کانال دُروسُ الْبَلَاغَةِ العَربيّةِ @balaaqa در تلگرام

دُروسُ الْبَلَاغَةِ العَربيّةِ

دُروسُ الْبَلَاغَةِ العَربيّةِ
قناة تدريس البلاغة، قناة علميّةٌ، خاصة لعلوم البلاغة، المعاني والبيان والبديع، صوتاً وكتابةً، تهتمّ بتحليل المسائل البلاغيّة، وتدريس السّلسلة، وطرح النكتِ العلميّة البلاغيّة، وتحليل القرآنيّ، وإعجازه في المسائل العلميّة،
3,456 مشترک
204 عکس
5 ویدیو
آخرین به‌روزرسانی 05.03.2025 14:32

دروس البلاغة العربية: أهمية وعلوم البلاغة في الأدب العربي

البلاغة العربية هي فنٌ عريقٌ وتخصصٌ أساسيٌ في دراسة الأدب العربي، حيث تعبر عن قدرة الكاتب على التعبير عن الأفكار والمشاعر بطريقة مؤثرة وجذابة. تعتبر دروس البلاغة العربية إحدى أهم الوسائل التعليمية لتعريف الدارسين بالمفاهيم الأساسية التي تسهم في تشكيل النصوص الأدبية. هذا العلم يعنى بفهم كيفية استخدام اللغة بشكل فني، ويعتمد على ثلاثة فروع رئيسية: المعاني، والبيان، والبديع. في الوقت الذي تتيح فيه البلاغة الفرصة للكتّاب والشعراء لإظهار مهاراتهم، فإنها توفر أيضًا للأدباء والمحللين الأدبيين أدوات تحليلية لفهم النصوص بشكل أعمق. إن القناة التي تركز على تدريس البلاغة تحظى بأهمية خاصة، حيث تقدم شروحًا مستفيضة للمسائل البلاغية، وتحلل آيات القرآن الكريم لإظهار إعجازها البلاغي، مما يساعد على إثراء المحتوى الأدبي وتحسين مهارات الكتابة.

ما هي أهمية علوم البلاغة في الأدب العربي؟

تعتبر علوم البلاغة أساسية لفهم الأدب العربي، حيث تتيح للكتّاب تطوير أسلوبهم واستخدام اللغة بشكل أكثر فاعلية. من خلال دراسة البلاغة، يمكن للأدباء التعرف على الأساليب المختلفة التي يمكن استخدامها لإيصال أفكارهم بشكل واضح ومؤثر، وبالتالي تحسين جودة الكتابة.

علاوة على ذلك، تساعد البلاغة في تعزيز القيم الجمالية في النصوص الأدبية. من خلال استخدام أساليب بلاغية مثل الاستعارة والكناية، يمكن للكتّاب خلق صور فنية تسهم في إثراء النصوص وتقديمها بأسلوب أكثر جاذبية.

ما هي الفروع الرئيسية لعلوم البلاغة؟

تنقسم البلاغة العربية إلى ثلاث فروع رئيسية: المعاني، والبيان، والبديع. يهتم فرع المعاني بدراسة معاني الكلمات وتركيب الجمل، مما يساعد على فهم النصوص بشكل أعمق. بينما يركز فرع البيان على كيفية التعبير عن الأفكار بطريقة واضحة ودقيقة.

أما فرع البديع، فهو يتعامل مع جماليات اللغة، حيث يهدف إلى تطوير أساليب جديدة لجعل النصوص أكثر إبداعًا وابتكارًا، من خلال استخدام بلاغات معينة مثل الجناس والطباق.

كيف يمكن استخدام البلاغة في تحليل النصوص الأدبية؟

يمكن استخدام البلاغة كأداة تحليلية لفهم النصوص الأدبية عن طريق تحليل الأساليب البلاغية المستخدمة فيها. من خلال دراسة كيفية استخدام الكتّاب للإستعارات والتشبيهات، يمكن للقراء فهم الأبعاد العميقة للأفكار والمشاعر التي يحاول الكتّاب إيصالها.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للبلاغة أن تكشف عن السياقات الثقافية والاجتماعية التي تؤثر على النصوص. من خلال التحليل البلاغي، يصبح بمقدور القراء التعرف على الرسائل العميقة والدلالات المخفية التي قد لا تكون واضحة في القراءة السطحية.

ما هو الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم؟

الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم يُعتبر من أبرز مظاهر إعجاز الكتاب المقدس. يتميز القرآن ببلاغته الفائقة، حيث يتضمن أساليب بلاغية متقدمة تعكس عمق المعاني وثراء الأسلوب. يُظهر هذا الإعجاز قدرة اللغة العربية على التعبير عن الأفكار والمفاهيم بشكل غير مسبوق.

تساهم دراسة البلاغة في فهم جمالية القرآن بشكل أعمق، مما يمنح القراء القدرة على تقدير النصوص الدينية من منظور أدبي، ويعزز من إيمانهم بالمعاني العميقة التي تتجاوز الكلمات.

كيف تسهم القنوات التعليمية في تدريس البلاغة؟

تسهم القنوات التعليمية في تسهيل عملية التعلم من خلال تقديم محتوى مُنظم وشامل حول البلاغة. توفر هذه القنوات شروحات تفاعلية ومقاطع فيديو تعليمية تجعل من السهل على الطلاب استيعاب المفاهيم البلاغية المختلفة واستخدامها في كتاباتهم.

علاوة على ذلك، تتيح هذه القنوات للمعلمين والطلاب فرصة التواصل ومناقشة الأفكار والمواضيع البلاغية بشكل مستمر، مما يعزز من تجربتهم التعليمية ويساعدهم في تطوير مهاراتهم.

کانال تلگرام دُروسُ الْبَلَاغَةِ العَربيّةِ

مرحباً بكم في قناة "دُروسُ الْبَلَاغَةِ العَربيّةِ" على تطبيق تيليجرام! هل تبحث عن قناة تقدم تدريسًا علميًا لعلوم البلاغة؟ إذا كانت الإجابة نعم، فأنت في المكان الصحيح! هذه القناة مخصصة لعلوم البلاغة، حيث تقوم بتحليل المسائل البلاغية بصوت وكتابة، وتدرس السلسلة وتطرح النكت العلمية البلاغية. بالإضافة إلى ذلك، تهتم هذه القناة بتحليل القرآن الكريم وإعجازه في المسائل العلمية. إذا كنت ترغب في تعزيز معرفتك بفنون البلاغة والتعبير بشكل أكبر، فإن هذه القناة هي الخيار المثالي لك. انضم إلينا اليوم واستمتع بمحتوى ثري ومفيد يساعدك على تطوير مهاراتك في البلاغة والتعبير بطريقة إبداعية وفعالة!

آخرین پست‌های دُروسُ الْبَلَاغَةِ العَربيّةِ

Post image

﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلࣰا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱمۡرَأَتَ فِرۡعَوۡنَ إِذۡ قَالَتۡ رَبِّ ٱبۡنِ لِی عِندَكَ بَیۡتࣰا فِی ٱلۡجَنَّةِ وَنَجِّنِی مِن فِرۡعَوۡنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِی مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [التحريم ١١].

●في هذه الآية الكريمة من الفوائد البلاغيّة، والمعاني، والنّكاتِ العلميّة، ما هو دليل واضح على دلائل الإعجازِ في الكتاب العزيزِ، وما فيه، من جودة التّراكيبِ العجيبة، ورصفِ الكلمات، الدّقيقة،
ورونق التّعبير العجيب، وإيراد الأسلوب الغريب، ومن الفوائد ما نقلته من الكتب، وأكثرها خواطر من فيض القلب، وأبكار الفكرة، استنباطاً من قواعد علم البلاغة. فتأمّل.

●قوله:"وضرب" الواو لعطف هذه الجملة على ما قبلها، لما بينهما من اتّحاد اللّفظ والمعنى خبريّا، مع وجود جامعٍ بين الجملتين من التّضادِ، وهذا ما يسمّى عند البلاغيّين بالتّوسّط بين كمال الاتّصال، وكمال الانقطاع، مع وجود جامع بين الجملتين، وربّما يكون عطف قصّة على قصّة، وهذا من أساليب القرآن. فتبدّبر.

●أمّا"ضرب"فهو من الضّرب، مستعمل مجازاً في الوضعِ والجعلِ، كقولهم: من ضرب خيمةَ، وضربَ بيتاً، والعلاقة بين الوضع والمثل أنّ كلّا منهما يهتدي به النّاظر وينظره، فجعل المثل كالخيمة دلالةً.
وجوّز بعض أئمّة اللغة: أن يستعمل على حقيقته، فهو من الضّربِ، بمعنى المماثلِ، ومن الدّقّة البلاغيّة احتمال الفعل على المعنيين احتمالا سويّا، مع وضوحهما وعدم تضادّهما في المعنى.

●أمّا "اللهُ" لفظ الجلالة ذات العظمة والجلال، والكمال، وفيه من البلاغة في هذا المقام معنى لطيف، وهو المسند إليه، مذكور لأجل التّسجيلِ، ولتقرير نفس السّامع، والمعنى: الضّاربُ بالمثلِ هو الله تعالى، ذو الجلالة والعظمة، فثبّتوها في قلوبكم، واجعلوها في أذهانكم؛ لأنّها من الله العظيم. والله أعلم.

●أمّا "مثلا" المثيلَ والأسوة والقدوة في اتّباع الحقّ، والرّمز في القمّة والهداية والتّعلّق بالحقّ مع الظّروف الشّديدةِ، و"مثلا" إمّا أن يكون منصوبا على المفعوليّة، إذا حملنا معنى "ضرب" على المجازِيّة، فيكون من باب تقييد الفعل بالمفعول، فيكون معناه، ووضع الله مثلاً وجعلَ، أو يكون منصوبا على المفعوليّة المطلقة،
إذا كان فعل "ضرب" على حقيقة معنى مثلَ، فيكون تأكيد لمعناه، وهذا يحمل على تركيز أن ينتبه السّامع، لتقرير المعنى في ذهنه، وكلا المعنيين واضحٌ سائغ في اللغة، تكلّم عنهما العلماء البلاغيّون في علم المعاني. والله أعلم.

●أمّا " للّذين أءمنوا امرأت فرعون " جاء الموصول وصلته معاً، ومراده المدح بالإيمان، والحثّ عليه، وفيه تقييد بالفعل، "ضرب" فعلى المؤمنين الاقتداء بالسّيّدة آسية بنت مزاحم المؤمنة، كما يستفاد من نصّ التّقييدِ في الآية، و "امرأت فرعون" هي آسية،
والإضافة لما بينهما من النّكاحِ لا تفيد للمضاف تشريفا ولا تحقيراً،
ولا للمضاف إليه كذلك، ولكن جاءت الإضافة لإدنى ملابسة بينهما، وهي النّكاحُ والأسريّة؛ ولذلك استدّل الشّافعيّ على صحّة أنكحة الكفّار في كفرهم، ولم يسمّ الله امرأت فرعون بالتّسميّة صراحةً،
جرياً على عادة العربِ في عدم تسمية النّساء، وهذا ملحظ دقيق، خولف في تسمية مريم بنت عمران صراحة في القرآن، وذكرها العلماء كالسّيوطيّ وغيره في كتبهم. فتأمّل.

●أمّا ما يتعلّق بلفظ "ربّ" اختار المؤمنون في مواضع الدّعاء في القرآن العظيم لفظ " ربّ " ربّنا " وفي هذه اللّفظة معنى مناسب للدّعاء، بل هو من أسباب قبول الدّعاء؛ لأنّ لفظ "ربّ" مأخوذ من ربّى تربيّةً، والتّربية نموّ الشّيء وزيادته، مع العناية به، والمراعاة، فالله تبارك وتعالى مربّي العالمين كما في قوله: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [الفاتحة ٢] فالمربّي أسمعُ إجابة من يربّيه، والله سميع الدّعاء، ففي هذه الكلمةِ "ربّ" إقرار بما أنعم الله على المؤمنين من نعماتٍ ظاهرة وباطنةٍ، وممّا يسبّب القبول إقرار العبد بالنّعمة والضّعفِ، والذّكر والشّكر بالنّعم الجليلة. والله أعلم.

●حذف من هذه اللّفظةِ "ربّ" حرف النّداء "يا" في جميع آيات الدّعاء، وهذه دلالة واضحة على أنّ الله قريب مجيب دعوة الدّاعي عند الدّعاء، كما في الآيتين ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌۖ أُجِیبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡیَسۡتَجِیبُوا۟ لِی وَلۡیُؤۡمِنُوا۟ بِی لَعَلَّهُمۡ یَرۡشُدُونَ﴾ [البقرة ١٨٦]، ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَیۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِیدِ﴾ [ق ١٦] فوالله تبارك وتعالى دان في علوّه، عال في دنوّه، عليم بكلّ شيء في السّماء والأرض، مستوٍ على عرشه كما يليق بجلاله وعظيم سلطانه، بيده الأمر والحكم مالك الملوك.

10 Feb, 12:24
415
Post image

●حُذفَ ياء المتكلّم من الكلام، وهذا من باب اتّباع استعمالاتِ العرب في حذف ياء النّاطق عند الإضافة، ولكن المحذوف في الإعراب، كالموجود في الخطاب، وهذا الحذف يزيد للكلام إناقةً، إقراراً بربوبيّة الله تبارك وتعالى على البشريّة جمعاء، المؤمنين، والكافرين وغيرهم من المخلوقاتِ، وترك إظهاره في مقام الدّعاء أولى من إظهاره، والمعنى يكون يا من يربّي جميع العالمين، وأنا منهم، أنا أعوك دعوة المستغيثَ، وفي هذا المعنى رونق وجمال مناسب للدّعاء. والله أعلم.

●وفي تقديم المنادى على الطّلب والدّعاء شدّة التّعلّق بالمنادى، وكمال العناية به؛ لينتبه إلى ما يطلب منه من الدّعاء، وهذا وإن كان في حقّ الله تعالى غير جائزٌ، لكنّه ملحظ بلاغيّ دقيق، ربّما
يكون فيه معنى استسلمتُ إليك، وعرفت ربوبيّتك، قبل الدّعاء، فأنا خليق بالإجابةِ يا ربّ العالمين. والله أعلم.

●أمّا كلمة "ابن" فعل طلبٍ من بنى بناء، ومدلوله اتبداء مع إكمال في شيءٍ، كالبيوتِ، وهذا الفعل الطّلبيّ غير محمول على معناه؛ لأنّ الطّلب من الأدنى -آسية بنت مزاحم- إلى الأعلى -الله تعالى- وهذا خروج عن مقتضاه الظّاهر، فيسمّى فعل دعاءٍ تأدّبا مع الله تعالى، وتماشيا على القاعدة: أنّ العلوّ أو الاستعلاء معتبر عند العلماء الأصوليّين والمنطقيّين وغيرهم.

●أمّا اختيار لفظ " ابن " عن غيره ك "هب لي" أعطني" ممّا يزيد التّملّك، أنّ لفظ " النباء " أدقّ في هذا المكان، وأحسن سياقاً؛ لأنّ لفظ الهبة والعطاء بنبئ عن تمليك فقط، وأمّا لفظ البناء فيتضمّن معنى: أنّ بداية العمل مبنيّة على مقصدِ النّهاية، فمن بنى لأجلك بيتاً ثمّ ملّكك ليس كمن بنى بيتاً ثمّ أعطاك أو وهب لكَ، فالعناية تختلف في البداية، وإن اتحدّت في النّهاية، وما فيه مزيد عناية أولى ممّا ليس فيه. والله أعلم.

●وربّما اختار القرآن "ابن" مجارة وردّا على فرعون زوج آسية بنت مزاحم، حيث قال:﴿وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ یَـٰهَـٰمَـٰنُ ٱبۡنِ لِی صَرۡحࣰا لَّعَلِّیۤ أَبۡلُغُ ٱلۡأَسۡبَـٰبَ} فإنّ فرعون يطلب البناء من وزيره وعبده هامان، في قصره المزخرف بالجواهر والذّهب، مستريحاً بملذّات الدّنيا، ومقصده الاطّلاع على الله تعالى مع شدّة كفره وحجده وخلاف الشّريعةِ التّوراة، وآسية بنت مزاحم زوجتُه تطلب من اللهِ البناء
وهي معذّبةٌ بالحجارة والأتاد كما روى البيهقي بسند صحيحٍ، ثمّ تدعو الله تعالى في تلك الحالة، وتذكره، وفرعون لا يذكر الله مع ملكوته وجبروته، فكلٌّ من فرعون وآسية بنت مزاحم العائشينِ في بيتٍ واحدٍ على طلب البناء، مع اتّحاد المقصدِ ولكن تختلف الوسائلُ، ففرعون على كفره، وآسية على إيمان ويقين.

●أمّا "لي" فالجار والمجرور تقييد للفعل، وتقييد الفعل بالمتعلّق كالمفعول به، "بيتا" والظّرف "عندك" والجار والمجرور "لي" يفيد تخصيص معنى الفعل، ليكون موقع المبنيّ وموقع البناء والمبني له معلوماً، وفي هذا شرفٌ وإيضاحٌ بالمقصود، واللّام في "لي" لام الاختصاصِ؛ حملا على أنّ الجنّة لا يملكُ، وعلى التّمليكِ حملاً على ثبوت التّملّك في ديار الجنّة، جعلنا الله من أهل الجنّة، وتخصيص الدّعاء على نفسها نتيجة العقاب عليها في تلك الحالة وتقديم "لي" على "بيتا" لمزيد العناية بنفسها، وهذا التّقديم يقوّي ما ذكرناه من اختيار لفظ "ابن" على "هب لي" أعطني" من ملاحظة المبنيّ له قبل البناء، خلاف "هب لي" وأعطني". والله أعلم.

●أمّا " عندك " العنديّة عنديّة مكانة وشرفٍ، وقدّمت "عند" على "بيتا"لاختيار الجار قبل الدّار، وهذا من محاسن العقلاء؛ لأنّ دراك في جوار سوء بوارك، وتفحّص الجار قبل بناء الدّار من عادة من بلغ في الفضل والعقل المنتهى، فالعبرة بالنّاسِ لا بالحجارةِ، وهذا فيه مزيد عناية في التّعلّق بالله، وحبّ لقاءه، وطلب جواره، في الجنّة دار المتّقين.

والكاف في "عندك" خطابٌ، جيء به للتّلذّذ بخطاب الله تعالى؛ لأنّ علماء المعاني قالوا:مقامُ الخطاب ألذّ وأحلى من مقام الغيبةِ؛ لذلك جاء قول الله تعالى﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ﴾[الفاتحة ٥] على هذا السّياقِ العجيب، والنّسق المخالف لما قبله. والله أعلمُ.

●كلمة"بيتا" البيتُ سكن الأنسانِ في الحياةِ، والمكان الذّي يبيتُ فيه، والنّكرة في المفعول به تفيد التّعظيمَ والتّشريفَ، ومعناه ابن لي عندك بيتاً، عظيما شريفاً ؛ لأنّ التّنكير عند علماء علم المعانيِ يفيد التّفخيم والتّعظيم والتّشريفَ وغيرها من المعاني المناسبة،
وربّما يفيد نوعيّة غير مألوفة من البيوتِ، لا يوصف لما فيه من متاع الجنّة وثمارها وخمورها وحورها. والله أعلم.

10 Feb, 12:24
430
Post image

أمّا "في الجنّة" جاء هذا الجار والمجرور لرفع الإيهام، ولزيادة التّوضيحِ؛ لأنّ قولها " ابن لي عندك بيتا" لا يفيد بالنّصّ أنّ مرادها الجنّة، ومرادها الجنّة؛ لأنّها أعظم ما يسعى إليها الإنسان، وغايته القصوى، وفي هذا ردّ على الذّين يؤمنون أنّك هناك شيئاً أعظم من الجنّة، أمّا رؤية المؤمنين مولاهم ربّ العالمين، فهذا ثابتٌ بالنّصّ، وارد في الكتاب والسّنّة، نؤمن به ونسأل الله أن نراه في الجنّاتِ، وهو الرّضوان الأكبر، والفوز الأعظم، لكنّه في الجنّة، بلا تَشكيك، فالجنّة محطّة أقدام المتّقينِ.

أمّا"في"حرف ظرفٍ، جيء بها لدلالة تحقّق كون البيتِ في الجنّة، واتّصال المظروف بالظّرف، وتمكّنه فيه معلومٌ في اللّغة العربيّة؛ لذلك جاء قوله تعالى: وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ فِی جُذُوعِ ٱلنَّخۡلِ وَلَتَعۡلَمُنَّ أَیُّنَاۤ أَشَدُّ عَذَابࣰا وَأَبۡقَىٰ ۝٧١﴾ [طه ٧٠-٧١] على هذا النّمط العجيبِ.

●كلمة"ونجّني" النّجاة التّفلّت من الضّارِ والسّلامةُ منه، والنّجاةُ تكون غالبا بعد مباشرة العقاب، كما قال تعالى: { وَلَقَدۡ نَجَّیۡنَا بَنِیۤ إِسۡرَ ٰ⁠ۤءِیلَ مِنَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡمُهِینِ}۝٣٠، وربّما من لم يباشر العذاب كما قال الله تعالى: ﴿فَأَنجَیۡنَـٰهُ وَأَهۡلَهُۥۤ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَـٰبِرِینَ﴾ [الأعراف ٨٣] وفي هذا الفعل دلالة على أنّ فرعون عاقب هذه المؤمنة، وعذّبها كما رواه العلماء في السّنّة، وهذا فعل دعاء كما سبقَ، وفيه نوع من الابتهالِ، وتقييد الفعل بالمفعول يدلّ على نوع من العناية به، والاختصاص بالمراعاة الصّمديّة،

●أمّا "من فرعون"فالجار والمجرور متعلّق بالفعل، مقيّد له، وهذا فيه تنصيص على أذيّة فرعون ومباشرته بالعقاب على زوجته؛ لأنّ من عادة الطّاغيّة مباشرة الطّغيان والعداء للتّشفّي، وقد تكون في ذكره كناية عن عقابهِ، من باب كناية الموصوف عن الصّفة، إذا لم يكن مباشراً بالعقاب فيكون نجاة عن سلطانه الغشوم، وهذا سائغٌ، دقيق في اللغة وعلم البيان. فتأمّل.

●أمّا "وعمله" هذا من باب الاشتمالِ، فيكون "نجّني من فرعون" وخصوصا "من عمله" وفي هذا الوصفِ تقرير لنفس السّامعِ معناه أنّ مشكلة فرعون العظمى في عمله الكفريّ، وأنّه يعبد غير الله، وادّعائه الألوهيّة والرّبوبيّة، وهذا هو محلّ الخلاف بين فرعون اللّعين، وزوجته آسية بنت مزاحم، فالتّنصيصُ على هذا تقريرُ، لتمكين السّامعِ والتّثبيت في الذّهن. والله أعلم.

أمّا إضافة العمل إلى فرعون فإضافة تحقير، ومعناها: أنّ فرعون اللّعين الحقيرَ الذّي كذّب الله ورسوله، وادّعى الرّبوبيّة، وطلب الألوهيّة، فعمله حقيرٌ لا يستحق الاتّباع والاقتداء.

● أمّا "ونجّني من القوم الظّالمين"وفي إعادة فعل "نجّني"عناية بمزيد النّجاة من كلّ شيء، من فرعون من أعوانه؛ لأنّ الظّالم إذا طغى وتجبّر تجبّرت طواغيتُه، وتجاوزت حدّ ما سمح لهم، تصرّفا من عندهم، وتشفيّا في نفوسهم، وطلب نوع من الكمال، والوصفُ "الظّالمين" فيه تنصيص على أنّهم ظلمة فاسقون، وربّما كانوا هم المسؤولون عن تعذيب آسية بنت مزاحم.

أمّا هناك ملاحظة: آسية لم تصف فرعون بالظّالم، ووصفت جنوده بالظّالمين، وبالضّرورةِ نعرف أنّ فرعون هذا رأس الظّلمةِ، وهذا نوع من الاكتفاءِ؛ لأنّها وصفت أعوانه بالظّالمين، فهو ظالم حقّا، وربّما للكفّ عمّا يمسّ جنابَه، حفاظاً على الحياةِ. والله أعلم.

وممّا يزيد رونق الآية أنّ آسية في الدّعاء طلبت من اللهِ الجنّة في دار البقاءِ، ثمّ طلبت من الله النّجاة عن فرعون وجنوده الظّالمين،
وهذا من عادة المتّقين، فالدّنيا في جناب آخرتهم لا شيء، تهمّهم الدّار الآخرة، فالسّعيد من فاز في الآخرة.

-الخلاصة أنّ في هذه الآية، إطناب محمودٌ في مقام الدّعاء، من تقييد العفلِ، وعطف الخاص على العام، وتكرارها الفعل، "نجّني" والوصف التّابعِ، وغيرهما ممّا هو معلومٌ عند علماء البلاغة، وهذا غيض من فيض ما في هذه الآية. والله أعلم.

-درجات محمود حرسي.

10 Feb, 12:24
523
Post image

سألني أحد الفضلاء عن "الكَشّافِ" من حيث أنّ العلميّة التّطبيقيّة توجد فيه، بشكل مفيدٍ، فأرشدته إلى "التّحرير والتّنوير". قائلا:

يَــقُولُونَ فِـي "الــكَشّافِ" مَـدحاً وَرِفـــعةً
وَلـــو نَـــظَرُوا "الــتَّحرِيرَ" خَـــرُّوا تَــعجّباً
فَـــإِن حَـــازَ فَـــضلَ الأَســبَقِيّةِ كَـــــاشِفٌ
فَــــذلِكَ يُــــــوفِي الــــغَامِضَاتِ مُــــــقَرِّباً
وَلَـو عَـاشَ فِي الأُولَى ابـنُ عَـاشُورِ نَفسُهُ
لَــــفَاقَ عَــنِ "الـــكَشَّافِ" حَــقّاً وَمَــــطلَباً
كَــمَعنَى اسـمِهِ الــتّحرِيرُ حَــرّرَ كُـــلَّ مَــا
أَتَــى فِـي كَــتابِ اللَّــــهِ مَـــعنىً مُــــذَهَّباً

22 Jan, 17:37
897