يعني هل وانت بتقرأ مثلًا أذكار الصباح وجيت عند فضل قراءة آية الكرسي ولاقيت مكتوب إنها بتُجير من الجن لو قرأتها الصبح لحد بالليل: فهل انت مصدق من قلبك إن بجد مفيش جِن هيقدر يلمسك من لحظة ما قولتها لحد المساء؟
أو وانت بتقول ذِكر "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يُحيي ويُميت وهو على كل شيء قدير" _اللي بيتقال عشر مرات بعد المغرب وبعد الفجر_ ولاقيت في فضله تلات حاجات: إنه كأنك عتَقت عشر رقاب، وكُتب لك به عشر حسنات ومُحي عنك عشر سيئات، وكمان كان حماية ليك من الشيطان.
فهل انت من قلبك متخيّل ومصدّق إن دا بجد وحقيقي؟
لما بتصوم يوم عرفة: مصدّق إنه بجد هيغفر لك سنة فاتت من عمرك وسنة جاية؟
ليلة القدر قيامها يعدل قيام ٨٤ سنة؟ متخيل العدد ومصدّقه؟
وانت بتقول في سرّك يا رب اغفِر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، يا رب اغفر لي ذنبي سرّه وعَلَنه.
مِصدّق من كل قلبك إن بس خلاص هو فعلًا ربنا استجاب للدعوة دي، وصحيفتك اتمحت من السيئات؟
شَعرة يا صديقي، شَعرة اليقين أهم أهم العبادات.. وهي الشَعرة دي اللي بينك وبين الخشوع، وبين التدبّر، وبين عمل الطاعة بحُب وإقبال من كل قلبك، وبين استجابة الدعاء.
ولو هنصحك بحاجة من قلبي تشتغل عليها لسنوات، إن مع كل عبادة تعملها تدرّب نفسك على استحضار اليقين في حدوث فضلها، والتأكد من قلبك إن طالما تيقّنت فخلاص هي حصلت.
واليقين في الغيبيات من أقوَى مُثبّتات الإيمان بالله، ومن أجمل المداخل اللي تتذوَق بها حلاوة الإيمان.
— يسر يونس