المسافر لا يخلو من حالات:
الأولى: أن يكون في صيامه مشقة غير شديدة، فالفطر في حقه أفضل؛ لأنه رخصة, والله يحب أن تؤتى رخصه.
الثانية: أن تكون المشقة شديدة, فلا يجوز له الصوم؛ لأن النبي ﷺ لما شق على الناس الصوم في السفر أفطر, وأمر الناس بالفطر, فقيل له: إن بعض الناس صام, فقال:(أولئك العصاة أولئك العصاة).
وفي الصحيحين عن جابر رضي الله عنه قال: (كان رسول الله ﷺ في سفر فرأى رجلا قد اجتمع الناس عليه وقد ظلل عليه؛ فقال:(ما له)، قالوا: رجل صائم, فقال رسول الله ﷺ:(ليس من البر أن تصوموا في السفر).
الثالثة: أن يتساوى الأمران, فاختلف في الأفضل: الفطر أم الصوم؟:
فمذهب الحنابلة أن الفطر هو السنة؛ لأنه رخصة.
وذهب الجمهور إلى أن الأفضل الصوم,؛ لأنه أسرع لإبراء الذمة وأداء الفرض، والصوم مع الناس أسهل وأنشط من قضائه بعد، وليدرك الزمن الفاضل وهو رمضان.
وعليه تحمل أحاديث رسول الله ﷺ التي ثبتت أنه صام وهو مسافر على أن الفطر والصوم كانا متساويين عنده والمشقة منتفية.
والخلاف إنما هو في الأفضل,
فيفعل المسلم مايشاء من الفطر أو الصيام, وينظر الأيسر له في سفره، فإن صام فلا بأس إذا لم يشق عليه, وإن أفطر فلا بأس, وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:(سافر رسول الله ﷺ في رمضان، فصام حتى بلغ عسفان، ثم دعا بإناء فيه شراب، فشربه نهارا ليراه الناس، ثم أفطر حتى دخل مكة. قال ابن عباس رضي الله عنهما: فصام رسول الله ﷺ وأفطر، فمن شاء صام، ومن شاء أفطر)
قال الحافظ ابن حجر:(والقول الذي تجتمع به الأدلة: هو أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن, ومن وجد ضعفا فأفطر فهو حسن).
من أحكام الصيام || للشيخ: أحمد الصقعوب
https://t.me/ahmad_m_al_suqub