#الحنيفية
📌للحنيفيّة في الشرع معنَيين:
1⃣ عامٌّ: وهو الإسلام.
2⃣ خاصٌّ: وهو الإقبال على الله بالتوحيد، ولازِمه الميلُ عن الشرك بالبراءة منه.
📎 والمذكور في قول المصنّف: (أن تَعبُدَ اللَّهَ وَحدَهُ مُخلِصًا لَهُ الدِّينَ) هو مقصود الحنيفية، ولُبُّها المحقِّق للمعنيين المذكورين.
🖊 الملّة الحنيفيّة تُنسب في القرآن إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
واتفق نسبتها إليه لأمورٍ ثلاثة:
1⃣ أنّ من بُعث فيهم نبيّنا ﷺ يذكرون أنّهم من ذريّة إبراهيم، ويزعُمون أنّهم على إرثٍ مِن دينه، فأجدرُ بهم أن يكونوا حنفاءَ لله غيرَ مشركين به كأبيهم.
2⃣ أن الله جعل إبراهيم عليه الصلاة والسلام إمامًا لِمن بعده من الأنبياء بخلاف سابقِيه منهم (ذكره ابن جرير في تفسيره).
3⃣ أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو أكمل الخلق في تحقيق التوحيد، حتّى رَقى إلى مرتبة الخُلّة، وشاركه نبيُّنا ﷺ فيها، وإبراهيمُ والدٌ ونبيُّنا ولدٌ، فالنسبة إلى الوالِد أكمل من النسبة إلى الولد.
💎 عبادة الله لها معنيان في الشرع:
1⃣ معنى عامٌّ: وهو امتثالُ خطاب الشرع المقترنُ بالحُبّ والخضوع.
2⃣ خاصٌّ: وهو التوحيد.
🖊 في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) دليلٌ أن الناس جميعًا:
🔸مأمورون بعبادة الله التي هي مقصود الحنيفيّة.
🔸ومخلوقون لأجلها.
📎ودِلالةُ الآية على المسألتين من جهتين:
1⃣ صريحُ نصِّها المبيّنُ أنّنا مخلوقون للعبادة.
2⃣ لازُم لفظِها المبيّنُ أنّنا مأمورون بالعبادة؛ فإنّ ما خُلقنا لأجله لا يتحقّقُ إلا بأمرِنا به.
📎 ولا يُنكر أحدٌ من المسلمين: أن الجنّ والإنس مخلوقون لعبادة الله ومأمورون بها.
📌تفسير المصنّف (يَعبُدُونِ) بقوله: (يُوَحِّدُونِ) له وجهان:
1⃣ أنه من تفسير اللفظ بأخصِّ أفرادِه؛ فإنّ التوحيد أعظمُ العبادة.
2⃣ أنه من تفسير اللفظ بما وُضع له شرعًا؛ فإنّ العبادة في لغة الشرع يُراد بها التوحيد
📎 قال ابن عباس: (كُلُّ مَا وَرَدَ في القُرآنِ مِنَ العِبَادَة فَمَعنَاهُ التوحيدُ) ذكرَه البغويُّ في تفسيره.