-لا أريد
-عليك أن تفتحهما الآن
-كلا لا أستطيع
-ثق بي أرجوك...
كان يقف وسط إعصار و كل ما يدور من حوله حطام، أحدهم يحاول إنقاذه، لكنه هناك لا يقوى على الحراك، مرتعد، تائه..
دوامات سببت فوضى عارمة، و ثقب أسود يبتلع كل ما يصادفه أمامه، يصبغه بالسواد، أو ينهشه للأبد..
تتناثر الشظايا في كل مكان، فتعكس على أسطحها صوراً باهتة، لأناس يبتسمون تارة، ويتشاجرون أخرى، فيعانقون بعضهم بما تبقى من مودة..
تدور الصور بلا توقف، تطير، تعصف و تضرب، مخلفة دماراً هائل.. و هو في المنتصف، عينيه مقفلة تماماً، يرفض النظر، يرفض المواجهة، يسمع أصواتاً متداخلة، تصيح، تبكي، و تهمس له، تصم أذنيه، يقفلهما بيديه فيصرخ متحدياً إياها. تهجم عليه الشظايا متدافعة، تخدشه فينزف، يحاول صدها فينزف، يرجوها أن تتوقف، فتزيد من غضبها و تغرس نفسها في جسده، يستلقي. يتوقف الزمن.
يفتح عينيه ليرى عقله هائج تتدافع منه حياته، شرائط صور تدور بلا توقف، فيلم قديم بات الآن مطبوعاً بذاكرته، يهرب منها. يحاول نزع الشظايا عنه، يحملها واحدة تلو الأخرى، يرى ما تعكسه كل واحدة منها بما يميزها من صورة ذكرى، يرميها بعيدا فينتشل أخرى و هكذا، حتى بدأ الاعصار يخفت تدريجياً، يهدأ عقله، تستكين الأصوات، تصفو الصورة من حوله، تتوقف الصور عن عبثها، و يواجه الثقب المدمر، يسير نحو حفرة سوداء؛ بات السكون الآن ما يرعبه، يدخل لقلب الثقب الأسود مستسلماً، لا زمان ولا مكان يحاصره، و يختفي.. للأبد..
-لا تقلق كل شيء سيكون على ما يرام.
فيبستم.
Luna Dann
18/12/2024
10:57 pm