عندما كان المرء خالي من المسؤولية سبحان الله كان يسمع دائمًا نصائح من الصحبة تتضمن معنى : اغتنم ما تبقى لك في فترة العزوبية ..
لا تألَف الفراغ = تَعَلَّم، عَلِّم، تَحَرَّك.
كنت أنصت إلى هذه النصائح وأسعى للعمل بها قدر إستطاعتي ولكن كنت أملّ وأتركها وأقول في نفسي : أستطيع العمل الآن وغد وبعد غد وكل يوم!
كنت أتكاسل أيام عن طلب العلم وأشتغل بأبواب عبادة أخرى كالعمل الخيري وغيره.. وكان الشيطان يُخيّل إليّ أنني أستطيع طلب العلم متى أردت وشئت.
و سبحان الله كعادة الدنيا وسنة الله الدائمة أن دوام الحال مِن المُحال.. عندما تعرضت للمسؤولية الدائمة وتكوين أسرة ..
لم أعد أجد وقت لطلب العلم الذي كنت أتكاسل عنه أحيانًا.. بل حتى ورد القرآن نفسه أسعى جاهدةً لتوفير وقت لهُ..
-أذكر أنني منذ عامين قالت لي صديقة وهي تبكي : يا إسراء ورد القرآن بقى محتاج جهاد نفس، متخيلة؟
مع أنها حافظة لكتاب الله ومُحفّظه وأحسبها على خير ولا أزكيها على الله.
بالأمس فقط كنت أبكي وأقول العبارة نفسها!
منذ عامين قيل لي من مُعلّمتي : كل شيء أجلتي طلبه لبعد زواجك ستندمين على عدم سعيك في طلبه قبل!
قالت لي نصًا ( المحاضرة اللي كان سماعها بياخد منك " ساعة " قبل الزواج ، هتاخد منك بعد الزواج ٣ ساعات ).
السلسلة اللي كنتي بتخلصيها في يومين هتخلصيها في ١٥ يوم.
• بالأمس كنت أتذكر هذه الكلمات وأقول في نفسي سبحان الله!
بالفعل عندما قدر الله لي تغير المذهب من الشافعي إلى الحنبلي
واضطررت إلى إعادة دراسة الفقه وعلومه مرة أخرى.. درسته كاملًا في اسبوع!
الأُصول والفقه والقواعد!
أقول في نفسي سبحان الله
الآن أسعى فقط للإنتهاء من أول اول محاضرتين في الرياض!
والله لولا [النيةُ والٱحتسابُ] ما هان كل هذا التعب الشاق المجهِد ..
أصل لو مفيش نية واحتساب، هتقولي لله عز وجل إيه على أيام بتنفقيها من عمرك بتؤدي فيها فرائضك على حرج ؟!
بتسعي فقط فيها إنك تقعدي ساعة في يومك تطلبي علم!
حرفيا كل ما الإنسان يشعر إن ممكن عقله يجراله حاجة بسبب الضغط وقلة إنجاز المهام اللي مكلف بيها، تأتي النية تُسلي القلب وتعزيه وتطمئنه، بأن الله مطلع وأن هذه الساعات التي تنفق في[ إيواء أرواح] أثقل عند الله في الميزان من آلاف الأعمال ..
• اتصلت عليّ أخت من ثلاثة أيام وقالت لي : أوصني يا أخي!
فوجدت نفسي أقول لها ( استغلي فترة عزوبيتك واتقني القرآن حفظًا وتدبرًا ومُعايشة واطلبي علم على قد ما تقدري. )
فيارب ٱرضَ عن أمهاتنا وٱكتب لهم الفردوس بغير حساب ولا سابقة عذاب.
خلاصة الكلام :
أنا جاية سريعا أقول كلمتين للأخوات اللي لسه لم يتزوجوا ..
صدقا استغلي كل ثانية في المرحلة العمرية دي في طلب العلم الشرعي وتأسيس نفسك وبنيان بيتك من دلوقتي ..
بعد الزواج بيُكتب في صحيفتك فروض جديدة [طاعة زوجك،وحسن تبعلك، وتربية أبنائك] وكل الطاعات دي مقدمة قطعًا على طلبك للعلم الشرعي ...
أولوياتك بتتغير على حسب مسؤوليتك الشرعية أمام الله عز وجل، فلو انت عاقلة هتدركي يعني اي تؤدي فريضة وتقدميها وتقدسيها على فرض كفاية ..
صدقا بتحاربي في يومك علشان تخلصي مهاماتك و تستأنسي بسماع محاضرة وتقعدي تدونيها في هدوء بدون مسؤولية!
السلسلة اللي ممكن تخلصيها قبل الزواج في ٣ أيام ..لا أبالغ إن بعد الزواج ممكن تاخدي حلقة خلال ال ٣ أيام مع أوراردك وفروضك واللي هو يا صباح الإنجاز بجد !
أعتقد إن المرحلة دي هي ذروة تحصيلك للعلم الشرعي أصلا ..فلا تهملي فيها آملة إنك بعد الزواج هتعوضي .. دا من تلبيس إبليس عليك والله المستعان ..
أخواتنا المتزوجات الأمهات، هنيئًا مريئًا رِضا أزواجكم عنكم ..
هنيئًا مريئًا كل مثقال ذرة من جهد تبذليها لبناء بيت يحبه الله ورسوله،
أحبكِ الله يا صالحة وآنس بيتك بالقرءان والإيمان .
- إسراء عاطف.