كأنّها ظَبيَةٌ أَفضى بِها لَبَبُ
بينَ النَّهارِ وبَينَ اللَّيلِ من عَقَدٍ
على جانبِهِ الأسباطُ والهَدَبُ
عَجزاءُ ممكُورةٌ خُمصانةٌ قَلِقٌ
عنها الوِشاحُ وتَمَّ الجِسمُ والقَصَبُ
زَينُ الثِّيابِ وإن أَثوابُها استلِبَت
على الحَشِيَّة يومًا زانَها السَّلبُ
تُريكَ سُنَّة وجهٍ غيرَ مُقرفَةٍ
ملساءَ ليسَ بِها خالٌ ولا ندبُ
إذا أخو لَذَّة الدُنيا تَبطَّنها
والبَيتُ فوقَهُما بالليلِ مُحتَجِبُ
سافَت بِطيبَةِ العَرنَينِ مارِنُها
بالمِسكِ والعَنبَرِ الهِنديِّ مُختَضِبُ
تَزدادُ للعينِ إبهاجًا إذا سَفَرَتْ
وَتَحْرَجُ العَيْنُ فيها حينَ تَنتَقِبُ
لَمياءُ في شَفَتَيها حُوّةٌ لَعَسٌ
وفي اللَّثّاتِ وفي أنيابِها شَنَبُ
كَحلاءُ في بَرَجٍ صَفراءُ في نَعَجٍ
كأنَّها فِضَّةٌ قد مَسّها ذَهَبُ
والقُرطُ في حرة الذِّفرى مُعَلَّقَةٌ
تَباعَدَ الحَبلُ منها فهو يَضطَرِبُ
تِلكَ الفتاةُ الّتي عُلِّقتُها عَرضًا
إنَّ الكَريمَ وذا الإسلام يُختَلَبُ
-ذي الرمة (77-177هـ).