احسان الفقيه @ehssanalfakeeh2007 Channel on Telegram

احسان الفقيه

@ehssanalfakeeh2007


قارئة مُسلمة تكتب ما تيسّر لها من فهم

احسان الفقيه (Arabic)

احسان الفقيه هو قناة تيليجرام مميزة تهتم بالثقافة والتفكير الديني. يدير هذه القناة قارئة مُسلمة تسعى لنقل ما تيسر لها من فهم ومعرفة في مجالات متنوعة. من خلال منشوراتها، تسعى احسان الفقيه لتوجيه القارئة المسلمة نحو الفهم الصحيح للدين وتحفيزها على التفكير النقدي والبناء. يمكن لمتابعي القناة الاستمتاع بمقالات تثري الفكر وتعزز الوعي الديني. إذا كنت تبحث عن مصدر موثوق للاستزادة من المعرفة الدينية والفهم الشامل، فإن احسان الفقيه هو القناة المثالية لك. انضم اليوم واستمتع بمحتوى ثري ومفيد يساعدك على تطوير نفسك وفهم أعمق لدينك وثقافتك.

احسان الفقيه

26 Jan, 07:14


من لهذه الأرواح التي أنهكتها الحروب؟
==
تنتهي الحروب، يُدفن القتلى، ويُداوَى المصابون، وتُشيّد البيوت من جديد، ويعود الغائبون، لكن يبقى هناك ما لا يعود، وإن عاد فسيكون بعد جهدٍ مضنٍ وطول أمد.

إنها تلك النفوس التي أرهقتها ويلات الحروب، أولئك الذين عاينوا الموت مرارًا، وماتوا آلاف المرات وهم لا يزالون بعد في سجل الأحياء.
الأطفال الذين طارت أمام أعينهم الأشلاء، وودعوا أحبتهم إلى القبور، وناموا على أزيز الطائرات بدلا من حكايات الجدات.
الثكلى التي ترمّلت وغاب عنها جدار البيت التي تتكئ عليه إذا ما ألمت بها الملمات، أو فقدت ولدها في ريعان الشباب أو نعومة الأظفار فذهبت معه بهجتها في الحياة.
الشيخ الكبير الذي كان يتهيأ لبقية باقية من حياته يقضيها في سلام وسكون قبل أن يلاقي ربه ويشيعه أبناؤه وأحفاده، فإذا به يحمل على عاتقه أثقل حِمْل في الدنيا وهو نعش فلذة الكبد.


لا يسلم من آثار تلك الحروب أولئك المهجّرون ساكنو المخيمات بعيدًا عن أرض الوطن، أصحاب المعاناة اليومية، تتعاقب عليهم الفصول تلو الفصول وهم يكابدون الجوع والبرد والقيظ والأوبئة والأمراض والعزلة عن العالم، خرجوا إلى تلك الخيام مُحمَّلين بذكريات بيوتهم ودفء الأسرة وألوان الطعام والفراش الوثير وأحاديث التفاؤل عن المستقبل، كل هذه الصور ماثلة أمامهم فتزيدهم المقارنة معاناة فوق المعاناة.

اضطراب ما بعد الصدمة، شبح يطارد الناجين من الحروب، يهدد أمنهم النفسي، ويحول بينهم وبين التعايش السوي مع الآخرين، ويكون عاملًا هدامًا لنسيج الأسرة، فتكثر حينئذ حالات الانفصال بين الأزواج، وينعدم الانسجام بين أفراد الأسرة، وكثيرًا ما يؤول الأمر بالناشئة إلى الاتجاه لتعاطي المخدرات هربًا من هذا الضغط النفسي وصوت الحرب الذي لا يزال طنينه يُعبِّئ آذانهم.
تنجم عن الحروب آثار نفسية بالغة السوء تفرض نفسها على الأطفال، منها الشعور الدائم بالخوف، والقلق والاكتئاب، وتأخر النمو العقلي والبدني والعاطفي، وصعوبة الاندماج في المجتمع، وردود الفعل العدائية، والاضطرابات السلوكية.

الصحة النفسية شيء حيوي ومُلح في ظل أزمات العصر الذي نعيشه، فكيف بالذين عاشوا أهوال الحروب، هؤلاء كيف سيعيشون بقية حياتهم إن لم يكن هناك من ينتشلهم أو يعمل على إنقاذهم من جحيم ما بعد الحرب؟
نعم إننا مطالبون بدعم إخوتنا في غزة وسوريا بالمساعدات الإنسانية من طعام وشراب ودواء، وإعادة إعمار الخراب الذي خلفته الحروب، ومساندتهم في إعادة تشييد البنى التحتية، لكننا في الوقت نفسه مطالبون بدعمهم فيما لا يقل أهمية عن كل ما سبق، مطالبون بالعمل على تأهيلهم النفسي للحياة الجديدة، ورأب ما تصدع في نفوسهم من ويلات الحروب، وإعادتهم إلى الاتزان النفسي للاندماج في مجتمعاتهم بشكل طبيعي.
ولا يخفى ما لمجال الإرشاد النفسي من دور فعال في هذا الميدان، وطرق العلاج الحديثة التي ينتهجها وعلى رأسها العلاج السلوكي المعرفي، ومن ثم فإن العمل على فتح الطريق لهذا المجال، بمثابة طوق نجاة لكل المتضررين من الحروب، للتعافي من آثار صدمات الحروب والاعتقال والتعذيب والفقد والاغتراب والتهجير.
وانطلاقا من هذا التأصيل، فإنني أدعو أهلنا الكرام في قطر، لإطلاق مبادرة لإعداد كوادر في مجال الإرشاد النفسي، للقيام بدور فعال في هذا الميدان كمسعفين نفسيين، سواء من القطريين أو من مرافقي المصابين من أهل غزة وسوريا الذين احتضنتهم قطر، ليكونوا عناصر فاعلة في التأهيل النفسي للمتضررين من الحروب.
وإنما أوجه دعوتي لأهل قطر، لما لهم من السبق في مد يد العون لأهل هذه البلاد، فما رأينا من أهل قطر قيادة وشعبا سوى سواعد الخير الممتدة، والشعور بالمسؤولية تجاه إخوانهم.
إطلاق مثل هذه المبادرة سوف يسهم في إنقاذ الآلاف من متضرري الحروب وإعادة دمجهم في الحياة مرة أخرى، فلا ينبغي أن نتركهم مجرد أجساد تمشي على الأرض بينما نفوسهم مهترئة مُحطمة، فهل يُرتجى من مثل هؤلاء أن يكونوا عناصر فاعلة منتجة مؤثرة في أوطانهم؟
أتمنى من سويداء قلبي أن تجد هذه الدعوة صدى وقبولا لدى المسؤولين في دوحة الخير قطر، وهذا هو العهد والظن بهم، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
===
إحسان الفقيه

‏https://al-sharq.com/opinion/26/01/2025/%D9%85%D9%86-%D9%84%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%A3%D9%86%D9%87%D9%83%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8

احسان الفقيه

24 Jan, 18:30


هذا اليوم أكثر مأساوية على إيران وأزلامها وأذنابها؛ من يوم هروب بشار الأسد..
رَفْعُ "الخفّاق الأخضر وكلمة التوحيد" خلف رموز القيادة السورية الجديدة بوجود وزير الخارجية السعودي هو أقسى على مليشيات إيران وعملائها؛ من انهيار منظومة الصنم الدموي الذي نكّل بالسوريين كما لم يفعل طاغية في العصر الحديث ..
هذا يوم بائس في حياة الطابور الخامس في بلاد المسلمين ..

لم تنتصر سوريا الحرية والكرامة وحسب.. بل انتصرت السعودية العظمى على إيران وعبث إيران ودجل من أبتلاهم الله بلوثة إيران ..

انتصرت السردية الأقرب لمنهج الحقّ على الخزعبلات والمظلوميات والبُكائيات والأكاذيب..
انتصر العمل الجادّ الدؤوب على اللطم والتطبير والزحف كما البهائم ..

سوريا هي القُنبلة النووية السعودية الأولى .. والتي أجهزت على أخر طموح يملأ رأس أصغر أخرق يستقي من عمامات قُم أسس ما قامت عليه خُدعة "ولاية الفقيه" باسم انتظار الإمام الغائب على بوّابة السرداب الموصول بالجحيم ..

خطوة مباركة يا إخوة الدم والدين ..
أسأل الله أن يوحّد صفوف المُسلمين وأن يردّنا إليه ردّا جميلا ..

#السعودية
#سوريا
#سوريا_الجديدة

احسان الفقيه

24 Jan, 18:16


https://x.com/EHSANFAKEEH/status/1882827474804838789.

احسان الفقيه

24 Jan, 16:32


التقى الإمام أبو بكر الباقلاني رحمه الله ( وكان مشهوراً بالمُناظرة ) راهبا نصرانياً : فقال النصراني : أنتم المسلمون عندكم عنصرية.
قال الباقلاني : وما ذاك ؟
قال النصراني : تُبيحون لأنفسكم زواج الكتابية - اليهودية أو النصرانية- ولا تُبيحون لغيركم الزواج ببناتكم.
قال له الامام : نحن نتزوج اليهودية لأننا آمنا بموسى.
ونتزوج النصرانية لأننا آمنا بعيسى.
وأنتم متى ما آمنتم بمحمد زوجناكم بناتنا ..

==
المصدر : تاريخ بغداد (٣٧٩/٥) للخطيب البغدادي
===

من فنون المناظرة تحويل تهمة الخصم إلى دفاع، مثل مناظرة الباقلاني.

احسان الفقيه

24 Jan, 08:48


في بيانِ جملةٍ من محاسنِ أخلاقِه ﷺ التي جمعها بعضُ العلماءِ والتقطها من الأخبارِ:
كان أحلمَ الناسِ، وأشجعَ الناسِ، وأعدلَ الناسِ، وأعفَّ الناسِ،
لم تمسَّ يدُه قط يدَ امرأةٍ لا يملك رقَّها أو عصمةَ نكاحِها أو تكون ذات محرم منه،
وكان أسخى الناسِ، لا يبيتُ عنده دينارٌ ولا درهمٌ، وإن فضل شيء ولم يجد من يعطيه وفَجَأَهُ الليلُ لم يأوٍ إلى منزلِه حتى يتبرَّأَ منه إلى مَن يحتاج إليه،

لا يأخذُ مما آتاه اللهُ إلا قوت عامِهِ فقط من أيسر ما يجد من التمرِ والشعيرِ،
ويضع سائرَ ذلك في سبيلِ اللهِ، لا يُسأَلُ شيئًا إلا أعطاه، ثم يعود على قوتِ عامِه فيؤثِرُ منه حتى إنه ربّما احتاج قبل انقضاءِ العام إن لم يأته شيءٌ،
وكان يخصفُ النعلَ، ويرقِّع الثوبَ، ويخدم في مهنةِ أهلهِ، ويقطع اللحمَ معهنَّ،
وكان أشدَّ الناسِ حياءً، لا يثبت بصرَه في وجه أحدٍ، ويجيب دعوةَ العبدِ والحرِّ،
ويقبلُ الهديةَ ولو أنَّها جرعةُ لبنٍ ويُكافئ عليها، ولا يأكل الصدقةَ،
ولا يستكبرُ عن إجابةِ الأمَة والمسكين، يغضبُ لربِّه ولا يغضب لنفسِهِ،
وينفذ الحقَّ وإن عاد ذلك عليه بالضرر أو على أصحابِه،
وَجَدَ مِن فُضَلاء أصحابه وخيارهم قتيلًا بين اليهود فلم يَحِفْ عليهم ولا زاد على مُرِّ الحقِّ، بل وداه بمائةِ ناقةٍ وإنَّ بأصحابِه لَحاجة إلى بعيرٍ واحد يتقوون به،

وكان يعصب الحجرَ على بطنِه من الجوعِ، ولا يتورعُ عن مطعمٍ حلالٍ، لا يأكل متكئًا ولا على خِوانٍ، لم يشبعْ من خبزٍ ثلاثةَ أيام متوالية حتى لقي اللهَ تعالى، إيثارًا على نفسِه لا فقرًا ولا بخلًا،
يجيب الوليمةَ، ويعودُ المرضى، ويشهدُ الجنائزَ، ويمشي وحدَه بين أعدائِه بلا حارسٍ، أشدّ الناسِ تواضعًا، وأسكنهم في غير كبر، وأبلغهم من غير تطويلٍ، وأحسنهم بِشْرًا،

لا يهوله شيءٌ من أمور الدنيا، ويلبس ما وجد، يُردِف خلفَه عبدَه أو غيره، يَركب ما أمكنه، مرة فرسًا، ومرة بعيرًا، ومرة بغلةً، ومرة حمارًا، ومرة يمشي حافيًا بلا رداءٍ ولا عمامةٍ ولا قلنسوةٍ، يعودُ المرضى في أقصى المدينةِ، يحبُّ الطيبَ، ويكرهُ الرائحةَ الرديئةَ،
كان يجالسُ الفقراءَ، ويؤاكل المساكينَ، ويكرم أهلَ الفضلِ في أخلاقِهم، ويتألف أهلَ الشرفِ بالبرِّ لهم، يصل ذوي رحمِه من غير أن يؤثرَهم على مَن هو أفضلُ منهم، لا يجفو على أحدٍ، يقبل معذرةَ مَن اعتذرَ إليه، يمزح ولا يقول إلا حقًا،
يضحكُ من غير قهقهةٍ، يرى اللعبَ المباحَ فلا ينكره، يسابقُ أهلَه، وترفع الأصواتُ عليه فيصبر، وكان له عبيدٌ وإماءٌ لا يرتفعُ عليهم في مأكلٍ ولا ملبسٍ، ولا يمضي له وقتٌ في غير عملٍ لله تعالى أو فيما لا بدّ منه من صلاحِ نفسه، لا يحتقرُ مسكينًا لفقرِه وزمانتِه [ الزمانة: المرض المزمن ]، ولا يهاب ملكًا لمُلكه، يدعو هذا وهذا إلى الله دعاءً مستويًا.


---
إحياء علوم الدين
-----
فأين أنا وأنت من أخلاق وصفات من نؤكّد حُبّنا له ؟!

احسان الفقيه

23 Jan, 15:05


https://x.com/alruwailiziaad/status/1882298846065435118?s=46&t=aICU9SJ2jmdSmzVjByGyiA

احسان الفقيه

19 Jan, 17:31


من حقّنا عليكم كإخوة لكم في الدين أن تُكرموننا بحُسن مُعاملة إخوتنا في مضاربكم وفي أي بلاد دعمتموها وموّلتم أهل السلطة فيها.. من حقنا عليكم أن تتفقّدوا المجروح فيها ولو كان من وجهة نظركم قد أخطأ أو أساء..
من حقنا عليكم أن تمنعوا الظالم من التمادي والمبالغة في الانتقام والبطش..
من حقنا عليكم أن تهدأوا قليلا وتتأمّلوا ما سبق بعين العدل والفضل وتجمعوا ما ضاع منكم ومنا وما أسقطتموه أو أسقطناه ..

إكرام عبدالرحمن يوسف القرضاوي والصفح عنه وإعادته إلى أهله سالما غانما مُعافى ... سيكون بمثابة صفحة جديدة ستُنيرها مواقف أخرى مُشرفة نسأل الله أن لا يحرمنا لذّة أن نراها جزءا من المرحلة القادمة ..

والله من وراء القصد..

#عبدالرحمن_يوسف_القرضاوي

احسان الفقيه

19 Jan, 17:31


يا إخوتنا الكرام في دول الخليج حفظكم الله وأكرمكم ..

نرجو أن تُطمئنونا على أحوال أخينا المسلم العربي عبدالرحمن يوسف القرضاوي..
وأسأل الله أن تُحسنوا مُعاملته ووِفادته وإن جهِل عليكم في مسألة او أخطأ التقدير في مرحلة .. فالكبار الذين انشغلوا بالعمل والبناء والتطوير وتكريس أمنهم الداخلي ومصالح بلدهم وشعوبهم، يتجاوزون ويصفحون ويتعاملون بما يليق بمكانتهم ..

وعلى الصعيد الشخصي ككاتبة مُسلمة .. لستُ فخورة بأي خطاب سابق كتبته او نُسِبَ إليّ وكان فيه تقليلا من شأن أحد من إخوتي وأنتم إخوتي ولو حكمتُم عليّ وعلى سواي ووضعتموني بقائمة "الأعداء" لكم ولبلدكم ولأمنكم ولسلامتكم، مهما اختلفتُ معكم ... لستُ أنا العدوّ وبإذن الله لن أكون ..
ومهما رأيتُ منكم من ممارسات وقرارات وسياسات، قد لا أُطيق أن أراها تصدر عمّن أنتمي إليهم وأحبهم .. مما لا يُمكن لي أمام نفسي وربّي أن أُقرّكم عليها، مما كان يسعني الصمت حيالها والتزام مسلكي في الإصلاح والدعوة إلى مكارم الأخلاق دون الانزلاق فيما انزلق فيه الرعاع والغوغاء من بعض بني قومي هداني الله وإياهم ..
مهما حدث .. مهما قيل .. سنظلّ إخوة ..
يُوحدّنا الإسلام الذي فضّلنا على العالمين إذ اصطفانا وحوّلنا من مجرد قبائل متناحرة إلى جيوش شديدة البأس تهدم أعتى قوّتين دمويتين وتفتح المدن والأمصار وتُقدّم البذرة الأولى في مسيرة التقدّم العلمي والتكنولوجي وباعتراف من كانوا يرفلون بالجهل والتخلّف والظلام حين كُنّا نخترع ونترجم ونُضيف ونُجدد ونبحث ونكتشف..

يا إخوة الدين والعروبة ..
لكُلّ منا زاوية في نظرته للأمور .. فما هو مقبول عندي قد لا يكون مقبولا عندكم ..
وما هو مرفوض عندي قطعيا قد يكون "شيئا عاديا جدا" عندكم ومفتوح فيه نقاش..

وقد لا أسمح لأحد أن يُناقشني في مسائل أعتقد أنها حقا مثلما تفعلون أنتم .. إذ ترون بعض الاجراءات التي تتخذونها هي من صُلب مصالحكم العُليا ولو كانت على حساب المنظومة القيمية ونعلم أن السياسة منظقة منزوعة الأخلاق في كثير ولكننا نربأ بكم أن لا تكونوا الأوائل في كل شيء..
قد تستهجنون مني وتستكثرون علي أنني أرى بعض الأمور ثقيلة جدا على نفسي وقلبي..
ومن أنا من غير قلبي يا أبناء الدين والدم .. وما هو قلبي من غير جذوره وأصوله ومنبته ووجوه أحبابه بلكناتهم المُختلفة..
قلبي يتمزّق حين أراكم تُخطئون وبالتأكيد لستُم ملائكة ..
وهو ذات قلبي الذي يُوقفني عند مفترق طُرق حاسم حين أتجاوز حدّ النُصح والتذكير بما يجب أن يصدر عن إخوتي وكبار قومي..

من حقكم أن تستهجنوا وتكرهوا وتستكثروا عليّ وعلى أمثالي التدخُّل ببعض ما تفعلون .. ومن حقي أيضا أن أقول حين يأتيني القول دون حسابات ربح أو خسارة ..
ولطالما كررت فقرة كتبتها في مقالة سابقة وها أنا أُعيد الإشارة وأسأل الله أن يشرح صدوركم لغايتي ومقصدي :

"*أحلم بأن يفقه بنو قومي معنى الأولويات وواجب الوقت، وفلسفة الالتقاء في منتصف الطريق، والاجتماع على الأرضية المشتركة، ونبذ الخلافات والفرعيات لمواجهة التحديات والأخطار الكبرى التي تزلزل أبواقها جدران بيوتنا المتهالكة. وكل لبيب بالإشارة يفهمُ....

*وأحلم بأن نتعامل برؤية الأمة الواحدة، وتحت أنوار الولاء والبراء وأخوّة الإيمان، أن نرصّ الصفوف، فلا ندع للشيطان فرجة فيها، والمخطئ فينا هو ابن ديننا وأرضنا وسمائنا ودمنا، نحتويه، نستوعبه، نفسح له الطريق لتعديل المسار. نحاوره، نراجعه، ونزيل عقبات التقارب معه، فإن احتاج إلى تقويم ففي بيتنا، لا نعين عليه الشيطان وأولياء الشيطان، ولا نستعين بعدونا على من أخطأ من أبنائنا، ولا نُجيب مطامع الشانئ والشامت.

تذكرتُ وأنا أكتب موقف كعب بن مالك، أحد الثلاثة الذين خلِّفوا عن غزوة تبوك، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم باعتزاله تهذيبا وتأديبا حتى يأذن الله له، ولك أن تتخيل أن الصحابي الجليل هجره القريب والبعيد، هجره الأخ والصديق، وصار وحيدا في داره وقومه، حتى جاء الفرج بعد خمسين ليلة، ونزل في توبته من عند الله قرآن.
في تلك المحنة التي ذاق مرارها، وصبر عليها احتسابا، جاءه وفد من قبل ملك غسان بكتاب قال فيها: "بلغنا أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هون، فائتنا نواسِك".
فما كان من كعب إلا أن ألقى الرسالة في التنور قائلًا: وهذا أيضا من البلاء. تذكرت هذه الروح المسلمة التي لا تريد للشيطان مكانا في الديار، تلك الروح التي أريدها لي ولكم ولـ... وكل لبيب من الإشارة يفهم.."

احسان الفقيه

19 Jan, 16:29


نعم انتصرت غزة.. ولا عزاء للمُثبِّطين !
==
في الوقت الذي عمت الفرحة وغمرت أرجاء غزة وفلسطين والأمة بأسرها على إثر توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار، وفي الوقت الذي اعتُبر هذا الاتفاق نصرًا مؤزرًا للفلسطينيين، خرج من يفسد هذه الفرحة بقصد أو بغير قصد، وهو يشير إلى أعداد القتلى والمصابين وحجم الدمار الذي لحق بالقطاع، ويندد مجددًا بطوفان الأقصى، ويحمل المقاومة مسؤولية هذا الدمار، ومن ثم يرى أنها فرحة لا مبرر لها، وأنه لا ينبغي أن يوصف هذا الاتفاق بأنه نصر للفلسطينيين.

لا ريب أننا جميعًا تحترق أفئدتنا لهذه الخسائر البشرية والمادية التي أصابت غزة منذ بدء المعارك، لكن صاحب هذا المنحى يجهل أو يتجاهل مفهوم النصر والهزيمة، فالأمر ليس متعلقا بفارق أعداد القتلى بين الطرفين، وإنما يتحقق النصر بتحقق الأهداف.

العدو الإسرائيلي قد خسر هذه المعركة مع أن عدد قتلاه أقل بكثير من قتلى أهل غزة، لأنه وببساطة لم يحقق أيًا من أهدافه التي حركت آلته التدميرية ضد قطاع غزة.

نتنياهو كان يهدف إلى تحرير الأسرى الإسرائيليين بلا شرط وبعيدا عن التفاوض مع المقاومة الفلسطينية، وها هو يتخلى عن هدفه، ويرضخ لاتفاقية إنهاء القتال.

وكذلك كان يهدف إلى القضاء على المقاومة وإفنائها، ويصدع الرؤوس بإعلان هذا الهدف، ومع ذلك ها هي المقاومة كانت تجالد الجيش الإسرائيلي حتى آخر لحظة، وتكبده الخسائر المتتابعة، ولم يستطع القضاء عليها.

أيضا كان هدفه إجلاء أهل غزة من القطاع، وها هي جموع النازحين تستعد للعودة من الجنوب الذي تكدسوا فيه إلى ديارهم في شمال ووسط غزة.

وأما غزة بشعبها الصامد ومقاومتها الباسلة فقد انتصرت لا ريب، ونوجز مظاهر هذا النصر بما يتسع له المقام في الإشارات التالية:

أولا: إحباط صفقة القرن التي كانت ستؤدي إلى تهجير الفلسطينيين وتمكين الصهاينة من فلسطين.

ثانيًا: وقف عملية تهويد الأقصى التي كانت أوشكت على الانتهاء قبل معركة طوفان الأقصى.

ثالثا: إحياء تدويل القضية الفلسطينية التي كانت قد تجمدت في المجتمع الدولي.

رابعًا: كسب التعاطف الدولي وتعريف شعوب الغرب بالقضية الفلسطينية التي تعمد الإعلام الغربي تغييب وعي الشعوب عن الإحاطة بها، وتخلصت هذه الشعوب من أسر الرواية الأحادية الصهيونية.

خامسًا: تحريك الضفة ونابلس وجنين وسائر المدن الفلسطينية باتجاه خيار المقاومة، والذي كان هدفًا للمقاومة في غزة منذ البداية.

سادسًا: تحطيم أسطورة القوة الإسرائيلية، والتي كانت تبحث عن نصر زائف وهمي في هدم البيوت على رؤوس المدنيين، لكنها على الصعيد الميداني، منيت بخسائر فادحة، وأثبتت فشلها في تحقيق نصر على الأرض.

سابعًا: خلخلة الداخل الإسرائيلي وإفقاد الجماهير الإسرائيلية ثقتها في الحكومة اليمينية المتطرفة التي باعت لها الوهم.

ثامنًا: إلحاق الخسائر الفادحة بالكيان الإسرائيلي، مئات القتلى من الضباط والجنود، وعشرات الآلاف من المصابين، وما يقارب نصف هؤلاء المصابين يعانون من صدمات نفسية، وكثير منهم يعالجون في المصحات النفسية أو خرجوا بعاهات مستديمة تخرجهم نهائيا من الخدمة، إضافة إلى تسجيل عشرات الحالات من الانتحار بين صفوف الجنود.

وتم تهجير أكثر من نصف مليون إسرائيلي ونزوح 143 ألف شخص، كما أن هناك خسائر فادحة في قطاع السياحة والاستثمار، وتفاقم معدلات الفقر، وشلل بقطاع البناء، وتفاقم عجز الميزانية، وازدياد حجم الهجرة العكسية.

تاسعًا: دوليا جرى إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت.

عاشرًا: شحن هائل للجماهير العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية، وازدياد الوعي العربي والإسلامي بالخطر الصهيوني وتشابك مصالحه مع الغرب.

إن البطل الأول في هذه الحرب هو شعب غزة، الذي قدم أهله مثلا فريدا في الصمود والصبر، وإن كان هذا الشعب قدم عشرات الآلاف من الشهداء، فهذه ضريبة تدفعها كل الشعوب التواقة إلى الاستقلال.

شهداء غزة عند ربهم يرزقون، ومصابوها في أجر، وديارهم سوف تُبنى من جديد، وهذا الجيل الذي شهد تلك الحرب الضروس، لا خوف عليه بعد اليوم، فهو الجيل الذي عاش الأهوال ولن يثنيه شيء، وسوف يكون التحرير على يديه بإذن الله.

فحق لأهل غزة وسائر فلسطين وأمتنا كلها بأن نفرح بهذا النصر المبين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
==
إحسان الفقيه


https://al-sharq.com/opinion/19/01/2025/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D8%AA-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%B9%D8%B2%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%AB%D8%A8%D8%B7%D9%8A%D9%86

احسان الفقيه

17 Jan, 16:03


https://x.com/DrJassimALThani/status/1880209040434688098.

احسان الفقيه

16 Jan, 23:16


الانتقالُ مِن (عقلية الثورة) إلى (عقلية الدولة) يعني: أن تبني الثورةُ دَولتَهَا الخاصة لا أنْ تتحولَ إلى مؤسسةٍ كَبِيرُهَا أنْ تكونَ ذاتَ وضعٍ خاصٍ داخلَ الدولةِ التي ثارت عليها!!
إنهاءُ (عقلية الثورة) بتصريحٍ إعلامي قبل بناء (دولة الثورة)؛ يُذكِّرني بنابليون الذي رُوي عنه أنه قال: (لقد انتهت الثورة، أنا الثورة)، ثم انتهى هو مهزوماً في (واترلو)، ثم مَنفِيَّاً في (سانت هيلانة)؛ بينما أسرة (البروبون) التي ثار الفرنسيون عليها تتقلبُ في نعيم قصر الإليزيه!!
إنْ لم يتذكر المنتصرون في الشام المبارك أن الدكتور مرسي رحمه الله ماتَ في السجن؛ فسيكون السجنُ بالنسبة لهم رفاهيةً لا يُمكِنُهم الحصول عليها!!
أعرف أن التصريحات الإعلامية في مثل هذه السياقات قد تكون مغازلة لأطراف خارجية وداخلية يُخشى ضَرَرُهَا ويُرجى نَفْعُهَا- ولا بأس بهذا أحياناً- ولكن.. إني لأجدُ ريحَ مِصرٍ لولا أن تُفَنِّدون!!
أسأل الله أن يحفظ المسلمين في الشام مِن الذئاب والثعالب، وأنْ يتم عليهم النصر والتمكين.

علي فريد

احسان الفقيه

16 Jan, 08:50


منظمة العدالة الدولية توجه خطاباً إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشأن تصريحاته عن المحتجزين الإسرائليين في غزة، وهذه 👇 ترجمة الخطاب:


الرئيس المنتخب دونالد ترامب

نكتب إليكم للتعبير عن إدانتنا الشديدة لتصريحاتكم وتهديداتكم غير المسؤولة فيما يتعلق بالأسرى والمعتقلين الإسرائيليين. إن إعلانكم أن "الجحيم سوف يندلع في الشرق الأوسط" إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الإسرائيليين قبل تنصيبكم رئيساً ليس أمراً شائناً فحسب، وإنما يُظهِر جهلًا مخزًيا بحقيقة ما حدث ويحدث في فلسطين وجهلاً بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة منذ أكثر من خمسة عشر شهرًا حتى الآن.

إن من المخجل حقاً أنكم لم تكترثوا بستة وأربعين ألف فلسطيني بريء، أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ، الذين لقوا حتفهم بشكل مأساوي بسبب الهجمات الوحشية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، ولا بأكثر من مئة وعشرة آلاف من المدنيين الأبرياء الذين جرحوا وبترت أطرافهم، ولا بمليوني فلسطيني هجّرتهم إسرائيل قسراً من ديارهم، ولا بتدمير مئات المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس، ولا بتدمير مدن وأحياء بأكملها، ولا بآلاف الرهائن الفلسطينيين الذين اختطفتهم وتحتجزهم إسرائيل، ولا بحقيقة أن كل هذه الجرائم البشعة والفظائع ارتكبت بدعم عسكري ومالي وسياسي من الدولة التي ستكون رئيساً لها بعد أيام قليلة.

إن تصريحاتكم وتهديداتكم غير المسؤولة لا تقوض القيم والمباديء التي تدعي أميركا أنها تدافع عنها فحسب، وإنما تتناقض أيضاً مع كل المبادئ والقيم والأعراف الإنسانية. وغني عن القول: إن الواجب الأعظم على أي زعيم لأمة عظيمة مثل الأمة الأميركية هو الوقوف إلى جانب الحق والعدل، وعدم دعم البرابرة ومرتكبي جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب. وغني عن القول كذلك: إن تصريحاتكم وتهديداتكم غير المسؤولة تقوض كل احتمالات التوصل إلى حل عادل ومنصف في فلسطين. إننا نحثكم على إعادة النظر في نهجكم المخزي ونذكركم بأن شعوب المنطقة، بل وشعوب العالم أجمع، لن تغفر أبداً لمن يقف إلى جانب الظلم والاستبداد ويشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.

احسان الفقيه

15 Jan, 15:34


من يتعامل بدافع العاطفة والحماس، ويخلط بين شؤون الأفراد وشؤون الدول، سيرى في توقيف الأخ المصري "أحمد المنصور" على الأراضي السورية بسبب تهديداته للحكومة المصرية والتدشين لحركة ثورية، أنه غدر وخيانة وتنكّر لمن قدم يد العون، طلبًا لرضا أطراف خارجية.

‏لكن ما هكذا يا سعد تورد الإبل، فالدول تُدار ضمن قواعد أهمها مراعاة الصالح العام، والذي يعد التفريط فيه من أجل شأن فردي حماقة سياسية بامتياز.

‏بالنظر إلى الظروف العصيبة التي تمر بها سوريا الجديدة وإدارتها، التي تعمل على تصفير النزاعات وإقامة علاقات جيدة مع الحاضنة العربية للعمل في مناخ هادئ يمكّنها من إعادة بناء الدولة، فإن ما أقدم عليه أحمد المنصور، فرّج الله عنه، من جعْل سوريا منبرا ومنطلقا ثوريا على نظام بلده، قد أوقع الإدارة في حرج بالغ، ومثّل دعاية سلبية مجانية لها مفادها أن هذه الإدارة منذ نشأتها تصدر الأزمات لدول المنطقة.

‏المشكلة ليست في وجود معارض مصري ينتقد بلده على أرض سوريا، المشكلة في أنه يدشن لحركة ثورية بدا أنه سيغلب عليها طابع غير سلمي وهو على هذه الأرض التي خلّف فيها النظام السابق أزمات طاحنة على الصعيدين الداخلي والخارجي،

‏فالسماح له بذلك يتعارض مع أرساه أحمد الشرع من انتهاء عصر التعامل بعقلية الثورة في سوريا، وبدء التعامل بعقلية الدولة، وعقلية الدولة حتمًا تأبى أن تحول أرضها منبرًا ومنطلقا ثوريا ضد دول أخرى، فهذا أكبر بكثير مما تتحمله الطاولة السياسية للإدارة السورية الجديدة، ويُؤزم علاقاتها الوليدة في نطاقها الإقليمي في وقت تبحث فيه عن تصفير الخلافات والعمل في مناخ هادئ.

‏إسكات المنصور على الأراضي السورية في حد ذاته لا تلام عليه الإدارة الجديدة، لكن إدارة الشرع ستكون قد جانبها الصواب إن قامت بتسليم المنصور إلى الحكومة المصرية، وأعتقد أن ذلك لن يكون بإذن الله، فلن تُضحي سوريا الجديدة بالذين أسهموا في تحريرها.

‏والله من وراء القصد ..
==
إحسان الفقيه


‏⁧ #سوريا_الان⁩
‏⁧ #سوريا⁩

‏⁧ #سوريا_الجديدة⁩

‏⁧ #احمد_المنصور⁩
‏⁧ #أحمد_الشرع⁩

احسان الفقيه

14 Jan, 20:41


ما الذي غيّركِ يا إحسان؟
أين كلماتكِ النارية؟
أين خوضَ المعارك؟
أين النبرة الحادة؟
أين بركان قلمك الذي ينفجر في وجه الطغاة؟
هل تركتِ النِزال وأقبلتِ على الموادعة والمُهادنة؟
تساؤلات تتكرر بالعام وبالخاص، وجها لوجه وعبر العالم الافتراضي..
وكفيتُ بقية القراء المُحترمين طرحها، مع علمي اليقيني بأنها تدور في صدور كثير من أقرب الناس وأكثرهم مُوافقة لي وأشدّهم حُسن ظنّ بي..

لكنني يا عزيزي لن أنكر أنني قد تغيرت، وكيف أنكر أنني قد تغيرت؟ وكيف لا أتغير وكل شيء في الكون لا ثبات له؟ وكيف لا أتغير وقد تبين لي عبثي ومراهقتي الفكرية، بعد أن صرتُ مع تقدم العمر أكثر نضجا وهدوءًا وعقلانية وبحثا عن سُبُل السلامة وراحة البال؟!

نعم تغيرت، بعد أن أدركت أنني كنت أصارع طواحين الهواء مثل "دون كيشوت"، واستنزفتُ نفسي وقلمي في معارك كلامية لم أجنِ منها سوى العداوات ومظاهر الشقاق مع المخالفين، كنت أنطلق في بلاهة لشتم هذا وذاك وأعتبره من بيان الحق، والحق بريء من عرضه في قالب العداوة والتنفير.

لم يكن لي من مكاسب سوى التصفيق الحاد الذي يصدر عمن وافقَتْ معاركي هواهم، وكأنني أنوب عنهم في الهجوم الضاري الذي ربما يتمنى بعضهم أن يكون على يد أحد غيره.

تغيرتُ بعد إدراكي أنّ عليَّ واجب الحديث فيما ينفع الناس لا ما يرضي أذواقهم ويشفي غليلهم، وبعد أن وعيتُ الدرس بأن الشتم واللمز والهمز لن يحدث تأثيرا في هذه الأمة، ولن يهز عروش الظالمين.

تغيرت بعد أن أدركت أن بناء الإنسان والنهوض بوعي الشعوب هو واجب المرحلة، وأن ذلك هو سبيل رفعة هذه الأمة، لا المعارك والشقاق وبذر العداوات.

تغيرت بعد أن أدركت أنني كنت بالهجوم الذي لا طائل منه على الحكام أعادي شعوبهم وأنا لا أدري، مع أن هذه النبرة الحادة لن تقدم أو تؤخر شيئا، وكان يكفيني أن أبين الحق دون أن أهاجم أحدا أو أناصب أحدًا العداء.

تغيرت بعد أن وعيت جيدًا أن هناك مشتركات يمكن الالتقاء عليها مع الجميع، وكلها لا تتعارض مع المبادئ، ولا تصادم الدين في شيء.
تغيرت بعد أن أدركت كم ضيعت من وقت وجهد في مناكفة المخالفين، مع أنه ليس كل خلاف ينتقد صاحبه، بل هناك ما يسوغ وما لا يسوغ، وحتى في الخلاف غير السائغ فالأولى التلطف واختيار ثوب للحق يجعله أحرى بالقبول.

تغيرت ولا غضاضة في هذا التغيير، فالمنهج به الثوابت والمتغيرات، والثبات التام ليس محمودا في الجملة، فجثامين الأموات أيضا ثابتة !!

وكيف لا أتغير إلى ما أراه صائبا أو أكثر صوابية، وقد تغير الكبار أمثال الشافعي، الذي غير مذهبه الفقهي بعد نزوله إلى مصر، فصار يقال: الشافعي في القديم، والشافعي في الجديد، ولم يبالِ بمن ينتقد جديده ويدّعي حاجة الأمة لقديمه.

تغيرت بعد أن أدركت كم المعارك الجانبية الهائلة التي أشعلتها، مع احتياج القضايا الكلية الكبرى لهذه الجهود، وأن هناك عقولا للملايين من أبناء الأمة تحتاج إلى بذل الجهد من أجل الارتقاء بها وتصحيح مسارها.

تغيرت ولا ضير في أن آتي متأخرة، فذلك خير لي من أن أقف في مكاني وأتشبّث بمقعدٍ مُكسّر مدفوعة بالمُكابرة وأنا أضع الحِمل كله على ساقيّ وحدي.

تغيرت بعد وقفة مع النفس تجاه مسلكي مع الإعلاميين والكُتّاب الذين كنت أناصبهم النزاع والمناكفة، وأسلط عليهم سهام نقدي، مع أن كل كاتب أو إعلامي له زلاته، وله وجهة نظره، فلا ينبغي أن تأخذني الحمية في الهجوم عليه لمجرد أنه يخالف قناعاتي، حتى أولئك الذين استحقوا الهجوم كان ينبغي أن أغلفه بالحكمة والهدوء،
وإلا فلا فائدة من التعليق على كلماته، وكان ينبغي أن أبين الخطأ في قالب نصح يعزز ثقافة التعامل مع الخلاف ولا يؤجج النيران ويشغلنا بالمعارك الجانبية.

ما زلت أتعلم، وما زلت أطور من نفسي، وما زلت أقف مع ذاتي، وسأظل في اتجاهي- بإذن الله- إلى التغيير ما كان هذا التغيير إيجابيا.

أعلم أن هذه الكلمات قد تغير مواضع المُتخندقين، فيسخط علي من كانوا يصفقون لي على سلاطة قلمي، ويتقارب معي الذين كانوا يستاؤون من هذا المنحى، لكن صدقا لا أبالي بهذه النتيجة، ولن أجعل حصد الأصوات والتأييد والهُتاف والتصفيق هو معيار التحرك والتوقف، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
===
إحسان الفقيه

"نعم تغيرت.. ولا أجد غضاضة من التحدّث عن أيّة تفاصيل.. "

احسان الفقيه

12 Jan, 08:57


أفكلما اشتهيت اشتريت ؟
فمتى تتعلم الصبر؟
أفكلما خلوت عصيت ؟ فمتى تتعلم التقوى؟
أفكلما تعبت استرحت؟ فمتى تتعلم مجاهدة النفس؟
أفكلما يسر لك تماديت ؟ فمتى تبدأ التوبة؟
‏تأتي المعصية !!!
فيرحل معها القرآن الكريم ، وقيام الليل ، ويلحق بهما الذكر ..
ثم تذهب الطمأنينة .. ويأتي عسر الحال، وقلة البركة في الوقت والمال ، وتذكر ان ؛
‏أصعب الحرام : " أوَّله " .. ثم يسهل .. ثم يُستساغ .. ثم يُؤْلف .. ثم يحلو .. ثم يُطبع على القلب .. ثم يبحث القلب عن حرام آخر ..
لاحول ولاقوة الا بالله
قال أحد الصالحين : إذا دعتك نفسك إلى معصية فحاورها حواراً لطيفا" بهذه الآية :
*﴿قل أذلك خيرٌ أم جنّة الخُلد التي وُعِد المتقون﴾*
كُلّما زلَلْتَ و كُلّنا نَزٍلُّ
استَغفِرْ بحُرقَة ، و اطلُبِ العفْوَ مِنَ الكَرِيم ، كُنْ دوماً على ثقَةٍ أنّكَ إنْ أحْسَنتَ بمِقدارِ قطرَة ، سيُحسِنُ اللهُ إلَيكَ بالغَيثِ المُنهَمِر
فلَا يُقعِدَنَك الذّنْبُ عنْ فِعْلِ الخَيراتِ ،
*​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​ツ​​​​​شهادة طبيب نفسي
مارس الطب والعلاج النفسي لسنوات..
يقول في حياتي والله ما جاءني حافظ للقرآن الكريم يعاني من علة نفسية ..
{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}

احسان الفقيه

12 Jan, 06:51


المليشيات قنابل موقوتة !
==
الإدارة السورية الجديدة لم تحد عن الصواب عندما أعلنت الاتجاه إلى حل هيئة تحرير الشام وغيرها من الفصائل ودمجها في الجيش الوطني، وطالبت في الوقت نفسه كل الطوائف والقوميات أن تسلم السلاح لئلا يكون هناك أي تكتل عسكري مستقل مواز للجيش السوري الجديد.

ما تتجه إليه القيادة السورية ضرورة أمنية قصوى، لكنها تتهددها مخاطر رفض بعض الأطراف تسليم السلاح وإصرارها على أن تكون كيانات عسكرية مستقلة بذاتها حتى وإن لم تعلنها في التصريحات الرسمية.

وجود أي كيان عسكري مواز للجيش الوطني داخل البلد الواحد كارثة كبرى تهدد استقرار الدولة، لأن هذه الكيانات أو الميليشيات لها أهدافها وسياساتها وتوجهاتها التي تمارسها بعيدًا عن السياق الوطني، وما من دولة سمحت فيها الأنظمة بوجود مثل هذه الميلشيات إلا وأدت إلى كوارث أمنية وسياسية، فإما أن تؤدي إلى صراع عسكري داخلي، أو يتفاقم نفوذ هذه الميليشيات داخل الدولة فتصبح دولة داخل الدولة، ولها توجهاتها المغايرة للتوجهات الرسمية في إطار السياسة الخارجية.

أمامنا الحالة السودانية كمثال حي على خطورة وجود ميليشيات مسلحة داخل الدولة في ظل وجود جيش وطني.

قوات الدعم السريع في السودان، والتي يتزعمها حميدتي وتضم المرتزقة الأفارقة، وارتكبت وما تزال الجرائم البشعة بحق الشعب السوداني، كانت بالأساس ميليشيات استعان بها الرئيس السابق عمر البشير في دارفور وأضفى عليها الشرعية بتسميتها قوات الدعم السريع.

بعد الإطاحة بالبشير، برز حميدتي على المسرح السياسي وعين نائبا للبرهان في المجلس العسكري، ثم عضوا في مجلس السيادة الانتقالي الذي يترأسه البرهان.
لكن الخطر الميليشياوي قد أفصح عن نفسه، عندما اختلف حميدتي مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان حول الجدول الزمني للانتقال إلى حكم مدني بموجب الاتفاق الإطاري ودمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني ومن يقود المؤسسة العسكرية التي تتمخض عن دمج الجبهتين، فتم تأجيل التوقيع على الاتفاق النهائي، واشتعل الصراع المسلح.

الأنظمة التي تحرص على استقرار شعوبها وتحقيق مصالحها لا يمكن أن تسمح بوجود ميليشيات مسلحة توازي الكيان العسكري الوطني، ويفرض عليها حماية الوطن عدم وجود السلاح بأيدي الأفراد إلا على جهة الترخيص بشروطه المستوفاة أمنيا، فكيف إذا كانت تكتلات عسكرية لها توجهاتها وأهدافها المستقلة داخل الدولة؟

والحديث ها هنا عن حالة وجود دولة مستقلة لها جيشها الوطني، أنوه إلى ذلك منعا للالتباس، وقطعا للطريق على استغلال هذه السطور في الإسقاط على المقاومة الفلسطينية، ففلسطين دولة محتلة، وليس لها نظام حقيقي يقود مسيرتها، والمقاومة الفلسطينية المسلحة تمارس حقها المشروع في النضال ضد المحتل.

ومع الأسف الشديد، هناك بعض الدول العربية تنشأ فيها ميليشيات مسلحة تتقاطع مصالحها مع مصالح الأنظمة، بل وترعاها هذه الأنظمة لتحقيق أهدافها في الداخل، لكنها قنابل موقوتة توشك أن تنفجر في أي وقت وتهدد استقرار هذه الدول.
تأسيسا على ذلك، لا ينبغي أن يكون في سوريا الجديدة سوى جيشها الوطني، وأما الفصائل والجماعات والطوائف، فينبغي إذابتها في هذا الجيش الوطني، وإلا كانت سوريا عرضة لاندلاع الاقتتال الداخلي في أي وقت، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
===
إحسان الفقيه

‏https://al-sharq.com/opinion/12/01/2025/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84-%D9%85%D9%88%D9%82%D9%88%D8%AA%D8%A9-%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84

احسان الفقيه

09 Jan, 15:05


لا أندم على أي كلمة كتبتُها هنا في هذا النص أدناه.. وهو نصٌّ مرتبط بحالة ركوب أمواج عارمة رأيتها.. وليست تخصّ شخصا واحدا دون غيره وليست تعني فردا محددا دون سواه ..
بل كانت تقرأ مشهدا مُضحكا رأيناه في ساحات دمشق.. .. ونعم أعني كُل كلمة كُتِبت بكل ما فيها، وكوني أعنيها لا يعني بأنني على صواب مُطلق ولا يعني بأنني على حقّ خالص فلا أحد يمتلك منا الحقيقة كاملة مهما حاول ومن يزعم غير هذا فهو شأن صنم الغرور الذي يختال في ميدان رأسه.. !!
قد لا أكون على صواب.. قد أُسيء التقدير.. نعم هذا وارد وقد لا أرى عدم صوابيتي إلا فيما بعد.. ولا أجد غضاضة من الاعتراف بذلك حين أكتشف ذلك.. وما ذلك الا نِتاج التجارب والمسالك التي قد نسلكها جميعنا في سنوات حياتنا ثم نكتشف في نهاية الطريق أننا أخطأنا..
ولكن النص أدناه هو رأيي في حالة خاصة في زمن خاص في مكان محدد..
وكما أنكم تُطالبون بحق كل أحد منا في أن يُعبّر عن رأيه.. فأنا أيضا من حقي أن يكون لي رأي مُستقلّ مختلف عن آرائكم، وعادي جدا إنه يتعارض مع رأي سابق لي في ذات المسألة قيل قبل يومين (مثلا)، المُتغيرات والتوقيت والمكان والحالة الخاصة لذات المسألة هي التي تُحدد سبب ذلك التعارض..
تلك مُكملات لا تناقُض فيها..
ولديّ يقين بأن كلماتي التالية ليس فيها تحريض أو ظلم لأي أحد وليس فيها إشارة على اعتقال أي أحد.. ومن قال غير ذلك فالله خصيمه..
ولا أقبل أصلا ولا أشارك في ظُلم أي أحد لمجرد أنه عبّر عن رأيه ولو كان قد اعتدى عليّ سابقا أو آذاني.. فكيف بمن لا أعرفه ولم يسبق له أن آذاني بكلمة سوء..
وأبرأ إلى الله من كُل ظالم يتجاوز ما أقرّ به الشرع في إنزال العقوبات في الناس او حجز حُريّاتهم أو التنكيل بهم وترويعهم دون وجه حق مُعتبر شرعا ..
ولكنني لست مثل راكبي الأمواج .. ولا يُحركني "الترند" ولا يُحدد "الهاشتاق" توجهاتي.. ولستُ ببغاء لأقول ما هو مُكرر ولن أُسمِعَ أحدا ما يُريد سماعه لكي يُقال عني لست مرتزقة ولست مأجورة ولست عميلة ..
تصنيف الخلق لا يعنيني إطلاقا ..
أم المؤمنين عائشة حبيبة نبيّنا صلى الله عليه وسلم، الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها، المُبرّأة من فوق سبع سموات في عرضها تم طعن عرضها ..
نساء أشرف القوم في زماننا تم طعن أعراضهن لخلافات سياسية..
فعادي جدا تطعنوا وتكذبوا وتُشوّهوا .. مكينة إعلام الهالك القاتل عبدالناصر أفرزتكم سواء بلحية أو بغير لحية.. والحمدلله لا أحمل جيناتكم ..
وشتم براميل النفط وحُكّام بلاد النفط هو دين تعتنقونه من دون الله وأنا كافرة به.. ومن حقي أن لا أعتنق دين شتم أحد من خلق الله ..
ومن يكذب عليّ ويتهمني بما لم أقُل وبما لم أفعل.. فأسأل الله أن يفصل بيني وبينه .. هو سبحانه الأعلم بي وبه.. وعنده موعدنا، عنده سبحانه تجتمع الخصوم ..
أهدافي أكبر من أهدافكم يا بعض القوم.. فلا الهُتاف الزائل المؤقت تحت التغريدات يعنيني.
ولا التأييد المُستمر من قبل أصحاب الحسابات الوهمية التي تُمارس الردح والبذاءة في صفحات من تخالفها لتعود وترتدي عباءات التنسُّك والورع الكاذب وتُطلق الكلام اللطيف المهذب الموزون الذي يعتمد التأصيل الشرعي في صفحات من تُقدسها، يُحرك بي شعرة أو يغيّر لي توجُّها ما لم أعتقده ويخترق نخاع عظامي..
الله سبحانه جعلني بفضله وبتوفيقه خارج حساباتكم .. خارج تصنيفاتكم ..
مهما حاولتم تصنيفي.. بل خارج قوالبكم وأحزابكم وتنظيماتكم وقُطعانكم وأصنامكم وذبابكم ومُطبلو أنظمتكم ..
فلست مسؤولة عن عدم فهمكم لما أقول ولست أعمل عند أحد فيكم أو عند أحد ممن تكرهون لكي يكون لِزاما عليّ التزام منهج مُحدد لي مسبقا منكم أو ممن تتقربون لربكم بشتمهم وحسب دون أي إصلاح من أي نوع وكأن إصلاح الفرد والأمة ونهضتها فقط في شتم الحُكّام والتشكيك في المُخالف وشيطنة من لا يُسلمكم عقله ويتبعكم !!
الاحترام للشرفاء فقط من قرائي ويعرفون أنفسهم..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
#الحرية_للشاعر_عبد_الرحمن_القرضاوي
رابط المقالة في التعليق الاول وقد تم نشرها في تويتر ..

https://x.com/EHSANFAKEEH/status/1872569694483272121

احسان الفقيه

08 Jan, 20:39


https://x.com/drjassimalthani/status/1877091759139836017?s=46&t=aICU9SJ2jmdSmzVjByGyiA

احسان الفقيه

08 Jan, 18:32


احذروا من يقول لكم :
"فلان لم يُوجّبكم.. فلان أهانكم بقلّة الزركشة والقشور الفارهة في مكتبه، فلان حين استقبل فلان كان أكثر حفاوة وكان مجلسه أكثر بقلاوة وحلويات والأثاث كان أكثر فخامة حين استقبل سواكم ..... "
ثم يأتون لك بالصور ويعملون مقارنات ويركزون على نظرة العين أو زاوية الوجه ويقولون: "غصب عن فلان . ورغما عن أنف فلان .. هو فلان يقدر ما يرضخ .."
ما هكذا تُورد الإبل إن كنتم تسعون فعلا إلى وُرودها !

عادي جدّا الآن توقف صورة أحسن وأطيب وجه بالكوكب عند لحظة معينه وهو يفتح فمه أو يدسّ إصبعه قرب أنفه والاضاءة تُظهره يحُكّ داخل أنفه أو توقف الصورة وهو يرمش عينا واحدة من زاوية واحدة وتطلعه في أبشع صورة..
هل العبقرية في هذا؟
هل الإنجاز وحُب الدين وإخوة الدين في هذا؟
هل النهضة والبناء والتطور والتقدم وشروط الاستخلاف في هذا؟
هل محاربة الظالمين والقضاء على الظلم في هذا؟
يا قوم اكبروا .
اعقلوا
تجاوزوا
استقيموا بنيّة النصر والتمكين !!

تأكّدوا تماما.. أن من يتجاوز هذه الصغائر وينتظر من إخوته وأبناء دينه ودمه وعروبته أجمل ما فيهم .. سيجده ولو بعد حين.. ولا أتحدث عن الدعم المالي وحسب..
فقط لا تُصغوا أسماعكم للمنافقين الذين لا يريدون هدوءا أو مصالحة او تقاربا او سلاما من أي نوع.. بل يريدونها حربا دائمة.. انتقادا يوميا.. دخولا بالنوايا.. تشويها للمقاصد.. استشرافا ما أنزل الله به من سلطان.. خلطا للأوراق ما رأيت مثله في حياتي..
يا إخوتي..
المجروح يحقّ له أن يرى المشهد ويتحدث عنه بالطريقة التي يُريد..
ولكن تأكّدوا أنه ليس مستشارا أمينا لا لإنه غير أمين بل لأنه مجروح يتألم ..
وثقوا تماما أنه لن يصدُقكم النصيحة ولن يدُلّكم على سُبُل الخير لأنه ينظر لكل شيء من خلال مظلوميته ومن خلال جرحه ومن خلال رغبته في الانتقام وهذا من حقه..
ولكن لا نأخذ منه ولا نُصغي أسماعنا إليه ولا نعطيه الحقّ في الإفساد والتخريب..
والعيون التي تفيض من الدمع لن ترى المشهد إلا مُشوّشا مُرتبكا متداخلا وقبيحا ..
ومن يريد أن يشتمني من القراء الكرام وغير الكرام؛ فليفعل !
هذه التي تكتب .. لن تخدع إخوتها في الدين ولن تتلاعب بعقول البسطاء لكي يُقال عنها كاتبة مهمة وينصر دينها وأخت رجال وبنت رجال.. أعرف جيدا من هُم رجالي وعلى أي شيء نشأتُ بفضل الله ربي وربكم..
هذه التي تكتب لن تخدع أبناء قومها وتتحدث من برجها العاجي بلُغة غير مفهومة ليُقال عنها من النُخب..
لا أريد أن أدخل نادي النُخب ولم أزعم يوما أنني منهم وبفضل الله لست منهم..
هذه التي تكتب لن تتوقف عن الكتابة حتى تموت بإذن الله الذي رزقها هذا الجلَد وهذا الصبر الغريب المتجدد على قلّة مروءة بعضكم ..

والله من وراء القصد
#سوريا_الجديدة
#سوريا_الان
#سوريا

احسان الفقيه

08 Jan, 18:31


يا معشر المُستعرِضين الذين لا يملكون إلا بضاعة من نوع واحد ..
فإذا توقفوا عن الردح والصراخ والتشكيك بكل مُخالف، لم يعد يهتف لهم أحد من الغوغاء ولم يعد يُصفق لهم أحد من الرعاع .. فيحرصون دائما على تطوير أدائهم في الردح وتحسين مهاراتهم في بثّ الفتن وخلط الأوراق.. لكي يُشار إليهم، لكي يُقال عنهم ( شديدو الدقّة في استشرافاتهم العبقرية) ..
ومعروف أن الملأ يُتابعون الأعلى صوتا والأقبح كلاما والأقدر على تحريك الماء الراكدة ولو بنشر التماسيح في مستنقعاتها ولو ببثّ الضفادع على جنباتها ..
المهم في حركة .. في لايكات .. في ريتويت.. في دجل..

يا معشر المنافقين الذين يحسبون أنهم على شيء ووالله ما هُم على شيء ولا جدوى من أي شيء يقولونه ويفعلونه..
فقط أريد منفعة واحدة عادت على أي قوم او شعب زعمتم أنكم تدافعون عن حقوقهم بأسلوبكم الدنيء هذا !!

يا معشر المساكين :
اشتموا البلاد التي تُريدون والحُكّام الذين لا تُحبونهم كما شئتم.. هو من أبسط حقوقكم..
اشتموا وشككوا وشيطنوا واكذبوا إلى يوم تُبعثون ..
ولكن

بعيدا عن ساحات ومساجد دمشق ..

أفسحوا لـ #سوريا المجال لكي تتنفس بعيدا عن أساليبكم الدنيئة !

احسان الفقيه

08 Jan, 18:30


لا يمكن نفرح باعتقال أي أحد مُسلم أو غير مُسلم.. لمُجرّد أنه عبّر عن رأيه وقال وجهة نظره في دولة أو كيان او نظام أو حتى في فرد أو جماعة .. ولو كان رأيه وأسلوبه وطريقته وتوقيت ومكان حديثه ذلك لا يتوافق مع المصلحة العامّة للأمة كما نراها نحن ولكلّ منا نظرته الى المصلحة والمفسدة حسب توجهاته وقراءاته والمدارس الفكرية والأخلاقية التي ينتمي إليها..

فلا يُقوّلني أحد ما لم أقل ولا يتهمني أحد بما لم أفعل..
ومن أراد أن يكذب فعليه كذبته ومن أراد أن يُسيء فالإساءة من عين طبعه ومن صُلب معدنه.. وستُشير إليه بما يليق به ..

وعند الله تجتمع الخصوم ..

المهم ..

لي كلام طويل في بعض أبناء التيار الإسلامي الذين انتهجوا الشتم منذ سنوات وجعلوه مقياس الشرف والنزاهة ..
فمن يشتم الحُكّام والملوك فهو مؤتمن وصادق ولو ارتكب ألف خطيئة ولو كان لا علاقة له بالدين أو الأخلاق او الشرف ..
ومن لم يشتم الحُكّام والملوك ويطعن أعراضهم ويشارك بالطعن في أنسابهم والسخرية من أمراض كبار السن فيهم.. فهو مشكوك في أمره ولو كان يعيش من أجل الأيتام والأرامل ويبذل كل وقته وأمواله في مساعدة الآخرين ..ولو كتب ألف مقالة ضدّ أنظمة الحكم الجائرة..
والمعيار العبقري عندهم : أن هذا الكاتب يهاجم الأنظمة وينتقدها دون أن يشتم ودون أن يستخدم ذات الألفاظ التي يستخدمها أهل الردح والبذاءة ولن أذكر اسماءهم وجنسياتهم فهم يعرفون أنفسهم ..

لا يعنيني كمية الاساءات التي تكتبونها تحت اي تغريدة..
فأهدافي الكبرى ليست في نطاق هُتافكم .. ولا أراكم أصلا .. ولا يعنيني إعجابكم ..

وفي المقالات القادمة سأكتب في ذلك تأصيل وأروني بالله ماذا قدّمتم لأمتكم وللدول التي تزعمون أنكم تدافعون عن أهلها غير الشتم والتشكيك والتخوين وأنتم تحتسون القهوة بالمقاهي بل وتدخنون السجائر والنراجيل وتُخوّنون من لا يؤيد طرحكم؟!

اللهم قُوّة لا أسيء فيها لأحد باسمه ولا أشارك في أكل لحم أحد بعينه ولا أكون سببا في طعن عرض أحد ولو طعن عرضي..
اللهم طهّر بلاد المسلمين من المنافقين والظالمين والمتجبرين

#سوريا_الجديدة تُطهّر الأمة من خلط الأوراق ..

احسان الفقيه

08 Jan, 05:55


مجمع جيران راس الجبل .. كان حلما اجتمع عليه خير من عرفت من الناس، أكرموني بثقتهم وحسن ظنهم وشاركوا معي في شراء الأرض واستصدار التراخيص .. ولكن الله لم يكتب لنا أن نُكمل البناء لأسباب تتعلق بالإجراءات وقوانين الإعمار المتغيرة وارتفاع اسعار مواد البناء ..

مسموح بناء ١٢ فيلا
كل فيلا من ٢٥٠ إلى ٣٩٠ متر
ولكن قمنا بترخيص عشرة فقط

نسأل الله أن يكتب الخير والتوفيق لمن سيشتري هذه الارض التي بنينا عليها احلاما كبيرة .. الارض تصلح لبناء فلل لعدة عائلات مترابطة او لمجموعة اصدقاء او للاستثمار .. نسأل الله لنا ولكم التوفيق

احسان الفقيه

06 Jan, 19:14


آليات التدرج في تطبيق الشرائع :

أولًا: البدء بالأمور التي تتفق فيها النظم المعاصرة مع الإسلام، والتي منها أنّ الأمة مصدر الشرعية السياسية للحاكم، وأنّ الحكم يقوم على أساس علاقة عقدية بين الحاكم والمحكوم، ومنها مبدأ الفصل بين السلطات واستقلال القضاء والهيئات الرقابية، ومما يعزّز قابلية النظام الإسلاميّ لهذا المبدأ أمور، أولها: أنَّ الحاكم ليس له أن ينقض قضاء القاضي؛ ثانيها: أنّه لا يجوز له أن يقلد القضاء شخصًا على أن يحكم بمذهب معين، ثالثها: أنّ الحاكم إذا مات أو عزل لم ينعزل القاضي بموته أو عزله؛ لأنّه عندما ولاه إنما ولاه بالوكالة عن الأمة، فإذا ذهب الوكيل بقي الأصيل، ومنها توقيت عقد رئاسة الدولة، وهو مبدأ تقبله الأحكام الشرعية المنظمة للحكم في الإسلام؛ لأنّ العلاقة علاقة تعاقد؛ وعليه فإنّ طرفي العقد لهما كامل الحق في الاشتراط، فإذا شرطت الأمة على الحاكم مدة معينة فلها ذلك.

ثانيا: البدء بالأحكام التي تحقق العدالة الاجتماعية، وذلك انطلاقا من القاعدة الدستورية: {كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأغْنِيَاءِ مِنْكُمْ}، ومن أمثلة ذلك أن يُخصَّص جزء من موارد الدولة الريعية التي لم يبذل أحد من الناس جهدًا كبيرًا وإنفاقًا عاليًا في إيجاد أصلها، والتي هي محض وهب لا كسب، وهي تشبه في تكييفها الفيء الذي لم يوجف عليه أحدٌ خيلًا ولا ركاباً، كالبترول أو الغاز أو السياحة، فيخصَّصُ جزءٌ منها للمحدودي الدخل ولإعادة بناء العشوائيات ولإصلاح مرافق البسطاء، ومن أمثلتها توظيف أحكام الزكاة والأوقاف الخيرية والأهلية بعد تحقيق استقلالها في تقديم خدمات تعليمية وصحية وإقامة مشاريع خيرية للمحدودي الدخل، إنّ الأحكام المحققة للعدالة الاجتماعية كثيرة ووفيرة، وكذلك الأحكام التي تحدد وظيفة الدولة اتجاه تحقيق العدالة الاجتماعية، فإذا بادرت الدولة بإقاماتها قبل التوجه إلى إقامة العقوبات على السارق، كان ذلك السلوك منها مبادرة إلى توثيق علاقتها بالشعب.

ثالثا: إنشاء مؤسسات المجتمع وتمتينها في المرحلة الانتقالية التي تسبق إقامة مؤسسات الدولة؛ وذلك لأنّ قوة مؤسسات المجتمع تتوازى مع قوة مؤسسات الدولة فتحدث التوازن، وتمنع من تغول الدولة، وتمثل ضمانة للحقوق والحريات، كما أنّ هذه المؤسسات كلما كانت قوية أدت من جهة إلى تماسك المجتمع، ومن جهة أخرى تكون قوتها في حقيقة الأمر قوة للدولة، من هذه المؤسسات المجتمعية: النقابات المهنية، والجمعيات الأهلية، والأوقاف بأنواعها، والأندية التخصصية.

رابعًا: إعمال المقاصد الشرعية، والاهتمام بالأحكام التي تحقق الصيانة لحقوق الإنسان، كحق الإنسان في الحرية وفي الأمن وحقوق الأقليات، ومن اللائق جدًّا أن تبادر القيادة ومعها الحكومة المؤقتة وبصحبتهما رموز علمائية وأكاديمية ومجتمعية إلى إعلان “الميثاق الإسلاميّ لحقوق الإنسان” وأن يصاغ صياغة منسجمة مع الشريعة من جهة، وفي الوقت ذاته يأتي ملبّيًا لفطرة الناس وحبهم للحريات والحقوق الطبيعية، وما من شكٍّ في أنّ هذا الميثاق سيكون إلى حدّ كبير منسجمًا مع كثير من المواثيق العامّة الدولية. والله الموفق.

==
الدكتور عطية عدلان

احسان الفقيه

06 Jan, 16:37


ليست الظلامية في كفّ أحمد الشرع، التي لم يمدها لمصافحة الوزيرة الألمانية، إنما الظلامية في عقول أولئك الذين يكيلون بمكيالين ويصرخون على كل ما له صبغة إسلامية. الظلامية في عقول أولئك الذين يتشدقون بالرأي والرأي الآخر، واحترام المخالف، والحريات الدينية والشخصية، ثم ينشبون مخالبهم في أي سلوك يتعلق بالشعائر الدينية.
الظلامية في عقول أولئك الذين يتخوّفون ويخوّفون الناس من حكم ذي مرجعية إسلامية تهضم حقوق الأقليات، وهم يعلمون تماما أن الإسلام بشريعته يحمي غير المسلمين، ويحفظ حقوقهم، يعلمون تماما أن الحضارة الإسلامية انضوى تحت رايتها كل أصحاب الملل والشرائع وكانوا عناصر فاعلة في تلك الحضارة.

الظلامية في عقول أولئك الذين يجلسون للاصطياد في الماء العكر، وينتظرون للولوج من أي مدخل لتشويه الثورة السورية، ويصرخون زورا من أجل حقوق الأقليات، ومع ذلك يتغافلون عن المجازر التي يرتكبها الصهاينة في غزة، كما صمتوا من قبل على أسلوب الحكم القمعي الوحشي الذي سار عليه بشار في التعامل مع الأكثرية.
دعوا سوريا وما هي عليه، وإن لم تدعموا وحدتها ومسارها الجديد من أجل النهوض، فلا أقل من أن تكفوا ألسنتكم وأقلامكم، ووجهوا سهام نقدكم إلى الفعل والعمل لا المظاهر والشكليات، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
==
إحسان الفقيه
الدوحة
#سوريا_الجديدة
#سوريا
#سوريا_الان
https://www.alquds.co.uk/%d8%a7%d9%84%d8%b8%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%8a%d8%b3%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%81%d9%91-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d8%b9/

احسان الفقيه

06 Jan, 16:37


ليست الظلامية في كفّ أحمد الشرع، التي لم يمدها لمصافحة الوزيرة الألمانية، إنما الظلامية في عقول أولئك الذين يكيلون بمكيالين ويصرخون على كل ما له صبغة إسلامية ..
==
في العام قبل الماضي، أقيمت احتفالية في القدس المحتلة، حضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تقدّم رفقة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لمصافحة المغنين الإسرائيليين، إلا أن المغنية اليهودية يوفال ديان رفضت أن تصافح الرئيس الأمريكي لأسباب دينية.
تنتمي ديان إلى اليهود السفارديم، وجُندت في الجيش الإسرائيلي عام 2013، ومنذ عام 2016 وهي تحضر الدروس الدينية وتتقيد بتعاليم شريعتها التي تمنع مصافحة الرجال. ديان أوضحت موقفها مع بايدن عبر حسابها على الإنستغرام، وأنها جاءت من خلفية دينية، ولديها رغبة في الحفاظ على نمط حياتها من اللباس واللمس، على حد قولها.
ما فعلته المغنية الإسرائيلية احترمه الجميع، وتم التعامل معه على أنه حق مشروع لها في ممارسة تعاليم شريعتها، ولم يثر الموقف أزمة دبلوماسية، وحظي بقبول وترحاب من التيارات الدينية اليهودية، بينما لم ينتقده سوى التيار العلماني، والأهم من ذلك أن التنويريين العرب لم يهاجموا الفتاة أو يتهموها بالتطرف وظلامية الفكر. لم يكن موقف المغنية الإسرائيلية هو الأول من نوعه، ففي شهر أبريل/نيسان من عام 2016، نشرت قناة «سي إن إن» العربية خبرا بعنوان «بسبب معتقداته الدينية.. وزير الصحة الإسرائيلي يرفض مصافحة نظيرته الفرنسية».

وجاء في متن الخبر: «رفض وزير الصحة الإسرائيلي ياكوف ليتزمان، مصافحة نظيرته الفرنسية ماريسول تورين، عند وصول هذه الأخيرة إلى إسرائيل، خلال الأيام الماضية، في جولة قادتها كذلك إلى عدد من دول الشرق الأوسط، بمبرّر «أن معتقداته الدينية ترفض مصافحة النساء، اللائي لا تجمعه بهن قرابة».

أما عن موقف الوزيرة الفرنسية، فقد ذكر الخبر أنها رفضت الإشارة إلى الحادث، ولم تكتب في حسابها على فيسبوك سوى ما تضمنته المباحثات. وفي أصداء هذه الواقعة، أعادت الصحافة الفرنسية واقعة مماثلة حدثت عام 2012 للوزير الإسرائيلي نفسه، عندما استقبل لوريت أنكيلينكس وزيرة الصحة البلجيكية، وترك يدها ممدودة رافضا مصافحتها.

هذه الأحداث عادت مؤخرا إلى المشهد السوري، إثر الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى سوريا، والتي أثارت الجدل بعد أن امتنع وفد الإدارة السورية الجديدة عن مصافحتها لدى استقبالها بعد وصولها إلى العاصمة دمشق، والأمر نفسه تكرر في قصر الشعب حين امتنع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع عن مصافحة الوزيرة الألمانية.

وهنا قامت القيامة: هذا تطرف، تخلّف، ظلامية، جهل بإدارة شؤون الدولة، مؤشر لحكم ديني متشدد، سوريا ضاعت، سوريا إلى الهاوية. واختفى هنا الحديث عن حريات المعتقد وممارسة التشريعات الدينية ووجوب احترامها،
هنا أكل الليبراليون والتنويريون صنم العجوة وأسقطوا مصطلحات الآخر وحرية الرأي واحترام الخلاف.

لنقل ذلك بصراحة ودون مواربة: لماذا تُحترم هذه الممارسات إذا كانت صادرة عن غير المسلمين؟ لماذا يتم الهجوم على المسلمين وحدهم عند إظهار ما يدينون به، واتهامهم بالتطرف والظلامية والرجعية؟ لماذا يعتبرون هذه السلوكيات لليهودي والمسيحي والبوذي تدينا، بينما تكون بحق المسلم تطرفا وتشددا؟

الذين يتناولون الواقعة من زاوية اللائق والذوق والاحترام، هم أيضا غضوا أبصارهم عن ملابس الـ(كاجول) التي ارتدتها الوزيرة الألمانية، مخالفة بها الأعراف الدبلوماسية في الزيارات الرسمية، ما حدا بالبعض إلى تأويل ذلك بأنه رسالة بعدم الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة.

ومع ذلك لم تقف الوزيرة الألمانية عند الحدث كالسطحيين لدينا، بل مرت عليه في تصريحاتها مرور الكرام، وركّزت على ما يهمها، وهو فرض الوصاية على سوريا الجديدة، ودقّ إسفين بين السوريين بالحديث عن ضرورة وجود ضمانات أمنية موثوقة للأكراد في سوريا، وكأنها تتعمد إثارة مخاوف الأكراد، أو تأكيد مخاوفهم من حكم الإدارة الجديدة.

كما ظهرت محاولة فرض الوصاية في مطالبتها الشرع بعدم أسلمة الدولة، وقالت بالفعل لبرنامج «تاجيسثيمن» الإخباري المسائي الألماني: «بالطبع نحن، كأوروبا، لن نكون ممولا لأسلمة المجتمع».
أما أولئك الناقمون والصارخون من بني جلدتنا، فقد تركوا كل الجهود التي تقوم بها الإدارة السورية الجديدة من أجل سوريا جديدة موحدة، وتعلقوا بمشهد مارس فيه الشرع ورجاله حقهم بالامتناع عن المصافحة.

ألحقوا القضية بحقوق المرأة، وكأن من حقوق المرأة أن يتم لمسها، وهذه قمة الاستجهال للقراء والمتابعين، فالمرأة لا تحتاج إلى مصافحة الرجال، إنما هي بحاجة إلى التعليم والتثقيف والعلاج والتنمية والمعاملة الكريمة وتجريم العنف تجاهها وحقها في العيش بكرامة، هذا ما ينبغي أن يتناولوه عند الحديث عن حقوق المرأة.

احسان الفقيه

06 Jan, 10:12


https://x.com/DrJassimALThani/status/1876205601941754004

احسان الفقيه

05 Jan, 09:22


https://x.com/drjassimalthani/status/1875834392116924613?s=46&t=aICU9SJ2jmdSmzVjByGyiA

احسان الفقيه

05 Jan, 09:22


ما أجملها من سيدة مصرية 👇🏻👇🏻

احسان الفقيه

04 Jan, 23:32


ليس أجمل من نقاء الصدر!
تفرح لأخيك ومعه بما أنعم الله به عليه؛ وتحزن وتأسى له بما ابتلاه به وأشقاه؛
فلا حسد ولا غيرة، ولا شماتة ولا تشفي!
وعاقبة هدا الخلق الحسن الذي يجب أن نجهد أن نطبقه ما استطعنا هي الراحة الذاتية وطيب المعشر مع الآخرين؛ وفي الآخرة أجر عظيم!
جعلنا الله وإياكم ممن قال فيهم:
"ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين"!
اللهم اجعلنا من العافين عن الناس، واعف عنا!

احسان الفقيه

01 Jan, 10:57


مجمع جيران راس الجبل .. كان حلما اجتمع عليه خير من عرفت من الناس، أكرموني بثقتهم وحسن ظنهم وشاركوا معي في شراء الأرض واستصدار التراخيص .. ولكن الله لم يكتب لنا أن نُكمل البناء لأسباب تتعلق بالإجراءات وقوانين الإعمار المتغيرة وارتفاع اسعار مواد البناء .. نسأل الله أن يكتب الخير والتوفيق لمن سيشتري هذه الارض التي بنينا عليها احلاما كبيرة .. الارض تصلح لبناء فلل لعدة عائلات مترابطة او لمجموعة اصدقاء او للاستثمار .. نسأل الله لنا ولكم التوفيق

احسان الفقيه

30 Dec, 16:35


https://x.com/Alruwailiziaad/status/1873765352359768377

احسان الفقيه

29 Dec, 23:30


ترددت كثيرا في كتابة هذه السطور، لأنه من المفترض بالكاتب ألا يقتصر على السرد وعرض المشكلة، وأن يطرح الحلول، بينما أنا عاجزة عن ذلك، فأي حل أطرحه ومفاتيح غزة بيد عدوها، يغلق عليها الأبواب ويحكم حولها الحصار، وهو آمن مطمئن بأن العالم العربي والإسلامي خامل خانع ضعيف متفرق، لن يستطيع إرغامه على شيء، فهو في حماية وتحت رعاية قوى العالم العظمى..

لكنني مع ذلك ضاق صدري بما أرى، ولم أتحمل تزاحم هذه الصور والمشاهد في ذهني، دون أن يتحرك قلمي، فلا أقل من أن أحرك القضية في الوجدان، وأذكّر الناسين والمتناسين، فهو أهون من موت الضمير.

ولكن اكتبوا، وتكلموا، عن معاناة أهلنا في غزة مع فصل الشتاء، لا تتجاهلوا معاناتهم، إن لم يحرك هذا ساكنا لدى الدول والحكومات، فعلى الأقل، سيصل ما تتداولونه إلى إخوانكم في غزة، فيوقنوا أنكم مقهورون مغلوبون، لكنكم لأجل مصابهم تتألمون، لعلنا نكون كما قال التابعي أويس القرني: «اللهم إني أعتذر إليك من كل كبد جائعة، ومن كل جسد عارٍ، فليس لي إلا بما على ظهري وفي بطني»،
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
==
إحسان الفقيه

https://alquds.co.uk/%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%aa%d8%a7%d8%a1-%d9%81%d9%8a-%d8%ba%d8%b2%d8%a9-%d9%81%d8%b5%d9%84%d9%8c-%d9%84%d9%84%d9%85%d9%88%d8%aa/

احسان الفقيه

29 Dec, 23:30


الشتاء في غزة… فصلٌ للموت
==

إن كان هناك شيء يتغزّل فيه الشعراء بعد المرأة فحتما سيكون الشتاء، فصْل الإبداع والشجن، يُلهم الشعراء فيُلقي الكون ظلالا على أسنة أقلامهم.
مشهد البرد القارس، الذي يجعل المرء يضم بعضه إلى بعضه، وقطرات الغيث التي تصطك بالنوافذ الزجاجية لتعرب عن نفسها في زهو، ولهب المدفأة الذي يباري برد الغرفة بندّية، وفنجان القهوة الذي يتصاعد منه الدخان، سيكون مشهدا مناسبا لأن يفرغ الشاعر والأديب ما جادت به قريحته التي شحذها فصل الشتاء.

ولكن ليس كل الشعراء مع الشتاء سواء، فرُبّ شاعر يقضي ذلك الفصل في خيمة أبلتها شمس الصيف، وأجهز على بقاياها المطر، فيمزق كل قصيدة كتبها في حب الشتاء.
كل منا له مع الشتاء قصة عشق، فما بين عابد يفرح بقِصر نهاره ليصومه كغنيمة باردة، أو طول ليله ليكون فيه قانتا، ومبتغٍ للسكون الذي يسمح لخواطره بانسيابية التجوال، ومحُب للسير بمعطفه تحت زخات المطر ليعيد ذكريات اللهو في الصبا، وآخر ينشد دفء الأسرة فيمتّع ناظريه بمشهد اجتماع أفرادها للسمر، وفلاح يستبشر به ليسقي الأرض بماء السماء، والقائمة لا تنتهي.

الصورة ليست هكذا دائما، وكما قيل: «كل شيء جميل في الشتاء، عدا ارتجاف الفقراء»، فللشتاء في غزة وجه آخر، وجه قاسٍ، يبغضه أولئك الذين يموتون في خيامهم البالية من شدة البرد، هم في الخيام تداهمهم قطرات المطر من ثغرات الأسقف الهشة، وتقتحم الخيام عليهم من تحت أرجلهم.

يزيد المشهدَ بؤسا تلك المعاناة من نقص الغذاء الذي يمدهم بالطاقة، وقلة الأغطية التي يمكن أن تمنحهم بعض الدفء، فلم يكن يعلم الشاعر محمود درويش إذ يناجي ريتا: «يا ريتا طويلٌ هذا الشتاء»، أن الشتاء في غزة أطول وأطول، لا بالعشق والشغف، بل بقسوة الزمهرير وهوس الرياح.. أي خير في هذا العالم الذي يموت فيه الأطفال بعد أن تتجمد أجسادهم من شدة البرد، نعم هناك في غزة يلقى الأطفال والضعفاء حتفهم بهذه الطريقة.

تعالوا نفسر القول إن الشتاء في غزة أشد عليهم من صواريخ الأعداء، نعم، فمشاهد القصف قد اعتادها الأهالي، يلهو الأطفال في الحفر التي أحدثتها القذائف، ويعود الناس إلى خيامهم بعد الغارات المجاورة ليبحثوا عن كسرة خبز وكوب من الشاي الساخن وكأن شيئا لم يكن..
بعضهم يتعامل مع القصف بنسبة الخمسين في المئة، بقسمة الاحتمالين، فإما أن يصيبه القصف فيرتقي شهيدا، أو يتجاوزه الموت ليعيش ما بقي له من العمر، وبعضهم ذو أمل عريض، يأمل في أن يكون من الناجين دائما كما يحدث في كل مرة، فالخوف من الموت قصفا بالنسبة إليهم هو معاناة تتعلق بالزمن اللاحق والمستقبل.

أما الشتاء فالمعاناة من قسوته آنية نصيبها من الأفعال: المضارع المستمر، يعيشها أهل الخيام على مدى ذلك الفصل، تقتلهم في كل لحظة، وتجهز على أرواحهم بالبطيء، ليس فيها احتمال الخمسين، وشدتها تخمد كل أمل ينبعث في قلوبهم.

مليونان من النازحين يقيمون على مدى سنة في الخيام، بسبب العدوان الذي دمر ثلاثة أرباع المباني والمنشآت في غزة، لكن المعاناة تتفاقم بعد أن أصبح 81% من تلك الخيام بالية مهترئة لا تحمي القابعين في أحشائها من خطر البرد والمطر.

الصورة بشعة، أبشع ما تكون، فلا غذاء، ولا وقود، ولا دواء، ولا غطاء، ولا أمان حتى في المناطق التي يزعم الصهاينة أنها آمنة، كل ذلك قد اجتمعت إليه قسوة هذا الشتاء. لقد خلّينا بين أهل غزة والشتاء، تركناهم فريسة له، فليس فينا من يصغي لوصية الفاروق عمر لأهل الشام: «إن الشتاء قد حضر وهو عدو ، فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب، واتخذوا الصوف شعارا ودثارا، فإن البرد عدوٌ، سريع دخوله، بعيد خروجه».

وليس فينا مثل القاضي أبو يوسف الذي كان مهموما بوقاية السجناء من بأس البرد، فطالب هارون الرشيد بصرف ملابس ثقيلة لهم تحميهم. وليس فينا الليث بن سعد الذي كان يُطعم الناس في الشتاء الأغذية التي تولد في أجسادهم الطاقة.

نقف أمام معاناة النازحين في الشتاء نبكي، ثم ينقطع البكاء، ثم يأخذنا الاعتياد، ثم ننسى، وإذا تذكرنا صرفنا أنظارنا لئلا نبكي مجددا، أليس هذا هو حالنا؟

المجتمع الدولي يتناقل أخبار المعاناة في غزة، وتحذر هيئاته من خطورة الشتاء على أهل غزة، ثم يتحدثون عن صعوبة إدخال المساعدات الشتوية بسبب تعنت سلطات الاحتلال، لا بأس فهذا هو العهد بهم وبازدواجية معاييرهم وكيلهم بمكيالين.

لكن ما يُمزّق القلب حقا، هو استسلام الأمة العربية والإسلامية لتعنت الاحتلال، لا تستطيع أمة بالمليارات أن ترغم هؤلاء الشراذم على إدخال ما ينقذ أهلنا في غزة، يتركون الأغطية والإمدادات الشتوية عالقة منذ أشهر في انتظار موافقة الاحتلال على إدخالها للقطاع، فأي عار قد وصم الجباه!

احسان الفقيه

27 Dec, 09:06


بصراحة أنا مبهورة بعدد من ركبوا الأمواج وذهبوا الى ساحات دمشق للتصوير والاستعراض والتمثيل والتباهي وخلط الأوراق...
حقيقة أتفرّج عليهم على عُجالة وأضحك بأعلى صوتي على شدّة بلاهة بعضهم وكيف ظهر بمظهر السخيف السطحي الباحث عن كلمات تقدير يشعر أنه بحاجة إليها لتُكمل نقصه، فتجده يتهافت على هُتافات هي قائمة قائمة به وبسواه، ففرحة أصحاب الأرض بعودة بلدهم وإطلاق سراح أبنائهم من سجون القهر والظلم الأسدية،
أكبر منك ومني أيها المسكين !

أن تذهب لتُعبّر عن فرحك وابتهاجك لتحرير جزء من بلاد المُسلمين أمر يختلف تماما عن بثّ الفتنة والبحث عن مكاسب ومغانم وتقدير على لاشيء فعلته من أجل نفسك أو من أجلهم إلا الكلام والثرثرة والاستعراض !

الذهاب للتهنئة وتفقّد أحوال الجسد السوري الذي يعني كُل مسلم لا يُشبه أبدا الكذب والنفاق والمبالغة أو الدجل والإشارة إلى أن الحشود السورية رحّبت بك أنت دون سواك وأن الناس كانوا ينتظرون طّلتك أنت تحديدا ..

استيقظ أيها الموهوم المضحوك عليك بمُجاملة لطيفة وكلمة مهذبة من أهل البيت زادت من جنونك بنفسك وضرّتك أكثر مما نفعتك ونفعتهم !

الناس هناك لم تصدّق بعد أنها تخلّصت من سطوة القتلة والمُجرمين وفتحت السجون واستردّت كرامتها ودخلت مرحلة التطهير والتمهيد للبناء والتطوير ..
وصدقني أنهم عنك وعنّي في شُغل عظيم..
فاتركوا سوريا بحالها إن كانت تعنيكم سوريا حقا ..

#السعودية ستدعم سوريا وستُشارك ببناء سوريا -بإذن الله- مثلها مثل #قطر ومثل #الكويت ولن تُقصّر كبقية إخوتها ومش بالضرورة حد يستعرض ويرفع صوته بذكر ما سيفعله او فعله من أجل سواه لكي يُثبت لأي أحد من القاعدين والمُتفرجين والسخفاء وراكبي الأمواج .. أنه سيفعل ويفعل ويفعل ..

هناك من يفعل ما لا يخطر على بالكم بعيدا عن فلاشات الكاميرات وبدون أي تصريحات أو بيانات وبلا لُهاث مفضوح خلف المايكروفونات للاستعراض المُقرف..

فيا بعض الأفراد الذين ينضوون تحت مظلة بعض الجماعات والأحزاب والتنظيمات ويا معشر الموجوعين الذين ظُلِموا في بلدهم ولا نُقلّل أبدا من وجعهم وألمهم على ما حدث لهم:

لا داعي أن تخلطوا الأوراق وتعملوا بجُهد واضح على دقّ أسافين الفرقة والفتنة واستحضار نقاط الاختلاف بين إخوتنا السوريين وبين بعض دول الخليج..

نسأل الله أن ينصركم على كُل ظالم وطاغية استولى على بلدكم ونكّل بكم وقتلكم وهجّركم وكذب عليكم ولطالما دافعنا عنكم ورفضنا كلمة سوء فيكم ولكن وقوفنا معكم في الحق لا يعني أن نؤيدكم في الباطل..

يا إخوة الدين :
دعكم من حظوظ النفس !
نجاتُكم ليس في بثّ الفتنة وإفساد علاقة إخوتكم في سوريا بمن يعمل على التخفيف عنهم ودعمهم ولو بتربيتة كتف، ولو كان في يوم ما قد دعم ظُلمكم ..

فلا تختزلوا المجد والتحرّر والنهوض بالتحريض على السعودية تحديدا
والتي سواء ( شئتم أم أبيتم) هي من أهم بلاد المُسلمين عند كل مسلم حقيقي ينتمي لدين الإسلام الجامع دون تقديس للرايات الجزئية ولو كانت جزءا من الإسلام..

نحن دافعنا وندافع عنكم وسنُدافع كُلما ظُُلمِتم..بدافع عقَدي ..
كما وقفنا مع إخوتنا السوريين ضد ظالمهم بدافع عقيدتنا
كما نرفض أن تبثّوا الفتنة وتُحرّضوا على السعودية بدافع عقدي..

فلا داعي لاستحضار مظلومياتكم كل قليل ودسّ السُمّ بالعسل والتطاول على إخوة الدين وعلى أهم بلاد المسلمين من ساحات دمشق ..

#سوريا_الجديدة لن تقبل هذا ولا تحترمه ولن تحترم فاعليه ..
وستسمعون ذلك بأنفسكم ..
أرجو توصيل رسالتي لإخوتي المُحرّرين الأبطال الذين طهّروا #سوريا من الدنس .
أن لا يُسمح التطاول على بلاد المُسلمين من ساحات وأكناف المسجد الأموي ..

والله من وراء القصد

احسان الفقيه

27 Dec, 08:00


https://x.com/Alruwailiziaad/status/1872070982334324978?t=byB5M-0LZXvwRhlxL1LWRA&s=09

احسان الفقيه

27 Dec, 08:00


‏مداخلة لـ الكاتبة الفاضلة أختي : ‎#احسان_الفقيه
‎@ehssanalfakeeh2007
في مساحة اخي الفاضل : ‎@tarekchindeb
حول فلول النظام الساقط المجرم التي تتحرك بتجييش طائفي مقيت
‎#درع_العدوان

احسان الفقيه

27 Dec, 08:00


‌‎#درع_العدوان
الحديث عن سلام دائم مع إيران يصطدم بأطماعها التوسعية التي قامت عليها الثورة، وليس الهلال الشيعي الذي أراده الخميني هو المُبتغى، فإيران الخمينية تَرنو إلى العالمية عن طريق التمدد الإقليمي في المنطقة العربية، ولذا يقول الباحث الإيراني ذو الصلة الوطيدة بالخارجية الإيرانية “كيهان برزكار”: “لما كانت قضايا إيران مرتبطة بالقضايا العالمية، فإن تقوية الإقليمية وزيادة مساحة دور إيران ونفوذها، يمكنه أن يخدم أهداف التوسعة ويدفع المخاطر الأمنية عنها”.

الحقيقة تقول أن إيران سعت جاهدة لتحقيق أطماعها التوسعية في المنطقة العربية، من خلال الغزو الثقافي، والتغيير الديموجرافي، وصناعة الأذرع السياسية والعسكرية في تلك البلدان، واستطاعت من خلال التوتير المضبوط، التوغل في العديد من الدول العربية، دون الدخول في حرب مباشرة مع تلك الدول.

ففي العراق، استطاعت إيران جعْل حاضرة الخلافة العباسية محافظة إيرانية، بعدما سهلت دخول الأمريكان إليها باعتراف الساسة الإيرانيين أنفسهم، وتبادَلت الأدوار مع الولايات المتحدة، وتسلمت من الأخيرة زمام الأمور فيها.
أضف إلى ذلك إثارتها للقلاقل والاضطرابات المذهبية في العديد من الدول العربية والإسلامية، عن طريق مظلة الولي الفقيه، للدفع بمشروعها الفارسي إلى الأمام، وليس التشيع في منظومة العمل الإيراني بالمنطقة سوى حصان “طروادة”، لأن ترويجها للخطاب القومي الفارسي، لن يجد له قبولا في العالم العربي.

السلام لدى إيران مع العرب سيعني التخلي عن أطماعها التوسعية التي قام من أجلها المشروع الإيراني، لذا نستطيع القول بأن احتمالات السلام الدائم مع إيران ليست بأكثر قابلية للتحقيق من احتمالات السلام مع الكيان الصهيوني، ليس من جهة العرب، وإنما من جهة الطرف الآخر الحامل لمشروع، لا يمكن وصفه إلا بأنه مشروع استعماري بالمعنى التاريخي لدلالات كلمة استعمار.

التأكيد على استحالة حدوث سلام دائم بين العرب وإيران، بعيد عن كوْنه خطابا عدائيا تحريضيا، ولكنه قطْعٌ للأوهام، يستلزم لُحمة داخلية في كل مجتمع من المجتمعات العربية والإسلامية، وحداً أدنى من وحدة الكلمة بين تلك الدول، على قاعدة الضرورة في ذلك الصراع الوجودي، والتعاطي الجاد مع حقيقة أن التمدد الإيراني في العراق وسوريا واليمن، بوابة العبور إلى مكة والمدينة. كما ينبغي فضح السياسات والممارسات الإيرانية أمام كافة الشرائح المجتمعية لمنع الاختراق الثقافي والفكري ، وكلها إجراءات دفاعية مشروعة، فلتبدأوا يا قوم.
‎#طوفان_الأقصى
لـ الكاتبة الكبيرة أختي الفاضلة : ‎#احسان_الفقيه
‎@ehssanalfakeeh2007

احسان الفقيه

27 Dec, 08:00


https://x.com/Alruwailiziaad/status/1872379684819963947?t=1iNNeftyovpbwcIWDqPgxg&s=09

احسان الفقيه

27 Dec, 08:00


‏"الطابور الخامس : هو العدو الداخلي الذي يتكون من كافة القُوى المعادية الموجودة داخل البلد والتي تعمل ضد المقاومة الشعبية التي تسعى للتحرر واستعادة الحقوق..
– أصنافه :
بقايا القوى الحاقدة
الأشخاص المطرودون من المقاومة
المخابرات المحلية والإقليمية والدولية
أصحاب المبادئ المناقضة لمبادئ المقاومة
المنبوذون اجتماعياً الذين عليهم طعون أخلاقية
أصحاب النفوس الضعيفة
الذين أُخِذت عليهم ثغرات سلوكية من قبل المخابرات
المعقدون والمنحرفون نفسيا
المغرر بهم والمتأثرين بالأكاذيب
أفراد الطوائف المذهبية الذين يرتبطون بدولة تعتنق مذهب يتناسب مذاهبهم..

– حجج ومبررات الطابور الخامس وهي :
أسباب سياسية وتتمثل بالصراع بين الأفراد والاحزاب
أسباب طائفية
أسباب خارجية

– نشاط الطابور الخامس وتتلخص بالتالي :
الحرب النفسية
التخريب
جمع المعلومات الاستخباراتية

– أساليب عمل الطابور الخامس وهي:
أسلوب العمل العلني كتابات ومطبوعات ومرئيات ووسائل التواصل الاجتماعي
أسلوب العمل السري وهو ممارسة العمل الخفي الذي تظهر آثاره مثل عملية التخريب
– التجسس
– الحرب النفسية الهدامة
– عمل الطابور الخامس وسط المقاومين
 التحريض على الفرار
ـ بث إشاعات الدعايات ويتلخص بالاتي
التقليل من قدرات المقاومة
تصوير بأن الدخول في المقاومة شيئ مخيف
الاستخفاف بالمقاومين
تصوير قدرات المقاومة إلى جانب قوة الخصم بأنها ضعيفة
تصوير بأن معركتنا خاسرة
توهم بأن هذه القضية لا تستوجب الدخول بحرب وأن الاستسلام كان أنسب..

النشاط التخريبي:
تخريب الخدمات التي تمس حياة المواطنين
زرع الألغام
تخريب المعدات
تعطيل الألآت
4) التجسس بالطرق الآتية :
سحب الوثائق المهمة المتعلقة بموضوع التجسس
مراقبة المواقع الإلكترونية
يأخذ المعلومات من خلال مخالطة المخبر بالمقاومين
بث الفرقة بين القيادات بعضها ببعض أو بينها وبين الأفراد أو بين الأفراد بعضهم ببعض
تشجيع التمرد على أوامر القيادات والتحريض على العصيان

– الوقاية من أعمال الطابور الخامس تتلخص بالاتي :
إبعاد أفراد الطابور الخامس من اماكن تواجد المقاومين
منع تصوير او تسجيل نشاط محدد أو أماكن محدودة من قبل من يشتبه بهم
التحقيق مع المشتبه به وبعد التأكد من نشاطه المضاد يتخذ معه الموقف الحازم
حفظ المفاتيح للبيوت التي يتواجد فيها قيادات المقاومة
حفظ الوثائق المهمة بعيدا عن متناول أي شخص
تحديد الأسرار بأن تكون مع شخصيات محدودة ومنع الكلام بما يخص العمل السري في أي مكان
منع التصرف بأي مادة غريبة
منع الكلام بالأسرار عبر التلفونات
أخذ الأوامر من المصدر المباشر
عدم ترويج الإشاعات
وضع كل الاحتياطات الأمنية"

رسالة للداخل السوري:
من وجد في نفسه صفة أو أكثر من الصفات أعلاه ..
فلينتظر مرور جوقة الفرسان 😆!!

‎#سوريا_الان
‎#سوريا_الجديدة
‎#درع_العدوان
لـ الكاتبة الفاضلة أختي : ‎#احسان_الفقيه
‎@ehssanalfakeeh2007

احسان الفقيه

27 Dec, 08:00


https://x.com/Alruwailiziaad/status/1872288994819514700?t=mgslWY2-ldxDl6B4RRRR3w&s=09

احسان الفقيه

26 Dec, 21:38


"أتعرفون ما هو تعريف القرف؟
ببساطة هو ‏اهتمام العالم كله بضمان حقوق الأقليات في سوريا، وخوفهم وحنيّتهم الزايدة التي هبطت على الكوكب فجأة وإنسانيتهم التي انبثقت من العدم دون أن ندري في رحم ماذا تشكّلت وقلقهم الدائم عليهم !!

أوليس هذا القرف الذي يحدث الآن هو أكبر عملية نفاق في التاريخ البشري؟
هو ذات القرف والنفاق الذي مارسه الغرب وخُدّام الغرب "من بني جلدتنا" في التعاطي والحكم على ردّة فعل الفلسطينيين في السابع من اكتوبر ضد عدوّهم المُحتلّ الدموي الذي هجّرهم ونكّل بهم وقتلهم وظلمهم لأكثر من سبعين سنة ..

لا تصدقوا هذا النفاق ولا تسمحوا لأحد بأن يحشركم بزاوية او يُخجّلكم مهما كان مهذبا ومحترما ولو كان أحد شرفاء هؤلاء "الأقليات" ونعلم ونُدرك أن من بين أولئك الأقليات خرج "عشرات" من الشرفاء الأحرار الذين لا نُقلّل من جهودهم ولا نبخس حقّهم ولا يحقّ لنا أن نتنكّر لمواقفهم الطيبة ..

ولكن الحقيقة تقول أن سوريا محكومة من أبناء أقلية منذ 54 سنة، وارتكب هؤلاء (بتواطؤ مع أبناء أقليات أخرى) إبادة جماعية بحق أبناء الأغلبية حصراً، فأرعبوا وأرهبوا وقتلوا وسرقوا ونهبوا وهجّروا ونكّلوا واعتقلوا 9 ملايين من أبناء الأغلبية.
يعني عدد من وقع عليهم الضرر أكثر من تسع ملايين إنسان سوري .. هُم فعليا من الأغلبية ورُبما هناك عشرات من الأقليات في مُحيط هذا الرقم الكبير ..

هل أنا أكذب في هذه أو أُبالغ ؟
رُدُّوها عليّ إن استطعتم !

- كل صور الهمجية الوحشية الدموية التي تشاهدونها من سوريا الأسد، هي جر ائم ارتُكبت بأمر من شخص من الأقلية سواء في الجيش او في الشرطة او في المخابرات بحق شخص أو أشخاص من الأغلبية.

هل انا اكذب أو أدّعي أو أُبالغ؟

- كل اللاجئين السوريين الذين يعيشون أو عاشوا في الخيام ممن نهشت عظامهم وحوش البرد ولطّخت أيامهم ولياليهم سُيول من الوحل اقتحمت عليهم خيامهم لتُجهز عليهم نهارات الصيف الحارّة بلهيبها وحريقها ..
هؤلاء هم من الأغلبية بنسبة ١٠٠ ٪ (لم يعش درزي واحد ولا مسيحي واحد ولا علوي واحد في الخيام منذ ٥٤ سنة ) ..
هل أنا في هذه أيضا أكذب أو أُبالغ أو أُحرّض على الأقليات؟!
هل قول الحقيقة والإشارة الى سكاكين القاتل تحريض يا قوم ؟ - كل صورة ترونها لقصف بالطائرات أو ببراميل المتفجرات أو بالصواريخ أو بالكيماوي أو بالأسلحة المحرمة.. (٢٠٠ ألف حالة قصف) هو قصف لأناس من الأغلبية السنية بنسبة ١٠٠ ٪. ولم يتعرض المسيحيون ولا الدروز ولا العلويون للقصف ولا لمرة واحدة، منذ ٥٤ سنة. ولا نرجو لهم أن يتعرّضوا لها .. ولا نرجو لأي مدنيّ في الأرض أن يتعرّض للأذى..

ولكن لماذا لا تتحدّثون بوضوح عن هذه الحقيقة يا معشر المُتابعين والعارفين والقادرين على البحث والتمحيص والوصول الى الحقيقة أو بعضها؟!
كل حي مُدمر ترونه في سوريا، هو حي سُنيّ تم قصفه بأمر من ضابط علوي
(لا يوجد ولا عمارة واحدة مُدمّرة كان يسكنها علويون أو دروز أو مسيحيون..)

وحاشا لله أن نتمنى لأيّ مدنيّ أن يُهدم بيته فوق رأسه ..
ولكن لماذا لا يُشار الى هذا بعبارات شديدة الدقّة ودون مُجاملات؟! وفوق كل ذلك .. هنالك أبناء أقلية أخرى "شرق وشمال سوريا"، يمارسون سياسة عنصـرية ضد أبناء الأغلبية، ويسرقون ٧٠٪ من ثروات سورية، و ١٠٠ ٪ من سلعها الاستراتيجية (النفط والغاز والماء والكهرباء والقمح والقطن والثروة الحيوانية). والعالم كله قلق (وسيبكي ويعوي خلال الأيام القادمة) على حقوق القتلة واللصوص ! القاتل في سوريا منذ ٥٤ سنة هو من الأقـليات، والقـتيل هو من الأغلبية، والعالم كله مهتم بحقوق (وتطمين) القاتل على حقّه في النجاة من القصاص وعيون القنّاص وليس على القتيل وحقّه في وضع حدّ للقتلة واللصوص ! أتحداكم أن تكونوا سمعتم نذلا واحداً ( في دوائر صُنع القرار) في هذا العالم القذر يتكلم عن ضمان حقوق الأغلبية، أو تعويض الأغلبية، أو على الأقل الأقل ضمان عدم تكرار ما عاشته الأغلبية السُنيّة من أهوال وفظائع مروعة. أخطر ما في الأمر هو أن أبناء الأغلبية لا يجرؤون على قول هذه الحقائق، رغم سقوط حكم الأقلية، وهروب زعيم الأقلية، لأن عقل السوريين وإعلامهم وثقافتهم كانت وما زالت تحت سيطرة أقلويين، آخرهم شخص مدعوم من حكومة إحدى الدول العربية ويسيطر الآن على ٩٥ ٪ من الكُتّاب والصحفيين والمثقفين والنُخب السوريين بل وغير السوريين للأسف ولديه توجّه أخطر وأقذر من التوجّه العلماني بل توجّهه يستهدف كل ما هو إسلامي بنعومة وتسلّل لقصور عربية حاكمة لم تكتشف خُبثه وعبثه وخطره بعد ! للمرة الألف أوجه نداء استغاثة للشرفاء المُسلمين والعرب لإنشاء إعلام سوري بل وإعلام عربي مُتحرّر من هيمنة الأقليات (ومنها الأقلية العلمانية المتوحشة المُعادية للإسلام وللتديّن ومظاهر الإسلام والتي تسيطر على أهم منابر المسلمين) .. "
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..
إحسان الفقيه

احسان الفقيه

25 Dec, 23:42


حساب التيك توك 👇🏻👇🏻

https://www.tiktok.com/@ehssanalfakih?_t=8sWWOKAWqnw&_r=1

احسان الفقيه

25 Dec, 19:26


سوريا تُبنى من جديد، سوريا تنهض بعد أن "علا فُجّارها أبرارَها وساد القبيلةَ مُنافقوها" طيلة عقود دموية مضت ..
‏سوريا تتعافى يا قوم ..
‏ سوريا تتعالى على الصغائر .. سوريا تعود الى أهلها وتزهو بأهلها بل وتكبُر بهمّة رجالها الرجال المُخلصين ..
‏ومثل الجياد المُسافرة نحو نقطة الوصول الأوّل ⁧ #سوريا_الجديدة⁩ لا ولن ترى إلا ما يُعزّز منطقة الإبداع والتفوّق والتميُّز فيها ..
‏سوريا الواعدة.. الطيبة .. الجميلة.. المتألّقة.. المُتأنّقة.. المُشرِقة الصاعدة نحو فضاءات مُمتدّة لا حدود لها ولا مدى.. ها هي تخلع عنها ثياب الشكوى والتذمّر ..
‏لا تذمّر بعد اليوم ..
‏لا لطم بعد اليوم
‏لا استحضار للمظلوميات بعد اليوم
‏لا ظُلم لا غياب قسري ولا مقابر جماعية -بإذن الله- بعد اليوم
‏لا سرقة ولا أتاوات ولا رشاوي -بعزّة الله- بعد اليوم ..

‏سوريا العتيقة العريقة تبدأ خطوتها الأولى بعد ميلادها الجديد
‏تبدأ خطوتها الواثقة الجادّة دون تردّد او ترنُّح أو تخاذل أو كسل..
‏سوريا التاريخ والأمجاد والأبطال والحضارة تُلملم جراحاتها وتنتزع ما علق في أطراف ثوبها من أشواك الطريق وتُضيء وُجوه الطيبين الذين ينتظرون انعكاس ظّلها المُستقيم على الأرض في ظهيرة صيف بلا انحناءة ظهر ...

‏فسارعوا بانضمامكم إلى مرحلة التمهيد والتنظيف والتطهير للبناء وترميم الجسد السوري الذي أجهزت عليه الثقوب والخطوب وعاد إلى الحياة بهمّة أبنائه وأبطاله وشرفائه من جديد ..

‏نأمل أن تُسارع رؤوس الأموال العربية والإسلامية إلى الاستثمار في سوريا لتدشين مشروعات وشراكات مع الأشقاء السوريين، فنحن أولى بسوريا، وسوريا أولى بنا.

‏ولن يجد المستثمر العربي أو المُستثمر المُسلم بمعزل عن لُغته وشهادة ميلاد ثروته؛ لن يجد شراكة وعمالة وكفاءات وخبرات خيرًا من المواطن السوري، صاحب الأيدي الخضراء أينما حلّ قلّ مثيله، وأينما ارتحل نشِط بطبعه غير خامل، حرفي ماهر، وتاجر حاذق، تواق إلى التعلم واكتساب المهارات، وانظروا إلى آثار التواجد السوري في تركيا ومصر والأردن وألمانيا وغيرها في الشرق والغرب، كيف غزت المشاريع الصغيرة للسوريين تلك البلاد.

‏يا رجال الأعمال والاستثمار من بني ديني وقومي ..
‏يا معشر الباحثين عن خيري الدنيا والآخرة، هلموا إلى سوريا للإفادة والاستفادة، ولا يسبقنكم إليها القادمون من بعيد.

‏وأكرر: نحن أولى بسوريا .. وسوريا أولى بنا ..
‏والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..

احسان الفقيه

25 Dec, 16:35


اسمعوا يا قوم

احسان الفقيه

25 Dec, 15:21


"بعد يوم واحد فقط من تهديدات وزير خارجية الكيان الأرهابي الدموي المُتمثل بمُسمّى #إيران :
- فيديو قديم يُشعل موجة مظاهرات في مناطق العلويين في اللاذقية وطرطوس وحمص ..
- هجوم مسلح على عناصر إدارة العمليات العسكرية في ريف طرطوس
- إطلاق نار في حمص يستهدف مظاهرة مدنية ..
- تعزيزات عسكرية تصل لقسد من #العراق ..
- عشرات الصفحات والمنصات الإعلامية التي تم انشاؤها حديثاً تعمل على تأجيج الأوضاع ..

دولة الإرهاب والوحشية والقتل بدأت بإشعال #سوريا "

وهيهات لكم أن تنجحوا هذه المرّة ..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..

#سوريا_الجديدة حرقت أكبادكم !

احسان الفقيه

24 Dec, 21:49


أرجو دعم حساب وزير الخارجية في الحكومة السورية الجديدة..
أقل واجب أن ندعم حسابات إخوتنا الذين لا تعنيهم الهُتافات ولا يعنيهم عدد المُتابعين بقدر ما يهُمّهم أن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يخدموا شعبهم ويُخففوا عنه بعد عناء سنوات ..
يا معشر السوريين المُغتربين في كل أصقاع الدنيا ..
تابعوا وادعموا شرفاء قومكم ..

#أسعد_حسن_الشيباني
#سوريا_الجديدة


https://x.com/Asaad_Shaibani

احسان الفقيه

24 Dec, 19:35


الحياة ما هي إلا أوراق، بعضها فرغنا من قراءته والآخر في الانتظار، ربما كان الفصل الأجمل من حكايتي لم يأت بعد، ذات يومٍ كان جواهر لال نهرو يختم كتابةَ سيرتِه الذاتية قبل 12 عامًا من استقلال الهند، فذيلها بقوله: ” إنني أشعر أن فصلًا من حياتي قد انتهى، وأن فصلًا على وشك البدء، ترى ماذا سيحوي هذا الفصل؟ لا أحد يتنبأ به، فإن أوراق الحياة القادمة مختومة”، لكن الأوراق التي أتت لاحقًا في حياته كانت تحمل له نبأ تنصيبه رئيسا للوزراء، ولا زال في أوج بروزه السياسي يشعر أن فصولًا أخرى من كتابه لم تُفتح ولم تتقلب صفحاتها بعد.

أمَا وقد بلغت الأربعين فإنّ الهمَّ يتّجِه لأن يكون القادم أفضل، وألا تكون الأنفاس المتبقية لي على ظهر الأرض استنساخًا لمشاهد الماضي، ربما سبقني إلى التزين بهذه الحقيقة الملاكم الأمريكي المسلم الراحل “محمد علي كلاي” عندما قال: “إذا كنت أقول اليوم وأنا في الأربعين ما كنت أقوله وأنا ابن العشرين، فمعنى ذلك أني ضيعت عشرين من عمري دون جدوى”.

ليس كل ما مضى من حياتي قاتمًا، فأكثر ما حمدته من مسلكي أن المواقف ليست هي المبادئ، والثبات على المبدأ لا يُحتّم الثبات على المواقف، وإلا فهو سكون الجسم الميت، وهو ما أرجو أن أظل على عهد القيام به، سأظل دائمًا أُبقي على خط الرجعة بلا استنكاف. وبعد رحلة طويلة وجدت نفسي أُمثل حالة سوء فهم، ربما أبدو للكثيرين متناقضة بسبب تغير مواقفي، أو ربما باندفاعي العاطفي في التناول أحيانًا، وربما تقولون بأنني كاتبة أحدثتْ جلبة، لكنني أعرف من نفسي الرغبة في أن أُحدث فارقًا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
===
إحسان الفقيه
10 ديسمبر، 2018

احسان الفقيه

24 Dec, 19:34


بعيدا عن السياسة .. قبل ستّ سنوات .. بلغتُ الأربعين وكتبتُ هذا .. وأُعيده اليوم للفائدة ..
👇🏻👇🏻
لم ألتفت لتلك الحالة من الضياع المُحتمل، إذ أرعيتُ سمعي لآي الكتاب {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، فألفيْتُ المقامَ مقامَ الأشُدّ، وموطن النضج والجد، بعيدًا عن اعتبارها أزمة منتصف العمر، وبعيدًا عن الخضوع لهيستيريا التغيرات السيكولوجية والدخول في فترة مراهقة أخرى.

لكنها مرحلة يرافقها الكثير من المعاني المُتدفقة والخواطر التي تتزاحم في العقل ولا تكف عن التردد بين الماضي والحاضر والمستقبل.

ها قد بلغتُ الأربعين، ووضعت رحالي على أبواب مرحلة هي الأكثر غرابة وإثارة، حيث تشعر أنك في حياة برزخية بين تفاصيل الماضي بقوته وعنفوانه ووعورةِ تضاريسه بل وعبثه وصبيانيّته، وبين مستقبل يرقبك في وقار، ويطالبك بأن تكون أكثر نضجًا، ويفتح أمامك كشف حساب لما مضى، فتقف أمامه كتلميذ بليد.

بلغت الأربعين بغتة، فوجدتني كمسلمة أتساءل: ماذا قدمت لحياتي الأبدية التي أوقن بأنها المآل والمصير؟ فلم تعد نظرتي إلى الشعرات البيض المتناثرة بذات السطحية، بل أراها ناقوسًا يدق على رأسي، ورسولًا ينذر بدنو الأجل، ولم أُفلت من تقريع أحد سادة القرون المفضلة يقول: “إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يومٌ مضى بعضك”، فما الذي تبقى مني والظن بالسنين أنها لن تكون بقدر ما مضى؟ لكنّ جناح الرجاء الذي يمنحني الاتزان قد أتاني بالمخرج على لسان سيدٍ آخر: ” تُحسن فيما بقي، يُغفر لك ما مضى وما بقي”.

بلغت الأربعين والذكريات مع العائلة قد تدفقت كشلالات “نياجرا” في كياني، الحنين إلى رائحة الخبز في البكور، إلى مائدة الإفطار التي اجتمعت عليها قلوب قبل أجساد، إلى الاستدفاء تحت إبط الجد الحنون فأشتم فيها رائحة السنين، إلى التحلّق في المساء للاستماع إلى نشرة الأخبار المنزلية وفنون الدعابة.

وبعدما حملتني أحلام صباي إلى المدينة، واستبد بي الطموح في عالم الحروف، كنت حديثة عهدٍ بحياة العائلة، فلم أجد ذلك الوجْد للذكريات بسبب سطوة زخارف العالم الجديد، أمَا وقد انسلّت الأعوام، وودعتُ الشباب إلى الكهولة هدأت الثورة، وحانت مني التفاتة حزينة إلى العائلة، وعلمت كم فقدت من كنزٍ لا أعدل به سواه.

بلغت الأربعين وأنا أنظر بابتسامة باهتة إلى قلمي المتهور، كم كان متسرعًا كحال مراهقٍ يستقبل نظرة الفتاة الأولى فيتعجل قصيدة غزلٍ لا وزن فيها ولا قافية ولا دراية ببحور الشعر، وكم أوقعني في الخجل وأدخلني في دائرة الصراع بين نفسي ونفسي، لكنني اليوم أراني أستحي من جهالة تتلبّس بقلمي، وقد دُعي أحدهم إلى لهو كان يساعد عليه، فقال: “دخلت في حد الأربعين، فما بقي فيّ على الجهل مساعد”، وأنا كذلك لم يبقَ فيّ على الجهل مساعد.

أكاد أنفجر ضحكًا وأنا أتذكر فترة طفولتي الإعلامية، عندما حبست نفسي في دائرة المقارنة بين الإخوان والسلفيين والجهاديين لأرى أيُّهم على الحق لأتخندق معه، لكن سرعان ما تسلل إلى الرشد، فأدركت أن العالم أوسع من تلك الرايات الجزئية، وأنه ليس علي الاختيار بل ولا الانتماء، أيقنت أنه ليس هناك في البشر ملائكة خُلّص ولا شياطين خُلّص، وأن التقارب يكون بحسب ما لديهم من حق، والدفاع عن مظلومهم واجب، ونقدهم حال الخطأ عين الصواب، كما هو الحال مع غيرهم، وكفاني انتمائي لأمتي دون وسيط، أنا لها كما قال دريد بن الصمة:

وَهَلْ أنَا إلا مِنْ غَزِيَّةَ إنْ غَوَتْ … غَوَيْتُ وَإنْ تَرْشُدْ غَزيَّةُ أرْشُدِ

ربما كانت عاصفة الحزم التي راهنت عليها حدثًا فارقًا في حياتي، بعدما تحولت فجأة إلى التخندق مع آل سعود بعد طول شقاق، وذلك عندما تراقصت أمامي الأحلام بعهد الملك الجديد، وغفلت عن السياق المُتشابك، ثم تحولت الأحلام إلى هباءٍ منثور، لكنني أدركت بعد أربعة عقود مضت أنه لا ينبغي لي أن أحب جملة أو أكره جملة، وألا أرمي بهلب السفينة في عمق الصحراء، لقد كانت القاعدة ماثلة دائمًا لكنني لم ألتفت إليها، قاعدة نبوية (أَحْبِبْ حبيبك هونًا ما، عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأَبْغِضْ بغيضك هونًا ما، عسى أن يكون حبيبك يومًا ما).

احسان الفقيه

24 Dec, 09:26


ارسلوا لي رسائلكم .. اقتراحاتكم.. أفكاركم .. إضاءاتكم.. ان لم ترغبوا بكتابتها في التعليقات.. ارسلوها لي على الخاص في تويتر

https://x.com/EHSANFAKEEH

او على الخاص في فيس بوك التي تم توثيقها حديثا
https://www.facebook.com/profile.php?id=100079507147198


او ارسلوا لي على رقم "الواتس اب" والتليجرام.. المخصص للرسائل الكتابية والصوتية


00905372178480

ملاحظة: عدم الرد لا يعني التجاهل.. بل يعني أنني مُنظّمة ولدي وقت صارم للقراءة والكتابة والمتابعة وأيضا أنا أُم ولدي التزاماتي وشؤوني الخاصة..
فلا تعتبوا عليّ .. أريد ان اسمع منكم واقرأ ما تكتبون دون أن أكون مُلزمة بالرد الفوري.
جزاكم الله عني خيرا

ملاحظة ثانية: لن يتم نشر أي اسم .. حتي لو اعجبني كلام صاحبه .. فقط سأستفيد من الفكرة والنصيحة ..
ممنونة جدا لثقتكم ..

احسان الفقيه

24 Dec, 09:25


إلى من تخطى الخمسين لا تقل فات الأوان .. بل قُل: "باسم الله أبدأ .. "

يقولون إن العمر مجرد رقم، لكنني أراها مقولة تُطَيبُ بها خواطر من تقدموا في العمر، ربما كان الصواب أن العمر محطات، ولكل محطة سمات وملامح ونقاط قوة ومواطن ضعف.

صاحبي الذي تخطى الخمسين يمعن النظر كثيرًا في شيبته، وتؤرقه المقارنة بين حالته الصحية قديمًا وبين وقته الراهن، وتنتابه حسرة خفية ممزوجة بالسعادة حين يناديه الأحفاد: «جدّي، جدّو»، لقد كبر الرجل، ويرى أن ما يستقبله من عمرٍ لن يكون بقدر ما مضى، إذن فقد فات الأوان، فدع الدنيا للأجيال الشابة، وانزو أنت في بقعة سلام مع الحياة بعيدا عن معتركاتها، تنتظر حسن الختام.

صاحبي الخمسيني أدار وجهه عن حقائق هامة تتعلق بمرحلته العمرية، فهو يغفل أو يتغافل عن نقطة تفوق لصالحه، وهي الخبرات المتراكمة التي تدحرجت ككرة الثلج عبر عقود، خبرات في الحياة يتطلع الصبيان والشباب إلى حيازة مثلها.

صاحبي الخمسيني يغفل أو يتغافل عن حالة الثبات والرُّسُوّ الانفعالي التي يتمتع بها في هذه السن، والتي لا يستغني عنها وسطه المحيط، وتجعله يرى ما لا يراه الآخرون، ويحكم قبضته على زمام الحكمة.

صاحبي الخمسيني يغفل أو يتغافل عن حقيقة أنه صار في نظرته إلى الحياة أكثر واقعية وموضوعية، وأبعد عن مرمى الهفوات والإغراق في الأحلام الوردية.

والأهم من ذلك، أن صاحبي الخمسيني يدير وجهه عن حقيقة كوْن السن ليست حائلا بينه وبين الإنجاز والتعلم والتعليم والتأثير والغدو والرواح في مواجهة الحياة، فكثير من العظماء كان أعظم بذلهم بعدما تخطوا الخمسين من أعمارهم.

النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الثالثة والخمسين هاجر إلى المدينة وقام بتأسيس أعظم وأرقى مجتمع عرفته البشرية.

يوسف بن تاشفين أقوى حكام دولة المرابطين في المغرب الأقصى، قاد وهو التاسعة والسبعين معركة الزلاقة الفاصلة، التي غيرت تاريخ الأندلس، ومددت حكم المسلمين فيها أربعة قرون.أسد الصحراء عمر المختار، قاد كفاح الشعب الليبي ضد المحتل الإيطالي منذ كان في الثالثة والخمسين على مدى عشرين سنة.

وعن الذين طلبوا العلم بعد الخمسين فحدث ولا حرج، فهذا الإمام الثقة صالح بن كيسان مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز، طلب العلم وهو في السبعين وصار من العلماء البارزين. وزر بن حبيش الإمام القدوة مقرئ الكوفة مع السلمي، طلب العلم وهو في الستين من عمره. والإمام ابن الجوزي طلب علم القراءات وهو في التسعين من عمره. هؤلاء عاشوا على نهج: «من المحبرة إلى المقبرة».

الإنجازات على مختلف نوعياتها لا ترتبط بعمر، ونستون تشرشل المصنف كأعظم الشخصيات البريطانية، قاد تحت شعار «لن نستسلم أبدًا» انتصار بلاده على جيوش هتلر بعدما تخطى الستين.

كولونيل ساندرز صاحب سلسلة مطاعم كنتاكي الشهيرة، تقاعد من وظيفته بعد سن الستين، وأسس أول مطعم دجاج كنتاكي الذي تميز بالخلطة السرية وانتشرت سلسلة المطاعم في جميع أنحاء العالم.

الأمريكية سيلفيا وينستوك، تخلت عن وظيفتها كمعلمة في رياض الأطفال بعدما بلغت الثانية والخمسين وانغمست في صناعة الكعك، وبرعت في ابتكار هيئات الكعك لدرجة أن الكعكة الواحدة ربما بلغ تحضيرها أسبوعا كاملا، وأصبح مشاهير العالم من عملائها منهم الرئيس الأمريكي السابق ترامب.

العديد من الكتاب بدأوا الكتابة والتأليف بعدما تخطوا الخمسين، منهم ألكسندر ماكال أصدر كتابه الأول بعدما تجاوز الخمسين، وريتشارد آدامز الذي نشر روايته الأولى بعدما تجاوز الثالثة والخمسين.

صديقي الخمسيني، انتبه، فطالما يدق قلبك وتتردد أنفاسك فأنت لها، العالم بين يديك، لا تستسلم لفكرة التقدم في العمر، استثمر كل دقيقة من عمرك لتحصل علمًا أو تبذله، أو تطور من قدراتك وتكتسب مهارات جديدة، أو تفتح لنفسك مسارًا جديدًا للبذل والعطاء.

خض غمار الحياة بروح شاب لا تشيخ، ودونك حديث النبي صلى الله عليه وسلم «إن قامتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكم فسيلةً، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها»، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
===
إحسان الفقيه

ملاحظة: تعليقاتكم بعد الآن سيتم جمعها واعتبارها محاور وإشراقات أو إضاءات للإنطلاق منها للتوسع في كل موضوع أو في كل جزئية .. لأنني اكتشفت أن قرائي .. خاصة القُرّاء الأكثر متابعة لي والأقدم والأحرص عليّ ممن يرسلون الرسائل والنصائح ويُقرّعونني ويُبّخني كبارهم ويلومني أقربهم وقد يتجاوز عليّ أحدثهم سنّا وقد أغضب وأحظرهم ثم أعيدهم .. وجدتّ أن أغلبهم أكثر وعيا وعُمقا ونُضجا مني بمراحل بل ويُقدّمون لي ما لم يخطر على بالي..
بكم بدأت .. وبكم بعد فضل الله صمدتّ.. ومعكم بإذن الله نتطوّر وننمو ونُحدث فرقا ..

اسأل الله أن يحفظكم وينفع بنا وبكم ويرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل ..

احسان الفقيه

24 Dec, 09:23


" ما اعجب تلك النفس التى فى داخلنا
فيها من النار" الشهوه و الجوع و الغضب و الحقد و الحسد و الغل"
و فيها من النور " العفو و التسامح و الحلم و الفهم و الحنين الى النور الاعظم الذى جاءت منه "
فيها من الطين " الالهيه و التكرار و الجمود و الرتابه و القصور الذاتى و الخمول و الكسل و العجز عن التغير و التثاقل و التهابط"
و فيها من الروحانيه " الانطلاق و الحريه و الشفافيه و الابتكار و الخلق و الابداع و الخيال و الجمال "
و هى لا تولد ناريه ولا نوريه ولا طينيه ولا روحانيه و انما تولد مجرد امكانيه قابله للصعود او الهبوط الى اى من هذه المراتب
وهكذا خلق الله ادم نفسا قابله للتصور فى جميع صور الكائنات من اعلاها الى اسفلها”

احسان الفقيه

23 Dec, 15:11


كيف تموت المرأة حيةً؟

يقول غابرييل غارسيا ماركيز: "رأيت امرأة ميتة يوم أمس، وكانت تتنفس مثلنا، ولكن كيف تموت امرأة؟ وكيف تراها تحتضر؟

تموت إذا فارقت وجهها الابتسامة، إذا لم تعد تهتم بجمالها، إذا لم تتمسك بأيدي أحد ما بقوة، وإن لم تعد تنتظر عناق أحد، وإن اعتلت وجهها ابتسامة ساخرة إذا مر عليها حديث الحب، نعم هكذا تموت امرأة!".

===
نعم صدق...
تموت امرأة وهي حية ترزَق، تعلن الحداد داخلها، تعيش مراسم دفنها لوحدها ثم تنهض، ترتّب شكلها، تمسح الكحل السائل تحت عينيها، تعيد وضعه، ثم تخرج للعالم، واقفة بكامل أناقتها، تتنفس وربما مبتسمة وتضحك، لكنها ميتة ولا أحد يعلم!

متى؟ كيف؟ ولماذا؟

تموت المرأة وهي حية حين تنكسر وتهجر دون سبب، حين يخذلها قريب كان يمثل لها القدوة والسند، حين تعضها اليد التي كانت تتمسك بها بقوة فتفقد ثقتها بنفسها وبهذا العالم.

تموت المرأة حين لا يكون لها أي حق في اختيار حياتها، ويفرض عليها وضع يحط من قيمتها ويجعلها سلعة تباع وتشترى، وتموت ألف مرة حين تخان وتُنتَهَكُ كرامتها باسم الحب أو العرف، وتموت عند كل مرة تفقد فيها احترامها لذاتها أولاً ولشخص كان يعني لها الكثير.

تموت المرأة حين يخذلها رجل يتجرد من رجولته كلما احتاجت وجوده بقربها فلا تجده، تموت المرأة حين تمس كرامتها وسمعتها وعفتها دون أن تستطيع الدفاع عن نفسها، فقط لأنها امرأة.

وتموت كل امرأة خذلها زوج ضحت بعمرها لأجله، وتحدت الجميع لتتزوجه، فكان جزاؤها النكران والهجر بعد عشرات السنين، وابن صامت عن ملذات الحياة ليستمتع بها هو، فنسيها حين كبر وتركها لغرباء يعتنون بها بعد أن وهنت وضعفت، وأب حرمها حقها من الحب والحنان والحماية والتعليم وحتى الميراث، فقط لأنها أنثى.

فكم من امرأةٍ تعيش بيننا تتنفس، لكنها ماتت منذ زمن، انطفاء بريق الأمل والقوة في عينيها هو أولى علامات موت المرأة.

علموا أولادكم أن الأنثى أمانة، أن الأنثى كرامة، أباً كنت، أخاً، ابناً أو زوجاً، كن لها السند والعضد تكن لك دنيا بأكملها: رفيقة حياة وتوأم روح وأماً وابنة حبيبة قريبة.

علموا أبناءكم أن الأنثى هي الكيان والسكن والوطن، علموهم أنها الأم والجنة تحت قدميها، وأن حضنها سيحتويك ويطمئنك خائفاً كنت، مريضاً، سعيداً مذنباً أو بريئاً، وأن خيركم خيركم لأهله.

*احكوا لأبنائكم كيف ذهب نبينا الكريم إلى السيدة خديجة حين نزل عليه الوحي، واكتفى بها عن الناس أجمعين.

احترام المرأة وتقديرها خلق وتربية، احترموا المرأة وقدروها لتعيش ولا تموت وهي حية ترزَق!..

احسان الفقيه

22 Dec, 23:32


الضامن لتحقيق ذلك هو الشعب السوري نفسه، الذي ازداد وعيا إلى وعيه، بعد أن ذاق الأمرّين تحت حكم الطاغية، هذا الشعب الذي عرف طريق الثورة، لن يسمح لأية قوة حاكمة بالاستبداد، بعد أن استمد جسارته من طول أمد المعاناة، إضافة إلى ذلك، فإن أية حكومة جديدة تعلم جيدا أن التجربة السورية سوف تكون محل أنظار العالم أجمع، وكما أن هناك من يستبشر هناك أيضا من يترصد ولن يتوانى في اصطياد أية مظاهر طائفية أو عنصرية لحكم الإسلاميين ـ على افتراض وجوده – وكلنا يعلم أن الجولاني الذي يمثل القيادة العليا في الوقت الراهن يسلك مع الغرب مسلك المقاربة، لأنه لا يرغب بعزل سوريا، بل يأمل في إقامة علاقات جيدة إقليما ودوليا ما يتيح للقيادة الجديدة العمل في أمان لإعادة بناء سوريا، حتى ما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي للجولان.
👇🏻
ليس هناك مبرر للمخاوف من حكم ذي صبغة إسلامية، فالحكم الإسلامي ليس هو «داعش» وقطع الرقاب، وليس حمْل الناس على مجموعة من الاختيارات الفقهية التي تغلب جانب الاحتياط، بل هو حكم على مبدأ الشورى وتداول السلطة، ورعاية وحفظ حقوق الأقليات على مبدأ المواطنة، والتوسعة على الجماهير في ما اختُلف فيه في الفقه الإسلامي، وإرساء قيم العدل والرحمة والتسامح، والمساواة أمام القضاء، وهذا كله قد نظّر له الجولاني في هذه الآونة، وأعتقد أن الرجل لن يتنكر لذلك ولن يستطيع.

👈🏻الشعب السوري بحاجة إلى وحدة الصف وإعلاء المصالح العليا للوطن، لاجتياز هذه المرحلة الحرجة، التي يساوم فيها الغرب القيادة السورية ويبتزها مقابل الاعتراف بها، والاصطفاف حول الحكومة الجديدة وحده هو الذي تستطيع من خلاله سوريا النجاة من هيمنة الغرب، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

==
إحسان الفقيه

https://www.alquds.co.uk/%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%b6%d8%ba%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac-%d9%88%d8%b2%d9%88%d8%a8%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7/

احسان الفقيه

22 Dec, 23:32


نجحت الثورة السورية، وسقط أشد الأنظمة العربية استبدادا وديكتاتورية، وتنفس السوريون الصعداء..
عاد الغائب، وأمِن الخائف، ورأى المُغيّبون في السجون شمس النهار مرة أخرى...

ولكن كالعادة، تُواجه مرحلة الانتقال من الثورة إلى الدولة عقبات وعراقيل داخلية وخارجية..

👈🏻 الغرب يساوم القيادة السورية الحالية، فيلاحق إعلاميوه الجولاني بأسئلة تفصيلية، تدور في فلك تحديد المسافة بين واقع الدولة المقبل والحكم الإسلامي، بهدف ابتزاز الثورة بورقة الاعتراف الدولي بشرعيتها، مقابل التماهي مع الأجندة الغربية، التي تريد التحكم في الهوية السورية.

👈🏻 يحومون حول قضايا حرية المرأة وحقوقها، وهم الذين صمتوا عن قتل واغتصاب الآلاف من السوريات في سجون الطاغية، وتركوا النازحات يواجهن الموت فرارا من البطش، ومن تنجو منهن تعيش في خيمة لا تختلف عن العراء كثيرا.

👈🏻هو ذاته موقفهم من النساء في غزة، اللاتي يتم إبادتهن دون رحمة، وتُركنَ يأكلن من خشاش الأرض، وأُهدر حقهن في الحياة، فعن أي حقوق للمرأة يتحدثون؟!

👈🏻حقوق المرأة التي ينشدون الاطمئنان عليها في الواقع السوري، ليست سوى المظاهر العلمانية التي لا يقبلها الإسلام ولا التقاليد المحلية المحافظة،
👈🏻حقوق المرأة التي يعنونها هي التحلل من أي ضابط لهيئتها ولباسها، ومزاحمة الرجل في نطاق اختصاصه ومهامه، بدعوى المساواة بين الجنسين، والحق المزعوم في اختيار أحد الأشكال الشاذة للأسرة التي يحاول الغرب تصديرها، من خلال مؤتمرات السكان وتعافها الفطرة السليمة، تلك حقوق المرأة التي ينشدونها في المجتمع السوري.

👈🏻يسألون عن مصير الخمر في حياة السوريين في ظل القيادة الجديدة، وكأنها مسألة مصيرية، وكأن أمان السوريين واستقرارهم مرهون بإباحة شرب الخمور، في الوقت الذي كانوا يغضون البصر عن كميات المخدرات المهولة التي كان يصدرها نظام الأسد وجنرالاته للدول الأخرى، لكنهم لم يتطرقوا إلى الحديث عن المخدرات، لأن القانون يجرمها بالأساس، أما الخمر فهي محرمة دينيا، مع أن الخمر والمخدرات كلاهما يذهب ويفسد العقل والبدن.

👈🏻يتحدثون عن حقوق الأقليات، وكأن هذه الأقليات كانت تنعم بالأمن والسلام ورغد العيش في ظل حكم الطاغية بشار، الذي أذل جميع الطوائف والقوميات والعرقيات، مع أنه كان يطرح نفسه على أنه حامي الأقليات مقابل الأغلبية السنية، ويُسأل عن ذلك المسيحيون الذين آثر عدد كبير منهم الهجرة في ظل حكم بشار، كما هاجرت شريحة من الأرثوذكس اليونانيين إلى روسيا طلبا للحماية، فالحاصل أن بشار لم يكن يحمي الأقليات، وإنما كان يحتمي بها من المجتمع الدولي.
👇🏻👇🏻
المسلك الغربي مع الحكومات الجديدة معروف وواضح، إما الاستجابة لأجنداته، وإما عزلة دولية تطوق هذه القيادة وتؤدي إلى اقتصاد هش وأوضاع داخلية مضطربة.
👇🏻👇🏻
أما في الداخل، فبعد أن كانت الأصوات المعارضة لنظام بشار خامدة منزوية في جلدها، بسبب سياسة الحكم القمعي الذي ينال من مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي لمجرد علامة إعجاب يضعها على تغريدة لأحد المعارضين، انطلقت بعد سقوط هذا النظام أصوات تتجمهر وتتظاهر من أجل المطالبة بدولة علمانية وعدم القبول بحكم الإسلاميين.

وقطعا هذا أمر طبيعي بعد أن يتنفس الناس الصعداء ويتنسمون الحرية بعد الكبت والقهر، وبعد أن يجد كل صاحب فكر أو أيديولوجية المجال لأن ينافح عن مشربه ومنحاه وأفكاره ويريد لها السؤدد. لكن المشكلة تكمن في أن هذه المطالب يتم طرحها في توقيت حرج، في مرحلة انتقالية للثورة إلى دولة مؤسسات، وكان الأولى هو اصطفاف الشعب حول قيادته الجديدة التي قادت مسيرة إسقاط النظام وتخليص الشعب السوري منه.

👈🏻كان الأولى هو وحدة الصف والتعاضد مع القوى التي أنقذت الشعب السوري، للتخلص من آثار حكم الأسد، الذي ترك خزينة الدولة فارغة، وخلّف إرثا من الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية يحتاج إلى عقود من أجل إعادة بنائه.
👇🏻
لقد أثبت النظام البائد بما لا يدع مجالا للشك، أن أية سيناريوهات مستقبلية لسوريا لا يمكن أن تضاهي ما كانت عليه البلاد في عهد بشار، بعد أن ظهر للعلن ما كان غائبا أو مغيبا عنا، فما مارسه هذا النظام بحق الشعب السوري سيظل أحد أبشع الكوارث التي تضمنتها صفحات التاريخ، سوف تذكر الأجيال القادمة مآسي سجن صيدنايا، كما نذكر إلى اليوم محاكم التفتيش في إسبانيا، فلم الخوف والقلق من الحكومة المقبلة مهما كانت توجهاتها؟

بالنسبة لي؛ أَتَفَهّمُ أن هناك مخاوف من خلفية القيادة الجديدة، وتحديدا من الارتباط السابق للجولاني بـ»القاعدة» و»جبهة النصرة»، لكن الأيام كفيلة بإنضاج الفكر وبلورته وفق متطلبات الدولة لا الجماعة، والرجل يعي أن مقومات وجود قوات المعارضة في الحياة الجديدة بسوريا هي التوافق الوطني والتعامل وفق الدستور الذي يتوافق عليه السوريون، دون إقصاء أي من أطراف المكوّن السوري، على مبدأ سوريا للجميع، فلا مجال في الحالة السورية للحكم الفردي مرة أخرى.

احسان الفقيه

22 Dec, 21:11


طُوبى لك في الأوّلين... وطُوبى لك في الآخرين ..
وطُوبى لك حتى يرضى عنك الله ويُحبّب خلقه فيك ويُهيء لك أسباب الرفعة والعزّة والتمكين..
لا أتحدث عن أخي "أحمد الشرع" باعتباره خليفة للمسلمين..
ولا باعتباره مُحقّق حلم السوريين في التخلّص من قاتلهم الوحشي الدمويّ وحسب!

ولا أزعمُ خُلوّ مساره الثوري أو السياسي من زلّات وأخطاء.. وهل من آدميٍّ منذ بدء الخليقة -حتى الأنبياء والصالحين - قد خلا مسار أحدهم من الزلل؟!

إنما أتحدث عن قائدٍ شابّ مسلم رزقه "الله" من الشجاعة والعزيمة والهيبة مقدار ما رزقه "سبحانه" من الوقار والأدب؛ يحمل الفكرة الإسلامية بين جنبيه وفي عينيه ويحاول المُوازنة بين الواقع والمأمول..
وقد قُلتها من قبلُ عن إخوتي الأتراك الذين عرفتهم وخالطتهم وقرأت عن محاولتهم الجادّة للعودة الى جذورهم الإسلامية بعد تسعة عقود من العلمانية المتوحشة..
قُلتها عدّة مرّات؛ عن ابن ديني "رجب طيب أردوغان" حفظه الله ورِفاقه،
وأُكررها على أعين من لن يُعجبهم قولي:
👇🏻👇🏻
(كفّاي مُتحفّزان للتصفيق لمن سينتصر لفكرتي الإسلامية كُليّا أو جزئيا)

فكيف لا أهتف لمن طهّر الله به جزءا من بلاد المُسلمين "من مُجرمي النُصيرية والمليشيات الإيرانية الدموية" التي قتلت وهجّرت أبناء ديني وقومي على الهوية السُنية ونكّلت بهم طيلة سنوات في سوريا والعراق ثم في اليمن وعبثت بأحشاء بقية بلادي أمام عيون العالم الإنتقائي المنافق؟!

أقولها وأكررها:
كلما وجدتُّ صاحب فكرة إسلامية يبحث عن أسباب تكريسها سأهتف له وأشير إليه من قلبي دون حسابات ربح أو خسارة ..وقُولوا عني طائفية إرهابية مُتخلّفة سلفية وهابية داعشية إلى يوم تُبعثون ..
أوليس الله يعلم عني ما لا تعلمون؟!

أسأل الله أن يوفقكم يا رجال سوريا الشجعان
أسأل الله أن ينفع بكم ويكتب لكم التوفيق
أسأل الله أن يُعزّ بكم الإسلام والمُسلمين ..
إنه سبحانه نعم المولى ونعم النصير ..

#أحمد_الشرع
#سوريا_الان
#سوريا_تتحرر
#ردع_العدوان
#سوريا_الجديدة

احسان الفقيه

22 Dec, 17:19


الإعلام العبري: "أبو مازن رفض رفضاً مطلقاً إطلاق سراح مروان البرغوثي في صفقة تديرها حماس !!"

هذه الجوقة الفاسدة لم تترك قذارةً إلا تلطخت بها ولطّخت معها الساعين في فلكها !!!

لم يقدموا لغزة طيلة مدة الحرب كسرة خبز، ولم يحركوا 70000 مقاتل سلطوي لكسر الحصار، أو تشكيل جبهة مساندة، ورفضوا الانخراط في أطر اللجنة الإدارية التي ستشرف على إعمار غزة؛ وذلك لإطالة أمد الحرب على غزة وطمعاً خسيساً في القضاء على جذور المقاومة فيها ليدخلوا غزة على ظهور الدبابات المعطوبة.

واليوم كما كل مرة كان يُعرض فيها اسم "مروان البرغوثي" "الفتحاوي الانتماء" في صفقة التبادل؛ أول من يرفض إمرارها هي "جحافل السلطة" الحريصة على الثوابت -زعموا- !!!!

أبو مازن وجوقته يدركون أن الإفراج عن مروان البرغوثي، سيجعلهم خارج اصطفاف القاعدة الفتحاوية الكبيرة التي أسكتها رهباً بسيف الراتب!!، والتي ضاقت ذرعاً بسياسة الابتذال الممنهج الذي يؤدون من خلالها دوراً وظيفياً ممتهناً أشبه بشرطي مرور يؤمن حركة المستوطنين لإبلاغهم مأمنهم، وسوطاً قاسياً على كل "فكرة مقاومة" في الضفة الغربية.

وستجد القاعدة الفتحاوية في "مروان البرغوثي" أملاً في استعادة الدور الفتحاوي على خط مسيرة النضال المشرّف الذي انطلقت لأجله يوماً ما.
ولهذا تستميت المنظومة السلطوية في منع الإفراج عن "مروان البرغوثي" لأنّ في الإفراج ضياعٌ لحلم البقاء تحت بساطير المحتل !!!
ولو كان في العرقلة إطالة أمد الحرب في غزة، ومعها معاناة القائد الفتحاوي!!

مَنْ لم يرَ الضفة الغربية بعد فترة "قليـــــــلة" من الزمن خارج هذه الدائرة المنكوسة؛ فذلك شخصٌ لم يتفرّس أحداث التاريخ وتقلبها لعادة ثابتة في الظالمين وأسباب كنسهم.
سبحان الله..
كأنّ الذي سماه طوفاناً، كان يستقي من مشكاة النبوة فصلَ الخطاب.

احسان الفقيه

22 Dec, 16:26


– العبث بقوانين الأسرة:

دفعت الصهيونية وأعوانها بعض الحكومات الإسلامية والعربية إلى سن قوانين مصادمة للتشريع الإسلامي من شأنها أن تهدم بنيان الأسرة، مثل تقييد تعدد الزوجات بدعوى المحافظة على حقوق المرأة والأبناء، وأوجدوا مشكلة من الفراغ، وهذا بدوره قد أسهم في اتخاذ بعض الرجال عشيقات خارج إطار الزواج؛ ما ينعكس سلباً على استقرار العلاقة بين الزوجين، لكن الإعلام والدراما المغرضة التي جعلت التعدد كارثة مهينة لا ينبغي أن تقبلها المرأة، قد أوصل المرأة في بعض الأحيان إلى قبول فكرة أن يخونها زوجها والتغاضي عن ذلك وتجاهله، مقابل ألا يتزوج عليها.

كما أن هناك قوانين في بعض الدول جرّمت ضرب الأبناء (الذي هو جائز بضوابط وضعها الشرع من باب التأديب) وصاغته تحت بند تجريم العنف والتعذيب، فخلقت حالة من التمرد لدى بعض الأبناء والبنات، وقد وصلت الحال إلى وجود دعاوى قضائية من بعضهم تجاه آبائهم وأمهاتهم باستخدام الضرب تجاههم.

ربما يتهمنا البعض بالوقوع أسارى لنظرية المؤامرة، أو التهويل من شأن الصهيونية، لكن الواقع يشهد لأكثر من ذلك بكثير، فاللوبي الصهيوني في أمريكا مثلاً هو الذي يحرك السياسة الأمريكية تجاه بلادنا وخاصة القضية الفلسطينية، وهناك عدد هائل من المراجع الغربية ومذكرات القادة والزعماء الغربيين يتحدثون بأكثر مما نتحدث عنه من سطوة ونفوذ اليهود ووقوفهم وراء الحروب والانقلابات وتفكيك الدول، فالأمر ليس فيه تهويل من شأنه الصهيونية.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..
===
إحسان الفقيه
https://mugtama.com/16/349027/

احسان الفقيه

22 Dec, 16:26


الدور الصهيوني في تفكيك الأسرة
===
ما من شك أن الحركة الصهيونية قائمة على حلم السيطرة على العالم، ويرفدها في تحقيق هذا الحلم كونها متنفذة في المؤسسات والمنظمات الدولية، وأروقة السياسة لدول عظمى، إضافة إلى الاقتصاد والإعلام العالميين.

ولأن الأسرة هي حلقة الوصل بين الفرد والمجتمع، ولأنها نواة المجتمع، فقد ركز اليهود في عملهم للسيطرة على العالم على هدم الأسرة لإضعاف الدول وتدميرها، ومن يطالع بروتوكولات حكماء صهيون يقرأ قولهم: «سوف ندمر الحياة الأسرية بين الأميين ونفسد أهميتها التربوية»(1).

وعلى الرغم من أن البعض يشككون في نسبة هذه البروتوكولات، فإن الواقع يشهد لأن أكثرها تحقق بالفعل؛ ما يعزز من القول بصحة نسبتها إلى أساطين الصهيونية.

وهناك عدة أدوات اتخذتها الصهيونية لتفكيك وهدم الأسرة، منها:

– إفساد العقيدة:

من أبرز أدوات هدم الأسرة التي تستخدمها الصهيونية، إفساد العقيدة، وهذا الدور يمارسونه منذ قرون طويلة، فهم الذين «أوجدوا بولس الذي نسخ المسيحية وحولها من كونها ديانة توحيد إلى ديانة وثنية، وهم الذين زرعوا في قلب العالم الإسلامي عبدالله بن سبأ الذي قام بدوره بتأسيس المذاهب الباطنية في وسط المجتمع الإسلامي حتى كادت تلك المذاهب أن تزيل العقائد الإلهية من قلوب المسلمين»(2).

من أبرز أدوات هدم مؤسسة الأسرة التي تستخدمها الصهيونية إفساد العقيدة
ومن خلال نظريات ماركس في الاقتصاد والتفسير المادي للتاريخ، وفرويد في علم النفس، ودارون في أصل الأنواع، وغيرها من النظريات الهدامة، ومن خلال نشر العلمانية في العالم، تمكن اليهود من إفساد عقائد الشعوب ونشر الإلحاد.

بهذه الأفكار الضالة المضللة، تغزو الصهيونية الأسرة في قعر بيتها، عن طريق فرض المناهج التعليمية التي تتضمن مثل هذه الأفكار، كالترويج لنظرية دارون في أصل الأنواع واعتبارها نظرية ذات شأن علمي كبير؛ ما بذر الشك في قلوب بعض الأبناء.

كما يتم من خلال صناعة السينما تأصيل فكرة احترام جميع الملل ولو كانت مؤسسة على عبادة الأوثان والأبقار والبشر والشيطان، وكذلك ترويج فكرة حصر الدين في العلاقة الروحية بين الإنسان وربه، فتربى كثير من الأبناء والبنات على فكرة الانفصال بين الدين وواقع الحياة، فمن ثم أدى ذلك إلى تجاوز الضوابط الأخلاقية التي جاء بها الإسلام.

– إعادة تعريف الأسرة:

الأسرة كما هو معلوم مؤسسة اجتماعية بين رجل وامرأة توافرت لديهما الشروط الشرعية للاجتماع، يلتزم كل منهما بما له وما عليه، ويدخل معهما في مفهوم تلك الأسرة ما تثمره تلك العلاقة الشرعية من أولاد وبنات.

أما في أدبيات الأمم المتحدة التي تتنفذ فيها الصهيونية، فهي تتناول الأسرة بأشكال أخرى كحق من حقوق الإنسان بزعمها، معتبرة أن الصورة النمطية للأسرة لا توجد إلا في المجتمعات الإسلامية المتخلفة، وتروج لأن هذه الصورة النمطية للأسرة تقف أمام الحداثة.

وعلى هذا الأساس الذي تتبناه الأمم المتحدة، فإن مفهوم الأسرة يشمل اجتماع ذكر وأنثى في غير زواج، أو اجتماع ذكر وذكر، أو اجتماع أنثى وأنثى.

وتسعى هذه المؤسسات التي تعبث بها الصهيونية، إلى قبول الدول العربية والإسلامية فكرة الجنس خارج إطار الزواج، وذلك من خلال انعقاد مؤتمرات السكان والتنمية، وهي سلسلة مؤتمرات ذات طابع عالمي تعقد في العالم الإسلامي، تعيد صياغة مفهوم الأسرة من جديد، لتقفز خارج الإطار الذي حدد التشريع الرباني ملامحه.

الصهيونية عملت على تعقيد الزواج والدعوة إلى تأخير سن زواج البنات
ومع الأسف الشديد، تأثر المسلمون نسبياً بهذه الأفكار الهدامة، وصارت هذه العلاقات خارج إطار الزواج لها نصيب مخيف في واقعنا.

وعملت الصهيونية في سبيل تحقيق ذلك من خلال عملائها في بلادنا، إلى تعقيد فكرة الزواج والدعوة إلى تأخير سن زواج البنات، والتوجيه من خلال وسائل الإعلام إلى ضرورة الاستمتاع بالحياة بلا ضابط، والتوجيه من خلال الدراما إلى اتخاذ الخليلات والعشيقات، إضافة إلى الترويج لموانع الحمل وتبرير الإجهاض؛ ما أدى إلى ذيوع الانحلال الخلقي.

– تثوير المرأة وتمردها:

لقد عملت الصهيونية على غرس أفكار في عقول المرأة لتصبح معولاً لهدم الأسرة، فمن هذه الأفكار:

انتهاك قوامة الرجل وعدم الاعتراف بها، أو اختزالها تحت دعاوى تحرير المرأة ومساواتها بالرجل.

ومزاحمة المرأة للرجل في ميادين العمل بحجة إثبات الذات، وترتب على ذلك فقدان المرأة لدورها التربوي تجاه أبنائها.

والدعوة إلى الحرية التي تعني حريتها في اختيار ملبسها وتبرجها وسفورها، أو مصادقة الرجال والاختلاط المحرم؛ ما أدى إلى خلخلة العلاقة بين كثير من الأزواج والزوجات، وكذلك أدى إلى خروج كثير من البنات عن طاعة أوليائهن تحت مظلة الاستقلالية والنضوج.

.. ودفعت بعض الحكومات العربية إلى سن قوانين مصادمة للشريعة تهدم بنيان الأسرة
– العبث بقوانين الأسرة:

احسان الفقيه

22 Dec, 16:19


في الميزان.. الغاية تبرر الوسيلة!!؟
==
في مدينة فلورنسا الإيطالية، وتحديدا عام 1469م، ولد نيقولا مكيافيلي، السياسي والمفكر والفيلسوف الذي ترقى في الوظائف الحكومية إلى أن صار المستشار الثاني للجمهورية.

بعد أن استولت أسرة ميديتشي على الحكم، وُضع مكيافيلي في السجن لأنه كان من المعارضين، إلا أنه في محبسه قد ألف كتابا مِن أخبث الكتب التي ألفها البشر، ولا تزال الإنسانية تعاني من آثاره إلى اليوم.

ذلك الكتاب هو كتاب «الأمير»، الذي تودد به لآل ميديتشي، يدعو فيه إلى قيام دولة إيطالية موحدة في ظل حكم قوي لا يقيم للأخلاق وزنا في سبيل السيطرة على البلاد، لكنه مع ذلك فشل في استرضائهم، إلا أن مضمون الكتاب الخبيث أصبح نظرية رائجة تترجمها سلوكيات الأفراد والجماعات والأمم.

النظرية التي أرسى مكيافيلي دعائمها في الكتاب هي مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، فمن أجل الوصول إلى الغاية يتجاوز السياسي أو الحاكم كل أطر الأخلاق والقيم والفضائل، فليس هناك محظور أمام الحاكم للسيطرة على شعبه.

هذا المبدأ الشيطاني قد أوغل في سلوكيات كثير من البشر، يخدّر به الناس ضمائرهم لتجاوز الفضيلة، فطالما أن الهدف مشروع تتهاوى في سبيل تحقيقه كل القيم والأعراف، فلا بأس من أن يرتشي الموظف أو يختلس من أجل توفير حياة كريمة لأسرته، ولا مانع من شهادة الزور أمام القضاء من أجل أن ينجو من يهمه أمره من العقوبة، ولا ضير في أن يقوم بالتزوير في الأوراق الرسمية من أجل السفر أو الحصول على وظيفة..

وأخطر ما في النظرية أنها صارت معتمدة لدى كثير من الدول والحكومات والأمم، فمن أجل غاية سيطرة الأوروبيين على العالم الجديد، أُبيد الملايين من الهنود الحمر السكان الأصليين للأرض بتصدير الأوبئة وارتكاب المجازر.

ومن أجل أحلام السيطرة وسيادة الأجناس، أدخلت النازية والفاشية العالم في أتون حربين عالميتين قُتل فيهما عشرات الملايين من البشر، بخلاف الآثار المدمرة على الصحة والبيئة والاقتصاد.

ومن أجل إقامة دولة إسرائيل الكبرى، يقوم العدو الصهيوني بتدمير كامل لقطاع غزة ويصب الصواريخ صبا على المدنيين العُزّل في المساكن والخيام، ويحول القطاع إلى أرض لا تصلح لاحقا للحياة.

ومن أجل السيطرة على مقاليد الأمور في الدول، استبدت أنظمة بشعوبها وسامتها سوء العذاب، من تجويع وقهر وسجن وتشريد على غرار ما فعله طاغية الشام الذي أراح الله العباد والبلاد من شره.

هذا المبدأ الشيطاني موجود منذ القدم بين البشر، لكن الخطورة فيما كتبه مكيافيلي أنه قد أوجد له غطاء شرعيا وألبسه ثوب البراعة السياسية والضرورات الإصلاحية.

لقد وقفت تعاليم الإسلام من هذا المبدأ الشيطاني موقفا صارما، فقضت بأن الغاية لابد وأن تكون مشروعة وأن تكون الوسيلة كذلك مشروعة، والأدلة على ذلك كثيرة، فعلى سبيل المثال، وجَّه النبي صلى الله عليه وسلم أمته للتداوي، لكنه قيد التداوي بما أحله الله، فقال بشأن التداوي بالخمر: (ليس بدواء، ولكنه داء)، وقال: (إن الله تعالى أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام).

وأما قاعدة الضرورات تبيح المحظورات، فهي تختلف تماما عن نظرية مكيافيلي، فالإسلام أباح إتيان المحرم عند الضرورة، كأكل المضطر من الميتة إذا أشرف على الهلاك، والضرورة تقدر بقدرها، فحينئذ يأكل منها ما يبقيه على قيد الحياة لا ما يملأ بطنه ويُسكن شهوته، فهي لدفع الضرر الجسيم.

أما مبدأ مكيافيلي فهو لا يقتصر على إتيان المحظور عند الضرورة، ولكن يشمل الوصول إلى كل غاية طالما رآها محمودة فيتخذ إليها أي وسيلة ولو كانت قذرة

فلابد من مشروعية الوسيلة مع مشروعية الغاية، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
===

إحسان الفقيه
https://al-sharq.com/opinion/22/12/2024/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%A8%D8%B1%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%A9

احسان الفقيه

20 Dec, 09:53


على الرجال الرجال أن يُمارسوا الحزم والعزم والقوّة العادلة بهمّة عالية وبفروسية وبأخلاق الكبار الذين يعرفون ماذا يريدون وكيف يُحققون غاياتهم والى أين يريدون الوصول..
يا شرفاء سوريا في كل العالم ..
قدّموا الاستشارات الدقيقة والدراسات العميقة لرجالكم الذين استردّوا بلدكم وانتزعوا حقّكم من المجرمين.. وكُلٌّ في مجاله..
بادروا أنتم وابذلوا النصح ولن تعدموا قنوات التوصيل إذا أردّتم وسعيتم..
قُولوا لهم ما يجب أن يُقال لا ما يُريد الفرد سماعه.. ولا تُقدّموا حظوظ النفس وحُب المناصب وراجعوا نيّاتكم وعيونكم على الهدف الأكبر ..
نريد منكم رجالا عظماء يصوغون دستورا للدولة الناجية الجديدة يتوافق عليه جميع العقلاء من الدولة السورية ممن لم يتورّطوا بسفك الدماء او تأييد القتلة والمجرمين فضلا عن حمايتهم او التبرير لهم ..
على مدار التاريخ.. أثبتت الدول التي قادها حُكّام حازمون بالعدل أنها استطاعت النهوض وتحقيق التقدم.. بينما عانت الدول التي غاب فيها الحزم من ضعف وانهيار مؤسساتها.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..
#سوريا_الجديدة
#سوريا_حرة
#سوريا_تتحرر

احسان الفقيه

20 Dec, 09:52


يا رجال سوريا الشرفاء الأحرار الأطهار الأغيار الذين ننتمي إليهم ونفخر بهم ونُحبهم ..
لا مجال للتهاون ولا مكان للمُتردّدين والمُترنّحين والمُجاملين على حساب الحقّ والعدل والخير ..
عليكم أن تتخذوا قرارات قاطعة وحاسمة وواضحة مع الالتزام بالعدالة ومصلحة سوريا دون النظر فيمن خرجوا للتشويش عليكم بنشاط منقطع النظير .. بينما التزموا الصمت طيلة سنوات وأنتم تُذبحون وتُهجّرون ويُنكّل بكم ويُكذب عليكم وتُقتلون في المعتقلات ويأكل البرد عظامكم في مخيمات اللجوء وتبتلعكم المحيطات البعيدة وهم آمنون في بيوتهم برعاية من ذبحكم ونكّل بكم وهجّركم ..
بناء الدُول يا إخوتي.. ليس بالمظاهرات ولا بالاعتصامات ولا بالاصغاء للسوكرجية وفاقدي الوعي وعديمي الأخلاق والشرف والمشاركين بسفك الدماء ممن لو تحقّقت لهم الآن أمنية أن يستلموا زمام أمركم؛ لسفكوا دمكم مرّة أخرى ولما تردّدوا فلا رادع لهم ولا ضابط أخلاقي يمنعهم وقد جرّبتموهم وتعرفونهم أكثر منا ..
لا ندعو للانتقام وحاشا لله أن نكون جزءا من ذلك.. ولكننا ندعو أن تُنزلوا الناس منازلهم وأن يعرف كُل دنيء موضعه الحقيقي دون مجاملة وأن يُخيّر الجميع:
إما أن تُصلحوا أنفسكم لتكونوا جزءا من مرحلة الاصلاح والتطهير والبناء والنهوض أو أن تلتزموا جُحوركم وتُمسكوا عليكم ألسنتكم ولا خيارات أخرى ..
*نُذكّركم بحُرقة وحرص ومحبّة خالصة .. لأن نصركم؛ نصر لنا جميعنا وقوّتكم جزء من قوّة هذه الأمة ونهضتها ..
بناء الدول بتقوية مؤسساتها وتعزيز سيادة القانون فيها وتحقيق الاستقرار والتنمية وهذا يتطلب تركيزا عاليا وتجاوُزا صارما لكل السفاهة والتفاهة في الشوارع التي تضمّ الرعاع والغوغاء والسخفاء ممن ليس في رصيدهم موقف مُشرّف واحد يُشيرون إليه تحت الشمس ..
ندعوكم لحزم الرجال الرجال الذين بذلوا دماءهم من أجل بلادهم باتخاذ قرارات عادلة دون تردد أو تأثُّر بالمصالح الشخصية وبهُتافات الطابور الخامس الذين كانوا جزءا من منظومة الظلم والبطش والقهر والتنكيل الذي مارسه نظام بشار الأسد وحلفائه الهمجيين عليكم ..
هذا الحزم ضرورة وواجب وليس خيارا ..
ولا يتوانى عن تطبيقه إلا أنصاف الرجال وأربأ بشرفاء قومي وأحرار سوريا أن يسمحوا للنواعم من الذكور والسخيفات من شبيهات النساء أن يكون لهم دور في صناعة ونهضة سوريا الجديدة وأصلا لا يملكون أدوات النهوض ولو حاولوا وأرادوا ..
في هذه المرحلة الانتقالية فرض النظام الذي وضعه العاملون والمجاهدون الذين لم يُشاركوا يوما في ظُلم الشعب السوري، فرض هذا النظام بالقوّة، يُعزّز من سلطة القانون ويمنع الفوضى والفساد وتسلُّل الأوغاد والمنافقين من دول البعيد والجوار ..
يا أبطال الشام .. عندما يكون القائد حازمًا وعادلًا، يثق الشعب بقيادته ويستبشر بكُل قرار له خيرا ولو أخفق مرّة ولو أساء التقدير مرّتين والفشل ليس سقوطًا، بل هو خطوة ضرورية للوصول إلى القمة..
القرارات الحازمة تُجنّب الدول الكبرى الوقوع في الأزمات أو تُمكّنها من الخروج منها بسرعة فكيف إذا كانت دولا هشّة ضعيفة تكالب عليها مسوخ العالم المنافق واخترقها كُل نذل خسيس بمال حرام يتدفّق من أنظمة دُول دنيئة لا يعنيها الأغلبية وإرادة الأغلبية بل تتلاعب بملف الأقليات وبعقول الأقليات لفرض ما يُريده الذين قتلوكم ونكّلوا بكم وهجّروكم ..
قبل أن تبدأوا أي شيء ... أخذوا يُطلقون شعارات رفض الحكم الإسلامي.. مع أن الحكم الإسلامي في أصله مدني، يعتمد في تطبيقه على الشورى، العدالة، والمواطنة، مع وجود مرجعية دينية للشريعة توجه التشريعات والقوانين.
الحكم الإسلامي ( الذي يخشون تطبيقه) نموذجًا فريدًا يجمع بين المدنية والدين بطريقة متوازنة إذا تم تطبيقه بالمعايير الصحيحة.. ولكن ماذا نقول لمسوخ القوم وسفهاء المرحلة .. !!
من يترك كل الملفات المهمة .. من تنمية وانقاذ وتطهير وبُنية تحتية واعادة إعمار وإعادة المُهجّرين وتطوير المنظومة التعليمية والصحية والعسكرية والأمنية ويُنادي فقط بالعلمانية في هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ سوريا.. راجعوا تاريخه وملفّاته السابقة واعلموا أنه جزءا من خراب سوريا وشريك بكل وجع وقهر وإذلال تعرّضتم له يا معشر السوريين طيلة 14 سنة ..
الذين يُنادون بالعلمانية الآن .. هم أنفسهم ممن كانوا يُطبّلون ويرقصون لبشار وبطشه بكم ولم نسمع يوما أنهم طالبوا بالإفراح عن مُعتقل او إنصاف مظلوم أو إعادة من سُرقت بيوتهم وأحلامهم وغرقوا في محيطات البعيد بحثا عن أسباب النجاة ..
حزم الرجال الرجال يجب أن يكون مقرونًا بالرحمة والتفاهم لمصلحة الشعب والشعب مراتب.. فمن لم يتورّط بسفك الدم او الهُتاف لمن سفكوا الدماء لا يحقّ لأحد مهما كان مُماريا ومُدّعيا أن يضعهم جميعهم في سلّة واحدة..

احسان الفقيه

19 Dec, 19:23


انهارت قيم الغرب عندما ذرف الدموع على مجزرة شارلي إبيدو وتفجيرات لندن، دون أن يحرك ساكنا لشعب حلب الذي اختلط خبزه بدمائه، ويفاضل بين الموت في قعر بيته والموت في الطرقات حيث لا مهرب من قصف الطائرات الروسية والسورية، ولا يعرف طعم الفرحة والنصر إلا عند انتشال طفل من تحت الأنقاض حيا.

الذين أرادوا لنا الذوبان في الغرب، ودفعوا بالمجتمعات الإسلامية والعربية نحو هاوية التغريب، فشلوا طوال عقود في تقديم شيء إلى هذه الأمة سوى المهاترات والتنظير والتصنيف، دون بذل أي حلول عملية لانتشال الأمة من واقعها المر.

تبيّن فشل هذا الاتجاه بعدما أغرق المجتمعات في التقليد الأعمى والتبعية، والسبب كما بين المفكر الإسلامي أنور الجندي رحمه الله: "لم يكن أسلوبهم هو أسلوب البناء على الأساس الصحيح، مع الانتفاع بخيرات الآخرين وتجاربهم، ولكن كانت تبعيتهم قد حالت دون تبيُّنِ أي وجه للمنابع الأصيلة الأولى التي هي مصدر وجودهم وكيانهم، ومن هنا فقد قاسوا الأمور بمقاييس وافدة حجبت عنهم الرؤية الحقيقية وجوهر الأشياء والطريق الأصيل".

الفكر الإسلامي يواجه اليوم معركة شرسة لتحرير العقل العربي والإسلامي من استعباد الثقافة الغربية، وإقرار حق مراجعة القيم الغربية وفق ثقافتنا الإسلامية وقواعدها، تلك القواعد الثابتة التي لازمت الانفتاح على الحضارات الأخرى على مر العصور، فحافظت على هويتنا.

ما تعانيه أمتنا من تخلف لا يبرر الهرولة وراء الغرب، فتخلُّفنا عن ركب الأمم لم يكن بترك استنساخ تجاربهم وقِيمهم، وإنما أوتينا من النأي عن تعاليم الإسلام في نسخته الأولى أيام الرعيل الأول، والذي يؤكد على مهمة الاستخلاف، والأخذ بأسباب القوة والحضارة.

هذا الواقع المر من التخلف والتراجع لا يعني أننا نفقد الأدوات والمقومات، فهي عناصر ثابتة في مكون الحضارة الإسلامية، تستمد بقاءها من المنهج الرباني، وفي أي زمان ومكان، تعاطى فيه المسلمون مع تلك المقومات، سلكوا بقوة درب النهوض والتقدم.

ونختم بتلك المقولة الجامعة لأنور الجندي، والتي تؤكد على هذا المعنى، إذ يقول: "فكْرُنا الجديد والمتجدد إنما يستمد نُمُوَّه من جذوره، وهو في نفس الوقت مفتوح على الفكر العالمي والبشري".
==

إحسان الفقيه
كُتبت أول مرة في مطلع عام 2016
ونُعيدها لضرورة عقلية ..

#ردع_العداون
#سوريا_الان
#سوريا_الجديدة

احسان الفقيه

19 Dec, 19:23


بينما كانت جحافل الباطل تزحف صوْب مدينة النخيل لإبادة الدولة الوليدة، كان المجلس الاستشاري الأعلى قد انعقد داخل المدينة، لمناقشة خطة الدفاع عنها، فأسفرت تلك الجلسة التي يترأسها خير من وطئت قدماه الثرى، عن فكرة جادت بها قريحة ذلك الفذّ الآتي من بلاد فارس ليذوب في بوتقة الإسلام.

"يا رسول الله، إنّا كنا بأرض فارس إذا حُوصرنا خنْدَقْنَا علينا"؛ تلك هي الفكرة التي عرضها سلمان الفارسي، فرحّب بها النبي صلى الله عليه وسلم، بالرغم من أنها مستوردة، مقتبسة من حضارة أخرى.

وبدأ الحفر بمشاقّه، وظلت الزمرة المؤمنة تنشط في عملها رغم الجوع والبرد والخوف، حتى إذا ما اعترضَتْهم صخرة عظيمة، استعصت عليهم، هرعُوا إلى قائدهم، والذي نزل بنفسه، وطفِق يضرب الصخرة بمِعْوَلِه وهي تتفتت، وفي كل ضربة يكبِّر، ويبشِّر بمستقبل مشرق لدولة الإسلام: "الله أكبر أُعطيت فارس، والله إني لأُبْصر قصر المدائن الأبيض الآن".

إذن، فالمسلمون اقتبسوا من حضارة أخرى ما ينفعهم، دون الدخول في تبعية هذه الحضارة أو الانصهار فيها، بل إنهم سعوْا لأن تذوب تلك الحضارة في أخرى جديدة ارتضاها الله للبشرية، وتحمل مقومات الاستمرار والبقاء، وهي الحضارة الإسلامية.

لقد وقعت قضية الاقتباس من الغرب والانفتاح عليه فريسة نوعين من التوجه الفكري، كلاهما بلغ من التطرف مبْلَغه، فأوَّلهما تمثل في الانغلاق ورفض فكرة الأخذ عن الحضارات الأخرى مطلقا دون تحديد أو تقييد، بذريعة الحفاظ على الهوية الإسلامية.

أصحاب هذا التوجه كانوا ضحية الجهل، الجهل بالشريعة وواقع الرعيل الأول، والجهل بمفاهيم الولاء والبراء وضوابط العلاقات بين المسلم وغيره.

إن عدم الاعتراف بما لدى الغرب من نقاط وعناصر تفوق لا يخدم الفكر الإسلامي، بل هو ضعفٌ في حدِّ ذاته، وهذا عمرو بن العاص رضي الله عنه، يذكُرُ الروم قائلا: "إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالًا أَرْبَعًا إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِينٍ وَيَتِيمٍ وَضَعِيفٍ وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ"، فلم يمنعْهُ التنافس الحضاري من الاعتراف بما لديهم من نقاط قوة وخير.

في تقديمه لكتاب "100 مشروع لتقسيم الدولة العثمانية" أشار الدكتور محمد العبدة إلى تجربة الاتحاد الأوروبي قائلا: "يدل على جَلَدهم ومتابعتهم لأمور دنياهم بتعقلٍ ورويّة، فهؤلاء القوم لا يسقطون سريعا كما سقطت الشيوعية في الاتحاد السوفييتي، ففيهم خصال تمنع عنهم التدهور السريع، وإن كانت الحضارة الغربية بشكل عام فيها من المفاسد ما يجعلها تتآكل وتنحدر".

الأخذ عن الحضارات الأخرى بضوابطه، وفي ما ينفعنا، جرى عليه عمل الأولين، وليس اتجاها جديدا أفرزته ضرورات الواقع.

الاتجاه الفكري الآخر حيال الاقتباس من الغرب والانفتاح على الحضارات الأخرى، والذي تتبناه شرائح وفئات كثيرة في الأمة، يتمثل في الهرولة وراء الحضارة الغربية بُغية استنساخها بحُلْوِها ومُرِّها، بصحيحها وسقيمها، واقتفاء آثار الغرب حَذو القُذَّةِ بالقُذَّة، ورؤية حتمية الذوبان في حضارته.

أصحاب هذا الاتجاه تجاوزوا حد الاقتباس من الآخرين قِيَم الإنتاج والفاعلية والإخلاص في العمل والنظام ونحوها - والتي تمكنوا من ترسيخها وصارت تطْبَع السلوك العام للمواطنين وهي بلا شك قيم في جوهرها تتفق وقيم الإسلام - ولهثوا وراء استنساخ نظم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والقوالب الثقافية والنظريات الفكرية التي تنطلق من الهوية الغربية المتمردة على الانقياد لتعاليم السماء، وصاغتها العقلية الدارونية والفرويدية، مرورا بنسبية القيم التي قال بها "دور كايم"، وانتهاء بـ "جان روسو" الذي صاغها في دستور بتغير تلك القيم تحت مظلّة العَقْد الاجتماعي.

ليت هؤلاء قد انصرفت هِمَمُهم إلى اقتباس آليات التقدم والازدهار الصناعي والزراعي والتقني والتكنولوجي، إنما انصبت دعواتهم على استنساخ المنظومة القيمية الغربية.

الاقتباس عن الحضارات الأخرى دون تمحيص هو عبث في قضية شديدة الحساسية في الفكر الإسلامي، ومن الظلم البيّن المساواة بين القيم الإسلامية وغيرها، فشتان ما بين قيم ربانية المنبع ومن ثمّ تكتسب عنصر الثبات والصلاحية المطلقة لكل زمان ومكان، وبين قيم نسبية تدور في فَلَك المنفعة والمصلحة، وتُبرز وجه العنصرية والشعوبية في كثير من الأحيان.

لقد انهارت تلك القيم التي يترنم بها الغرب في عدد لا يُحصى من المواطن، وبرز الوجه القبيح لحضارته في البوسنة ولم يتدخل إلا بعد أن أتم الصرب عملهم في ذبح ذلك الشعب المسلم.

وانهارت قيم الغرب تحت مجنزراته التي سحق بها عظام العراقيين، بعد مسرحية الأسلحة الكيمائية التي لم يُسدل الستار بعد على فصلها الدموي الأخير.

احسان الفقيه

18 Dec, 14:29


هنا على أرض قطر، أدركتُ معنى قول الشاعر:
لعُمْرك ما ضاقتْ بلادٌ بأهلها....ولكنَّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ ..
فما ضاقت أرض قطر بالإنسان مهما كانت هويته ومهما كان مَشرَبُه،
قد استوعبته صدور أهلها وأخلاقهم،
فلا يُسألُ فيها: "من أنت"، وإنما يقال له: "كيف أنت".
هنا على أرض قطر، عاينتُ سلامَة الفطرة، وسلاسةَ المعاملة، والعضَّ بالنواجِذِ على إرثِ أمّتِنا من فضائل الأخلاق.
قرأتُ في كتب الأدب: "مَن أقعدته نكايةُ الأيام، أقامته إغاثة الكرام".
فلله درُّه من شعبٍ كريم، يُكرِم الوِفادة، ويغيث الملهوف، ويبسط جناحيه على المستجير، قد أنجاه الله من آفة التعالي، ولم تنل الحداثةُ من بنيانِ هويته.
هنا على أرض قطر، وجدت ضالتي في مجالس النساء، التي تزاوج بين روح العصر وعبق الماضي، فعلى الأرائك تتربع نسوةٌ كالأميراتِ الأوائل في لباسِهنّ وزينتهنّ وحشمتهنّ، يحسبُهنّ الجاهل ربيباتِ دنيا مفتونات بزخرفها، فما إن يقترب حتى يرى على سيماهنّ وأفعالهن مكارم الأخلاق، ينتقين أطايب الكلِم كما يُنتقى أطايب الثمر، على وجه هذه تتحدّر دمعةٌ لموعظةٍ تُنثر في مجلسها، ولسان هذه يلهج بذكر الله والصلاة على النبي المختار، يتداولن الأحداث الجسام في وعيٍ تحسدهن عليه النساء.
قديمًا، قالت العرب: "إذا قصُرت يدُك عن المكافأة، فلْيَطُل لسانُك بالشكر".
ولأنني قصيرةُ اليد عن بذل المكافأة لهذا البلد وأهله،
فلا أملك والحال هذه سوى أن أطلق لساني وقلمي ببذل الشكر، فلا يشكر اللهَ من لا يشكرُ الناس.
وفي هذه المناسبة التي تسرّ كل قطري، أجد البهجة تسري في حنايا قلبي لمرأى السعادة على وجوه القطريين، فأنتهز هذا المحفل، لكي أوجه الشكر إلى قطر شعبها وقيادتها:
شكرًا قطر على فتح الأبواب، شكرا قطر على الاستيعاب، شكرًا قطر على الإكرام،
شكرًا قطر على تجاوز أسوار الشعوبية والقُطرية واختلاف الثقافات،
شكرًا قطر على شعور يغمر وجدان الوافد بأنه لم يغادر وطنه،
وإنما نزح من وطنِه إلى وطنه.فدام عزّك يا قطر ..
==
إحسان الفقيه ..
الدوحة 18 ديسمبر 2024
#اليوم_الوطني_القطري
#اليوم_الوطني

https://x.com/EHSANFAKEEH/status/1869387413568549151

احسان الفقيه

24 Nov, 18:20


https://www.youtube.com/watch?v=qclES5EUfzI كوني حرة .. دعونا نتمرّد يا بنات المسلمين ..

احسان الفقيه

24 Nov, 17:47


لطالما أسدت إليكم إحسان الفقيه نصائح ومواعظ وإرشادات في الارتقاء الإيماني وتربية النفس وتنمية الذات، وسيكون من فوضى التصورات أن يظن أحدكم أن إحسان تُطبق كل ما تُحدثكم عنه، ألا فتعلموا أن الفقيرة إلى عفو ربها "إحسان" -التي تنشد في كل ما تقول هنا النصح والتذكير والإشارة إلى مواطن الخلل أحيانا والخير في كثير - هي تقيم الحجة على نفسها، وتُلزمها بامتثال ما تقول، فإنما وعظي إياكم يمر على نفسي أولا ليعظها، ويذكرها بأنكِ تحملتِ أمانة توصيل الكلمة، فلا تكوني آخر من يتبع أحسن القول.
‏"حين أنصحك .. فلا تأخذ عني صورة أنني مثالية ..
‏فأنا قد أنصحك لتكون أفضل مني .. وقد يعطيك الله إرادة وقوة لتبلغ عنده ما لم أبلغه ..
‏النصح محبة .. وليس إثبات أنني الأفضل .."
‏نسأل الله لنا ولكم الإخلاص في القول والعمل ..
‏اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لما لا أعلم ..

احسان الفقيه

24 Nov, 15:31


https://www.youtube.com/watch?v=bkHjbgDWKtU

احسان الفقيه

24 Nov, 09:03


الاستبداد بالرأي مقابل النص هو أول شبهة وقعت للخلق، وهي شبهة إبليس عندما عارض برأيه نصاً قطعي الثبوت والدلالة؛ وهو الأمر المباشر من الله تعالى بالسجود إلى آدم، فعارض برأيه الفاسد ذلك النص فطُرد من رحمة الله.

الإسلام ترك مساحة واسعة لإعمال العقل، فهو أداة لفهم النص وآيات الله الكونية والشرعية، ويبرز دوره في المسائل الاجتهادية التي ليس فيها نص صريح الدلالة، كذلك في مسائل المعاملات والشؤون العامة التي وضع الإسلام لها خطوطاً عريضة، وترك فيها التفاصيل للعقول السليمة، كأمر الشورى، نص عليه الإسلام كمبدأ عام، لكن صورته وكيفيته وأعداد أهل الشورى ونحو ذلك تركه للاجتهاد.

أما أن يجعل المرء عقله حاكمًا على الشرع، فليس هذا من عمل الذين استسلموا لربهم وانقادوا له، إنما الوحي سياج حافظ للعقل لكي لا يضل، وما ضل كثير من البشر إلا من جراء تقديس العقل والغلو فيه، وتقديمه على الوحي.
===
إحسان الفقيه

https://mugtama.com/17/346784/

احسان الفقيه

24 Nov, 09:03


هل تحتاج عُقولنا العظيمة الى ( وحي)؟!
==
لقد أعلى الإسلام من قيمة العقل، وأولاه عناية بالغة، فجعله مناط التكليف، وجاء الخطاب الإيماني في القرآن الكريم قائمًا على الإقناع العقلي، باستثارة العقل في التفكر والتدبر والتأمل في آيات الله الكونية، والتعرف على أحوال الأمم السابقة مع الرسالات من خلال آثارهم وأخبارهم لتكون مادة للعقل يتدبرها فيهتدي إلى سواء السبيل.

العقل أحد الضروريات الخمسة التي عني الإسلام بحفظها، وهي: حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ العرض، وحفظ المال.

ومن صور عناية الإسلام بالعقل وحفظه، أن التشريع الإسلام جاء مانعًا ومحرمًا لكل ما يضر بالعقل، فحرم المسكرات التي تذهب بالعقل وتغيبه وتجعل صاحبه حال تعاطيه سفيهًا أشبه بالمجنون الذي لا يعقل، ويكون عرضة لارتكاب الموبقات والإضرار بالآخرين.

ومن عظم قدر العقل، جُعلت الدية الكاملة على من ضرب غيره فأضر بعقله، وقد نص ابن قدامة رحمه الله في المغني أنه لا خلاف بين أهل العلم في هذه المسألة(1).

هناك صورة أخرى من صور حماية الإسلام للعقل، قد يرى فيها بعض قاصري الأفهام نوعًا من الحجر على العقل، وهي تحديد الإسلام للعقل المجالات التي يخوض فيها، صيانة له من الضلال، إذ إن العقول قاصرة عن مطلق الإدراك، يقول الإمام الشاطبي: «الله جعل للعقول في إدراكها حداً تنتهي إليه لا تتعداه، ولم يجعل لها سبيلاً إلى الإدراك في كل مطلوب، ولو كانت كذلك لاستوت مع الباري تعالى في إدراك جميع ما كان وما يكون وما لا يكون»(2).

ولو أن للعقل قدرة على إدراك كل شيء لكان في ذاته حجة على الخلق ولم يكن هناك حاجة إلى الرسالات والمرسلين الذين تقوم بهم الحجة على العباد؛ (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) (الإسراء: 15).

الغيبيات تقع في نطاق المجالات التي لا يدركها العبد بعقله، فالعقل في إدراكه يبني على معطيات ومقدمات محسوسة ليتوصل بها إلى النتائج، أو يصل إلى الإدراك من خلال الخبرات والتجارب، بينما لا سبيل له إلى إدراك الغيبيات التي لا يمكن معرفتها إلا من خلال الوحي.

فمن ذلك ماهية الروح، جاءت النصوص بإثباتها وهو ما يجب الإيمان به، لكن الوقوف على ماهيتها هو أمر يفوق إدراك العقول، لذلك أنزل الله تعالى على نبيه عندما سأله اليهود عن الروح: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) (الإسراء: 85).

بناء على ذلك، إذا حاول أحدهم من خلال إعمال عقله في تحديد ماهية الروح، يكون قد تجاوز بعقله الحد، وخاض فيما ليس له سبيل إلى إدراكه.

ومن ذلك صفات الله عز وجل، يتدخل العقل في فهم معانيها وتدبرها، لكنه عاجز عن إدراك كيفيتها، لأننا لم ندرك ذاته الله تعالى فمن ثَم لا نستطيع أن ندرك كيفية الصفة، فالعلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف، لذلك عندما سُئل الإمام مالك عن صفة الاستواء على العرش قال: «الاستواء غير مجهول (أي معلوم من خلال الوحي)، والكيف غير معقول (أي لا تدركه العقول كيفيته)، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة»(3)، وهكذا يقال في جميع صفات الله عز وجل.

كذلك لا دخل للعقل في تحديد الإطار التعبدي؛ لأن العبادات التي جاءت بها الشريعة موقوفة عليها، فلا يسوغ للعقل أن يخترع عبادة ما يستحسنها، فلا بد أن تكون العبادة موافقة تماماً لما جاءت به الشريعة، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه، فهو رد»(4).

وفي المجمل، فإن العقل مطالب للتسليم المطلق للنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة، ولو لم يدرك الحكمة منه، ولو لم يقتنع به، فحينها لا يجوز له التدخل، والأصل أن النصوص الصحيحة لا تتعارض مع العقل الصريح، وأي توهم للتعارض فإنه قصور في العقل لا النص، وهنا يؤصل ابن تيمية هذه المسألة فيقول: «فيأخذ المسلمون جميع دينهم من الاعتقادات والعبادات وغير ذلك من كتاب الله وسُنة رسوله وما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها، وليس ذلك مخالفاً للعقل الصريح، فإن ما خالف العقل الصريح فهو باطل، وليس في الكتاب والسُّنة والإجماع باطل، ولكن فيه ألفاظ قد لا يفهمها بعض الناس أو يفهمون منها معنى باطلاً، فالآفة منهم لا من الكتاب والسُّنة»(5).

إن احتياج العقل إلى عامل خارجي هو أمر بديهي، وهذا مشاهد في اعتماده واحتياجه إلى مقدمات ومعطيات حتى يصل إلى نتائج، وبدون هذه المعطيات والمقدمات فإن العقل عاجز عن الوصول إلى نتيجة سليمة، فكيف لو كان الأمر متعلقاً بالعقيدة والغيبيات والتشريع!

الاستبداد بالرأي مقابل النص هو أول شبهة وقعت للخلق، وهي شبهة إبليس عندما عارض برأيه نصاً قطعي الثبوت والدلالة؛ وهو الأمر المباشر من الله تعالى بالسجود إلى آدم، فعارض برأيه الفاسد ذلك النص فطُرد من رحمة الله.

احسان الفقيه

24 Nov, 08:58


https://al-sharq.com/opinion/24/11/2024/%D9%86%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%B2%D9%86%D9%83%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B6%D9%8A%D8%A6%D8%A9

احسان الفقيه

24 Nov, 08:21


الهمة العالية مُجنّحة، تتجاوز أسوار الواقع، لا تثنيها قسوة الحاضر عن التطلع إلى المستقبل واستشراف النجاح، ومن ثَمّ تُلهم الآخرين وتضيء لهم الطريق.

ومعنا في هذه العجالة شخصية من الشخصيات الفريدة في التاريخ الإسلامي، ارتقت همتها حتى لامست الثريا، لم يلتفت صاحبها إلى الواقع المر وسطوة الباطل، فتجاوزت همته ذلك وتعامل مع النصر في المستقبل كأنه رأي عين، فألهم غيره وأضاء لهم الطريق.

إنه نور الدين محمود زنكي، الملقب بالملك العادل، حاكم الشام وموحد أقطارها، المعروف بجهاده المستمر ضد الصليبيين لتحرير بلاد الشام من دنسهم.

تشبع نور الدين برؤية التحرير من خلال والده عماد الدين زنكي ومراحل نضاله المختلفة، والتي وطد خلالها الأوضاع في إمارة الموصل ثم فتح حصن الأثارب وقلعة حارم، وكان فتح الرها من أعظم إنجازاته.

استكمل نور الدين الطريق بعد وفاة أبيه، وكانت عينه دائما على تحرير الشام من الصليبيين، وقام بتوحيدها تزامنا مع الإصلاحات الداخلية التي أجراها، وواجه الصليبيين في العديد من المعارك، كان من أهمها في مصر، والتي كانت خاضعة لحكم الدولة العبيدية، فاجتاحها الصليبيون، فأرسل نور الدين جيشا بقيادة أسد الدين شيركوه ومعه ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي لكسر شوكة الصليبيين وطردهم من مصر، فألحقوا بهم هزيمة نكراء، ثم توفي أسد الدين بعد توليه منصب الوزارة، فعين نور الدين مكانه صلاح الدين الأيوبي.

لست هنا بصدد عرض سيرة هذا الملك الصالح المجاهد، لكن ما يهمني هو تسليط الضوء على همته العالية في تحرير المسجد الأقصى في خضم الواقع القاسي الذي كان العلو فيه للصليبيين بينما يمر العالم الإسلامي بفترة حالكة من فترات الضعف والتفرق.

لم يكن تحرير الأقصى مجرد حلم للرجل، بل كان رؤية، شكلتها همته السامية، وبكل يقين وثقة في نصر الله، استدعى نور الدين أمهر النجارين وأمرهم ببناء أعظم منبر تشهده الخلائق، وأشرف بنفسه على بناء هذا المنبر، واستغرق ذلك خمسة أعوام، وعندما كان يُسأل عن المنبر يقول: «مستقره في بيت المقدس إن شاء الله».
يبني المنبر ليضعه في المسجد الأقصى ويخطب عليه، بينما كان الأقصى أسيرا في أيدي الصليبيين، فأي همة هذه، وأي يقين هذا!

يصف العماد الأصفهاني حال نور الدين ومنبره فيقول: «فكان حاله وهو يأمر بالبناء ويصنعه، كحال نوح عليه السلام وهو يصنع الفلك، كلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه».

خاض نور الدين المعارك العديدة مع الصليبيين في طريقه إلى تحرير القدس، فوحد بلاد الشام، وطهر مصر من الصليبيين وأعادها إلى حظيرة السنة، إيمانا منه بأن تحرير الأقصى يمر بمصر.
عاجلته المنية قبل أن يحقق حلمه، لكنه قد أضاء بهمته ورؤيته الطريق لغيره، فاستكمل تلميذه صلاح الدين الأيوبي الطريق نفسه، وتحررت القدس على يديه، ويدخل الأقصى فاتحا، ويأمر بالمنبر الذي صنعه نور الدين ليضعه في المسجد، ليصبح شاهدا على تلك الهمة الملهمة المضيئة.
إن العبرة في هذا المشهد التاريخي الجليل، تتمثل في أهمية تجاوز المحن والواقع الأليم وعدم التقوقع في مآسيه، إلى آفاق المستقبل والعمل على التغيير بكل طاقة ممكنة، وضرورة أن يكون للإنسان همة عالية نحو هذا التغيير، وذلك يتطلب إيمانا راسخا وثقة في موعود الله بالنصر وأن العاقبة للمتقين.
هذه الهمة التي تتحدى بأس الواقع، وتكون نقطة مضيئة في الظلام، حتى إن لم يصل صاحبها إلى مرامه، فهي حتما سوف تضيء الطريق للآخرين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
====
إحسان الفقيه
https://al-sharq.com/opinion/24/11/2024/%D9%86%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%B2%D9%86%D9%83%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B6%D9%8A%D8%A6%D8%A9

احسان الفقيه

19 Nov, 11:20


"عندما أفتح نافذتي في الصباح
فأرى قتيلاً وأرى وردة
أليس من المخجل أن أتجاهل القتيل وأكتب عن الوردة؟"


==


التشيلي بابلو نيرودا
أحد أهم من قرأت لهم في بداياتي المُبكرة حين كنت أسرق كتب المدرسة وأعيدها دون أن يعلم أحد .. فقد كانت كتب الأدب وقصائد الحب المترجمة ممنوعة علينا نحن الذين لم نتجاوز المرحلة الإعدادية بعد. .


اكتشفت متأخرا .. أن أمينة المكتبة كانت تعلم أني أسرق وأعيد الكتب وكانت تستمتع بقراءة ما أكتبه على الهوامش ...

فيما بعد أعلنت مديرة مدرستي أن التستّر على لصوصية كهذه كانت من أهم انجازاتها كمديرة صارمة وكانت تعتز بقسوتها وحرصها على التلميذات في قريتي التي تنتمي لأكثر القرى المحافظة في الشمال الأردني بل في الأردن كله .. .
قالت ذلك حين حصلت على المركز الأول على مستوي المملكة الاردنية الهاشمية في الشعر وأوائل المطالعين والقصة القصيرة والخاطرة وقبل أن أتجاوز ال 15 ..



بابلو نيرودا ... لروحك المحبة والسلام ..


أما إحسان الأديبة أو التي كانت تكتب الأدب.. فعليها رحمة الله ..

احسان الفقيه

18 Nov, 18:17


يا أهل الثراء، هبّوا لإسعاد أنفسكم بتفريج كرب المكروبين وما أكثرهم، لقد حل الشتاء وما أقساه على الفقراء والمحتاجين والمشردين والنازحين، لكنه فرصة كبيرة لاستشعار إنسانيتكم وإنقاذ أنفسكم من الخواء الروحي، وقد كان من السابقين من يكسو في كل شتاء ألف جسد عار، والإمام الليث بن سعد كان يطعم الناس في فصل الشتاء الأطعمة التي تولد الطاقة في أجسادهم، والإمام مالك كان لا يفتر عن توجيه الناس في فصل الشتاء إلى الاستعانة على برده بأكل التمر والزبيب، أولئك الذين استشعروا المسؤولية تجاه الفقراء والمحتاجين، وأنقذوا أنفسهم حقا من أسر البخل والشح، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
==
إحسان الفقيه

احسان الفقيه

18 Nov, 18:17


يا أثرياء المُسلمين... هلّا تقرأون ؟!
==
«فلتتبضّع حتى تسقط ميتا من الإنهاك»، مقولة دارجة في الولايات المتحدة الأمريكية، تعبّر عما وصل إليه الشعب الأمريكي من إغراق في النزعة الاستهلاكية، وارتباط الاستهلاك بسعادته كمصدر أساس لها.
تحوُّل المجتمع الأمريكي إلى مجتمع استهلاكي محض، كان نتاجا للنموذج الرأسمالي الليبرالي، الذي تبنته الولايات المتحدة وعملت على فرضه وتعميمه، باعتبار أنه المحطة الأخيرة لتطور الفكر البشري، وفقا لمزاعم نظرية نهاية التاريخ، التي طرحها المنظر والفيلسوف الأمريكي فوكوياما.
ومن خلال طوفان العولمة، تأثرت الدول العربية والإسلامية بهذا النموذج، ما أدى إلى تنامي النزعة الاستهلاكية في تلك المجتمعات، وغدت هناك شرائح واسعة من طبقة الأثرياء في تلك الدول تتمحور حول الاستهلاك والركض بكل اتجاه صوب الترفيه.
كثير من الأثرياء المنتمين إلى هذه الشريحة الاستهلاكية، الواقعين تحت سطوة المادية، تسقط من حساباتهم المسؤولية الاجتماعية، فينخرط المرء منهم في التخطيط لقضاء الصيف في دولة أوروبية، أو الدخول في مزادات عالمية لاقتناء لوحة، أو أثر ما لأحد المشاهير، أو ضم المزيد إلى أسطول سياراته، بينما لا يفكر مرة في إقامة مشروع خيري يستفيد منه أهل العوز والفقر، أو كفالة بعض الأيتام، أو شراء بعض الخيام للنازحين من البلدان المنكوبة يتقون بها قيظ الصيف وقسوة الشتاء.
هذه الشريحة لا تخلو منها دولة من الدول العربية والإسلامية مهما كانت درجات ثرائها أو دركات فقرها، وفي كل الأحوال يعيش أصحابها منفصلين عن واقع مجتمعاتهم، لا يلقون بالا لأزماتها الاقتصادية التي يدفع ثمنها غالبا البسطاء وحدهم.
مشكلة هذه الشريحة هي نظرتهم السطحية المغلوطة للمال، وهي نتيجة نزع المال عن التصورات الإسلامية الصحيحة التي تبين حقيقة ملكيته والحقوق المتعلقة به،
فهُم يرون أنه نتاج خالص لسعيهم، ومن ثم لا يستحق غيرهم الانتفاع والاستمتاع به، إنها النظرة ذاتها التي تطلّع بها قارون إلى كنوزه (قال إنما أوتيته على علم عندي)، ولو أنهم قرنوا أموالهم بالوحي لأدركوا أن المال مال الله على وجه الحقيقة، يؤتيه من يشاء على وجه الاستخلاف بشروط معلومة، مِن شكر المنعم على النعمة،
وأداء حقوق العباد فيه، وعندما يتحرك المرء بهذه النظرة، فإنه مِن ثَم سوف يستشعر المسؤولية الاجتماعية، ويبحث عن إفادة الناس بماله، لأنه يعلم أنه مجرد مستخلَف على المال وليس مالكا حقيقيا له. وهم مع ذلك مأسورون بالمادية الناجمة عن تمحورهم حول ذواتهم، بفعل النزعة الاستهلاكية المنتقلة إليهم بعدوى العولمة، هذا الإغراق في المادية والاستهلاك، يجرد صاحبه غالبا من مشاعر الشفقة والرأفة والرحمة بالغير، أو على الأقل يهمشها، إذ يبدو صوت هذه القيم ضعيفا خافتا أمام صخب المادية والحرص اللامحدود على الترفيه. وفي ظل غياب العدالة في توزيع الثروات وسيطرة الأنظمة وثلة منتفعة على مقدرات البلاد، يجد أصحاب شريحة الأثرياء الغارقين في الاستهلاك في تلك الأوضاع مبررا كافيا لحصر مسارات الإنفاق على أنفسهم وذويهم، مع أن هذه الأوضاع من المفترض أن تكون باعثا قويا لاستشعارهم بالمسؤولية الاجتماعية تجاه المحتاجين المطحونين بين رحى الظلم الاجتماعي والاستئثار بثروات البلاد.
أتخيل ماذا لو تحركت رؤوس الأموال هذه في الاتجاه الصحيح، ماذا لو وجّه كل ثري من الأثرياء بعضا من ماله في عمل مشروعات خيرية ينتفع بها الناس، ماذا لو أخرجوا فقط زكاة أموالهم في مصارفها المعلومة، ماذا لو أوقفوا الأوقاف، التي يصرف ريعها في وجوه البر والإحسان إلى ذوي الحاجات. إنها ليست ثورة اشتراكية على أصحاب رؤوس الأموال، لكنها دعوة لأهل الثراء بأن يقوموا بواجباتهم تجاه غيرهم، انطلاقا من التراحم والتكافل الذي أمرنا به ديننا، فذلك خير لهم من أن يقفوا في مرمى نظرات الحقد والكراهية، التي تنبعث بشكل طبيعي من الفقراء والمحتاجين.
ولو ترك هؤلاء أنفسهم للاصطباغ بصبغة تعاليم الإسلام كما جاءت، لتغيرت نظرتهم وسلوكياتهم في الإنفاق، حين يعلمون أنه لا ينقص مال من صدقة، وأنهم بالبذل يُبارك لهم في أرزاقهم وأموالهم، وأن ما يقدمونه من أعمال خير، إنما هي زرع يحصدونه في الآخرة.
إنني لا أستنكف في هذا المقام من أن أتسول أهل الثراء لإغاثة الملهوفين والفقراء والمنكوبين، في وقت حطمت الأزمات الاقتصادية كثيرا من بلدان الأمة، واستشرى الفساد ووقع الفقراء تحت أقدام ثلة طاغية سطت على ثروات بلادهم.

احسان الفقيه

13 Nov, 09:03


يا من يسوؤهم ما يصدر من أفواه المجروحين ممن لا يمتلكون أية حيلة من أجل البقاء على قيد الحياة ولو لساعتين قادمتين.. ممن يشتهون هُدنة لالتقاط الأنفاس بين نزوحين أو غارتين ولا يجدون أحيانا - وهم يحملون القليل من الكراكيب وأبنائهم وأمل في النجاة أو الشهادة والخلاص - لا يجدون قوّة في أرجلهم تُعينهم على الجري والبحث عن زاوية لا تطالها آلة التوحّش الصهيونية ..
ألا ترون أحوالهم ؟
من نزوح إلى نزوح
من جنازة إلى جنازة
من مستشفى مُدمّر ثلاثة أرباعه إلى مستشفى في قائمة الاستهداف بينما أحد أطراف أحبابهم المقطوعة في كيس أو في حقيبة يريدون توصيلها إلى غرفة العمليات أو إلى مشرط الجراح ولا شاش ولا قطن ولا أدوات ولا خيطان لتطريز أجسادهم قبل أن تغرق في أوجاعها التي لا يحتملها بشر ولا تخدير ولا مُسكنات ألم ..؟!
لمن يجرحه كلامُ من تقطّعت بهم السُبُل وهم يُصرخون بإخوتهم وجيرانهم وأبناء دينهم والعالم المنافق كله بكل ما في كلامهم الذي يقطرُ دماء ودموعًا وأحشاء متناثرة وفتافيت جماجم وأدمغة وشظايا من عظام صغارهم.
لمن تجرحهم قسوة كلماتهم بكل ما فيها من تعميم وظلم لشعوب كاملة،
صدقوني لن تكون كلماتهم تلك أقسى من مشاهد تُروّعنا ونحن نراها من خلف الشاشات ونحن نمارس حياتنا اليومية بكل تفاصيلها المُريحة دون أن نختبر رائحة الدم الممزوج بروائح الأجساد المُتفحّمة والجثث التي مزّقت الكلاب والقطط المناطق الرخوة فيها.. نحن لا نقوى على إكمال المشهد فكيف بنا ونحن نركض من شبه سور يترصّده قنّاص إلى فناء مدرسة متهالكة ستُقصف بعد قليل ...؟!
يا إخوتي .. أنا منكم ومثلكم .. مشتومة ومطعونة ومكذوب عليها أيضًا بل وتم نسف كل ما قالت وما فعلت مما لا يعله إلا الله..
ومع ذلك أقول:
الغضب شيء قد يذهب أما الخذلان فسيبقى...
نظرتنا لأنفسنا في المرايا أقبح بكثير من القُبح الذي يرونه هم في وجوهنا ..
فلا تلوموهم ولُوموا أنفسكم وتخيلوا لو كنتم في ذات مواضعهم ماذا كنتم ستقولون وماذا كنتم ستفعلون وبأي عين كنتم ستنظرون لمن خذلكم أو لمن يُكمل يومه بشكل عادي يأكل ويشرب ويستمتع بالملذّات ويُسافر ويتسوّق ويتجوّل ويتصوّر سيلفي ويشتري تذاكر في المهرجانات وفي مُدن الألعاب التي يُموّل جيشها قتل المدنيين في ناحية منكم وفيكم ؟!
فقط أغمضوا عيونكم ولو لدقيقة وتخيّلوا أنهم أنتم ..
ولا تظنّوا أنكم في مأمن مما يحدث لهم ..

نسأل أن يعافينا وإياكم .

احسان الفقيه

10 Nov, 17:49


هولوكوست سني غير مسبوق

‏مئات آلاف القتلى في سوريا والعراق من السنة، ملايين المهجرين من سوريا والعراق هم من السنة.
‏المدن المدمرة في سوريا والعراق هي حلب وحمص وإدلب والفلوجة والرمادي وتكريت، ووو...
‏هذه مدن السنة.

‏لا يوجد من الفصائل السنية المقاتلة "جيش يزيد"، أو "جيش معاوية"، ولكن يوجد بالمقابل "كتائب الإمام"، و"أبو الفضل العباس"، والزينبيات، و"كتائب الحسين"، وجيوش الدفاع عن المراقد، و "جيش المهدي"، و"جيش الكرار"، و"جيش المختار"، والحبل على الجرار.
‏ومع كل تلك الحقائق، توجد مصطلحات "متشددون سنة"، "طائفيون سنة"، ولا وجود لمصطلح "أصوليون شيعة"، "أو إرهابيون شيعة".

‏نعود لنقول: عشرات آلاف المقاتلين الطائفيين المدعومين من إيران هم شركاء في جرائم القتل والتهجير، في سوريا والعراق واليمن.

‏هناك "هولوكوست سني" بامتياز، موثق، بشهود، وأدلة ، وبراهين، وحيثيات، وهناك تزوير عالمي، ومحاولات مستميتة لإنكار هذا الهولوكوست الرهيب الذي يجري تحت سمع العالم وبصره.

‏وبعد كل هذا الجلاء، كل هذا الوضوح، كل هذا الـ "هولوكوست السني"، يقول العالم إن "الإرهاب سني"! مستغلاً حماقات "داعش" المحسوب على السنة، رغم أن كل مراجع السنة في العالم أنكرت أفعاله، ورغم أن السنة أول ضحاياه.

‏العالم اليوم يسمع كلمة "الله أكبر"، فإذا قالها "سني" عدت إرهاباً، وإذا قالها "شيعي"، فليست بإرهاب، حتى لو قيلت أثناء قطع رقبة ضحية بمنشار كهربائي تمسك به يد مقاتل طائفي جلبته إيران إلى سوريا من خارجها.

‏علينا اليوم مسؤولية قول الحقيقة.
‏الحقيقة واضحة وضوح الشمس.
‏بلا مواربة، ولا نفاق، ولا تزييف.

‏السنة مستهدفون من مليشيات إيران، ومن "تحالف الأقليات"، ومن دوائر عالمية في الغرب.

‏مليشيات إيران لها آيديولوجيتها الدينية التي ترى أن القرن الحادي والعشرين هو "عصر الشيعة"، كما كان القرن العشرين، هو "عصر ظهور الشيعة"، وهم يعملون عليها بتوجيه من دولة إمبريالية يدفعها طموحها القومي الإمبراطوري إلى الهاوية.

‏وأما "الأقليات" الأخرى، فهي مسكونة بـ "فوبيا السنة"، أو ما يمكن تسميته "سنوفوبيا"، محملة بخلفيات تاريخية وثقافية مشحونة، ومندفعة بغرائز اهتبال الفرصة تارة، والذاكرة المثقلة تارات.

‏وأما الغرب فهو يرى الخطر كامناً في عدوه التاريخي، أو من يرى أنه عدو تاريخي متمثل في "الإسلام السني"، الذي قاد معارك التحرر ضد الاستعمار الغربي الحديث، وقاد معارك المقاومة ضد الهجمات الصليبية في العصور الوسطى، وقاد معارك تحرير العراق من الفرس، والشام من الروم، وامتد إلى أسبانيا وآسيا الوسطى، الإسلام الذي يمثل "المقابل الحضاري"، و"الند التاريخي" لحضارة الضفة الشمالية للأبيض المتوسط.
‏على - السنة اليوم - مواجهة هذه الحقائق والتعامل معها.

‏عليهم إدراك أنهم جسد الإسلام الأكبر، وكتلته الأشمل، ونسغه الممتد.

‏يقتضي ذلك توحيد صفوفهم، وتأجيل خلافاتهم، وبناء استراتيجة شاملة لمواجهة التحديات المحدقة، التي تتمثل في محاولات غربية إيرانية لتغليب الأقلية في الشرق، من أجل نقض التاريخ، وتفتيت الجغرافيا، وقلب الواقع الديمغرافي للشرق الأوسط.

‏المهمة صعبة، والمواجهة ليست عسكرية في مجملها، وواهم من يظن أنه سيغير حقائق التاريخ، أو ينقض دروس الجغرافيا.

‏مرت على هذه المنطقة غزوات وحملات، وأطماع وقادة وجنود، كلهم ذهبوا، وخرج أهل المنطقة من كل محنة أكثر قوة وإشراقاً.

‏يلزمنا فقط ألا ننهزم روحياً، وستحدث المعجزة إن شاء الله.

‏⁧ #محمد_جميح⁩ كاتب يمني ‏⁦

احسان الفقيه

09 Nov, 22:08


" تخيل أن تجدَ ضالَّتكَ في عالمٍ، كلُ شيءٍ فيه يدعو للتيهِ !

أن تأنسَ ويؤنسُ بكَ، وتأمنَ ويؤمنُ بكَ، أن يُباع كلُ شيءٍ ويُشترى خاطِركَ، أن يُكتفى بوجودِك، فـ يهون كلُ شيءٍ ولا تهونُ أنتَ، أن تبارُككَ علاقةً، وتزيدُك امتنانًا لخالقِك، أن تتكيءَ للمرةِ الأولى وأنت لا تخشى السقوط، أن يجبركَ وجود أحدهم
لأن تُحِبَّ نفسكَ مجددًا وتراها أهلًا للمحبة! "

احسان الفقيه

04 Nov, 10:38


"يا عُمر ، إنه شهِد بدرًا ..!؟
نصيحتي :
إذا زلّت قدمُ صاحبكَ يومًا ، ابحث له عن معروفٍ سابق ، ففي حياة كل واحدٍ منّا ' بدرًا ' تغفرُ له. "

لا ياعمر إنه قد شهد بدراً :
كثير من الناس يتنكرون لفضل بعضهم على بعض وينسفون كل المعروف و كل خير بدر منهم عند أول موقف أو خطأ أو زلة لسان وكأنهم لم يروا منهم خيراً قط !!

دعونا نعود لموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه الذي أفشى سر رسول الله عند فتح مكة وأرسل رسالة إلى أهل مكة يخبرهم بنية رسول الله صلى الله عليه وسلم بدخول مكة وكان النبي قد أخفى هذا الأمر (وهذا مايسمى اليوم بالخيانة العظمى وإفشاء أسرار الدولة) وعندما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للنبي: دَعْني أضرب عنق هذا المنافق، قال له عليه الصلاة والسلام : "إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".

رواه الإمام أحمد في مسنده. ولم نسمع أن أحداً من الصحابة كان يُعيِّره أو يوبخه بسبب فعلته هذه حتى مات رضي الله عنه.

هناك أشخاص يشفع لهم تاريخهم ومواقفهم عند الخطأ او الزلل فهل يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة لنا في تعاملنا مع بعضنا البعض حتى لا ننسى الفضل بيننا."؟!

احسان الفقيه

03 Nov, 20:31


باعتراف تاجر الكبتاجون الشيعي (حسن نصر الله)؛ طارَ تاجرُ الموت الشيعي (قاسم سليماني) إلى روسيا؛ لإقناع النصراني (بوتين) بمساعدة الشيعة في قتل المسلمين في سوريا..
هذا مَناطٌ آخر من مناطات الحكم الذي تخافون ذِكْرَه؛ لم نكن نحتاجُه نحن لنحكم على التاجِرَيْن اللَّذَيْن تزعمون أنهما شهيدان على طريق القدس.. تماماً كما لا نحتاج عبورَ سفينةٍ حربيةٍ إسرائيليةٍ مِن قناة السويس لنحكم على السيسي..
مَن يحتاج ذلك هو أنتم.. لا لتحكموا على هَذيْن الشيعيين الحكمَ نفسَه الذي أفردتم به السيسي- فلن تفعلوا-؛ بل لتقفوا أمام المرآة وتقرؤوا قولَ الله جل وعلا:" أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض"!!

احسان الفقيه

01 Nov, 21:25


منطقيا:
من يعتبر حسن نصر اللات وفريقه أبطالا وشهداء ولا يرى جرائمهم المُوثّقة بالصوت والصورة ولا يُريد أن يسمع عنها ويتهمنا لأننا فقط نُشير إليه بها ..
فلا يحقّ له أن يتحدث عن أي مظالم او تجاوزات تُرتكب في أي بلد..
هو خارج حساباتنا أصلا ..
وأي تصنيف منه لنا عبر ذبابه الدنيء، فهو مجرّد تيار من الفقاقيع وسيزول عما قريب..
المجد للصادقين الثابتين وحسب.. ويعرفون أنفسهم ..

احسان الفقيه

01 Nov, 20:48


لا مجال لأن أسمع كلمة واحدة غير لائقة بالسعودية أو الكويت أو قطر أو أي دولة خليجية أو بالأردن أو بمصر أو بتركيا من أي طرف مهما كانت مكانته عندي ومهما بلغت مواقفه النبيلة مبلغها...
فضلا عن أن أسمع كلمة سوء واحدة في غزة وفلسطين عموما وأهلها.. عدا طراطير أوسلو ومن شابههم ممن لا يعنيهم جراح أي أحد..

لن أشارك في أمنيات تفكيك الدُول التي وضعها بعض القوم على قائمة التشويه والتشكيك والشيطنة ونسف كل ما سبق من مواقف ومبادرات إن كنتم تتجاهلون ذكرها فالتاريخ لا ينسى .. يا من تطيرون بوثيقة مزورة لإثبات أن ملك باع فلسطين ولا تعنيكم ألف وثيقة تؤكد مليارات أنفقها ذات القوم من أجل فلسطين وأهلها..

لن أكون معكم في هذا التيار أبدا ولو وصفتموني بأني من صهاينة العرب إلى يوم تُبعثون ..
الله الأعلم بي وبكم .. وعليه سبحانه حسابي وهو المُنتقم من الكذاب فينا والمنافق..
ولن أكون مع الذين يشتمونكم أيضا ويطعنون بكم على طول الخط حتى وأنتم تطعنون بي..
ومن أراد أن يقول إخوانجية داعشية ارهابية ثورجية فليقُل.. لا أنكرُ شيئا كتبته ولا أندم على موقف وقفته ولا أجد غضاضة من الاعتراف بسوء تقديري كُلّما تبيّن لي خطأي.. وما أنا إلا بشر مثلكم ..

ولكني بفضل الله لا أشبه الفريقين ولن أُحسب على أيّ منهما ..
لا على الذين يشتمون حماس والاخوان ولا على الذين يضعون السعودية تحت المجهر ولا يرون فيها الا مرحلة ولا يجدون فيها الا مهرجانات ترفيه..
انا لا أرى هذه المهرجانات ولا تعنيني أخبارها
ومن نشأتُ معهنّ من سعوديات في طفولتي هُنّ على حالهنّ حتى الآن ..
بناتهنّ الآن في أواخر العشرينيات ( متزوجات ملتزمات بيوتهن ضدّ النسويات والمجون وأغلبهن منقبات)
كُلّ يرى الناس بعين طبعه وكُلّ يجد ما يبحث عنه وأنا لا أبحث في بلاد المسلمين عمّا تبحثون..
لا أبحث عن الخلل وقلّة الدين وقلّة الحياء..
ولو وضعنا كُلّ أحد تحت المجهر ورصدنا له طاحونة التصنيف فلن نُبقي على أحد رداء من ستر ..

*إيران هي عدوّي كما الصهاينة تماما وأرفض التطبيع مع العدوّين..
ولا أتمنى السوء للمدنيين في إيران إطلاقا .. وليس كُل الشيعة سواء..
وأنا بفضل ربي مُسلمة من أهل السنة والجماعة من غير حول مني ولا قوة..
لا أُكفّر أحدا ولا أدخل بنوايا أحد.. هذا ما علّمني إياه ديني..

والولاء والبراء الذي يتسع لإيران وهو الذي يتّسع للعدوّ الأمريكي ودول الغرب المنافقة التي تدعم الصهاينة ..
هو ليس ذات الولاء والبراء الذي عليه معقد ولائي وبرائي..
ولستُ منكم ولن أكون ولو أتيتُم بألف مُصنّف في فقه النوازل والتوازنات وفقه الواقع والمقاصد الكُبرى التي هبطت بعمائم ما حسبناها والله تسقط مثل هذا السقوط..

والله بيني وبينكم ..
وأعتزلكم وما تعبدون من أصنام من بشرية ..
وعبد الحاكم ولو كان اردوغان .. هو مثل عبد الحاكم ولو كان السيسي او بشار ..
وعبد التنظيم ولو كان الاخوان او حماس هو مثل أي عبد آخر ولو كان يعبد اليساريين والبعثيين ..
انحيازكم للمجاهدين لا يعطيكم الحق بأن تقولوا: "القول ما قال فلان المجاهد والحق فقط ما ورد على لسان فلان الشهيد.."!
أوليس ذلك الشهيد او المجاهد بشرا عاديا يُصيب ويُخطئ؟
موته ميتة مُشرّفة لا يعني أن الباطل لم يأتِه طيلة سنوات عمره، لا من بين يديه ولا من خلفه..
وثبات المُجاهدين في الميادين لا يعني أن يخطّوا هُم لكُل أبناء الأمة منهجهم او يأتوا بدين جديد ..
منهجنا ثابت منذ جاء نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلّم بهذا الدين العظيم..
معروفة أصوله وثوابته وأحكامه وقواعده وخطوطه الحمراء ومساحاته الخضراء .. ولا مجال للتلاعب أو التمييع ..
وغفر الله لمن ميّع وتلاعب وتوهّم بأنه ممن يُحسنون صُنعا ..

وأستغفر الله أن أكون محسوبة على ذباب أي طرف..
وكل من يطعن الأعراض والأنساب ويسخر من أشكال الناس ويكذب عليهم او يذكرهم بسوء، فهو من الذباب ..ولا شرف لأي ذباب بمعزل عمّن يُدافع او من أجل من يشتم خلق الله ..

وأُعمّم ..

احسان الفقيه

01 Nov, 12:19


تختلف المنظومة الأخلاقية في الإسلام عن غيرها من المنظومات الأخلاقية الخاضعة لنسبية القيم، والتي يضعها المجتمع وفقا لاستحسانه ضمن العقد الاجتماعي، ويضع بنفسه معاييرها ومحدداتها، ثم يتنكر لها إذا تعارضت مع مصالح الزمرة المتنفّذة.

منظومة الأخلاق التي جاء بها الإسلام ربانية المصدر، فهي أخلاق تنسجم مع فطرة الله التي فطر الناس عليها، وفي نفس الوقت مستمدة من التشريع الرباني، سواء ما أثبته التشريع ابتداءً، أو ما أقرّه من الأخلاق التي تعارف عليها الناس ووافقت التشريع.

ولأنها ربانية المصدر، فلم يتركها الشارع لعادات الناس وذائقتهم واستحسانهم العقلي، فالعادات والعقل لا يصلحان لوضع ملامح الإطار الأخلاقي، نظرا لتغيرهما واختلافهما من بيئة لأخرى، ومن إنسان لآخر، وكما يقول الدكتور محمد العبدة: العادات قد تعمي الضمير الداخلي، والعقل قد يسخر نفسه لخدمة الغرائز البهيمية».

ولأنها ربانية المصدر قد حدد الكتاب والسنة ملامحها، فهي تتسم بالثبات، لا تدور في فلك المصالح الجزئية الضيقة لكل فئة ما أو دولة ما، وميزانها لا يتغير بتغير الأشخاص ولا الأزمنة ولا الأمكنة ولا حتى بتغير العقائد والملل.

خلق العدل في المنظومة الأخلاقية الإسلامية مثلا، هو قيمة ثابتة حتى مع الخصم والمخالف، فقد أنصف اليهود مع شدة عداوتهم للمؤمنين، ولم يجحف ما يظهر من شمائل خيرٍ فيهم، ويكفي أن القرآن شهد لبعضهم بأنهم أمناء {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} [آل عمران: 75].

ويقول عن ملكة سبأ التي استشارت قومها بشأن الرد على رسالة نبي الله سليمان {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} [النمل: 34].

جاء في تفسير ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما: قَالَتْ بِلْقِيسُ: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً}، قَالَ الرَّبَّ، عَزَّ وَجَلَّ {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}.

فهذه المرأة مع كونها تعبد الشمس من دون الله، قد صدّق القرآن حديثها عندما صدقت فيه.

وألزم الإسلام باتباع خلق العدل مهما كانوا بعيدين ومهما ناصبونا العداء كما قال الله تعالى، وأكد على ضرورة اتباع العدل وعدم التنكر له بسبب عداوتهم {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8].

لقد أرسى النبي صلى الله عليه وسلم مبدأ خضوع الجميع بلا استثناء للقانون الرباني، عندما قال (لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا)، وهي صورة فريدة في إقامة العدل بين الناس.

ولقد أفاض التاريخ الإسلامي بيانه بشأن تمثّل قيمة العدل واقعا في حياة المسلمين مع أصحاب الملل الأخرى، فيحكي ابن كثير واقعة عظيمة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عندما سقط درعه وأخذه رجل نصراني فتخاصما إلى القاضي شريح، يقول ابن كثير في البداية والنهاية: «ثم قال (أي علي): هَذَا الدِّرْعُ دِرْعِي وَلَمْ أَبِعْ وَلَمْ أَهَبْ.

فَقَالَ شُرَيْحٌ لِلنَّصْرَانِيِّ: مَا تَقَولُ فِيمَا يَقُولُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ النَّصْرَانِيُّ: مَا الدِّرْعُ إِلَّا دِرْعِي، وَمَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدِي بِكَاذِبٍ. فَالْتَفَتَ شُرَيْحٌ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ مِنْ بَيِّنَةٍ ؟ فَضَحِكَ عَلِيٌّ وَقَالَ: أَصَابَ شُرَيْحٌ، مَا لِي بَيِّنَةٌ. فَقَضَى بِهَا شُرَيْحٌ لِلنَّصْرَانِيِّ. قَالَ: فَأَخْذُهَا النَّصْرَانِيُّ، وَمَشَى خُطًى ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنَّ هَذِهِ أَحْكَامُ الْأَنْبِيَاءِ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَدَّمَنِي إِلَى قَاضِيهِ، وَقَاضِيهِ يَقْضِي عَلَيْهِ ! أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الدِّرْعُ وَاللَّهِ دِرْعُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اتَّبَعْتُ الْجَيْشَ وَأَنْتَ مُنْطَلِقٌ إِلَى صِفِّينَ فَخَرَجَتْ مِنْ بَعِيرِكَ الْأَوْرَقِ. فَقَالَ: أَمَا إِذْ أَسْلَمْتَ فَهِيَ لَكَ. وَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ».

إنما نسلط الضوء على هذا الخلق، تبيانا لعظمة البناء الأخلاقي في الإسلام، ليكون المسلم معتزا بدينه، وهو يعلم طبيعة المنهج الإسلامي، وأن ما يظهر به بعض المسلمين من أخلاق الظلم والجور، لا يعبر عن المنهج، وإنما كان غرقهم في الظلم ناتجا عن بعدهم عن ذلك المنهج، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

===
إحسان الفقيه
https://al-sharq.com/opinion/01/11/2024/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%84-%D9%86%D9%85%D9%8

احسان الفقيه

30 Oct, 01:28


https://soundcloud.com/abobhgtofficial1/n5hnajvjgo1l?ref=whatsapp-image&p=a&c=0&si=e4dd8a59c3174f2a88f03670cda00494&utm_source=whatsapp&utm_medium=message&utm_campaign=social_sharing

احسان الفقيه

29 Oct, 23:12


https://www.youtube.com/watch?v=X9MtOwIypAM

احسان الفقيه

29 Oct, 19:57


يا نساء غزة.. “لا تحسبوه شرًا لكم”

ترددت كثيرًا في كتابة هذه السطور حول الكاتب الكويتي مشعل النامي، الذي نقل عن مجهول لم يسمه الزعم بأن نساء غزة يبعن أعراضهن، تحت سطوة الواقع المر وشح الطعام، وجاء هذا التردد رغبة في إماتة الباطل، وحتى لا أكون ممن أسهموا في تداول الحديث عن أعراض أخواتنا في غزة بين الادعاءات والردود، والردود على الردود.

بيد أن الأمر قد انتشر على مواقع التواصل انتشار النار في الهشيم، فمن ثم غاب مبرر إمساك قلمي عن الخوض في تلك المسألة، وأردت من خلال هذا المنبر أن أوجه رسالة إلى حرائر غزةـ لعلها تكون بردًا على قلوب أخواتنا اللاتي نالهن الأذى، وأضيفَ لون جديد من القهر والمأساة إلى رصيدهن من المعاناة.

وابتداءً، أسلط الضوء على الحدث الذي قلب مواقع التواصل الاجتماعي، والخلاصة فيه أن الكاتب الكويتي- المعروف بعدائه للإخوان المسلمين- ذكر عن طريق رجل مجهول لم يذكر اسمه، أن الإخوانجية- كما يسميهم- يتحدثون في مجالسهم الخاصة أن الأوضاع الصعبة في القطاع جعلت النساء يمارسن الدعارة من أجل القوت.

بعد أن تعرض الكاتب لطوفان من الهجوم عليه بسبب هذه الكلمات، قام بالرد مرتكزًا على قاعدة “ناقل الكفر ليس بكافر”، وأنه لم يقصد الطعن في أعراض نساء غزة، لكنه كان يقصد إبراز ما عليه الإخوان من ضلال في مجالسهم الخاصة.

سوف أذهب إلى أبعد مدى في حسن الظن بالكاتب، وأبني حديثي على تصديق رده وسلامة نيته، فأقول:

أولًا: إن هذه القاعدة- على الرغم من صحتها وكثرة استخدام العلماء لها في كتبهم- فإنها ليست على إطلاقها، فحكاية كلمات الكفر تصح إن كانت في معرض ذم قائلها والرد عليه، فالقرآن حكى كلمات وآراء الكافرين في معرض الذم، وردّ عليهم، فإذا كان الكاتب استند إلى هذه القاعدة فهل عمل بمقتضاها؟

بالرجوع إلى المقطع الذي ذكر فيه هذه المسألة، هو لم يقم حينذاك بتبرئة أعراض الحرائر في غزة مما نسبه إلى مجالس الإخوان التي يتحدث عنها، كل ما كان يركز عليه هو بيان سوء سريرة الإخوان، وكان الأحرى به إذا نقل هذا الكلام عن مجهول، أن تكون له جملة اعتراضية طويلة في هذا المضمار، لإنصاف نساء غزة من كلام المجاهيل، أما النقل هكذا دون الرد عليه، فمن البديهي أن يرى القارئ فيه إقرارًا بالمضمون أو احتمال وجوده.

ثانيًا: نقل الكاتب عن ذلك المجهول أمرًا يتعلق بالأعراض لا يعفيه من المسؤولية، لأنه حدّث بما لم يتسن له التثبت منه، فكان كمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم: “كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع”، وأصابهم قوله صلى الله عليه وسلم: “بئس مطية الرجل زعموا”، ومعناه كما قال المناوي فيما نقله صاحب “عون المعبود”: “أي أسوأ عادة للرجل أن يتخذ لفظ زعموا مركبا إلى مقاصده، فيخبر عن أمر تقليدا من غير تثبت فيخطئ ويجرب عليه الكذب”.

ثالثا: إذا نقل أحدهم لنا عن مجهول كلامًا في نساء هذا الكاتب، فهل كان ليرضى عن هذا النقل؟ فكيف الحال ومن نقل هذه الفرية بشأنهن هن نساء شعب بأسره، شعب غزة!

وأما رسالتي إلى حرائر غزة، فأقول لهن ما قاله الله تعالى بشأن الإفك، عندما طُعن في عرض أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق في عرضها، قال تعالى في معرض تبرئتها من فوق سبع سموات: {لا تحسبوه شرًّا لكم}، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: “{لا تحسبوه شرا لكم} أي: يا آل أبي بكر {بل هو خير لكم} أي: في الدنيا والآخرة، لسان صدق في الدنيا ورفعة منازل في الآخرة، وإظهار شرف لهم باعتناء الله بعائشة أم المؤمنين”.

فمع هذا البهتان، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة هجوم على من تكلم في حرائر غزة، وميدان للدفاع عنهن، ونشر فضائلهن ومظاهر عفتهن وصمودهن، والتزامهن بتعاليم دينهن، وتدفقت المقاطع المصورة التي تظهر حرص نساء غزة على ارتداء الحجاب حتى في الهروب من القصف، وحلقات تحفيظ القرآن التي تتزين بهن في المخيمات ومراكز الإيواء، وحديثهن عن الصبر والصمود، وافتدائهن الأقصى وتراب فلسطين بأرواحهن.. فلعمر الله قد صدق فيهن قول الشاعر:

وإذا أراد الله نشــر فضـيــلةطويت أتاح لها لسان حسود

جاءت هذه المحنة لترفع من مكانة نساء غزة في قلوب الأمة، وكانت برهانًا على أن أبناءها ما زالوا بخير، يثأرون لأعراض أخواتهم في غزة، وهناك من داخل الكويت من رفع الدعاوى القضائية على الكاتب غيرةً على الحرائر، وأحسب أنها رسالة صارمة لكل من تسول له نفسه لاحقا أن يمس بالكلمة نساء غزة، فلا تحسبوه شرًا لكم، بل هو خير لكم.

والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
===
إحسان الفقيه
https://alarabblog.com/o-women-of-gaza-do-not-think-it-is-bad-for-you/

احسان الفقيه

27 Oct, 21:52


هذا المشهد يجسد حال جيش الشامتين مع المقاومة، يحملونها أسباب الكوارث في غزة، بينما يغضون أبصارهم عن الجاني المجرم الذي قصف ودمّر وأراق الدماء.
لقي السنوار ربه مقاوما صابرا مقبلا غير مدبر، يقاتل عدوه حتى الرمق الأخير، في مشهد سوف يخلد في ذاكرة هذا الجيل والأجيال التي تليه، وستخلد إلى جواره كذلك تلك الكلمات التي أظهرت الشماتة والفرح بمقتل هذا القائد، لتكون شاهدة على خسة أصحابها، الذين لن ترحمهم الجماهير بعد تحقيق موعود الله بالنصر، فمآلهم إلى مزبلة التاريخ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
===
إحسان الفقيه
https://alquds.co.uk/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85%D8%AA%D9%88%D9%86-%D8%A8%D9%85%D9%88%D8%AA%D9%87-%D8%A5%D9%84/

احسان الفقيه

27 Oct, 21:51


كيف يتحول الصامتون عن الانتهاكات الإسرائيلية إلى شامتين؟
==
بعد أن تلقيت نبأ استشهاد القائد يحيى السنوار في اشتباك مع العدو الصهيوني، تهيبتُ مطالعة ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، خشية أن تطلّ فئة من الكُتاب والناشطين أعرفهم على وجه التعيين أو بسيماهم، فيكتبون بحق السنوار ما كتبوه في حق سلفه إسماعيل هنية.
كتبوا ويا ليتهم صمتوا، حامدين شاكرين لا صبرا على مصيبة، بل فرحا وابتهاجا لمقتل السنوار، وبأن الله قد أراح الأمة من شره، وأظهروا من البُشر والسرور ما يُشعرك بأن هذا القائد كان مُحتلاً لأرضهم أو مغتصبا لنسائهم، أو قاتلا لذويهم.
جيش الشامتين الذي يظهر في كل محنة تصيب المقاومة، ويتقيأ على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من سريرته الخبيثة، كثّف الشماتة لمقتل السنوار، بعد أن خطف أنظار العالم بنهايته البطولية التي لم يستطع إعلاميون صهيونيون كبح جماح أنفسهم في إبداء الإعجاب بشجاعة الرجل، لكن جيش الشامتين كالعادة صهاينة أكثر من الصهيوني.

ارتضى الشامتون الفرحون لمقتل السنوار، أن يكونوا جزءا من لقطة خروج الصهاينة في الشوارع، ابتهاجا برحيل الرجل الذي مرّغ أنف الاحتلال في التراب، فلم يبالوا بأن يوجدوا في خندق الصهاينة نفسه.
هؤلاء الشامتون ظهروا في هذا المشهد عراة، نعم كانوا عراة متجردين تماما من كل هوية ومن كل خُلق، فتجردوا من هوية المسلم الذي يحزن لمصاب أخيه المسلم، ويقابل نبأ موته بالترحم عليه والاستغفار له حتى إن كان مخالفا له. تجردوا من أخلاق العربي الذي عُرف بالمروءة والشهامة حتى مع خصومه، وإذا أجهز عليه لم يشمت به، بل ينظم الشعر في شجاعة خصمه، ويقر بمآثره. تجردوا من مشاعر الإنسانية التي تتحرك مع أي صورة تحمل أذى لكل كائن حي، فضلا عن إنسان، وتقف بخشوع أمام رهبة الموت.

هؤلاء الشامتون المبتهجون لمقتل السنوار، لم يتعرض السنوار يوما لدولهم وحكوماتها، ولم يناصبها العداء، ولم يسم أو يعين أي جهة متخاذلة تخلت عن دعم القضية الفلسطينية، ولم يتجاوز عمل المقاومة الفلسطينية يوما حدود الأرض الفلسطينية، فلماذا كل هذا العداء والحقد للمقاومة وقادتها؟ هذه الفئة من جيش الشامتين، هم أنفسهم الذين كانوا يقولون قبل طوفان الأقصى إن قضية فلسطين هي شأن داخلي، وأنه يكفي ما فعلته بلادهم للقضية الفلسطينية طيلة العقود السابقة، فلما انطلق طوفان الأقصى، لم يثبتوا على آرائهم بأن ما يحدث في فلسطين شأن داخلي يخص الفلسطينيين وحدهم، فأصبحت القضية الآن قضيتهم يخوضون فيها بأفكارهم وتصوراتهم الرثّة، انطلقوا – بدعوى التعاطف مع قطاع غزة المنكوب والحزن على القتلى والجرحى والنازحين – يشيطنون المقاومة وقادتها، ويتهمونهم بالتسبب في هذه الكارثة الإنسانية التي لحقت بالقطاع.

هم أنفسهم الذين التزموا الصمت قبل طوفان الأقصى حيال حصار غزة ومنعها سبل الحياة وتركها وحيدة بين البحر والأسلاك، هم أنفسهم الذين صمتوا عن الانتهاكات المستمرة بحق الأقصى من قبل الصهاينة، برعاية حكومتهم، وهم أنفسهم الذين لم نسمع لها حسا لآلاف الأسرى الفلسطينيين المعذبين في سجون الاحتلال، وهم أنفسهم الذين تجاهلوا كل الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين في كل بقاع فلسطين. هؤلاء تجاوزوا حقيقة أن الاحتلال ماض في طريق ابتلاع فلسطين ورفضه حتى حل الدولتين الذي عملت عليه الدول العربية، وأن عملية تهويد الأقصى وصلت إلى محطاتها الأخيرة في ظل الصمت الدولي والعجز العربي، فما الذي تبقى للفلسطينيين من حل سوى المقاومة؟
إلى أي مدى يصبرون إذا كان الانتظار يفاقم الأوضاع سوءا؟ هؤلاء الشامتون في مقتل السنوار لم ينطلق عداؤهم للمقاومة وقادتها من الحرص على أرواح الفلسطينيين، فهم أبعد الناس عن الاكتراث لها، إنما هي حالة من الحنق والغيظ انتابتهم لأن معركة طوفان الأقصى وضعت العصا في عجلة التطبيع الذي كانوا يسعون إليه ليعيشوا أوهام السلام الدائم مع أمريكا وإسرائيل، وكأن كل مشكلاتهم في الحياة سوف تنتهي بالتماهي مع الاحتلال.

ذكرني حالهم هذا برأس المنافقين عبد الله بن أبي سلول، الذي كان يُطرَّز له التاج ليكون ملكا يدخل تحت رايته الأوس والخزرج في المدينة، ولكن جاءت الهجرة النبوية لتفسد عليه حلمه، فجاء عداؤه للمسلمين، رغم إظهاره الإسلام، تعبيرا عن الحنق والغيظ الذي يعتمل في نفسه.

في الطريق الوحيد المؤدي إلى منزله، مرّ الرجل بجيرانه الذين حذروه من الذهاب إلى بيته لأن لصا مجرما يقف في هذا الطريق، ولأن الرجل لا يعرف طريقا إلى داره غير هذا الطريق، فقد أبى إلا أن يذهب إلى بيته مهما كانت النتائج، فلما مرّ هاجمه اللص فاشتبك معه الرجل بكل قوته، فوقف الجيران يرقبون المشهد ولم يتفوهوا بكلمة واحدة للمجرم، كان كل حديثهم موجه إلى الرجل صاحب المنزل: أيها الأحمق، أيها السفيه، ألم نحذرك؟ ألم نقم بتنبيهك؟

احسان الفقيه

27 Oct, 18:14


لمن لديه أي أسئلة حول أي تناقضات يراها فيما أكتب.. ..

أرجو أن يسألني مباشرة هناك ..



https://x.com/EHSANFAKEEH/status/1850598534975741997

احسان الفقيه

26 Oct, 08:02


هل حقا لا زلتم تُصدقون إيران؟!
هل حقا لا زال هناك من يعتبر إيران أشرف من بقية المُتخاذلين ؟!
على الأقل لم يَعِدنا المتخاذلون بالنعيم ثم ألقانا في جهنم ..
تخلّيهم مُعلن واضح .. والوقاحة والله أهون من الخداع الذي يُخيِّل للمخدوع أنه في مأمن وأن فرقة الإنقاذ في طريقها إليه فيعيش وجع الظلم ووجع الوهم ووجع انتظار من لن يأتي !!

التي عيّشتكم في وهم الدفاع عنكم وتحريركم ورفع الظلم عنكم هي إيران لا بقية المتخاذلين ..

فما النفع الذي عاد عليكم من شعاراتها وتهديداتها للصهاينة أو استعراضهما المتبادل في عرس الاستغفال والدجل الذي يُمارس على عبيد الأحزاب والتنظيمات والأصنام البشرية والأكثر خبثا من الجامية والمداخلة في تصنيف من لا يؤيد تبعيتهم وتصديقهم لإيران ..
نعم لا يختلفون عن الجامية وذبابها ولديهم مليشيات إلكترونية مُسلحة بالبذاءة والتخوين والتشكيك واتهام الناس بما ليس فيهم مع أنهم يزعمون الحرية
فيشتمون الجميع إلا إيران
ويتحدثون عن قمع وظلم الجميع إلا مشانق إيران والكواتم التي استخدمتها في تصفية معارضيها=
لا يرونها ..
وحكومة بغداد وبراميل بشار المتفجرة واقترافات حزب اللات ودمويته في سوريا والعراق والتنكيل الحوثي بأهل اليمن= لا يُلقون لها بالا أصلا …

فلا يحاولون مجرد محاولة أن يسمعوا فيهم قولا يخالف توجهات أحزابهم وتنظيماتهم ولو كان معزّزا بألف دليل !!

ألا لعنة الله على المنافقين الكبار ممن لديهم حسابات مشهورة ومؤثرة والتي استخدموها لزيادة التجهيل والتلاعب والاستغفال !!

أسأل الله أن ينتقم منكم ومن الصهاينة وإيران ومن دعم الفريقين !

احسان الفقيه

26 Oct, 07:59


وسأظل أقول عنها مسرحية حتى أموت ..

‏العداء الأمريكي الإيراني مجرد عرض مسرحي ..
‏وشعارات: "الموت لأمريكا والموت لإسرائيل"
‏ مجرد كذبة صدق بريقها المُغفلون عبيد الأصنام الحزبية والتنظيمات المليشياوية والطيبون ممن هالهم خذلان حكام بلادهم لإخوة في الدين يُبادون في غزة !

‏ولا يموت في هذا الصراع المُتفق على فصوله ومواعيد عروضه وعُقدة التأزُّم فيه والمفاوضات المتفق عليها في الكواليس- إلا المسلمين من أهل السنة والجماعة وبعض الذين استخدمتهم إيران لسنوات وقودا في حروبها التي استهدفت أهل السُنة والجماعة الذين قاوموا خبثها وعبثها ووحشيتها واعتبرتهم بنك أهدافها الأول ..

‏استيقظوا يا شيعة العرب !

‏تحياتي لمن أطلقوا عبارة ( نظرية المسرحية ) ووصفونا بالأغبياء استراتيجيا لأننا لا نملك ما لديهم من عبقرية وطول نظر ولا نفهم في فقه الموازنات والتنازلات والمقاصد الكبرى للدجل ..

‏ننتظر منهم الاستمرار في التبرير والتجميل المعتاد لحبيبتهم والإمعان في التهوين من جرائم ايران القديمة وتلاعبها الحالي الدنيء !

‏اللهم انصر إخوتنا المجاهدين الصادقين في غزة وعموم فلسطين ممن قاتلوا لتكون كلمتك هي العليا يا الله ..

احسان الفقيه

25 Oct, 21:57


قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم عن اليهود {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا } [آل عمران: 75].
لقد بلغ عظم شأن الأمانة أنها أنصفت اليهود على الرغم مما ارتكبوه بحق الأنبياء، وذلك حين شهد القرآن لبعضهم بأداء الأمانة رغم كفرهم وجحودهم، لذا كان الرموز وأهل الصدارة وأصحاب التaوجيه في المجتمع والذين يتخذهم الناس قدوات لهم، هم أولى الناس بالتخلّق بهذا الخُلق القويم، وأحوج الناس إلى التحلّي بالأمانة، لأنها ترفع صاحبها، وتمنحه المصداقية، وتؤلف قلب الجماهير تجاهه وتجاه فكرته.


وإنك لترى في قصة موسى عليه السلام كيف رفعته الأمانة وأنصفته بعد فراره إلى مدين من بطش فرعون، وقرّبته من أهل الصلاح، ونال بها دعمهم وتأييدهم، وذلك حين سقى لفتاتين كان أبوهما شيخا كبيرا، ولا يسقيان حتى يصدر الرعاء، فعادت إليه إحداهما تُبلغه أن أباها يدعوه ليجزيه على صنيعه، فبعد أن تحدث إليه وقص عليه قصته {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]، قال ابن عباس وغيره: «لَمَّا قَالَتْ: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ} قَالَ لَهَا أَبُوهَا: وَمَا عِلْمُكِ بِذَلِكَ؟ قَالَتْ: إِنَّهُ رَفَعَ الصَّخْرَةَ الَّتِي لَا يَطِيقُ حَمْلَهَا إِلَّا عَشَرَةُ رِجَالٍ، وَإِنَّهُ لَمَّا جِئْتُ مَعَهُ تقدمتُ أمامهُ، فَقَالَ لِي: كُونِي مِنْ وَرَائِي، فَإِذَا اجْتَنَبْتُ الطَّرِيقَ فَاحْذِفِي بِحَصَاةٍ أَعْلَمُ بِهَا كَيْفَ الطَّرِيقُ لِأَهتدى إِلَيْهِ».

والنبي صلى الله عليه وسلم كانت الأمانة صفته ولقبه بين الناس حتى قبل البعثة، وقد جاء فيما رواه أحمد عن السائب بن عبد الله في قصة إعادة بناء الكعبة قبل البعثة: «فبنينا حتى بلغنا موضع الحجر ولا يرى الحجر أحد فإذا هو وسط أحجارنا مثل رأس الرجل يكاد يتراءى منه وجه الرجل. فقال بطن من قريش: نحن نضعه. وقال آخرون: نحن نضعه.
فقالوا: اجعلوا بينكم حكما. فقالوا: أول رجل يطلع من الفج فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أتاكم الأمين. فقالوا له فوضعه في ثوب ثم دعا بطونهم فرفعوا نواحيه [معه] فوضعه هو صلى الله عليه وسلم».

لذلك وجد مشركو مكة صعوبة بالغة في تخوين النبي صلى الله عليه وسلم وتكذيبه، نظرا لأنه قد اشتهر بين الناس بالأمانة حتى مع خصومه، وقد ورد في أحداث الهجرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر عليا رضي الله عنه أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عنه الودائع التي كانت عنده للناس.


إن القلم ليجد نفسه مدفوعًا إلى طرق هذا الموضوع نظرًا لأن بعض المتصدرين للشأن العام ويوجهون الجماهير، قد نأوا بأنفسهم عن خُلق الأمانة، وأصبحوا مثالا سيئًا في القدوة.
فالرمز الذي يستخدم مكانته في الصدارة لتحقيق منافع شخصية على حساب الآخرين ليس أمينًا.
والرمز الذي يتهاون في الوفاء بوعوده ومواعيده مع الناس ليس أمينا.
والرمز الذي يعيش بشخصيتين بين الناس ويخالف فعله قوله ليس أمينا.
والرمز الذي يجعل من محاضراته ومؤلفاته بوقًا للأنظمة الجائرة والترويج لسياساتها الظالمة ليس أمينا.
والرمز الذي يحث الناس على الصبر على الظلم الاجتماعي دون أن يشير إلى حقوق الناس ويطالب بها ليس أمينًا.
والرمز الذي يفشي أسرار الناس التي اؤتمن عليها ويكشف عوراتهم ليس أمينًا.

إنما الأمانة صفة الأنبياء وأصحاب الدعوات، ولذا قال هرقل ملك الروم في حواره مع أبي سفيان بن حرب قبل إسلامه بشأن النبي صلى الله عليه وسلم: «سَأَلْتُكَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ: «أَنَّهُ أَمَرَكُمْ بِالصَّلاَةِ، وَالصِّدْقِ، وَالعَفَافِ، وَالوَفَاءِ بِالعَهْدِ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ»، قَالَ: وَهَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ» رواه البخاري.

فحري بكل من جعله الله في موقع الصدارة والقدوة أن يكون له قسط وافر من هذا الخُلق، ليكون زادا له في مسيرته بين الأنام ويوم يلقى ربه، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

==

إحسان الفقيه

https://shrq.me/opbeywt

احسان الفقيه

25 Oct, 12:16


التطبيع مع بشار الذي قتل ملايين السوريين وهجّرهم ونكّل بهم
وهو جزء من منظومة أبيه الذي أجرم بحقّ السوريين منذ عقود ..
لا يختلف كثيرا عن التطبيع مع الصهاينة الذين قتلوا الفلسطينيين وهجّروهم ويعملون بكفاءة وصرامة مُنقطعة النظير لإبادة أهل غزة مع التركيز على سحق أطفالهم وترويع نسائهم ، منذ أكثر من سنة أمام خذلان الإخوة والجيران وأمام نفاق العالم الغربي صاحب شعارات الحُرية في دعم المُستبدّين وحقوق الطفل بتجريب الجنس قبل البلوغ وحقّ المرأة في أن تُساكن صديقها وتُصاحب رجلا آخر بعد زواجها عبر سيداو وما تيسّر من مُبادرات لاستخراج أبشع ما في نسويات مُجتماعاتنا ..
ولا يختلف كل ذلك أيضا عن التطبيع مع إيران التي قتلت ملايين المسلمين عبر مليشياتها الدموية في العراق وسوريا واليمن ودمّرت لبنان وعبثت بأحشاء مختلف الدول العربية ..

من يضع يده بيد أيٍّ من هؤلاء فلا يُحدّثنا عن حُرية الشعوب ولا عن الاستبداد ولا عن المُستبدّين ولا يُشير إلى منشار هنا دون الإشارة الى السكاكين والمشانق هناك ..
لن نسمع من أيّ مُطبّع من هؤلاء -بعد الآن- أي كلام مهما كانت خطاباته مؤثّرة ..

اللهم جبلا في قرية بعيدة لا يعرفني فيها أحد
أرحل إليها مع كُتبي وخيبتي
أعتزل فيها هناك حتى أموت..
اللهم عُزلة
اللهم قوّة
اللهم ارزقني حُسن التدبير وأبعدني عن المُنافقين ..
حسبي الله ونعم الوكيل

احسان الفقيه

23 Oct, 14:06


"كان الناس إذا أصبحوا في زمن الحجّاج يتساءلون : من قُتِل البارحة؟
من جُلِد؟ ومن اعتُقِل؟
وفي زمن الوليد بن عبد الملك الذي كان يهتم بالهندسة والبناء
كانوا يتساءلون عن البُنيان والمصانع وشقّ الأنهار وغرس الأشجار..
وفي زمن سليمان بن عبد الملك كانوا يتحدثون عن الأطعمة الطيبة،
والملابس الرفيعة وأنواع الأقمشة عالية الجودة، ويتوسعون في الأنكحة واتخاذ السراري ، ويعمرون مجالسهم بذكر ذلك.
وكانوا في زمن عمر بن عبد العزيز يتساءلون: كم تحفظ من القرآن؟
وكم وِردك كل ليلة؟ و متى تختم؟ و كم تصوم من الشهر؟."

وفي زماننا...
وبعيدا عن أحداث غزّة .. أو دعنا نعود لما قبل عمليات طوفان الأقصى..
ما الذي كان يشغلك ويشغل كُل من حولك كل يوم؟
لا تُجِبني أنا.. أو لا تشغل نفسك بكتابة تعليق هُنا..
بل واجه نفسك بحقيقة أمرك ..

وتأكّد:
أننا جميعنا جزء من هذا الخراب الكبير !

احسان الفقيه

23 Oct, 13:56


الخبر يقول:
"وقوع انفجار أمام شركة لصناعة المُسيّرات التركية في العاصمة أنقرة، ووزير الداخلية يقول: إنه هجوم إرهابي أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى..."

بالتأكيد تُركيا في مرمى استهداف مسوخ العالم المنافق ..
فلا يُريدون مُنافسا واثقا من نفسه في المنطقة كُلّها ..

اللهم احفظ تُركيا وشرفاءها من كُل سوء..

احسان الفقيه

23 Oct, 13:45


كُن مُستقلّا تماما فيما تقول وتكتب.. ولا يعيبك أن تؤيد غدا ما رفضته اليوم وتُوضّح أسباب تبدّل رأيك..
لا تقلق من تُهمة التناقض إذا أنت خالفت أحدا في جزئية ثم دافعت عنه نفسه حين تم الكذب عليه في جزئية أخرى..

نحن نتعلّم كل يوم .. نكتشف.. نزداد إدراكا والعالم يُحاصرنا بالمزيد من الفجائع والغرائب مما لم يخطر يوما على بال بشر ..
فلا يعنيك تصنيف الناس لك..
بما أنك حُرّ مُستقلّ صادق مع نفسك وتحترم ذاتك حقّ الاحترام وتعمل من أجل أهداف أسمى من الهُتاف الدائم والتأييد المُستمر ولو كان من مجرد غُثاء يُثيرون الفقاقيع حولك وبعد قليل يسحبهم تيار آخر ..
فأنت في مأمن من أن تتحوّل الى قعر المُحيط بعد أن تخمد الموجة التي ركبها حتى العمائمُ ممن كُنا نُبجّلهم بكُل ألوان عمائمهم ..

قُل ما تجده حقّا .. ولا تُبالِ !

احسان الفقيه

23 Oct, 12:54


بكل أسف فإن حياتنا الآن يتم رسمها بواسطة السوشيال ميديا..
طموحاتنا، أحلامنا أهدافنا، معاييرنا، مشاريعنا المستقبلية،
أفكارنا، تصوُّراتنا عن الحياة .. كلها يتم صياغتها وفق السائد في السوشيال ميديا.

ولهذا تقول فرانسيس بوث : "في عالم السوشيال ميديا نحن لا نحدد أهدافنا بأنفسنا، بل يتم إجبار نمط تفكيرنا على سلوك مسار معين" ...
والمحصلة أنك ربما تنهار نفسيًا، وتتحطم معنوياتك بالكامل، فقط لأنك فشلت في النجاح المفصل على مقاس السوشيال ميديا،
فلا تهتم إذن بمدى إنجازاتك، ولا تكترث بنعم الله عليك، ولا تلتفت إلى ما يمكنك تحقيقه واقعيا بالفعل، فقد برمج ذهنك على معايير معينة للنجاح،
وكل إنجاز في حياتك لا يتوافق مع معايير نجاح السوشيال ميديا فهو ليس نجاحًا.

===
إسماعيل عرفة
الهشاشة النفسية : ص ١٢٢

احسان الفقيه

23 Oct, 11:54


إيران لن تستسلم...
حتى يتم القضاء على آخر شيعي عربي !
وحتى تُغسل أدمغة الناشئة عبر القنوات التي تضخُّ التضليل بنوع ضيوفها ومُحلّليها وخبرائها الذين تختارهم بانتقائية عالية.. لتؤكد للشعوب العربية وللشباب أن إيران هي البطل
هي الشجاعة
هي الأصدق
هي الأشرف
هي الفارس الصامد المجروح الذي يُعاني من سهام من يدافع عنهم ولكنه يتجاوز تنكّرهم له لأنه يحبهم ومنهم وفيهم ..
هي آخر المُحترمين !
==
إيران لن تستسلم حتى تعُمّ الفوضى في كُل عواصم الدول الإسلامية السُنيّة
لتكون جاهزة للقضم السريع ..
فلم تكتفِ ببغداد وببيروت وبدمشق وباليمن ... بل ازدادت شهيّتها توحُّشا بعد أن وجدت لها ظهيرا من أكثر عُلماء الأُمّة التزاما وتمسُّكا بالثوابت وتأثيرا على الناشئة ممن قالوا : مش وقته وخلينا بالمعركة الأكبر ومش مهم العقيدة الآن والناس تُذبح خلينا بالأهم ..!
ازدادت قوّة بعد أن صدّق بعض القوم استعراضها ودجلها ودافعوا عنها وخسروا أحبابهم وكُل من خالفهم وكأنها ( الله ) .. والله أن حُرمات الله تُنتهك وبعض القوم يعتبرون تأجيل الإشارة إليها حكمة وحسن تدبير .. ولكن إذا ذكرنا إيران دون تبجيل..فنحن الصهاينة والعملاء والخونة والضخّ الإعلامي المليشياوي مستمر لتأكيد ذلك !

ملاحظة:
الإشارة الى خبث إيران لا يعني أننا نُمجّد المُتخاذلين والمُتصهينين والمُتفرّجين من أصحاب القرار في كُل الدول الإسلامية .. بل نبرأ إلى الله من صمتهم وتخاذلهم وشراكتهم وتآمرهم مع العدوّ الصهيوني الذي يُبيد شعبا مُسلما في غزة كُل ذنبه أنه انتفض في وجه كيان دمويّ احتلّ أرضه وهجّر أجداده وحاصره واستكثر عليه أن يُقاوم الظلم والاستبداد والاستيطان والإذلال اليوميّ طيلة عقود..

الإشارة الى خُبث إيران لا يعني التقليل من قُبح كُل الأنظمة التي طبّعت وتُطبّع وتشارك العدوّ الصهيوني هُمومه وأحلامه وتختزل شرور الأرض بحماس او بالإخوان المسلمين..
الحقيقة تقول:
أن تلهث خلف إيران .. مثل أن تلهث خلف أي دولة مُطبّعة ..
فلا الأولى يعنيها أمرك ولا الثانية تراك أصلا ..

فاحذروا تلاعب القنوات الإعلامية - التي تدّعي النزاهة - بك والتي تُسمِعكم ما تُريدون سماعه لتستعبدكم وتزيد في استغفالكم وما أسهل الآن أن أكتب لكم ما يجعلني الأولى عندكم وأحمي نفسي من طعنكم وقلّة أدب بعضكم .. ولكني لستُ هنا لأخدعكم .. ولن أعيش معكم أوهامكم الجميلة أبدا ..

أكرر:
إيران لن تستسلم...حتى يتم القضاء على آخر شيعي عربي !
والأيام بيننا ..

احسان الفقيه

22 Oct, 19:25


وهل مصاعب الحياة التي نُواجهها يوميا .. تُساوي الوقوف في هذا الطابور الطويل؟!
هل أيّ قطعة لم نجدها بين الكراكيب التي تراكمت والمُشتريات التي قد لا نستخدمها؛ قد تُساوي ما ينقص هؤلاء القوم الذين استكثر عليهم أقبح أهل الأرض شبه مدارسَ أو مبانٍ مُهدّمة مكشوفة أو خيام مُترنّحة استوعبت أوجاعهم بعد التهجير ولملمت جراحهم بعد النزوح ؟
هل من لذّة قد نتذمّر لأننا حُرِمنا منها قد تُساوي لذّة وضع رأسك فوق وسادة تحت سقف رحيم بك لن تُؤتَى من قبله، ولن يُفتّت أحشاءك أو لُبّ دماغك ذات قصف همجيّ غادر؟
هل من طاقة إيجابية أعلى من تلك الطاقة التي قد تطير بها روحك وأنت تحمد ربّك أنكَ نجوتَ أثناء نومك لهذه الليلة أيضا.. فهاهي أطرافكَ معك في مواضعها..
وها هي أحشاؤك لم تتناثر بعد، وقد تنتهي الحرب بعد قليل وقد تنجو ؟!
ما الحرمان يا عزيزي؟
ما الفقد؟
ما الطاقة السلبية التي لديّ ولديك؟
ما الذي ينقُصني أنا وأنت؟
ما الذي قد يُفتّت كبدكَ وأنت تتحسّس وجه صغيرك وتستشعر أنفاسه دون أن تغفو والاحتمالية المُرجّحة أن لا تلسعك لهيب أنفاسه غدا أو أن لا تجد له رأسا كاملا بعد يومين؟!
هل من حرمان يُساوي حرمانك من أربعة جدران تُواري تمزُّقك وقلّة حيلتك وتخلّي العالم عنك؟
هل تكره جيرانك؟
عن أيّ جار سوء تتحدثون؟!
هل تكره أبناء قبيلتك؟
عن أي خذلان تتحدثون؟!
هل تكره الدنيا؟
ماذا رأينا من جحيم الدنيا؟
هل تكرهون التقسيم غير العادل للثروة؟
ماذا رأيتم من التقسيم غير العادل لأبسط مُقوّمات الحياة؟
هل الروتين يقتلك؟
هل تعلمون معنى الاستقرار؟
الروتين هو المطلوب رقم واحد في حياة أولئك الذين أسقط الجبابرة من وحوش الأرض بيوتهم - التي بُنيت بماء عيونهم -بكبسة زر أمام عيون العالم كله؟
الروتين والملل هو المرغوب رقم واحد .. في حياة أولئك الذين كُلّما نكّل بهم تُجّار الحروب وتعالى على جراحهم المنافقون من عُرب ومن عجمِ، كُلّما رفعوا شعارهم العتيق : ( نُحبّ الحياة ما استطعنا إليها سبيلا)؟
ما السبيل الى الروتين والملل عند من لا يمتلكون رفاهية التفكير بالغبطة وراحة البال؟
اللهم إني آمِنَةٌ في سربي، مُعافاة في بدني غارقة بنعمكَ وبفضلك ومن غير حول مني ولا قوّة .. أعجز عن أداء شكرك وأخجل من طلب المزيد..
اللهم اغفر لي تقصيري واغفر لي غفلتي واغفر لي قلّة حيلتي واغفر لي سوء تقديري واغفر لي لعثمتي وقدّرني على فعل أي شيء قد يُحدث في حياة إخوتي المنكوبين فرقا..
اللهم إشارة من عندك أو دليل !
اللهم كما أنعمت عليّ بالإسلام وبالإيمان ..كما سترتني ورزقتني وآمنت روعاتي وحفظتني وولدي وأبي وأهلي وأحبابي ..
أنعِم عليّ بقوّة منك وتوفيق لأفعل من أجل أيّ مُستضعف ومظلوم أقابله في حياتي - أو أراه في البعيد أو أسمع عن مأساته- امنحني التوفيق والقدرة والقوّة لأفعل شيئا يُخفف عنه أو يساهم في التخفيف عنه ولو بنوم ليلة هانئة في بيت آمِن ولو بوجبة طازجة ولو بثوب دافئٍ ساتر ..
اللهم قوّة ..
اللهم قوّة
اللهم قوّة منك وقُدرة وحُسن تدبير ..
اللهم إني لا أسألك خِفّة الحِمل ولكني أسألك قُوّة الظهر ..
اللهم أنت المُعين وحدك
أنت الخالق الرازق المُعزّ المُذِلّ القاهر القادر المُتجبّر الواحد الأحد الصمد الحيّ القيوم الذي ليس كمثله شيء..
ارحمنا وارحم ضعفنا وضعف إخوتنا ونجّنا ونجّهم من القوم الظالمين..

احسان الفقيه

21 Oct, 19:15


منافق ودنيء من نشر وتداول أي صورة من الصورتين !!

احسان الفقيه

21 Oct, 12:47


اعذروني ... من حقّي أن يكون لي وجهة نظري الخاصة المُستقلّة..
أنا لا أعترف بأي مُقاومة ضدّ العدوّ الصهوني .. إلا المقاومة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني والتي تُوجّه سلاحها للعدوّ الدموي المُحتلّ ...

أي أحد من خارج فلسطين خاصة من تورّط بسفك دماء المدنيين خدمة لمشاريع أخرى.. فسيتم اعتباره قاتلا مُجرما كما الصهاينة تماما..

المسألة لا علاقة لها بدين أي طرف.. بل بأفعاله واقترافاته وبإيذائه للمدنيين..

نسأل الله النصر والعزّة والتمكين لإخوتنا المُجاهدين في غزّة وعموم فلسطين
وحفظ الله المدنيين في لبنان من كل سوء

احسان الفقيه

21 Oct, 12:01


منافق من نشر هذه .. وأكثر منه نفاقا من نشر تلك ..
فلا السنوار قال هذا.. ولا مُفتي المملكة قال ذلك ..
الصورتان جزء من الخراب الذي نعيشه.. والذباب الالكتروني المُموّل من دولة حملت عبء القضاء على الإسلام كُلّه لا على الإسلام السياسي وحسب والتي أعلنت أكثر من مرّة أنها "الوعد بشرق أوسط جديد؛ وهي ذات الكلمة التي تتردّد على لسان نتنياهو الآن .. تلك الدولة التي تعتبر إفراغ الإسلام من محتواه ومضمونه وماهيته ومقاصده العليا - إلا بعض طقوسٍ روحانية لا تتدخّل في مفاسد حاكم ولا في موبقات نظام حاكم- تعتبر ذلك من أهم أهداف وجودها ..

تلك الدولة هي التي تُموّل فلول الذباب التي تعمل على تفكيك جسد أهل السنّة والجماعة تحديدا لأنها تعلم أن أهل السنة لو اجتمعوا على قلب رجل واحد يستطيعون فعل ما فعله عظماء أمّتنا من الفاتحين الأوائل..

نسأل الله تعالى أن يحفظ علماء المملكة ويحفظ المملكة العربية السعودية ويعزّ أهلها الذين نعرف جيّدا معدنهم ومُنطلقاتهم ونعلم من يُحاول التشويش عليهم وتشويه صورتهم من خلال الذباب نفسه وبعض المارقين الذين لا يتجاوز عددهم حِمل بغل أعرج .. نسأل الله أن يحفظهم ويحفظ بلدهم من كل سوء وكُل بلاد المُسلمين..

ونسأل الله تعالى أن يحفظ أهلنا و إخوتنا في غزّة وينصر المجاهدين فيها وفي عموم فلسطين وأن يُثبّت أقدامهم ويدحر عدوّهم وعدوّنا وأن يرُدّنا إليه ردّا جميلا ..

رحم الله شهيد الأمّة البطل يحيى السنوار والشهيد اسماعيل هنيّة وكُل شهداء الأمّة.. والله القادر بقوّته وجبروته وبقدرته على خلقه على أن ينتقم من كُلّ من ذكرهم بسوء بعد استشهادهم...
ونسأل الله أن يكشف ألاعيب الدُول والجهات التي تلاعبت بعقول الجماهير وأقنعتهم أن لا تحرير للقدس إلا بسقوط مكّة .. وأن الصهاينة لن يتم دحرهم إلا بتفكيك العالم الإسلامي ونشر الفوضى في ربوعها..
نسأل الله أن يكشف زيف وخُبث وتلاعب إيران ومن يتبعها في كُل الدول العربية والإسلامية..
وما ذلك على الله بعزيز ..

استقيموا بنيّة النصر.. يرحمنا ويرحمكم الله !

احسان الفقيه

21 Oct, 05:39


هذا ما قاله عماد أبو زمر شقيق سمر أبو زمر، زوجة الشهيد يحيى السنوار والذي يعرف عدد المرات القليلة التي قابل فيها الشهيد، لكنها كانت كفيلة بالتعرف إلى طباعه .
يكمل أبو زمر:" حنون، طيب ، بود منقطع النظير وصاحب أخلاق طيبة؛ هذه أبرز صفاته، حينما أتى لخطبة شقيقتي سمر كان بسيطا جدا، لا يهوى اقتناء الكثير من الثياب، قميصين يرتديهما في كل المناسبات، وحتى يوم عرسه، استعار سترة العريس من صديقه، ليُزف بها، كان زاهدا في الدنيا رحمه الله"
في هذا اللقاء؛ يتحدث حصريًا عماد شقيق زوجة القائد الكبير يحيى السنوار؛ عن صفات نبل التصقت بهذا الرجل؛ وعن وجع رافقه في افتراقه لساعات طويلة بل لأيام، عن أهله وأسرته.
يقول عماد، إنّ يحيى السنوار الذي نعرفه؛ لم نر منه يوما لؤما ولا غدرا ولا خشونة في المواقف؛ آخر ما يفكر به نفسه، ولا يوجد في قراره نفسه أدنى لؤم أو غلظة، ولا ممالقة لأحد، كانت أمي تحبه كثيرا، وحينما تزوج شقيقتي قال لأمي:" أنا مشتاق جدا لطبخ الحاجة رضا، يقصد امه رحمها الله، والتي كانت قد توفيت قبل الإفراج عنه، فطلب من أمي أن تطبخ له الحماصيص، والرمانية، والكرش، والبامية ، وهي أكلات شعبية قديمة، حتى طعامه كان بسيطا، لم يكن يحب الطعام الجاهز ولا يأكله" كانت أمي تقول:" أحب ابنتي لأجل زوجها" لكثرة محبتها له وإعجابها بصبره وثباته وقوته، " لا أذكر أن شقيقتي شكت منه يوما، كان طيب المعشر محبا لها، يقدرها لأبعد حد"
وأكثر ما كان يلفت نظر أبو زمر في لقاءاته القليله مع السنوار، أنه كان متلهفا للعناية والاهتمام بأطفاله، يطعمهم أولا، وحينما يتأكد أن الجميع تناول طعامه، يأكل ، كان قد منعهم من استخدام أي وسائل تكنلوجيا، لظروفهم الأمنية، مع أن ابنه إبراهيم قد أكمل 12 عاما، لكنه كان ممنوع حتى من استخدام (الجوال)
الشهيد يحيى السنوار كان مشجعا لزوجته على العلم، فهي سيدة فلسطينية تحمل درجة الماجستير، سخرت نفسها لتكون أما قبل كل شيء، ودفعت الأثمان الكبيرة أيضا لتحافظ على حياة أسرتها في ظل وضع أمني حساس ، أنجبت ثلاثة أطفال إبراهيم نجله البكر؛ ثم عبد الله؛ ثم طفلته رضا التي أسماها على إسم امه.

تنقلت عائلة أبو زمر من خيمة لخيمة شأنها شأن الناس، رغم أن والدة زوجة الشهيد سيدة مريضة بسرطان العمود الفقري، أقعدها المرض، ونامت على أرض خيمة دون سرير لأشهر طويلة ولا زالت، تعاني من حرمانها من العلاج والدواء، وهي أم الشهداء أيضا، فلسمر" أم إبراهيم" شقيقان شهيدان من كتائب القسام وهما عبد الله وحسن أبو زمر.
يضيف عماد: "طيلة هذه الأعوام؛ لم تشتك أختي يوما منه أو من أي سوء معاملة؛ بل كان الخوف يساورها دوما عليه، ودوما تتحدث عن خصاله الطيبة".
ويتذكر عماد موقفا جمعه مع القائد أبو براهيم، في يوم ما "كان في ضيافتنا، وكنت أحمل كيس قمامة؛ فأصرّ أن يحمله معي؛ ثم قام برميه في الحاوية؛ فتمزق الكيس بالقرب منها؛ فذهب أبو إبراهيم بيده وقام بجمعها مرة أخرى ورميها في الحاوية".
هذا الموقف يلخص بساطة القائد وتواضعه؛ في مشهد يعبر عن حياة كاملة؛ عاشها مع أسرته وأسرة زوجته.
نتيجة ظروفه الأمنية المعقدة؛ والتصاقه الدائم بعمله كرئيس لأكبر تنظيم مقاوم في فلسطين؛ ومسؤول عن مليوني فلسطيني ونصف في قطاع غزة، حرم أطفاله من أدنى حقوق الطفولة.
يكمل أبو زمر: "الأصعب كان غيابه الطويل عن البيت؛ كان يجلس لأيام خارجه بفعل عمله؛ وكانت غصة دائمة في قلبه، بأنه لا يستطيع تعويض أطفاله، وكان يشعر بالتأنيب الداخلي أنه لا يستطيع القيام بهذا الدور بسبب ظروفه الأمنية المعقدة التي حرمتهم من أبسط حقوق الطفولة بحضن والدهم".
"نسفت الصورة الأخيرة لرحيل السنوار مشتبكا، كل الدعاية الإسرائيلية التي روجتها بوجوده بنفق مع عائلته، وهذا ما نفاه عماد مؤكدا أنه "لم يختبأ لا هو ولا أطفاله ولا زوجته ولا عائلته، وكان الرجل ملتصقا بمقاوميه ومع أبناء شعبه"، واعتبره "مدرسة أمنية لقنّت الاحتلال دروسا قاسية حتى في رحيله".

احسان الفقيه

20 Oct, 22:21


هذه الكلمات ليست تقديسا لشخص السنوار، وليست كلاما عاطفيا تُزين به صفحات النشر، لكنها اعتراف بأن هذا المناضل الذي قضى عمره أسيرا ومقاوِما وشهيدا ومثله من الأبطال، هم أولى الناس بأن يتم تنصيبهم كقدوات لهذه الأجيال التي افتقدت القدوة والمثال. ترجّل الفارس، واستراح من كيد بعض بني جلدته بعد أن ذرف الدمع يوما لتخاذلهم، استراح من اتهامه بالعمالة والمأجورية والعمل لصالح إيران والكيان الإسرائيلي، استراح من نزيف القلب على هذه الأمة المتخاذلة التي لم تعد تعرف قدرها ومكانتها ولا صديقها من عدوها، استراح أبو إبراهيم وقد ترك للتاريخ هذه اللقطة الأخيرة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
===
إحسان الفقيه
https://alquds.co.uk/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%82%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%b5%d9%85%d9%88%d8%af/

احسان الفقيه

20 Oct, 22:21


السنوار واللقطة الأخيرة...
==
لو كان بمقدوره أن يرسم لنفسه نهاية، لما استطاع القائد يحيى السنوار أن يصنعها لنفسه على هذا النحو، الذي جعل منه أيقونة في النضال والكفاح، تأخذ مكانها البرّاق في ذاكرة الناس والتاريخ.
شيخٌ تجاوز الستين، يجلس بجراحه القاتلة على أريكة بين أنقاض البيت المُتهدّم، يأخذ نصيبه من الأنفاس المتبقية له في الحياة، بعدما خاض اشتباكا لساعات طويلة مع جيش الاحتلال بجنوده وآلياته، ثم يطلق الجبناء مسيّرة داخل المبنى لتتفقد الأوضاع، فيلتفت إليها برأسه الواهن، ثم يلقي عليها عصا كانت في يده، ولم يدخل الصهاينة المكان، إلا بعد معاودة قصفه، وهم لا يدركون أن ذلك البطل الأبيّ هو نفسه يحيى السنوار، الرجل الذي ترتعد لذكره فرائصهم.

هذه اللقطة الأخيرة في حياة السنوار، فجّرت في الذاكرة ينابيع أدبيات النضال من قصص بطولية للسابقين، أو أشعار حماسية تتواءم مع اللقطة.
فمن رأى حاله من العجز البدني وهو يصر على أن يضرب بآخر ما في جعبته، ويلقي عصاه على المسيرة كأنه يسعى لتخليد مبدأ الكفاح حتى الرمق الأخير، فقد يستدعي من التاريخ مشهد الشاعر الضرير يحيى بن يوسف الأنصاري الصرصري، الذي كان يجهز الحجارة عندما دخل هولاكو بجيشه بغداد، فرماهم بها، فهشم جماعة منهم، فلما خلصوا إليه قتل أحدَهم بعكّازه ثم قتلوه، فكان إعذارا إلى ربه، أن بذل كل ما بوسعه لمقارعة العدو.

وسبحان من قدر الأقدار، فهذا بطل آخر في عصرنا يحمل الاسم ذاته يحيى السنوار، تعوقه الإصابات القاتلة عن النهوض، فيضرب المسيرة بعصاه، ولم يسأل حينها عن جدوى الرمية، لكنها نفوس الأحرار المناضلين، لا يتركون وسيلة إلا واستفرغوا الوسع في تسخيرها لصالح قضيتهم. ومن نظر إلى صموده مع دمه الذي ينزف وجسده الذي تهشم ولم يرفع الراية البيضاء، ربما استدعى المقولة المأثورة عن شيخ المجاهدين عمر المختار، الذي قال وهو في الأغلال لعدوه: «نحن لا نستسلم، إما أن ننتصر أو نموت».

ومن نظر إلى يده اليمنى المهشمة التي شدّ عليها ما يوقف به نزيف الدم، ليواصل القتال، ربما استدعت ذاكرته شعر الفلسطيني الراحل محمود درويش إذ يقول: «سقطتْ ذراعك فالتقطها.. واضرب عدوك.. لا مفر».

اللقطة الأخيرة للسنوار، نسفت كل مزاعم الاحتلال ومن تخندق معه من المطبعين، فهذا هو السنوار الذي زعموا أنه يتحصن بالأنفاق ويدع رجاله يموتون في الميادين ويترك شعب غزة للموت في العراء، هذا هو السنوار الذي زعموا أنه يحيط نفسه بدروع بشرية من الأسرى الإسرائيليين لتأمين حياته، هذا هو السنوار الذي زعموا أنه يتخفى في ملابس النساء بين الناس، هذا هو السنوار الذي زعموا أنه ينشد الخروج الآمن من غزة، قد بيضت صفحته من حيث لا يحتسب، ونسفت نهايته المشرفة كل الروايات المضللة دون أن يطلق تصريحا واحدا، فهذا هو السنوار الذي يقاتل في الصفوف الأمامية مع أنه ليس ملزما بذلك، يقاتل وهو في لباس القتال حتى الرمق الأخير، على ظهر الأرض لا تحتها.

اللقطة الأخيرة في حياة السنوار التي سربها أحد الجنود، وجد الاحتلال نفسه متورطا في التعامل معها، دون محاولة التضليل في نهاية السنوار، وأغلق على نتنياهو الباب أمام اختلاق نهاية مذلة للبطل الفلسطيني، وإنها لضربة قاصمة للاحتلال، حيث إن اللقطة جعلت من السنوار بطلا فريدا من نوعه، وأضيفت إلى سجل انتصاراته رغم مماته، حتى إن أحد الصحافيين الإسرائيليين كتب عن نهاية السنوار وهو يكتنفه القهر: «الحقيقة المحزنة أنه حتى في وفاته انتصر».

لقد أثارت اللقطة أقلام الجماهير والمشاهير في الداخل والخارج والشرق والغرب لأن تسجل إعجابها بهذه البطولة الفريدة، ولم يكتب في عكس الاتجاه، إلا أولئك الذين ارتموا في أحضان التطبيع، واتخذوا من المقاومة الفلسطينية هدفا ومرمى لتحميلهم كل كوارث العالم، وكانوا في ذلك صهاينة أكثر من الصهيوني.

اللقطة الأخيرة للسنوار ترجمت وتوّجت عشق هذا الرجل للشهادة، فهو الذي كان يفصح عن خوفه لا من الموت، بل خوفه من أن يموت مرضا أو دهسا، وليس في ساحات النضال، وهو الذي كان يتحدى العدو بالمسير في الشوارع معربا عن كون استهداف العدو إياه أفضل هدية يمكن أن يقدمها له. اللقطة الأخيرة للسنوار وهو يجلس على مقعده أعادت للأذهان جلوسه على مقعد مشابه بين الأنقاض والركام، فكأنه كُتب لهذا الرجل أن يتحدى أعداءه بهذه الجلسة، كأنه يقول سوف نبقى دائما هنا، هذا عرشنا لن نبرح مكاننا، أو كأنه يقول نحن المنتصرون رغم الجراح والأنقاض.
اللقطة الأخيرة في حياة السنوار ستلهم هذا الجيل والأجيال اللاحقة بأن طريق النضال هو سبيل العزة والكرامة والرفعة، حتى إن لم يكتب للسائرين فيه أن يروا بأمّ أعينهم بشائر النصر.

احسان الفقيه

20 Oct, 09:10


قلوبنا تتفطر على #بيت_لاهيا و #جباليا،لكن ينبغي التذكير أن الصمت الذي قُوبل به تدمير ومسح حواضر الأمة في #العراق و #اليمن و #سوريا، هو من جرّأ الصهاينة على هذه الهمجية، ونحن نرى تكتيكاتهم في استنساخ استخدام البراميل المتفجرة ضدهم.
لعل هذا تذكرة لحواضرنا المُتبقّية حماها الله وحفظها..

د.أحمد موفق زيدان

احسان الفقيه

20 Oct, 07:39


تم عزل خالد بن الوليد رضي الله عنه من قيادة الجيش، على الرغم من كفاءته وانتصاراته في المعارك.
وقد كان خالد قائداً عسكرياً بارزا وشرسا في مواجهة المُعتدين وأهل الباطل وأبهر الناس بانتصاراته خلال الفتوحات الإسلامية، حتى أن بعض القوم بدأوا ينسبون هذه الانتصارات لشخصه بشكل مباشر، مما أدى إلى نوع من التعظيم والإفراط في تقديره.

فلمّا تولى عمر بن الخطاب الخلافة بعد وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، قرر عزل خالد بن الوليد من قيادة الجيش وتعيين أبو عبيدة بن الجراح مكانه.

هذا القرار لم يكن انتقاصًا من قدر خالد أو التشكيك في قدراته العسكرية، بل كان عمر يخشى من أن يبدأ الناس في تعظيم خالد بن الوليد بشكل مفرط، وينسبون النصر والنجاح إليه بدلاً من أن ينسبوه إلى الله تعالى "من بيده ملكوت كل شيء ".

قيل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال في هذا الشأن: “إني لم أعزل خالدًا عن سخطٍ أو خيانة، ولكن الناس فتنوا به، فخشيت أن يُوكلوا إليه ويبتلوا به، فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع، وليس خالد”.

كان هدف عمر بن الخطاب هو تصحيح مفهوم التوكل على الله وحده، وأن النصر لا يأتي من الأشخاص بل من الله. بغض النظر عن قدرات الإنسان، يبقى الله هو الذي يحقق النتائج.

هذا الموقف من عمر يمثل تطبيقًا عمليًا لمبدأ رفض الغلو في الأشخاص وتقديسهم مهما بلغت مكانتهم، ويعكس التزام الصحابة بمفهوم التوحيد الصحيح.

عزل خالد بن الوليد كان قرارًا حكيمًا للحفاظ على عقيدة المسلمين سليمة، وتأكيدًا على أن النصر من عند الله، وأن الأشخاص ما هم إلا وسائل لتحقيق إرادة الله.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله” (رواه البخاري).

ينهى النبي عن الإفراط في مدحه كما غالت النصارى في مدح عيسى بن مريم عليه السلام، ويؤكد على عبوديته لله.

•الإمام مالك بن أنس: قال “لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها”. أي أن العودة إلى نهج السلف الصالح وتجنب الغلو هو السبيل إلى الصلاح.


شيخ الإسلام ابن تيمية: قال “الغلو في الصالحين سبب لفتنة الناس ووقوعهم في الشرك”.
كان يحذر من تجاوز الحد في تعظيم الأشخاص الصالحين أو من أقدموا على أفعال عظيمة ، لأن ذلك قد يقود إلى الشرك.



الإسلام يدعو دائمًا إلى الاعتدال والتوسط،

“وكذلك جعلناكم أمة وسطا”
وهذه الوسطية تشمل جميع جوانب الحياة الدينية، بما في ذلك عدم الغلو في الأشخاص مهما بلغ صلاحهم.

والله من وراء القصد ..

وكل لبيب من الإشارة يفهم !

احسان الفقيه

19 Oct, 19:31


ولبيان الحقيقة في أجلى صورها حول أن الإخوان المسلمين هم أحد دعائم الاستقرار في الأردن، نقول إنه في أواسط التسعينيات وفي ذروة الخلاف بين الإخوان وبين الملك الحسين -رحمه الله- على خلفيّة توقيع (وادي عربة مع الصهاينة) جرى احتفال في إحدى المناسبات الوطنية في الزرقاء، حضره الملك الحسين، تكلم فيه محافظها ورئيس بلديتها، وبإيحاءات من أربابهم -حينها- لمزوا في الإخوان، وحرضوا عليهم، فالفرصة مواتية، والقول مقبول ومصدق، فكان يقف خلف الملك حينها الدكتور إسحاق الفرحان حفظه الله وبارك في إخلاصه لدعوته، فاستأذن من الملك حسين أن يسمح له بالمغادرة أو يسمح له بالردّ على افتراءات خصوم الإخوان ، فقال له الملك -رحمه الله- ألا يكفيك أن أرد عنك، قال بلى.
حينها قام الملك حسين وألقى كلمة مدوية دافع فيها عن الإخوان، وكذّب ما وُجه لهم من تهم وافتراءات، فبُهت الذين نافقوا، وبلعوا ألسنتهم، وأطبقوا عليها أفواههم.هنا يخطر ببالي الهوّة الواسعة بين الملك عبدالله الثاني وبين أكبر فصيل سياسي أردني محترم ومنظم والتي ساهم بصنعها ( طقم مستشاري السوء)؛ حيث لم يلتقِ بقياداتهم خلال ست عشرة سنة من حكمه إلا مرة واحدة، وكان لقاءً غير مريح لغاية منتصفه، تشوبه علامات التشكيك الممزوجة بمعلومات مغلوطة عن الإخوان

.فإن لم يكن أكبر فصيل سياسي مُنظّم يحرك الشارع الأردني جديرًا بلقاء ملك البلاد كي يصل معه لنقاط الالتقاء فمن الأولى منهم؟!(يا ليت بعض العقلاء الشرفاء ممن يحيطون القصر الملكيّ الأردني العامر بالبطانة الفاسدة، أن يوصلوا هذا الكلام للملك بعد أن تعطّلت ناقلة البريد واستولى الأشرار في بلدي على أُذُن الراعي وخبز الرعية).

وبعد هذا السرد الموثق أعلاه للعلاقة الراسخة بين النظام الأردني الهاشميّ وجماعة الإخوان المسلمين، نقول:إن لوبي الفساد وقراصنته في الأردن استطاعوا أن يشوّهوا صورة الإخوان وأن يثيروا حولها الغبار والشبهات في فترة حرجة من حكم الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وربما أثاروا في نفسه الريبة؛ لذلك، واجبٌ عليّ كأردنية تنتمي لكل ما هو أردني طيب وعادل أن أُذكر النظام الأردني:أن جماعة الإخوان المسلمين هي أكبر عونٍ لكم في محاربة الفكر المتطرف إن كنتم جادّين في ذلك، عبر شبابهم المُنفتح وفكرهم النير الوسطي الراشد.جماعة الإخوان المسلمين ليست لأبنائها فقط، وإنما هي لكل الأردنيين الطيبين. فلِمَ الإقصاء؟ ولمصلحة من؟

من مقالة "هل الاخوان المسلمون في الاردن خطر على العرش الهاشمي؟"
===
نُعيدها لضرورة أخلاقية عند مسوخ القوم المُرتبطين بدُولٍ جعلت مشروع القضاء على جماعات الإسلام السياسي من أهمّ أهداف حياتها..
ممن نراهم نشطوا منذ أمس في التحريض على أحد أهم مكونات النسيج الاجتماعي الأردني ..
ليتكم تتحدثون عن الأعداء الحقيقيين للأردن كما تتحدثون عن جماعة أثبتت ولاءها للعرش الهاشمي والتي نتّهمها بالعادة بالبراغماتية والتمييع والتزلّف لأنها تُجامل الفاسدين أحيانا وتتجاوز عن المفاسد حين يقتضي الأمر وليتها تسلم ..!!

ونعلم أننا نختلف مع جماعة الاخوان المسلمين في أشياء ليست هي ذات الأشياء التي تشغلكم يا معشر العلمانيين والليبراليين واليساريين والمنافقين المُتقافزين حول القصر الذي لن يظلّ واحدا منكم مدافعا عنه إذا تعرّض هو أو رموزه للأذى( لا قدّر الله) .. بل ستكونون أوّل الهاربين إلى البعيد الذي يُشبهكم ..

احسان الفقيه

19 Oct, 19:30


لمن يعتبر جماعة الإخوان المسلمين خطرًا على الدولة الأردنية والهاشميين،
اقرأ هذا في دراسة للكاتب السعودي (مشاري الذايدي) التي نشرها في على حلقات في صحيفة (الشرق الأوسط السعودية)، يذكر الذايدي في دراسته أن (ممدوح العبادي ) أحد الوزراء السابقين ومن السياسيين البارزين من ذوي الخلفيات العلمانية، قد قال:“أنا لا أتفق مع كثير من أفكار الإخوان، لكن هم الحزب الوحيد الذي لم يضرب الدولة الأردنية منذ خمسين عامًا مضت“.يقول أيضًا الكاتب السعودي: “تكرست علاقة الإخوان أكثر بالنظام بعدما انحازوا إلى صفه ضد المحاولة الانقلابية سنة 1957، والتي دبرها الناصريون والقوميون بتواطؤ مع رئيس الحكومة الناصري سليمان النابلسي، حيث كان الملك حسين يشعر بذلك وينتظر لحظة كشف الأوراق، وقد مهد لذلك بمزيد من التقارب مع الإخوان، فعقد الإخوان مؤتمرات واجتماعات جماهيرية لحشد الدعم للملك حسين نصرة للإسلام وضد الشيوعية والإلحاد“.

ويقول الكاتب السعودي أيضًا: “حدثني الأستاذ داود قوجق أمين 6السر الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين نقلًا عن المراقب العام الأسبق للجماعة المرحوم محمد عبد الرحمن خليفة، أنه ذهب حينها إلى الملك الحسين رحمه الله، فوجده قد اتخذ احتياطات خاصة تحسبًا لأي طارئ في تلك الليلة التي أعد البعثيون فيها العدة للانقضاض على العرش الهاشمي، فما كان منه إلا أن وعد الملك بأن الإخوان سيحبطون انقلاب (المعارضة) بانقلاب (موالاة) يعيد الأمور إلى نصابها، وهذا ما كان. ونزلت حشود الإخوان المسلمين إلى وسط البلد عند مطعم (جبري) وصدت البعثيين واليساريين واشتبكت معهم بقوة دفاعًا عن الهاشميين“.

المحطة التاريخية الفاصلة التي هددت العرش الهاشمي بعد ذلك، كانت أحداث أيلول الأسود عام 1970، ولكن العلاقة التاريخية بين الإخوان والعرش كانت أقوى من أي (عاصفة)، يقول الباحث السعودي:“هذه العلاقة التاريخية التي أشار إليها العبادي والمعشر عمادها الدم في بعض اللحظات، كما حصل حينما انحاز الإخوان بشكل سياسي، كما يصف البعض موقف الإخوان حينها، إلى صف الحكومة في مواجهتها مع الفصائل الفلسطينية المسلحة بقيادة ياسر عرفات في سبتمبر (أيلول) 1970“.وفي موضع آخر يقول الكاتب مشاري الذايدي: “(بسام العموش) الإخواني القيادي المعروف في الأردن، والذي خرج بعد خلاف عاصف مع الإخوان سنة 1997 وأصبح مستقلًا، يقول: (الإخوان لم ينحازوا لطرف ضد طرف في حرب أيلول؛ بل لزموا الحياد، مع وجود رغبة دفينة بانتصار النظام الأردني على تلك الفصائل المسلحة)“.ويتابع العموش: “أذكر أن ياسر عرفات استدعى ثلاثة من قيادات الإخوان في الأردن، ومنهم ذيب أنيس -نائب سابق في البرلمان عن الزرقاء- إلى جبل الحسين في عمان، وأخبرهم بنيته القيام بعمل عسكري ضد الملك حسين بحجة أن النظام ضد المقاومة، فرفض الإخوان وتحديدًا ذيب أنيس ذلك، واعترضوا عليه قائلين: ليس لك حجة في ذلك، وبندقيتنا موجهة من أجل العمل في فلسطين، فغضب عليهم أبو عمار غضبًا شديدًا“.

العموش يقول: (لا يوجد أي خلفية إقليمية في موقف الإخوان من حرب أيلول، وليس صحيحًا القول بأنه موقف صاغه التيار الشرق أردني داخل الحركة، لقد كان موقفًا إجماعيًا من الإخوان).

في هبة نيسان عام 1989 والتي انطلقت شرارتها من معان، لتعم معظم مدن الجنوب وتصل إلى مادبا والسلط على أطراف العاصمة عمان، ورغم أن الانطلاقة كانت عفوية وغير منظمة ومعظم المشاركين فيها من التقليديين العشائريين؛ إلا أن الأحزاب اليسارية والقومية استثمرتها ووجهتها وقادتها في حين أن الإخوان المسلمين نأوا بأنفسهم عنها تمامًا، وعارضوا السلوك العنيف للمحتجين والذي تمثل في تخريب الممتلكات العامة والخاصة، وكان لهم دور بارز في الوقوف سندًا للنظام بغية إعادة الهدوء وتهدئة الخواطر.

وقد التقى الملك حسين كلًا من القيادي البارز في الجماعة الدكتور عبداللطيف عربيات ونائب معان آنذاك الأستاذ يوسف العظم رحمه الله (كلًا على حدة) طالبًا منهم النصح والمشورة، حيث لم يبخلا عليه بذلك، وكان من ثمار هذه اللقاءات عودة الحياة البرلمانية في انتخابات نزيهة لم تشهدها الدولة الأردنية إلى الآن.عام 1997، انطلقت (ثورة الخبز) التي دارت رحاها في معان والكرك، وسقط فيها ضحايا وجرحى وأثرت سلبًا على الأجواء العامة، وكما برز اليساريون والبعثيون في هبة نيسان كان دورهم جليًا في هذه الأحداث أيضًا، أما الإخوان المسلمون فقد أحجموا عن المشاركة الشعبية العنيفة في الشارع بينما وقفوا بخطابهم السياسي مع تظلمات المحتجين، وانبرى خطباؤهم يهاجمون السياسات الحكومية التي أوصلت البلاد إلى هذه الحالة مقترحين سبلًا للعلاج خروجًا من هذه الأزمة،

احسان الفقيه

19 Oct, 08:39


هناك لا شك فئة من أهل غزة يلومون في قرارة أنفسهم فصائل المقاومة، ويتهمونها بالعجلة والتسرع وعدم تقدير الأمور بشكل صحيح، ويودون لو أن طوفان الأقصى لم ينطلق، لكنهم مع ذلك يلتزمون الصمت، رضًا بقضاء الله وحرصا منهم على عدم المشاركة في التشغيب على المقاومة، التي هي في الأصل تتألف من فلذات أبنائهم.
هؤلاء- على الرغم من الضعف الذي تسلل إليهم- يستحقون كل تقدير، لتقديمهم المصالح العليا على شؤونهم الخاصة، وحرصهم على ألا يكونوا شوكة في ظهر المقاومة التي تناضل ضد المحتل الصهيوني.
مثل هذه الأوجه من الضعف البشري ينبغي استيعابها، وعدم القسوة في الحكم عليها، والأهم من ذلك عدم استغلالها لتصفية حسابات سياسية وأيديولوجية مع المقاومة.
والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
===
إحسان الفقيه

احسان الفقيه

19 Oct, 08:38


هذا الشعب قد صقلته المحن، لم يعتد يومًا حياة الدعة ورغد العيش، فهو المُحاصَر المقاوِم، ألِفَتْ عيون بنيهِ مرأى الرموز الشامخة، الذين صارت أخبارهم يسير بها الركبان؛ أحمد ياسين، والرنتيسي، ويحيى عياش، وصلاح شحادة، وإسماعيل هنية.. والقائمة طويلة لمن غرسوا بنضالهم وكفاحهم في هذا المجتمع، ونعم الغرس!.

لذا، لم يكن غريبًا على أهل غزة رغم اشتداد المحنة، أن يكونوا ظهيرًا لأبنائهم المقاومين، تلوح من أعينهم حين يتحدثون أمارات التحدي للصهاينة، يستخفون بالأطلال والأنقاض وهم يهتفون: نحن فداء للأقصى، افعل ما شئت بنا يا نتنياهو فلن نركع.. شأنهم كسحرة فرعون الذين آمنوا وواجهوا تهديدات الطاغية بقولهم {فاقض ما أنت قاض إنّما تقضي هذه الحياة الدُّنيا}.

هذه الجماهير- رغم قساوة المشهد- لم تنقلب على مقاومتها، ولم تسلمها إلى أعدائها. ولا يحدثني أحد أن عدم ثورتها على المقاومة هو بسبب الخوف من حركة حماس وجهازها الأمني، فإن الموت والجوع والخوف يُخرج الناس عن التزام الصواب، والذي فقد أهله ويواجه الموت كل لحظة مم يخاف؟

وكما أنه يقال في القاعدة الفقهية “النادر لا حكم له”، فكذلك الأمر في الحالات النادرة التي ظهر فيها بعض ضعاف النفوس الذين عملوا لصالح الصهاينة في غزة، فهؤلاء لا يعبرون عن حال سكان القطاع.

وفي مقابل الظهور الإيجابي المعبر عن صمود شعب غزة والتفافه حول المقاومة، يظهر بعض الأفراد معبّرين عن سخطهم على المقاومة، واتهامها بالتسبب فيما يعانيه القطاع، ويصبون جام غضبهم على السنوار وأبي عبيدة وقادة المقاومة.. وبطبيعة الحال، تتلقف المنابر الإعلامية الضالة المضلة مثل هذه الأنباء، وتقوم بالطنطنة حولها لإظهار المقاومة في صورة الجماعات المتطرفة، الباحثة عن مصالحها السياسية والحزبية ولو على أشلاء الشعب المقهور.

هذه العينات حقيقة لا يمكن إنكارها، ومن يحاول إنكارها وتكذيبها فهو يضر المقاومة ولا يفيدها بشيء.

لكن، ينبغي أن يقال إن أهل غزة بشر، تتفاوت طاقاتهم وقدراتهم على الصمود، من الطبيعي أن يضعف فئام منهم، أو يعبروا عن سخطهم إزاء ما يعانون من دمار مساكنهم، ونزوحهم المستمر، وقلة الزاد وشظف العيش، والأدهى من ذلك فقدان الأحبة.. هم ليسوا ملائكة حتى ننتظر منهم المثالية في مواقفهم.

هذا الضعف البشري الذي ينتاب البعض منهم، ويُفقدهم صوابهم ويدفعهم إلى إظهار السخط، هو أمر مألوف في الأزمات، ومن الطبيعي في هذه الحالات أن ينقم البعض على ولاة أمورهم ويلقوا باللائمة عليهم، حتى وإن كانوا لم يتسببوا في أزمتهم بشكل مباشر.. ومن هنا استوعب عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) سخط المرأة التي بلغ بها وبأولادها الجوعُ مبْلغه، فقالت له، وهي لا تعرفه: “الله بيننا وبين عمر”، قال: رحمك الله، وما يُدري عمر بكم؟ قالت: “يتولى أمرنا ثم يغفل عنا”.

لكن من غير المقبول أن يتم التعامل مع حالات الضعف البشري هذه على أنها خيانة للقضية، والذي يذهب إلى ذلك الظن يتحدث غالبا وهو آمن في سربه ممتلئ البطن متكئًا على أريكته، يلتهم المكسرات ويضرب أزرار هاتفه مهاجمًا إياهم، فالجميع شجعان أشاوس قطعًا وهم خلف الشاشات.

ومن غير المقبول أيضًا، أن يتم استغلال حالات السخط هذه، والادعاء بأنها تمثل الحال التي وصل إليها أهل غزة؛ فهو من ناحية تزويرٌ للواقع الذي يُظهر أن الغالبية من سكان غزة لا نقمة لهم إلا على نتنياهو وحكومته المتطرفة، وعلى المتخاذلين عن نصرة غزة من الأمة الإسلامية والأمة العربية، وعلى المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين كالعادة.

ومن ناحية أخرى فهو من عمل المرجفين الذين انطوت سرائرهم على كراهية المقاومة، التي فضحت المطبعين والمتصهينين من أمتنا، وفيها كذلك ترديد للرواية الإسرائيلية التي تريد أن تقنع العالم بأنها تحارب عصابة إرهابية لا الشعب الفلسطيني الذي لا يقبل بها في النيابة عن قضاياه.

احسان الفقيه

19 Oct, 08:30


"أوَلَم تُهزموا أمام إسرائيل حين حاربتموها تحت رايات قومية و يسارية وعلمانية؟أولم تكن نكستكم مُروعة؟
أولم يتمدد المشروع الصهيونى الاستيطاني الدموي الوحشي أكثر تلك الحروب التي تُسمّونها حروب ؟
لماذا المقاومة الإسلامية فقط هي التي شكلت تهديدا وجوديا حقيقيا للكيان المحتل؟
بعض القوم يختل ميزانهم عندما يتعلق الأمر بجماعة إسلامية تحمل القضية الفلسطينية أو أي قضية إسلامية أو حتى إنسانية فوق رأسها ما دامت ذخيرتها عقائدية...
فمنظور بعض النُخب الفكري يضيق عن فكرة إسلامية تسع الجميع.
وهذا مستغرب من مجموعة من النُخب تعلم تمام العلم وتعرف تمام المعرفة كيف حمى الإسلام الأقليات الدينية عبر التاريخ ..

لا يجد العلمانيون العرب حرجًا في تمجيد أداء المجاهدين في ساحات الوغى، حين يقومون بما يعجزون عنه. لكنهم لا يترددون في الوصاية عليهم ونصحهم بالتخلي عن عقيدتهم في وقت السلم وبفوقية واستعلاء شوفيني مُقرف!"

احسان الفقيه

19 Oct, 08:05


لا أستطيع إلا أن أفكر بحال الأمهات المحاصرات مع أطفالهن في مخيم جباليا في هذا الوقت. كيف يهدأ الأطفال في وسط هذا الكابوس الذي يعيشونه؟ وإن هدأوا قليلًا كيف تتمكن الأمهات من التحايل على جوع بطونهم الخاوية وعلى جفاف حلوقهم من قلّة الماء؟
أطعمهم من جوعٍ يارب وآمنهم من خوف.

احسان الفقيه

18 Oct, 18:05


أوتدرون ما تُقدّمه الكتابة لي؟
- تُتيحُ لي التمسُّك بكُل جزء انفصل عني .. حتى الوجوه التي غادرتني وما غادرتني.. حتى البلاد التي سكنتها وما سكنتني وحتى الخيارات التي كانت على عجل .. وحتى الضحكات المؤجّلة واللقاءات المُشتهاة و الوعود التي أريدها ولا أريدها بل وأهرب منها وأتآمر عليها ..
لديّ ثمانية كُتب.. لم ترَ النور بعد.. وقد لا تُبصرها عيون قُرّائي أبدا . لأنني صدّقت أن مجد الكتابة العظيم لا يتأتّى إلا حين تتحوّل كلمات الكاتب الى مقصلة .. إلى مطر . ومزاريب وطفولة لا تكبر وشيخوخة ترتدي ثوب وقارها المزعوم .. أن أجعل القارئ يبكي ويضحك في آن ..أن يُحبّ كل شيء بي كما أحبّ أمه في مرحله .. أن يشعر بالمسؤولية نحوي كما شعر بها تجاه أصغر شقيقاته ...أن لا ينساني كما لم ينسَ تلك التي هزّت عرش قلبه لأول مرّة .. أن يحرص عليّ كما يحرص على ابنته والجارة العجوز والخالة الطيبة التي نسيها الزمان فوق سطح قرية بعيدة لا يدري عن أمر بؤس أهلها أحد ..
أن أدفعه للمضي قُدُما وهو يحمل ذات الكراكيب التي أدعوه للتخلص منها كلها لكي ينجو . أن أجعله ينفض الغبار عن روحه ويجمع ذلك الغبار نفسه ليوم ذي مسغبة سوف يأتي ثم يمضي ثم يهمس لي في البعيد شكرا ...


أقنعوني أن مجد الكتابة العظيم في أن أجد الحلول ...
ولا زلت أبحث لك ولي عن حلول ..
فانتظرني !

احسان الفقيه

18 Oct, 13:45


"ما الفائدة التي جلبها لهم كل ما كتب حتى الآن ، إذا كان لا يزال لديهم نفس الظلمة الروحية؟ فهم يقرؤون ويسمعون عن الحق والرحمة والحرية ، ومع ذلك يكذبون حتى الموت من الصباح إلى المساء ، ويخشون الحرية ويكرهونها."

- تشيخوف

احسان الفقيه

18 Oct, 12:40


ما هي يوميات الكاتب؟ ما هي التحديات التي يواجهها يوميا؟ ما هي أسباب فشله في كل زواجاته؟ ما هي أهم منعطفات حياته؟ لن تعرف كل ذلك ممن يكره الكاتب ولن تُدرك حقيقة ما هو عليه وكيف وصل الى هذه التوليفة التي هو عليها الآن.. ممن أحبه . .
لتعرف اي كاتب.. عليك ان تسعى بكل قوّتك وطاقتك لتلتقيه ولو بذلت عشر سنين من عمرك وأنت تحاول...
انا بحثت عن أشخاص أحببتُ ما قالوا وكتبوا وما فعلوا ... ولم أندم والله على كُل الذين جعلوني أبتسم من قلبي وأردد: أن تسمع بالمُعيدي خيرا من أن تراه ..
احيانا بل أغلب الوقت.. من الأفضل أن تحب الكاتب ولا تسعى للقائه أبدا .. ولكن إياك ان تحكم عليه وتعتبر نفسك شديد الذكاء وأنت تتحدث عن سيرته وتركيبته من مجرد أنك وجدت كلاما عنه، معه او ضدّه، في قوقل ..
احذر !

احسان الفقيه

18 Oct, 12:36


الأُلفة الحقيقية بين قارئ وكاتب.. لا ولن تُوفّرها لك ويكيبيديا !!

احسان الفقيه

18 Oct, 10:47


فولبير يقول: السفر يجعلنا متواضعين اكثر؟
ما معنى ذلك؟
السفر يُرينا حجمنا الطبيعي في العالم، المكانة الحقيقية التي نحتلها في العالم.. الحجم الواقعي والحقيقي الذي لا نُشكّل فيه جزءا من نقطة غير مرئية على الكوكب..

احسان الفقيه

18 Oct, 08:28


To view keyboard shortcuts, press question mark
View keyboard shortcuts
Messages
مما اتفقت عليه كلمة أهل السنة أن الإيمان قول وعمل، ويقصد بالقول: قول القلب بالتصديق وقول اللسان، ويقصد بالعمل: عمل القلب من الإخلاص والنية الصالحة والحب والخوف والرجاء وغيرها من العبادات القلبية، وعمل الجوارح المعروف.

وأصل الإيمان في القلب وأعمال الجوارح ثمرة له ودليل عليه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : «فأصل الإيمان في القلب، وهو قول القلب وعمله، وهو إقرار بالتصديق والحب والانقياد، وما كان في القلب فلابد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه أو ضعفه، ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجِب إيمان القلب ومقتضاه وهي تصديقٌ لما في القلب».

كان أهل القرون المفضلة يركزون على تلك الحقيقة التي أرساها الدين، أن الإيمان قول وعمل، وأن أعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان، كما قال الله تعالى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143]، أي: صلاتكم إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة لن تضيع كما قال ابن كثير وغيره من المفسرين، فسمى الصلاة التي هي من أعمال الجوارح إيمانًا، وهو ما دل عليه الحديث (الإيمان بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان).

وهذه حقيقة ينبغي الانتباه إليها، فليست العقيدة الإسلامية مجموعة من التصورات النظرية التي يختزنها العبد في أرشيف الذاكرة دون أن يكون لها صدى في واقعه وآثار على جوارحه وسلوكه، فالعقيدة الصحيحة هي التي تترجم إلى عمل ينفع صاحبه في الدنيا والآخرة.

الارتباط بين العقيدة والعمل ينبغي أن يكون أصلًا من أصول الدعوة والتربية الإسلامية، يستصحبها الدعاة في حركاتهم وسكناتهم وبرامجهم الدعوية والتربوية، فليست العقيدة حزمة من المعلومات النظرية التي تصيغ تصورات الإنسان عن الله والكون، إنما هي عقيدة حية، تحيي القلوب والأبدان للتحرك صوب تحقيق العبودية لله تبارك وتعالى وإعمار هذا الكون بمنهج الله.

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على هذا الربط، فعندما جاءه رجلٌ يسأله عن الساعة، قال له: (وما أعددت لها)؟، فوجّه السائل إلى ما ينفعه من الأعمال الصالحة التي تنفعه إذا قامت الساعة ووقف بين يدي الله للحساب، خاصة وأن علم الساعة من مفاتيح الغيب التي لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل.

فالمطلوب من الدعاة الربط دائما بين الكلام عن العقيدة وبين التوجيه للسلوك العملي، ويلاحظ في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن رؤية الله تعالى يوم القيامة أنه لم يكتف بتقرير الرؤية، لكنه وجّه معها إلى العلم بمقتضى هذا العلم فقال «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا»، ثم قرأ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130]، فحوّل الحديث عن مسائل العقيدة وهي رؤية الله إلى برنامج عملي وهو الصلاة.

ولما زفّ النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه البشارة بأن سبعين ألفا من أمته يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، أرشدهم إلى ما يُنال به ذلك الفضل العظيم من الأعمال الصالحة، ولم يتركهم أسارى التمنِّي، فبين صفاتهم بقوله (هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون).

لقد انعكس هذا المسلك النبوي على سلوك صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فكان التركيز على العمل لا الاكتفاء بالعلم النظري في مسائل التوحيد، يخبرهم نبيهم صلى الله عليه وسلم (ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له) فآمنوا وصدقوا، ولم يصرفوا تركيزهم في ما لا طائل من السؤال عنه ولا سبيل إلى إدراكه، فلم يسألوا عن كيفية النزول، وإنما اتجهت همتهم لإطالة القيام بالليل والناس نيام، والاستغفار في الأسحار.

فحريّ بالدعاة أن يعلموا الناس العقيدة بحيويتها الدافعة إلى العمل لا الاقتصار على حشد المعلومات، فإنما الإيمان قول وعمل، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

==
إحسان الفقيه
https://al-sharq.com/opinion/18/10/2024/%D8%AD%D9%8A%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9

From al-sharq.com
No file chosen
21,563 characters remaining
احسان الفقيه
30.4K posts

See new posts
احسان الفقيه

@EHSANFAKEEH
أحلم بإسلام يمشي على الأرض لا في الفيسبوك ويُغرد في سماء بلادي لا فوق شجر تويتر،أحلم بك تُقدم النُصح بذوق،تسعى للعدل،تنتمي للحق أينما كان/تصنيفي صعب!
Writerممن أنعم الله عليهم بالإسلامehssanalfakeeh.comBorn December 10, 1978Joined March 2014
21.2K Following
1.3M Followers
Posts
Replies
Highlights
Articles
Media
Likes
احسان الفقيه’s posts
Pinned
احسان الفقي