قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

@d_alghamdi


قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

22 Oct, 10:31


▪️ هِدَايَةُ الحَيْرَان
بِكَلَامِ الرَّحْمَن▪️

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم

يقولُ خَلِيلِي: إنَّ نفسي تَوَلَّتِ
عنِ الصالحاتِ العالياتِ وضَلَّتِ

أُغالِبُها حِينًا، وحِينًا تَقُودُني
فهل من شِفَاءٍ يا خَلِيلِي لِعِلَّتِي؟

فقلتُ لَهُ: إنَّ الشِّفَاءَ مُيَسَّرٌ
وفيهِ رَوَاءُ القلبِ من كلِّ غُلَّةِ

عليكَ بما قدْ قالَ عنهُ إلهُنا:
شِفَاءٌ لِمَا في الصَّدْرِ من كلِّ عِلَّةِ

فكيفَ يكونُ النُّورُ في كَفِّ سائرٍ
ويَهْلِكُ بعدَ التِّيهِ مِنْ أَجْلِ ظُلْمَةِ؟!

الرَّوَاء: الماءُ العَذْبُ، والكثيرُ المَرْوِيّ.
والغُلَّة: شِدَّةُ العَطَشِ وحَرَارَتُه.
والتِّيه: تاهَ في الأرض: أَيْ: ذهب مُتَحَيِّرًا، وضَلّ.


وكَتَبَ: عليُّ بنُ سَعْدٍ الغامِدِيُّ المَكِّيّ.
عَصْرَ الِاثنينِ: ١٨/ من رَبِيعٍ الآخِر/ ١٤٤٦.
بمَكَّةَ أُمِّ القُرَى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

15 Oct, 15:39


نظم: ‏فقه البلاء.

حداء الشيخ الفاضل: ناصر العنزي، جزاه الله خيرًا.
https://youtu.be/jGiGxx0ohH0?si=Mo7JkD10XN5Yz-gG

وهذا النظم والتعليق عليه:
https://t.me/D_alghamdi/478

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

14 Oct, 10:32


◻️ التَّوْصِيَة ؛ بالتَّزْكِيَة◻️

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي يُزَكِّي من يشاء، والصلاة والسلام على إمام الأَزْكِياء، وعلى آله وصحبه أُولِي الزَّكَاء.

أما بعد: فقد يَأْنَف بعض أُولِي العلم من الكلام في أبواب تزكية النفوس، والتأليف فيها، ويرون أن هذا من عمل الوُعَّاظ والقُصَّاص!

على أن التزكية من مقاصد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ).
وتزكية نفوس المَبْعُوث إليهم تكون بتعليمهم التزكيةَ، ودعوتِهم إليها.

وهو الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب الله، وسُنَّته.

وسار السلف الصالح على ذلك.
فتعليمهم التزكيةَ ودعوتُهم إليها أكثر من أن تُحصَر.
وقد ضَمَّنُوها مصنفاتهم.
وما الكتب الستة عنا ببعيد، فأبواب التزكية كثيرة فيها.

بل بعض أئمة السلف خَصَّ أبوابًا من التزكية بالتصنيف.
كمن صنف في الزهد، كابن المُبَارَك (ت: ١٨١)، والمُعَافَى بن عمران (ت: ١٨٥)، ووَكِيع بن الجَرَّاح (ت: ١٩٧)، وأَسَد بن موسى (ت: ٢١٢)، وأحمد بن حَنْبَل (ت: ٢٤١)، وهَنَّاد بن السَّرِيِّ (ت: ٢٤٣)، وأبي داود (ت: ٢٧٥)، وأبي حاتِم (ت: ٢٧٧).
وكلها مطبوعة.
على أنها لم تقتصر على الزهد في التزكية؛ وإن كانت عَنَاوِينها تدل على الاقتصار عليه في الجُمْلة.

فينبغي لأُولِي العلم أن يسيروا على هذا المِنْهَاج: فيَعْتَنُوا بالنظر فيما يُزَكِّي أنفسهم من الكتاب والسنة، وأقوال السلف الصالح، وسِيَرهم، وكُتُب أهل الشأن، ويعلِّموا الناس ذلك، ويدعوا إليه.

وقراءة القرآن بالتَّدَبُّر أنفع ما تَتَزَكَّى به النفوس.

ولَمَّا قَصَّر طائفة من أُولِي العلم في أسباب التزكية قَصَّروا في زكاة نفوسهم، وفي تعليمهم الناسَ التزكيةَ، ودعوتِهم إليها.

قال ابن الجَوْزيِّ (ت: ٥٩٧) في (صَيْد الخاطِر: ص: ٢٩١):
"رأيت الاشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يَكاد يكفي في صلاح القلب؛ إلا أن يُمزَج بالرَّقائق، والنظر في سِيَر السلف الصالحين.

فأما مُجَرَّد العلم بالحلال والحرام، فليس له كثير عمل في رِقَّة القلب.
وإنما يَرِقُّ القلب بذكر رَقَائق الأحاديث في أخبار السلف الصالحين.
لأنهم تناولوا مقصود النقل، وخرجوا عن صور الأفعال المأمور بها إلى ذَوْق معانيها والمراد بها.

وما أخبرتُك بهذا إلا بعد مُعَالَجَة وذَوْق ...

وقد كان جماعة من السلف يقصدون العبد الصالح للنظر إلى سَمْتِه وهَدْيِه، لا لاقتباس علمه.
وذلك أن ثمرة علمه هَدْيُه وسَمْتُه.

فافهم هذا وامزُج طلب الفقه والحديث بمُطَالَعَة سِيَر السلف والزُّهَّاد في الدنيا ليكون سببًا لرِقَّة قلبك".

والحمد لله الذي إليه المُنْتَهى.


وكتب: علي بن سعد الغامدي المكي.
ليلة الاثنين: ١١/ من ربيع الآخِر/ ١٤٤٦.
بمكة أم القرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

12 Oct, 19:59


فقه البلاء

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

12 Oct, 19:58


ولذلِكَ قِيلَ: يَجِبُ للعاقِلِ أَنْ يَلْتَزِمَ حِينَ مُصَابِهِ ما لَابُدَّ للأَحْمَقِ مِنْهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ».
(١٠) والرِّضَا بالِابْتِلَاءِ مُسْتَحَبٌّ عَلَى الصَّحِيحِ.
والشُّكْرُ للهِ عَلَى البَلَاءِ أَحَبُّ مِنَ الرِّضَا بِهِ، وهُوَ أَعْلَى المَرَاتِبِ، ولا يُطِيقُهُ إِلَّا الصِّدِّيقُونَ.
قالَ ابنُ القَيِّمِ (ت: ٧٥١) في (الفَوَائِدِ)، عَنِ المَصَائِبِ: «ثُمَّ الشُّكْرُ عَلَيْهَا.
وهُوَ أَعْلَى مِنَ الرِّضَا.
وهَذَا إِنَّما يَتَأَتَّى مِنْهُ إِذا تَمَكَّنَ حُبُّهُ مِنْ قَلْبِهِ، وعَلِمَ حُسْنَ اخْتِيَارِهِ لَهُ، وبِرَّهُ بِهِ، ولُطْفَهُ بِهِ، وإِحْسَانَهُ إِلَيْهِ بالمُصِيبَةِ وإِنْ كَرِهَ المُصِيبَةَ».
(١١) رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: «وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا»، أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ.
وقالَ أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ (ت: ٤٠١):
وَكُلُّ كَسْرٍ فَإِنَّ الدِّينَ يَجْبُرُهُ
وَمَا لِكَسْرِ قَنَاةِ الدِّينِ جُبْرَانُ
(١٢) فالِابْتِلَاءُ نِعْمَةٌ لفَضَائِلِهِ الَّتِي سَلَفَ ذِكْرُ بَعْضِهَا.
قالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ (ت: ١٦١): «كَانَ يُقَالُ: لَيْسَ بِفَقِيهٍ مَنْ لَمْ يَعُدَّ الْبَلَاءَ نِعْمَةً، وَالرَّخَاءَ مُصِيبَةً»، أَخْرَجَهُ ابنُ المُبَارَكِ في الزُّهْدِ والرَّقَائِقِ.
وقالَ الفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ (ت: ١٨٧): «لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ حَتَّى يَعُدَّ الْبَلَاءَ نِعْمَةً، وَالرَّخَاءَ مُصِيبَةً»، أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ في حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ.
وقالَ ذُو النُّونِ المِصْرِيُّ (ت: ٢٤٥): «مَنْ لَمْ يَعُدَّ الْبَلَاءَ نِعْمَةً فَلَيْسَ مِنَ الحُكَمَاءِ»، أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ في حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ.
وعَدُّ البَلَاءِ نِعْمَةً في مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُتَقَدِّمِ: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ».
ولا يَخْفَى أَنَّ النِّعْمَةَ والخَيْرَ اللَّذَيْنِ في البَلَاءِ لا يُدْرِكُهُمَا إِلَّا مَنْ صَبَرَ.
(١٣) وهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى الغَالِبِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)، والنُّصُوصُ في هَذَا كَثِيرَةٌ.
(١٤) الدَّاهِيَة: المُصِيبَة.
والمَعْنَى: أَنَّ فَضَائِلَ الِابْتِلَاءِ كَمَا أَنَّها لا تُسَوِّغُ الدُّعَاءَ بوُقُوعِ البَلَاءِ فكَذَلِكَ لا تُسَوِّغُ تَرْكَ الدُّعَاءِ بكَشْفِ البَلَاءِ بَعْدَ وُقُوعِهِ، بَلِ ادْعُ اللهَ بِكَشْفِهِ.
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمْ تُؤْتَوْا شَيْئًا بَعْدَ كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ مِثْلَ الْعَافِيَةِ، فَاسْأَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ"، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

12 Oct, 19:58


◻️ فِقْهُ الْبَلَاءِ ◻️

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حَمْدًا لِرَبِّي الطَّيِّبِ
            مُصَلِّيًا عَلَى النَّبِي

وَبَعْدُ: فَاسْمَعْ جُمَلَا
             تُهِمُّ مِنْ فِقْهِ الْبَلَا

إِنَّ الْبَلَاءَ وَاقِعُ
           وَذَاكَ أَمْرٌ قَاطِعُ(١)


يَكُونُ بِالضَّرَّاءِ
              كَذَاكَ بِالسَّرَّاءِ(٢)

قَدْ جَاءَ فِي الْبُخَارِي
             قَوْلُ خَلِيلِ الْبَارِي:

"مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ
خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ" الْبَهِي(٣)

وَلِلْبَلَا لِمَنْ صَبَرْ
        فَضَائِلٌ تَعْلُو الْقَمَرْ(٤)

مُكَفِّرٌ، وَرَافِعُ
            وَلِلتَّعَالِي وَاضِعُ(٥)


وَمُوقِظُ الْقُلُوبِ
          مِنْ غَفْلَةِ الذُّنُوبِ(٦)

مُذَكِّرٌ بِالنِّعَمِ
        وَالْمُبْتَلَى ذِي الْأَلَمِ(٧)

لَا تَسْأَلِ اللهَ الْبَلَا
         وَاصْبِرْ إِذَا مَا نَزَلَا(٨)


وَالصَّبْرُ عِنْدَ أَوَّلِ
          صَدْمَةٍ اصْبِرْ تَنَلِ(٩)


وَارْضَ فَهَذَا مُسْتَحَبّْ
         وَالشُّكْرُ للهِ أَحَبّْ(١٠)

إنْ سَلِمَ الدِّينُ فَلَا
          يَضُرُّ بَعْدُ الِابْتِلَا(١١)

بَلْ عُدَّهُ مِنَ النِّعَمْ
      وَارْقَ بِهِ إِلَى الْقِمَمْ(١٢)


وَتُبْ إِلَى الرَّحِيمِ
             وَارْجِعْ إِلَى الْكَرِيمِ


فَإِنَّهُ مَا مِنْ بَلَا
           إِلَّا بِذَنْبٍ حَصَلَا(١٣)


وَادْعُ بِكَشْفِ الدَّاهِيَهْ
      فَلَيْسَ مِثْلُ الْعَافِيَهْ(١٤)


ثُمَّ خِتَامُ نَظْمِي
          بِالْحَمْدِ مِسْكِ الْخَتْمِ



وَكَتَبَ: عَلِيُّ بْنُ سَعْدٍ الْغَامِدِيُّ الْمَكِّيُّ.
ظُهْرَ الْأَرْبِعَاءِ: ٦/ مِنْ رَبِيعٍ الْآخِرِ/ ١٤٤٦.
بِمَكَّةَ أُمِّ الْقُرَى.

➖️➖️➖️➖️➖️➖️➖️➖️➖️➖️➖️➖️➖️

(١) وقَلِيلٌ مَنْ يَفْقَهُ هَذِهِ الحَقِيقَةَ القاطِعَةَ، الَّتِي قَطَعَتْ بها نُصُوصٌ كَثِيرَةٌ، وشَهِدَ بها الحِسُّ.
ومَنْ فَقِهَها حَقَّ الفِقْهِ أَعْقَبَتْهُ الصَّبْرَ، وأَوْرَثَتْهُ السُّلْوَانَ.
(٢) وقَلَّ مَنْ يَفْقَهُ أَنَّ البَلَاءَ يَكُونُ بالسَّرَّاءِ كَمَا يَكُونُ بالضَّرَّاءِ؛ كَمَا قالَ تَعَالَى: (وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، وقالَ سُبْحَانَهُ: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً)، والنُّصُوصُ في هذا كَثِيرَةٌ.
بَلِ الِابْتِلَاءُ بالسَّرَّاءِ أَجَلُّ، والصَّابِرُونَ عَلَيْهِ أَقَلُّ.
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ (ت: ٣٢) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «ابْتُلِينَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنَا، ثُمَّ ابْتُلِينَا بِالسَّرَّاءِ بَعْدَهُ فَلَمْ نَصْبِرْ»، أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ.
والصَّبْرُ عَلَى السَّرَّاءِ يَكُونُ بشُكْرِهَا.
(٣) البَهِيّ: الحَسَن، وهُوَ وَصْفٌ لقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَذْكُورِ.
وقَدْ خُفِّفَتْ ياؤُهُ في النَّظْمِ مُرَاعاةً لِتَمَامِ الوَزْنِ.
(٤) «لِمَنْ صَبَرْ»: قَيْدٌ في نَيْلِ هَذِهِ الفَضَائِلِ.
فمَنْ لَمْ يَصْبِرْ فَقَدْ فاتَتْهُ هَذِهِ الفَضَائِلُ.
فَلَا هُوَ بالَّذِي سَلِمَ مِنَ النَّوَازِلِ، ولَا هُوَ بالَّذِي أَدْرَكَ الفَضَائِلَ.
وما أَدْرَكَ إِلَّا الخُسْرَانَ المُبِينَ، والخِزْيَ المُهِينَ.
(٥) «مُكَفِّرٌ»: أَيْ: للخَطَايَا.
«وَرَافِعٌ»: أَيْ: للدَّرَجَاتِ.
«وَاضِعُ»: الوَاضِعُ ضِدُّ الرَّافِعِ، أَيْ: جَعَلَ البَلَاءُ التَّعَالِيَ وَضِيعًا.
(٦) قالَ ابنُ تَيْمِيَّةَ (ت: ٧٢٨) -كَمَا في جَامِعِ المَسَائِلِ-: «مُصِيبَةٌ تُقْبِلُ بِكَ عَلَى اللهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ نِعْمَةٍ تُنْسِيكَ ذِكْرَ اللهِ».
(٧) «وَالْمُبْتَلَى ...»: أَيْ: وَمُذَكِّرٌ البَلَاءُ بالمُبْتَلَيْنَ.
(٨) قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا»، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
والصَّبْرُ عَلَى البَلَاءِ وَاجِبٌ.
(٩) قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الصَّبْرَ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ»، أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ.
قالَ القاضِي عِيَاضٌ (ت: ٥٤٤) في (إِكْمَالِ المُعْلِمِ): «يَعْنِى الصَّبْرَ الَّذِى يَشُقُّ ويَعْظُمُ تَحَمُّلُهُ ومُجَاهَدَةُ النَّفْسِ عَلَيْهِ، ويَقِلُّ صابِرُهُ، ويُؤْجَرُ عَلَيْهِ الأَجْرَ الجَزِيلَ؛ عِنْدَ وُقُوعِ المُصِيبَةِ وهُجُومِها.
وأَمَّا بَعْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى وبَرْدِ المُصِيبَةِ وابْتِدَاءِ التَّسَلِّي فكُلُّ أَحَدٍ يَصْبِرُ حِينَئِذٍ، ويَقِلُّ جَزَعُهُ.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

07 Oct, 19:56


وِرْدُ الظَّمْآن، مِنْ كَلَامِ الرَّحْمَن

الوِرْدُ للقلبِ مِثْلُ الماءِ للشجرِ
إنْ طابَ طابَ الذي يُؤْتِيهِ مِنْ ثَمَرِ

فكُنْ ضَنِينًا بوِرْدِ القلبِ، وَارْقَ بِهِ
حَتَّى تُجَاوِزَ حَدَّ الشَّمْسِ والقَمَرِ

شعر: علي بن سعد الغامدي المكي.
وشرح البيتين على قناته في التليجرام:
https://t.me/D_alghamdi/470

وعلى اليوتيوب حداء الشيخ: خالد الزيادي:
https://youtu.be/pR443Jrq8PU?feature=shared
مونتاج: عبدالرحمن بن عبدالله هباد الغامدي.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

07 Oct, 07:33


حداء الشيخ القارئ: خالد الزيادي، جزاه الله خيرًا.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

24 Sep, 18:58


وبمِثْل هذه القراءة التي تكون آناءَ الليل وآناءَ النهار يُتعاهدُ القرآنُ؛ لئلا يَتفلَّتَ من حافظه.
كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّما مَثَلُ صاحِبِ القُرْآنِ كَمَثَلِ الإبِلِ المُعَقَّلَةِ، إنْ عاهَدَ عليها أمْسَكَها، وإنْ أطْلَقَها ذَهَبَتْ، وإذا قامَ صاحِبُ القُرْآنِ فَقَرَأَهُ باللَّيْلِ والنَّهارِ ذَكَرَهُ، وإذا لَمْ يَقُمْ به نَسِيَهُ"، أخرجه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْقُرْآنِ إِذَا عَاهَدَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ، فَقَرَأَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ إِبِلٌ، فَإِنْ عَقَلَهَا حَفِظَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَ عُقُلَهَا ذَهَبَتْ، فَكَذَلِكَ صَاحِبُ الْقُرْآنِ"، أخرجه عبد الرزاق وأحمد.

وأفضل مدة الختم سبعة أيام؛ لا سيما لحافظ القرآن.
وهو فعل الأكثرين من السلف، كما ذكر النَّوَوي (ت: ٦٧٦) في (التِّبْيان).
وقال ابن تَيْمِيَّة (ت: ٧٢٨) كما في مجموع الفتاوي: "وهذا الحديث يوافق معنى حديث عبد الله بن عمرو، في أن المسنون كان عندهم قراءته في سبع.
ولهذا جعلوه سبعة أحزاب، ولم يجعلوه ثلاثة ولا خمسة، وفيه أنهم حزبوه بالسور.
وهذا معلوم بالتواتر".
وهذه السبعة الأحزاب الواردة عن السلف الصالح جمعها بعضهم في قوله: "فَمِي بِشَوْق".
ولعل معناها: فمي بشوق إلى قراءة القرآن، أو فمي بشوق يقرأ القرآن.
فالفاء: يبدأ حِزْبها من الفاتحة.
والميم: من المائدة.
والياء: من يونس.
والباء: من بني إسرائيل، وهي من أسماء سورة الإسراء.
والشين: من الشعراء.
والواو: من والصافات، وهي من أسماء سورة الصافات.
والقاف: من قاف إلى آخر القرآن.

ولا ينبغي الختم في أقل من ثلاثة أيام إلا أن يكون من أجل فضل عارض.
قال ابن رَجَبٍ (ت: ٧٩٥) في (لَطَائف المَعَارف): "إنَّما ورد النَّهي عن قراءة القرآن في أقلَّ من ثلاثٍ على المداومة على ذلك.
فأمَّا في الأوقات المُفضَّلة -كشهر رمضان، خصوصًا اللَّيالي التي يُطلَب فيها ليلة القدر-، أو في الأماكن المُفضَّلة -كمكَّة لمن دخلها من غير أهلها-؛ فيستحبُّ الإكثار فيها من تلاوة القرآن؛ اغتنامًا للزَّمان والمكان.
وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمَّة، وعليه يدلُّ عمل غيرهم؛ كما سبق ذِكْره".

ولا يَغُرَّنَّك الشيطان فتترك بعض وِرْدِك من أجل إحسان التدبر، فإنما يريد انتقاص وِرْدِك.
ولكنِ اثبت على وِرْدِك، واجتهد في إحسان التدبر.
واعلم أن كثرة قراءة القرآن تُصلِح القلب ولو بعد حين.
فإذا صَلَح طلب التدبر من كل وجه.

ولا يَخْدَعَنَّك الشيطان بأن كثرة قراءة القرآن تُعِيقك عن طلب العلم على وجه الكمال.
بل يتيسر لك مع كثرة قراءة القرآن من خير الدِّين والدنيا ما لا يتيسر لك مع قِلَّتها.
فقد نَقَل ابن رَجَب في (الذيل على طبقات الحنابلة) وصيةَ العِمَادِ المَقْدِسي (ت: ٦١٤) الضِّيَاءَ المَقْدِسي (ت: ٦٤٣).
قال الضِّيَاء: "وَأَوْصَانِي وَقْتَ سَفَرِي، فَقَالَ: "أَكْثِرْ مِنْ قِرَاءَةِ القُرْآنِ، وَلَا تَتْرُكْهُ، فَإِنَّهُ يَتَيَسَّرُ لَكَ الَّذِي تَطْلُبُهُ عَلَى قَدْرِ مَا تَقْرَأُ".
قَالَ: فَرَأَيْتُ ذلِكَ وَجَرَّبْتُهُ كَثِيرًا.
فَكُنْتُ إِذَا قَرَأْتُ كَثِيرًا تَيَسَّرَ لِي مِنْ سَمَاعِ الحَدِيثِ وَكِتَابَتِه الكَثِيرُ، وَإِذَا لَمْ أَقْرَأْ لَمْ يَتَيَسَّرْ لِي".
وإني لَأعرف رجلًا كما تعرفون أبناءكم، مَنَّ الله عليه بالإكثار من تلاوة القرآن، فصار يختم كل أسبوع، وتيسر له مع ذلك كثير من أمور دينه ودنياه، لم يكن من أهلها من قبل، فشتان ما بين حالَيْه، وما أبعد ما بين منزلَتَيْه.

ولا يجد أحدكم حلاوة العبادة إلا بعد المُجاهدة والمُكابدة.

ومَن أَحَبَّ شيئًا طاوَلَ النُّجُومَ فطالَها، وحاولَ الصِّعابَ فنالَها.

والحمد لله الذي إليه المُنْتَهى.


وكتب: علي بن سعد الغامدي المكي.
ليلة الجمعة: ١٧/ من ربيع الأول/ ١٤٤٦.
بمكة أم القرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

24 Sep, 18:57


وِرْدُ الظَّمْآن، مِنْ كَلَامِ الرَّحْمَن

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل القرآن لعباده وِرْدًا، فكان لهم من بعد شقائهم سَعْدًا، ومن بعد ذُلِّهم مَجْدًا.
والصلاة والسلام على إمام القراء والمقرئين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:
الوِرْدُ للقلبِ مِثْلُ الماءِ للشجرِ
                 إنْ طابَ طابَ الذي يُؤْتِيهِ مِنْ ثَمَرِ

فكُنْ ضَنِينًا بوِرْدِ القلبِ، وَارْقَ بِهِ
                    حَتَّى تُجَاوِزَ حَدَّ الشَّمْسِ والقَمَرِ


قال الناظم: "الوِرْدُ للقلبِ مِثْلُ الماءِ للشجرِ":
المقصود بالوِرْد هنا: مقدار معلوم من القرآن، يُقْرَأ كل يوم.
ومن معاني الوِرْد في اللغة: الماء الذي يُورَد.
فدل على أن القرآن سُقْيَا للقلب.
وزاد الناظم هذا بيانًا بقوله: "مِثْلُ الماءِ للشجرِ": أي: كما أن الله يسقي الشجر بالماء فيحيى؛ فكذلك يسقي القلوب بالقرآن فتحيى.
ودلَّ على ذلك قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ}.
إلى أن قال: {اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
ومن تمام حياة الشجر طِيبُ ثَمَره.
كما قال الناظم: "إنْ طابَ طابَ الذي يُؤْتِيهِ مِنْ ثَمَرِ": أي: إن طاب الوِرْدُ طاب الذي يؤتيه هذا الوِرْدُ من ثَمَر.
والمقصود بالثمر الطيب هنا: الإيمان والعلم، والأعمال الصالحة والأخلاق الحميدة، وطُمأنينة القلب وانشراح الصدر، والبركة، ونحوُ ذلك.

وكلما زاد طِيبُ الوِرْد مقدارًا وكيفيةً زاد طِيبُ ما يؤتيه من الثَّمَر الطيب.
وكلما ضعف الوِرْدُ مقدارًا أو كيفيةً ضعف ما يؤتيهِ من الثَّمَر الطيب.
كالماء للشجر: فيطيب ثَمَرُ الشجر ويَرْدَى حَسَبَ سَقْيِهِ بالماء.

قال الناظم: "فكُنْ ضَنِينًا بوِرْدِ القلبِ":
"ضَنِينًا": أي: بَخِيلًا.
وقوله: "بوِرْدِ القلبِ": أي: بسُقْيَاهُ، وهو وِرْدُ القرآن.
فلا تَدَعْ وِرْدَك ما استطعت إلى ذلك سبيلًا.
فإن ضَعُفْت في يومك عن وِرْدِك من القرآن حفظًا وترتيلًا وتدبرًا فلا أقل من أن تأتيَ به نظرًا في المصحف مع الترتيل والتدبر.
فمَنْ لم يَقْوَ على الترتيل فليَحْدُر مع التدبر؛ لا سيما مع الوِرْد الكثير.
فإن ضعفت عن تدبر وِرْدِك كله فلا تضعف عن تدبر بعضه مع الحَدْر.
فإن ضعفت عن الوِرْدِ كله فأضعفُ العَزْم أن تأتيَ ببعضه، وليس وراء ذلك من العزم حَبَّةُ خَرْدَل.
أما التاركُ وِرْدَه كلَّه في يومٍ -بلا عذر- فقد حَرَمَ نفسَه من دَأْب الصالحين، وقلبَه من سُقْيَاه من القرآن، وجعل للشيطان عليه سبيلًا.

قال الناظم: "وَارْقَ بِهِ حَتَّى تُجَاوِزَ حَدَّ الشَّمْسِ والقَمَرِ":
"وَارْقَ بِهِ": أي: اصعد بوِرْدِك حتى تبلغ به غاية الكمال مقدارًا وكيفيةً.
ولذلك شبهه بتجاوز حد الشمس والقمر.
والرُّقِيُّ بالوِرْد يكون بالتدرج، كرُقِيِّ الدَّرَج يكون درجةً درجةً.
فمَن رامَ الكمالَ جُمْلَةً تركه جُمْلَةً، أو ترك جُلَّه.

ولا ينبغي أن يُخْتَم القرآن في أكثر من أربعين يومًا.
ففي مسائل الإمام أحمد، من رواية أبي داود، قال أبو داود (ت: ٢٧٥): سمعت أحمد يقول: "أكثر ما سمعنا أن يُخْتَم القرآن في أربعين".
وقال القُرْطُبي (ت: ٦٧١) في (التَّذْكار، في أفضل الأذكار): "والأربعون مدة الضعفاء وأُولِي الأشغال".

ولا يزالُ القارئ يتدرج حتى يقرأ وِرْدَه آناء الليل وآناء النهار، مع التدبر.
فهذا هو المَغْبُوط.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ القُرْآنَ، فَهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ، فَسَمِعَهُ جارٌ له، فقالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ، ورَجُلٌ آتاهُ اللهُ مالًا فَهو يُهْلِكُهُ في الحَقِّ، فقالَ رَجُلٌ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ"، أخرجه البخاري في صحيحه.
وهذا حَسَدٌ مَحمودٌ مُستحَبٌّ شرْعًا.
وهو أنْ يتمنَّى أن يكون حاله كحال صاحب القرآن، من غير أن يريد زوال هذه النعمة عن صاحبها.
ويُسمَّى الغِبْطةَ.
أي: إنَّ الحسدَ لا يكونُ مَحمودًا إلَّا في اثنتين.
وذكر منهما -وبَدَأَ به-: "رجلٌ علَّمه اللهُ القرآنَ، فهو يَتْلُوه آناءَ الليلِ وآناءَ النَّهارِ".
أي: يَتْلُوه في ساعاتِ الليل والنهار.
"فسَمِعه جارٌ له، فقال: لَيْتني أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فعَمِلتُ مِثلَ ما يَعمَلُ"، يعني: فتَلَوْتُهُ مِثْلَ جاري.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

14 Sep, 14:44


حِرْصُ السَّلَفِ الصالحِ على إخفاءِ عباداتِهِمْ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخرجَ ابنُ المُبَارَكِ (ت: ١٨١) في كتابِ: (الزُّهْدِ والرَّقائِقِ، ص: ٤٥) قولَ الْحَسَنِ البَصْرِيِّ (ت: ١١٠) رحمهُ اللهُ:
«إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَقَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَمَا يَشْعُرُ بِهِ جَارُهُ.
وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَقَدْ فَقِهَ الْفِقْهَ الْكَثِيرَ وَمَا يَشْعُرُ بِهِ النَّاسُ.
وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ الطَّوِيلَةَ فِي بَيْتِهِ وَعِنْدَهُ الزَّوْرُ وَمَا يَشْعُرُونَ بِهِ.
وَلَقَدْ أَدْرَكْنَا أَقْوَامًا مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْ عَمَلٍ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يَعْمَلُوهُ فِي سِرٍّ فَيَكُونَ عَلَانِيَةً أَبَدًا».

قلتُ: الحسنُ البصريُّ من كبارِ التابعينَ.
وهُوَ يحكِي حالَ من أدركَهُ من الصحابةِ والتابعينَ.

والأخبارُ عنِ السلفِ الصالحِ في هذا كثيرةٌ.

فقارِنْ حالَهم بحالِ كثيرٍ من الناسِ في زمانِنا؛ لا سيَّما مَن يصوِّرُ أعمالَهُ الصالحاتِ في العلمِ والعملِ، ثم يُظْهِرُها للناسِ أجمعينَ.

ولا يَغُرَنَّك الشيطانُ بأنَّ في إظهارِك هذا مصلحةً راجحةً، مِن حَثِّ الناسِ على الخيرِ، ونحوِ ذلكَ.
بل أمسِكْ عن هذا حتَّى ترسَخَ في العلمِ والعملِ.
وستعلمُ -بعدَ ذلك- أنَّ الخيرَ -كلَّ الخيرِ- في اتِّباعِ السلفِ الصالحِ، وستدركُ حينَئذٍ -على وجهِ الصدقِ والتحقيقِ- إنْ كان في إظهارِك عملَكَ مصلحةٌ راجحةٌ أمْ لا.

والحمدُ للهِ الَّذي إليهِ المُنْتَهَى.


وكتَبَ: عليُّ بنُ سَعْدٍ الغامِدِيُّ المَكِّيُّ.
ظهرَ السبتِ: ١١/ من ربيعٍ الأولِ/ ١٤٤٦.
بمَكَّةَ أمِّ القُرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

10 Sep, 16:27


‎⁨صلى عليه الأكرم⁩

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

02 Sep, 00:56


إِذا أَرَدتَّ المَغْفِرَهْ
والخَصْلَةَ المُكَفِّرَهْ

وشِئْتَ دِرْعًا واقِيَهْ
مِنَ الهُمُومِ الطَّاغِيَهْ

فَصَلِّ في إِكْثَارِ
على خَلِيلِ البارِي

صَلَّى عليهِ الأَكْرَمُ
ما فاهَ بالذِّكْرِ فَمُ


وكتب: علي بن سعد الغامدي المكي.
سحر ليلة الأحد: ٢٨/ ٢/ ١٤٤٦.
بمكة أم القرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

13 Aug, 05:47


▪️السلامة في ألَّا تُحِب أن تُعرَف▪️

قال سفيان الثوري للفضل بن مهلهل: فيمَ السلامة؟
فقال الفضل: ألَّا تُعرَف.
فقال له سفيان: هذا ما لا يكون.
ولكن السلامة في ألَّا تُحِب أن تُعرَف.

📗 أخرجه أبو نُعَيْم، في حِلْيَة الأولياء: ٧/ ١٣.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

25 Jul, 08:46


يُضاف بعد قول الشافعي:

ولا يتمُّ إخلاصُ العبدِ حتى يكونَ النصحُ أحبَّ إليهِ مِنَ المدحِ.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

24 Jul, 04:10


نثر الدر ، في الترحيب بكشف الضر.pdf

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

16 Jun, 16:08


عن مُحمَّد بن زِيادٍ الأَلْهانيِّ، قال: "رأيتُ أبا أُمامةَ الباهليَّ يقول في العيدِ لأصحابِه: "تَقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكُم"".

وعن جُبَيرِ بنِ نُفَيْرٍ، قال: "كان أصحابُ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا الْتَقَوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضهم لبعضٍ: "تَقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكم"".


🌹 تقبل الله منا ومنكم🌹

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

05 Jun, 07:16


وأُنبِّه على أن المقدِّم الفاضل زكَّاني، وبالغ في هذا.
ولا أقول إلا ما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم، فيما أخرجه البخاري، في (الأدب المفرد) عَنْ عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا زُكِّيَ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ، وَاغْفِرْ لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ".

وبوَّب عليه البخاري في (الأدب المفرد) بقوله: "بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا زُكِّيَ".

فاللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون.

4,082

subscribers

34

photos

3

videos