لم أكن مُتعبة، لكنني أحببت الالتجاء إليك. لم أكن ضعيفة، لكنني رغبت في التقوي بك. لم أكن يتيمة، لكنني أردتك أبًا لي.
عندما ركنتَ إليّ، اكتشفت كم كنتَ ضعيفًا دون أن تدري. عندما احتميت بحناني، أيقنتَ كم كان العالم مجنونًا قبلي. عندما اقتربت منّي، عرفت كيف كنتَ وحيدًا من دوني.
أنا لك، وأنتَ لي...
عندما اقتربتُ منك، خارت كل قوايَ المزيفة؛ كم كنتُ ضعيفةً من داخلي. عندما لمستني، ذاب كل الجليدِ بقلبي؛ كم كنتُ عطوفةً وحنونةً وحالمة. عندما هدأت بحضنكَ ونمت، اكتشفتُ مقدار القلقِ الذي كنتُ أغرق فيه.. قبل أن تأتي.
حياةٌ لا تخلو من العواصف..
لكنك هنا، وأنا لك...
ماذا يريدُ اثنانِ من الحياةِ أكثر من الونس؟
أن أشعر بطيفك حولي، أن أسمع صوتك العطوفَ كل حين، ألا تسمحَ لي أن أسقط بينما يمكنك إنقاذي.
ماذا يريدُ اثنانِ من الحياةِ أكثر من السكن؟
أن تُسقط رأسك على كتفي وأنت تعرفُ أنني لن أعيرك بضعفك، أن ترتمي بكلك وأنت تعرفُ أنني ملاذك الوحيدُ حين تريد الهرب، أن تُهدئك رؤيتي، ويطمئنك وجهي، وتحييك نظرةُ امتنانٍ مني.
ماذا يُريد اثنان من الحياةِ أكثر من الود؟
لن يدوم الحب، لكنني سأحفظ ودك السابق حين ينقلب حالك، ويغلظ صوتك، ويزول بريق الحب من عينيك.
لن يدوم الحب، لكنني لن أفجر في الخصامِ، ولن أفشي أسرارك ولن أكسر قلبًا أحبني قبل الآن لكنه فقد البوصلة لوهلة.
لا يهمني أن يدوم الحب وأنا لا آمنك.
يُهمني أن ترحمني وأرحمك، أن أحفظ ودك وأن تفعل، أن أسكن إليك حين تعصف بي الحياة وأن تفعل.
يهمني أن أسكنَ إليكَ بعد كل جدالٍ أحمق لم ينفعنا، أن تحتضن عينيّ حين ترى انكسارهما، أن تخمد نار الحرب إذا أعلنتُ ضعفي أمام الخصام.
يهمني أن تُعلن هزيمتك إذا تحتم عليك ذلك في سبيل أن تحيا فيك حواء. وأن أنكسرَ لك قبل أن أكسر كبرياءك مرة.
يهمني نحن..
أنا هنا.. وأنت هنا
وإنها حياةٌ.. بكل ما نقص فيها وما لم يكتمل.
أسماء يسري