-(أبو نصر القشيري الأشعري):
قال فيه السبكي : الإمام العلَم ، بحرٌ مغدِق ، وحَبْرُ زمانه إذا قيل كعب الأحبار ، وهُمام مقدّم ، وإمام تقتدي به الهداة وتَأْتَم..
وقال الذهبي : الشيخ الإمام المفسر العلاّمة.
-(أبو جعفر العباسي الحنبلي):
قال فيه ابن الجوزي : كان عالماً فقيهاً ، ورعاً عابداً ، زاهداً ، قوالاً بالحق ، لا يُحابي ، ولا تأخذه في الله لومة لائم.
حصل بينهما في القرن الخامس الهجري مناوشات.. القشيري يرد على ابو جعفر الحنبلي بأنهم مجسمة ومشبهة والحنبلي يرد على القشيري بأن الأشاعرة مبتدعة معطلة.. فحصلت فتنة أدت الى الاقتتال وقتل من أتباعهما عدد..
بلغ الأمر الى الإمام فاستدعاهما الوزير نظام الملك ليصلح بينهما فاستدعى جماعة من كبار العلماء عسى أن يصلوا الى كلمة سواء من خلال الحوار والنقاش.. ولكن هيهات ...
ولم يمض سنة على انطفاء الفتنة حتى اشتعلت مرة ثانية وأدت إلى حرب بين الطرفين كان ضحيتها عشرين قتيلاً ، يقول ابن كثير وهو يتحدث عن حوادث سنة (470هـ) : وفي شوال منها وقعت فتنة بين الحنابلة وبين فقهاء النظامية ، وحمى لكل من الفريقين طائفة من العوام ، وقتل بينهم نحو مـن عشرين قتيلاً وجرح آخرون ، ثم سكنت الفتنة...
وعندما علم الإمام أن هذا الأمر لا ينتهي عبر الحوار منع الناس من الخوض في هذه المسائل وأمر بنفي وسجن من يؤجج ما يسمى في عصرنا بخطاب الكراهية..
ذكر ابن كثير في البداية والنهاية وابن الجوزي في المنتظم أنّ هذه الفتنة أدت إلى حبس الشريف أبي جعفر العباسي ، ونفي ابـن القشيري مـن بغداد..
وعاد الناس إلى أعمالهم وشؤوناتهم وتوجيه الطاقات إلى ما ينفع الأمة ويحفظ بيضتها..