قالت لأترابها و الصيف يحتضرُ
"بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني
عندي الجمال و غيري عنده النظرُ"
"لأحبسنّ على نفسي عوارفها
فلا يبين لها في غيرها أثرُ"
"كم ذا أكلّف نفسي فوق طاقتها
وليس لي بل لغيري الفيء و الثمرُ"
"لذي الجناح و ذي الأظفار بي وطر
وليس في العيش لي فيما أرى وطرُ"
"إنّي مفصلة ظلّي على جسدي
فلا يكون به طول و لا قصر ُ"
و لست مثمرة إلا على ثقة
إن ليس يطرقني طير و لا بشرُ"
عاد الربيع إلى الدنيا بموكبه
فازّينت واكتست بالسندس الشجرُ
و ظلّت التينة الحمقاء عارية
كأنّها وتد في الأرض أو حجرُ
ولم يطق صاحب البستان رؤيتها،
فاجتثّها، فهوت في النار تستعرُ
من ليس يسخو بما تسخو الحياة به
فإنّه أحمق بالحرص ينتحرُ
-إيلياء أبو ماضي.