لا تكشفوا وجهي للرجال الأجانب عني.
وليحمل نعشي أقاربي وأخي.
وعند وضعي في قبري فليضعني محارمي!
شفاء علمتني معنى اسمي (حياء) علمتني الحياء وكانت هي اسم على مُسمى (شفاء) كانت بتطبطب على القلوب، كانت بتعرفنا طريق ربنا عشان نروحله مكسورين ونرجع من عند ربنا مجبورين!
شفاء تركت أثر فينا كُلنا.
تمالكت نفسي ودخلناها عشان نغسلّها، أختها معرفتش ومقدرتش تغسلها فطلبت منها تساعدني في تقليبها فقط،مقصتش هدومها، شفاء كانت غالية وهدومها غالية وكل حاجة تخصها غالية، قلعتها هدومها على مهل ودخلت أمها وأختها حضروا الغُسل وطلبت منهم يقفلوا الباب، سترتها وبدأت في تغسيلها ومقدرتش مبكيش!
دموعي كانت مشاركة في الغُسل من بدايته لنهايته، كانت جميلة حتى وهي ميتة، كان وشها كل مدى بينور، كان جسمها بارد، نسيت أنها ميتة ومسكت إيدها أدفيها زي ما كنت بعمل لما كانت تبقا بردانة!
ضفرت لحبيبة قلبي شعرها ٣ ضفيرات، قبل ما أغطي وشها جات أختها وقبلتها وجات أمها وحضنتها وبكت، وقبلتها، رفعتها عنها عشان لازم نعجِّل في الدفن، قبلتها بين عنيها قُبلة الوداع، وغطيت وشها وربطت الربطة زي ما علمتني بالضبط، وأنا بغسلها استحضرت صورتها وهي بتعلمني، رهبة الموقف نستني كنت حاجة، لكني حسيت أنها واقفة جنبي وبتقولي اعملي كدا وكدا وكدا.
ناديت أهلها عشان يرفعوها ويحطوها في النعش عشان صلاة الجنازة، صلينا عليها كلنا، كانت ناس كتير جداً، كنت حاسة إنه قلبي ال بيبكي، خلاص مش هشوفها تاني، مش هسمع نصايحها تاني، مش هشوف بُكاها تاني وهي بتكلمنا عن ربنا، وهي بتكلمنا عن النبي صلى الله عليه وسلم وتضحياته لأمته!
بعد أسبوع نزلت الجامعة يوم الأربع وروحت أصلي، حاسة إن المسجد أصبح غريب، أول مرة أدخل وشفاء متكونش قاعدة في ركن من أركانه، صليت وجيت أقوم، افتكرت شفاء وهي بتقولي جلسة ما بعد الصلاة عظيمة جداً الملايكة بتدعيلك متستعجليش وتقومي، فجلست وبكيت، بناتها التفوا حولي كلهم وبدأوا في البُكاء، شوفت ٣بنات كانوا في أخر درس ليها لابسين بناطيل ضيقة وحجاب نص كوم، لقيتهم لابسين واسع وفضفاض وجم حضنوني وقالولي: سبب التزامنا معملتنا شفاء الله يرحمها!
عايزين نوصلها شكرنا بس مش عارفين، نقدر نفيدها بحاجة وهي في قبرها؟
_ادعولها واتصدقوا عليها.
كل ما أدخل المسجد البنات يلتفوا حولي ويطلبوا مني أتكلم معاهم عن شفاء وأعلمهن زي ما علمتني وعلمت باقي البنات.
افتكرت وصية حياء ال قالتهالي قبل ما تموت: كملي طريق الدعوة يا حياء الدعوة ما بتموتش بموتنا.
كملتها يا شفاء، كنت بروحلها قبرها وأقولها: وصيتك اتنفذت يا حبيبة قلبي، كنتِ دايماً بتقوليلنا: يا بنات، إنما أبتغي طيبَ الأثر، مش عايزة غير أسيب أثر جواكم عشان كل ما تفتكروني تدعولي، وددتُ لو أخرجُ منها كِفافاً.
عايزة أقولك يا شفاء أنك سبتِ أثر في بنات كتير، كل البنات في المسجد تركتِ أثر فيهن، وحتى البنات ال مكانتش بتحضرلك ولا حتى تعرفك لما سمعوا بقصتك وثباتك طلبوا يسمعوا دروسك والتزموا بسببك، وتركتِ في قلوب الناس طيبَ الأثر زي ما كنتِ عايزة يا قرةَ عيني.
#الصحبة ثم الصحبة ثم الصحبة🩷🌱❥.