وملتَ لكلِّ شقراءٍ كَعَابِ!
وما تدري الرَّبابُ بما توارَى
بقلبي من حنينٍ واغترابِ
وقَفتُ ببابِ أورُبَّا وحيدًا
وطيفُ اليَعرُبيَّةِ عند بابي
وعيناها تُطِلُّ بِكُلِّ عينٍ
وكفّاها بكلُّ يَدَي خِضابِ
ومِن ثمرِ البلادِ أرى لماها
ومِن أنهارِها ومِن السَّحابِ
فكيف أرى سواها وهي عيني
وفي قلبي تموجُ وفي لُبابي
وقالوا إنَّ ما تهوى سرابٌ
لعمرُ أبيكَ أرضى بالسّرابِ
ملِلتُ الجاهلين وسائليهم
ولولا أنْ أبوح لقلتُ ما بِي
وقالوا إنْ نَراكَ لفي ضلالٍ
عليكم لعنَةٌ كُفُّوا عِتابِي
خليليَّ اسكُبا لي كأسَ صَبرٍ
فليس لما أُعاني مِن شَرابِ
ـ أحمد الصيعري