِد الاحتلال زمام المبادرة.
احسان الفقيه
23 Feb, 22:57
1,779
من أراد أن يُجنْ فليقرأ كافكا . من أراد أن يعرف عن التشاؤم والسوداوية فليقرأ سيوران وشوبنهاور وراسل . من أراد أن يحب فليقرأ نيرودا . من أراد أن يغني فليسمع درويش . من أراد أن يبتهج فليقرأ عزيز نيسين . من أراد أن يحلم فليقرأ ايزابيل الليندي . من أراد أن يعبث بالوجود فليقرأ البير كامو . من أراد أن يكون سعيدًا فليقرأ كازانتزاكي . من أراد أن ينتقم من العالم فليقرأ الماغوط . من أراد أن يكتشف مكر الكتابة فليقرأ تلستوي. من أراد أن يتعلم حب الأرض فليقرأ حمزاتوف . من أراد أن يرفض فليقرأ نيتشه . من أراد أن يقلب الزمن فليقرأ ألف ليلة وليلة . من أراد أن يتوحش فليقرأ هنري ميللر . من أراد أن يُبحر فليقرأ كونراد . من أراد أن يمعن في الحياة فليقرأ چان چينيه . من أراد أن يكتشف الانسان فليقرأ دوستويفسكي.