، ولا يعني هذا أنه يجوز للرجل إبداء مفاتنه ؛ فيفتن ، ولا أنه يجوز للمرأة إطلاق بصرها ؛ فتفتن ، ولكن الوحي يشد الحبال المرخية في النفوس ، أشد من الحبال الثابتة فيها ، وأقرب الناس إلى السقوط يجذب أشد من البعيد عنه ، حتى تكتمل فطرة العفاف وتصح
، فإذا لم يغض الرجل بصره فإن المرأة تدفع فتنته بحجابها ، وإن لم تتحجب المرأة فالرجل يدفع فتنتها بغض بصره ، ولهذا ربط الله بين غض البصر وبين الزنى؛ لأنه سبب له
، فقال للرجال : {قُلْ لِلْمٌؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَرِهُمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}. وقال للنساء : {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} ولكنه زاد في النساء : {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ}.
- الحجاب في الشرع والفطرة ♥️