قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي @d_alghamdi Channel on Telegram

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

@d_alghamdi


قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي (Arabic)

تعتبر قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي أحد أهم المصادر للمعرفة والتعلم للمسلمين في جميع أنحاء العالم. يقدم الشيخ الدكتور علي بن سعد الغامدي المكي محتوى ديني وتعليمي عالي الجودة عبر هذه القناة على تطبيق تلغرام. يمكن للمشتركين في القناة الاستماع إلى خطب ودروس ومحاضرات تفيدهم في تعزيز فهمهم للإسلام وتطوير حياتهم الدينية. بالإضافة إلى ذلك، يمكنهم طرح الأسئلة والاستفسارات والحصول على إجابات مباشرة من الشيخ الدكتور علي بن سعد الغامدي المكي. إذا كنت تبحث عن مصدر موثوق للمعرفة الدينية والاستفادة من دروس وتوجيهات دينية قيمة، فإن قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي على تلغرام هي الخيار الأمثل لك.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

14 Feb, 11:26


تحزيب مقترح للقرآن الكريم في قيام رمضان

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

05 Feb, 11:51


تسديد الكتابة ، باستشارة أهل الإصابة.

وذكرت في صدر هذا المقال أسماء المشايخ الذين أستشيرهم في مقالاتي القصيرة؛ شكرًا لهم، واعترافًا بفضلهم، ووفاء بحقهم.

وإني لأرجو أن يكون هذا المقال سببًا في سلامة الآراء من المفاسد، وعصمةً من مهالك الرأي الواحد.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

04 Feb, 05:35


◻️ الْقَوْلُ الْمُحَرَّر ، فِي ضَبْطِ هَاءِ {أَمَانِيهمُ} لِأَبِي جَعْفَر ◻️


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي رفع بكتابه أقوامًا ووضع به آخَرِين، والصلاة والسلام على إمام القراء والمقرئين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فقد سُئِلْتُ عن سكوت الإمام ابن الجزري (ت: ٨٣٣) عن كسر هاء {أَمَانِيهِمُ} لأبي جَعْفَر، في الطَّيِّبة، فلم يُبَيِّن إلا تخفيف الياء فقط.
وعن أخْذ المغاربة فيه بالوجهين من الدُّرَّة، مع تقديمهم وجه الضم.

فأقول -ولا حول ولا قوة إلا بالله-:
لم يسكت ابن الجزري في الطَّيِّبَة ولا في الدُّرَّة عن كسرها.
فقد ذكر حكم الهاء التي بعد ياء ساكنة في سورة أم القرآن.
ولم يذكر الضم لأبي جَعْفَر؛ فعَلِمْنا أنه يَكْسِر.

ويُزَاد في شأن الطيبة: أنه لو أراد ضمها مع كسرها لأبي جَعْفَر لبَيَّنه في موضعه؛ كما بَيَّنه لحَمْزَة في {أَنْبِئْهم}.
فلما سكت عَلِمْنا أن أبا جَعْفَر على ما ظهر من مذهبه في سورة أم القرآن.

ويُضاف إلى هذا الظاهر نصُّ ابن الجَزَري على الكسر في نَشْره.
فقد قال عن أبي جَعْفَر: "وهو على كسر الهاء من {أَمَانيهم}؛ لوقوعها بعد ياء ساكنة".

وأما أخْذ المغاربة: فقد تابعوا فيه أبا العَلَاء المَنْجَرَة (ت: ١١٣٧).
فقد قال في (فتح المَجِيد، المُرْشِدُ لضَوَالِّ القصيد): "تنبيه: إنْ خُفِّفَت الياء صارت حرف مد ولِين.
ثم لك في الهاء وجهان: الضم أولًا، والكسر ثانيًا.
وبهما الأخذ.
وكذلك أقرأنا شيخنا: أبو السَّمَاح البَقَري، والشيخ الأكبر سيدي: محمد بن القاسم البَقَري.
وأخذا عَلَيَّ ألَّا آخذ إلا بهما، مع تَصْدِير ضم الهاء أولًا".

ونَقْل المَنْجَرَة مُعْتَبَر: فهو ثقة، ضابط، مشهور، مُقَدَّم، مُتَصَدِّر، مصنِّف، وُصِف بأنه شيخ المقرئين بالمغرب كله.
وقد نقل عن البَقَرِيَّيْنِ ضبط الهاء نَصًّا وأداءً، ولم يَكْتَفِ بأحدهما.
ولا أعلم أحدًا خالفه في النقل عن البَقَرِيَّيْنِ مُبَاشَرَةً لا نَصًّا ولا أداءً.
وقد لازم البَقَرِيَّيْنِ: فبَيَّن في (عَذْب المَوَارِيد، في رفع الأسانيد) أنه قرأ على محمد بن قاسم البَقَري (ت: ١١١١) ختمة بالقراءات العشر، بمَضْمُون التيسير والشاطِبِيَّة والتَّحْبِير والدُّرَّة، وحضر مجلسه في النحو والحديث والتَّصْرِيف، وأجازه، وأنه قرأ على أبي السَّمَاح أحمد البَقَري (كان حَيًّا عام: ١١٤٩) ختمتين بالقراءات العشر، بمضمون التيسير والشاطِبِيَّة والتَّحْبِير والدُّرَّة، وغير ذلك من بعض كتب القراءات، وأجازه إجازة عامة.
ولم ينقل المَنْجَرَة عنهما مُنْكَرًا؛ بل هو معروف مِن قبلهما؛ كما سيأتي.
وتَلَقَّى المغاربة نَقْل المَنْجَرَة بالقَبُول.

فإن قيل: المعتمد عند المشارقة هو الكسر فقط، وأسانيدهم تمر بالبَقَرِيَّيْنِ؛ فدَلَّ على أنهما يقولان بالكسر فقط، وأن المَنْجَرَة قد وَهِم.
قيل: أسانيد المشارقة ليست من طريق البَقَرِيَّيْنِ فحَسْب.
بل للمشارقة أسانيد لا تَمُرُّ بهما أصلًا.

وليس بغريب أن يَقْتَصِر مَن رَوَى من طريقهما على الكسر؛ اعتمادًا على روايةٍ عن غيرهما، أو على جواز اقْتِصار الراوي على بعض روايته قراءةً وإقراءً.
وخروج القراء عن طرقهم بالاقْتِصار أو الزيادة كثير وشَهِير.

فلا يُرَدُّ نقل المَنْجَرَة - تلميذ البَقَرِيَّيْنِ المُبَاشِر، وهو مَن هو- لمُجَرَّد احتمال.

فبَانَ مما تقدَّم: أن مَرَدَّ مذهب المغاربة إلى البَقَرِيَّيْنِ، وهما من المشارقة.

وضم الهاء ليس مقصورًا على نَقْل المَنْجَرَةِ عن البَقَرِيَّيْنِ؛ بل ذُكِر قبلهما.
قال ابن عبد المُؤْمِن (ت: ٧٤٠) في (الكَنْز، في القراءات العشر): "مع ضم كسر الهاء في {تِلْكَ أَمَانِيهم}".
وقال صَدَقَةُ المَسْحَرائِيُّ (ت: ٨٢٥) -تلميذ ابن الجَزَري- في (التَّتِمَّة، في قراءة الثلاثة الأئمة): "واضطرب الناس في الهاء التي بعد {أَمَانِيهم}: فمنهم من قطع بالضم فيها، ومنهم من قطع بالكسر.
فقطع في الكَنْز بضم الهاء.
وقطع في المُسْتَنِير، وفي الغاية، والجامع لأبي مَعْشَر الطَّبَري، والاعْتِبَار، وفي الكفاية الكبرى لصاحب الإرشاد، وفي بعض نسخ الإرشاد؛ بكسر الهاء".

واعلم -علَّمك الله- أن موافقة ابن الجَزَري أهدى سبيلًا، وأقوم قِيلًا؛ لأنه صاحب الدُّرَّة التي يُرْوَى من طريقها هذا الحرف.
ومع هذا فمذهب المغاربة ليس بمَدْفُوع.
فما زال القراء يختارون زيادة وجوه صحيحة على طرق روايتهم من غير نَكِير.
إلا أنه ينبغي التمييز بين ما هو من طريق روايتهم وما زِيدَ عليه.

ولا تَثْرِيبَ على الذين يروون من طريق البَقَرِيَّيْنِ -وما أكثرَهم- في الاقْتِصَار على وجه الكسر؛ لجواز اقْتِصَار الراوي على بعض روايته قراءةً وإقراءً.
بل قد أحسنوا؛ لإعادتهم القراءةَ سِيرَتَها الأُولى، التي كان عليها ابن الجَزَري.

والحمد لله الذي إليه المُنْتَهى.


وكَتَبَ: علي بن سَعْد الغامِدِي المكي.
سَحَر ليلة السَّبْت: ٢/ من شهر شَعْبَان/ من عام: ١٤٤٦.
بمَكَّة أم القرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

03 Feb, 20:09


قرة العَيْنَيْن ، في الوقف على نحو: يحيي الموتى بياءين

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

29 Jan, 10:35


◻️ ذَهَابُ الْهَمِّ
بِطَلَبِ الْعِلْمِ
◻️

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْعِلْمِ
إلَّا ذَهَابُ الْهَمِّ

لَكَانَ يَكْفِي فَائِدَهْ
وَمَغْنَمًا وَعَائِدَهْ

فَكَيْفَ وَالْفَضَائِلُ
لِلْعِلْمِ غَيْثٌ وَابِلُ؟!


قال ابنُ حَزْمٍ (ت: ٤٥٦) في (الأَخلاقِ والسِّيَرِ): "لو لم يَكُنْ من فائدةِ العِلْمِ والاشتغالِ بهِ إلَّا أنهُ يَقْطَعُ المُشْتَغِلَ بِهِ عنِ الوَسَاوِسِ المُضْنِيَةِ، ومَطَارِحِ الآمالِ التي لا تُفِيدُ غيرَ الهَمِّ، وكفايةُ الأفكارِ المؤلمةِ للنَّفْسِ؛ لَكَانَ ذلكَ أعظمَ داعٍ إليه.
فكيفَ ولهُ من الفضائلِ ما يَطُولُ ذِكْرُهُ"؟!


وكَتَبَ: عليُّ بنُ سَعْدٍ الغامِدِيُّ المَكِّيُّ.
ظُهَرَ الثُّلَاثَاءِ: ٢٨/ من رَجَبٍ/ من عامِ: ١٤٤٦.
بمَكَّةَ أُمِّ القُرَى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

17 Jan, 11:58


نِكَات القرآن.

لعبد الله بن أحمد المقرئ.

طُبِع في مجلدين.

عنوان هذا الكتاب لا يدل على أنه في القراءات.

وهو من أقدم كتب القراءات.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

14 Jan, 04:17


إذا ابْيَضَّ شَعْرُ المَرْءِ يَبْيَضَّ رأيُهُ
وما ابْيَضَّ إلا مِنْ سَوَادِ التَّجَارِبِ


وكتب: علي بن سعد الغامدي المكي.
عصر الِاثنين: ١٣/ من رَجَب/ من عام: ١٤٤٦.
بمكة أم القرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

11 Jan, 17:39


الأسباب المعينة على الصبر على أذى الناس (خطبة جمعة).

استحسنها بعض من حضرها، وطلبوا نسخًا منها، ونشرها بعضهم.

فبدا لي أن أنشرها هنا.
لعل الله ينفع بها.

أسأل الله أن يتقبلها بقبول حسن، وأن يعمم نفعها.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

05 Jan, 15:49


رأيت بعض الفضلاء يحفظ من هذه النشرة.

ولا يخفى أن الأَوْلى أن يحفظ من النشرة التي ليس فيها سطور فارغة.

وهي في هذه القناة.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

04 Jan, 01:33


طِيب البقاء، في صِدْق الإخاء.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

02 Jan, 12:27


بعد كل بيت سطران فارغان.

للاستفادة منهما في شرح القصيدة، أو تدوين بعض الفوائد، أو نحو ذلك.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

01 Jan, 14:30


https://youtu.be/q8JFHE66hiI?si=gGYs1xWwsU3zhWjX

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

28 Dec, 12:21


▪️قُرَّةُ الْعَيْن ، فِي مَدِّ بَابِ الْعَيْن ▪️


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ

هَذَا جَوَابٌ قَدْ حَضَرْ
لِلْأَزْهَرِي، وَهْوَ عُمَرْ

{هَاتَيْنِ} وَ{اللَّذَيْنِ}
فِي الشَّدِّ مِثْلُ عَيْنِ

فَالْحِرْزُ دُونَ الْقَصْرِ
وَزَادَهُ فِي النَّشْرِ

وَالطُّولُ فِي الْحِرْزِ عَلَا
وَوَسَطُ النَّشْرِ اعْتَلَى


والمعنى: هذا جوابٌ عن سؤالِ الشيخِ الفاضلِ: أبي حفصٍ: عُمرَ بنِ أحمدَ الأَزهريِّ عن مِقدارِ المدِّ في {هاتَيْنِّ} في الْقَصَصِ، و{اللَّذَيْنِّ} في فُصِّلَتْ، لِابنِ كثيرٍ.

والجَوابُ: أنَّ هاتينِ الكلمتينِ في قراءةِ ابنِ كثيرٍ بتشديدِ النونِ.

واللَّازمُ المُشَدَّدُ في اللِّينِ فيهِما دُون غيرِهما.
وهما مُلحَقان باللَّازمِ غيرِ المُشَدَّدِ في اللينِ، وهو حرفٌ واحدٌ فقطْ، وهو «عين» من قوله تعالى: {كهيعص} بمريمَ، و{عسق} بالشُّورَى.

وقد ألحَقَهما بـ«عين» ابنُ الجزريِّ (ت: ٨٣٣) في (النَّشرِ)؛ بل جَعَلَ حكمَهما واحدًا في طيِّبتِه؛ كما سيأتي.
وفعل مثلَه تلميذُه: طاهرُ بنُ عَرَب (كان حيًّا عام: ٨٧٥) في (الطاهرةِ) وشرحِها؛ كما ستَرى.

وأما مِقدارُ المَدِّ في «عين»:
فمن طريق الشاطِبِيَّةِ:
قال الشاطِبِيُّ (ت: ٥٩٠) في حِرْزِه: «وَفِي عَيْنٍ الْوَجْهَانِ، وَالطُّولُ فُضِّلَا».
وهذانِ الوجهانِ هُما: الطُّولُ والتَّوَسُّطُ.
كما هو ظاهرُ كلامِ السَّخاوِيِّ (ت: ٦٤٣) في (فَتحِ الوَصِيدِ)، ونصَّ على أنَّهما مُرادُ الشاطبيِّ ابنُ الجزَريِّ في (النَّشْرِ).

وأما طريقُ الطَّيِّبةِ: فنَصَّ ابنُ الجزَريِّ على الأوجُهِ الثَّلاثَةِ في نحوِ «عين».
فقال في الطَّيِّبةِ: «وَنَحْوُ عَيْنٍ فَالثَّلَاثَةُ لَهُمْ؛ كَسَاكِنِ الْوَقْفِ».
وقولُه: «وَنَحْوُ عَيْنٍ» يَتناوَلُ ما وقَع قبلَ السَّاكِنِ اللَّازمِ مِن حرفِ لينٍ، وهي ثلاثُ كلماتٍ: «عين» وهاتانِ الكلمتانِ.
قال طاهرُ بنُ عَرَب في شرح قوله في (الطاهرةِ): «وثلِّث لهم في نَحْوِ عَيْنٍ»: «أَيْ: فإنْ وقع قبلَ الساكنِ اللَّازمِ حرفُ لينٍ، نحوُ: «عَين» مِن {كهيعص} و{حم عسق}، و{هَاتَيْنِّ} و{أَرِنَا اللَّذَيْنِّ} في قراءة المشدِّدِ؛ فيجوزُ فيه للقراءِ كلِّهم الثلاثةُ الأوجُهُ المتقدمةُ، أَيِ: المدُّ والتوسطُ والقصرُ».

فتَلَخَّصَ: أن طريق الشاطبِيَّةِ في هاتينِ الكلمتينِ: الطُّولُ والتوسُّطُ.
وأنَّ طريق الطَّيِّبةِ: الأوجُهُ الثَّلاثةُ: القصرُ والتوسُّطُ والطُّولُ.

ومن زاد قصْرَهما لابنِ كثيرٍ مِن الشاطِبيَّةِ اختيارًا، أو أخْذًا عمَّن زادَه؛ فلا بأس عليه؛ إلا أَنَّهُ ينبغي أن يُعلَم أنه ليس من طريق الشَّاطِبِيَّةِ.
والِاقتِصارُ على طُولِهِما وتوسُّطِهِما خيرٌ وأحسنُ تأويلًا.

وقد نَصَّ الشَّاطِبِيُّ على تقديمِ الطُّولِ في «عين»، في قولِه: «وَالطُّولُ فُضِّلَا».
وأما ابنُ الجزَريِّ فقد قدَّمَ التوسطَ؛ لقوله في (النشرِ) عن التوسطِ في «عين»: «وهو الأَقْيَسُ لغيرِه، والأظهرُ».
ولقولِ أجَلِّ تلاميذِه، وأعرفِهم بمذهبه: طاهرِ بنِ عَرَب، في (شرح الطاهرةِ) عن «عين»، و{هَاتَيْنِّ} و{أَرِنَا اللَّذَيْنِّ}: «ولم يذكرِ الشاطِبِيُّ القصرَ، واختار الطُّولَ.
واختار شيخُنا التَّوَسُّطَ».

والحمدُ لِله الذي إليهِ المُنْتَهى.


وكتب: عليُّ بنُ سعدٍ الغامديُّ المكيُّ.
ليلةَ الجمُعةِ: ٢٥/ من جُمَادى الآخِرَة/ من عام: ١٤٤٦.
بمكةَ أمِّ القُرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

22 Dec, 14:08


بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: { لَهُمْ دَارُ ٱلسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام: ١٢٧]:

فيه: أن ولاية الله لا تكون إلا بالعمل.

وولاية الله: حفظه إياهم ونصره وتأييده وتوفيقه.

فعلى قدْر العمل تكون الولاية.

فاعملوا يا أولي الألباب.


وكتب: علي بن سعد الغامدي المكي.
٢١/ من جُمَادى الآخِرة/ من عام: ١٤٤٦.
بمكة أم القرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

09 Dec, 19:34


قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي pinned «ذكر لي بعض الفضلاء وجود دعايات على القناة. وليس لنا يد فيها. وإنما هي من تطبيق التلجرام، دون موافقتنا. وسنجتهد في حذفها ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا.»

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

08 Dec, 20:18


ذكر لي بعض الفضلاء وجود دعايات على القناة.

وليس لنا يد فيها.

وإنما هي من تطبيق التلجرام، دون موافقتنا.

وسنجتهد في حذفها ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

08 Dec, 19:44


◻️ الأداءُ المَجْرُوح ، في اختلاسِ الضمِّ قبلَ الواوِ المفتوح◻️


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أتم علينا نعمته وأكمل لنا الدين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد: فينبغي للقارئ أن يراعي إتمام الضم إذا وَلِيَهُ واو مفتوح؛ كما في قوله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ ...) الآية.

لا سيما في قوله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)؛ لزيادة ضم الباء، فوقع ضم الدال بين ضم وواو مفتوح؛ فخفي اختلاسه؛ فكثر وقوعه حتى من بعض القراء المهرة.

وتقييد الواو بالفتح ليُخْرِج الواو الساكنة، في نحو: (يَعْبُدُونَ)؛ فلا خشية من اختلاسها.

والاختلاس: الإسراع بالحركة؛ حتى يظن السامع أنها قد ذهبت، وهي تامة في الحقيقة، كاملة في الوزن.
كما بين هذا الداني (ت: ٤٤٤) في (التَّحْدِيد)، والقُرْطُبي (ت: ٤٦١) في (المُوضَح)، وابن الطَّحَّان (ت: ٥٦١) في (مُرْشِد القاري)، وغيرُهم.
وما يُذْكَر مِن أنَّ الاختلاس هو ذهاب ثلث الحركة فينبغي أن يُقَيَّد بظن السامع، لا بلفظ القارئ.
وطريق التخلص من هذا الاختلاس: التمهل الصحيح في أداء الحركة.

وقد نبَّهَ على هذا اللحن الخاقاني (ت: ٣٢٥) في قصيدته؛ فقال:
وضمُّك قبل الواو كن مُشْبِعًا له
كما أشبَعوا (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) في المَرِّ
في المَرِّ: أي: في الوصل.

وربما أشبع بعض القراء الضم الذي قبل الواو المفتوح إشباعًا زائدًا حتى يتولَّد منه واو.
وقد حذر الشَّهْرَزُوري (ت: ٥٥٠) في (المصباح الزاهِر) من هذا الإشباع.

إلا أن لحن إشباع الضم قليل في جنب لحن اختلاسه.
من أجل ذلك جعلتُ العُنوان خاصًّا بلحن اختلاسه، وصَدَّرْتُ به المقال، واقتصرتُ على نظمه.

ومهما يكن من لحن فينبغي الاعتدال في نطق هذه الحركة.
على حد قول عَلَم الدِّين السَّخَاوي (ت: ٦٤٣) في (عمدة المفيد):
للحرفِ ميزانٌ، فلا تَكُ طاغِيًا
فيه، ولا تَكُ مُخْسِرَ الميزانِ

ومن جنس هذا اللحن، وهو في سورة الفاتحة: اختلاس كسرة الكاف من (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)؛ لوقوعها بين كسرة اللام والياء.
وقد حذر الشَّهْرَزُوري في (المصباح الزاهِر) من إشباع مثلها حتى يتولَّد منها ياء.
فينبغي الاعتدال في نطقها.
وإن كان لحن اختلاسها أقرب من لحن إشباعها.
واختلاسها أقل من اختلاس ضمة (نَعْبُدُ)؛ لأن الضمة أثقل من الكسرة.
إلا أنه لما كان لحنها من جنس لحن الضمة، وكانت في سورة الفاتحة؛ حَسُنَ التنبيه عليها.

وقد نظمتُ مُهِمَّات هذا المقال؛ فقلت:
والضمَّ أتمِمْ إنْ تُلِي
بالواو ذي الفتحِ العَلِي
لا سيما في (نَعْبُدُ)
في الحمْدِ فهْوَ أبعدُ
للضمِّ قبلَ الضمِّ
فصارَ صَعْبَ التَّمِّ
فالِاختلاسُ شاعا
فلازَمَ الإسْراعا
بنطقِهِ، فأَكْمِلِ
أَلضَّمَّ بالتَّمَهُّلِ

والحمد لله الذي إليه المُنْتَهى.


وكتب: علي بن سعد الغامدي المكي.
فجر يوم الجمعة: ٥/ من جُمَادى الآخِرَة/ من عام: ١٤٤٦.
بمكة أم القرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

05 Dec, 02:30


القول المُغْنِي ، في موضع إشمام لَدْنِهِ ولَدْنِي

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

25 Nov, 20:55


نشرة فيها تنقيح يسير، وزيادة يسيرة.

وقد أضفتهما إلى النشرة المكتوبة على التلجرام، التي نشرتها البارحة.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

25 Nov, 20:16


مَعَالِمُ الإتقانِ ، لقارئِ القرآنِ

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

25 Nov, 13:03


مَعَالِمُ الإتقانِ ، لقارئِ القرآنِ
حِدَاء القارئ الفاضل: عبد الحميد القريو

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

24 Nov, 20:57


◻️ مَعَالِمُ الْإِتْقَانِ
لِقَارِئِ الْقُرْآنِ
◻️

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حَمْدًا لِرَبِّي الطَّيِّبِ
مُصَلِّيًا عَلَى النَّبِي

مَعَالِمُ الْإِتْقَانِ
لِقَارِئِ الْقُرْآنِ

عِدَّتُهَا ثَمَانِيَهْ
وَافِيَةٌ وَكَافِيَهْ:

إِيفَاءُ كُلِّ حَرْفِ
مِنْ مَخْرَجٍ وَوَصْفِ

مُخَلِّصُ الْمُجَاوِرِ
مِنْ أَثَرِ التَّجَاوُرِ

مُخَلِّصًا لِلْكَلِمِ
مِنِ اجْتِمَاعٍ مُوهِمِ

مُحَقِّقًا لِلشَّكْلِ
فِي الْوَقْفِ أَوْ فِي الْوَصْلِ

وَمُكْمِلًا لِلنَّبْرِ
إِكْمَالَ أَهْلِ الْخُبْرِ

وَلِلتَّغَنِّي فِي الْأَدَا
وَوَقْفِهِۦ وَالِابْتِدَا

وَمَهْيَعُ الْإِتْقَانِ
لِقَارِئِ الْقُرْآنِ

أَلْأَخْذُ عَنْ مُجِيدِ
وَكَثْرَةُ التَّرْدِيدِ

ثُمَّ خِتَامُ نَظْمِي
بِالْحَمْدِ مِسْكِ الْخَتْمِ



◻️ التِّبْيَانُ
لِمَعَالِمِ الْإِتْقَانِ
◻️

أَوَّلًا: مَعَالِمُ الإِتْقَانِ: أَيِ العَلَامَاتُ الَّتِي يُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَى الإِتْقَانِ، وهِيَ جَمْعُ مَعْلَمٍ.

ثَانِيًا: أَحْسَبُ أَنَّ هَذِهِ المَعَالِمَ ثَمَانِيَةٌ، لا يَشِذُّ عَنْهَا شَيْءٌ مِنَ الأَدَاءِ.
ومَنْ حازَها فَقَدْ حازَ إِتْقَانَ القِرَاءَةِ.
ويَنْقُصُ إِتْقَانُهُ بحَسَبِ نَقْصِهِ مِنْهَا: فَقَدْ يَنْقُصُ كَمَالُ إِتْقَانِهِ، وقَدْ يَنْقُصُ أَصْلُهُ، ونَقْصُهُمَا دَرَكَاتٌ.

ثَالِثًا: سَرَدَ النَّاظِمُ هَذِهِ المَعَالِمَ، وَهِيَ:
الْمَعْلَمُ الْأَوَّلُ: إِيفَاءُ كُلِّ حَرْفٍ ما لَهُ مِنْ مَخْرَجٍ.

الْمَعْلَمُ الثَّانِي: إِيفَاءُ كُلِّ حَرْفٍ ما لَهُ مِنْ صِفَاتٍ لَازِمَةٍ أَوْ عارِضَةٍ.
وقَوْلُ النَّاظِمِ: «ووَصْفِ»: عامٌّ يَتَنَاوَلُ النَّوْعَيْنِ مِنَ الصِّفَاتِ.

الْمَعْلَمُ الثَّالِثُ: تَخْلِيصُ الحُرُوفِ المُتَجَاوِرَةِ:
قالَ ابنُ الجَزَريِّ (ت: ٨٣٣) في (النَّشْر): «فَإِذَا أَحْكَمَ الْقَارِئُ النُّطْقَ بِكُلِّ حَرْفٍ عَلَى حِدَتِهِ، مُوَفًّى حَقَّهُ؛ فَلْيُعْمِلْ نَفْسَهُ بِإِحْكَامِهِ حَالَةَ التَّرْكِيبِ؛ لِأَنَّهُ يَنْشَأُ عَنِ التَّرْكِيبِ مَا لَمْ يَكُنْ حَالَةَ الْإِفْرَادِ، وَذَلِكَ ظَاهِرٌ.
فَكَمْ مِمَّنْ يُحْسِـنُ الْحُرُوفَ مُفْرَدَةً وَلَا يُحْسِنُهَا مُرَكَّبَةً بِحَسَبِ مَا يُجَاوِرُهَا مِنْ مُجَانِسٍ وَمُقَارِبٍ، وَقَوِيٍّ وَضَعِيفٍ، وَمُفَخَّمٍ وَمُرَقَّقٍ، فَيَجْذِبُ الْقَوِيُّ الضَّعِيفَ، وَيَغْلِبُ الْمُفَخَّمُ الْمُرَقَّقَ، فَيَصْعُبُ عَلَى اللِّسَانِ النُّطْقُ بِذَلِكَ عَلَى حَقِّهِ إِلَّا بِالرِّيَاضَةِ الشَّدِيدَةِ حَالَةَ التَّرْكِيبِ».

الْمَعْلَمُ الرَّابِعُ: تَخْلِيصُ الكَلِمَاتِ المُتَجَاوِرَةِ مِمَّا يُوهِمُ.
كتَخْلِيصِ: ﴿وَسَآءَ لَهُمۡ﴾ لِئَلَّا تُوهِمُ المُسَاءَلَة، وهَلُمَّ جَرًّا.

الْمَعْلَمُ الْخَامِسُ: تَحْقِيقُ الشَّكْلِ:
والشَّكْلُ يَتَنَاوَلُ الحَرَكَةَ والسُّكُونَ، وما يَنْشَأُ عَنْهُمَا.
ومِنْ ذلِكَ: الشَّدَّةُ، فهِيَ سُكُونٌ فَحَرَكَةٌ.
وقَوْلُ النَّاظِمِ: «فِي الْوَقْفِ أَوْ فِي الْوَصْلِ»: يَتَنَاوَلُ تَحْقِيقَ ما يَنْشَأُ عَنِ الحَرَكَةِ والسُّكُونِ مِنْ أَحْكَامٍ في الوَقْفِ أَوْ في الوَصْلِ: كالرَّوْمِ والِاخْتِلَاسِ والإِشْمَامِ، سَوَاءٌ كانَ الإِشْمَامَ الوَقْفِيَّ، أَوِ الصَّرْفِيَّ؛ كَمَا في ﴿قِيلَ﴾.
وَيُحْتَرَزُ في الحَرَكَةِ: مِنِ اخْتِلاسِهَا -ما لم تَكُنْ مُخْتَلَسَةً-، أَوْ تَمْطِيطِهَا فَوْقَ قَدْرِها -لا سِيَّمَا إِذا تَوَلَّدَ مِنْهَا حَرْفٌ-، أَوْ إِشْمَامِهَا حَرَكَةً أُخْرَى.
وسَبِيلُ اتِّقَاءِ هَذَا الإِشْمَامِ: إِحْكَامُ ضَمِّ الشَّفَتَيْنِ مَعَ الضَّمِّ، وكَسْرِ الفَمِ مَعَ الكَسْرِ، وفَتْحِهِ مَعَ الفَتْحِ.
وإِيَّاكَ والفَتْحَ الشَّدِيدَ.
وهُوَ نِهَايَةُ فَتْحِ القارِئِ فاهُ بالحَرْفِ.
فقَدْ قالَ عَنْهُ ابنُ الجَزَريِّ في (النَّشْرِ): «ولا يَجُوزُ في القُرْآنِ، بَلْ هُوَ مَعْدُومٌ في لُغَةِ العَرَبِ».
إِلَى أَنْ قالَ: «وَهُوَ مَمْنُوعٌ مِنْهُ في القِرَاءَةِ؛ كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ أَئِمَّتُنَا».
ويُحْتَرَزُ في السُّكُونِ: مِنْ تَشْدِيدِهِ، أَوْ تَحْرِيكِهِ.

الْمَعْلَمُ السَّادِسُ: إِكْمَالُ النَّبْرِ إِكْمَالَ أَهْلِ الخُبْرِ.
والخُبْرُ: العِلْمُ ببَاطِنِ الشَّيْءِ وحَقِيقَتِهِ.
وقَصَدَ النَّاظِمُ مِنْ ذَلِكَ: التَّحْذِيرَ مِنْ مَسَالِكِ أَهْلِ الجَهْلِ في هَذَا البَابِ.
وقَدْ بَسَطَ القَوْلَ في النَّبْرِ في كِتَابَيْهِ المَنْشُورَيْنِ: (النَّبْرِ في قِرَاءَةِ القُرْآنِ المُبِينِ، عِنْدَ المُتَقَدِّمِينَ والمُتَأَخِّرِينَ والمُعَاصِرِينَ) و(البَيَانِ المُمَكَّنِ، في حَقِيقَةِ نَبْرِ المُشَدَّدِ والمُسَكَّنِ).

الْمَعْلَمُ السَّابِعُ: إِكْمَالُ التَّغَنِّي إِكْمَالَ أَهْلِ الخُبْرِ.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

24 Nov, 20:57


الْمَعْلَمُ الثَّامِنُ: إِكْمَالُ الوَقْفِ والِابْتِدَاءِ إِكْمَالَ أَهْلِ الخُبْرِ:
فقَوْلُ النَّاظِمِ: «وَللتَّغَنِّي فِي الْأَدَا، وَوَقْفِهِۦ وَالِابْتِدَا» مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ: «وَمُكْمِلًا لِلنَّبْرِ، إِكْمَالَ أَهْلِ الخُبْرِ».
وهُوَ يُحَذِّرُ مِنْ طَرَائِقِ أَهْلِ الجَهْلِ في التَّغَنِّي، والوَقْفِ والِابْتِدَاءِ.
وقَوْلُهُ: «وَوَقْفِهِۦ» يَتَنَاوَلُ سَائِرَ الوُقُوفِ، ومِنْ ذَلِكَ وَقْفُ حَمْزَةَ وهِشَامٍ.

رَابِعًا: ثُمَّ بَيَّنَ النَّاظِمُ مَهْيَعَ الإِتْقَانِ.
والمَهْيَعُ: هُوَ الطَّرِيقُ الوَاسِعُ المُنْبَسِطُ.
فذَكَرَ أَوَّلًا مَعَالِمَ الإِتْقَانِ، ثُمَّ بَيَّنَ الطَّرِيقَ المُوصِلَ إِلى هَذَا الإِتْقَانِ.
فَذَكَرَ سَبَبَيْنِ:
الْأَوَّلُ: الأَخْذُ عَنِ المُقْرِئِ المُجِيدِ.
وَالْآخَرُ: كَثْرَةُ التَّرْدِيدِ، لِلَّفْظِ المُتَلَقَّى مِنْ فَمِ هَذَا المُجِيدِ.
قالَ ابنُ الجَزَرِيِّ في (النَّشْرِ): «وَلَا أَعْلَمُ سَبَبًا لِبُلُوغِ نِهَايَةِ الْإِتْقَانِ وَالتَّجْوِيدِ، وَوُصُولِ غَايَةِ التَّصْحِيحِ وَالتَّسْدِيدِ، مِثْلَ رِيَاضَةِ الْأَلْسُنِ، وَالتَّكْرَارِ عَلَى اللَّفْظِ الْمُتَلَقَّى مِنْ فَمِ الْمُحْسِنِ».

وَالْحَمْدُ لِله الَّذِي إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى.


وَكَتَبَ: عَلِيُّ بْنُ سَعْدٍ الْغَامِدِيُّ الْمَكِّيُّ.
لَيْلَةَ الْأَحَدِ: ٢٢/ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى/ مِنْ عَامِ: ١٤٤٦.
بِمَكَّةَ أُمِّ الْقُرَى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

22 Nov, 10:00


تنبيه طلاب الرشاد ، على لحن شائع في نطق الضاد

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

21 Nov, 13:45


آمل من القراء الكرام تَذَكُّر هذا، ونشره.

وسبب تذكيري به: أن أحد الفضلاء راسلني اليوم مستشكلًا بيتًا قد غيرته في هذه النشرة.
فإذا به قد اعتمد على نشرة منسوخة.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

19 Nov, 04:09


◻️ منزلةُ تدبُّرِ القرآن ، في إصلاحِ قلبِ الإنسان ◻️

بسم الله الرحمن الرحيم

قال ابن القَيِّم (ت: ٧٥١) رحمه الله، في (مفتاح دار السعادة: ١/ ٥٣٥- ٥٣٦):
"فتبارك الذي جعل كلامَه حياةً للقلوب، وشفاءً لما في الصدور.

وبالجملة؛ فلا شيء أنفعُ للقلب من قراءة القرآن بالتدبُّر والتفكُّر.
فإنه جامعٌ لجميع منازل السائرين، وأحوال العاملين، ومقامات العارفين.
وهو الذي يورثُ المحبةَ والشوقَ والخوفَ والرجاءَ والإنابةَ والتوكُّل والرضا والتفويضَ والشكرَ والصبرَ، وسائرَ الأحوال التي بها حياةُ القلب وكمالُه.
وكذلك يزجرُ عن جميع الصفات والأفعال المذمومة التي بها فسادُ القلب وهلاكُه.

فلو عَلِمَ الناسُ ما في قراءة القرآن بالتدبُّر لاشتغلوا بها عن كلِّ ما سواها.

فإذا قرأه بتفكُّرٍ حتى مرَّ بآيةٍ هو محتاجٌ إليها في شفاء قلبه كرَّرها ولو مئة مرَّة، ولو ليلة.

فقراءةُ آيةٍ بتفكُّرٍ وتفهُّمٍ خيرٌ من قراءة ختمةٍ بغير تدبُّرٍ وتفهُّم، وأنفعُ للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان، وذَوْقِ حلاوة القرآن.

وهذه كانت عادة السَّلف، يردِّدُ أحدُهم الآيةَ إلى الصباح.
وقد ثبت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قام بآيةٍ يردِّدُها حتى الصباح، وهي قولُه: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

فقراءةُ القرآن بالتفكُّر هي أصلُ صلاح القلب.

ولهذا قال ابن مسعود: «لا تَهُذُّوا القرآنَ هَذَّ الشِّعْر، ولا تنثروه نَثْرَ الدَّقَل، وقِفُوا عند عجائبه، وحرِّكوا به القلوب».
وقال ابن مسعود أيضًا: «اقرؤوا القرآن، وحرِّكوا به القلوب، لا يكن همُّ أحدكم آخرَ السورة».
وروى أيوب، عن أبي جَمْرَة، قال: قلت لابن عباس: إني سريعُ القراءة، إني أقرأ القرآنَ في ثلاث.
قال: «لَأَنْ أقرأ سورةً من القرآن في ليلةٍ فأتدبَّرها وأرتِّلها أحبُّ إليَّ من أن أقرأ القرآنَ كما تقرأ»".
انتهى كلامه رحمه الله.

قلت: وتقديمُ القراءةِ القليلةِ المُتَدَبَّرَةِ على الكثيرةِ غيرِ المُتَدَبَّرَةِ إنما يكون عند التَّزَاحُم.
ولكنِ الجدير بالمؤمن المجاهِدِ في الله أن يجمع بين كثرة القراءة والتدبر ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.
فبقدر نقص أحدهما ينقص صلاح قلبه.
كالماء الكثير الجيد لحياة الأرض.
فنقص حياتها بقدر نقص كثرة الماء أو جَوْدَته.
وكثرة القراءة بمنزلة كثرة الماء، والتدبر بمنزلة جَوْدَة الماء.

ولهذا كان أكثر السلف يختمون القرآن كل أسبوع، وهم أحرص الناس على تدبره.
فبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ.

والحمد لله الذي إليه المُنْتَهى.


وكتب: علي بن سعد الغامدي المكي.
صباح يوم الاثنين: ١٦/ من جُمَادى الأُولَى/ من عام: ١٤٤٦.
بمكة أم القرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

18 Nov, 17:50


لِأَجْلِ ما في الهَمْزِ من تَعْسِيرِ
قد أَوْسَعُوهُ العُرْبُ بالتَّغْيِيرِ


فأَسْقَطُوهُ تارَةً، وسَهَّلُوا
ونَقَلُوهُ تارَةً، وأَبْدَلُوا



وكتب: علي بن سعد الغامدي المكي.
عصر الِاثنين: ١٦/ من جُمَادى الأُولَى/ من عام: ١٤٤٦.
بمكة أم القرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

12 Nov, 12:32


◻️ كُنِ ابْنَ يَوْمِكَ◻️

أَسِيرُ الأَمْسِ والغَدِ في تَبَابِ
فكُنْ ذا اليومِ تُحْمَدْ في
المَآبِ

تَبَابِ: أيْ: خُسْرَان وهَلَاك.
ذا اليومِ: أيْ: صاحبَ اليومِ.

ومعنى البيت: إن أسير أحزان الأمس ومَخَاوف الغد لَفِي خسران.
فإن الماضي قد فات، والمستقبلَ غيب، لا تدري ما الله فاعل بك فيه، فأحسِنِ الظن بالله تَجِدْه كما ظننتَ.
ولكن كُنْ صاحبَ يومك تُحْمَدْ في عاقبتك.


وكتب: علي بن سعد الغامدي المكي.
ظهر الثُّلاثاء: ١٠/ من جُمَادى الأُولَى/ من عام: ١٤٤٦.
بمكة أم القرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

09 Nov, 18:27


رَصُّ المبنى والمعنى ، في موضع إشمام (تأمنا)

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

07 Nov, 14:27


◻️ فَكُّ قَيْدِ المَحْبُوسِ ، بخبرٍ من تزكيةِ القرآنِ النُّفُوسَ ◻️

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله منزل الكتاب؛ هدى وذكرى لأُولِي الألباب.
والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه.

أما بعد: فقد زرت البارحةَ أحد شيوخي، حفظه الله.

فكان مما أفادني به: أنه بعد أن وفَّقه الله إلى خَتْم القرآن كل أسبوع تيسرت له العبادات.

ولم تكن كذلك من قبل.

فبين ما هو عليه الآن وما كان عليه من قبلُ فَرْق عظيم.

فصار الآن يقرأ سُبْعَ القرآن، في قيامه الليلَ!
ويصوم يومًا ويفطر يومًا!
وهكذا.

قلت: وما زالت أخبار تزكية النفوس العَصِيَّة بالقرآن المبين؛ تَرِد إليَّ الحِينَ بعد الحِين.

وما زَكَّى المرء نَفْسَه بأعظمَ من القرآن الكريم.
واقْرَؤُوا إن شئتم قولَ اللهِ تعالى: (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ).

فاعتبروا يا أُولِي النُّهَى.

والحمد لله الذي إليه المُنْتَهى.


وكتب: علي بن سعد الغامدي المكي.
ظهر الأَرْبِعاء: ٤/ من جُمَادى الأُولَى/ من عام: ١٤٤٦.
بخَمِيسِ مُشَيْطٍ.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

28 Oct, 10:34


◻️ التجارة الرابحة ، في لزوم العلم والعمل من سورة الفاتحة ◻️

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد: فقد علَّم الله عباده في سورة الفاتحة سؤالَه الصراطَ المستقيم، صراطَ المُنْعَم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
ثم وصف المُنعَم عليهم بأنهم غيرُ المغضوب عليهم، وغيرُ الضالين.
والمغضوب عليهم: هم الذين يعلمون ولا يعملون، فغضب الله عليهم، وعلى رأسهم اليهود.
والضالون: هم الذين يعملون بلا علم، فضلوا، وعلى رأسهم النصارى.

فعَلِمْنا من هذا: أن حقيقة الصراط المستقيم، صراطِ المُنْعَمِ عليهم النعمةُ المطلقةُ هي العلم النافع والعمل الصالح معًا.

فيا من تسأل الله كل يوم وليلة سبع عشرة مرة على الأقل في صلاتك أن يهديك العلم النافع والعمل الصالح سَلْهُ أن يهديك إياهما بصدق.
ومن شرط الصدق السعي في تحصيلهما.
فمن سعى إليهما بصدق بلَّغه الله منازل العلماء العاملين وإن مات دون ذلك.
ويدل على ذلك أدلة.
منها قول الله تعالى: (وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ).
فاشترط السعي في قوله: (وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ).
واشترط الصدق في قوله: (مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ).
ورتَّب عليهما بلوغ درجة المهاجرين لمن مات ولم تتم هجرته.
ومثله قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن طَلَبَ الشَّهادَةَ صادِقًا أُعْطِيَها؛ ولو لَمْ تُصِبْهُ"، أخرجه مسلم.

فيا لَها من بشرى تُنْهِضُ الفاتِر، وتُثَبِّت السائِر.

فاللهم اهدنا الصراط المستقيم.

والحمد لله الذي إليه المُنْتَهى.


وكتب: علي بن سعد الغامدي المكي.
ليلة الاثنين: ٢٥/ من ربيع الآخِر/ ١٤٤٦.
بمكة أم القرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

25 Oct, 15:27


◻️ إِنْهَاضُ هِمَّةِ الْإِخْوَانِ ، بِخَبَرٍ مِنْ مُوَاظَبَةِ السَّلَفِ عَلَى وِرْدِهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ◻️

بسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

"كانَ عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ (ت: ٩٤) يَقرأُ رُبْعَ القرآنِ كلَّ يومٍ في المُصْحَفِ نَظَرًا.
ويقومُ بهِ الليلَ.
فما تركَهُ إلَّا ليلةَ قُطِعَتْ رِجْلُهُ".

أخرجَه الفَسَوِيُّ (ت: ٢٧٧) في المعرفةِ والتاريخِ: ١/ ٥٥٢، وابنُ أبي خَيْثَمَةَ (ت: ٢٧٩) في التاريخِ الكبيرِ: ٢/ ١٦٢.

فاعْتَبِرُوا يا أُولِي القرآنِ بمِقْدَارِ وِرْدِهِ، ومُوَاظَبَتِهِ عليهِ، وطُولِ قِيَامِهِ.

فَاسْأَلُوا اللهَ من فضلِهِ، فما التَّوْفِيقُ إلَّا بِهِ.
ومَنْ طَلَبَ الرَّاحَةَ؛ تَرَكَ الرَّاحَةَ.

والحمدُ للهِ الَّذِي إليهِ المُنْتَهَى.


وكَتَبَ: عليُّ بنُ سَعْدٍ الغامِدِيُّ المَكِّيُّ.
ضُحَى الجُمُعَةِ: ٢٢/ من رَبِيعٍ الآخِرِ/ ١٤٤٦.
بمَكَّةَ أُمِّ القُرَى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

22 Oct, 10:31


▪️ هِدَايَةُ الحَيْرَان
بِكَلَامِ الرَّحْمَن▪️

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم

يقولُ خَلِيلِي: إنَّ نفسي تَوَلَّتِ
عنِ الصالحاتِ العالياتِ وضَلَّتِ

أُغالِبُها حِينًا، وحِينًا تَقُودُني
فهل من شِفَاءٍ يا خَلِيلِي لِعِلَّتِي؟

فقلتُ لَهُ: إنَّ الشِّفَاءَ مُيَسَّرٌ
وفيهِ رَوَاءُ القلبِ من كلِّ غُلَّةِ

عليكَ بما قدْ قالَ عنهُ إلهُنا:
شِفَاءٌ لِمَا في الصَّدْرِ من كلِّ عِلَّةِ

فكيفَ يكونُ النُّورُ في كَفِّ سائرٍ
ويَهْلِكُ بعدَ التِّيهِ مِنْ أَجْلِ ظُلْمَةِ؟!

الرَّوَاء: الماءُ العَذْبُ، والكثيرُ المَرْوِيّ.
والغُلَّة: شِدَّةُ العَطَشِ وحَرَارَتُه.
والتِّيه: تاهَ في الأرض: أَيْ: ذهب مُتَحَيِّرًا، وضَلّ.


وكَتَبَ: عليُّ بنُ سَعْدٍ الغامِدِيُّ المَكِّيّ.
عَصْرَ الِاثنينِ: ١٨/ من رَبِيعٍ الآخِر/ ١٤٤٦.
بمَكَّةَ أُمِّ القُرَى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

15 Oct, 15:39


نظم: ‏فقه البلاء.

حداء الشيخ الفاضل: ناصر العنزي، جزاه الله خيرًا.
https://youtu.be/jGiGxx0ohH0?si=Mo7JkD10XN5Yz-gG

وهذا النظم والتعليق عليه:
https://t.me/D_alghamdi/478

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

14 Oct, 10:32


◻️ التَّوْصِيَة ؛ بالتَّزْكِيَة◻️

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي يُزَكِّي من يشاء، والصلاة والسلام على إمام الأَزْكِياء، وعلى آله وصحبه أُولِي الزَّكَاء.

أما بعد: فقد يَأْنَف بعض أُولِي العلم من الكلام في أبواب تزكية النفوس، والتأليف فيها، ويرون أن هذا من عمل الوُعَّاظ والقُصَّاص!

على أن التزكية من مقاصد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ).
وتزكية نفوس المَبْعُوث إليهم تكون بتعليمهم التزكيةَ، ودعوتِهم إليها.

وهو الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب الله، وسُنَّته.

وسار السلف الصالح على ذلك.
فتعليمهم التزكيةَ ودعوتُهم إليها أكثر من أن تُحصَر.
وقد ضَمَّنُوها مصنفاتهم.
وما الكتب الستة عنا ببعيد، فأبواب التزكية كثيرة فيها.

بل بعض أئمة السلف خَصَّ أبوابًا من التزكية بالتصنيف.
كمن صنف في الزهد، كابن المُبَارَك (ت: ١٨١)، والمُعَافَى بن عمران (ت: ١٨٥)، ووَكِيع بن الجَرَّاح (ت: ١٩٧)، وأَسَد بن موسى (ت: ٢١٢)، وأحمد بن حَنْبَل (ت: ٢٤١)، وهَنَّاد بن السَّرِيِّ (ت: ٢٤٣)، وأبي داود (ت: ٢٧٥)، وأبي حاتِم (ت: ٢٧٧).
وكلها مطبوعة.
على أنها لم تقتصر على الزهد في التزكية؛ وإن كانت عَنَاوِينها تدل على الاقتصار عليه في الجُمْلة.

فينبغي لأُولِي العلم أن يسيروا على هذا المِنْهَاج: فيَعْتَنُوا بالنظر فيما يُزَكِّي أنفسهم من الكتاب والسنة، وأقوال السلف الصالح، وسِيَرهم، وكُتُب أهل الشأن، ويعلِّموا الناس ذلك، ويدعوا إليه.

وقراءة القرآن بالتَّدَبُّر أنفع ما تَتَزَكَّى به النفوس.

ولَمَّا قَصَّر طائفة من أُولِي العلم في أسباب التزكية قَصَّروا في زكاة نفوسهم، وفي تعليمهم الناسَ التزكيةَ، ودعوتِهم إليها.

قال ابن الجَوْزيِّ (ت: ٥٩٧) في (صَيْد الخاطِر: ص: ٢٩١):
"رأيت الاشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يَكاد يكفي في صلاح القلب؛ إلا أن يُمزَج بالرَّقائق، والنظر في سِيَر السلف الصالحين.

فأما مُجَرَّد العلم بالحلال والحرام، فليس له كثير عمل في رِقَّة القلب.
وإنما يَرِقُّ القلب بذكر رَقَائق الأحاديث في أخبار السلف الصالحين.
لأنهم تناولوا مقصود النقل، وخرجوا عن صور الأفعال المأمور بها إلى ذَوْق معانيها والمراد بها.

وما أخبرتُك بهذا إلا بعد مُعَالَجَة وذَوْق ...

وقد كان جماعة من السلف يقصدون العبد الصالح للنظر إلى سَمْتِه وهَدْيِه، لا لاقتباس علمه.
وذلك أن ثمرة علمه هَدْيُه وسَمْتُه.

فافهم هذا وامزُج طلب الفقه والحديث بمُطَالَعَة سِيَر السلف والزُّهَّاد في الدنيا ليكون سببًا لرِقَّة قلبك".

والحمد لله الذي إليه المُنْتَهى.


وكتب: علي بن سعد الغامدي المكي.
ليلة الاثنين: ١١/ من ربيع الآخِر/ ١٤٤٦.
بمكة أم القرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

12 Oct, 19:59


فقه البلاء

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

12 Oct, 19:58


ولذلِكَ قِيلَ: يَجِبُ للعاقِلِ أَنْ يَلْتَزِمَ حِينَ مُصَابِهِ ما لَابُدَّ للأَحْمَقِ مِنْهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ».
(١٠) والرِّضَا بالِابْتِلَاءِ مُسْتَحَبٌّ عَلَى الصَّحِيحِ.
والشُّكْرُ للهِ عَلَى البَلَاءِ أَحَبُّ مِنَ الرِّضَا بِهِ، وهُوَ أَعْلَى المَرَاتِبِ، ولا يُطِيقُهُ إِلَّا الصِّدِّيقُونَ.
قالَ ابنُ القَيِّمِ (ت: ٧٥١) في (الفَوَائِدِ)، عَنِ المَصَائِبِ: «ثُمَّ الشُّكْرُ عَلَيْهَا.
وهُوَ أَعْلَى مِنَ الرِّضَا.
وهَذَا إِنَّما يَتَأَتَّى مِنْهُ إِذا تَمَكَّنَ حُبُّهُ مِنْ قَلْبِهِ، وعَلِمَ حُسْنَ اخْتِيَارِهِ لَهُ، وبِرَّهُ بِهِ، ولُطْفَهُ بِهِ، وإِحْسَانَهُ إِلَيْهِ بالمُصِيبَةِ وإِنْ كَرِهَ المُصِيبَةَ».
(١١) رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: «وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا»، أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ.
وقالَ أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ (ت: ٤٠١):
وَكُلُّ كَسْرٍ فَإِنَّ الدِّينَ يَجْبُرُهُ
وَمَا لِكَسْرِ قَنَاةِ الدِّينِ جُبْرَانُ
(١٢) فالِابْتِلَاءُ نِعْمَةٌ لفَضَائِلِهِ الَّتِي سَلَفَ ذِكْرُ بَعْضِهَا.
قالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ (ت: ١٦١): «كَانَ يُقَالُ: لَيْسَ بِفَقِيهٍ مَنْ لَمْ يَعُدَّ الْبَلَاءَ نِعْمَةً، وَالرَّخَاءَ مُصِيبَةً»، أَخْرَجَهُ ابنُ المُبَارَكِ في الزُّهْدِ والرَّقَائِقِ.
وقالَ الفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ (ت: ١٨٧): «لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ حَتَّى يَعُدَّ الْبَلَاءَ نِعْمَةً، وَالرَّخَاءَ مُصِيبَةً»، أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ في حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ.
وقالَ ذُو النُّونِ المِصْرِيُّ (ت: ٢٤٥): «مَنْ لَمْ يَعُدَّ الْبَلَاءَ نِعْمَةً فَلَيْسَ مِنَ الحُكَمَاءِ»، أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ في حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ.
وعَدُّ البَلَاءِ نِعْمَةً في مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُتَقَدِّمِ: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ».
ولا يَخْفَى أَنَّ النِّعْمَةَ والخَيْرَ اللَّذَيْنِ في البَلَاءِ لا يُدْرِكُهُمَا إِلَّا مَنْ صَبَرَ.
(١٣) وهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى الغَالِبِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)، والنُّصُوصُ في هَذَا كَثِيرَةٌ.
(١٤) الدَّاهِيَة: المُصِيبَة.
والمَعْنَى: أَنَّ فَضَائِلَ الِابْتِلَاءِ كَمَا أَنَّها لا تُسَوِّغُ الدُّعَاءَ بوُقُوعِ البَلَاءِ فكَذَلِكَ لا تُسَوِّغُ تَرْكَ الدُّعَاءِ بكَشْفِ البَلَاءِ بَعْدَ وُقُوعِهِ، بَلِ ادْعُ اللهَ بِكَشْفِهِ.
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمْ تُؤْتَوْا شَيْئًا بَعْدَ كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ مِثْلَ الْعَافِيَةِ، فَاسْأَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ"، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

12 Oct, 19:58


◻️ فِقْهُ الْبَلَاءِ ◻️

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حَمْدًا لِرَبِّي الطَّيِّبِ
            مُصَلِّيًا عَلَى النَّبِي

وَبَعْدُ: فَاسْمَعْ جُمَلَا
             تُهِمُّ مِنْ فِقْهِ الْبَلَا

إِنَّ الْبَلَاءَ وَاقِعُ
           وَذَاكَ أَمْرٌ قَاطِعُ(١)


يَكُونُ بِالضَّرَّاءِ
              كَذَاكَ بِالسَّرَّاءِ(٢)

قَدْ جَاءَ فِي الْبُخَارِي
             قَوْلُ خَلِيلِ الْبَارِي:

"مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ
خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ" الْبَهِي(٣)

وَلِلْبَلَا لِمَنْ صَبَرْ
        فَضَائِلٌ تَعْلُو الْقَمَرْ(٤)

مُكَفِّرٌ، وَرَافِعُ
            وَلِلتَّعَالِي وَاضِعُ(٥)


وَمُوقِظُ الْقُلُوبِ
          مِنْ غَفْلَةِ الذُّنُوبِ(٦)

مُذَكِّرٌ بِالنِّعَمِ
        وَالْمُبْتَلَى ذِي الْأَلَمِ(٧)

لَا تَسْأَلِ اللهَ الْبَلَا
         وَاصْبِرْ إِذَا مَا نَزَلَا(٨)


وَالصَّبْرُ عِنْدَ أَوَّلِ
          صَدْمَةٍ اصْبِرْ تَنَلِ(٩)


وَارْضَ فَهَذَا مُسْتَحَبّْ
         وَالشُّكْرُ للهِ أَحَبّْ(١٠)

إنْ سَلِمَ الدِّينُ فَلَا
          يَضُرُّ بَعْدُ الِابْتِلَا(١١)

بَلْ عُدَّهُ مِنَ النِّعَمْ
      وَارْقَ بِهِ إِلَى الْقِمَمْ(١٢)


وَتُبْ إِلَى الرَّحِيمِ
             وَارْجِعْ إِلَى الْكَرِيمِ


فَإِنَّهُ مَا مِنْ بَلَا
           إِلَّا بِذَنْبٍ حَصَلَا(١٣)


وَادْعُ بِكَشْفِ الدَّاهِيَهْ
      فَلَيْسَ مِثْلُ الْعَافِيَهْ(١٤)


ثُمَّ خِتَامُ نَظْمِي
          بِالْحَمْدِ مِسْكِ الْخَتْمِ



وَكَتَبَ: عَلِيُّ بْنُ سَعْدٍ الْغَامِدِيُّ الْمَكِّيُّ.
ظُهْرَ الْأَرْبِعَاءِ: ٦/ مِنْ رَبِيعٍ الْآخِرِ/ ١٤٤٦.
بِمَكَّةَ أُمِّ الْقُرَى.

➖️➖️➖️➖️➖️➖️➖️➖️➖️➖️➖️➖️➖️

(١) وقَلِيلٌ مَنْ يَفْقَهُ هَذِهِ الحَقِيقَةَ القاطِعَةَ، الَّتِي قَطَعَتْ بها نُصُوصٌ كَثِيرَةٌ، وشَهِدَ بها الحِسُّ.
ومَنْ فَقِهَها حَقَّ الفِقْهِ أَعْقَبَتْهُ الصَّبْرَ، وأَوْرَثَتْهُ السُّلْوَانَ.
(٢) وقَلَّ مَنْ يَفْقَهُ أَنَّ البَلَاءَ يَكُونُ بالسَّرَّاءِ كَمَا يَكُونُ بالضَّرَّاءِ؛ كَمَا قالَ تَعَالَى: (وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، وقالَ سُبْحَانَهُ: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً)، والنُّصُوصُ في هذا كَثِيرَةٌ.
بَلِ الِابْتِلَاءُ بالسَّرَّاءِ أَجَلُّ، والصَّابِرُونَ عَلَيْهِ أَقَلُّ.
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ (ت: ٣٢) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «ابْتُلِينَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنَا، ثُمَّ ابْتُلِينَا بِالسَّرَّاءِ بَعْدَهُ فَلَمْ نَصْبِرْ»، أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ.
والصَّبْرُ عَلَى السَّرَّاءِ يَكُونُ بشُكْرِهَا.
(٣) البَهِيّ: الحَسَن، وهُوَ وَصْفٌ لقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَذْكُورِ.
وقَدْ خُفِّفَتْ ياؤُهُ في النَّظْمِ مُرَاعاةً لِتَمَامِ الوَزْنِ.
(٤) «لِمَنْ صَبَرْ»: قَيْدٌ في نَيْلِ هَذِهِ الفَضَائِلِ.
فمَنْ لَمْ يَصْبِرْ فَقَدْ فاتَتْهُ هَذِهِ الفَضَائِلُ.
فَلَا هُوَ بالَّذِي سَلِمَ مِنَ النَّوَازِلِ، ولَا هُوَ بالَّذِي أَدْرَكَ الفَضَائِلَ.
وما أَدْرَكَ إِلَّا الخُسْرَانَ المُبِينَ، والخِزْيَ المُهِينَ.
(٥) «مُكَفِّرٌ»: أَيْ: للخَطَايَا.
«وَرَافِعٌ»: أَيْ: للدَّرَجَاتِ.
«وَاضِعُ»: الوَاضِعُ ضِدُّ الرَّافِعِ، أَيْ: جَعَلَ البَلَاءُ التَّعَالِيَ وَضِيعًا.
(٦) قالَ ابنُ تَيْمِيَّةَ (ت: ٧٢٨) -كَمَا في جَامِعِ المَسَائِلِ-: «مُصِيبَةٌ تُقْبِلُ بِكَ عَلَى اللهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ نِعْمَةٍ تُنْسِيكَ ذِكْرَ اللهِ».
(٧) «وَالْمُبْتَلَى ...»: أَيْ: وَمُذَكِّرٌ البَلَاءُ بالمُبْتَلَيْنَ.
(٨) قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا»، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
والصَّبْرُ عَلَى البَلَاءِ وَاجِبٌ.
(٩) قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الصَّبْرَ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ»، أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ.
قالَ القاضِي عِيَاضٌ (ت: ٥٤٤) في (إِكْمَالِ المُعْلِمِ): «يَعْنِى الصَّبْرَ الَّذِى يَشُقُّ ويَعْظُمُ تَحَمُّلُهُ ومُجَاهَدَةُ النَّفْسِ عَلَيْهِ، ويَقِلُّ صابِرُهُ، ويُؤْجَرُ عَلَيْهِ الأَجْرَ الجَزِيلَ؛ عِنْدَ وُقُوعِ المُصِيبَةِ وهُجُومِها.
وأَمَّا بَعْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى وبَرْدِ المُصِيبَةِ وابْتِدَاءِ التَّسَلِّي فكُلُّ أَحَدٍ يَصْبِرُ حِينَئِذٍ، ويَقِلُّ جَزَعُهُ.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

07 Oct, 19:56


وِرْدُ الظَّمْآن، مِنْ كَلَامِ الرَّحْمَن

الوِرْدُ للقلبِ مِثْلُ الماءِ للشجرِ
إنْ طابَ طابَ الذي يُؤْتِيهِ مِنْ ثَمَرِ

فكُنْ ضَنِينًا بوِرْدِ القلبِ، وَارْقَ بِهِ
حَتَّى تُجَاوِزَ حَدَّ الشَّمْسِ والقَمَرِ

شعر: علي بن سعد الغامدي المكي.
وشرح البيتين على قناته في التليجرام:
https://t.me/D_alghamdi/470

وعلى اليوتيوب حداء الشيخ: خالد الزيادي:
https://youtu.be/pR443Jrq8PU?feature=shared
مونتاج: عبدالرحمن بن عبدالله هباد الغامدي.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

07 Oct, 07:33


حداء الشيخ القارئ: خالد الزيادي، جزاه الله خيرًا.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

24 Sep, 18:58


وبمِثْل هذه القراءة التي تكون آناءَ الليل وآناءَ النهار يُتعاهدُ القرآنُ؛ لئلا يَتفلَّتَ من حافظه.
كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّما مَثَلُ صاحِبِ القُرْآنِ كَمَثَلِ الإبِلِ المُعَقَّلَةِ، إنْ عاهَدَ عليها أمْسَكَها، وإنْ أطْلَقَها ذَهَبَتْ، وإذا قامَ صاحِبُ القُرْآنِ فَقَرَأَهُ باللَّيْلِ والنَّهارِ ذَكَرَهُ، وإذا لَمْ يَقُمْ به نَسِيَهُ"، أخرجه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْقُرْآنِ إِذَا عَاهَدَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ، فَقَرَأَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ إِبِلٌ، فَإِنْ عَقَلَهَا حَفِظَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَ عُقُلَهَا ذَهَبَتْ، فَكَذَلِكَ صَاحِبُ الْقُرْآنِ"، أخرجه عبد الرزاق وأحمد.

وأفضل مدة الختم سبعة أيام؛ لا سيما لحافظ القرآن.
وهو فعل الأكثرين من السلف، كما ذكر النَّوَوي (ت: ٦٧٦) في (التِّبْيان).
وقال ابن تَيْمِيَّة (ت: ٧٢٨) كما في مجموع الفتاوي: "وهذا الحديث يوافق معنى حديث عبد الله بن عمرو، في أن المسنون كان عندهم قراءته في سبع.
ولهذا جعلوه سبعة أحزاب، ولم يجعلوه ثلاثة ولا خمسة، وفيه أنهم حزبوه بالسور.
وهذا معلوم بالتواتر".
وهذه السبعة الأحزاب الواردة عن السلف الصالح جمعها بعضهم في قوله: "فَمِي بِشَوْق".
ولعل معناها: فمي بشوق إلى قراءة القرآن، أو فمي بشوق يقرأ القرآن.
فالفاء: يبدأ حِزْبها من الفاتحة.
والميم: من المائدة.
والياء: من يونس.
والباء: من بني إسرائيل، وهي من أسماء سورة الإسراء.
والشين: من الشعراء.
والواو: من والصافات، وهي من أسماء سورة الصافات.
والقاف: من قاف إلى آخر القرآن.

ولا ينبغي الختم في أقل من ثلاثة أيام إلا أن يكون من أجل فضل عارض.
قال ابن رَجَبٍ (ت: ٧٩٥) في (لَطَائف المَعَارف): "إنَّما ورد النَّهي عن قراءة القرآن في أقلَّ من ثلاثٍ على المداومة على ذلك.
فأمَّا في الأوقات المُفضَّلة -كشهر رمضان، خصوصًا اللَّيالي التي يُطلَب فيها ليلة القدر-، أو في الأماكن المُفضَّلة -كمكَّة لمن دخلها من غير أهلها-؛ فيستحبُّ الإكثار فيها من تلاوة القرآن؛ اغتنامًا للزَّمان والمكان.
وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمَّة، وعليه يدلُّ عمل غيرهم؛ كما سبق ذِكْره".

ولا يَغُرَّنَّك الشيطان فتترك بعض وِرْدِك من أجل إحسان التدبر، فإنما يريد انتقاص وِرْدِك.
ولكنِ اثبت على وِرْدِك، واجتهد في إحسان التدبر.
واعلم أن كثرة قراءة القرآن تُصلِح القلب ولو بعد حين.
فإذا صَلَح طلب التدبر من كل وجه.

ولا يَخْدَعَنَّك الشيطان بأن كثرة قراءة القرآن تُعِيقك عن طلب العلم على وجه الكمال.
بل يتيسر لك مع كثرة قراءة القرآن من خير الدِّين والدنيا ما لا يتيسر لك مع قِلَّتها.
فقد نَقَل ابن رَجَب في (الذيل على طبقات الحنابلة) وصيةَ العِمَادِ المَقْدِسي (ت: ٦١٤) الضِّيَاءَ المَقْدِسي (ت: ٦٤٣).
قال الضِّيَاء: "وَأَوْصَانِي وَقْتَ سَفَرِي، فَقَالَ: "أَكْثِرْ مِنْ قِرَاءَةِ القُرْآنِ، وَلَا تَتْرُكْهُ، فَإِنَّهُ يَتَيَسَّرُ لَكَ الَّذِي تَطْلُبُهُ عَلَى قَدْرِ مَا تَقْرَأُ".
قَالَ: فَرَأَيْتُ ذلِكَ وَجَرَّبْتُهُ كَثِيرًا.
فَكُنْتُ إِذَا قَرَأْتُ كَثِيرًا تَيَسَّرَ لِي مِنْ سَمَاعِ الحَدِيثِ وَكِتَابَتِه الكَثِيرُ، وَإِذَا لَمْ أَقْرَأْ لَمْ يَتَيَسَّرْ لِي".
وإني لَأعرف رجلًا كما تعرفون أبناءكم، مَنَّ الله عليه بالإكثار من تلاوة القرآن، فصار يختم كل أسبوع، وتيسر له مع ذلك كثير من أمور دينه ودنياه، لم يكن من أهلها من قبل، فشتان ما بين حالَيْه، وما أبعد ما بين منزلَتَيْه.

ولا يجد أحدكم حلاوة العبادة إلا بعد المُجاهدة والمُكابدة.

ومَن أَحَبَّ شيئًا طاوَلَ النُّجُومَ فطالَها، وحاولَ الصِّعابَ فنالَها.

والحمد لله الذي إليه المُنْتَهى.


وكتب: علي بن سعد الغامدي المكي.
ليلة الجمعة: ١٧/ من ربيع الأول/ ١٤٤٦.
بمكة أم القرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

24 Sep, 18:57


وِرْدُ الظَّمْآن، مِنْ كَلَامِ الرَّحْمَن

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل القرآن لعباده وِرْدًا، فكان لهم من بعد شقائهم سَعْدًا، ومن بعد ذُلِّهم مَجْدًا.
والصلاة والسلام على إمام القراء والمقرئين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:
الوِرْدُ للقلبِ مِثْلُ الماءِ للشجرِ
                 إنْ طابَ طابَ الذي يُؤْتِيهِ مِنْ ثَمَرِ

فكُنْ ضَنِينًا بوِرْدِ القلبِ، وَارْقَ بِهِ
                    حَتَّى تُجَاوِزَ حَدَّ الشَّمْسِ والقَمَرِ


قال الناظم: "الوِرْدُ للقلبِ مِثْلُ الماءِ للشجرِ":
المقصود بالوِرْد هنا: مقدار معلوم من القرآن، يُقْرَأ كل يوم.
ومن معاني الوِرْد في اللغة: الماء الذي يُورَد.
فدل على أن القرآن سُقْيَا للقلب.
وزاد الناظم هذا بيانًا بقوله: "مِثْلُ الماءِ للشجرِ": أي: كما أن الله يسقي الشجر بالماء فيحيى؛ فكذلك يسقي القلوب بالقرآن فتحيى.
ودلَّ على ذلك قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ}.
إلى أن قال: {اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
ومن تمام حياة الشجر طِيبُ ثَمَره.
كما قال الناظم: "إنْ طابَ طابَ الذي يُؤْتِيهِ مِنْ ثَمَرِ": أي: إن طاب الوِرْدُ طاب الذي يؤتيه هذا الوِرْدُ من ثَمَر.
والمقصود بالثمر الطيب هنا: الإيمان والعلم، والأعمال الصالحة والأخلاق الحميدة، وطُمأنينة القلب وانشراح الصدر، والبركة، ونحوُ ذلك.

وكلما زاد طِيبُ الوِرْد مقدارًا وكيفيةً زاد طِيبُ ما يؤتيه من الثَّمَر الطيب.
وكلما ضعف الوِرْدُ مقدارًا أو كيفيةً ضعف ما يؤتيهِ من الثَّمَر الطيب.
كالماء للشجر: فيطيب ثَمَرُ الشجر ويَرْدَى حَسَبَ سَقْيِهِ بالماء.

قال الناظم: "فكُنْ ضَنِينًا بوِرْدِ القلبِ":
"ضَنِينًا": أي: بَخِيلًا.
وقوله: "بوِرْدِ القلبِ": أي: بسُقْيَاهُ، وهو وِرْدُ القرآن.
فلا تَدَعْ وِرْدَك ما استطعت إلى ذلك سبيلًا.
فإن ضَعُفْت في يومك عن وِرْدِك من القرآن حفظًا وترتيلًا وتدبرًا فلا أقل من أن تأتيَ به نظرًا في المصحف مع الترتيل والتدبر.
فمَنْ لم يَقْوَ على الترتيل فليَحْدُر مع التدبر؛ لا سيما مع الوِرْد الكثير.
فإن ضعفت عن تدبر وِرْدِك كله فلا تضعف عن تدبر بعضه مع الحَدْر.
فإن ضعفت عن الوِرْدِ كله فأضعفُ العَزْم أن تأتيَ ببعضه، وليس وراء ذلك من العزم حَبَّةُ خَرْدَل.
أما التاركُ وِرْدَه كلَّه في يومٍ -بلا عذر- فقد حَرَمَ نفسَه من دَأْب الصالحين، وقلبَه من سُقْيَاه من القرآن، وجعل للشيطان عليه سبيلًا.

قال الناظم: "وَارْقَ بِهِ حَتَّى تُجَاوِزَ حَدَّ الشَّمْسِ والقَمَرِ":
"وَارْقَ بِهِ": أي: اصعد بوِرْدِك حتى تبلغ به غاية الكمال مقدارًا وكيفيةً.
ولذلك شبهه بتجاوز حد الشمس والقمر.
والرُّقِيُّ بالوِرْد يكون بالتدرج، كرُقِيِّ الدَّرَج يكون درجةً درجةً.
فمَن رامَ الكمالَ جُمْلَةً تركه جُمْلَةً، أو ترك جُلَّه.

ولا ينبغي أن يُخْتَم القرآن في أكثر من أربعين يومًا.
ففي مسائل الإمام أحمد، من رواية أبي داود، قال أبو داود (ت: ٢٧٥): سمعت أحمد يقول: "أكثر ما سمعنا أن يُخْتَم القرآن في أربعين".
وقال القُرْطُبي (ت: ٦٧١) في (التَّذْكار، في أفضل الأذكار): "والأربعون مدة الضعفاء وأُولِي الأشغال".

ولا يزالُ القارئ يتدرج حتى يقرأ وِرْدَه آناء الليل وآناء النهار، مع التدبر.
فهذا هو المَغْبُوط.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ القُرْآنَ، فَهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ، فَسَمِعَهُ جارٌ له، فقالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ، ورَجُلٌ آتاهُ اللهُ مالًا فَهو يُهْلِكُهُ في الحَقِّ، فقالَ رَجُلٌ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ"، أخرجه البخاري في صحيحه.
وهذا حَسَدٌ مَحمودٌ مُستحَبٌّ شرْعًا.
وهو أنْ يتمنَّى أن يكون حاله كحال صاحب القرآن، من غير أن يريد زوال هذه النعمة عن صاحبها.
ويُسمَّى الغِبْطةَ.
أي: إنَّ الحسدَ لا يكونُ مَحمودًا إلَّا في اثنتين.
وذكر منهما -وبَدَأَ به-: "رجلٌ علَّمه اللهُ القرآنَ، فهو يَتْلُوه آناءَ الليلِ وآناءَ النَّهارِ".
أي: يَتْلُوه في ساعاتِ الليل والنهار.
"فسَمِعه جارٌ له، فقال: لَيْتني أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فعَمِلتُ مِثلَ ما يَعمَلُ"، يعني: فتَلَوْتُهُ مِثْلَ جاري.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

14 Sep, 14:44


حِرْصُ السَّلَفِ الصالحِ على إخفاءِ عباداتِهِمْ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخرجَ ابنُ المُبَارَكِ (ت: ١٨١) في كتابِ: (الزُّهْدِ والرَّقائِقِ، ص: ٤٥) قولَ الْحَسَنِ البَصْرِيِّ (ت: ١١٠) رحمهُ اللهُ:
«إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَقَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَمَا يَشْعُرُ بِهِ جَارُهُ.
وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَقَدْ فَقِهَ الْفِقْهَ الْكَثِيرَ وَمَا يَشْعُرُ بِهِ النَّاسُ.
وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ الطَّوِيلَةَ فِي بَيْتِهِ وَعِنْدَهُ الزَّوْرُ وَمَا يَشْعُرُونَ بِهِ.
وَلَقَدْ أَدْرَكْنَا أَقْوَامًا مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْ عَمَلٍ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يَعْمَلُوهُ فِي سِرٍّ فَيَكُونَ عَلَانِيَةً أَبَدًا».

قلتُ: الحسنُ البصريُّ من كبارِ التابعينَ.
وهُوَ يحكِي حالَ من أدركَهُ من الصحابةِ والتابعينَ.

والأخبارُ عنِ السلفِ الصالحِ في هذا كثيرةٌ.

فقارِنْ حالَهم بحالِ كثيرٍ من الناسِ في زمانِنا؛ لا سيَّما مَن يصوِّرُ أعمالَهُ الصالحاتِ في العلمِ والعملِ، ثم يُظْهِرُها للناسِ أجمعينَ.

ولا يَغُرَنَّك الشيطانُ بأنَّ في إظهارِك هذا مصلحةً راجحةً، مِن حَثِّ الناسِ على الخيرِ، ونحوِ ذلكَ.
بل أمسِكْ عن هذا حتَّى ترسَخَ في العلمِ والعملِ.
وستعلمُ -بعدَ ذلك- أنَّ الخيرَ -كلَّ الخيرِ- في اتِّباعِ السلفِ الصالحِ، وستدركُ حينَئذٍ -على وجهِ الصدقِ والتحقيقِ- إنْ كان في إظهارِك عملَكَ مصلحةٌ راجحةٌ أمْ لا.

والحمدُ للهِ الَّذي إليهِ المُنْتَهَى.


وكتَبَ: عليُّ بنُ سَعْدٍ الغامِدِيُّ المَكِّيُّ.
ظهرَ السبتِ: ١١/ من ربيعٍ الأولِ/ ١٤٤٦.
بمَكَّةَ أمِّ القُرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

10 Sep, 16:27


‎⁨صلى عليه الأكرم⁩

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

02 Sep, 00:56


إِذا أَرَدتَّ المَغْفِرَهْ
والخَصْلَةَ المُكَفِّرَهْ

وشِئْتَ دِرْعًا واقِيَهْ
مِنَ الهُمُومِ الطَّاغِيَهْ

فَصَلِّ في إِكْثَارِ
على خَلِيلِ البارِي

صَلَّى عليهِ الأَكْرَمُ
ما فاهَ بالذِّكْرِ فَمُ


وكتب: علي بن سعد الغامدي المكي.
سحر ليلة الأحد: ٢٨/ ٢/ ١٤٤٦.
بمكة أم القرى.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

13 Aug, 05:47


▪️السلامة في ألَّا تُحِب أن تُعرَف▪️

قال سفيان الثوري للفضل بن مهلهل: فيمَ السلامة؟
فقال الفضل: ألَّا تُعرَف.
فقال له سفيان: هذا ما لا يكون.
ولكن السلامة في ألَّا تُحِب أن تُعرَف.

📗 أخرجه أبو نُعَيْم، في حِلْيَة الأولياء: ٧/ ١٣.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

25 Jul, 08:46


يُضاف بعد قول الشافعي:

ولا يتمُّ إخلاصُ العبدِ حتى يكونَ النصحُ أحبَّ إليهِ مِنَ المدحِ.

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

24 Jul, 04:10


نثر الدر ، في الترحيب بكشف الضر.pdf

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

16 Jun, 16:08


عن مُحمَّد بن زِيادٍ الأَلْهانيِّ، قال: "رأيتُ أبا أُمامةَ الباهليَّ يقول في العيدِ لأصحابِه: "تَقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكُم"".

وعن جُبَيرِ بنِ نُفَيْرٍ، قال: "كان أصحابُ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا الْتَقَوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضهم لبعضٍ: "تَقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكم"".


🌹 تقبل الله منا ومنكم🌹

قناة الشيخ الدكتور: علي بن سعد الغامدي المكي

05 Jun, 07:16


وأُنبِّه على أن المقدِّم الفاضل زكَّاني، وبالغ في هذا.
ولا أقول إلا ما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم، فيما أخرجه البخاري، في (الأدب المفرد) عَنْ عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا زُكِّيَ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ، وَاغْفِرْ لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ".

وبوَّب عليه البخاري في (الأدب المفرد) بقوله: "بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا زُكِّيَ".

فاللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون.

4,842

subscribers

35

photos

5

videos