🔺من روائع الغزالي 🔺 @alghzzali Channel on Telegram

🔺من روائع الغزالي 🔺

@alghzzali


هنا ننقل أروع ما قاله الشيخ محمد الغزالي

🔺من روائع الغزالي🔺 (Arabic)

🔺من روائع الغزالي🔺 هو قناة تيليجرام تهدف إلى نشر أهم أفكار وكتب الفيلسوف الإسلامي الشهير الغزالي. إذا كنت تبحث عن الحكمة والتأمل والفلسفة الإسلامية، فهذه القناة مثالية لك. تجد في هذه القناة مقتطفات واقتباسات من كتب الغزالي التي تلهم القراء وتثري عقولهم. ستجد هنا أيضًا تحليلات عميقة ومقالات قيّمة تساعدك على فهم فلسفة الغزالي بشكل أفضل. انضم إلينا اليوم واستمتع برحلة عبر أفكار الغزالي التي تجذب القلوب والعقول.

🔺من روائع الغزالي 🔺

22 Jul, 11:49


الحرية كلمة السر.. إني –أنا الداعية المسلم– لا أحتاج إلا إلى الحرية لأؤدي واجبي.. ولأنجح رسالتي.. ويوم أفقد الحرية أفقد كياني كله.
إن الإسلام لا يحتاج إلا لهذه الحرية كي ينتشر وينتصر.. وإذا كان بعض الفاشلين في العرض أو القاصرين في الفقه يخشون هذه الحرية.. فليجاوزوا ميدانا ًلا يستطيعون أعباءه.. وليحترفوا شيئا ً آخر غير الدعوة الإسلامية.
محمد الغزالي

🔺من روائع الغزالي 🔺

10 Jul, 21:34


كان لقاؤنا بالشيخ البشير الإبراهيمي مصدر متعة أدبية وعلمية تجعل أدباء القاهرة وعلماءها يهرعون إليه ويتزاحمون عليه، ولكن الرجل كان يشرد بين الحين والحين، فنحس أنه معنا وليس معنا، كان جسمه معنا وقلبه معلقًا بالجزائر يتحسس أبناءها، ويتبع العراك الدائر بين الإسلام والصليبية في هذه القطعة الغالية من دار الإسلام، وكنت أشعر بأنه يكتب إلى رجاله أو المسؤولين عن الكفاح الجزائري يشير عليهم بالرأي ... وأستطيع الجزم بأنه ما ضعف يومًا ولا استكان ولا يئس من روح الله، ولا شك في أن الله ناصر جنده، ومعز المجاهدين المسلمين.
وهناك أمر لا يعرفه الكثيرون، لقد حاول أن يسد الفجوة بين جماعة الإخوان ورجال الثورة المصرية، فإن الفريقين يقدرونه ويصغون إلى نصحه، ولكن الشر كان قد تفاقم بين الفريقين وعزَّ على العلاج، فتوقف محزونًا.
وظل الشيخ البشير، ومعه بعض الجزائريين يرتبون الأمور بين القاهرة الموالية للمجاهدين، وبين أرض المعركة التي احتدم فيها القتال وتضاعف الشهداء، ولا أنسى من بين أصحاب الشيخ الأخ الفضيل الورتلاني الذي زاملني في الدراسة وأنا في تخصص الدعوة والإرشاد قبل مجيء الإبراهيمي ببضع سنين، وكان الشيخ الفضيل عملاقًا في مبناه ومعناه ورجلًا له وزنه، وكان يتبع الشيخ البشير على أنه تلميذ وفي له، ويتعاونان على نصرة القضية الجزائرية بكل ما لديهما من طاقة ...
قال لي الشيخ البشير: إنكم بليتم بالاستعمار مثل ما بلينا، وشعرتم بضراوته مثل ما شعرنا، لكنكم لا تعرفون أن ما أصابنا نوع شاذ من الاستعمار يشبه السرطان من بين أنواع العلل المهلكة، إنه كان يريد محو شخصيتنا وعقيدتنا ولغتنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، ومن المستحيل الإبقاء عليه أو البقاء معه. إن معنى ذلك الموت الخسيس، وأولى بنا أن نموت جميعًا في ميادين الكفاح والتضحية من أن نموت على هذا النحو الذي يراد لنا ...
والجزائري إذا غضب تحول إلى شخص آخر، وقد كنت ألمح تغيرًا عضويًا في وجهه بل في كِيانِه كله عندما يتحدث عن ضرورة الجهاد إلى آخر رمق وعن ضرورة بقاء الجزائر مسلمة تتكلم بلغة الوحي وتحل العربية محل الفرنسية. (وها قد نصر الله الجزائر، ونضر وجوه المجاهدين وعاد الدخيل من حيث جاء، واندحر أتباعه وأعوانه).
فأدبروا ووجوه الأرض تلعنهم … كباطل من خلال الحق منهزم
ومعرفتي بالشيخ البشير الإبراهيمي تجعلني أتساءل عن حدود الوفاء للقيم والمبادئ التي عاش من أجلها ومات في سبيلها؟.
إني أتخيله حيًا، وأتصور أنه يسمع رجلاً يرطن بالفرنسية، ما أحسبه يتركه دون تقريع وتعنيف بالغين. وله الحق في غضبه فإن الاستعمار العسكري ذَنَبٌ والاستعمار الثقافي هو الرأس، والحية لا تموت بقطع ذَنَبِها، بل الأمر كما قال الشاعر:
لَا تَقْطَعَنْ ذَنَبَ ائأَفْعَى وَتُرْسِلَهَا … إنْ كُنْتَ شَهْمًا فَأَتْبِعْ رَأْسَهَا الذَّنَبَا
وعلى الجزائر أن تحرر ثقافتها من التبعية كما حررت أرضها من الاستعمار، والخطوات البطيئة في هذا المضمار لا ترضي شهداءها الأبرار، بل البدار، ليتأكد الانتصار، وتتضاعف الثمار.

🔺من روائع الغزالي 🔺

10 Jul, 21:34


الشيخ الإمام محمد البشير الإبراهيمي بقلم أديب الدعوة الشيخ محمد الغزالي- رحمها الله تعالى- نشرت بمجلة الثقافة الجزائرية ، عدد 87 ماي- جوان 1985م.
" كانت القاهرة- لأكثر من ثلث قرن مضى- ملتقى عدد من المجاهدين الكبار يجيئون إليها في ظل عقيدة جامعة، وأخوة وثيقة، ولغة مشتركة، وآمال واحدة.
وكان المسلمون ينظرون إلى الزعماء القادمين نظرة حب جارف وإعزاز بالغ، كانوا يرون النظر في وجوههم عبادة، والحديث معهم والأنس بهم قربى إلى الله.
أذكر من هؤلاء الحاج محمد أمين الحسيني مفتي فلسطين الأكبر، وقائد جهادها الأول، زارني يومًا في وزارة الأوقاف- وكنت مسؤولاً عن المساجد- فزكَّى بعض المشروعات التي أقوم بها، ورسم لي طريق إنجاحها، وشعرت كأنه يعد نفسه مسؤولًا عن مستقبل الإسلام في مصر، فهو يهتم به اهتمامي أنا به أو أكثر، ولا عجب فدار الإسلام واحدة وإن اختلفت منابت الأفراد ....
وأذكر من أولئك الزعماء اللاجئين إلى القاهرة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي. عرفته، أو تعرفت إليه، في أعقاب محاضرة بالمركز العام للإخوان المسلمين ... كان لكلماته دوي بعيد المدى، وكان تمكنه من الأدب العربي بارزًا في أسلوب الأداء وطريقة الإلقاء، والحق أن الرجل رُزِق بيانًا ساحرًا، وتأنقًا في العبارة يذكرنا بأدباء العربية في أزهى عصورها.
لكن هذا ليس ما ربطنا به أو شدَّنا إليه- على قيمته المعنوية- إنما جذبنا الرجل بإيمانه العميق، وحزنه الظاهر على حاضر المسلمين، وغيظه المتفجر ضد الاستعمار، ورغبته الشديدة في إيقاظ المسلمين ليحموا أوطانهم ويستنقذوا أمجادهم، وخُيّل لي أنه يحمل في فؤاده آلام الجزائريين كلهم وهم يكافحون الاستعمار الفرنسي، ويقدمون المغارم سيلًا لا ينقطع حتى يحرروا أرضهم من الغاصبين الطغاة، وكان في خِطاباتِهِ يزأر كأنه أسد جريح، فكان ينتزع الوَجَل من أفئدة الهيابين ويُهيّج في نفوسهم الحمية لله ورسوله، فعرفت قيمة الأثر الذي يقول: "إن مداد العلماء يوزن يوم القيامة بدم الشهداء".
إن الخطيب أو الكاتب يوم يستمد توجيهاته من قلبه ويصبها في نفوس تلامذته إنما يُكوّنُ فيالق من أولي الفداء، ويصنع قذائف حية من رجال ينسفون الباطل نسفًا، وذلك ما أحسسناه ونحن نستمع إلى الشيخ البشير الإبراهيمي في القاهرة، فعرفنا لماذا ضاق به الفرنسيون وطاردوه، ومن ثَمَّ قررنا الالتفاف به والاستمداد منه.
ومن الخطإ تصوُّرُ أن الشيخ الكبير كان خطيبًا ثائرًا وحسب ... لقد كان فقيهًا ذكي الفكرة بعيد النظرة. ووقع لي معه حوار في مسألتين طريفتين. قال لي مرة: لعلك قرأت في السيرة الشريفة أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كانوا ينصرفون عن مجلسه إلَّا على ذَوَاق- وزن جمال-.
قلت: نعم.
قال: فما الذواق الذي ينالونه في مجلسه؟
فتَرَيَّثْتُ قليلاً ثم أجبت: لعلهم كانوا يتناولون بعض الأطعمة أو الأشربة كما يقع في عصرنا هذا عندما تُقَدِّم للأضياف والوافدين أقداحًا من الشاي أو غيره ...
قال لي: ظننتك أفضل من أن تجيب هذه الإجابة الساذجة، أذلك شيء ينوِّه به الأصحاب الكرام؟
قلت في تلهف: فما هذا الذواق الوارد في السنة؟
قال: إنه تذوق أرقى، ألا تذكر الحديث الشريف: «ذاق حلاوة الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا ورسولا».
إن المجلس النبوي تظلله الحكمة، ومقام النبي فيه ترقيق القلوب، ورفع المستوى، وتخليص الروحانية من شوائب الأرض، وجعل البشر في مصاف الملإ الأعلى ... فما ينصرف أحد عن هذا المجلس الزكي إلا وقد تذوق نازلًا من السماء، ولا يعود إلى أهله إلا بذخر يعليه ويعليهم.
الحق، ان هذا المعنى كان جديدًا علي، غير أني شعرت بأنه الحق، وأنه أولى كثيرًا من تفسير الذواق بأنه طعام أو شراب ...
وسألني مرة: ما تقول في هذه الذبائح التي تملأ ساحات مِنًى، يتحلل بها الحجاج والعامرون من مناسكهم؟ فلم أدر ما أقول، كل ما استطعت أن أجيب به أنها من شعائر الحج والعمرة قربة إلى الله وطعمة للفقراء، وفي الآية {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ ائأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا ائبَائِسَ ائفَقِيرَ}.
قال: ليت الحجيج يحققون هذه الغاية فيأكلون ويتصدقون ويفرح بصنيعهم البائسون الفقراء، إنهم يذبحون ويدعون ذبائحهم على الثرى لا يقربها إنس ولا وحش، فتضيع سدى، وقد نُهينا عن إضاعة المال. حبذا لو وضعت خطة للإفادة من هذا الخير المبذول وتعميم النفع به ...
وما تمناه الشيخ البشير الإبراهيمي نفذ بعد ثُلُث قرن، فقد عرفت الآن أن ما يذبح يكون بقدر حاجة الفقراء، والباقي يوجه لسد ثغرات الجوع، والجفاف في أماكن أخرى ... وهذا هو الفقه الصحيح وحسن التصرف في تنفيذ أحكام الشرع الشريف.

🔺من روائع الغزالي 🔺

09 Jul, 01:40


وأحسب أنه لابد من إعادة كتابة التاريخ على نحو سليم٬ نبدأ كتابة ما تجاوزناه٬ ونعيد تصحيح ما غلطنا فيه... وما خلا قرن من شاهد! صدق! وماتغيب الحقيقة عن باحثين عنها! المهم أن نستدرك مافاتنا٬ وآن نستنقذ الحقائق من الأتربة التي أهيلت فوقها٬ وألا ندع المبطلين يفرضون علينا أغراضهم السيئة..
إن آثار التاريخ في صناعة الأجيال المقبلة لايمكن إنكارها٬ فهل نترك تراثنا وأبناءنا للخراصين والحاقدين؟؟ المؤرخ المسلم يجب أن يعرف طبيعة الإسلام ووظيفة الدولة التي تقوم باسمه.. إن وظيفتها أكبر من توفير الطعام للجمهور أو العمل على رفع مستوى المعيشة...
إن لها رسالة أكبر من ذلك وأسمى! يجب أن تحمي الإسلام من أعداء يتربصون به٬ وأن تزيح العوائق من طريق دعوته فلا تصادر ولا يقف مسيرتها الفتانون... كأن للناس ثأرا عند حملة التوحيد٬ فهم لايفتؤون يطلبوننا به! أوكما وصف الكتاب الصادق:
( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا )
فهل وعى ذلك الحكام المسلمون؟ أم أن كثيرا مهم اتخذ الحكم مغنما وأخلد إلى الأرض؟
على المؤرخ المسلم أن يحدد موقف كل حاكم من واجبات دينه٬ وهل أحسن إعداد الأمة لحمل رسالتها أم لا؟ ومعروف أنه وراء كل هزيمة فادحة أخطاء خفية أو جلية فشت في الأمة٬ وأذهبت ريحها٬ فهل بحثت هذه الأخطاء٬ وتم التنبيه إليها والتحذير منها؟
أم سجلت أخبار المد والجزر والهزيمة والنصركما تسجل وكالات الأنباء خبرا عن عارضة أزياء أو مباراة شطرنج!!
_محمد الغزالي _
_تراثنا الفكري في ميزان الشرع _

🔺من روائع الغزالي 🔺

03 Jul, 15:46


# إذا رأيت شخصاً يفقد ولده فيسكت ويفقد نعله فيبكي فلا تشكنّ فى أنه مجنون ، وبعض المتدينين يجترح هذه الغرائب ، فترى صوته يعلو بالحفاظ على الإسلام حيث لا خطر . ثم تراه يصمت كأن الأمر لا يعنيه حيث الإسلام موشك على الغرف…

والآفة ما ذكرت صدر هذا البحث. القصور العقلى أو القصد المغشوش. ما أزال أذكر بالاحترام العميق نصح حسن البنا لطلاب الإخوان في كليات الحقوق والتجارة ! لقد أمرهم بالبقاء في كلياتهم والاستبحار في علومها حين نصح البعض لهم أن يتركوها لأنها تدرس القوانين الوضعية والأعمال الربوية .

قال لهم : لمن تتركون هذه الدراسات ؟ إن تركها يضر بالإسلام وأمته ، اقصدوا بدراستها أن تخدموا الحكم بما أنزل الله ، وأن تقيموا صروحاً اقتصادية سليمة .

وتخرج من هذه الكليات من مات شهيداً ، ومن تحمل في ذات الله البلاء ، ومن يقود اليوم الدعوة الإسلامية في ساحات وعرة ، ومن يناصر الشريعة ببأس شديد ، ومن يدير المصارف الإسلامية..

والمتدينون المعلولون يكرهون حسن البنا لهذه السياسة ، وقد تأملت سيرتهم فلم أر إلا قلة الفطنة ، وشدة القسوة وسرعة الاتهام ، ولدد الخصام...

إنهم لم يعرفوا الله عن بصيرة تطالع آياته في الأنفس والآفاق ولم يدخلوا الصلاة عن عبودية تستنزل الرحمة من قيمّ السموات والأرض ، إنهم آمنوا وصلوا وقرؤا عن تقليد محض ، والتقليد لا يكشف حجاباً ولا يفتح باباً..

يقول أبو حامد الغزالي في كتابه الإحياء : " فالداعي إلى محض التقليد مع عزل العقل بالكلية جاهل ، والمكتفي بمجرد العقل عن أنوار القرآن والسنة مغرور ".

_محمد الغزالي_
_الغزوالثقافي يمتد في فراغنا_

🔺من روائع الغزالي 🔺

01 Jul, 01:06


كَتَبَ الشَّيخ محمد الغزالي في مذكراته "قصة حياة":
«قلت لأحدهم - وكان يكابرني: ما الفرق بين دستور سنة 1923م؛ والدستور الذي جاء بعد أيام الانقلاب الناصري؟
فقال بعد تحيُّر: لا أدري .. ولا يضرني هذا الجهل!
قلت: تدري فقط أن تثير الشغب حول الصلاة بالنعل أو بدونها، وحول انتقاض الوضوء من لمس المرأة أو عدم انتقاضه!..
فإذا اتصل الأمر بقدرة حاكم ما، على تخريب البيوت، وتعمير السجون، وحرق الكرامات، وترويع العائلات؛ قلت: الجهل بأسباب ذلك لا يضر ! ..
إن "العودة إلى الكتاب والسنة" عنوان جميل، وسيكون هذا العنوان على فراغ قاتل، يوم يتاح للفراعنة أن يتخطفونا مستندين إلى دستور وضعوه، لم نعرف نحن لِمَ وُضع، وكيف؟

وعلى أية حال فإنني سوف أعدّ من كبائر الإثم والفواحش، تزوير الانتخابات، وكبْت الحريات، والافتيات على الجماهير، وسأسلك هذه الجرائم مع أنواع الخنا والربا، والسرقات الكبرى، وسأعتبر الحياد في مواجهة هذه الانحرافات خيانة لله ولرسوله ولجماعة المسلمين».

🔺من روائع الغزالي 🔺

25 May, 08:47


والإسلام يقاتل في حالتين :
أن يرد عدوان المتحرشين به بغية اجتياحه، وبعثرة أهله وإذلالهم .
وأن يسعف الإنسانية المصابة في بلد ما نتيجه الطغيان والظلم . وهو لا يقبل إذا انتصر- في كلتا الحالتين- أن يفرض نفسه على شخصين، أو على بلد . إنه يكتفي بكسر المعتدين، ثم يتركهم وعقائدهم التي يؤثرونها .
هل تعتبر متعنتا إذا سالمت من يسالمك، وحاربت من يحاربك ؟؟ هل تعتبر متجنيا إذا ابتسمت لمن يكف يده عنك، وتجهمت وانقبضت عمن يؤذيك ؟؟ القرآن يقول: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ……إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم) أجل فمن حقي أن أقاطع من يزعجني، كما أن من حقي أن أصادق من لا يرى إساءتي.. فأي نكر في هذه المبادئ ؟
مع بعد الشقة بين الإسلام والوثنية، فإن الإسلام لم يحارب هذه الديانة المخرفة بل قال لأهلها: (لكم دينكم و لي دين) . ثم قاتل- بعدُ- لا ليسحق هذه الوثنية، بل ليكسر طغيانها الذي طال وزاد !! ولم يحارب الإسلام اليهودية، بل قاتل عصاباتها التي هاجمته . فلما انكسرت شوكتها، وجردت من أسلحتها عاش اليهود أفرادا آمنين وافرين. ومات نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند تاجر منهم لا يخشى على نفسه، ولا على ماله، ولا على جاهه شيئا .
هذه الطبيعة الإسلامية متغلغلة إلى يوم الناس هذا في دمائنا .
فمع البلاء العنيف الذي أوقعه اليهود بغرب فلسطين، لم نفكر نحن في محاربة اليهودية، ولا أعلنا الهجوم على هذه العقيدة في أي بلد إسلامي! بل فصلنا بين النحلة وأصحابها . وقلنا: إننا نحارب الصهيونيين الذين يبرأ منهم موسى عليه الصلاة والسلام، وتبرأ منهم التوراة..!! نعم، فموسى عليه الصلاة والسلام في نظرنا أخ لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو صاحب كتاب نزل من السماء، نؤمن به، ونقرأ في قرآننا الثناء عليه: (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء)
_محمد الغزالي _
_هذا ديننا _

🔺من روائع الغزالي 🔺

24 May, 20:14


زَوْبَعَةُ كِتَابِ "السُنَّةُ بَيْنَ الفِقْهِ وَالحَدِيثِ" :
أما كتابه الأخير "السُنَّةُ بَيْنَ أَهْلِ الفِقْهِ وَأَهْلِ الحَدِيثِ" الذي هاج عليه خصومات الكثيرين، واستثار أَقْلاَمًا عِدَّةً لِتَرُدَّ عليه بقسوة وَحِدَّةٍ، فمنطلقه فيه الدفاع عن السُنَّةِ أمام فريق (العَقْلاَنِيِّينَ) . ولو أدى ذلك إلى رَدِّ بعض الأحاديث الثابتة في الصحاح إذا ناقضت منطق العقل، أو منطق العلم، أو منطق الدين نفسه، حسبما يراه.
وَالمَبْدَأُ مُقَرَّرٌ لَدَى عُلَمَاءِ الحَدِيثِ أَنْفُسُهُمْ، ولكن الخلاف في التطبيق. وربما أسرف الشيخ فِي رَدِّ بعض الأحاديث الثابتة، وكان يمكن تأويلها وحملها على معنى مقبول. وربما قَسَا كذلك على بعض الفئات، ووصفهم ببعض العبارات الخشنة والمثيرة، وربما استعجل الحكم في بعض مسائل كانت تحتاج إلى بحث أدق، وإلى تحقيق أوفى.
ولكن الكتاب لَيْسَ كَمَا تُصَوِّرُهُ الحَمْلَةُ عَلَيْهِ، كَأَنَّهُ كِتَابُ ضِدَّ السُنَّةِ، ولا كما تَصَوَّرَ مُؤَلِّفُهُ وَكَأَنَّهُ يُنْكِرُ السُنَّةَ، فَهَذَا ظُلْمٌ بَيِّنٌ لِلْشَّيْخِ، الذى طالما دافع عن حُجِّيَّةِ السُنَّةِ المُشَرَّفَةِ، وَهَاجَمَ خُصُومَهَا بِعُنْفٍ.
وإنكار حديث أو حديثين أو ثلاثة، وإن ثبتت في الصحاح، لا يعنى بحال إِنْكَارَ السُنَّةِ بوصفها أَصْلاً ثَانِيًا، وَمَصْدَرًا تَالِيًا للقرآن. ولو صح ذلك لأخرجنا أئمة كبارًا مثل أبي حنيفة ومالك من زُمْرَةِ أَهْلِ السُنَّةِ، لِرَدِّهِمَا أَحَادِيثَ صِحَاحًا
في العبادات أو المعاملات لم تثبت عندهما. بل لو صح ذلك لاتهمنا أم المؤمنين عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -، لأنها رَدَّتْ على بعض الصحابة أحاديث رَوَوْهَا وسمعوها بآذانهم من النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأنها ـ في رأيها ـ مخالفة لما جاء في القرآن، فاتهمتهم بأنهم لم يحسنوا أن يسمعوا، أو يحسنوا أن يحفظوا.
وقد نخالف الصِدِّيقَةَ بنت الصديق في فهمها وفي موقفها من تلك الأحاديث، كما نخالف مالكًا وأباحنيفة في موقفهما كذلك. وقد نَرُدُّ بِالحُجَّةِ على ما ذهبوا إليه، ونبين تهافته ووهن أساسه. ولكن مسلمًا ذا مسكة من عقل ودين، لا يستطيع أن يتهم عائشة، ولا أن يتهم أباحنيفة أو مالكًا بأنه ضد السُنَّةِ، أو مارق من الدين.
وهذا هو موقفنا من الغزالى، قد نخالفه في بعض آرائه في الكتاب، ما قَلَّ منها أو كثر، وقد نُخَطِّئُهُ فيها، فليس هو بمعصوم، ولكنا لاَ نَتَّهِمُهُ فِي دِينِهِ، ولا في علمه، ولا نهيل التراب على تاريخه الحافل، وكفاحه المتواصل، في نصرة الإسلام.
والواقع أن معظم ما تضمنه كتاب الشيخ ليس جديدًا عن فكره، بل هو مثبوت في مختلف كتبه، ضم شتاته في هذا الكتاب، مع بعض أفكار جديدة، وكلمات شديدة، ولهذا ما أثار من ضجيج.
_يوسف القرضاوي _
_موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية _

🔺من روائع الغزالي 🔺

21 Apr, 09:11


وقد أتى الإسلام من غفلات الحفاظ، واحتقابهم كل ما يعرض لهم... خذ مثلا رجلا كـ "السيوطي" ، فهو حافظ من أكابر الحفاظ، إلا أنه حاطب ليل يجمع الغث والسمين، بل يجمع الحق والباطل... أما الشيخ "محمد عبده" مثلا، فقد كان رجلا عقله أكبر من حفظه، وبصره بالحكمة الإسلامية أحد من إحاطته بالآثار الواردة. ولولا أن تلميذه الشيخ "محمد رشيد رضا" غطى هذا النقص لشغب عليه الكثيرون. والذي نبغيه من جمهرة علماء الدين، أن يأخذوا الخير من أطرافه، فيكون باعهم طويلا في معرفة الآراء والمذاهب والآثار المختلفة، ويكون فقههم دقيقا حتى لا يحرفوا الكلم عن مواضعه....
إن الفكرة الشائعة عن الإسلام تحتاج إلى تصحيح فى أذهان خصومه وأصدقائه. وقد سألت نفسي يوما: لو أن الحكم الفردي لم ينشأ مبكرا في تاريخنا نحن المسلمين، أكانت سياسة الحكم والمال تأخذ وجهتها التي سادت خلال عصور طوال؟. إن تصرفات الحكام المسلمين تركت ظلالا شتى على سير الإسلام بين الناس، كما تركت ظلالا شتى على الحياة الاجتماعية والعقلية للأمة الإسلامية.. ومن حسن الحظ أن الإسلام معصوم الأصول، وأنه لا قداسة فيه لبشر، وأن صاحب الرسالة وحده هو الذي يدان له بالولاء والطاعة. وقد استطاعت الحقيقة الإسلامية أن تشق طريقها على كثرة العوائق، كما تشق أشعة الشمس طريقها وسط ركام من الغيوم... وعندما نلقى نظرة على الأمة الإسلامية الكبيرة- وهي الآن مجموعة من الشعوب المتخلفة- نجد أن تقهقرها في الحياة يعود إلى أنها معزولة روحيا عن ينابيع ثقافتها الصحيحة، وأن العوج الذي لابس معرفتا الدينية يكمن وراء هذا التخلف. ذلك إلى جانب التمرد على جملة من التعاليم النافعة البينية.
ليت شعري؟ أين القدرة على الحياة والجرأة على المجهول التي فاضت بها سيرة أسلافنا الأوائل؟. القدرة والجرأة اللتان جعلتا القائد الإسلامي الخارج من أعماق جزيرة العرب يقف على شاطىء المحيط الأطلسى، وهو يكاد يثب إلى الشاطىء الآخر لو استبان أرضه!!!.
لا أدري ما الذي أفقد المسلمين في العصور الأخيرة هذا الطماح وذلك النشاط؟. لقد عجزوا في شئون الحياة عجرا شائنا، وظهر هذا العجز شللا في رسالتهم وركودا في دعوتهم، ولا غرو فإنه يستحيل أن تنجح رسالة ليس لأهلها تمكين في الأرض، وخبرة بعلومها وأحوالها. وعندي أن وزر ذلك يحمله عدد من مفسري القرآن وشراح الحديث إلى جانب جمهرة المتصوفين والمتكلمين!.
ذلك أن الإيمان بالله والشعور بعظمته يجيئان ابتداء من النظر في الكون ودراسة قوانينه وكشف أسراره!. ولو أن المسلمين استجابوا لله ورسوله في تفهم الكون واستشفاف آفاقه، لاطرد تقدمهم في علوم الكيمياء والطبيعة والنبات والحيوان وغيرها، ولكانوا أسبق الأم إلى امتلاك ما في البر والبحر من ثروات، ولأعلوا بذلك كله راية الإسلام، وحرموا الضلال! من أسباب البقاء والمنعة. لكنهم- من أثر الئقافة المريضة- لم يدركوا أن آيات العظمة الإلهية مودعة في خلق الأرض والسماء، فظنوا أنهم يعظمون الله بترديد بعض أسمائه الحسنى، أو الجدل النظري في صفاته، أو بالنظر السطحي في ملكوته، ثم الانطواء على النفس واعتزال الدنيا. وإني أعترف بأن شعاعا من إجلالي لله كان يسطع في فؤادي عقب قراءة علم الفلك أو اطلاع على علم الأجنة، وأن ذلك كان أربى ألف مرة من معاناة ورد أو استيعاب قضية في فلسفة العقيدة، أو صحبة مفسر للكتاب والسنة قاصر المعرفة .إني أرى أن القرآن الكريم أحوج إلى علوم الكون والحياة منه إلى علوم المعاني والبيان البديع.. وليس هذا البيان الإعجاز العلمي في القرآن، كما يسبق إلى خلد البعض، ولكن لبناء الإيمان ذاته وتمهيد النفس لقبوله والاطمئنان إليه والدفاع عنه..
_محمد الغزالي _
_ركائز الإيمان بين العقل والقلب _

🔺من روائع الغزالي 🔺

18 Apr, 07:02


قال شيخ الإسلام: وهذا كثير من كلام السلف: يبينون أن القلب قد يكون فيه إيمان ونفاق. والكتاب والسنة يدلان على ذلك.
قال النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر شعب الإيمان ـ وذكر شعب النفاق ، وقال من كانت فيه شعبة منهن كانت فيه شعبة من النفاق حتى يدعها ، وتلك الشعبة قد يكون معها كثير من شعب الإيمان.
وقال الإمام الشهيد: لا نكفر مسلما أقر بالشهادتين ، وعمل بمقتضاهما ، وأدى الفرائض _ برأي أو بمعصية, إلا إن أقر بكلمة الكفر ، أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة؟
أو كذب صريح القرآن ، أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال ، أو عمل عملا لا يحتمل تأويلا غير الكفر…

_محمد الغزالي _
_دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين _

🔺من روائع الغزالي 🔺

18 Apr, 07:02


ألف الأستاذ الشيخ يوسف القرضاوى رسالة جيدة عن "ظاهرة الغلو في التكفير" نوصي بقراءتها ، وقد أراحنا من الكتابة في الموضوع ، ونقتطف هذه النقول عنه نفعا لمن يطالعون كتابنا هذا.
قال أرشده الله وأيد به: وجوب التفرقة بين النوع والشخص المعين: وهنا أمر يجب أن نستلفت النظر إليه ، وهو ما قرره المحققون من العلماء من وجوب التفرقة بين الشخص والنوع في قضية التكفير.
ومعنى هذا أن نقول مثلا: الشيوعيون كفار. أو الحكام العلمانيون الرافضون لحكم الشرع كفار ، أو من قال كذا أو دعا إلى كذا فهو كافر ، فهذا وذاك حكم على النوع.
فإذا تعلق الأمر بشخص معين ، ينتسب إلى هؤلاء أو أولئك ، وجب التوقف للتحقق والتثبت من حقيقة موقفه ، بسؤاله ومناقشته ، حتى تقوم عليه الحجة. وتنتفى الشبهة ، وننقطع المعاذير.
وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن القول قد يكون كفرا ، فيطلق القول بتكفير صاحبه ويقال: من قال هذا هو كافر.
لكن الشخص المعين الذي قاله لا يحكم بكفره ، حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها". وهذا كما فى نصوص الوعيد ، فإن الله تعالى يقول:
(إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا).

"فهذا ونحوه من نصوص الوعيد حق ، لكن الشخص المعين لا يشهد عليه بالوعيد. فلا يشهد على معين من أهل القبلة بالنار ، لجواز ألا يلحقه الوعيد ، لفوات شرط ، أو ثبوت مانع. فقد لا يكون التحريم بلغه ، وقد يتوب من فعل المحرم..
وقد تكون له حسنات عظيمة تمحو عقوبة المحرم. وقد يبتلى بمصائب تكفر عنه ، وقد يشفع فيه شفيع مطاع "
قال: "وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها: قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق ".
قال "وقد تكون بلغته ولم تثبت عنده أو لم يتمكن من فهمها". "وقد تكون عرضت له شبهات يعذره الله بها".
قال: "ومذاهب الأئمة مبنية على هذا التفصيل بين النوع والمعين "فإذا كان كل هذا الاحتياط واجبا في شأن المصرحين بالكفر ، فكيف يجترئ مسلم على تكفير الجماهير التي تشهد أن " لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله" وإن خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا؟
إن الإيمان قد يجامع شعبة أو أكثر للكفر أو الجاهلية أو النفاق. وهذه الحقيقة قد خفيت على كثيرين في القديم والحديث ، فحسبوا أن المرء إما أن يكون مؤمنا خالصا أو كافرا خالصا ، ولا واسطة بينهما ، إما مخلصا محضا أو منافقا محضا. وقريب منه من يقول: إما مسلم محض أو جاهلي محض. ولا ثالث لهذين الصنفين.
وهذه طريقة كثير من الناس. حيث يركزون النظر على الأطراف المتقابلة دون الالتفات إلى الأوساط. فالشىء عندهم إما أبيض فقط أو أسود فقط ، ناسين أن هناك من الألوان ما ليس بأبيض خالص ولا بأسود خالص ، بل بين بين. ولا عجب أن نجد فئة من الناس ، إذا وجدت فردا أو مجتمعا لا يتحقق بصفات الإيمان الكامل ، بل توجد فيه خصائص النفاق ، أو شعب الكفر ، أو أخلاق الجاهلية ، سارعت إلى الحكم عليه بالكفر المطلق ، أو النفاق الأكبر ، أو الجاهلية المكفرة ، لاعتقادهم أن الإيمان لا يجامع شيئا من الكفر أو النفاق بحال. وأن الإسلام والجاهلية ضدان لا يجتمعان.
وهذا صحيح إذا نظرنا إلى الإيمان المطلق "أي الكامل " والكفر المطلق ، وكذلك الإسلام والجاهلية والنفاق.
أما مطلق إيمان وكفر ، أو مطلق إيمان ونفاق ، أو مطلق إسلام وجاهلية ، فقد يجتمعان. كما دلت على ذلك " النصوص " وأقوال السلف رضى الله عنهم. ففي الصحيح أن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لأبي ذر رضى الله عنه: إنك امرؤ فيك جاهلية هذا وهو أبو ذر في سابقته وصدقه وجهاده. وفيه : "من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق".
وروى أبو داود عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال: "القلوب أربعة: قلب أغلف ، فذلك قلب الكافر ، وقلب مصفح وذلك قلب المنافق ، وقلب أجرد فيه سراج يزهر ، فذلك قلب المؤمن ، وقلب فيه إيمان ونفاق ، فمثل الإيمان فيه كمثل شجرة يمدها ماء طيب ، ومثل النفاق مثل قرحة يمدها قيح ودم ، فأيهما غلب عليه غلب ".
وقد روي مرفوعا ، وهو في مسند أحمد مرفوع. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا الذي قاله حذيفة يدل عليه قوله تعالى: (هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان). فقد كان قبل ذلك فيهم نفاق مغلوب ، فلما كان يوم أحد ، غلب نفاقها ، فصاروا إلى الكفر أقرب. "
وروى عبد الله بن المبارك ـ بسنده ـ عن علي بن أبي طالب قال: إن الإيمان يبدو لمظة بيضاء في القلب ، فكلما ازداد العبد إيمانا ازداد القلب بياضا ، حتى إذا استكمل الإيمان ابيض القلب كله. وإن النفاق يبدو لمظة سوداء في القلب ، فكلما ازداد العبد نفاقا ازداد القلب سوادا ، حتى إذا استكمل العبد النفاق اسود القلب. وايم الله ، لو شققتم عن قلب المؤمن لوجدتموه أبيض ، ولو شقتتم عن قلب الكافر لوجدتموه أسود وقال ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل.

🔺من روائع الغزالي 🔺

12 Apr, 07:15


اغتصـاب فلسطين وتشريد أهلها!
تأمَّل معي في هذه الطُرفة: كان رجل يمشي في طريقه مسترسلًا لا يحذر خطرا، فإذا لصٌّ يخرج عليه مُدججًا بالسلاح، ويسلبه حافظة نقوده، ثم يقول له: انس ما حدث، وامض في طريقك!
وحاول الرجل الكلام والمقاومة، فإذا اللص يقول له في حزم: قلت لك: انس ما كان وامض في طريقك بسلام! وإلاّ ..!
وجاء كاهن خسيس يقول للرجل المقهور: إنه يدعوك للمرور بسلام! السَّلام أوْلى بك، ألم تسمع قوله تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}؟ توكل على الله واقبل السَّلام!
قال الرجل البائس: إنني مسروق، ويجب أن استرد مالي، وإذا لم يكن اليوم لي، فإلى الغد القريب أو البعيد!
وارتفعت أصواتٌ من هنا ومن هناك تقول له: أتُهدِّدُ الأمن، وتُعكِّر الجوّ؟ إنك إرهـ.ــابـي مُزعج، تثير الفتن وتمنع الاستقرار!
وقال الرجل: كيف يُوصف المعتدَى عليه بأنه إرهـ.ــابـي؟ كيف يُوصم المغلوب على أمره بأنه شر؟ أما يود عاقل أو عادل يقول: رُدُّوا للمظلوم ما أُخذ منه؟!
المضحك أنَّ جهودا مُكثفة تُبذل في هذه الأيام لإقرار السَّلام، أو بتعبير صريح لإكراه المسروق على السكوت، وتهديده إذا استأنف الصياح بأنه إرهـ.ــابـي جدير بالقتل!
إنَّ قضية اغتصاب فلسطين وتشريد أهلها نموذجٌ حيٌّ للسطو الصفيق، والحق المَضيم، ونموذجٌ لأزمة الأخلاق والضمائر من عصورٍ سحيقة.
إنَّ للقوة العمياء منطقا لا يعرف الحياء، وسيجيء يهود من روسيا وغيرها يطردون السكان الأُصلاء من دُورهم التي توارثوها من آلاف السنين، ثم يُقال للطريد الشارد: إنَّك إرهـ.ــابـيٌّ يجب أن تَهيم على وجهك!!
إنَّ عقائد وجماهير تُعامَل بهذه الدناءة، ثم تُتهم بأنها تُثير العدوان، وتقترف المظالم!
الشيخ محمد الغزالي
من كتابه: جهاد الدعوة بين عجز الداخل وكيد الخارج.

🔺من روائع الغزالي 🔺

01 Apr, 00:13


إن الإسلام جعل تفرق الأمة أحزابا من خصائص المجتمعات المشركة التى تجعل أهواءها آلهة.. ثم تحيا لها وتتنارع عليها.. وقد كره لنا هذا المثل السوء:
”ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون“.
_محمد الغزالي _
_تأملات في الدين والحياة _

🔺من روائع الغزالي 🔺

22 Mar, 11:02


[سورة العاديات]
الجهاد يحرس العقيدة، ويحمي الحقيقة، ويصون البلاد والحرمات، إنَّ الباطل يمتد في أيِّ فراغ أمامه، وإذا وَجَد مقاومة ضعيفة اجتاحها وبلغ غرضه، وقد رأيت الخنا يفرض تقاليده على الشعوب لأنه يستند إلى سلطات قوية، ورأيت الشرف يذوب أمامه ويزول.
وكثيرا ما أتذكر قول الفتية أصحاب الكهف، بعضهم للبعض الآخر: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا}.
من أجل ذلك أقسم الله بأدوات الجهاد: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا * إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}.
عندما تعدو الخيل بفرسانها، وأنفاسها تضطرم في صدورها، وسنابكها تقدح الشرر من شدة جريها، ورجالها يستقبلون الموت هجوما أو دفاعا، عندئذ يعلم المبطلون فداحة ما فعلوا، ويدفعون ثمنه من دمائهم..
أحيانا تكون نيران الجهاد كالسوائل المبيدة للحشرات، تحمى الزرع والضرع. وقديما قال حُماة الأعراض:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى .. حتى يُراق على جوانبه الدم
والحقُّ في عصرنا يحتاج إلى خَيَّالة ورَجَّالة يذودون عنه، ويستبقون على الأيام معالمه؛ فإنَّ هناك أهل كنود وجماح يسرقون العقائد والفضائل، ويريدون فرض الزور والظلم على الناس، {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}.
وما أظنُّ الآخرة جُحِدت في عصر كما جُحِدت في عصرنا، ولا الدنيا عبدت في أيام كما عبدت في أيامنا {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ}.
الشيخ محمد الغزالي
من كتابه: نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم

🔺من روائع الغزالي 🔺

21 Mar, 16:32


«والذي أراه أن السنة ركن الإسلام بعد القرآن الكريم، ولكن لا يشتغل بتفاصيلها إلا الفقهاء،..
ومن يعنيهم الأمر من الولاة والقضاة والدعاة، والمتخصصين في أي مجال يحتاج إلى الإلمام بهذه التفاصيل.
أما رجل الشارع أو الشخص العادي، فإن أربعين حديثا تكفيه وتغنيه.
على أية حال ما يجوز لجاهل القرآن أن يحدث الناس أو يتصدر للفتوى في شئونهم!
لقد رأيت أغيلمة تشتغل بالسنة، انتهى أمرها بالهجرة إلى اليمن لعلها تبدأ من هناك نهضة إسلامية!! نهضة بعيدة عن فقه الحياة والاستمكان من الدنيا! لعل صالحي الجن سوف يمدونهم بالمتفجرات في ميادين الحرب، أو بالغذاء والكساء والدواء في ميادين الإسلام...
والجنون فنون!!».

– الشيخ محمد الغزالي.
﴿مائة سؤال عن الإسلام﴾

الشيخ محمد الغزالي | مختارات وإضاءات

🔺من روائع الغزالي 🔺

18 Mar, 12:26


[سورة الكافرون]
{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ}، هذا المعنى المقرر هنا يُشبه ما تقرر في سورة أخرى: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ}.
إنَّ توحيد العقائد والمذاهب مستحيل، ومن الخير الاعتراف بتعدد المشارب والنزعات، ومواجهة ذلك بالحكمة والوعي.
وقد حكى القرآن الكريم زبدة تاريخ البشر في سورة هود، والصراع الشديد بين المؤمنين والكفار على امتداد العصور، ثم قال للنبي الكريم: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}.
إننا نحن المسلمين لا نسعى إلى محو الأديان المخالِفة، وقد أجمع المحققون على أنَّ الإسلام ما يقاتل إلا منعًا للفتنة وردًا للعدوان، وكلُّ قتال للإكراه على عقيدة فهو من نزغ الشياطين وجبروت السلاطين، ولا نتيجة له إلا مزيد من الأحقاد، ولذلك تكرَّر في هذه السورة بعد ذلك: {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}.
إنَّ هذه السورة من أحكم ما تؤسَّسُ عليه العلاقات الدولية؛ فلنعترف بتعدد الأديان، ولندع للجدال الحسن والحوار الهادئ أن يمتد وتُعقد مجالسه.
ولكنني مضطر هنا لإنكار ما تُكِنُّه بعض السلطات العالمية من ضِيقٍ بالإسلام وضنٍّ عليه بحق الحياة.
ولابد من المصارحة بأنَّ الدم لن يجفَّ حتى تختفي هذه الرغبة الشريرة، ويسترد الإسلامُ قدرته على إثباتِ نفسه، وحمايةِ شرائعه، وضمانِ تطبيقها على أتباعه.
فهل يعقل ذلك الاستعماريُّون؟
الشيخ محمد الغزالي
من كتابه: نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم

🔺من روائع الغزالي 🔺

02 Mar, 08:50


وكان الشيخ محمد عبده ألمع تلامذته٬ وقد شارك في الثورة العرابية٬ وجنى معها الفشل٬ ولكن محمد عبده له ذكاء الفيلسوف٬ ودقة الفقيه٬ وأناة المربى٬ فأدرك أن الأمة التي تفقد التربية السليمة لا تحقق شيئا٬ ولا تنجح لها ثورة٬ وإذا نجحت لها ثورة لأمر ما٬ فسرعان ما يستولي عليها الشطار ونهازو الفرص٬ ويستغلونها لمآربهم!
من أجل ذلك لجأ إلى التربية٬ ورفع مستوى الشعوب٬ وإبعاد العطب الذي سرى في كيان ثقافتنا الدينية٬ واشتغل بتشكيل العقل الإسلامي على نحو صحيح! ونحن نؤكد أن الأمة التي لا تتربى لا تفلح٬ ولا يقوم بها جهاز إداري محترم٬ وقد تكون الجامعات فيها قصورا شامخة لكنها مبنية على أسس واهية. فلنرب .أنفسنا وأمتنا لنضمن الحاضر والمستقبل .
_محمد الغزالي _
_الحق المر_

🔺من روائع الغزالي 🔺

07 Nov, 21:59


وأحتقر من يثير الشكوك ليقال إنه ذكي، ومن يكتم إعجابه ليظهر بأنه مستقل لا تابع!
تراثنا الفكري ٩
⁧ #محمد_الغزالي