https://x.com/DrJassimALThani/status/1897697568723026097
منشورات احسان الفقيه على Telegram

قارئة مُسلمة تكتب ما تيسّر لها من فهم
12,241 مشترك
182 صورة
97 فيديو
آخر تحديث 06.03.2025 19:27
قنوات مشابهة

8,227 مشترك

5,281 مشترك

1,581 مشترك
أحدث المحتوى الذي تم مشاركته بواسطة احسان الفقيه على Telegram
يا أهل مصر 👇👇
https://x.com/DrJassimALThani/status/1897697568723026097
https://x.com/DrJassimALThani/status/1897697568723026097
لدي مكانٌ كبير في قلبي أقبر به الوطن والرفاق والأشياء التي اندفعت نحوها ومن ثم نسيتها، لدي بئر في قلبي أمد إليه خيوط الأمل كسنارة لعلها تلتقط بعض الذكريات البعيدة عن الوطن وبعض الأسباب التي تمسح خذلان الرفاق والقليل القليل من الشغف تجاه أي شيء قديم كان أو جديد.
عن مسلسل معاوية !!
الدراما المحافظة الهادفة يجب أن تُراعي الشكل والمظهر الذي لا يخدش الشعور الإسلامي جنبا الى جنب مع التركيز على المُحتوى المُوثّق الذي يرتكز على مصادر ومراجع مُعتبرة .. فما بالكم حين يكون المُحتوى ( سيرة أحد أهم رموز الأمة)؟!
وأعني هنا المسلسل الذي يعرض حاليا ويتناول حياة الصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، فالمسلسل وإن كان محاولة طيبة المقصد لتفنيد الأكاذيب والشبهات التي أثيرت حول الصحابي، إلا أن المشاهد التي طالعتها حتى الآن من المسلسل، تضمنت ما لا يليق بالصحابيات الكريمات رضي الله عنهن.
إظهار الصحابيات بمظهر غير محتشم غير مقبول، ففيه إساءة لهذه الجيل الفريد الذي رباه النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه إساءة للصحابي معاوية كذلك، فما معنى أن يتم تجسيد والدته الصحابية هند بنت عتبة رضي الله عنها، بهذا المنظر المشين، من الملابس الكاشفة والزينة، بحجة أنها من لوازم العمل الدرامي.
هند أم معاوية صحابية أسلمت عام الفتح، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وقبل إسلامها كانت امرأة عاقلة، ولها موقف عظيم في جاهليتها مع زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلى الرغم من أن هند بنت عتبة كانت تزكي نار الحرب لكي تأثر قريش لهزيمة بدر، إلا أنها كانت في مكة قد بلغها نبأ مسير زينب رضي الله عنها إلى المدينة، فلقيتها فقالت لها: "بلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك!! ..
أي ابنة عمي، إن كانت لك حاجة بمتاع مما يعينك في سفرك، أو بمال تبلغين به إلي أبيك، فعندي حاجتك فلا تستحي مني، فإنه لا يدخل بين النساء ما يكون بين الرجال"، تروي زينب - رضي الله عنها - ذلك، وتقول: «ووالله ما أراها قالت إلا لتفعل".
وعندما خرجت زينب للهجرة اعترضها بعض السفهاء من قريش وكانت حاملا، فدافعت عنها هند وضمتها إليها وحالت بينهم وبينها حتى استأنفت الخروج في أمان.
أسلمت هند وحسن إسلامها، ودعا لها النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة، عندما جاءته بجدْييْن واعتذرت من قلة ولادة غنمها، فدعا لها بالبركة في غنمها فكثر ببركة دعائه، حتى كانت تعطي منه وتقول هذا من بركة بركة رسول الله فالحمد لله الذي هدانا للإسلام.
وشهدت هند رضي الله عنها معركة اليرموك ضد الروم، وكانت تحرض المؤمنين على شدة القتال، وتقول: "عضدوا الغلفان بسيوفكم معشر المسلمين".
فلا يصح أن يتم تجسيد هند ولا غيرها من الصحابيات على هذا النحو الذي تضمنه المسلسل، فمثل هذه المشاهد تقلل من شأن جيل الصحابة في نفوس الناشئة، خاصة مع عزوف الشباب عن تعلم السيرة والتاريخ، ولن يُحكم على العمل الدرامي بالفشل إذ تجنب مثل هذه المشاهد المسيئة للصحابيات، فاستقيموا يرحمكم الله.
الدراما المحافظة الهادفة يجب أن تُراعي الشكل والمظهر الذي لا يخدش الشعور الإسلامي جنبا الى جنب مع التركيز على المُحتوى المُوثّق الذي يرتكز على مصادر ومراجع مُعتبرة .. فما بالكم حين يكون المُحتوى ( سيرة أحد أهم رموز الأمة)؟!
وأعني هنا المسلسل الذي يعرض حاليا ويتناول حياة الصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، فالمسلسل وإن كان محاولة طيبة المقصد لتفنيد الأكاذيب والشبهات التي أثيرت حول الصحابي، إلا أن المشاهد التي طالعتها حتى الآن من المسلسل، تضمنت ما لا يليق بالصحابيات الكريمات رضي الله عنهن.
إظهار الصحابيات بمظهر غير محتشم غير مقبول، ففيه إساءة لهذه الجيل الفريد الذي رباه النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه إساءة للصحابي معاوية كذلك، فما معنى أن يتم تجسيد والدته الصحابية هند بنت عتبة رضي الله عنها، بهذا المنظر المشين، من الملابس الكاشفة والزينة، بحجة أنها من لوازم العمل الدرامي.
هند أم معاوية صحابية أسلمت عام الفتح، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وقبل إسلامها كانت امرأة عاقلة، ولها موقف عظيم في جاهليتها مع زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلى الرغم من أن هند بنت عتبة كانت تزكي نار الحرب لكي تأثر قريش لهزيمة بدر، إلا أنها كانت في مكة قد بلغها نبأ مسير زينب رضي الله عنها إلى المدينة، فلقيتها فقالت لها: "بلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك!! ..
أي ابنة عمي، إن كانت لك حاجة بمتاع مما يعينك في سفرك، أو بمال تبلغين به إلي أبيك، فعندي حاجتك فلا تستحي مني، فإنه لا يدخل بين النساء ما يكون بين الرجال"، تروي زينب - رضي الله عنها - ذلك، وتقول: «ووالله ما أراها قالت إلا لتفعل".
وعندما خرجت زينب للهجرة اعترضها بعض السفهاء من قريش وكانت حاملا، فدافعت عنها هند وضمتها إليها وحالت بينهم وبينها حتى استأنفت الخروج في أمان.
أسلمت هند وحسن إسلامها، ودعا لها النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة، عندما جاءته بجدْييْن واعتذرت من قلة ولادة غنمها، فدعا لها بالبركة في غنمها فكثر ببركة دعائه، حتى كانت تعطي منه وتقول هذا من بركة بركة رسول الله فالحمد لله الذي هدانا للإسلام.
وشهدت هند رضي الله عنها معركة اليرموك ضد الروم، وكانت تحرض المؤمنين على شدة القتال، وتقول: "عضدوا الغلفان بسيوفكم معشر المسلمين".
فلا يصح أن يتم تجسيد هند ولا غيرها من الصحابيات على هذا النحو الذي تضمنه المسلسل، فمثل هذه المشاهد تقلل من شأن جيل الصحابة في نفوس الناشئة، خاصة مع عزوف الشباب عن تعلم السيرة والتاريخ، ولن يُحكم على العمل الدرامي بالفشل إذ تجنب مثل هذه المشاهد المسيئة للصحابيات، فاستقيموا يرحمكم الله.
وأعلم أن هناك من سيقول أن الحيادية في الإعلام كذبة، وأنا أوافقه الرأي، وماذا علينا لو كان لنا منابر إعلامية منحازة لقضايا الأمة، هذا حق مشروع لنا لا ريب، لكنها تختلف من حيث أنها ليست بوقا لدولة بعينها، بل هي بوق للأمة بأسرها، تتجنب الخصومات السياسية بين الدول الإسلامية والعربية، وتركز على الصراع السياسي والفكري مع أعداء الأمة الأصليين.
أيها المسلمون، إنما المال مال الله، وأنتم مستخلفون عليه، وإنكم سوف تُخلّفونه من وراء ظهوركم لورثتكم، بيْد أنكم ستحاسبون عليه، فانظروا أين تضعون مال الله، فإنكم عما قريب ستدخلون قبوركم وليس معكم من متاع الدنيا شيء.
تلك أحلام مشروعة، ويا لها من أحلام.. لو أن لها رجالا..فمن أنصاري إلى الله؟
==
إحسان الفقيه
نداء أطلقناه وقبله وبعده عدّة مقالات .. منذ 11 سنة ولا زلنا نكرر نشره عدة مرات في السنة ..
ولن نقطع الأمل بأن يشرح الله قلوب أبناء أمّتنا لتحقيق مشروع نافع كهذا ..
أيها المسلمون، إنما المال مال الله، وأنتم مستخلفون عليه، وإنكم سوف تُخلّفونه من وراء ظهوركم لورثتكم، بيْد أنكم ستحاسبون عليه، فانظروا أين تضعون مال الله، فإنكم عما قريب ستدخلون قبوركم وليس معكم من متاع الدنيا شيء.
تلك أحلام مشروعة، ويا لها من أحلام.. لو أن لها رجالا..فمن أنصاري إلى الله؟
==
إحسان الفقيه
نداء أطلقناه وقبله وبعده عدّة مقالات .. منذ 11 سنة ولا زلنا نكرر نشره عدة مرات في السنة ..
ولن نقطع الأمل بأن يشرح الله قلوب أبناء أمّتنا لتحقيق مشروع نافع كهذا ..
لدي حلمٌ للأمة…فمن أنصاري إلى الله؟
لسنا والله أمة فقيرة كما يدعون، لكن أموال المسلمين ضائعة بين حكومات تبددها في مصالحها السياسية وألوان الترف الذي يخدّر الشعوب، وبين أفراد لا يقدرون قيمة المال ولا وظيفته، فهم جهلاء في إنفاقه، وجهلاء في استثماره.
لا أجحد قطعا عطاءات أهل البر والإحسان، لكن مع الأسف الشديد هناك قلة فقه بالواقع وبأولويات الإنفاق، فجُلّ ما يشغلهم هو تحصيل الثواب، وهذا حسن، لكن هناك من أوجه الإنفاق ما يتعدى نفعه للأمة بأسرها، ويحصد المنفق فيه أضعاف أضعاف ما يحصله من ثواب النفقة المعتادة.
أين المشروعات الكبيرة التي تغير مسار الأمة الإسلامية؟ أين الأعمال ذات النفع العام الذي يتجاوز الأشخاص والبيوت؟
أبو بكر كرّس أمواله لمبدأ الحرية فحرّر عبيدا صاروا سادة التاريخ..
عثمان بن عفان غفر له بتجهيز جيش العسرة….
وأسماء شاركت بنطاقيها في إمضاء هجرة الرسول لتأسيس نواة دولة الإسلام فخلدها التاريخ باسم ذات النطاقين….
فإلى أين تتجه أموالكم يا أهل الإسلام؟
أين مشروع الدراما الهادفة التي يمكنها صياغة جيل جديد واعٍ يحمل هموم أمته ويأخذ بحُجُزِها إلى موقع الريادة والسيادة من جديد؟
إن جميع المسلمين المحافظين لا ينقطعون عن بث شكواهم من المواد الدرامية الهابطة والعفن الفني الذي يجتاح عقول الأطفال والشباب، وفي الوقت نفسه لا يستطيعون منعهم من الجلوس أمام الشاشات، لأنهم فاعلون لا محالة، أمام أعينهم أو من وراء ظهورهم.
فما الذي روج صورة البطل أنه ذلك السكّير المدخن زير النساء؟
ما الذي روج صورة البنت المتحررة أنها الخارجة عن طوع أهلها لتعيش حياتها الخاصة مع العشيق؟
ما الذي جرّأ الوالد على ولده والزوجة على زوجها باسم الشخصية المستقلة؟
ما الذي علم المراهقين حمل الأسلحة البيضاء واستخدامها في كل شجار؟
ما الذي هوّن الخيانة الزوجية لدى الزوجين؟
ما الذي علم البنات التعري؟
ما الذي جرّأ الناس على الخوض في الدين والاستهزاء بشعائره؟
أليس من القوم من يبذل أمواله من أجل مشروع إنتاج للدراما الهادفة يخلصنا من هذا الوباء؟
نتحدث ليلا ونهارا عن قناة إم بي سي وما تعرضه من مواد تشوه رموزنا الإسلامية وتميع قضايا الأمة وتدعو إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، فهل سنظل نكتفي بالنقد؟ لماذا لا تتحرك رؤوس الأموال باتجاه مثل هذه المشروعات.
لطالما حلمت بمؤسسة فنية ضخمة لإنتاج الأفلام والمسلسلات الهادفة، التي يعتمد محتواها ومضمونها على القيم الإسلامية المحافظة، يقدم المواد التي تجتمع عليها الأمة بلا اختلاف، يعالج القضايا والأمراض الاجتماعية بوعي ديني وحضاري، بعيدًا عن الإسفاف والعري والانزلاق الأخلاقي، يقدم جوانب القدوة في شخصيات عمالقة ورموز أمتنا في شتى المجالات قديمًا وحديثًا، في قوالب درامية قوية تستعين بأحدث التقنيات والوسائل التكنولوجية الحديثة، وتصحح الأخطاء التاريخية التي أُشربتها الأجيال، تركز على القيم الإيجابية البناءة وأدوات صناعة النهضة، تربط الدنيا بالدين، وتعلي من شأن القيم والتقاليد المجتمعية التي تتماشى مع الإسلام، تنأى عن مواطن الخلاف والجدال، وتركز على الأرضية المشتركة لأبناء الأمة.
هل عزّ على المسلمين أن يحققوا لنا ذلك الحلم؟
يا قوم إننا لا نتحدث عن مشروع للتسلية والترفيه، إنه العمل الذي سيصنع في ألف رجل ما لا يفعله قول ألف رجل لرجل، نتحدث عن تربية أجيال في عقر دارها أمام الشاشات، نتكلم عن إخراج جيل جديد تقوم على أكتافه نهضة الأمة، إنه قول جد ما هو بالهزل، فمن أنصاري إلى الله؟
وأين أموال المسلمين من المنابر الإعلامية المحافظة غير المسيسة؟
لماذا نرى كل المنابر الإعلامية تعبر عن سياسات الحكومات؟ ومضامينها لا تتعدى كونها رأس حربة في الصراعات السياسية؟
هل نتجاوز سقف الواقع إن حلمنا بمنبر إعلامي ينطلق من المبادئ الإسلامية العامة، وبعيدا عن السياسة المكيافيللية، يطرح مواده في شفافية وموضوعية بعيدا عن حسابات المصالح السياسية.
لا أطالب بمؤسسة إعلامية صدامية مع الأنظمة، بل تقدم للناس ما ينمي وعيهم ويوقفهم على حقائق ما يدور في العالم.
لسنا والله أمة فقيرة كما يدعون، لكن أموال المسلمين ضائعة بين حكومات تبددها في مصالحها السياسية وألوان الترف الذي يخدّر الشعوب، وبين أفراد لا يقدرون قيمة المال ولا وظيفته، فهم جهلاء في إنفاقه، وجهلاء في استثماره.
لا أجحد قطعا عطاءات أهل البر والإحسان، لكن مع الأسف الشديد هناك قلة فقه بالواقع وبأولويات الإنفاق، فجُلّ ما يشغلهم هو تحصيل الثواب، وهذا حسن، لكن هناك من أوجه الإنفاق ما يتعدى نفعه للأمة بأسرها، ويحصد المنفق فيه أضعاف أضعاف ما يحصله من ثواب النفقة المعتادة.
أين المشروعات الكبيرة التي تغير مسار الأمة الإسلامية؟ أين الأعمال ذات النفع العام الذي يتجاوز الأشخاص والبيوت؟
أبو بكر كرّس أمواله لمبدأ الحرية فحرّر عبيدا صاروا سادة التاريخ..
عثمان بن عفان غفر له بتجهيز جيش العسرة….
وأسماء شاركت بنطاقيها في إمضاء هجرة الرسول لتأسيس نواة دولة الإسلام فخلدها التاريخ باسم ذات النطاقين….
فإلى أين تتجه أموالكم يا أهل الإسلام؟
أين مشروع الدراما الهادفة التي يمكنها صياغة جيل جديد واعٍ يحمل هموم أمته ويأخذ بحُجُزِها إلى موقع الريادة والسيادة من جديد؟
إن جميع المسلمين المحافظين لا ينقطعون عن بث شكواهم من المواد الدرامية الهابطة والعفن الفني الذي يجتاح عقول الأطفال والشباب، وفي الوقت نفسه لا يستطيعون منعهم من الجلوس أمام الشاشات، لأنهم فاعلون لا محالة، أمام أعينهم أو من وراء ظهورهم.
فما الذي روج صورة البطل أنه ذلك السكّير المدخن زير النساء؟
ما الذي روج صورة البنت المتحررة أنها الخارجة عن طوع أهلها لتعيش حياتها الخاصة مع العشيق؟
ما الذي جرّأ الوالد على ولده والزوجة على زوجها باسم الشخصية المستقلة؟
ما الذي علم المراهقين حمل الأسلحة البيضاء واستخدامها في كل شجار؟
ما الذي هوّن الخيانة الزوجية لدى الزوجين؟
ما الذي علم البنات التعري؟
ما الذي جرّأ الناس على الخوض في الدين والاستهزاء بشعائره؟
أليس من القوم من يبذل أمواله من أجل مشروع إنتاج للدراما الهادفة يخلصنا من هذا الوباء؟
نتحدث ليلا ونهارا عن قناة إم بي سي وما تعرضه من مواد تشوه رموزنا الإسلامية وتميع قضايا الأمة وتدعو إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، فهل سنظل نكتفي بالنقد؟ لماذا لا تتحرك رؤوس الأموال باتجاه مثل هذه المشروعات.
لطالما حلمت بمؤسسة فنية ضخمة لإنتاج الأفلام والمسلسلات الهادفة، التي يعتمد محتواها ومضمونها على القيم الإسلامية المحافظة، يقدم المواد التي تجتمع عليها الأمة بلا اختلاف، يعالج القضايا والأمراض الاجتماعية بوعي ديني وحضاري، بعيدًا عن الإسفاف والعري والانزلاق الأخلاقي، يقدم جوانب القدوة في شخصيات عمالقة ورموز أمتنا في شتى المجالات قديمًا وحديثًا، في قوالب درامية قوية تستعين بأحدث التقنيات والوسائل التكنولوجية الحديثة، وتصحح الأخطاء التاريخية التي أُشربتها الأجيال، تركز على القيم الإيجابية البناءة وأدوات صناعة النهضة، تربط الدنيا بالدين، وتعلي من شأن القيم والتقاليد المجتمعية التي تتماشى مع الإسلام، تنأى عن مواطن الخلاف والجدال، وتركز على الأرضية المشتركة لأبناء الأمة.
هل عزّ على المسلمين أن يحققوا لنا ذلك الحلم؟
يا قوم إننا لا نتحدث عن مشروع للتسلية والترفيه، إنه العمل الذي سيصنع في ألف رجل ما لا يفعله قول ألف رجل لرجل، نتحدث عن تربية أجيال في عقر دارها أمام الشاشات، نتكلم عن إخراج جيل جديد تقوم على أكتافه نهضة الأمة، إنه قول جد ما هو بالهزل، فمن أنصاري إلى الله؟
وأين أموال المسلمين من المنابر الإعلامية المحافظة غير المسيسة؟
لماذا نرى كل المنابر الإعلامية تعبر عن سياسات الحكومات؟ ومضامينها لا تتعدى كونها رأس حربة في الصراعات السياسية؟
هل نتجاوز سقف الواقع إن حلمنا بمنبر إعلامي ينطلق من المبادئ الإسلامية العامة، وبعيدا عن السياسة المكيافيللية، يطرح مواده في شفافية وموضوعية بعيدا عن حسابات المصالح السياسية.
لا أطالب بمؤسسة إعلامية صدامية مع الأنظمة، بل تقدم للناس ما ينمي وعيهم ويوقفهم على حقائق ما يدور في العالم.
نعمة شهود رمضان بين قومٍ يوقّرون رمضان
==
نعمةٌ من نعم الله لا يستحضرها كثير من الناس، وإن استحضروها فغالبا لا يدركون قيمتها، إنها نعمة أن يأتي رمضان عليك وأنت بين أناسٍ يبجّلون هذا الشهر الفضيل، ويعرفون له قدره، ويبتهجون بطلائعه، ويستعدون لاستقباله كحبيب طال به الغياب، فترى وجه الحياة بكامله قد تغير وتزين في هذا الشهر.
ربما أثير الحديث عن هذه النعمة، لأنني أدركت قيمتها، بعد أن أمضيت 11 عامًا في تركيا التي أحبها وأدين لها بالكثير، فعلى الرغم من الجهود التي تُبذل لإعادة مظاهر الحياة التركية إلى الصبغة الإسلامية التي عاشت بها عدة قرون، وعلى الرغم من الخطوات التي قطعتها الحكومة ذات الجذور الإسلامية في تعزيز الشعائر الإسلامية، إلا أن بعض الناس لا يزال حاملا لمظاهر العلمانية التي تجذرت في شريحة واسعة منه من بعد سقوط الخلافة العثمانية.
عندما تعيش كمسلم عربي في تركيا سترى كثيرا ممن حولك لا يبالون بالجهر بالفطر في نهار رمضان، لا تلحظ تغيرات واضحة في حياة الناس، وكأنهم يعيشون أياما عادية، وأعني هنا خارج جدران المساجد، كما لا أقصد هنا التعميم، ولكنني أتحدث من واقع المقارنة التي ارتكزت على كوني عربية شهدت في موطنها شهر رمضان مرارًا وتكرارًا، فليس هناك وجه للمقارنة بين الواقعيْن.
إنها حقًا نعمة عظيمة أن تشهد هذا الشهر وأنت بين قومٍ ترى في أحاديثهم قبل رمضان الشوق إلى مجيئه، والدعوات الحارة بأن يبلغهم هذا الشهر، والاستعدادات التي تجري على قدم وساق لاستقباله، سواء كانت استعدادات إيمانية تعبدية أو مادية.
أن تشهد الجموع تتدفق إلى صلاة التراويح كأنها تطلب السقيا، أن ترى التنافس في فعل الخيرات، والحرص على إطعام الفقراء ونيل ثواب إفطار الصائمين.
أن ترى الناس من حولك يقبلون على كتاب الله، ويتبارى الأقران في عدد الختمات التي ينجزونها في هذا الشهر.
أن ترى كل ميقات كل شيء في البلد متكيفا مع شعائر رمضان من صلوات وإفطار وتراويح، وأن ترى التهانئ لا ينقطع بثّها بين الناس، فتلك والله نعمة عظيمة، يشعر بالحرمان منها خاصة أولئك الذين يعيشون كأقليات في بلدان غير إسلامية، ولا أعني هنا غياب هذه المظاهر بصورة مطلقة، لكن مهما بدا منها شيء فلن تكون بذات القدر في البلدان العربية الإسلامية.
إن من شأن هذه النعمة، أن يجد المرء خلالها على فعل الخير أعوانا، يشدون أزره على فعل الخير، وتدفعه هذه الأجواء إلى أن يعيد صياغة شخصيته في ذلك الشهر الفضيل، وتجعله يستحضر حقيقة أن رمضان ضيف حبيب يأتي على فاقة، سرعان ما تمضي أيامه ويرتحل، فيكون الوداع الذي لا يعرف المرء هل سيشهده مرة أخرى أم تعاجله المنيّة.
إن المجتمع الذي يغلب عليه توقير شهر رمضان، يستشعر المرء فيه جماعية الطاعة، ومن ثم يُحدث تأثيرا قويا في تهذيب النفوس وتصفية القلوب، فهذا الإظهار لشعائر الإسلام في رمضان يقرب الناس من الامتثال للتوجيه القرآني (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، والإنسان قد جُبل على التأثر بمن حوله كما جاء في الحديث النبوي (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
فأن تشهد رمضان فتلك نعمة عظيمة، وإن تشهده بين من يُجلّه فتلك نعمة عظيمة أخرى، فاشكروا الله عليها، فالحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
===
إحسان الفقيه
الجزيرة العربية المُباركة
الدوحة
https://al-sharq.com/opinion/02/03/2025/%D9%86%D8%B9%D9%85%D8%A9-%D8%B4%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%82%D9%88%D9%85-%D9%8A%D9%88%D9%82%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86
==
نعمةٌ من نعم الله لا يستحضرها كثير من الناس، وإن استحضروها فغالبا لا يدركون قيمتها، إنها نعمة أن يأتي رمضان عليك وأنت بين أناسٍ يبجّلون هذا الشهر الفضيل، ويعرفون له قدره، ويبتهجون بطلائعه، ويستعدون لاستقباله كحبيب طال به الغياب، فترى وجه الحياة بكامله قد تغير وتزين في هذا الشهر.
ربما أثير الحديث عن هذه النعمة، لأنني أدركت قيمتها، بعد أن أمضيت 11 عامًا في تركيا التي أحبها وأدين لها بالكثير، فعلى الرغم من الجهود التي تُبذل لإعادة مظاهر الحياة التركية إلى الصبغة الإسلامية التي عاشت بها عدة قرون، وعلى الرغم من الخطوات التي قطعتها الحكومة ذات الجذور الإسلامية في تعزيز الشعائر الإسلامية، إلا أن بعض الناس لا يزال حاملا لمظاهر العلمانية التي تجذرت في شريحة واسعة منه من بعد سقوط الخلافة العثمانية.
عندما تعيش كمسلم عربي في تركيا سترى كثيرا ممن حولك لا يبالون بالجهر بالفطر في نهار رمضان، لا تلحظ تغيرات واضحة في حياة الناس، وكأنهم يعيشون أياما عادية، وأعني هنا خارج جدران المساجد، كما لا أقصد هنا التعميم، ولكنني أتحدث من واقع المقارنة التي ارتكزت على كوني عربية شهدت في موطنها شهر رمضان مرارًا وتكرارًا، فليس هناك وجه للمقارنة بين الواقعيْن.
إنها حقًا نعمة عظيمة أن تشهد هذا الشهر وأنت بين قومٍ ترى في أحاديثهم قبل رمضان الشوق إلى مجيئه، والدعوات الحارة بأن يبلغهم هذا الشهر، والاستعدادات التي تجري على قدم وساق لاستقباله، سواء كانت استعدادات إيمانية تعبدية أو مادية.
أن تشهد الجموع تتدفق إلى صلاة التراويح كأنها تطلب السقيا، أن ترى التنافس في فعل الخيرات، والحرص على إطعام الفقراء ونيل ثواب إفطار الصائمين.
أن ترى الناس من حولك يقبلون على كتاب الله، ويتبارى الأقران في عدد الختمات التي ينجزونها في هذا الشهر.
أن ترى كل ميقات كل شيء في البلد متكيفا مع شعائر رمضان من صلوات وإفطار وتراويح، وأن ترى التهانئ لا ينقطع بثّها بين الناس، فتلك والله نعمة عظيمة، يشعر بالحرمان منها خاصة أولئك الذين يعيشون كأقليات في بلدان غير إسلامية، ولا أعني هنا غياب هذه المظاهر بصورة مطلقة، لكن مهما بدا منها شيء فلن تكون بذات القدر في البلدان العربية الإسلامية.
إن من شأن هذه النعمة، أن يجد المرء خلالها على فعل الخير أعوانا، يشدون أزره على فعل الخير، وتدفعه هذه الأجواء إلى أن يعيد صياغة شخصيته في ذلك الشهر الفضيل، وتجعله يستحضر حقيقة أن رمضان ضيف حبيب يأتي على فاقة، سرعان ما تمضي أيامه ويرتحل، فيكون الوداع الذي لا يعرف المرء هل سيشهده مرة أخرى أم تعاجله المنيّة.
إن المجتمع الذي يغلب عليه توقير شهر رمضان، يستشعر المرء فيه جماعية الطاعة، ومن ثم يُحدث تأثيرا قويا في تهذيب النفوس وتصفية القلوب، فهذا الإظهار لشعائر الإسلام في رمضان يقرب الناس من الامتثال للتوجيه القرآني (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، والإنسان قد جُبل على التأثر بمن حوله كما جاء في الحديث النبوي (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
فأن تشهد رمضان فتلك نعمة عظيمة، وإن تشهده بين من يُجلّه فتلك نعمة عظيمة أخرى، فاشكروا الله عليها، فالحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
===
إحسان الفقيه
الجزيرة العربية المُباركة
الدوحة
https://al-sharq.com/opinion/02/03/2025/%D9%86%D8%B9%D9%85%D8%A9-%D8%B4%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%82%D9%88%D9%85-%D9%8A%D9%88%D9%82%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86
إن أَسوأ ورطة نقع فيها هي
أن يستحوذ علينا أي شيء بشكل مبالغ فيه.
حتى الفرح حينما يستحوذ علينا كثبرا فإنه يهزنا بما يشبه الحزن
إننا من فرط خوفنا على هذا الفرح ومن فرط لهفتنا أن يطول
ومن فرط ذعرنا من أن ينتهي
نفرح بحزن
نفرح بخوف ..
نفرح والدموع تكاد تفيض من أعيننا.
أن يستحوذ علينا أي شيء بشكل مبالغ فيه.
حتى الفرح حينما يستحوذ علينا كثبرا فإنه يهزنا بما يشبه الحزن
إننا من فرط خوفنا على هذا الفرح ومن فرط لهفتنا أن يطول
ومن فرط ذعرنا من أن ينتهي
نفرح بحزن
نفرح بخوف ..
نفرح والدموع تكاد تفيض من أعيننا.
جاء لسقراط شخص يقول له بحماس شديد :
هل تعرف ما سمعته أخيراً عن أحد تلاميذك؟!
أجابه سقراط : قبل أن تتكلم أريد أن أجري عليك اختباراً بسيطاً وهو اختبار "مصفاة المثلث".
سأله الرجل مندهشاً : وما هو هذا الإختبار العجيب؟
أجابه سقراط : هو اختبار يجب أن نجريه قبل أن نتكلم، سنبدأ في تصفية ماسوف تقوله.
أول مصفاة اسمها الحقيقة هل أنت متأكد أن ما ستقوله لي هو الحقيقة؟
قال الرجل لاٰ لست متأكداً، أنا سمعته من.....
قال سقراط حسناً، إذاً أنت لست واثقاً إن كان الأمر صحيحاً من عدمه. فلننتقل إلىٰ المصفاة الثانية وهى مصفاة الخير هل ما ستقوله لي هو للخير؟
فأجاب : لاٰ بل علىٰ العكس.
أكمل سقراط حسناً تريد أن تقول لي خبراً سيئاً حتىٰ وإن لم تكن متأكداً من صحته؟ ومع ذلك فسوف نجرب المصفاة الأخيرة وهى مصفاة الفائدة هل ما ستقوله لي سيعود علي بالفائدة؟
أجاب الرجل في خجل لاٰ ليس له فائدة.
ختم سقراط الحديث بقوله إذاً مادام ماتريد أن تقوله لست متأكداً من حقيقته، ولاٰ هو للخير، وليس له فائدة، فلماذا تريدني أن أسمع..!
هل تعرف ما سمعته أخيراً عن أحد تلاميذك؟!
أجابه سقراط : قبل أن تتكلم أريد أن أجري عليك اختباراً بسيطاً وهو اختبار "مصفاة المثلث".
سأله الرجل مندهشاً : وما هو هذا الإختبار العجيب؟
أجابه سقراط : هو اختبار يجب أن نجريه قبل أن نتكلم، سنبدأ في تصفية ماسوف تقوله.
أول مصفاة اسمها الحقيقة هل أنت متأكد أن ما ستقوله لي هو الحقيقة؟
قال الرجل لاٰ لست متأكداً، أنا سمعته من.....
قال سقراط حسناً، إذاً أنت لست واثقاً إن كان الأمر صحيحاً من عدمه. فلننتقل إلىٰ المصفاة الثانية وهى مصفاة الخير هل ما ستقوله لي هو للخير؟
فأجاب : لاٰ بل علىٰ العكس.
أكمل سقراط حسناً تريد أن تقول لي خبراً سيئاً حتىٰ وإن لم تكن متأكداً من صحته؟ ومع ذلك فسوف نجرب المصفاة الأخيرة وهى مصفاة الفائدة هل ما ستقوله لي سيعود علي بالفائدة؟
أجاب الرجل في خجل لاٰ ليس له فائدة.
ختم سقراط الحديث بقوله إذاً مادام ماتريد أن تقوله لست متأكداً من حقيقته، ولاٰ هو للخير، وليس له فائدة، فلماذا تريدني أن أسمع..!