علم الفلسفة @azml9 Telegram 频道

علم الفلسفة

علم الفلسفة
القناة خاصة بنشر دروس وكتب وابحاث ومقالات في علم الفلسفة (الفلسفة اليونانية،والفلسفة الإسلامية،والفلسفة الغربية)
@Azml9
2,417 订阅者
134 张照片
3 个视频
最后更新于 09.03.2025 15:56

Exploring the Depths of Philosophy: A Journey Through Time

الفلسفة هي علم دراسة الوجود، المعرفة، والقيم من منظور جدي ومنهجي. لقد تطورت الفلسفة عبر العصور، بدءًا من الفلاسفة اليونانيين مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو، وصولًا إلى الفلاسفة الإسلاميين مثل ابن سينا وابن رشد، وأخيراً الفلاسفة الغربيين في العصور الحديثة. تركز الفلسفة على الأسئلة الأساسية حول الحياة، العالم، الإنسان، والمعرفة. إن دراسة الفلسفة تتيح للأفراد فهم الأفكار المعقدة وتعزيز المهارات النقدية والتحليلية. كما تعتبر الفلسفة أداة قوية تستعمل في العديد من المجالات الأخرى مثل العلوم، الأدب، والاقتصاد، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من الحياة الفكرية في مختلف الثقافات. من خلال هذه المقالة، سنستكشف الجوانب المختلفة للفلسفة، بما في ذلك أصولها وتطورها وتأثيرها على الفكر الإنساني.

ما هي الفلسفة اليونانية وأهم فلاسفتها؟

تعتبر الفلسفة اليونانية واحدة من اللبنات الأساسية للفكر الفلسفي الغربي. ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد وكان لها دور فعال في تشكيل المبادئ والأسس الفلسفية التي نعرفها اليوم. من بين الفلاسفة البارزين في هذا المجال، نجد سقراط الذي اشتهر بأسلوب الحوار والجدل، وأفلاطون الذي أسس أكاديميته الشهيرة وقام بتطوير نظرية الأشكال، وأرسطو الذي قدم مساهمات هائلة في مختلف المجالات، من المنطق إلى الأخلاق.

لقد تركت هذه الشخصيات العظيمة تأثيرًا لا يمحى على الفلسفة الغربية وعلى مجالات متعددة مثل السياسة، التعليم، وفهم الطبيعة البشرية. لقد تم تناول قضايا مثل العدالة، الحقيقة، والوجود في أعمالهم، مما أثار حوارًا مستمرًا حتى يومنا هذا.

كيف ساهمت الفلسفة الإسلامية في تطوير الفكر الفلسفي؟

تحتل الفلسفة الإسلامية مكانة بارزة في تاريخ الفكر الفلسفي. نشأت في القرون الوسطى عندما ترجم الفلاسفة العرب الأعمال اليونانية، وأضافوا إليها رؤاهم وأفكارهم. من أشهر الفلاسفة الإسلاميين ابن سينا، الذي بحث في موضوعات مثل الوجود والمعرفة، وابن رشد الذي تميز بجهوده في التوفيق بين الفلسفة والدين.

لقد لعبت الفلسفة الإسلامية دورًا محوريًا في الحفاظ على الفكر اليوناني وتطويره، مما أثرى الحضارة الأوروبية في العصور الوسطى من خلال الترجمات والنصوص التي استندت إليها الجامعات الأوروبية لاحقًا.

ما هي الفلسفة الغربية في العصر الحديث؟

الفلسفة الغربية خلال العصر الحديث واحدة من الفترات الأكثر تنوعًا وتجديدًا في تاريخ الفكر. بدأت مع الفلاسفة مثل رينيه ديكارت الذي طرح مفهوم 'أنا أفكر إذًا أنا موجود'، مما أرسى أسس التفكير الفلسفي العقلاني. تبعت هذه الفترة حركات أخرى مثل العقلانية والتجريبية، والتي ساهمت في تطور العلوم الحديثة.

وما زالت الفلسفة الغربية تتطور حتى اليوم، حيث تناقش موضوعات مثل الوعي، الأخلاق، والعدالة الاجتماعية. تشهد الفلسفة الغربية حوارًا مستمرًا بين تيارات مختلفة مثل الوجودية، التحليلية، والظاهرية، مما يعزز من قوة الفلسفة كعلم يستجيب لتحديات العصر الحاضر.

كيف يمكن للفلسفة تحسين مهارات التفكير النقدي؟

تساعد دراسة الفلسفة على تعزيز مهارات التفكير النقدي من خلال تدريب الأفراد على تحليل وتقييم الأفكار والمفاهيم بشكل منطقي. تضع الفلسفة الأفراد أمام تحديات فكرية تتطلب منهم التفكير بعمق وتحليل الحجج والأدلة.

كما أن الفلاسفة على مر العصور قد قدموا أساليب منهجية للتفكير والمناقشة، مما يساعد الأفراد على تطوير مهارات الحوار والنقاش، ويعزز من قدرتهم على اتخاذ قرارات مستنيرة في حياتهم اليومية.

ما هي أهمية الفلسفة في الحياة اليومية؟

تعتبر الفلسفة جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان اليومية، حيث توفر إطارًا لفهم العالم وتحليل التجارب الشخصية. يمكن للفلسفة أن تساعد الأفراد على التعامل مع التحديات والمواقف المعقدة بطريقة عقلانية ومتوازنة.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الفلسفة أداة قيمة لتكوين الأفكار والمبادئ الشخصية، مما يسهم في تطوير الهوية الفردية والشعور بالمسؤولية تجاه الذات والمجتمع.

كيف يمكن للأفراد البدء في دراسة الفلسفة؟

يمكن للأفراد البدء في دراسة الفلسفة من خلال قراءة النصوص الكلاسيكية لفلاسفة مختلفين، سواء كانت فلسفة يونانية، إسلامية، أم غربية. هناك الكثير من الموارد المتاحة عبر الإنترنت، بما في ذلك المحاضرات والدورات التعليمية.

كما يُمكن المشاركة في مجموعات دراسة أو مناقشات دورية حول موضوعات فلسفية، مما يساعد على تبادل الأفكار والمفاهيم وفهم أعمق للموضوعات المعقدة.

علم الفلسفة Telegram 频道

مرحبا بكم في قناة علم الفلسفة! هل تبحث عن فهم عميق لمفاهيم الفلسفة وتاريخها؟ هل ترغب في مناقشة الأفكار الفلسفية مع أشخاص مهتمين مثلك؟ إذا كانت إجابتك نعم، فأنت في المكان الصحيح! هذه القناة تهدف إلى توفير محتوى ثري ومفيد حول علم الفلسفة، سواء كنت مبتدئًا في هذا المجال أو متقدمًا. يمكنك الاستفادة من المقالات، الفيديوهات، والنقاشات التي تقدمها القناة لتعزيز معرفتك بعالم الفلسفة وتوسيع آفاقك. انضم إلينا اليوم وكن جزءًا من مجتمعنا المتحمس لتبادل الأفكار الفلسفية واكتساب المعرفة الجديدة. انضم إلى قناة علم الفلسفة الآن وابدأ رحلتك في عالم الفلسفة!

علم الفلسفة 最新帖子

Post image

لا يكتمل الأولاد الناقصون إلا إذا أظهر العالم الذي يعيشون فيه العداء لهم، إلا إذا تآمر ضدهم، بل إلا إذا احتوى إمكانية هولوكوست آخر.

الحقيقة المريعة هي أن الأولاد الناقصين، خلافاً لما يقولون ولما يظنون أنهم يتمنونه، غير مؤهلين للعيش في عالم لا إمكانية فيه للهولوكوست، وأنهم يشعرون بأنفسهم غرباء في عالم كهذا. يشعرون براحة أكبر في عالم يشبه ذلك العالم الذي يسكنه قتلة كارهون لليهود، لن يقصروا في إلحاقهم [إلحاق الأولاد الناقصين] بالضحايا لو تعاضدت أيدي هؤلاء القتلة المخضبة بالدم. وهم يستخلصون عبرة مانحة للمعنى من كل علامة عداء ضدهم، ويتملكهم توق إلى تأويل كل حركة يأتيها من حولهم باعتبارها تعبيراً صريحاً أو كامناً لذلك العداء (قال عنوان مقالة تعرض دراسة حديثة تفيد بزوال معاداة السامية في الولايات المتحدة كلَّ ما هو مهم: هل يقبل اليهود بذلك؟ العرض نشر في مجلة Tikkun، اليهودية نصف الشهرية). المفارقة الرهيبة في كونك مظلوماً وراثياً تتمثل في أنك تطور مصلحة قوية بعدائية العالم، في تحريضك عدائية العالم، وحرصك على بقاء العالم عدائياً. تكاد تسمع تنهيدة ارتياح بعض القادة السياسيين في البلد [إسرائيل]، وكذلك صوت تنفس الصعداء من قبل ألوف مؤلفة من الرجال والنساء الذين صوتوا لهم، حيثما زرع ضحاياهم الذين بلغوا أقصى الطاقة من التحمل قنبلة إرهابية.

لا يعيش الأولاد الناقصون من أبناء الشهداء في بيوت، يعيشون في قلاع. ومن أجل أن تكون بيوتهم قلاعاً، فلا بد من أن تحاصر وتكون تحت النار. إذ أين يدنو المرء من أحلامه أكثر مما حين يكون بين الفلسطينيين المُجوّعين المملقين، اليائسين والمستميتين، قاذفي اللعنات والأحجار… هنا [في فلسطين]، تُغايرُ البيوتُ المريحةُ والفسيحة، المزودةُ بكل ما يسهل الحياة من مستحدثات تكنولوجية، البيوتَ التي تركها الأولاد الناقصون، تلك البيوت المريحة الفسيحة، المزودة بالمستحدثات نفسها هناك، [لكن] المتعفنة والمملة، في مدن أميركية آمنة جداً ومريحة، يُلزَم الأولاد فيها بأن يبقوا كما هم، أولاداً ناقصين. هنا يمكن تسوير البيوت بأسلاك شائكة، يمكن بناء أبراج مراقبة في كل زاوية، ويمكن للمرء أن يمشي متكبراً من منزل إلى آخر، وهو يداعب البندقية التي تتدلى من كتفه. العالم العدائي، المتصيد لليهود، دفعهم يوماً إلى الغيتوات. وعبر جعل الوطن شبيهاً بغيتو (وإن يكن مسلحاً أثقل السلاح هذه المرة)، يمكن جعل العالم عدائياً ومتصيداً لليهود. وأخيراً، وبعد طول عناء في هذا العالم الناقص حقاً وتماماً، لن يكون الأولاد الناقصون ناقصين. وفرصة الاستشهاد التي ضاعت على جيلهم، يسترجعها ممثلوهم المختارون، الذين يريدون أيضاً أن يُعتبروا الناطقين الرسميين باسمهم.

كيفما نظرت إلى هذا الواقع، لاح لك شبح الهولوكست متجدداً ومتكاثراً. لقد جعل من نفسه حاجة لا غنى عنها لكثيرين بحيث يمتنع عليهم التعوذ منه. البيوت المسكونة بالشبح اكتسبت وحازت قيمة، واستحواذ الشبح على كثيرين تحول إلى صيغة حياة قيّمة وواهبة للمعنى. في هذا يرصد المرء أعظم انتصار لمصممي الحل النهائي Endlosung [بالألمانية في النص]. وما أخفق هتلر وأتباعه في تحقيقه في حياتهم، الأمل باق في أن يتحقق لهم بعد موتهم. لم ينجحوا في قلب العالم ضد اليهود، لكن يمكن لهم في قبورهم أن يستمروا في الحلم بقلب اليهود ضد العالم، وهو ما يجعل التصالح اليهودي مع العالم، بصورة أو بأخرى، ومعه التعايش السلمي مع العالم، صعباً كل الصعوبة، إن لم يكن مستحيلاً كل الاستحالة. ليست نبوءات الهولوكست ذاتية التحقق تماماً، لكنها بالفعل تحقق (أو تنقل إلى مجال المعقولية) تصوراً للعالم لا يكف الهولكوست فيه عن أن يكون نبوءة مؤذية، لها عواقب جسدية وثقافية وسياسية، لا بد أن ينجبها تنبؤ مثله، وأن يعممها.

09 Mar, 14:02
61
Post image

تريد هذه القوى إدامة واقعٍ يتوافق مع رؤية المظلومية الموروثة، وتبذل كل جهدها لإبقاء الواقع أسير هذه الرؤية. ومن شأن قنبلة أخرى أو انتفاضة أخرى أن تلبي هذه الحاجة تماماً. وفي صيغ أخف، لكن خبيثة بدورها، تنتشر لعنة الهولوكست على نطاق واسع، وتصيب قطاعاً كبيراً من الإسرائيليين الذي جرت تربيتهم على العيش في قلعة محاصرة.

في نهاية دراسته الرائدة عن حماسة كثير من الناس العاديين المنضمين إلى كتيبة البوليس الاحتياطية 101 لتنفيذ أوامر القتل، يتساءل كرستوفر ر. براوننغ: «إذا أمكن للمنضمين إلى الكتيبة 101 أن يصبحوا قتلة، فما الذي لا تقوم به مجموعة بشرية؟». وخلافاً لطالبه اللاحق دانيال جوناه غولدهاجن، الذي عمل على أطروحة الدكتوراه تحت إشراف برواننغ، كان الأخير منذهلاً، بل مرتاعاً، من واقعة أن أناساً عاديين، مثل جميعنا، يمكن أن ينقلبوا إلى قتلة إن واتت الظروف. ولم يلتمس براوننغ عزاءً من فكرة أن معادي السامية هم المستأثرون بهذا التجسد الإعجازي لآلهة القتل، وأنه يكفي أن يكون المرء غير معاد للسامية حتى يكون حائزاً على الترياق المانع من المشاركة في جريمة قتل جمعية.

في إطار تقليب النظر في التاريخ المسموم لما بعد الهولوكست، تساءل باحثان إسرائيليان، أرييلا أزولاي وأدي أوفير، ماذا تعني «نحن» في اللغة السياسية الإسرائيلية اليوم. كتبا:

نحن آخر مكان في أوروبا حيث الماضي النازي لا يزال مُجزياً، وهذا لأن الدولة حولت تدمير اليهود الأوروبيين إلى ملكية وطنية [خاصة]، إلى رأسمال رمزي… نحن موقع التجارب التي تختبر قابلية التعميم العالمية universalizability للشر، هذا بالنظر إلى أن مبدأ قابلية التعميم العالمية هو من التركة الأوروبية، وممارسات إنتاج الشر مستوردة من أوروبا محددة لم تعد على قيد الوجود. الفرضية التي يتعين إثباتها (ولما تدحض بعد) هي: «يمكن للواقعة [الهولوكست] أن تقع لأي كان»، وضحايا الأمس يمكن أن يكونوا مرتكبي اليوم. يمكن لأي شخص أن يجد نفسه مشاركاً في كراهية «الآخر» أو إذلاله أو قمعه، في التمييز العنصري، في التطهير العرقي لأحياء ومدن، وقد ينتهي الأمر بأيٍ كان لأن يتعاون مع نظام ينتج الشر ويوزعه منهجياً.

«المظلومية الوراثية» هي الوسيلة النفسية-الاجتماعية الرئيسية الموظفة في خدمة الإنتاج والتوزيع المنهجي للشر. على المرء أن يحاذر الخلط بين ظاهرة المظلومية الوراثية والقرابة الوراثية أو التراث العائلي المحفوظ من خلال التأثير الوالدي على تكوين الأولاد التربوي. الوراثة في المظلومية الوراثية متخيلة، تفعل فعلها عبر الإنتاج الجمعي للذاكرة وعبر أفعال فردية من الانضمام والتماهي. ولذلك فإن حالة «أبناء الهولوكست»، أي الضحايا الوراثيين، مفتوحة لكل يهودي، أيا يكن ما كان يفعل أبواها أو أبواه في الحرب [العالمية الثانية، وقت وقوع الهولوكوست]، وأياً يكن ما وقع لهما في الحرب.

أنجز أطباء نفسيون دراسات عديدة حول الأبناء البيولوجيين لمن كانوا نزلاء في معسكرات الاعتقال أو مقيمين في الغيتوات (و/أو حول المتربين على أيديهم)، لكن مما لا يزال بانتظار دراسة شاملة هو العدد المتضخم لـ «أبناء وبنات الهولوكوست» ممن لم يكونوا أطفالاً لأي منهما [لا لمعتقلين سابقين، ولا لمقيمين في الغيتوات المعزولة]. هناك مع ذلك دلائل كثيرة على ما يمكن لدراسة كهذه أن تكشف. قد تكشف أن مُركّبات [نفسية] لأولئك «الأولاد المتخيلين» للهولوكوست، الأولاد الذين عينوا أنفسهم بأنفسهم أولاداً للهولوكوست (وهم بالتالي «أولاد ناقصون»)، ليست أقل قسوة وشراً، ولعلهم محملون بعواقب أشد شؤماً من أولئك الذي وصفهم الأطباء النفسيون حتى اليوم. قد يقول المرء: هذا معقول (أياً يكن ما يعنيه العقل في عالمنا الممسوس بذكرى الهولوكوست). فالموقع الذي يشغله الأولاد الناقصون في العالم، الموقع الذي يرون منه العالم والموقع الذي يريدون أن يراهم فيه العالم، هو عالم الاستشهاد. لكن في واقع الأمر هم ليسوا اليوم، ولم يكونوا يوماً، مستهدفين بحنق أي كان أو للإيذاء من أي كان. يبدو العالم متفادياً لإيذائهم والتسبب بأي معاناة لهم، وفي الظروف الحالية هذا عالم لا يكاد حتى يُحلم به، بالنظر إلى أن واقعية عالمٍ لا يؤذي تعني لاواقعية الحياة التي تستمد معناها مما يلحق بها من أذى، ومن الأذى الذي سيقع لاحقاً.

العيش في عالم غير عدائي وغير مؤذ، لا بل في عالم مضياف ومريح، يعني [لهؤلاء الأولاد الناقصين] خيانة السلالة المانحة للمعنى. كي يبلغوا الكمال، كي يحققوا مصيرهم، كي يتخلصوا من نقصهم الراهن، وكي يمحوا صفة النقص من مكانة ذريتهم وورثتهم، عليهم أن يعيدوا صوغ الاستمرارية المتخيلة لمظلوميتهم بما يجعل منها استمرارية فعلية للظلم في «العالم القائم هناك» [في ألمانيا النازية]. وهذا يتحقق فقط عبر التصرف كما لو أن موقعهم الحالي في العالم هو حقاً وفعلاً موقع الضحايا، وعبر التمسك باستراتيجية لا تكون معقولة إلا في عالم من الاضطهاد والظلم.

09 Mar, 14:02
50
Post image

إعادة الإنتاج الذاتي للمظلومية
زغمونت باومان
ترجمة: ياسين الحاج صالح
الأربعاء، 9 آب 2017

هذه ترجمة لفقرة من ملحق كتاب الحداثة والهولوكست Modernity and the Holocaust لزغمونت باومان، السوسيولوجي الكبير الذي رحل مطلع هذا العام. الملحق أُضيف عام 2000 إلى الكتاب الذي طُبعَ أول مرة عام 1991، وأُعيدَ طبعه أكثر من عشرين مرة حتى طبعة عام 2015 التي أَعتمدُ عليها.
أنوه إلى أني ترجمت victimhood كمظلومية، وvictims ضحايا أو مظلومين، وvictimizers مضطهِدين أو ظالمين. أنوه أيضاً إلى أن النص المترجم هنا أوسع بقليل من الفقرة المعنونة Self-Reproduction of Victimhood، وأن وحدة النص ووضوحه اقتضت إدراج سطور من فقرة تقدمت على الفقرة المذكورة. وأشيرُ أخيراً إلى أني أحلتُ غير مرة إلى كتاب باومان، وإلى مفهوم «المظلومية الوراثية»، في مقالتي التي نُشِرَت في الجمهورية قبل حين، الضمير الخارجي: المظلومية واصول الشر السياسي.

*

يُرثى لما جرى للأسلاف [اليهود]، لكنهم يُلامون أيضاً على أنهم تركوا أنفسهم يقادون مثل الخراف إلى الذبح. فكيف يمكن أن يلام ذراريهم على تشمم رائحة مسلخ مستقبلي في كل شارع أو مبنى يبدو عدائياً؟ أو إذا هم اتخذوا إجراءات وقائية لإضعاف الذابحين المحتملين؟ قد لا تكون لأولئك الذين يجري إضعافهم وقائياً أي علاقة بمرتكبي الهولوكوست، وقد لا يمكن اتهامهم بأية مسؤولية قانونية أو أخلاقية عن دمار أسلاف يهود اليوم (ففي النهاية، وراثةُ «المظلومين الوراثيين» [للمظلومية]، وليس استمراريةُ موقعي الظلم المفترضين، هي ما تصنع الربط واتصال السلسلة السببية)؛ ومع ذلك فإنه في عالم تقض مضجعه ذكرى الهولوكوست، هؤلاء الناس مذنبون سلفاً، مذنبون بـالنظر إليهم كنازعين إلى ارتكاب إبادة أخرى فيما لو تسنت لهم الفرصة. كونهم متهمين، أو مجرد مشتبه بهم، هو جريمتهم، وفقاً للرسالة المشؤومة في رواية كافكا: المحكمة، وهو الجريمة الوحيدة اللازمة لتصنيفهم كمجرمين، ولتبرير إجراءات عقابية قاسية ضدهم. أخلاقية المظلومية الوراثية تقلب منطق القانون، من حيث أنها تقضي بأن كل متهم مجرم حتى تثبت براءته. ولما كان المتهِمون والمدّعون العامون هم أنفسهم من يديرون جلسات المحكمة، وهم من يقررون صلاحية الحجج المقدمة، ففرصة المتهمين ضئيلة في أن يؤخذ بحججهم من قبل القضاة، الفرصة كبيرة بالمقابل في أن يبقوا مذنبين لزمن طويل، أياً يكن ما يفعلون.

وعلى هذا النحو يمكن لوارث المظلومية أن يوجه النقمة على ظلم قديم لإيقاع ظلم جديد، يُرتكَب هذه المرة من أجل محو ضعف موروث. إنها لحقيقة مبتذلة أن العنف يولّد العنف، ولأنها لا تقال كفاية فإنها أقل ابتذالاً الحقيقةُ القائلةُ بأن المظلومية تولّد المظلومية، وأنه ليس مضموناً أن يكون الضحايا أرفع أخلاقياً من الظالمين، وهم قلما يخرجون مما وقع عليهم من ظلم بأخلاقية أرفع.

الاستشهاد، سواء كان واقعياً أم افتراضياً، ليس ضمانة للقداسة. وذكرى المعاناة ليست كفالة لأن يتكرس من عانوا مدى الحياة ضد المعاملة غير الإنسانية أو القسوة أو إيقاع الألم، أينما وقع وأياً يكن من يقع عليهم. الحصيلة المحتملة بالقدر نفسه للاستشهاد هي الميل إلى استخلاص الدرس المعاكس: أن البشرية منقسمة إلى ضحايا مظلومين وظالمين يضحون بهم، فإن كنتَ ضحيةً، أو كان متوقعاً أن تكون كذلك، فواجبكَ هو قلب الطاولات [على المعتدين المحتملين]. نواجه المنطق المنحرف مرة تلو المرة: نراه في العنف المتأرجح في رواندا (ولا نكاد نبذل جهداً لكسر أنشوطة الشر)، نراه يغطي ذلك الجزء من أوروبا الذي كان يسمى يوغسلافيا، نراه في السودان، في الكونغو، في الصومال، في أنغولا، في سريلانكا، في أفغانستان ومواقع أخرى لا تحصى. ذلك الدرس المعاكس هو الذي يهمس به طيف الهولوكوست في آذان كثيرة. ولقد رفع بعض القادة الإسرائيليين الدرس إلى مرتبة سياسة رسمية للدولة، وأرفع حجج دبلوماسيتها. ولهذا السبب، لا، لسنا متأكدين مما إذا لم يكن ميراث الهولوكوست هو الباقي النقيض التام لما أمل كثيرون ولما توقع بعضهم: صحوة أخلاقية أو تطهر أخلاقي للعالم ككل، أو لأي جزء منه.

التركة الخبيثة للهولوست تتمثل اليوم في أن مضطهدي اليوم قد يوقعون آلاماً جديدة، ويخلقون أجيالاً جديدة من الضحايا يتلهفون بدورهم إلى فرصةٍ لفعل الشيء ذاته، هذا بينما يفعلون ما يفعلون وهم على اقتناع تام بأنهم إنما يثأرون لآلام الماضي ويبعدون آلام المستقبل، أي بينما هم مقتنعون بأن الأخلاق في صفهم. لعل هذه هي اللعنة الكبرى بين لعنات الهولوكست، والانتصار الأكبر من انتصارات هتلر الميت. تلك الحشود التي احتفت بمذبحة غولدشتاين ضد مُصلين مسلمين في مدينة الخليل المحتلة [شباط 1994]، أولئك الذين تجمعوا في مأتمه ومضوا في كتابة اسمه على راياتهم السياسية والدينية، هم الأشد إصابة باللعنة، لكنهم ليسوا حملتها الوحيدين. فهم يعتمدون على تعاطف ضمني، يحدث أن يكون عالي الصوت من قوى سياسية حاكمة.

09 Mar, 14:02
55
Post image

أحمد الشرع: من حَزّ العُنق إلى رَبطة العُنق
في عالم متغير تهيمن عليه التحولات الاجتماعية والسياسية، هناك شخصيات تبرز كأمثلة حية للتحول الجذري بين المراحل المختلفة من حياتها. أحمد الشرع، الذي تنقل بين طرفي نقيض، يمثل نموذجًا لمفارقات الزمن والتغيرات التي تطرأ على الإنسان بين الماضي والحاضر. لكن الشرع ليس حالة فردية معزولة، فهناك شخصيات أخرى سلكت الطريق ذاته، وأبرزها أبو محمد الجولاني، الذي انتقل من قائد لتنظيم متشدد يبث الرعب بين الناس إلى شخصية تحاول استجداء العطف والتأييد عبر أساليب مختلفة.
البداية: حَزّ العُنق كرمز للعنف والتطرف
في سنوات الفوضى والصراعات، ظهر أحمد الشرع كشخصية تحمل فكرًا متشددًا، انخرط في أيديولوجيات العنف التي جعلته شاهدًا، وربما مشاركًا، في زمن كان السيف فيه لغة الحوار الوحيدة. لم يكن خيارًا فرديًا بقدر ما كان انعكاسًا لواقع مضطرب، حيث تحول العنف إلى أداة للهيمنة والتغيير.
الشرع، كغيره ممن انجرفوا في تيار التطرف، وجد نفسه محاصرًا في دائرة مغلقة من الفكر الإقصائي والعداء للآخر، فكان سلاحه هو القوة بدلًا من العقل، والشدة بدلًا من الحوار. في تلك المرحلة، كان "حَزّ العُنق" رمزًا للوحشية التي تستهين بالحياة البشرية.
وما الشرع إلا مثال واحد لما شهده العالم من صعود شخصيات متشددة مارست العنف تحت غطاء العقيدة، الذي كان زعيمًا لجبهة النصرة، الفصيل المرتبط بالقاعدة، والذي أدار مرحلة من العنف الشديد في العراق و سوريا، حيث أُقيمت المحاكم الشرعية التي أقرت الإعدامات، وانتشرت مشاهد الترهيب والسيطرة بالقوة ناهيك عن كم هائل من التفجيرات التي طالت المدنيين العزل في الأسواق الشعبية العراقية و لن تفق سيرته الذاتية على هذا وحسب بل له سجل حافل بالارهاب الفكري والإجتماعي حيث بعد سحب البيعة من الظواهري بايع البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي حيث وضع في رصيدة كم هائل من العمليات الإرهابية في سوريا والعراق بعدها انفصل عن داعش وبايع الظواهري من جديد حيث شكل النصرة الذي سردنا عملهم سابقا واخيرا وليس اخرا حل النصرة وشكل هيئة تحرير الشام وهي لفيف من جماعات إرهابية كثيرة توحدت تحت اسم الهيئة واخرا أصبح الرئيس الانتقالي لسوريا!
التحول: من السيف إلى القلم أم إلى المراوغة؟
لكن في لحظة ما، وربما بسبب صدمة شخصية أو صحوة فكرية أو ايدولجية جديدة قادمة من الشمال ، بدأ الشرع في إعادة النظر في مسيرته. لم يكن التحول سريعًا أو سهلًا، لكنه كان ضروريًا. ربما كان لقاءً غير متوقع، أو قراءة مختلفة، أو تجربة قاسية جعلته يدرك أن العنف ليس طريقًا مستدامًا، وأن التغيير الحقيقي لا يأتي بالدم، بل بالفكر والمنطق.
وعلى الجانب الآخر، لم يكن تحول الجولاني بسبب قناعة فكرية، بل نتيجة تغيرات سياسية فرضتها الظروف. بعد أن أصبح وجود الجماعات المتشددة عبئًا على القوى الدولية والإقليمية، بدأ الجولاني في تغيير صورته، محاولًا التخلص من ماضيه الدموي. بدلًا من الظهور كزعيم حرب، ارتدى البدلة المدنية، وأجرى مقابلات صحفية، محاولًا الترويج لنفسه كقائد سياسي محلي، لا كإرهابي دولي.
لكن الفارق هنا، أن الشرع ربما تغير بصدق، بينما الجولاني استخدم التغيير كأداة للبقاء، وليس كقناعة جديدة.
الحاضر: رَبطة العُنق كرمز للديبلوماسية والانفتاح أم للخداع السياسي؟
اليوم، أحمد الشرع لم يعد ذلك الشخص الذي يرفع السيف، بل بات يرتدي ربطة العنق، رمزًا للرزانة والدبلوماسية والانفتاح. انتقل من ميادين القتال إلى قاعات المؤتمرات، ومن لغة العنف إلى لغة الحوار. أصبح رجل سياسة أو مفكرًا أو باحثًا في قضايا كانت في السابق لا تعنيه إلا من زاوية واحدة.
فهو يسعى إلى استغلال التغيرات الإقليمية والدولية لتقديم نفسه على أنه جزء من الحل، وليس من المشكلة. في الوقت الذي كان يقود فيه عمليات إعدام جماعية ويفرض القوانين المتشددة، بات اليوم يتحدث عن حماية المدنيين وإدارة المناطق الخاضعة لسيطرته بأسلوب "الدولة الحديثة". لكن هل يمكن لمن مارس العنف الشديد أن يتحول فجأة إلى قائد ديمقراطي؟
الخاتمة: العبرة في التغيير الحقيقي
قصة أحمد الشرع ليست مجرد سرد لمسيرة فردية، بل هي انعكاس لإمكانية التغيير في أي إنسان. ليس من العيب أن يخطئ الإنسان، لكن العيب أن يبقى أسيرًا لخطئه. وبين "حَزّ العُنق" و"رَبطة العُنق" رحلة مليئة بالدروس، أهمها أن السياسة أقوى من العنف، وأن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل.
ولكن الجولاني يمثل الوجه الآخر لهذا التحول، فهو ليس نموذجًا لمن تغير عن قناعة، بل لمن غيّر صورته ليحافظ على سلطته. السؤال الأهم: كم من أمثال الجولاني لا يزالون يمارسون العنف بطرق مختلفة، وكم منهم يستعدون لارتداء "ربطة العُنق" فقط لأن المرحلة تتطلب ذلك؟

عبد الله الصالح
كاتب، باحث ومحلل سياسي
العراق
الصفحة الرسمية عبر انستاكرام @9a1b_

08 Mar, 12:37
214