الحبّ هو اكتمال المعنى، وحضورٌ يملأ الفراغ، هو نبضٌ يحيي كلّ ساكنٍ فينا! ليس فيه مساحةٌ لأنصاف المشاعر، ولا يقبل بالتجزئة أو التردّد.
فإمّا أن تهب قلبك كلّه بلا تردّد، أو أن تُمسك عنه؛ لأنّ الحبّ عبئٌ على الروح إذا لم يكن كاملًا.
نصف الحبّ خداعٌ للنّفس، ووعدٌ بالفراغ، هو إشعال نارٍ لا تُدفئ، وزرع وردةٍ لا تُزهر.
الحبّ الكامل وحده الذي يُعطي للحياة طعمها، وللأيّام بهجتها، وللرّوح معناها.
الحبّ في الحقيقة بحرٌ، لا يمكن الإبحار فيه والمحبّ خائفٌ من الغرق، ولا أن يقف على الشاطئ ويزعم أنّه تذوّق ملوحة الماء.
يحبّ بكلّ قوّته ونقائه، وضعفه واحتياجه.
يجسّد "الرافعيّ" في هذه العبارة الحبّ على أنّه شعورٌ كامل، يتطلّب كمالًا مطلقًا في التضحية والإحساس والانتماء.
عند الرافعيّ: الحبّ ليس عاطفةً يمكن أن تُمارَس بنصف قلب أو نصف التزام؛ بل حالةٌ وجوديّةٌ شاملةٌ تغمر العقل والروح والجسد.
يريد الرافعيّ أن يلفت النّظر أيضًا إلى قيمة الحبّ على أنّه قوّةٌ لا كأيّ قوّة، لأنّ نصف الحبّ لا يُثمر إلّا الخيبة، ويترك القلب معلّقًا بين الوهم والفراغ.
بكلّ معاني الختام أقول:
إمّا أن تحبّ بكلّ ما فيك، أو لا تقترب؛ فالقلب لا يحتمل أنصاف الحقائق في أعمق حقائقه.