🔸 وللحسد مفاسدٌ باطنيّة كثيرة حيث إنّ عدم الاعتناء بها يستتبع الكثير من المخاطر. فلو كانت مشاهدة النعم الماديّة والمعنويّة عند الآخرين سبباً لإيجاد أدنى درجات الحسد في نفوسنا، ينبغي أن نستشعر هذا الخطر بسرعة ونتوجّه إلى أنّ المصلحة عند اللّٰه كانت تقتضي أن يعطيه اللّٰه تلك النعم. ونحن أيضاً نستطيع من خلال سعينا أن نطلب من اللّٰه أن يهبنا تلك النعم لا أن ننزعج من مشاهدة النعم في الآخرين. فمثل هذا الإنزعاج والحسد إذا استمرّ فسوف يؤدّي إلى الكفر لاسمح اللّٰه. وقد كان أساس كفر إبليس هو حسده.
🔸نستطيع أن نرجع الكثير من الفتن الكبرى في العالم والتي قد تجرّ إلى حروب دمويّة وتزهق أرواح آلاف البشر إلى الحسد، الذي كان يعتمر في قلب شخصٍ ما. وفي بلدنا لدينا أشخاص ممّن سُجنوا في عهد النظام البائد وعذّبوا واعتبروا من الشخصيات المعروفة في بدايات الثورة ونالوا موقعيّات جيّدة، لكنّهم بسبب حسدهم لبعض الأشخاص انحرفوا حتّى وصل أمرهم إلى أن وقفوا بوجه الإمام. إنّ الحسد يضعنا على هذا المسار الخطر. بناءً عليه، من المناسب أنّنا إذا شعرنا في اللحظة الأولى بنوع من الحسد تجاه صاحب النعمة أن نُسارع للوقوف بوجهها وأن نسأل اللّٰه النجاة من هذه النار المحرقة المهلكة.
📚 وصايا الإمام الصادق عليه السلام للسالك الصادق ص ١٥٨، لآية اللّٰه الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي قدّس سرّه.
🆔 @afadat_alawlya