مسلح يقتل 10 أشخاص في الجبل الأسود وينتحر.
أظن أن الغالبية لم يسمعوا عن هذه الواقعة لأن القاتل ليس مسلمًا، ولو كان مسلمًا لاختلف الوضع وسمعتم عنها في كل وسائل الإعلام كما حصل مع واقعة أمريكا.
https://www.bfmtv.com/international/europe/montenegro-une-fusillade-dans-un-restaurant-fait-plusieurs-morts-le-suspect-en-fuite_AD-202501010407.html
هذا الخبر لفت نظري أنه خلال شهر واحد وقعت ثلاث وقائع شهيرة، ومع كل واقعة تختلف التغطية الإعلامية.
الواقعة الأولى: الملحد السعودي الذي قام بعملية دهس في أحد أسواق عيد الميلاد بألمانيا يوم 20 ديسمبر 2024.
في بداية الحدث، انتشرت بعض الأخبار عن هويته، فقالوا سوري وقالوا سعودي، وبدأ الهجوم على الإسلام بعنف وانتشر الخبر كالنار في الهشيم.
وعند التعرف على هوية المشتبه به، تبين أنه ليس مسلمًا بل من أعتى وأشد الملاحدة الكارهين للإسلام وكان يكتب رسائل يهدد فيها بارتكاب جرائم عنيفة ومع ذلك لم تتعامل السلطات الألمانية معها بل لمعته وسائل الإعلام الغربية وأثنت على عمله في تهريب الفتيات من الخليج.
https://www.youtube.com/watch?v=QTk1mR36bTY
مباشرة هدأت الأحداث، بعد محاولات حثيثة لإلصاقه بالمسلمين لدرجة أن إيلون ماسك نشر نقلاً عن أحد الحسابات أن هذا الشخص كان يتخفى وراء الإلحاد عملاً بمبدأ التقية! وبعد يومين أو ثلاثة، لم يعد للواقعة ذكر في وسائل الإعلام.
الواقعة الثانية: يوم الأربعاء الماضي 1 يناير 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قام أحد الأشخاص بدهس حشد من المحتفلين برأس السنة، مما تسبب في مقتل 15 شخصًا وجرح العشرات.
في البداية كانت الأمور غامضة ثم فجأة انقلب الحدث وتم الكشف عن هوية القاتل ويدعى "شمس الدين جبار"، وقد وُلد وتعلم في أمريكا في مدارسها العلمانية، وهنا بدأ الهجوم على الإسلام والمسلمين.
https://aawsat.news/4zf42
ورغم شهادة الجالية بعدم معرفتهم به، وأنه لا يُعرف بتدينه أو زيارة المساجد في منطقته وولايته، بل هو في الأصل كان يعمل في الجيش الأمريكي ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى ضبطه منذ سنوات في حالة سكر وذكر شقيقه أن الشاب كان يعاني من أزمة بعد طلاقه ومشاكل في تجارته
https://bit.ly/4gvVTXz
وحتى علم تنظيم الدولة، الذي قيل إنه كان على سيارته، تبين أنه رُكب بالمقلوب، مما يزيد من الشكوك حول العملية، خصوصًا مع قرب تنصيب ترامب وفريقه المتطرف.
https://x.com/SamarDJarrah/status/1875018670667342267
الواقعة الثالثة: واقعة الجبل الأسود، التي لم نسمع عنها ولم تهتم بها وسائل الإعلام لأن الجاني غير مسلم، وهو مواطن من أهل البلد. لماذا لم تحظ هذه الواقعة بالتغطية ذاتها؟
قد يظن البعض أن الوقائع تختلف بحسب دوافع الأشخاص، لكن السؤال هو: لماذا لا تُعامل الدول هذه الوقائع كلها كجرائم جنائية لا علاقة للإسلام بها وكيف تعرف دوافع الشخص بعد موته؟
المخمور الذي قتل الناس في الجبل الأسود له ديانة، ومع ذلك لم تتعرض تلك الديانة للهجوم.
كذلك، منذ سنوات، رجل فرنسي طعن الناس في الشارع باسم الرب، ومع ذلك لم تتعرض النصرانية للهجوم.
هناك عشرات الوقائع التي يرتكبها نصارى أو ملاحدة، ولكن لا نجد الهجوم والتهديد ذاته الذي يتعرض له المسلمون ويكفيكم جرائم اليهود الآن في غزة التي ترتكب فيها حرب إبادة جماعية.
الخلاصة: هذه الوقائع تكشف أن أعداء الإسلام يستغلون كل واقعة بهدف الهجوم على الإسلام وتشويه صورته حتى لو كان الشخص لا يعرف شيئًا عن الإسلام.
وقس على ذلك كل ما يتعلق بالمسلمين، فتعاليم الإسلام تتعرض للهجوم، وعقائد المسلمين تُحارب.
هدفهم هو صد الناس عن دخول هذا الدين، ومع ذلك، كلما هاجموه اشتد، وكلما تركوه امتد.
نسأل الله أن يحفظ المسلمين في كل مكان، وأن يبطل كيد الكائدين.