استشهاد الامام الحسن صلوات الله عليه
لم يكتف معاويه لعنه الله بالصلح مع الامام الحسن عليه السلام بل حاول قتل الامام الحسن عليه السلام و القضاء عليه , فدس اليه السم ثلاث مرات ونجا منها الامام , وفي المرة الرابعة طلب معاويه لعنه الله سما قاتلا من ملك الروم , واتصل بجعيدة ( او جعدة ) بنت الاشعث , زوجة الامام الحسن عليه السلام , حيث وعدها معاويه لعنه الله ان يزوجها من ولده يزيد لعنه الله ان هي قتلت الامام الحسن عليه السلام , فقبلت اللعينه ان تسم الامام الحسن عليه السلام , فلما ارتكبت جريمتها و دست السم للامام الحسن عليه السلام غدر بها معاويه , فطالبته بالوفاء بعهده لها , فقال : اني اخاف على ولدي ان تقتليه كما قتلتي سيد شباب اهل الجنة , واذا كنت لم تبال بقتل ابن بنت رسول الله , فهل تبالين بقتل ولدي؟
نعم وضعت الخبيثة السم في شربة من لبن , وكان الامام الحسن عليه السلام صائما , فلما صار وقت الافطار , قدمت اليه جعدة ذلك اللبن المسموم , فشربه الامام فلما سرى السم في بدنه الشريف واذا به قد تغير لونه , واحس بامعائه كانها تقطع بالسكاكين , وتشرح بالمواس , فدعا في هذه الحال بطشت وصار يتقيا دما , فدخل عليه جنادة بن ابي اميه , راه و الطشت بين يديه يقذف فيه احشائه قطعة بعد قطعة فقال: سيدي هلا عالجت نفسك؟ فقال عليه السلام : بماذا اعالج الموت؟ لقد سقيت السم ثلاث مرات وهذة الرابعة .
فلما وصل الخبر الى الامام الحسين عليه السلام دخل على اخيه فراه و الطشت بين يديه يتقيا دما جلس عنده و ضمه اليه ثم قال عليه السلام : اخي ابا محمد من الذي سقاك السم ؟ ومن اين دهيت ؟ قال الامام الحسن عليه السلام : اخي وما تريد منه ؟ دعني اخاصمه يوم القيامه بين يدي ربي , اخي ان الذي قتلني لواحد , ولكن لا يوم كيومك ابا عبد الله يزدلف اليك ثلاثون الفا فيقتلونك ويسبون ذراريك .
وقال الامام الحسن للحسين عليهما السلام : اخي ابا عبد الله بحقي عليك لاترهق في امري ملء محجمة دما , دعني اخاصمه بين يدي ربي يوم القيامة , ولكن يا اخي اذا انا قضيت نحبي فغسلني وحنطني بفاضل حنوط جدي رسول الله صل الله عليه و اله فانه من كافور الجنة , واحملني على سريري الى حرم جدي رسول الله صل الله عليه و اله لاجدد به عهدا , واعلم يا ابن ام ان القوم سيظنون انكم تريدون دفني عند قبر جدي فيمنعونكم من ذلك , فبحقي عليك يا اخي لا ترهق في امري ملء محجمه دما .
بينما هما في هذا الكلام واذا بالحنين و الانين خلف الباب , واذا بالعقيله زينب وباقي الهاشميات جئن لعيادة الحسن , التفت الامام الحسن عليه السلام الى اخيه الحسين عليه السلام قال : اخي ابا عبد الله نح هذا الطشت عني لئلا تراه اختنا زينب عليها السلام.
فلما دخلت العقيله زينب عليها السلام وقد وقع بصرها على ذلك الطشت وفيه احشاء اخيها الحسن , صاحت واأخاه وا حسناه.
اخذ الامام الحسين بتجهيز الامام الحسن عليهما السلام كما اوصاه , فغسله و كفنه و حنطه بفاضل حنوط رسول الله صل الله عليه و اله , وصلى عليه ثم وضعه على سريره واهله يبكون و ينتحبون , ولكن هل استراح الامام الحسن عليه السلام من كيد هذه الامة ومن ظلم الناس له ؟
حمل الامام الحسين و بني هاشم عليهم السلام الامام الحسن الزكي عليه السلام على سريره حيث انهم اقبلوا يحملون جنازة الامام الحسن عليه السلام قاصدين قبر النبي صل الله عليه و اله , ليجددوا له عهدا بزيارة قبر جده , فاقبل مروان بن الحكم لعنه الله حتى دخل على عائشه اخزاها الله و لعنها وقال : و الله لئن دفن الحسن عند جده لاتبقى فضيلة لابيك وصاحبه , فقومي وامنعي من دفن الحسن عند رسول الله , فاقبلت عائشة لعنها الله و اصلاها راكبة على بغل في جمع من بني امية لعنهم الله اجمعين يقدمهم مروان وهو ينادي : يارب هيجا هي خير من دعة , ايدفن عثمان باقصى المدينة ويدفن الحسن عند قبر رسول الله ؟
هذا وعائشة لعنه الله عليها و على ابيها و صاحبه تنادي : الله الله يا بني هاشم لاتدفنوا في بيتي من لا احب .
ومن هو الحسن حتى لا تحبيه؟ اليس هو ريحانه رسول الله صل الله عليه و اله وسبطه الذي حبه ايمان و بغضه كفر و نفاق . الم يقول رسول الله صل الله عليه و اله عن الامامان الحسن والحسين (ع): (من أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغى عليها أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله عذاب جهنم وله عذاب مقيم)
اقبل اليها محمد بن الحنفية قال لها : يوما تقاتلين ابي امير المؤمنين على جمل , وهذا اليوم تمنعين جنازة اخي الحسن من الدفن , و الله لولا وصية من اخي الحسن سبقت لعلمت ان هولاء اقصر باعا من ردنا عن ذلك
وجاء لها عبد الله بن العباس وقال : يا عائشة اما كفاك ان يقال يوم الجمل حتى اردت ان يقال يوم البغل ثم انشا يقول :
تجملت تبغلت ولو عشت تفيلت
لك التسع من الثمن و للكل تملكت .