ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): "من سرّه أن يكون من أصحاب القائم، فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق".
التأملات والمعاني:
الحديث يشير إلى أن الانتظار للإمام المهدي (عجل الله فرجه) هو حالة تتطلب من المؤمن الاستعداد بكل جوانبه، الروحية والجسدية.
فينبغي للمؤمن أن يتحلى بالورع، الذي يكمن في الابتعاد عن المحرمات والشبهات، وهذا هو حجر الأساس في حياة المنتظرين، فالورع هو سلوك نابع من الخوف من الله والحرص على طاعته، ولذا فهو يعزز من قدرة المؤمن على مقاومة الفتن والمغريات، مما يجعله ثابتاً على الدين متمسكاً به كالقابض على جمرة، وبالتالي يكون سبباً في نجاته عند الغربلة.
وينبغي للمؤمن أيضا أن يتحلى بمكارم الأخلاق، فالأخلاق هي وسيلة لجذب الناس إلى الإمام، فالعمل بمحاسن الأخلاق يجعل المؤمن قدوة في مجتمعه، ويُظهر صورة مشرقة عن أتباع الإمام وشيعته، فالأخلاق الحسنة لها تأثير عميق في جذب الناس نحو الإمام، مما يساهم في توسيع دائرة المؤمنين ويعزز من الاستعداد الجماعي للظهور.
فالانتظار هو كالمدرسة التي يتعلم فيها المؤمن كيف يكون على قدر المسؤولية ومستعدا لعصر الظهور، فالانتظار هو تجربة متواصلة للتعلم والنمو.
بناء على ما تقدم يمكن ذكر بعض الأرشادات:
الورع يحمي من الزلل: المؤمن الذي يعيش بروح الورع يُحصن نفسه من الفتن، ويظل ثابتاً في إيمانه، مما يجعله مؤهلاً لنصرة الإمام.
الأخلاق الحسنة تسهم في بناء مجتمع مهدوي: المنتظر الذي يتحلى بالأخلاق الحميدة يكون قدوة لمن حوله، مما يساهم في بناء بيئة اجتماعية مستعدة لنصرة الإمام.
الصبر يعزز الأمل والالتزام: في زمن الغيبة، يتطلب الانتظار صبراً طويلاً على الابتلاءات والتحديات، مما يزيد من استعداد المؤمن للوقوف مع الإمام عند الظهور.
تمت مشاركه بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot