جِيد المعالي @aboreem2007 Channel on Telegram

جِيد المعالي

@aboreem2007


علمية ، ثقافية ، تاريخية ، أدبية

جِيد المعالي (Arabic)

تعتبر قناة "جِيد المعالي" على تطبيق تليجرام وجهة مثالية لكل من يهتم بالمعرفة والثقافة والتاريخ والأدب. بفضل المحتوى الغني والمتنوع الذي تقدمه القناة، يمكن للمشتركين الاستمتاع بمقالات وفيديوهات تثري العقل وتوسع آفاق المعرفة. من خلال تصفح مشاركات "جِيد المعالي"، ستجد نفسك في عالم من المعلومات المفيدة والممتعة، سواء كنت تهتم بالعلوم، الثقافة، التاريخ، أو الأدب. ستجد أن هذه القناة تقدم لك كل ما تبحث عنه في مكان واحد، مما يجعلها وجهة لا غنى عنها لكل من يسعى للتعلم والاستفادة. بفضل اسم المستخدم "aboreem2007"، تضمنت القناة محتوى مميز وموثوق يتناسب مع اهتمامات واحتياجات الجمهور المستهدف. من المؤكد أن الاشتراك في هذه القناة سيثري حياتك الثقافية ويمنحك فرصة لاكتساب معلومات جديدة في مجالات متعددة. في نهاية المطاف، يمكن القول أن قناة "جِيد المعالي" تمثل مصدرًا قيمًا للمعرفة والتثقيف، وتعد خيارًا مثاليًا لكل من يبحث عن محتوى ثري ومميز يلبي اهتماماتهم ويساهم في تطوير معرفتهم بشكل مستمر.

جِيد المعالي

29 Jan, 16:53


يقول معن زيادة في مذكراته : وأذكر أن أستاذ اللغة الفرنسية في المدرسة، وكان أستاذا جيداً لكنه ابتلي بلعب القمار وشرب الكحول، وكان كثيراً ما يخسر ويسكر، فهو يقامر بكل شيء، ولعله قامر في إحدى المرات على حذائه فخسره فلم يكن أمامه إلا المجيء إلى المدرسة منتعلاً حذاء زوجته بكعب مرتفع، لأن المدير لم يكن يتسامح مع غياب المعلمين، وعندما جاء من أخبر المدير (نسيب جرمانوس) بالأمر، دخل إلى القاعة واستدعى الأستاذ وتحدث إليه في الخارج، ولعله أعطاه بعض النقود وصرفه لشراء حذاء بديل ثم عاد إلى القاعة ليأخذ محله إلى أن عاد المعلم إلى المدرسة بحذاء جديد.

جِيد المعالي

29 Jan, 09:31


يقول المؤرخ الأردني سليمان موسى : وذهبنا لزيارة مركز الحمامات الثقافي بتونس ، وفي أثناء تجوالنا في الحديقة الغناء مررنا بشجيرات صبار، فقال أحد أعضاء الوفد الايراني: أتعلم ما اسم هذه الشجيرة في ايران؟ إنه (لسان الحماة). قلت: لعل هذا لقب يطلقه الناس على سبيل النكتة، إلّا انه أكد لي أن هذا هو الإسم الحقيقي ولا اسم آخر للصبار في اللغة الإيرانية.
وعجبت لهذه التسمية الغريبة التي لا أعتقد أن في لغات العالم الأخرى تسمية هجاء مقذعة مثلها.

جِيد المعالي

28 Jan, 15:08


يقول الأمير خالد الفيصل في ذكرياته عن والده الملك فيصل رحمه الله : وحدثني سائقه أنه قبل توليه المُلك كان يصر على ألا ترافقه سيارات حراسة، وذات ليلة كان متوجها إلى المكتب، وهو يغطي عقاله بغترته، واستوقفهم في الطريق شخص فلم يقفوا، فسب وقال : ( يلعن أبوك وقف )
فأمر فيصل السائق بالوقوف، وركب الرجل فلما التفت وعرفه أخذ يتعذر ويقول: والله يا طويل العمر ما عرفتك .
ورد عليه فيصل هذا عذر أقبح من ذنب، حتى لو كان أي إنسان، لماذا تسبه؟! هب أن الإنسان الذي استوقفته مرتبط بمواعيد، ولا يستطيع الوقوف لحملك معه، فهل من الدين أن تسبه؟!
ثم سأله عن وجهته، وحاول الرجل أن ينزل فأبى إلّا أن يوصله إلى وحدته العسكرية.

وبعدها استدعى فيصل قائد الوحدة، وروى له الواقعة، وطلب إليه أن يهتم بتثقيف أفراده بالأخلاق الإسلامية، وأمر لهم بحافلات تنقلهم بين أماكن إقامتهم ومقر عملهم.

وحدثني الشاعر عبد الله لويحان أن فيصلاً وهو نائب للملك في الحجاز، كان يجتمع ليلة الجمعة مع الأدباء والشعراء يتعشون في البر، ثم تبدأ بينهم المساجلة الشعرية.

وذات ليلة، كان من الحاضرين رجل له قريب قتل، ولم يستدل على قاتله، وأثناء جلوسهم للعشاء قال الرجل : يا فيصل، إن لي قريبا قُتل ولم تمسكوا قاتله حتى الآن.

فرد عليه قائلاً: يا أخي السلطات تبحث وسوف تجده اليوم أو غداً، وتأخذ العدالة مجراها بإذن الله .
فما كان من الرجل إلا أن قال : لا والله يا فيصل، إلا أنك بارد ولا تهتم بي ولا بأمثالي .

قال لويحان : وكان في يد فيصل لقمة وضعها على الصحن وقام منصرفاً وهو يقول للرجل: هذا من حظك، فلو كنت حاراً لأحرقتك.

جِيد المعالي

28 Jan, 09:45


يقول الدكتور عمر الأشقر رحمه الله في مذكراته : كان الشيخ ابن باز رحمه الله حكيماً فيما يفتي به، فقد حضرته يوما وقد سأله بعض طلبة العلم عن زوجته التي ترفض دفع زكاة حليها ؟
فقال له: لا بأس في ذلك، ويحسن بك إذا تصدقت بصدقة أن تنوي أن يكون زكاة عن ذلك الحلي، فلما خرج الرجل، ناقشته في ذلك، قلت: كيف ذلك؟، وأنت تقول بوجوب زكاة الحلي؟ فقال لي: ماذا تريد يا عمر ؟ تريد أن تفتيه بالوجوب، فيقع النزاع بينه وبين زوجته، فيطلقها !!

ومن حكمته أنني حدثته يوماً عن واقعة قلت فيها إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخطأ في مسألة ما، وكان في الجلسة بعض الحضور، فسكت، ومر على ذلك أسبوعان، فبينما نحن جلوس يوما في منزله، قام وطلب مني أن أتبعه، فلما صرنا في المختصر، وهو غرفة صغيرة كان يخلو فيها مع من يريد محادثته على انفراد، فقال لي: أتذكر يوم حدثتني بكذا، وأخذ يحدثني عن مدى حبنا للصحابة، وكيف علينا توقيرهم، وأن لا نستسهل تخطئتهم، وما تزال نصيحته تعمل عملها في نفسي حتى اليوم .

جِيد المعالي

27 Jan, 14:53


كان الأمير المملوكي قونصوه الغوري أميراً كبيراً، متقدماً في العمر ينتظر حسن الختام، وقع اختيار الأمراء عليه حتى يمكنهم الخلاص منه بعد أيام معدودات، أو أسابيع قليلة إذا طال الأمر حتى يحسم صراع الأمراء الكبار ويتم اختيار أقواهم، وأكثرهم تمكنا، وعندما عرضوا الأمر عليه رفض وتمنّع، حتى أنه بكى لكي يتركوه في حاله، إنه يريد أن يمضي ما تبقى له في حاله، بعيداً عن الهم والغم، كما أنه يخشى ألا يقدر على تحقيق العدل للكافة، فالحمل ثقيل وسوف يحاسب عليه أمام عزيز مقتدر.

أصر الأمراء وقبّلوا رأسه، ورفضوا المغادرة حتى سماع الموافقة، وهكذا قبل على مضض بشرط ألا يطول الأمر أكثر من شهرين أو ثلاثة، رضوا بشرطه وانصرفوا لتدبير أحوالهم ومالهم، مرت الأيام، بعضها يجر بعضاً .

يقول المؤرخ ابن إياس : ويبدو أن السلطان
ذاق حلاوة السلطنة، فاستدعى الغوري ابن زنبل ضارب الرمل، سأله عمن سيتولى بعده؟

نظر الرمّال إلى الرمل، ورصّ الودع وبدّل مواضعه وأصغى إلى أصداء الرياح داخل إحداها، نقّل البصر بين الذرات الصفراء وملامح السلطان، ثم نطق بعد درجتين من الصمت أول حرف من اسمه : سين....

في اليوم نفسه استدعى السلطان كبير البصّاصين ( المخابرات ) ، وطلب منه أن يعد قائمة بأسماء الأمراء الذين تبدأ أسماؤهم بحرف السين، بعد يومين بدأت الحوادث ، تعثّر الأمير سلار في حفرة ودق عنقه أثناء لعبه الكرة، أما الأمير سلامش فداهمه مغص وعِر بعد تناوله العشاء، لم تشرق عليه شمس النهار التالي، لم يمض شهر إلّا وخلا مماليك مصر من أي أمير أو صغير يبدأ اسمه بحرف السين، وعندما أنهى إليه كبير البصّاصين بتمام المهمة ،أدركته راحة و نام آمنا، غير أنه لم يفكر قط في السلطان سليم العثماني والذي كانت نهايته على يديه في معركة مرج دابق سنة 1516م.

جِيد المعالي

27 Jan, 09:47


كان العقاد يهاجم الشيوعية والوجودية والنازية، ويقول: كلها تدوس على كرامة الإنسان، فالشيوعية تجعله حذاء الحاكم، والوجودية تجعل الكون كله حذاء والنازية تجعله إلها، وكان يستعرض كل الشيوعيين، ويقول: إنهم من الشواذ جسميا وأخلاقيا ، ويقول : لا يمكن لإنسان أن يرفض إنسانيته إلا إذا كان مختلاً ، وهم جميعا كذلك.

فزعيمهم ماركس كان رجلاً مخموراً بدينا لا خلاق له وزوجته كذلك، وانتحرت اثنتان من بناته، واتفق هو وزوجته على أن ينتحرا في اليوم الذي لا يجدان فيه الطعام، وكان ينفق عليها وعلى ماركس أيضاً صديقه المليونير الشيوعي (فريدريك أنجلز)، وانتحر الزوجان، وبعد وفاتهما بساعة جاءتهما النقود.
ثم علق العقاد بعد هذا السرد بقوله : منتهى الجنون الموروث عن الأب العبقري المخبول.

جِيد المعالي

26 Jan, 15:04


كان الدكتور غازي القصيبي يسخر من بعض الأنظمة واللوائح في ديوان الخدمة المدنية، حين كان هو وزيراً للصناعة والكهرباء، وكان الأستاذ تركي بن خالد السديري وزيراً للخدمة المدنية، ويبدو أن القصيبي كان قد استغرب بعض الأنظمة، فكتب القصيبي قصيدة نشرها السديري نفسه بعد وفاة غازي يقول فيها :

قلْ لديوانٍ بظُلمٍ عُرفا
وبتعقيدِ الأمورِ اتصفا

القـريشيّ بنى أركانه
ثم ولّى وتَولّى المَصْرِفا

بعد أن سلّم تركي أمرَهُ
بئسَ، يا إخواننا، من خَلفا

ثم كي يكملَ من تعقيدِهِ
نوّبَ الدكتورَ عنه واخْتفى

وسقانا المُرَّ من أنظمةٍ
أكلَ الدّهرُ عليها وعَفا

كُلّما فُتّحَ بابٌ مقفلٌ
ضربَ الدكتورُ كفّاً أسفا



ومرة بثّ القصيبي شكوى لطيفة لصديقه تركي بن خالد السديري من صديقه معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر، الذي كان قد تولى رئاسة الديوان العام للخدمة المدنية بالإنابة، والأبيات فيها مجاراة لأبيات قديمة في تفسير الماء بالماء على سبيل السخرية، يقول فيها :

الليلُ ليلٌ والظلامُ ظلامُ
والصبحُ صبحٌ والنظامُ نظامُ

إن الخويطرَ بيننا مُتسلطٌ
ولنا غدا ورفيقُه صمصامُ

فلذاتُ كبدي للخويطرِ قد سعتْ
هو ناحرٌ سارتْ له الأغنامُ

جِيد المعالي

26 Jan, 09:36


يقول أحمد حامد الصراف : يصوم أكثر العراقيات آخر سبت من شهر رجب، ويسمى هذا اليوم (الصوم الخرساني) أو صوم مريم وتصومه عادة كل امرأة ذات بنين أو بنات وتنقطع فيه عن الكلام فلا تنبس ببنت شفة كل ذلك اليوم.

وتصومه أيضاً من تطلب مراداً، وعند المساء تقعد الصائمة على حافة البئر في بيتها موجهة وجهها شطر القِبلة ثم توقد الشموع وتفطر باللبن والسيلان، وتقول ثلاث مرات: فطرنا على اللبن والسيلان يعطينا الله مرادنا مثلما أعطى مريم بنت عمران.

جِيد المعالي

25 Jan, 15:16


يقول مربي الأجيال الشيخ عثمان الصالح رحمه الله : استدعاني الملك سعود عليه رحمة الله وقال لي : أنا فكرت في تأسيس مدرسة يكون لها في مجال التربية والتعليم دور كبير، وتكون منطلقا للدراسات والمعلومات في الدين والدنيا، وذكر لي أنّي صالح لذلك، وقال : اذهب الآن، والتزم بما يلي:

تسلّم المدرسة من المدرس الموجود، وخذ كل ما لديه للمدرسة من أدوات ،ونظم المدرسة على الوجه الصحيح.

يقول الشيخ : ذهبت للمدرسة ومعي الضابط (النملة)، وقلت للضابط أُفضِّل أن أكون وحدي في التسلّم حفاظاً على مشاعر الرجل، ثم دخلت عليه، وقلت له: يا فلان، نحن زملاء، والملك أمر بكذا وكذا ، والمدرسة ليس فيها حتى الكراسي، ولكن كل ما عندك في البيت يخص المدرسة لا تحضره.
فقال: إن لي كسوة سنوية أرجوك ألّا تُقطع.

قلت : اطمئن لن أحرك ساكناً، ولن أحرمك من حقّ تستحقه، وأنا لم أطلب أن أكون مديراً للمدرسة، فذهبت ونفسي تتقطّع حسرات، ولكني كلّمت رئيس الديوان في القصر أن أي شيء لهذا الرجل لا تغيروه، ولا تحرموه إياه.

جِيد المعالي

25 Jan, 10:05


لما قبضوا على شيخ الصوفية الحلاج سنة 309هــ زمن الخليفة المقتدر بالله قام الوزراء بالتفتيش في بيوت أتباعه .
فوجدوا من ضمن ما وجدوا قنينات الحبر وفيها سائل رائحته نتنة ووجدوا شيء مثل روث الحيوانات ووجدوا كسر خبز وقطع قماش واشياء أخرى.
فلما ضغط الجنود على أتباع الحلاج عن هذه الاشياء قالوا الحقيقة .
قال أتباع الحلاج أن السائل النتن هو بول الحلاج للإستشفاء به ،والروث الجاف هو براز الحلاج لصناعة بخور منه ووضعه على الجمر للتبرك به ،وقارورة أخرى فيها شيء رائحته أنتن من الأولى قالوا أن فيه قيء الحلاج أخذها أتباعه للتبرك والإستشفاء بها من الأمراض ،وأما باقي الأشياء فهي أشياء لمسها الحلاج فاحتفظ بها أتباعه للتبرك بها مكان لمس يديه لها !.

جِيد المعالي

24 Jan, 15:12


يقول الشاعر القروي معرّفاً ببعض شأنه : ولم أدخن قط، وأحب الشراب إليّ قهوة البن، ولكنها تعقد مني أعالي كل هدب بحاجب، فلا أذوقها إلا نادراً، أما الخمر ولا سيما العرق اللبناني، فقد أقبل فيها دعوة المتنادمين من إخواني أحسو حسوة الطير لا أزيد .

ولا أعاف من الطعام المألوف غير لحم الخنزير، معتدل في المقدار، مفرط في المضغ، ولا أشره إلاّ في الفاكهة، وأطيبها عندي البرتقال والعنب، وربما لقيتني ماشياً في السوق أقضم تفاحتي وأنت تنفخ دخان سيجارتك، فإذا فتحت عينيك استغراباً (سددت) أنفي أنَفاً، وراح كلانا يضحك .

أحب الأناقة ولا أطيق التقيد بها، فبينا أتخطر بالقشيب إذ يوشك أن يمسي بعد يوم وليلة لبيساً، منمنماً برشاش عصير البرتقال، أو مزخرفاً ببصمات أصاغر الأسرة، إذ يتألبون عليّ محاولين صرعي وخنقي ، فأنصرع لهم، وأتقلب معهم حتى تنجلي المعركة عن ثوبي المعفر وقلبي المغسول.

وكنت ألبس الجوخة الإنكليزية فقاطعتها منذ انفضاح وعد بلفور سنة 1917 ولم أقبلها هدية من صديق عزيز، وها أنا منذ سنة 1950 أتعلل بما عندي من عتيق اللباس، وقد بات أكثره زرياً، على أن يصدق حلمي بالرجوع قريباً إلى وطني، فأصطنع جديدي مما تنسج بلادي ولو أنه الخيش! .

جِيد المعالي

24 Jan, 09:32


يقول نيلسون مانديلا رئيس جنوب إفريقيا السابق في مذكّراته : ‏بعد أن أصبحت رئيساً طلبتُ من بعض أفراد حمايتي التّجوال معي داخل المدينة مترجّلين، دخلنا أحد المطاعم فجلسنا في أماكننا، وطلب كلّ منّا ما يريده من طعام، وفي الوقت الذّي كنّا ننتظر العامل أن يحضر لنا الطّعام وقع بصري على شخص جالس قبالتي ينتظر بدوره ما طلبه.

‏قلت لأحد أفراد حمايتي: إذهب إلى ذلك الرّجل، واطلب منه أن يأتي ويشاركنا الأكل على طاولتنا.

جاء الرّجل فأجلسته بجانبي، وبدأ كلّ منّا في تناول غذاءه، كان العرق يتصبّب من جبينه ويده ترتجف لا تقوى على إيصال الطّعام إلى فمه.!!
‏ بعد أن فرغ الجميع من الأكل وذهب الرجل في حال سبيله قال لي حارسي الشخصي: الرّجل الذي كان بيننا تظهر عليه علامات المرض، فقد كانت يداه ترتجفان، ولم يستطع الأكل إلاّ القليل.

‏فأجبته: ‏لا، أبدًا، ليس كما ظننت، هذا الرّجل كان حارساً للسّجن الانفرادي الذّي كنت أقبع فيه، وفي أغلب الأحيان وبعد التّعذيب الذّي يُمارس عليّ كنت أصرخ وأطلب قليلا من الماء، ‏فيأتي هذا الرجل ويقوم بالتبول على رأسي في كل مرة، لذلك كان يرتعد خوفاً من أن أعامله بنفس ما كان يفعل معي فأقوم بتعذيبه أو بسجنه.
‏ لكن ليست هذه أخلاقي فعقلية الثأر لا تبني دولة في حين عقلية التّسامح تبني أمماً .

جِيد المعالي

23 Jan, 16:21


قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله : لقد عودت نفسي من الصغر ألاّ أقف على بائع، ولا أشتري بنفسي شيئاً ، لا اللحم ولا الخضرة ولا الثياب ولا الأثاث، وإنما أوكِّل من يشتري لي وإذا أنا خالفت عادتي، واضطررت إلى شراء شيء رجعت في كلّ مرة بقصة من أعجب القصص.

من ذلك أني دخلت مرة دكاناً في سوق الحميدية مع صديق لي يحب أن يشتري قماشاً لأهله، فتلقّاني صاحب الدكان مُسلّماً ومُعظّماً ، وأهوى لتقبيل يدي، لأني كما يقول أستاذه وصاحب الفضل عليه: أهلا وسهلاً بسيدنا يا مرحباً، من علمني حرفاً حفظت له وداً ، قل لي يا أستاذ ، ماذا تأمر لأخدمك بعيوني؟
ولم آمن آمر بشيء، ولكن هذا المدح والتعظيم، وأن الرجل سيخدمني بعيونه قد خدّر أعصابي، كما يخدر الصياد الأسد والنمر بإبرة يطلقها عليه أو كما يخدر الحُواة في الهند الحيّة الخطرة حتى ترقص بين يديه، والإنسان مفطور على محبة الثناء ، فنظرت، فاخترت لوناً من الحرير أعجبني، فسألته عن ثمنه، فضحك، وقال: أي ثمن؟ محلك يا أستاذا فحسبته أنه سيهديه إليّ وحلفت أني لا أخذ إلّا بثمن، ولن أطلب أن يبيعني بربح معقول، قال: برأسمالي لا أريد منك ربحاً أبدا ، وراح يحلف بذمته ودينه وأبيه وأمانته وشرف آبائه وعِظام أجداده وما لا أذكر الآن من الأيمان التي لا يجوز أن يحلف بها مسلم إنه لا يبيعني إلا برأس المال، وكان في داري يومئذ خمس نسوة عمتي، وأختاي وزوجتي، وبنتي الكبرى، وبناتي الصغيرات، فاشتريت لهن جميعا، وبلغ الثمن قريباً من ثلث الراتب، وذهبت إلى الدار، فقالت النساء : متى كنت تشتري؟ وبكم اشتريته؟
قلت احزرن
قلن: بالله عليك إلا أن قلت.
فأخبرتهن بأن الرجل تلميذي، وقد خدمني بعيونه، فباعني برأس المال وهو كذا !
قلن: لقد زاد عليه 30
قلت: مستحيل
قلن: ما قولك إن ذهبت فلانة الآن لجارة لهن خياطة فجاءت بالقماش نفسه من المحل نفسه بخصم 30 قلت: أنا أدفع الثمن، وأهدي إليها القماش.
وذهبت من فورها إلى الدكان التي اشتريت منها ، ورجعت بعد ساعة، وقد أخذته بثلثي الثمن الذي دفعته أنا لتلميذي البار الذي حلف إنه لا يبيعني إلّا برأس المال!!

جِيد المعالي

23 Jan, 09:25


يقول الكتبي والناشر قاسم الرجب في مذكراته :
كنت قد نشرت كتاباً اسمه (كيف تتعلم الإنكليزية في سبعة أيام) بعد أن رأيت أحد الكتب قد طبع في مصر باسم (كيف تتعلم الإنكليزية في ثلاثة أشهر)، فأردت أن أريح المتعلم في أن يتعلم الإنكليزية في سبعة أيام لا بثلاثة أشهر، فظهر بعد ذلك كتاب آخر ارتأى صاحبه أن يختصر المدة في تعليم الطالب فنشر كتابه باسم (كيف تتعلم الإنكليزية في أربعة أيام)، ولن أنسى واحداً ممن تخرج من المدارس العالمية فحصل على شهادة الدكتوراه في الأدب من جامعة بلاد شرقية حين دعي ليلقي محاضرات في إحدى الجامعات الأمريكية، ولمّا لم يكن متمكناً من اللغة الإنكليزية جاء ليشتري نسخة من هذا الكتاب على الرغم من أنني أكدت له بأن هذا الكتاب وغيره من كتب الترجمة لا فائدة ترجى منها، وإن أحدا لا يتعلم منها شيئاً، إلاّ أنه أصرّ على اقتناء نسخة منه.

ولمّا كنا نطبع وننشر هذا الكتاب بعنوان آخر هو (الهدية السنية لتعلم الإنكليزية) فإنه احتار في أي الكتابين يقتني ليكون له عوناً عند إلقاء محاضراته في الديار الأمريكية، فأخرج من جيبه مسبحة سوداء من الخزف تصنع محليا، ثم انزوى ناحية وأخذ يستخير أي الكتابين يأخذ !.

جِيد المعالي

22 Jan, 15:09


رفع صاحب الخبر ( الإستخبارات ) إلى المأمون: إنا أصبنا يا أمير المؤمنين، رقاعاً فيها كلام السفهاء والسفلة، وفيها تهديد ووعيد، وبعضها عندنا محفوظ إلى أن يأمر أمير المؤمنين فيها بأمره.
فكتب المأمون إلى صاحب الخبر رسالة جاء فيها : هذا أمر إن أكبرناه كثر غمّنا به، واتسع خرقه علينا ، فمُرّ أصحاب أخبارك متى وجدوا مثل هذه الرقاع أن يمزقوها قبل أن ينظروا فيها ، فإنهم إذا فعلوا ذلك لم يظهر لها أثر ولا عين .

جِيد المعالي

22 Jan, 09:22


قيل أن سبب كارثة حزيران 1967م هي أن الفريق صلاح محسن، والفريق محمد فوزي، ومدير المخابرات العسكرية قد تجاهلوا وأهملوا ، وتهاونوا في إبلاغ إنذارات أربعة وجهت إليهم بتوقع الهجوم الإسرائيلي ذلك الصباح.

1- الإنذار الذي وجهه الرئيس عبد الناصر إلى القوات المسلحة يوم 1967/6/2م.

2- الإنذار الذي وجهه آمر مخابرات العريش الساعة 23:30 من مساء يوم 1967/6/4م، عن توقع الهجوم البري للعدو صباح اليوم التالي: أي قبل الهجوم الفعلي بست ساعات.

3- الإنذار الموجه من قيادة سيناء إلى القيادة العامة في القاهرة ببدء الهجوم البري قبل الغارات الجوية بنحو ساعة ونصف.

4- الإشارة الموجهة إلى القيادة العامة من رادار عجلون في الأردن بإقلاع طائرات العدو في اتجاه مصر، وقد وصلت هذه الإشارة قبل نصف ساعة من وقوع الهجوم، وهي مدة كافية كما قال الفريق عبد المنعم رياض لتمكين المقاتلات المصرية من ملاقاة الطائرات المغيرة.

إن هذه الإنذارات الأربعة لو أبلغت في الحال إلى القيادات العسكرية البرية والجوية لتغيّرت وجهة المعركة كليا ، ولكنها اختفت وضاعت، ولم ينكشف أمرها إلا في أثناء المحاكمات التي جرت في مصر بعد الهزيمة، حتى جاء حسين الشافعي نائب رئيس جمهورية مصر العربية ليعلن في محاضرة له بجمعية الشبان المسلمين في القاهرة قوله: انقلوا على لساني أن الجيش المصري لم يحارب في معركة 1967م، بل هزم بسبب الإهمال والخيانة، وأقول الخيانة واضعا تحتها عشرة خطوط.

جِيد المعالي

21 Jan, 16:29


لمّا أُصلحت الأمور بين حكومة العراق وحكومة نجد على الحدود بينهما كانت قطعة أرض محايدة بين البلدين، فسأل المعتمد البريطاني ( السير برسي كوكس ) ما نسميها بعد هذا الصلح والإتفاق ؟.

فقال صبيح نشأت بك الوزير المفوض لحكومة العراق لدى الجمهورية التركية في أنقرة : نسميها (بقلاوة) .
فسأل السير برسي : ما معنى هذه الكلمة؟

فشرح له صبيح نشأت بك : لأن شكل الأرض قريب من هيئة قطعة البقلاوة .

قال السير برسي: هذا أحسن ما يمكن أن تسمى به هذه الأرض.
فكُتبت على الخرائط (بقلاوة) وهي تعرف إلى اليوم بهذا الاسم الطيب.

جِيد المعالي

21 Jan, 09:23


يقول الكتبي والناشر قاسم الرجب في مذكراته :

ويذكرني هذا بكثير ممن رأيتهم من هذا القبيل، وأشهرهم رضا النقاش أو رضا الأعرج كما يعرف بيننا، فهذا لا يدع كتاباً إلا اقتناه، لا سيما الكتب الحديثة، ومن شدة اهتمامه بالكتب وحرصه على اقتنائها فإنه يمر يومياً بالمكتبات كافة كبيرها وصغيرها، وحتى باعة الصحف في الأكشاك، وإذا بلغه أن إرسالية ستصل إلى واحد منهم فإنه لا يذهب في ذلك اليوم إلى بيته بل يبقى ملازما له ولو إلى نصف الليل فيفتح الصناديق بنفسه ويحملها كلها وينظمها فيساعدنا جميعا لكي يخرج بكتاب من تلك الكتب يشتريه بتخفيض بسيط، ويذهب به مسروراً، وأنا واثق بل أجزم بأنه لم يفتح كتاباً من كتبه أو طالعه منذ عرفناه، وتراه يمزح مع كل صاحب مكتبة فيؤول به الحال إلى الشتيمة وبذيء الكلام والتندر من أهل المكتبات كافة، والكل يعرفونه فلا يزعلون منه، ومع مجالسته أرباب المكتبات وأكثر الأدباء والعلماء فإنه ما زال عامياً لم يستفد شيئاً مما اقتنى، وقد لاحظنا أنه قد خفف من هوايته هذه فلم يعد كما كان في البداية، وهو الآن في سبيل تأليف كتاب بالاستعانة ببعض أصدقائه.

جِيد المعالي

20 Jan, 16:33


تقول نانسي ريجان زوجة الرئيس الأمريكي ريجان في مذكراتها : بعد شهر من إقامتنا بالبيت الأبيض شعرت بالدهشة عندما بعث إلينا مكتب الحاجب بفاتورة طعامنا، ولم أكن أدري أن الرئيس وزوجته يتعين عليهما دفع ثمن كل وجبة في البيت الأبيض، علاوة على دفع ثمن الكواء ومعجون الأسنان، ويتعين على الرئيس وزوجته دفع ثمن وجبات ضيوفهما ما لم يكن هؤلاء ضيوف في مهمة رسمية ومن حسن الحظ، فإن مآدب العشاء الرسمية تتحمل وزارة الخارجية الأمريكية تكلفتها .

جِيد المعالي

20 Jan, 09:24


جاء في فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي المملكة رحمه الله قال (٧٥/١) :

وأنا أقص الآن قصة عبد الرحمن البكري من أهل نجد، كان أولا من طلاب العلم على العم الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ وغيره، ثم بدا له أن يفتح مدرسة في عُمان يعلم فيها التوحيد من كسبه الخاص، فإذا فرغ ما في يده أخذ بضاعة من أحد ، وسافر إلى الهند، وربما أخذ نصف سنة في الهند .
قال الشيخ البكري كنت بجوار مسجد في الهند، وكان فيه مدرس إذا فرغ من تدريسه لعنوا الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وإذا خرج من المسجد مرّ بي، وقال: أنا أجيد العربية، لكن أحب أن أسمعها من أهلها ، ويشرب عندي ماء باردا ، فأهمني ما يفعل في درسه ، قال : فاحتلت بأن دعوته، وأخذت كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، ونزعت الغلاف ووضعته على رف في منزلي قبل مجيئه، فلما حضر قلت: أتأذن لي أن أتي ببطيخة؟ فذهبت، فلما رجعت إذا هو يقرأ، ويهز رأسه عجباً ، فقال : لمن هذا الكتاب، هذه التراجم عناوين الفصول شبه تراجم البخاري هذا والله نفس البخاري ؟!
فقلت: لا أدري، ثم قلت: ألا نذهب للشيخ الغزوي لنسأله، وكان صاحب مكتبة، فدخلنا عليه، فقلت للشيخ الغزوي كان عندي أوراق سألني الشيخ: لمن هي؟ فلم أعرف ففهم الغزوي المراد، فنادى من يأتي بكتاب ( مجموعة التوحيد ) فأتى بها ، فقابل بينها ، فقال : هذا لمحمد بن عبد الوهاب، فقال العالم الهندي مغضبا وبصوت عال: الكافر، فسكتنا ، وسكت قليلا ، ثم هدأ غضبه، واسترجع، ثم قال: إن كان هذا الكتاب له فقد ظلمناه، ثم صار كل يوم يدعو له، ويدعو معه تلاميذه، وتفرق تلاميذ له في الهند ، وإذا فرغوا من القراءة دعوا الله جميعا للشيخ محمد ابن عبد الوهاب.

جِيد المعالي

19 Jan, 16:23


قال الأديب الأستاذ عبد الرحمن السدحان أمين عام مجلس الوزراء ، وصاحب كتاب ( قطرات من سحائب الذكرى ) : كنت أنا ويوسف التويجري نعمل في معهد الإدارة، وحدث أن زار المعهد الملاكم العالمي محمد علي كلاي في عام 1395 هـ يرافقه الأمير فيصل بن فهد رحمهما الله، وحاولنا جاهدين أن نشرح للضيف العملاق جسماً وقبضة يد، بعض معالم المعهد وإنجازاته وبرامجه، ولم ينطق بكلمة، فيما كانت عيناه تحاصرنا من كل صوب وكأنه يتحفّز للإنقضاض على خصم جديد داخل حلبة ملاكمة، ما جعلني أتوجس منه خيفة، وعبثا حاولت أن أفهم صمته العجيب ظانا أنه لن يفهم مما قلنا شيئاً ،أو أنه لم يعبأ بما سمع.

وفجأة نطق، ويا ليته سكت، ووجه حديثه لي وليوسف: هل تعلمان أنني أستطيع طرحكما أرضاً معا بضربة واحدة من قبضتي هذه؟! ولوَّح بقبضته اليمني.
فرددت: لا شك لا شك، وكدت لولا الخوف أقول: ما علاقة عرضك السخي لنا بما حدثتك به عن المعهد ؟
وقلت للتويجري هامسا : ما عندك أحد.

جِيد المعالي

19 Jan, 09:22


يقول وزير الخارجية الإسرائيلي أبا إيبان في كتابه ( شعبي ) : في منتصف القرن السابع عشر في ذلك الزمن كان اليهود قد تعرضوا لاضطهادات متلاحقة في بولونيا وروسيا والبرتغال وأسبانيا، مما جعل اللاهوتيين منهم يرون هذه الرزايا النازلة بهم هي مقدمة خروج مسيحهم المخلص، ذلك الذي يرفع المظالم عن الشعب اليهودي ويبني مملكة إسرائيل في الأرض الموعودة، بل أن هؤلاء اللاهوتيين عينوا فترة محددة لظهور هذا المسيح، هي الفترة البادئة بعام 1648 والمنتهية بعام 1666.

وحدث حقاً في أحد أيام السبت من عام 1648 أن دخل كنيس اليهود في أزمير رجل منهم، اسمه (شبتاي زيفي) ، مشهور بتبحره في دراسة التلمود وبقدرته في التأثير على من حوله، دخل هذا الرجل الكنيس وأعلن للناس فيه أنه هو المسيح المنتظر الذي سيستعيد مجد إسرائيل.

غير أن الحاخامين لم يقبلوا هذا الإدعاء وطردوا الرجل من البلدة، فراح هذا يتنقل بدعوته بين القسطنطينية والقدس والقاهرة مُجمعاً حوله التلامذة والأتباع وتعدت شهرة شبتاي زيفي في البلاد التي زارها، فآمن برسالته يهود من كل بقاع العالم، أصبحوا يتطلعون إليه كمنقذ وينتظرون السنة التي ضربها موعداً لإحلال السلام، سلام إسرائيل على الدنيا، ولخضوع العالم لسلطان الشعب اليهودي.

وفي تلك السنة التي هي سنة 1666 ، توجه شبتاي زيفي إلى القسطنطينية ليحضر في عاصمة بني عثمان أول علامات قيام عهد إسرائيل الجديد، ألا وهي تنازل السلطان العثماني عن عرشه.

وحين وصل الأمر إلى هذه الدرجة رأت السلطنة العثمانية أن المهزلة تجاوزت حدها، فقبض الأتراك على هذا المسيح الزائف وألقوا به سجيناً في قلعة (غاليبولي) على الدردنيل.

لم يكن عسيراً على الأتراك العثمانيين، في زمن كانت حياة الناس لا تزن مثقال ذرة في ضمائر الحكام، أن يلقوا هذا اليهودي الدجّال إلى أسماك البحر تسد به بعض رمقها، إلا أن الأهمية التي أخذها سجن شبتاي زيفي في العالم اليهودي جعلتهم يسلكون طريقاً آخر.

لقد وضع اليهود كل ما كان لمتنفذيهم في العالم من سلطة لإنقاذ الرجل الذي عقدوا عليه آمالهم من سجنه، وحين لم تفلح مساعيهم شدوا إلى هذا السجن الرحال، فجاءت جموعهم من كل الأصقاع ليقبعوا تحت أسوار قلعة غاليبولي معلنين إيمانهم بشبتاي زيفي وبأنه سيقودهم إلى الأرض الموعودة حيث يقيمون عرش إسرائيل فوق عروش الممالك الأخرى ويحكمون شعب إسرائيل بشعوب الدنيا.

وكان واضحاً أن الخلاص من شبتاي زيفي بقطع رأسه أو بإلقائه حياً إلى الأسماك سيجعل منه شهيداً،.أو يخلق منه أسطورة قابلة للإنبعاث من جديد ،لذا فكّر الأتراك بأن يصنعوا في أمره ما هو أحسن، وصنعوه حقاً.

أرسلوا إليه فريقاً من الفقهاء المتبحرين، أقوياء الحجة، فدخلوا وإياه في جدال طال أياماً كثيرة، أقنعوه في نهايته بأن يتنازل عن دعوته، ثم بأن يترك ديانته، ثم أن يدخل في الإسلام، وهذا ما جرى ، ففي حفل حافل أقيم في 6 أيلول سنة 1666 أعلن شبتاي زيفي أنه اهتدى إلى الدين الحنيف، وأنه تخلى عن اسم شبتاي ليصبح اسمه محمد أفندي.

جِيد المعالي

18 Jan, 15:03


يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله : ما أضاع فلسطين إلّا العرب، وقد جاءتهم النذر فتماروا بها، ثم حق الأمر وهم غارون فاندهشوا، ثم وقعت الواقعة فأبلسوا، وعمد خطباؤهم إلى الخطب ينمّقونها وشعراؤهم إلى القصائد يزوقونها، وساستهم إلى الدعاوى يلفّقونها، وعامّتهم إلى الخرافات يصدّقونها، بينما عمد حكامهم إلى الأمدادات يعوقونها ،وإلى الأهواء ينفقونها، وعمد خصومهم اليهود إلى الغايات يحقّقونها، وإلى العهود يمزقونها، وقضي الأمر وأوسعناهم سبّاً وراحوا بالإبل! .

وبعد أن كنا نقول: أهل فلسطين، أصبحنا نقول ما قالته الجرهمية في مكة: (بلى نحن كنا أهلها!) ولا أدري كيف تنتصر أمة تقطعت بسوء صنيعها أمماً ثم تدلّت في الذل ثم صارت تطلب الرحمة من معذبها، وتعطي الدية لقاتلها، ثم ارتكست في السقوط حتى أصبح نصف حكامها صبياناً وأكثر أدلائها عمياناً.

جِيد المعالي

18 Jan, 09:30


يقول الوزير والدكتور عبدالسلام العجيلي : ما ينشر في المجلات العلمية لا يثير الضحك في العادة، ولكني ضحكت أمس كثيراً حين انتهيت من قراءة خبر ورد في آخر أعداد مجلة طبية شهيرة، وإليكم ترجمة ذلك الخبر :

أراد أحد سكان مدينة (بيونس أيرس) أن يقلع مسماراً ثفنياً، كور، من أحد أصابع قدميه دون ألم فتلاحقت عليه المزعجات، فقد طلب لفرط إحساسه، ولتخوفه من الوجع، أن يخدّر تخديراً عاماً، فما أن بوشر بتخديره، بعد أن مُدّد على طاولة العملية، حتى توقف قلبه عن الحركة، مما اضطر الأطباء إلى فتح صدره لإجراء التمسيد المباشر على العضلة القلبية.

عاد الرجل إلى الحياة، ولكنه أصيب بغتة بتمدد في المعدة، تلاه التهاب معمم في البريتون نجما عن إنشاقه الأوكسجين أثناء عمليات إنعاشه وإعادته إلى الحياة.

أجريت للرجل عملية جديدة، تمت هذه المرة بنجاح ،ومع ذلك فقد كان المصعد الذي يصل غرفة العمليات بغرفة العناية بعدها معطلاً، مما جعل الممرضين اللذين كانا يحملان المريض يلجأن إلى نقله على الدرج، وهنا حدث سوء الحظ الثالث : وقعت الحاملة فأصيب الجريح المنقول بكسرين، واحد في عظم الفخذ والآخر في الترقوة، توقف بعدها تنفسه، مما اضطر الأطباء إلى خزع الرغامى، بمعنى أنهم أجروا في عنقه شقاً أدخلوا فيه انبوباً يمر ضمنه الهواء إلى رئتيه دون المرور بحنجرته.

وصاحبنا هذا يرقد الآن في سريره في المستشفى حاملاً بربيجاً في غشاء قلبه ينفذ إلى ظاهر صدره، وآخر في معدته، وثالثاً في رقبته ،فخذه في الجبس وذراعه مثبتة إلى جانبه.

إنه يقول أن لا شيء يؤلمه الآن، وإنما تنحصر شكواه في أمر واحد : ذلك المسمار اللعين الكور، ما يزال في مكانه من إصبع قدمه !.

جِيد المعالي

17 Jan, 16:29


يقول الصحفي شاكر علي التكريتي: ذهبت ذات مساء بصورة اضطرارية إلى بيت نوري السعيد مصطحباً معي بياناً طلب مني مدير الدعاية العام عرضه على الباشا قبل اذاعته ،أدخلني الشرطي المكلف بحراسة الباب إلى صالة المنزل وانتظرت دقائق لياتي الباشا بملابسه المنزلية وبعد أن صافحني وأوصى لي بقدح شاي بدأ بقراءة البيان وماهي إلاّ دقائق حتى جاء من يبلغه بأن معالي أحمد مختار بابان قد جاء لزيارته فطلب منهم ادخاله على الفور وكنت أعرف الرجل فتبادلنا التحية وجلس بمحاذاة السعيد وحين سلّمني الأخير البيان بعد إكمال قراءته نهضت للإنصراف فأجلسني لأنتظر الشاي ثم قال لبابان : تفضل إذا كان لديك أي موضوع اطرحه فشاكر ليس غريباً

قال بابان : والله ياباشا أنا خجل منك، هناك شاب كردي من معارفنا حاصل على بعثة حكومية لأنه متفوق والمفروض أن يسافر ولكنه اعتقل في تظاهرة منذ أسابيع والأيام تمضي وسيسقط حقه بالبعثة، وأمه المسكينة كانت تنتظر أن يعود بشهادة عالية، وهي تبكي عندنا في البيت، نادى الباشا على الشرطي وطلب منه أن يطلب له مدير الأمن على التلفون وهكذا كان.

فطلب من مدير الأمن فأعطاه اسم الشاب الذي سلمه له بابان، وطلب ارساله إلى منزل نوري السعيد على الفور.

يقول شاكر : نهضت مستأذنا فطلب مني السعيد أن أبقى جالساً في مكاني وبعد حوالي النصف ساعة أدخل شاب بملابس رثة ويبدو أنه يعرف أحمد مختار بابان، فقد سارع للسلام عليه باللغة الكردية بينما بادر بابان لتأنيبه، فطلب منه السعيد الذي كان يفهم الحديث كما قدرت حينها أن يترك الشاب، وخاطبه السعيد قائلاً : اصعد على سطح هذه المنضدة، وكان هناك منضدة متوسطة الحجم تردّد الشاب قليلاً فنهره السعيد قائلا: إذا لم تصعد سأعيدك إلى الأمن ...وبعد أن اضطر الشاب للصعود وقف مترقباً ماسيحصل ووقفنا نحن مذهولين ، فقال له السعيد ( يلا هوّس نفس الهوسة اللي كنت تهوسها من لزمتك الشرطة ) .
توقف الشاب مذهولاً فصرخ فيه السعيد (هوّس) لو أرجعك للأمن !! فبدأ الشاب مضطرا، نكس رأسه وبدأ يردد ( نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانها )

وكان السعيد يضحك ثم طلب من الشاب أن ينزل ،فاقترب منه وأمسك باذنه وقال له : لك ابني روح كمّل دراستك وخذ الشهادة، وبعدين تعال اشتمني أني وصالح جبر !! وكتب ورقة صغيرة سلمها للشرطى يأمر فيها بإطلاق سراح الشاب وإتمام معاملة بعثته !! وخرج بابان وخرجت معه وأنا أحمل بذاكرتي حادثة لاتنسى !!

جِيد المعالي

17 Jan, 09:30


يقول الفريق حسن التهامي : وقف عبدالناصر يخطب في الجماهير في ذكرى ثورة 23 يوليو فقال : إننا نجحنا في مصر في تصنيع كل ما نريده من الإبرة إلى الصاروخ، وهذه المقولة مشهورة ومعروفة لدى الجميع، وكان يقصد بذلك طمأنة المصريين إزاء إسرائيل إذا حاولت تهديد مصر، وظهر في العرض سيارات كبيرة تحمل صواريخ، ولعل المصريين من كبار السن يتذكرون أن هذه السيارات كانت تحمل نوعين من الصواريخ الظاهر، والقاهر.

وكلاهما كان بإمكانه الوصول إلى عمق إسرائيل، وقد اتضح فيما بعد أن هذه الصواريخ التي كانت تحملها السيارات كانت من الصفيح المدهون بالطلاء الملون، ولم تكن صواريخ حقيقية، ولم يكن لمصر في ذلك الوقت صاروخ يصل مداه إلى خمسة كيلو مترات، إنما كانت المسألة كلها عملية إعلامية ودعائية زائفة، وبعد اكتشاف تلك الخدعة بعام، ثار الرأي العام على مستوى عال من المسؤولين في الدولة، ما أدى إلى ضرورة تصفية مجموعة الخبراء الألمان، وكل ما فعله هؤلاء الخبراء لا يخرج عن إطار البحوث واستنفدوا ميزانيات ضخمة، ولم يصلوا إلى نتائج محددة ومفيدة .

جِيد المعالي

16 Jan, 14:50


يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :
بينا أنا في أحد الفصول أثناء درسٍ إذ ناولني ساعي البريد برقية من أحد إخوتي عزيزٍ عليّ يقول فيها: "لقد تقرَّر تسفيري أنا ومن أعول، ولقد خرجت في كفالة أحد الإخوان على أن يحضرني للسفر يوم الأربعاء المقبل" أي: بعد أسبوع واحد.

ولما انتهت الحصَّة وجدتُ سماحة المفتي الشَّيخ محمد بن إبراهيم في غرفة استراحة المدرِّسين فأخبرتُه بالبرقية وما تفيده، فما الذي تراه يا سماحة الشيخ؟

فقال: هذه أمورٌ لا نتدخل فيها بتاتاً
فقلتُ له: ابعثوا إذًا من يقطع لي تذكرة سفرِ إلى جدَّة، ويحجز لي مقعداً في أول طائرة إليها.

فقال سماحته: أثناء السنة الدراسيّة! ومن لجدولك؟
فقلت: أمرٌ عجيبٌ منك هذا يا سماحة الشيخ أُخبرك أنَّ ولدي في السجن يُرادُ تسفيرُهُ وتُفيدني بعدم اهتمامك بذلك، وتريد مني أن أجلس أُعلِّمُ لك أولادك؟!
قال سماحته: وماذا تريدُ بجدَّة؟

قال : قلتُ : لا أكتمك بأني أريد أن آتي ذلك الكافر "قنصل فرنسا" أدفعُ له رشوة، وأريد منه أن يتوسَّط لدى هذه الحكومة المسلمة لتترك هؤلاء المسلمين يصلُّون ركعتين بأحد الحرمين من غير إزعاج.

يقول الشنقيطي : وعند ذلك قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم: يعلم اللَّهُ أنَّه ما سبق أن تدخلنا في موضوع كهذا، ولكنَّ فضيلتكم ليس عندنا مثل الناس،.وعندي اقتراحٌ على فضيلتكم أنْ تكتب إلى الإمام ( الملك ) كتاباً توضح فيه وضع هؤلاء الإخوان وترجو منه بموجبه أن ينظر إليهم بعين الرَّحمة،.وأنا رسولُكَ إليه، أضعُهُ بيده بإذن الله، وعسى أنْ يكون الخير.

يقول الشنقيطي : فكتبتُ إلى جلالة الملك عبد العزيز كتابًا مضمونُهُ أن هؤلاء إنَّما أتوا من استعمار غاشم همُّهُ القضاء على تقاليد الشعوب الدينية وعلى لُغاتها، وحيث إنَّه لم يسبق لأحد من هؤلاء التَّدخُّلُ في سياسة، ولم يسبق لأحدهم إصابةُ حد من حدود الله، فإني أسترحمُ لهم عطف جلالتكم الكريم بأمركم بعدم تسفير أحدٍ منهم.

قال: فذهب سماحته بالخطاب وسلَّمَهُ لجلالة الملك وكلَّمه مشافهةً في الموضوع، فاستدعى جلالتُهُ أحد أفراد مكتبه، وقال: "اذهب إلى القائمة بهذا المعروض ثم ائتني حالًا بالجواب،
وقد كتب عليه: "هل يوجد شنقيطيٌ متدخلٌ في سياسة، أو أصاب أحَدٌ منهم حدًّا من حدود الله؟ .

وجاء الردُّ: "لا يوجد"
فأرسل جلالتُهُ عليه رحمةُ الله وأسكنه فسيح جناته برقية تعميميَّة إلى مدير الأمن العام مفادها: "الشناقطة إخوان الشَّيخ محمد الأمين لا تتعرضوا لهم، ومن رغب منهم في الرَّعوية السعودية أَعطوهُ بدون قيد ولا شرط".

جِيد المعالي

16 Jan, 09:25


وقف سائح أميركي مرة فوق رأس شاب إيطالي كان يتوسد ذراعه مضطجعاً على الرصيف في أحد شوارع نابولي، وقال له : أما تستحي يا فتى أن تنام هكذا في ضحوة النهار؟ قم واشتغل .

فسأله الإيطالي ولماذا اشتغل؟
قال الأميركي: لتكسب مالاً.
قال الإيطالي: وماذا أفعل به؟
قال: تجمع المال حتى يكون عندك مبلغ كبير.
قال الإيطالي: ثم ماذا؟
قال: تبني بيتاً ويكون لك أسرة وأولاد.
قال الإيطالي : ثم ماذا ؟
قال : تنفق على أولادك ليتعلموا ويصبحوا ذوي قدر وقيمة .
قال الإيطالي : ثم ماذا؟
قال: حين تصبح غنياً ورب أسرة محترمة وذا مكانة في المجتمع تقعد وتستريح.
فعاد الإيطالي إلى ضجعته على الرصيف وقال : إذا كان لهذا، فأنا مستريح منذ الآن .

والشعب الإيطالي معروف بين شعوب أوروبا بالكسل.

جِيد المعالي

15 Jan, 16:15


يقول رئيس وزراء الأردن السابق سعد جمعة رحمه الله في كتابه : ( الله أو الدمار ) : ذكرت وكالة الأسيوشتد برس غداة الإحتفال بتشييع جنازة تشرشل في لندن أن ( شالمان شازار وبن غوريون) اللذين مثّلا الحكومة الإسرائيلية في ذلك الاحتفال، سارا مسافة ميل ونصف وهما الشيخان اللذان تجاوزا السبعين، ورفضا ركوب العربة لأن يوم الاحتفال كان يوم سبت والدين اليهودي يحرم استخدام وسائل النقل في ذلك اليوم، وبن غوريون وغيره من القادة اليهود جميعهم دون استثناء لا يأكلون الطعام إلاّ إذا أُعِد وفقا للعقيدة اليهودية وتحريماتها الواردة في التوراة، واليهود إلى هذه الساعة يرجمون السيارات في قلب تل أبيب إذا سارت أيام السبت في الطرقات، و( يوسف تيكواه) مندوب إسرائيل في الهيئة الدولية يعطل اجتماع مجلس الأمن ليقوم بالطقوس الدينية والجماهير اليهودية حين وصلت إلى حائط المبكى في السابع من حزيران المشؤوم صلى بهم حاخامهم الأكبر صلاة النصر والظفر، فعلا النواح، وجلجلت الأصوات الهادرة ليسقط محمد اليوم انتهى محمد ( محمد مات وخلف بنات) يا لثارات خيبر لم يهتفوا ضد ناصر أو الأتاسي أو عارف أو الحسين أو غيرهم من قادة العرب وزعمائهم، لأن هدف المؤامرة هو محمد والإسلام، ومع ذلك لم
نسمع صوتا واحداً يرتفع في الساحة العربية للدفاع عن محمد ودين محمد ، ولم نجد مفكراً واحداً يكتب حرفًا في تعبير اليهود بالأرضية الدينية، ولم نجد عربيا يسأل نفسه: لماذا يهتف القوم ضد محمد؟ ذلك لأن معظم من واجهوا إسرائيل في معركة الذل من التقدميين لا يعرفون محمدا ، بل لا يعرفون الله.

جِيد المعالي

15 Jan, 09:22


سأل رجل الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله وقال: يا شيخ معي سيارة جديدة، وأنا أعرف بالدروب من ابن أريقط، وأُهرِّب من الكويت الهيل والقهوة والسجاد والطيبات من الرزق، وأمشي بالنفود فوق الرمال مستدلاً على طريقي بالنجوم، هربا من رجال الجمرك، هل علي شيء ؟

أطرق الشيخ قليلاً ، وقال: تقصد ابن أريقط الذي استعان به الرسول صلى الله عليه وسلم يوم هاجر ؟
قال : نعم.
قال الشيخ: إذن أنت ذيب وخطيب، وأقول لك يا ولدي، طاعة السلطان واجبة، والتجارة بين بلاد المسلمين حلال بشرط ألا تتاجر في الحرام التتن وأشباهه.

جِيد المعالي

14 Jan, 15:11


يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله : ليس من الضروري أن يشهد كلُّ جندي النتائج الأخيرة للكفاح بين الحق والباطل ، فقد يخترمه الأجل في المراحل الأولى منه ، وقد يصرع في هزيمة عارضة كما وقع لسيد الشهداء حمزة ومن معه .

والقرآن الكريم ينبِّه أصحاب الحق إلى أنَّ المعوَّل في الحساب الكامل على الدار الآخرة ، لا على الدار الدنيا ، فهناك الجزاء الأوفى للمؤمنين والكافرين جميعاً : ( فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون )

جِيد المعالي

14 Jan, 09:39


كان الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد قاضي مدينة حائل، حاد الذكاء، وكثير الفقه والفراسة، من فراسته أن عجوزاً ذهبت إلى دار قوم في وقته كان عندهم عشاء، فتقدمت العجوز عند فراغها تطرق الباب كأنها ( رسول سلطان ) كعادة الثقلاء، ومن قلَّ حياؤه من الطفيلية والأغبياء، فجاءت ربة البيت، وعنّفت الكلام لهذه المرأة، فأجابت عجوز السوء للمرأة تشفيا بقولها : لم أجي نحوكم للطعام، وإنما أمانة في عنقي كلفت أداءها بأن زوجك هو أخوك من الرضاعة والسلام، وذهبت كالريح العاصفة، فلما ألقت هذه المقالة، كان جوابها إرسال العبرات من المرأة المسكينة، واجتمع عليها بثها وحزنها وترك الطعام في المواعين وأهان الداعي المدعوين، فما كان ليلة أطول من ليلتهما ، وانبعث الزوج مسارعا لما طلع الفجر إلى الشيخ سليمان ليكشف هذه الغمة، فلما جاءه وقص عليه القصص قال: ائتني بها إن كنت تعرفها ، فدعا الرجل العجوز، وأجلسها بين يدي الحاكم ليأخذ المسألة من فيها ، وكلمها مخاطبا : نريد يا أمة الله، الفراق بين هذا وزوجه، فإن كنت على يقين فتكلمي وإلا فتحققي.
فأجابت العجوز: أيها الشيخ، إني لست بأمير ولا قاض إنما أخبر عن الواقع، ومن اهتدى فلنفسه ومن أساء فعليها ، وما لدي سلطة على أحد .

فقال لها : يا هذه، اتقي الله، فبين يديك هول المطلع شديد، وإن هذا النبأ يقتضي أموراً منها أنك قد فرّقت بين مجتمعين طالما اجتمعا ، وثانياً لهم أولاد ، ويلحقهم بذلك خجل، وثالثاً يفارقها بغير طلاق فيكون عار زواجها وإثمه عليك، وكل هذا في ميزانك غداً والناقد بصير، فكوني على يقين لتنالي السلامة في الدنيا والآخرة.

فارتعدت هذه العجوز بعدما خجلت وأخبرته بحقيقة الأمر بأنها لما عنّفت عليها بالكلام لم تجد عقوبة أنكى من هذه الدعوى، فقام عليها بالعصا، وطفق يضربها ضرباً شديداً، وطردها خاسئة حسيرة، وأمر الرجل أن يذهب إلى أهله .

جِيد المعالي

13 Jan, 15:05


كان الملك خالد رحمه الله في أحد مقانيصه قد اصطحب معالي الدكتور غازي القصيبي ورفاقه من الوزراء الدكتور عبد العزيز الخويطر والدكتور محمد عبده يماني والدكتور سليمان السليم، وكان للمقناص اشتراطات يعرفها من يصطحبهم الملك من المرافقين عادة، ولم يكن لهؤلاء الوزراء معرفة كافية بها، فكانت أصواتهم تعلو عند رؤية الطيور، وكانوا يشيرون إليها فتفرّ.

وتفاديا لذلك، ولعدم إحراجهم، اتفق الملك خالد مع مرافقه ابن عمار أن يعطيهم صقوراً ويرسل معهم مرافقين من الأخويا إلى منطقة بعيدة ليعلموهم الصيد.
وبالفعل ذهب معهم المرافقون غاضبين لمفارقة الملك، ومرافقتهم هؤلاء المبتدئين، وحصل أنهم أطلقوا الصقر الأول فطار ولم يعد، ثم بعد نصف ساعة أطلقوا الصقر الثاني ولم يعد، وبعد ثلاث ساعات كانت كل الصقور قد طارت.

عندها أوهم المرافقون الغاضبون الوزراء بأنهم السبب في ضياعها، وعندها قال الدكتور عبد العزيز الخويطر لرفاقه: الطيور التي طارت منا غالية، فالطير منها يساوي مبالغ كبيرة، كيف تريدون منا مقابلة الملك؟

فاتفقوا على العودة للرياض بواسطة طائرات النقل، وفي المطار بعث الدكتور غازي القصيبي بقصيدة اعتذار للملك خالد يقول فيها:

أبا بندرٍ لسنا على الصّيدِ نقدِرُ
وفينَا يمانيٌ وفينا خُويطرُ

فأمّا اليمانـِي فهو بالصّيدِ مُـولعٌ
وما زالَ منذُ الصبح وهو يشخّرُ

وأما أخُوه ابن الخويطرِ فانثنى
بدربيلـهِ لكنّه ليس يُبصرُ

وأما سليمانُ السليمُ فإنّه
يفرّ إذا ما الطيرُ لاح ويذعرُ

وأما أنا فالله يَعلمُ أنّني
غشيمٌ وفنّ الصيد فنٌّ يُحيِّرُ

جهلتُ علومَ الصيد جهلاً مُركّباً
فعلّمني بعضَ الأمورِ " النويصرُ "

مضى طيرُنا في الجو خلفَ حَبَارةٍ
فراحَ اليمانيْ من سرورٍ يُكركرُ

وقالَ: أبشروا بالخير فالخيرُ جاءكُم
سنأكلُ مـن لحمِ الحبارى ونُكثرُ

وقالَ: غداً في الصبحِ كلّ جريدةٍ
ستكتبُ أنّـي صدتُ صيداً وتنشرُ

وفي تلفزيونٍ ستظهـرُ صـُورتي
كأنّي وفي كفّي الحَبارةُ عنترُ

فقال سليمانٌ: أجلْ، ووزارتي
تُمـوّنكُم من لحمِها وتُسعّرُ

مضينا وراءَ الطّيرِ نصرخُ كلُنا
وكِدنا على تلك الرِّمالِ نُبنشرُ

وفيصلُ من فوق الونيت مُلثمٌ
ومنصورُ كالمارشالِ يَنهى ويَأمُرُ

فإنْ كانَ مـن قد أطلقَ الطير فيصلٌ
فلا شكَ أن الطيرَ بالنَّحسِ يُذكَرُ

وإن كانَ منصورٌ يقودُ ركابَنَا
فكيفَ على تلكَ الحَبارةُ يُنصرُ

ولما وصلت القصيدة لجلالة الملك خالد ضحك منها وهاتف الدكتور اليماني، وقال له: "ضحكوا عليكم الأخويا، بعد ما رحتوا جمعوا الصقور وجابوها لي، قالوا لي: صرفنا لك الوزراء"

جِيد المعالي

13 Jan, 09:49


طرفة :

روى أن الدكتور قتيبة آل شيخ نوري بعد رجوعهم من مؤتمر طبي عقد في لندن إلى العراق أنه سُئل في المؤتمر إذا كان أطباء العراق قد أضافوا شيئا جديداً في علم الطب، فأجاب: طبعاً لقد اخترعوا جهازا يستطيع أن يمر من أسفل البدن عبر الأمعاء صعوداً إلى الحنجرة، مرورا بالحلقوم، وصولا إلى اللوزتين ليستأصلهما بالكهرباء ، فقال له أحد المستمعين: لماذا هذا الدوران وهو يستطيع بلحظه عن طريق الفم؟
قال: صحيح، لكن من يستطيع أن يفتح فمه بالعراق ؟!

جِيد المعالي

12 Jan, 15:03


يقول توفيق الحكيم عن قصة تأليفه لكتاب (عودة الروح) : وأنا جالس في قهوة مع نجيب محفوظ وإبراهيم فرج قبل أسبوعين من يوم 23 يوليو 1972م، حينما راح شريط الثورة يمر أمام عيني منذ صباح الأربعاء حينما سمعت بيان الثورة الأول واستيلاء الجيش على السلطة فلم التفت لهذا البيان الذي سمعته في الراديو، لم أعيه تماما وارتديت ملابسي في ذلك الصباح
وخرجت لتناول الإفطار في " جروبي " نظراً لوجود الأسرة للاصطياف في الإسكندرية، وكنت أزورهم كل يوم خميس وجمعة، نظرا لمشاغلي فكنت في غيابهم أتناول طعامي خارج البيت،
فرأيت وأنا ذاهب إلى جروبي في ميدان سليمان باشا ( طلعت حرب الآن ) دبابات!!

فسألت نفسي دون أن أعرف: ماذا تفعل دبابات الإنجليز هنا ؟ فلم يكن مألوفا وجودها في الشوارع، ولما سألت عن حقيقة الأمر بعض الموجودين في جروبي، فأخبروني بأنها دبابات الجيش المصري الذي استولى على السلطة، وما بين البداية حتى هزيمة 1967م رحت اتأمل كيف أنه في تلك الأيام الصعبة لم أجد نائباً عاقلاً في مجلس الأمة يرفع أصبعه ويطلب الكلمة ليوجه سؤالاً إلى عبد الناصر عما حدث، كيف حدث، ولماذا حدث ؟

فيجيب عبد الناصر موضحاً الحقيقة كل الحقيقة، وعند ذلك يقدر الشعب الموقف ويتفهمه ويواصل الحرب ولو بالعصي ، ولكنني فوجئت بمن يرقص في مجلس الأمة، فكأن الشعب قد فقد وعيه، ورحت أستعرض شريط ذكريات الثورة منذ قيامها وحتى الهزيمة في محاولة لاستكشاف و استطلاع ما أدى بنا إلى ما وصنا إليه، ولم أبريء نفسي فقد قدرني عبد الناصر أكثر مما قدر غيري وربط بين فكري وفكر الثورة، ومن هنا تضاعفت مسئوليتي في ضرورة مناقشة كل ما وقع لأنني لا أعطي كائناً من كان تعهداً أبدياً بمسنادته الأبدية، لأن مصر كانت وستظل دائما قبلتي الوطنية.

وبعد أن كتبت عودة الوعي بالقلم الرصاص أخبرت صديقي نجيب محفوظ و إبراهيم فرج بما كتبت، فاقرّاني على ما كتبت وأنني ما قلت إلا الحقيقة وسألاني عن موعد نشر الكتاب،
فكان من رأيي ألا ينشر الآن، وأن يؤجل نشره إلى بعد أن أودع الحياة، فطلب مني إبراهيم فرج وهو صاحب مكتب محاماة أن يطبع من المخطوط خمسة نسخ، واحدة له وأخرى لنجيب محفوظ، وأن احتفظ أنا بثلاثة نسخ، وكانت طريقة الطبع كما اقترحها إبراهيم فرج هو كتابتها على الآلة الكاتبة التي عنده بمكتب المحاماة فقلت له: ومن يضمن لي ألا تتسرب نسخة ممن سيكتبها على الآلة الكاتبة، فطمأنني إبراهيم فرج إلى أن موظفة الآلة الكاتبة لا تفهم شيئا، ولن تنتبه إلى شيء مما تكتبه، وبالفعل أخذ كل من إبراهيم فرج ونجيب محفوظ نسخة من عودة الوعي بعد كتابتها على الآلة الكاتبة، وأخذت الثلاث النسخ الباقية، وأعطيت أحدها لصديقي الدكتور حسين فوزي واستبقيت لنفسي نسختان، ثم بعد ذلك فوجئت بتسرب عودة الروح ونشرها مترجمة إلى الفرنسية، ثم نشرها مرة أخرى مترجمة عن الفرنسية إلى العربية في صحف بيروت .

جِيد المعالي

12 Jan, 09:26


يقول أحمد حسن الزيّات : أيها المسلمون! إذا ذهبت عصبية الجنس فهل تذهب نخوة الرجولة؟ وإذا ضعفت حميّة الدين فهل تضعف مروءة الإنسان؟ إنا لا نقول لكم تطوعوا، ولكننا نقول تبرعوا، وليس في التبرع للجريح بالدواء، وللجائع بالغذاء، نقض لمعاهدة ولا غدر بصداقة.

وأقل ما يجب للقريب على القريب، وللجار على الجار، يدٌ تواسي في الشدة، وقلب يخفق في المصيبة، ولسان يحتج في المظلمة، فهل يزكو بعربيتكم والجود غريزة في كيانها، وبإسلاميتكم والمواساة ركن من أركانها، أن تقفوا في فلسطين موقف الخلي المتفرج، يسمع الأنين فلا يعوج، ويبصر الدمع فلا يكترث، إن فلسطين من البلاد العربية بمكان القلب، ومن الأمم الإسلامية بموضع الإحساس، وسيعلم الغافلون أن محنتها سبيل المسلمين إلى التعاطف، وصرختها نداء العرب إلى الوحدة.

جِيد المعالي

11 Jan, 15:58


في إحدى ليالي 1696م، أوى الخباز البريطاني "جوفينز" إلى فراشه، ولكنه نسي إطفاء شعلة صغيرة بقيت في فرنه...!

وقد أدى هذا الخطأ إلى اشتعال منزله، ثم منزل جيرانه، ثم الحارات المجاورة، حتى احترقت نصف لندن ومات الآلاف من سكانها، فيما أصبح يعرف "بالحريق الكبير"، بينما "جوفينز" نفسه لم يُصب بأذى!!

جِيد المعالي

11 Jan, 15:10


ذكروا أن المارشال مونتغمري حضر سنة 1387 الاحتفال بمرور 25 سنة على نصره الكبير على المارشال رومل، وهو النصر الذي غير مجرى الحرب العالمية الثانية، ومرَّ مونتغمري في طريق عودته إلى بلاده على لبنان فقررت الحكومة اللبنانية تكريمه واستقباله بما يليق ببطل الحرب الذي تولى قيادة حلف الأطلسي، وفُتح للجنرال صالون الشرف بالمطار ، وفوجئ الوفد اللبناني المستقبل أن الجنرال الكبير يرفض دخول صالون الشرف، لأنه لم يعد مسؤولا، وأسرع المسؤولون إلى صالة الركاب، ووجدوا الرجل يحمل حقيبة كبيرة بنفسه، ولكنهم أصروا على تكريمه، وأصر هو على الرفض حتى حمل الحقيبة.

جِيد المعالي

11 Jan, 08:39


رأى ذلك الرجل هذه الرؤيا بالليل وبعد صلاة الفجر وفي القيلولة فعلم أنه لا بد من تبليغ هذه الرسالة وطلب الاتصال بصاحب السمو الأمير سعود، فلما أن بلغه ذلك النبأ بعث بالحال للكشف عليها فلما وجدها بهذا الوصف وقد تجاوزوا ما منحوا فتح البرق على الملك وأخبره بالواقع ثم أنه دعي، من فوره بخمسة دركتورات وساق خلفها اثني عشر رشاشاً ،وأن تهد وتساوى بالأرض وأعطى أصحاب الرشاشات النارية تعليمات بأن إذا حصل معارضة ولم يخضع العمال والمتأمرون فيها بأن تطلق فوهات الرشاشات وقذائفها عليهم فما كان إلا لحظة حتى أزالوها عن الوجود ،وركب أربابها إلى صاحب الجلالة يشتكون فغرزت سيارتهم وطردوا من الرياض خائبين.



ولما أن كان ذات يوم جاءت إليه أعرابية تشكو أن رجلاً قهرها وغلبها على نفسها وفعل بها الفاحشة، وقالت يا سعود بن جلوي كأني بك تقول ائتني بشهود فهذه علامة فارقة بأن عضضت على ثديه .

فقال كان عندي من المعلوم أنه لم يفعل ذلك إلا لما عزم على مغادرة الظهران وسيمر بمركز التفتيش فاذهبوا بها وأجلسوها بعد العصر في المركز واعرضوا عليها كل مسافر ففعلوا وبينما هم في طلبه إذ قالت هذا وأشارت إليه وأخبرتهم بالعلامة الفارقة فجيئ به مصفداً مغلولاً فلما مثل بين يدي الأمير كان بعد سؤال وجواب أن أقر بفعله الشنيع وكان سموه قد طلب من الملك عبد العزيز لما أن كلفه بهذه المهمة أن لا يتعرض أحد لأحكامه فأمر سموه بجذع نخلة أن يقام بين أربعة شوارع فصلب فيه وجعل في كل يد ورجل مسمار غليظ يثبت بها في الجذع وجعل مسماراً خامساً في حلقه ولبث ثلاثة أيام في هذا الوضع فكان الأعراب إذا مروا به يقولون لا أعادك الله من شهوة .

ولا ننسى معاملة سيد الكون محمد بن عبد الله ﷺ للعرنيين الذين استوبأوا المدينة فأمر لهم بإبل من إبل الصدقة أن يشربوا من أبوالها وألبانها خارج المدينة فلما صحوا قتلوا راعي النبي ﷺ واستاقوا النعم التي أمر لهم بها فجاء الخبر في أول النهار فبعث ﷺ رجالاً في أثرهم فلما ارتفع النهار جيء بهم فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم وتركوا في الحرة يستسقون فلا يسقون.

جِيد المعالي

11 Jan, 08:39


يقول الشيخ إبراهيم بن عبيد رحمه الله في أحداث سنة 1386 : وفيها في صباح يوم السبت الموافق ۱۲/۷ وفاة أمير المنطقة الشرقية سعود بن جلوي وهذه ترجمته: هو الأمير الخطير والعلم الشهير أبو عبد العزيز سعود بن عبد الله بن جلوي الذي كان مضرب الأمثال بسطوته وتأمينه للسُبُل وقصصه في ذلك كثيرة ومنها أنه لما أن نزلت شركة التنقيب في الظهران وكثر العمال هناك وتقدمت الحركة في المعادن انتدبه جلالة الملك عبد العزيز لتلك الجهة ، ذلك بأنه لما اختلطت أنواع البشر من أحمر وأسود وكثر النهب والخيانة هناك استجاشه وحرك سواكنه وجوده فيها صارماً فقدم إليها ولما أن قدم تلك الجهة أعطى سكانها مهلة ثلاثة أيام لرد المنهوبات إلى أربابها فمن وجد عنده شيء من مال الغير بعد ذلك فلا يلومن إلا نفسه، ونادى المنادي بأن من سرق منه شيء فالمسؤول عنه سعود بن جلوي فألقيت السرقات والمنهوبات في الشوارع ليلاً تحت الظلام لا يعلم من ألقاها وما زال يبطش بالمجرمين والمفسدين حتى أصبحت تلك المقاطعة مضرب الأمثال في الأمن والطمأنينة، وكان قاسياً على المعتدين ولا يقبل فيهم شفاعة بل يأخذهم أخذاً صارماً ويبطش بهم بطشاً عظيماً.

ومما يروى عنه أنه دهس سائق من الأمريكيين عربياً ولم يعبأ به، قائلاً عربي بدله عربي وهذا وإن كان ليس متعمداً ولكنه ينبغي له غير هذا الجواب، فنُقل إلى صاحب السمو سعود بن جلوي كلامه وأنه يقول ندفع الدية فأمر بالسائق وأُحضر بين يديه وأحضر أناساً من الأمريكيين هناك، فبسط عرضاً أمام الدركتور ثم أنه أمر أن يجعل طولاً وأمر بالدركتور يمشي عليه بالجنزير حتى تمزق قطعاً بين أضلاع الجنزير .

وأمر بأناس ضربوا خادماً له ذهب للنظر في شأنهم من قِبَله ،فجيء بهم مصفدين بالحديد قد انتفخت أيديهم من ضيق الأغلال فأمر بهم إلى السجن فهمس بأذنه أحد رجاله قائلاً لو أمرت بحل الأغلال في هذه الليلة عن أيديهم ، فقال دعهم وشأنهم يسلمون أو يهلكون وما زال يزاول مشكلة الحوادث حتى هابه أهل شرقي المملكة .


وإذا تحقق جناية الجاني فإنه لا يرحمه فبذلك كان ذكره يفزع من يسمعه ولا يزال نصب أعين أهل تلك المقاطعة.

ورُفع إليه صبي قد فَر به قهراً ثلاثة من الأشقياء إلى الفلاة وفعلوا به الفاحشة فدعي بأهل القافة من قبيلة مُرّة وأعطاهم مهلة ساعات معلومة ليأتوا بهم فما كان إلا أن لجأ أولئك إلى معرض من معارض السيارات ، وكان أولئك الأشقياء لما دخلوه بسيارتهم خلعوا كفراتها ولفوا عليها ورقاً وجعلوها في موضع غير معلوم وركبوا في السيارة كفرات أخرى وأخذ أهل القافة يفتشون بحيث لم تخرج السيارة بكفراتها الأولى حتى وقعوا على تلك الملفوفة، وأحضروا صاحب المعرض وأحرجوا موقفه بأن يخبرهم بأهل تلك السيارة فأقر بأنهم جاءوا بالسيارة في الساعة السابعة ليلاً عربياً وخلعوا وركبوا من غير ذلك النوع ، فاتبعوا أثارهم حتى قبضوا عليهم فأتي بهم إلى الأمير سعود بن جلوي وبعد ثبوت إجرامهم، فأمر بهم من الغد فكان يحمل الرجل اثنان من العبيد أحدهما من عند رأسه والآخر من رجليه فيرفعانه جواً ثم يهوى إلى الأرض مرات حتى تفككت أوصالهم وتمزقت أجسادهم وكان العبد (خسارة) هو الجلاد بمساعدة بعض العبيد وما زال يبطش ويقطع ويقتل ويسجن ويعذب حتى استطاع من شدة بطشه أن يكون كل فرد في المقاطعة الشرقية لا يهمه إلا عمله ولا يلتفت ولا يقوم ولا يجلس إلا فيما يعنيه.


وجاء إليه متظلم بأنه اشتكى إلى رئيس دائرة هناك يريد منه إخراج حقه من صاحبه، وأن ذلك المسؤول طلب منه رشوة قدرها كذا وكذا، فغضب الأمير سعود وأمر بطرده .
فقال : يا سعود بن جلوي إن وجهك لنور وبهاء فليس بوجه غضب، والله لو كنت مؤسراً بدفع ما طلب لما أخبرتك ولأصلحت شأني بدفع ذلك استجلاباً لمالي، ثم بكى أمامه .
فقال له : تعال ،وخلع الأمير ساعته الثمينة، وقال له : اذهب إليه ،وقل له إني لا أملك سواها، وهي لك هدية وأخبرني هل أخذها ؟

فذهب ورجع يقول أخذها فلما كان بعد صلاة المغرب بعث بأناس إلى بيت الرجل المشكو يفتشون فوجدوا الساعة في يد إحدى بناته وأخبروا الأمير فقال آتوني بها، فلما جاءوا بها أحضره بعد صلاة العشاء الآخرة أمام الناس ثم قام يتهدده ويتوعده بما جرى منه من هذه اللآمة والدناءة، وكيف توصلت به نفسه إلى هذا التسفل ثم أنه عاقبه بين المسلمين عقاباً شديداً وطرده عن العمل.



ولما كان ذات مرة جاء إليه أقوام من الرافضة يطلبون بقعة ليتخدوها مسجداً فنزل الأمر من قبله على رئيس البلديات بمنحهم خمسة عشر متراً بطول ثلاثين، فقاموا وضموا إليها أضعافها وأخذوا بعمارتها بصفة تقدمية بحيث واصلوا الليل مع النهار بما أحدث بهم سوء الظن وكانت أنوار اللوكس تضيء طوال الليل في تلك البناية ، فرأى رجل من الصالحين الأمير عبد الله بن جلوي في القيام متأسفاً على هذه البناية وحمله رسالة إلى ابنه سعود قائلاً : قل له أن هؤلاء يبنون كنيسة لا مسجداً ، فليدمرها إن استطاع.

جِيد المعالي

09 Jan, 15:00


في ديسمبر عام 1983 أعلن أول تقرير عالمي رسمي عن نظرية ( الشتاء النووي ) قدمه لفيف من العلماء الروس والأمريكان بعد بحوث دامت ثلاث سنوات وقد تعززت هذه النظرية اليوم بكثير من البحوث العلمية الأخرى، ما جعلها في حكم المؤكدة، وآخر ما جدد تعزيز هذه النظرية، دراسة للأمم المتحدة قام بها خبراء من دول العالم، حذرت من الآثار المناخية والفيزيائية المحتملة لأي حرب نووية، وهو ما اصطلح على تسميته بالشتاء النووي، ومن يقول: ( شتاء ) يقول: نزول درجة الحرارة، فالعلماء والخبراء في شؤون الذرة يؤكدون أنه سيعقب أي حرب نووية انخفاض في درجة الحرارة عند خط الاستواء إلى ما دون التجمد وهذا يعني أن الصقيع سيلف الأرض كلها ، وهكذا ينعدم أثر الحياة النباتية والحيوانية والبشرية، ويرافقه الفترة الجليدية التي ستدوم بحسب افتراضاتهم نحو سنة، ونقص كبير في الأمطار، ونزول أمطار حمضية وزيادة الأشعة فوق البنفسجية وتأكل طبقة الأوزون، ما سيحدث خللاً كبيراً في توازن البيئة والمناخ ولا يمكن أن تستمر الحياة الطبيعية للإنسان، ويفسر خبراء الذرّة الشتاء النووي بأن الحرائق الكبرى الناتجة عن الإنفجارات النووية ستنبعث منها سحب ضخمة من الدخان الأسود، تحتوي جزيئات من المواد المشعة السامة، وأن هذه السحب الضخمة، ستمتص الضوء، وتحجب الشمس، فتغرق الكرة الأرضية في ظلام، وبانقطاع ضوء الشمس عن الأرض تحدث تبدلات جيولوجية ومناخية ومهما كانت بحوث هؤلاء الخبراء والعلماء دقيقة، فإنها لا تعبر عن حقيقة ما سيحدث نتيجة أي حرب نووية، لأن التصور والخيال يبقيان دون الواقع، ولا سيما إذا عرفنا أن تفجير 10% فقط من مخزون القنابل الذرية كاف لإحداث الشتاء النووي.

جِيد المعالي

09 Jan, 09:21


روى الطبيب المشهور أبو الحسن ثابت ابن سنان بن ثابت بن قرة عن تعذيب الخليفة العباسي الراضي بالله لوزيره ابن مقلة، وكان ابن مقلة وزيراً لعدد من الخلفاء وكاتباً مشهوراً بجمال خطه وبأنه أحد الذين طوّروا الخط العربي.

غضب عليه الخليفة الراضي فأنزل به من العذاب صنوفاً غريبة في فظاعتها، أحدها أنه أمر بأن تقطع يد الوزير من عند معصمه، وقد زاره ثابت ابن سنان في محبسه ووصف محنته وصفاً مؤثراً قال في بعضه:

( وكان يتألم من يده اليمنى التي قطعت، ومن رجله اليسرى ولا ينام الليل من شدة الألم، وكنت إذا دخلت إليه يبتدىء بالمساءلة عن خبر إبنه فإذا عرفته سلامته سكن غاية السكون، ثم ناح على نفسه وبكى على يده، وقال: يد خدمت بها الخلافة ثلاث دفعات لثلاثة خلفاء، وكتبت بها القرآن دفعتين، تقطع كما تقطع أيدي اللصوص ؟.

ولم تنته محنة ابن مقلة بقطع يده، بل أمر الخليفة بقطع لسانه بعد ذلك فقطع، وبقي في الحبس مدة طويلة أصابه فيها ذرب، وهو وجع في البطن، ولم يكن له من يعالجه ولا من يخدمه، فكان يستسقي الماء من البئر لنفسه بيده، يجتذب الحبل بيده اليسرى ويمسكه بفمه ... إلى أن مات. )

جِيد المعالي

08 Jan, 16:50


يقول الوزير والدكتور عبدالسلام العجيلي : في الطريق إلى مكة، قبل نحو من ألف ومائتي عام، أدركت الوفاة العالم اللغوي الكبير يحيى بن زياد الفرّاء، ويروي الرواة أن ذلك العالم الجليل التفت، وهو على فراش الموت إلى من حوله وقال: أموت وفي نفسي شيء من "حتّى" !

وقد أصبحت كلمة الفرّاء هذه مثلاً يرمز إلى حسرة العلماء على استقصاء دقائق الأمور التي يدرسونها، كما ترمز إلى سعة آفاق اللغة العربية وتعقد قضاياها إلى درجة أن عالماً في منزلة الفرّاء يغادر الحياة قبل أن يتمكن من الإحاطة بما يتعلق بواحد من حروفها، هو حرف حتّى.

عاد الفراء وكلمته هذه إلى ذهني مؤخراً وأنا أستمع إلى عالم باللغة معاصر، هو اللغوي الحلبي الأستاذ (خير الدين الأسدي) ، يقص قصة ولعه بكلمة أخرى من كلمات العربية هي فعل "ليس"، إحدى أخوات كان، وما لاقاه في سبيلها من جهد وما عاناه من أهوال .

قال الأستاذ الأسدي :منذ سنين طويلة انصرفت إلى دراسة "ليس" باحثاً فيها ومستقصياً، حتى إنتهيت من كتابة مخطوطي عنها، إنه مخطوط في خمسمائة صفحة تحملت من أجله الجهد والعناء، وخضت من أجله مغامرات وقمت برحلات أروي لك بعضها الآن.

منها مثلاً أنه جاءني في ذات مرة فلان، وهو مدرس كان يعمل في ليبيا وقال لي: إن لك زميلاً عالماً لغوياً مغرماً بليس مثلك، وهو في سبيل تأليف كتاب عنها مثل كتابك.

سألته عن اسم هذا الزميل وعن عنوانه، فقال: ذهب ذلك عن بالي، ولكنه عالم مشهور يمكن كل مثقف في طرابلس الغرب أن يدلك عليه.

ولم تكن من وسيلة لي غير أن أذهب إلى ليبيا بنفسي لأعرف هذا العالم وأتعرف على عمله، وأنت تعلم أن إمكاناتي المادية ليست كبيرة، فبعت واستدنت حتى تجمع لدي ما يكفي لسفر بعيد مثل هذا بحثاً عن زميلي في حب ليس.

ولك الآن أن تتصوّر إذا لاقيت وأنا أبحث في بلد لا أعرفها عن إنسان لا أعرف اسمه ولا عنوانه ولا صفة من صفاته غير كونه مغرماً بفعل ناقص من أفعال اللغة العربية، سألت عنه في المدارس والجوامع والزوايا، وفي كل مكان يحتمل أن يكون فيه هو أو من يعرفه، ولست أشك في أن كثيراً ممن سألته في تلك الأيام، وقد مضت على الحكاية عشر سنوات، ظن بعقلي الظنون.

وحين يئست من لقاء غريمي في ليبيا عبرت الحدود إلى تونس لعلي أجده فيها، لم أجده في تونس ولكني وجدت فيها من أنبأني أن فلاناً الذي نقل لي الخبر إنسان لا يُصدّق، كثير شطحات الخيال، وأن حكاية زميلي عاشق "ليس" هي إحدى شطحات خياله ....

وتابع الأستاذ خير الدين الأسدي في حديثه معي روايته لوقائع رحلته، فعجبت لغرابتها وضحكت لطرافتها، روى لي حكاية هربه من العاصمة التونسية إلى القرى المحيطة بها، بحجة التعرف على معالم البلاد، لأن سفير دولته طلب اليه أن يترك فندقه المتواضع الى فندق فخم يليق باستقبال الرسميين وعلماء تونس الذين توافدوا إلى زيارته حين علموا بقدومه.

وروى لي حكاية سفره لبقية البلاد المغربية حتى بلوغه إسبانيا، وحكاية عودته من إسبانيا إلى الإسكندرية في قمرة قبطان الباخرة العربية، كضيف شرف في حين أن جيبه لم يكن يحتوي ثمن قوت يوم واحد.

كما روى لي تتمة رحلته المغربية برحلة إلى جنوب السودان واليمن السعيدة، ونصب عينيه في الحل والترحال معرفة خفايا هذه اللغة العزيزة وذلك الفعل الناقص، فعل ليس الذي لا يتعدى عدد حروفه الثلاثة .

عجبت لغرابة رحلة الأستاذ الأسدي وضحكت لطرافتها وتصورت في الوقت نفسه مدى ضالة معرفتي بلغتي ما دام هذا الرجل قد كتب في كلمة منها خمسمائة صفحة، وما دام رجلاً كالفرّاء يموت وفي نفسه شيء من إحدى حروفها، فهل يمكن لأحد أن يعرف هذه اللغة معرفة كاملة وأن يحيط بكل أسرارها ؟ .
انتهى كلام العجيلي


أقول وعلّامة حلب خير الدين الأسدي رجل عظيم قدم للعربية الكثير والكثير وسميت باسمه الشوارع والمدارس ،لكنه مات فقيراً معوزاً في دار للعجزة عام 1971 وما أن رأى حفّار القبور أن الميت وحيد ومقطوع اليد حتى باع جثته لطلبة كلية الطب بـ 25 ليرة سورية وكانت تعادل 5 دولارات .

وربما أتعرّض لطرائف ونوادر العلّامة خير الدين الأسدي في مناسبة لاحقة.

جِيد المعالي

08 Jan, 09:21


روي أن المنصور أنشده أبو دلامة ما أعجب به، فكساه طيلساناً، وأمر له بمال، وعاهده ألا يشرب الخمر، فحلف له، وخرج إلى بني داود بن علي، فضحكوا به، وقص عليهم الخبر، فسقوه حتى أسكروه وأخرجوه، فأعلم المنصور الخبر، فأرسل فيه، وأمر المنصور بسجنه، وتمزيق ساجه، وألا يمكن من قرطاس ولا مداد، ففعل به الرسول ذلك، فانتبه في جوف الليل، فنادى جاريته، فقال له السجان: أطعنه في كبدك؟
فقال له: ويلك، من أنت؟ وأين أنا؟
فقال: سل نفسك، أين كنت عشاء أمس؟ فاستحلفه من أنت؟
فقال: أنا السجان، بعث بك أمير المؤمنين، وأنت سكران، فأمرني أن أحبسك مع الدجاج.
فقال له: أحب أن تسرج لي سراجاً، وتأتيني بدواة وقرطاس، ولك عندي صلة، فقال له: أما السراج فنعم، وأما القرطاس والدواة فما أمرت أن أمكنك منهما، فلما أتاه بالسراج وجد ساجه ممزقاً، متلطخاً بأزبال الدجاج، ورأى نفسه جالساً بينها، فقال له: ادع لي دلامة، فدعاه، فأمره أن يجيد حلق رأسه، وأن يأتيه بفحمة، فكتب على رأس ابنه:
أمن صهباء صافية المزاج
كأن شعاعها لهب السراج
تهش لها القلوب، وتشتهيها
إذا برزت ترقرق في الزجاج
أقاد إلى السجون بغير جرم
كأني بعض عمال الخراج
ولو معهم حبست، لكان خيراً
ولكني حبست مع الدجاج
أمير المؤمنين، فدتك نفسي
ففيم حبستني وخرقت ساجي
على أني، وإن لاقيت شرا
لخيرك بعد ذاك الشر راج

ثم قال: يا أمير المؤمنين، هذه أمانة، فإذا قرأت، فمزق الرقعة، ثم أمر دلامة أن يدخل على أمير المؤمنين، ويقرئه ما في رأسه، فأتى الباب وصاح: دعوة مظلوم، فأعلم المنصور بذلك، فأقر بإدخاله، فكشف رأسه وقال: إن ظلامتي مكتوبة في رأسي، فأدنى منه حتى قرأها، فاشتد ضحكه، وعجب من حيلته وأمر بإخراجه وقال: ما أحوج هذه الرقعة أن تمزق، ثم وصله بصلة، ونهاه أن يوجد وهو سكران.

جِيد المعالي

07 Jan, 16:34


في فمي ماء

كيف نلتذ بالطعام، وننعم باللباس والدفء، وإن إخواننا ليتضورون من الجوع ويفترشون الغبراء؟ لماذا لا نصوم يوماً من الأسبوع عن اللحم، أو أسبوعاً من الشهر عن هِنة من هذه الكماليات، ثم نرصد ثمنها لإطعام إخواننا الفلسطينيين وكسوتهم؟
إن الإمساك عن اللحم يوماً من الأسبوع أو عن الكماليات أسبوعاً من الشهر لا تميتنا ولكنها تحيي إخواننا.
ان من العار أن نطلب لهم الحياة ممن أماتهم، ونسأل لهم القوت من الدول العاتية التي حكمت عليهم بالموت جوعاً، وحكمت علينا بالانحناء ذلًّا ومهانة .

قالها الرئيس المصري اللواء محمد نجيب رحمه الله

جِيد المعالي

07 Jan, 09:24


الشيخ يوسف المطلق رحمه الله ( تـ 1433 ) وهو من أشهر معبري الرؤى من السعوديين وذُكر في ترجمته أنه كان يُعبّر الرؤى وعمره عشر سنوات، وله من العجائب في التعبير الشيء الكثير، ومنها أنه سأله أحدهم قائلاً : يا شيخ رأيت في المنام أن زجاج نوافذ بيتي قد تصدعت .
قال له الشيخ: لا تتحرك من مكانك حتى آتيك، وصف لي مكان بيتك، وحين وصل الشيخ، قال للرجل: في منزلك رجل أجنبي، فدهش الرجل، وقال: مستحيل، وفتشوا البيت، ولم يجدوا أحداً، فأصر الشيخ على رأيه، ولم يبق إلّا الخادمة الجديدة ،فجردوها من ثيابها ، ووجدوها خنثى لها آلة رجل، فسفّرها الرائي فورا .


يقول الشيخ كنت في مكة لأداء العمرة في رمضان أنا وولدي، فرأيت في المنام رجلاً يلبس عمامةً وملابس واسعة، ووجهه وجه حيوان، وإذا به يقترب مني ويعضُّني! هذا ما رأيته في المنام.

يقول الشيخ: فلما أدينا العمرة، رجعنا من مكة متوجِّهين إلى الرياض، وكنا على سيارة جديدة جميلة، وكانت السيارة الجميلة في ذلك الزمن تلفت الأنظار.
فلما انتصفنا في الطريق بين مكة والرياض قلت لولدي: ابحث لنا عن قرية في الطريق لنصلي فيها المغرب ونلقي على أهلها كلمة وعظية (والشيخ رحمه الله معروف بحرصه على وعظ الناس في المساجد بعد الصلوات).
قال: فوصلنا إحدى القرى ودخلنا مسجدها، وصلينا مع أهلها، ثم قمتُ وألقيتُ الكلمة، فلما فرغتُ جاء الناس يسلِّمون عليِّ، وكان منهم الرجل الذي رأيته في المنام يلبس العمامة والملابس الواسعة! فسلَّم عليَّ وخرج معي مع مجموعة من الناس يودعوننا عند السيارة وحينئذ عرفت تاويل الرؤيا!
لقد وقع في نفسي أن عضَّة ذلك الحيوان في المنام، هي عينٌ يصيبني بها ذلك الرجل في الحقيقة، وهذا ما أظنه حصل والله أعلم فقد كانت نظرات الرجل للسيارة الجديدة نظراتٍ حادةً جداً!
ثم ركبت أنا وولدي سيارتنا، وما هو إلا قليل حتى حصلٌ لنا حادث أودى بسيارتنا، وكاد أن يودي بأرواحنا ولكنَّ الله سلَّم.

وللشيخ رحمه الله بعض التسجيلات التي يعبّر فيها الرؤى على اليوتيوب لمن أراد الإستزادة، وليبحث بإسم الشيخ.

جِيد المعالي

06 Jan, 14:40


قال الملك عبدالعزيز رحمه الله في خطاب له بالحجاز عام 1344: أسمع خطباءكم يقولون: هذا إمام عادل، وهذا كذا وكذا، فاعلموا أنه ما من رجل بلغ من المنازل العالية يستطيع أن يكون له أثر، وأن يقوم بعمل جيد إذا كان لا يخشى الله، وإني أحذركم من اتباع الشهوات التي فيها خراب الدين والدنيا، وأحثكم على الصراحة والصدق في القول وعلى ترك الرياء والملق في الحديث، لم يفسد الممالك إلا الملوك وأحفادهم وخُدّامهم والعلماء المتملقون وأعوانهم ، ومتى اتفق الأمراء والعلماء على أن يستر كل منهم على الآخر، فيمنح الأمير الرواتب والعلماء يُدلِّسون، ضاعت حقوق الناس، وفقدنا والعياذ بالله الآخرة والأولى، إلى أن قال خاتما كلامه وإني أحمد الله الذي جمع الشمل وأمن الأوطان، ولكم علي عهد الله وميثاقه أني أنصح لكم كما أنصح لنفسي وأولادي، فهتف الناس إذ ذاك قائلين: جزاك الله خيرا ، جزاك الله خيرا .

جِيد المعالي

06 Jan, 09:32


يُحكى أن والياً جديداً قدِم إلى إحدى المدن الشامية في أيام سلطنة بني عثمان ، كان شَرِها إلى المال ، لا يبالي بماذا يفعل كي يملأ به جيوبه ، أرهق الناس بالمصادرة والضرائب المجحفة والرشى حتى ضجّت الرعية من طمعه وتعددت شكاواها .
وحين جاوزت وطأته على المدينة حد تحمل أهاليها اجتمع أعيانها وتباحثوا في أمر تشكيل وفد من أعيانهم يرسلونه إلى عاصمة السلطنة اسطنبول ، ليطلب مقابلة السلطان فيشرح له ظُلامتهم عَلّه يستمع إليها فيأمر ( صدره الأعظم ) بإنصافهم ويريحهم من ذلك الوالي الجائر النهِم.

وترامت إلى الوالي أنباء تأليف الوفد ، رغم السرّية التي تم تشكيله بها ، فأرسل إلى أعضائه يدعوهم إلى الإجتماع إليه في منزله بعد صلاة العشاء ، قبل موعد سفرهم بأيام قليلة .

لم يستطيعوا غير أن يستجيبوا للدعوة ، وقد داخلهم الخوف من أذى ينزله بهم بعد أن بلغه الأمر ،إلّا أن الوالي استقبلهم في داره ببشاشة أذهلتهم .

وبعد أن سقاهم القهوة قال لهم : هل تعرفون لماذا استدعيتكم ؟
فجمجموا وغمغموا وقالوا : الله وسعادة الوالي أعلم .
قال : استدعيتكم لأنّي علمت أنكم الوفد الذي اختاره أهل هذه المدينة كي يتوجه إلى عاصمة السلطنة ليشكوني إلى من بيده الحل والربط هناك أليس هذا صحيحا ؟

لم يكن هنا مجال للإنكار ،وتجرأ أحد الأعضاء فشرح موضوع شكواهم منه وتفصيل ما أرهقهم به طوال العام الذي تولى فيه ولاية المدينة وملأ منه خزانته الشخصية .

هز الوالي رأسه وقال للمتحدث : كل ما تكلمت به صحيح ، ومن حقك أنت ورفاقك أن تشتكوا منّي إلى من تشاؤون .. ولكن قبل أن تُعنّوا أنفسكم وتتكلفوا مشقة السفر إلى اسطنبول أريد أن أريكم شيئاً، قال هذا وأشار إلى ابن له كان واقفاً على رأسه قائلاً : اذهب يابني واحضر لي صفيحة التنك الموجودة في الزاوية الفلانية من الغرفة الفلانية .

تنكة صفيح مغلقة ، تبدو ثقيلة المحتوى ، وضعها أمام الوالي ، فتح هذا غطاء التنكة ودعا الأعيان المجتمعين إلى أن ينظروا إلى ما فيها ، وكان ما رأوه في التنكة مذهلاً.

فقد كانت مملوءة إلى أكثر من ثلاثة أرباعها ليرات ذهبية عثمانية ، تبرق وتلتمع تحت أنوار ثريات قاعة الاستقبال .

قال الوالي : أتدرون من أين جاءت كل هذه الليرات الذهبية ؟
قالوا : الله وسعادة الوالي أعلم !

قال : إنها الأموال التي استوليت عليها منكم بشتى الأساليب ، رضى وغصباً ، لا تتلاحظوا فيما بينكم هكذا إنه الواقع ، وأنا أقر لكم به صراحة ، ولكن يا أبنائي ، يجب أن تعرفوا شيئاً: حين عينني أهل الحل والربط الذين أنتم ذاهبون إليهم والياً ، دفعت أنا ثمن تعييني ملء نصف هذه الصفيحة ذهباً ، وأنتم ترون أنّي استرددت ما دفعته ولم يبق كي تمتلىء الصحيفة إلا القليل ، وحين تمتلىء أكون فوق استعادة ما دفعته ، بلغت غايتي من الكسب ،إني أنبهكم أني إذا عُزلت فإنه سيقدم إليكم والٍ جديد صحيفته فارغة فراغ فؤاد أم موسى.

قال الراوي : وما حدث بعد هذا أن الوفد غادر دار الوالي وقد قرر أفراده أن لا يبرحوا المدينة ، وأن لا يُعنّوا أنفسهم بشكوى لا يدرون إلى أين تنتهي ، إذ تبين لهم أن ليس في الإمكان أبدع مما كان.

جِيد المعالي

05 Jan, 16:31


يقول الدكتور محمد لقمان السلفي : دعا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله العالم الهندي الشيخ فضل الله الجيلاني (شارح الأدب المفرد للإمام البخاري) إلى مأدبة الغداء ، فلما جلس الشيخ ابن باز وضيوفه حول المائدة ، سأل عمٰا إذا كان حضر الخادم الذي كان يغسل الأواني في منزله ليأكل معه ، فقيل إنه لم يحضر بعد، فبدأ يناديه ، ولم يشرع في الأكل حتى تأكد من حضوره واشتراكه معه ومع ضيوفه في المأدبة .

فسأل الشيخ فضل الله الجيلاني عمن يكون ذلك الولد ، هل هو ابن الشيخ ؟
فأُخبر بأنه خادم الأواني في منزل الشيخ ، فكاد ألا يصدق ، وبدأ يبكي ويقول : إن هذا التواضع العظيم والرحمة بالضعيف لم أرَ له مثلاً في حياتي .

جِيد المعالي

05 Jan, 09:38


يقول الدبلوماسي العراقي باسل الراوي في مذكراته : ومن الأشياء الطريفة التي أخبرني بها القنصل العراقي بكوريا السيد رياض العزاوي أنه ذات يوم أراد زيارة عميد السلك الدبلوماسي في كوريا وهو السفير البرازيلي، وكان الموعد العاشرة صباحاً، يقول أخبرت سائق السفارة السيد ( منسي ) بأن يذهب مع السائق الكوري ليتعرف على المكان، فذهب وأخذ وقتاً طويلاً، وعاد وأخبرني بأنه قد عرف المكان.

ويوم الموعد ذهبت مع السيد منسي وأوصلني عند باب السفارة وقال هذه السفارة البرازيلية فيقول : ترجلت ودخلت السفارة، وتوجهت إلى مكتب السفير وقابلت السكرتيرة، وأخبرتها بأني القنصل العام العراقي، فنظرت إلي باستغراب وقالت لي وماذا تريد؟
أجبتها بأن لي موعداً مع السفير الساعة العاشرة، فنظرت إلى سجل المواعيد الذي أمامها وقلبته ولم تجد الموعد، فقالت هل أنت متأكد أن الموعد هذا اليوم؟.

قلت لها:  نعم، متأكد .
فقالت يبدو أن هناك خطأ لم أسجل الموعد ، سأذهب إلى السفير وأخبره بالموعد .

يقول القنصل العام دخلت السكرتيرة إلى غرفة السفير، وجال بصري في الغرفة التي أقف فيها ، فرفعت بصري، فإذا بي أشاهد صورة الملك الأسباني (خوان كارلوس) معلقة على الجدار، فعرفت بأن سائقي الذكي منسي أدخلني خطأ إلى السفارة الأسبانية بدلاً من السفارة البرازيلية، فخرجت مسرعاً إلى خارج السفارة، وركبت السيارة، ولم تبق مسبّة على لساني إلّا قلتها لمنسي على هذه الورطة التي أوقعني فيها.


وقص علي السيد رياض العزاوي قصة أخرى، فقال في صباح أحد الأيام وأنا في دار السكن
وكان منسي يأتي قبل خروجي من البيت بنصف ساعة تقريباً، ويدخل في ساحة البيت لتهيئة السيارة بانتظار خروجي لإيصالي إلى مقر القنصلية.

وكان الكثير من التجار العراقيين يتوافدون على سيؤول لعقد صفقات كثيرة لمختلف المنتجات الكورية، ويبدو أن أحد التجار كان يسأل عن مقر القنصلية العراقية لتصديق بعض الأوراق التجارية وعامة الشعب الكوري لا يتكلمون الإنكليزية وكان دار سكن القنصل العام غير بعيد عن مقر القنصلية، فوقفت إحدى سيارات الأجرة أمام دار السكن، وكان منسي أمام الدار، ونزل من السيارة التاجر العراقي، وقال للسائق منسي: أنا تاجر عراقي مضى عليّ وقت طويل في البحث ولم أستطع الاهتداء إلى مقر القنصلية، فلا أحد يتكلم الإنكليزية بصورة جيدة، الحمد لله أخيراً وجدت القنصلية، وسلم على منسي، وبعد تبادل القبلات قال التاجر للسائق منسي: هل القنصل العام موجود ؟ ظنّاً منه بأن هذه هي القنصلية، فقال له منسي : نعم، موجود تفضل... تفضل...

وأدخل التاجر، وكان باب مطبخ الدار مفتوحاً، فدخل التاجر مسرعاً ظنّا منه أنها مقر القنصلية، فإذا بالسيد العزاوي وزوجته يتناولان طعام الإفطار في المطبخ وكان السيد العزاوي بملابسه الداخلية، فقام وأمسك بالرجل وألقاه خارج المطبخ، وبدأ صراخ التاجر وصراخ القنصل العام، وكل ذلك بسبب سذاجة السائق منسي.

جِيد المعالي

04 Jan, 16:25


يقول الدكتور غازي القصيبي : كنّا الشيخ الجليل ابن جبير وأنا في معية جلالة الملك خالد رحمة الله خلال زيارة تفقدية قام بها إلى أبها.

وبعد العشاء كنّا الشيخ وأنا وعدد من المرافقين بقرب الملك خالد ، فقلت للملك: هل أطلعك الشيخ ابن جبير على شيء من شعره؟
وأجاب الملك: لم أكن أعرف أنه شاعر .
وقال الشيخ على الفور: غازي يمزح، أنا لست شاعرا.
قُلت للملك: أؤكد لكم أن ديوانه من أعظم الدواوين في المملكة، وبدت علامات الحيرة الشديدة على الشيخ، وأضفت ديوان المظالم، وكان الشيخ رئيس ديوان المظالم وقتها .
وضحك الملك، وضحك الواقفون، وكان الشيخ أكثرنا ضحكا.

جِيد المعالي

04 Jan, 09:41


قال أبو يوسف القاضي: كنت مارا في طرقات الكوفة، وإذا أنا بعليان المجنون، فلما رآني سلم علي، وقال: أيها القاضي مسألة، قلت: هات. قال: أليس الله يقول في كتابه: ﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَيْرِ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ﴾ قلت: بلى، قال: أليس جل ذكره يقول: ﴿وَإِن مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ )
قلت: بلى، قال: فما نذير الكلاب؟

قلت: لا أدري، فأخبرني، قال: لا، والله لا أقول إلا بمن رقاق (خبز ) ونصف من شواء ونصف من فالوذج !!

فأمرت من جاء بها ، ودخلت معه مسجدًا حتى أتى على آخره، فقلت: هات الجواب، فأخرج من كمه حجرًا، وقال: هذا نذير الكلاب.

جِيد المعالي

03 Jan, 15:08


كان الأديب عباس العقاد يهاجم الشاعر أحمد شوقي بمناسبة وبغير مناسبة، فضاق به الشاعر الظريف مصطفى حمام، وأتى بقصيدة، وقال للعقاد: هذه لشاعر شاب يريد رأيك يا أستاذ ، فقال له العقاد: اقرأها يا مولانا.
فأشاد العقاد بالقصيدة، وعاد حمام يسأل العقاد: ما مواطن الجمال في هذه القصيدة لهذا الشاب المبتدئ؟
قال العقاد: هذا ليس مبتدئاً هذا صاعد للقمة هذا يخوض في بحر من بحور الشعر الصعبة، ومتمكن من اللغة، وينتقل من بيت إلى بيت في غاية الخفة، فقال حمام نقول له: إن الأستاذ العقاد يرى أن تمضي بالشعر؟
قال: نحن لا نقول: امض، نقول: هذه موهبة مضت.

ثم إن مصطفى حمام أخذ نعليه ليمضي إلى خارج المجلس، فالتفت، وقال: يا أستاذ ، هذا الشعر لشوقي ، فغضب العقاد، وأخذ نظارته وكوفيته، وذهب مسرعاً خلف مصطفى حمام الذي هرب، والناس تضحك.

جِيد المعالي

03 Jan, 09:16


حين وجه الملك عبد العزيز رحمه الله الشاعر محمد العوني إلى السجن في الأحساء، وكان الملك يكرم العوني، ويقدره، ولكن لا بد من سجنه، وأرسله إلى الأحساء، وأوكل به رجلين وحث الملك الرجلين على إكرامه في الطريق، وقال: اطيلوا مدة السفر ، وانحروا له في كل يوم خروفاً ، ولا تعلموه، وحين سار معهم وفي الطريق قال لأحدهم: ماذا يريد الإمام؟

قال له أحدهم : يريد توجيهك إلى البحرين أو الكويت، وسُرَّ لذلك، ثم إنه سأل عن اسمه الأول؟ فقال: اسمي جرمان، وقال للآخر : ما اسمك؟ فقال: صلف، فاستعاذ بالله، واسترجع وقال: جرم بصلف؟ وكان من أمره ما كان رحمه الله وعفا عنا وعنه.

جِيد المعالي

02 Jan, 14:42


يقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي رحمه الله : حدثني الأمير سعود بن هذلول أمير القصيم سابقا ،قال: كنت في الأحساء، وكنت شاباً أسمع بالشاعر محمد بن عبدالله العوني، ولم أره، فقلت لصديقي فهد ابن الأمير عبد الله بن جلوي أمير الأحساء ،وكان في مثل سني: نحب نشوف العوني، فذهبنا معا إلى الحبّاس وهو السجّان المسؤول عن سجن العوني، فذكرنا له ذلك، فقال: أحسن تشوفونه بعد العصر، وكان من العادة المقررة له أن ترسل له بعد صلاة العصر دلة صفراء مليانة قهوة مبهرة بالهيل، يخرجون العوني من غرفة السجن إلى مكان بجانبها مكشوف داخل السجن، فيصب له أحدهم من الدلة حتى يشرب القهوة كلها.

قال: فرأينا العوني، ويظهر أن فهد بن جلوي مثلي لم يره من قبل، فرأيناه رجلا معتدل الجسم في وجهه طول، وعليه سمرة خفيفة ندية، أي ليس أشهب الوجه ولا مغبرّه، فأراد السجان أن يثيره أمامنا لنتفرج بذلك، فملا فنجال القهوة له، فغضب غضباً شديداً، ونثر الفنجال بالأرض، ولم يشربه، وقال: ما يملأ الفنجال من القهوة إلا للثور.

جِيد المعالي

02 Jan, 09:24


يقول الأديب الأرثوذكسي (خليل السكاكيني) في يومياته :
مات بالأمس المرحوم (يوسف بشارة مناويل) طبيب الأسنان بالقدس، ذهبت بعد ظهر اليوم لحضور جنازته، وهو طبيب أسنان قديم، أخذ طب الأسنان عن طبيب آخر إيطالي اسمه (بلياتشو) وقد راجعته في أول عهده بطب الأسنان، خلع لي سناً صحيحة قوية كاد يخلع معها حنكي، ولولا حرمة الموت لامتنعت عن المشي في جنازته.
مشى في جنازته كثيرون، ولو فتشت لوجدت أنه خلع أسنانهم جميعاً، ولو عاش أكثر لم يبق في فم أحد ناب.

جِيد المعالي

01 Jan, 16:26


العام الجديد

تعوّدنا أن نودّع ونستقبل كل رائحٍ وآتٍ حتى من الأعوام ، ولِكُتّابنا وشعرائنا بدائع وطرائف في هذا الموضوع ، فالذاهب وخصوصاً من السنين حبيب قلب ابن آدم ، إنه يرى الخير كله في القديم على إطلاقه وإن لم يكن شيئاً مذكورا

على ألسنتنا يدور الترحّم على ما فات ، وفي أعيننا تحلو الذكريات ، وما أرانا ونحن في شيخوختنا إلاّ في قوة فارقتنا في منتصف طريق العمر ، وآمال ضيعناها على درب الأبد ، فكأنما استقبالنا لعامنا الجديد بهذه اللهفة دليلٌ على أننا ما كُنا نصدّق أننا بلغنا هذه المحطة

سوف لا أنشر شراع الخيال ، ولا أقرع طبول الفصاحة ، في موكب استقبال العام الجديد ، فلا تهليل ، ولا ترحيب ، ولا تمنيات ، ولا آمال ، إن عجلة الزمن لا تنتظر زجري لتسير ، ولا إيماءاتي لتقف ، فتهليلي لها لا يُقدّم ولا يُؤخّر ، فالذي فات فات ، وما هو آتٍ آت ، إن تمنياتي لا توازي ثقل حبة خردل في ميزان القدر ، فلماذا أُتعب نفسي لأحشو أذهانكم بتعابير فارغة لا تنفعني ولا تنفعكم مقدار جناح بعوضة ؟

إن عبارة ( كل عام وأنتم بخير ) على صغرها وبساطتها لهي أحب وأغنى دعاء في هذا المقام ، على شرط أن يكون للبؤساء والمساكين شيء من الخير الذي يتمنّاه الشبعان لأخيه المكتفي ، وليتك تتعود العطاء ! ، جرّبه تنسَ لذّة الأخذ ، إنه أسمى وأرفع ، واليد العُليا خيرٌ من اليد السُفلى ، والسلامُ عليك إن كُنتَ مُحسناً ، وإلاّ فسلامي يرجع إليَّ لأنك لا تستحقه .


مارون عبّود

جِيد المعالي

01 Jan, 10:03


إلى كل طاغية وجبار

يقول الكاتب مصطفى أمين : اعلم أنك لست خالداً في منصبك، الأيام دول، وكم من رجال قبلك ظنوا أنهم باقون إلى الأبد، فداستهم الأيام بأقدامها، وجاءت العدالة وسحقتهم، توهموا أن السوط سيبقى في أيديهم يلهبون به ظهور الأبرياء، فإذا الأبرياء الضعفاء ينتزعون السوط، ويلهبون به ظهور الطغاة المستبدين.

إذا وقعت قرارا بفصل مظلوم من وظيفته الصغيرة، فسيجيء اليوم الذي يصدر فيه قرار بفصلك من منصبك الكبير، اعدل اليوم لتنال العدل غداً وانصف البريء لتنصفك الأيام، وقد رأينا مصارع الظالمين ونهايات المستبدين فما دام طغيان، ولا استمر استبداد أنت تعلق خصومك في المشانق، وتغتال أعداءك في المنافي، وتملأ السجون بمن يهمس بكلمة ضدك، لا تتوهم أن الزمن سيبقى حليفك دائما ، فقد تبقى المشنقة التي شنقت فيها خصومك لتعلق فيها، وتبقى السجون التي ملأتها بمعارضيك لتسجن فيها ، اقرأ التاريخ، وستجد في كل صفحة قبراً لطاغية ونهاية لجبروت، لم يحدث على مدى الأيام أن بقي ظالم، تبدلت الأيام، وتحول الكرسي الذي يجلس عليه الطاغية الجبار إلى كرسي كهربائي، اعلم أن لعنات المظلومين قادرة على أن تسحق الظالمين، همساتهم تتحول إلى رعد، صرخاتهم تصبح كالأعاصير ، هذه القلاع التي تبنيها حولك ستنهار كالتراب، لن ينفعك إلا العدل إذا عدلت، ولن يفيدك إلا العفو إذا عفوت واعلم أن حب الشعب هو القلاع التي تحمي الحكام، وثقة الأمة هي الجيوش التي تصد أي اعتداء.

أنت لا تستطيع أن تلوث الشرفاء، وتحطم الأكفاء، وتزيف الحقائق، وتلفق التاريخ، كل قواتك وسلطاتك ونفوذك وأموالك أضعف من أن تدفن الحقيقة أو تخرس فم الشعب الذي تتوهم أنك قادر على أن تخضعه بطغيانك واستبدادك، وإذا اضطر الشعب إلى أن يركع اليوم تحت وقع مطارقك ، فهو سوف ينقض عليك، لا تصدق المنافقين حولك الذين يشيدون بعظمتك، ويتحدثون عن عبقريتك، فهم كلاب كل سلطة، وكذّابو كل زفّة، وعبيد لكل طاغية، إنهم يجمعون معك في جبروتك، وينفضون عنك في هوانك، إنهم يقفون أمامك راكعين يحنون رؤوسهم، وهم في قرارة أنفسهم يحتقرونك، ويهزؤون بك.

هذا خطاب شخصي موجه لكل طاغية في العالم الثالث.

جِيد المعالي

31 Dec, 16:03


يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله : هناك حادثة طريفة هي أن امرأة قروية جاءت تدّعي الطلاق على زوجها فأنكر، فكلفتها أن تحدد زمان الطلاق ومكانه وشهوده.
فقالت: كان الطلاق في بيت زوجي.
فسألته: هل كان الطلاق في بيتك ؟
قالت: بل في بيت زوجي الثاني.

يقولون: وكان متكئا ، فاستوى جالساً ، فتنبهت، وصارت جوارحي كلها آذانا تسمع، وقلت لها : هل لك زوج آخر ؟
فقالت وهي آمنة مطمئنة تتكلم بصوت عادي كأنني سألتها : ما هذا اليوم؟ فقالت: هو يوم الأحد أو الإثنين لا ترى في جوابها بأسا ،نعم يا سيدي لي زوجان
قلت: هذا واحد، وأين الثاني؟
قالت: هنا بين الحاضرين.
فقلت لزوجها المدعى عليه : ماذا تقول؟
قال: نعم، لها زوج آخر
قلت: أعوذ بالله هل طلقتها ؟
قال: لا
قال: من زوج الآخر بها، وهي على ذمتك؟
قال: يا سيدي، إمام الضيعة.
قلت: أين هو الإمام؟
فقام من بين الحاضرين شیخ قروي بلحية طويلة، فقال: أنا
قلت : هل زوجت هذه زواجاً ثانياً وهي على عصمة الأول ؟
فقال: نعاااام، ومد الألف حتى صارت كالمد المتصل في التجويد .
قلت: ويحك وكيف زوجتها؟
قال: يا سيدي، هذا عسكري في الجيش الفرنسي وقد خطفها ، وذهبت معه، وأبت أن ترجع إلى زوجها ، فهل تريد أن تبقى معه في الحرام؟
قال: لا، طبعًا
قال : لذلك زوجتها .
فأحلته إلى النيابة، فأوقفوه مدة، ثم صدر عفو شامل شمله، وخرج إلى بيته.

جِيد المعالي

31 Dec, 09:35


قال أنيس منصور : عندما قامت الثورة المصرية كان العقاد يضيق كثيراً بما يقوله عبد الناصر، وخاصة حين يصرخ، ويقول: أنا الذي علمتكم الكرامة، وأنا الذي علمتكم العزّة.


فكان العقاد يقول: إن شعباً يسمع مثل هذه العبارة، ولا يثور عليه، ويشنقه في مكانه لشعب يستحق أن يحكمه، ويدوسه بالنعال ،مثل هذا الرجل، إنه عندما قام بثورته هذه وجد البيوت والشوارع وملايين الناس والأهرامات والجامعات ومئات الألوف من الكتب.

جِيد المعالي

30 Dec, 16:24


يقول نجيب محفوظ :ثلاث مرات بكيت فيها بحرقة: يوم مات سعد زغلول ويوم مات أبي
ويوم عرفت أن المنفلوطي رجل ميت منذ زمن بعيد لقد كنت أعلق صورة المنفلوطي في بيتنا على أساس أنه على قيد الحياة ،ولكن اتضح لي أنه فارق دنيانا ،فبكيت عليه بعد وفاته بعشر سنوات !

واعتبر نجيب محفوظ في ثلاثيته على لسان أحد الأبطال أن موت المنفلوطي، وضياع السودان ، ووفاة سيد درويش ،أسود أيام في حياتنا .

جِيد المعالي

30 Dec, 14:33


يقول الدكتور أحمد الشرباصي رحمه الله :كنت جالسا ذات ليلة عند المرحوم اللواء محمد صالح حرب، وكان معنا أحد كبار رجال الفكر الإسلامي، ثم دخل علينا شاعر لبناني شيعي، ومعه ابنته المثقفة الأديبة، وتجاذبنا أطراف الحديث، حتى جاء ذكر زواج المتعة، فأخذ الشيعي يدافع عنه، لأن مذهبه يبيحه، وما كان من المفكر الإسلامي إلاّ أن نهض، ومد يده إلى الشاعر قائلا : إني أطلب يد ابنتك هذه لأتزوجها زواج متعة، وحدد مدة قصيرة لذلك، فاحمر وجه الفتاة خجلاً ، واشتد الغضب بأبيها وأخذ يحتد في مخاطبة المفكر الإسلامي، فقال له اللواء في حدة: لا تغضب، فأنت الذي فتحت على نفسك المجال، وما دمت لا ترضاه لابنتك فكذلك كرام الناس لا يقبلون زواج المتعة لبناتهم.

جِيد المعالي

30 Dec, 09:15


يقول رئيس المجلس الفلسطيني الشيخ عبد الحميد السائح : دعني أذكر لك هذه الحادثة: كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق حينما كان في الحكم، وكانوا يراجعونه في دولة فلسطينية كان يقول: أنا قابلت بعض القادة، ولم يقل لي أحد أن أعطي الفلسطينيين دولة، فلما خرج من الحكم جاء إلى عمّان واجتمع ببعض الشخصيات، وأنا لست منهم، وإنما حكى لي ذلك بعض الشخصيات الفلسطينية، قال لهم هذا ، وقال لهم أكثر من هذا ،قال لهم: أنا أقول لكم: إن بعض القادة العرب والدول العربية طلبوا مني صراحة ألا أوافق على دولة فلسطينية، ماذا يعني هذا؟ يعني هذا أن بعض الدول العربية يشعرون بأن بقاءهم ونظامهم مضمون في ظل حكومة إسرائيل أكثر من وجود دولة فلسطينية .

جِيد المعالي

29 Dec, 16:25


يقول أنيس منصور الصحفي المصري، نجوت من الموت أربع مرات :

الأولى :حين انتقلت الجريدة المسائية التي أغلقتها الحكومة إلى جريدة الأهرام عام ١٩٥٠م وانتدبت السفر على حساب جريدة الأهرام وقبل ركوب الطائرة اتصلت بأمي هاتفيا ، ولاحظت صوتها خافتا، ولما ذهبت إليها وجدتها مريضة، وذهبت لشركة الطيران لأعيد تذكرتي، ووجدت الناقد المعروف حسن إمام وسكرتير الفنانة كاميليا تريد السفر، ولم تجد مكانا ، وأعطيتها تذكرتي، وسقطت الطائرة، ومات جميع الركاب، ونجوت.

والثانية : كنت طالباً في الجامعة، وكان مسكني في الزمالك، وبين الجامعة والزمالك ترام ،وفي يوم ذهبت لأبحث لأمي عن دواء، ولم أجد الصيدلي، وقررت أن أعود إليه بعد الدراسة، وركبت الترام، وبسبب الزحام وقفت على السلم ونظرت، فوجدت الطبيب في داخل الترام، فسارعت إليه أخبره بحاجتي، في هذه اللحظة جاءت سيارة عسكرية، وأطاحت بالواقفين على السلم، فماتوا جميعا ، ونجوت.

والثالثة: عندما عملت في جريدة أخبار اليوم، افتتحت إحدى شركات الطيران العالمية خطاً جديداً، قيل لي: تسافر فوراً
قلت: لا بد أن أطمئن على أمي، فوجدتها مريضة، فعدلت عن السفر، وتحطمت الطائرة واحترقت، ونجوت.

والرابعة : قبل وفاتها طلب مني الأطباء دواء من أمريكا ، فوقفت أمام المصعد أستدعيه، فلم يأت هبطت الدرج مسرعاً لكي أدرك أحد أصدقائي الطيارين، ولم أكد أصل إلى الباب الخارجي للعمارة حتى سمعت انفجاراً مدوياً، لقد سقط المصعد بمن فيه، وماتوا، ونجوت.

جِيد المعالي

29 Dec, 09:25


سُئل العقيلي الشيخ خليل الرواف رحمه الله ، وكان من أهل بريدة، ومن مواليد الشام عن أطرف موقف مر به؟
فقال: هناك موقف لا يخلو من طرافة على الرغم من صعوبته، وهو مع حمد المديفر من مدينة بريدة، وقد سافر إلى مصر، وترك ولده محمد وعمره سنتان، وطال به السفر حتى استقر في مصر مدة 25 سنة، كانت هناك وقتها رحلات للعقيلات إلى مصر تحط بجِمالها في القنطرة شرق، وهناك يستقبلون تجار العقيلات، ويشترون منهم الجِمال والخيل، وكان ضمن هذه الرحلة محمد بن حمد المديفر، وكان حمد المديفر قد نزل على ولده محمد بالقنطرة شرق ليشتري منه ، فمر عليهم أحد رجالات العقيلات، وكان يعرف الإثنين، فقال له: قرت عيناك يا حمد ، بولدك محمد .
فدهش حمد المديفر، وقال له بصوت قوي أين هو ؟
فقال له: هو الذي أمامك، وتشتري منه الجمال، وكانت المفاجأة المذهلة.

جِيد المعالي

28 Dec, 16:14


قال تعالى : ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ )

يقول الشيخ الشعراوي : لا بد أن نلتفت إلى قول الحق سبحانه: (وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ) : أي إنه لا يوجد إنسان يتخلى عن المُلك أو عن المنصب والجاه بإرادته، بل لا بد أن ينتزع منه انتزاعاً، ولذلك تأتي الثورات والانقلابات لتنزع الملك من أولئك الذين اعتقدوا أنهم ملكوا الدنيا ، وأنهم قادرون على أن يفعلوا ما يشاؤون بمجرد كلمة أو أمر أو إشارة، فيأتي الله سبحانه لينزع منهم هذا رغماً عنهم، فتجد الواحد منهم الذي كان يحتمي به الناس عاجزاً عن أن يحمي نفسه، يهرب من مكان إلى آخر.

وتجده وهو المعتز بالدنيا يتمنى لو أخذ الناس كل ما يملك، وأبقوا على حياته.

إن هذا يحدث ليلفتنا الحق جلَّ جلاله إلى أنه لا أحد يأخذ الملك أو المركز العالي بإرادته وتخطيطه، وإنما هي أقدار يُجريها الله على خلقه، فإذا أتى أمر الله نزع منه كل شيء، ولو كان الأمر إلى الإنسان لما استطاع أحد أن ينزعه منه، ولا يوجد إنسان في هذا الكون يستطيع أن يدَّعي أنه في مَنَعة من قدر الله، فإذا كانت هذه هي الحقيقة فهي الدليل المادي على أن الإنسان تحكمه قدرة خالقه وأنه لا يستطيع لنفسه نفعاً ولا ضراً إلّا ما شاء الله.

جِيد المعالي

28 Dec, 09:34


يقول الدكتور غازي القصيبي : انتهى الصيف، وعدت إلى الرياض، وبدلا من أن أبدأ التدريس وجدت أن عليّ أن أسافر إلى اليمن خلال ثلاثة أيام ماذا حدث؟ ولماذا أنا؟
حدث أن الملك فيصل والرئيس جمال عبد الناصر رحمهما الله وقعا اتفاقية في جدة لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن، ونصّت الاتفاقية على إنشاء لجنة سلام تشرف على تطبيق بنودها، وتتكون من جانب سعودي وجانب مصري، ويقود رئاسة كل جانب مسؤول كبير فوقع الاختيار بالمملكة على الأستاذ عبد الله السديري، وكان وقتها وكيل وزارة الداخلية لشؤون البلديات ليرأس الجانب السعودي، بحث الأستاذ عبد الله عن مساعد إداري وعن مستشار قانوني ينضمان إليه باللجنة التي كانت مكونة في مجملها من العسكريين، ولم يطل البحث.

اقترح الصديق عمران محمد العمران، وكان وقتها يعمل مع الأستاذ عبد الله السديري في وكالة البلديات والصديق صالح المساعد، وكان أيامها في وزارة الزراعة والمياه ليكون المساعد الإداري، واقترح أن أكون أنا المستشار القانوني، وافق الأستاذ عبد الله، ورفعت الترشيحات إلى الملك فيصل، وجاء الأمر بالموافقة، لم أكن أعلم شيئاً عن هذا كله حتى عدت إلى الرياض، كان أول ما فعلته هو أني ذهبت إلى الدكتور عبد العزيز الخويطر، لأبلغه أني لا أريد أن أذهب إلى اليمن أطرق الدكتور عبد العزيز، وقال: صدر أمر الملك، ولا نستطيع تغييره
قلت: وماذا أعمل إذن؟
قال وعلى وجهه كل علامات الجدية : تستطيع أن تدخل المستشفى، وفي هذه الحالة يكون لدينا عذر مشروع.
قلت: وماذا أفعل في المستشفى؟
قال: تستطيع أن تستأصل الزائدة الدودية.
قلت: وماذا بعد استئصالي؟
قال وهو يبتسم: تبدأ مهمتك باليمن وأنت في صحة جيدة.
كانت هذه المرة الأولى التي اكتشفت فيها حسّ الدعابة المتصور عند الخويطر ولم تكن الأخيرة مع توثق معرفتي به فيما بعد، أدركت أن الغطاء الخارجي الوقور يخفي تحته روحا تحمل الكثير من الفكاهة، وقدرا لا يستهان به من المشاغبة.

جِيد المعالي

27 Dec, 16:03


يقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي رحمه الله :كان الشيخ القاضي عبد الله بن محمد بن عمر بن سليم رحمه الله (ت 1351هـ ) جالسا ، وحوله طلاب العلم، وكان يقرر في درسه أن الاستجمار، وهو مسح محل خروج الغائط، وأنه يكفي فيه ثلاثة أحجار منقية.
فقال رجل يقال له: ابن سلمان من أهل بريدة كان يستمع إلى الدرس: ( يا شيخ أحسن الله إليك ، الصحابة يكفيهم ثلاثة أحجار ، لأن الواحد منهم ما يأكل إلا القليل، ويبعر مثل ما يبعر البعير، أما أهل هذا الزمان الذي يأكل الواحد منهم القصابة، ويشرب بلولة، فلا يكفيه إلا 17 حجراً ).
فتبسم الشيخ، وأكمل الدرس.

جِيد المعالي

27 Dec, 09:10


الأمريكي والطعمية

يقول فهد عامر الأحمدي في زاويته الشهيرة : توثقت علاقتي بسائق تاكسي يدعى أسطى كريم، وحين سألته عن أغرب موقف في حياته؟
قال: ركب معي سائح أمريكي من فندق شيراتون الجزيرة، وطلب مني تناول أكلة مصرية شعبية (تامية) وبعفوية المصريين رد عليه كريم يخرب بيتك تريد أن تأكل طعمية، فأخذه إلى (الجحش) أشهر معلّم طعمية في مصر، وهناك أكل الأمريكي ثلاثة أطباق كاملة، وحين قرر المغادرة أعطى كريم ٥٠ دولاراً لدفع ثمن الطعمية فأخذها دون أن يخبره أن ثمنها ٣ جنيهات فقط.

وخلال ثلاثة أيام، أخذه للجحش لتناول الطعمية، ويضع خمسين دولاراً، وفي اليوم الرابع انتظره في الموعد نفسه وحين ركب بادر بالسؤال سنذهب إلى الجحش طبعاً
فرد عليه: لا، اليوم سنذهب إلى الرئيس، فسأله الأسطى أي رئيس؟
قال: السادات، فأنا صحفي، وسأجري لقاء معه.

هنا ارتبك الأسطى، وبدأ يتصبب عرقا ، وقال: لا ، يا عم، أنا أصلا ما أعرف أين يسكن الرئيس، فتفضل انزل، وخذ تاكسي آخر
فقال الأمريكي: أنا رفضت سيارة وزارة الخارجية من أجلك، والآن تريدني أن آخذ تاكسي آخر! وفي النهاية رضخ كريم للأمر الواقع، وأخذه للقصر الرئاسي حيث تعرف حرس الأمن إلى الصحفي، وسمحوا للتاكسي بالدخول للمواقف الخارجية، غير أن الأسطى كريم رفض مرافقة الصحفي للداخل، وأصر على البقاء في التاكسي خارج المبنى، وبعد ساعة تقريبا حضر رجلان من أمن القصر إلى حيث ينتظر، وطلبا منه مرافقتهما للداخل، وبحسب تعبيره لم تستطع ركبتاه حمله، ولكنه ذهب معهما ، وهو يرتجف من الخوف، وهناك قابل رجلاً مهيبا أخبره بأن الرئيس يريد مقابلته، وأن عليه الالتزام بكلمة حاضر وتحت أمرك حتى ينتهي اللقاء، ومباشرة اقتادوه إلى مكتب السادات الذي كان يدخن غليونه ،وأمامه مباشرة جلس الصحفي الأمريكي الذي بادره بقوله: ادخل يا كريم، فقد أخبرت الرئيس كم كنت لطيفاً وكريماً ، فأراد أن يشكرك، ولكن السادات أشعل غليونه، وقال له باللغة العربية يا راجل يا نصاب، تأخذ من الخواجة ١٥٠ دولاراً من أجل حتة طعمية
قال: والله يا سعادة الرئيس هو الذي... ولكن الرئيس أكمل: فلماذا تأخذه إلى مطعم (الجحش) يبدو أنه ليس جيدا، ومع الوقت كبر وصار حمارًا!!
وهنا سقط كريم مغشيا عليه، لأنه تعرّف إلى السائح، وهو يخشى أن يعرف البوليس السياحي حكاية الخمسين دولارا، والآن وصلت إلى الرئيس نفسه، وحين استيقظ وجد نفسه في غرفة أخرى مختلفة، وخلف رأسه وقف الصحفي الأمريكي الذي قال مبتسما : يلا اصح لنذهب إلى (الجحش) ، وكانت الجملة الوحيدة التي قالها بالعربي، حتى هذه اللحظة لم أكن متأكدا من صحة القصة حتى فتح درج التاكسي، وأخرج الصورة لرجل أشقر كتب تحتها : شكرا صديقي كريم، على التأمية، وسأتذكرك كلما شاهدت الأهرام وأبو الهول.

التوقيع: أرنود بور شقر
صحفي من واشنطن بوست يونيو ۱۹۷۳م.

جِيد المعالي

26 Dec, 16:25


كان الملك فيصل رحمه الله يجمع مع الحزم وهدوء الأعصاب شجاعة، يُروى أن قائد طائرته وهم في الجو قال له: يا طويل العمر، يوجد خلل بالطائرة، فماذا تأمر؟
قال: الطائرة وأمرها أنت مرجعه ليس الملك الملك يرجع له في أمر الناس بالأرض، وأما الطائرة ومن بها فمرجعه إلى الله، ثم إليك يا ولدي، يقول الطيار التفت الملك، وقال: صب قهوة ينادي القهوجي بكل شجاعة.
يقول الطيار: فقررت الرجوع والنزول في أقرب مطار.

جِيد المعالي

26 Dec, 14:46


من الطرائف المروية أن الشيخ ابن باز رحمه الله ذات مرة كان يأكل عشاءه، وكان عنده أحد الأطباء ، ومن حرصه على الشيخ كان يقول: يا شيخ، دع عنك هذا الأكل، هذا فيه كولسترول، وهذا فيه كذا، وهذا فيه كذا، والشيخ يأكل، ومن حرصه أكثر الكلام على الشيخ، والشيخ لا يزال يأكل.

فقام الشيخ ليغسل بعد الأكل وقام معه أحد المشايخ، والطبيب جالس، فقال ذلك الشيخ : يا شيخ عبد العزيز، من هذا الرجل الذي يقول لك كذا وكذا ؟
فقال: هذا طبيب ،ولكن خُذ وخلّ، خُذ وخلّ .

جِيد المعالي

26 Dec, 09:33


يقول كريم ثابت في مذكراته : ولما عينت مستشاراً صحفياً للملك فاروق في مايو سنة ١٩٤٦م استرعى انتباهي في المذكرات التي كان الديوان الملكي يرفعها إلى الملك أمران:

الأول: خلو أغلبها من كل رأي شخصي أو اقتراح أو حل يستطيع الملك أن يستنير به في قراره أو في تعليماته، وأعني المذكرات التي كان الديوان يرفقها بالمذكرات والتقارير والأوراق الرسمية الواردة إليه من الحكومة لاستطلاع رأي الملك فيها.

وما يقال عن المذكرات التي كانت ترفع إليه من الديوان الملكي يقال عن المذكرات التي كانت ترفع إليه من سائر أقسام القصر، فكان يندر ويندر جدا أن يقول كبار رجال القصر في مذكراتهم أو في حواشيهم على الأوراق الرسمية إن رأيهم هو كيت وكيت، أو إنهم يقترحون كيت وكيت، أو إنهم يستصوبون أن يكون الحل كيت وكيت، بل كانوا في معظم الأحيان يختمون مذكراتهم بالعبارة التقليدية الآتية: في انتظار التوجيه السامي.

ولا تزال تلك المذكرات محفوظة في القصر، وعندي أنه لو توفر كاتب نابِه على مراجعتها ودرسها لاستخرج منها أن الشجاعة لم تكن حتما أبرز صفات كبار رجال القصر ، فإن حرصهم على عدم إبداء رأي أو اقتراح أو حل لم يكن عن عدم معرفة أو عن عجز في التقدير، بل كان تجنباً للمسؤوليات وفرارا منها ،وخوفا من ألا يتقدموا إليه بفكرة ما إلاّ إذا اعتقدوا أنه سيرتاح لها ، أو استشعروا أنه سيرحب بها، أما الأمر الثاني الذي استرعى انتباهي في تلك المذكرات فهو أن معظمها كان يعود من عند الملك وعليها ( تأشيرات) بخط الشمشرجية لا بخطه هو وليس تحت هذه التأشيرات أو إلى جانبها إمضاء يدل على أن الملك قرأ التأشيرة التي كتبها الشمشرجي النوبتجي بأمر منه، أو راجعها.

وكان الدليل الوحيد على أن الملك هو الذي أملى تلك التأشيرات، وأقرها هو أن المذكرات والأوراق الرسمية كانت تعاد إلى الديوان الملكي وإلى سائر أقسام القصر في داخل ظرف تحمل ختم ( المكتب الخصوصي لجلالة الملك).

ولم يجرؤ أحد طبعا من رؤساء الديوان أو من كبار رجاله أن يستلفت نظر فاروق إلى أن هذه التأشيرات خالية من إمضائه.

جِيد المعالي

25 Dec, 16:07


قال الجاحظ: ومن عجيب سم الأفاعي ما خبرني به بعض من يخبر شأن الأفاعي، قال: كنت بالبادية، ورأيت ناقة ترتع وفصيلها يرتضع في أخلافها ، إذ نهشت الناقة على مشافرها أفعى، فبقيت واقفة سادرة والفصيل يرتضع، فبينما هو يرتضع إذ خر ميتا ، فكان موته قبل موت أمه من العجب، وكان مرور السم في تلك الساعة القصيرة أعجب، وكان ما صار من وصول سمها في لبن الضرع حتى تقتل الفصيل قبل أمه عجبا آخر.

جِيد المعالي

25 Dec, 12:22


مات لصالح بن عبد القدوس المتكلم ولد ، فأتاه العلاف يعزيه، فرآه جزعا ، قال: ما هذا الجزع وعندك أن المرء كالزرع؟
قال: جزعت عليه لكونه ما قرأ لي كتاب الشكوك ، فمن قرأه يشك فيما كان حتى يتوهم أنه لم يكن، وفيما لم يكن حتى يظن أنه كان
قال: فشُك أنت في موت ابنك، وظُن أنه لم يمت، وشُك أنه قد قرأ كتاب ( الشكوك ) .

جِيد المعالي

25 Dec, 09:17


خمسة مطالب لنبي الله موسى عليه السلام

قال المفسرون: عندما كلّف الله موسى عليه السلام بدعوة فرعون وقومه سأل الله تعالى أشياء تعينه على تلك المهمة الشاقة:

(1) سأل الله أن يشرح صدره لأداء الرسالة حتى تصبح متعة تهون معها الشدائد: ( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ).

(2) وسأله تيسير الأمر لتذليل العقبات: ( وَيَسْرْ لِي أَمْرِي ) ومن ذلك تليين القلوب وتحويلها بالعطف عليه ودفع الشدائد التي تعرقل السبل ووقايته من كيد الكائدين.

(3) وطلب منه أن يحل عقدة لسانه، ويرزقه الفصاحة والكلمة المؤثرة ليكون أعون له على التأثير : ( وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي )

(4) وطلب رفيقا ومساعداً من أهله تتوافر فيه الثقة والأمانة: ( وَاجْعَل لي وزيرًا مِنْ أَهْلِي هَرُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ : أَزْرِي ) ولا شك أن الدعوة تنتفع بالعصبيات، والمهم أن تنتفع، وتستفيد الدعوة، ولا تستغل كالشاة الحلوب.

(5) الرغبة في شكره رضاه ( كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ) وعلم موسى عَلَيْهِ السلام أن ربه مطلع على خفايا النفوس إذا أرادت استغلال الدين للمصالح الدنيوية، وأنه لا بد من الإخلاص، ولا تصلح الدعوة إلا به، حيث يقول الله على لسان موسى عَلَيْهِ السَّلَامُ : ( إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا )


ويقول الفقهاء أيضاً : تشرع الشفاعة الحسنة التي لا تضر بحقوق الآخرين، وأعظم واسطة في التاريخ كله هي واسطة موسى لأخيه هارون بأن يجعله نبيا بقوله: ( وَاجْعَل لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَرُونَ أَخِي ) فاستجاب الله له.

جِيد المعالي

24 Dec, 16:04


يقول مدير تعليم إحدى المناطق : طلبت من الإدارة المالية بوزارة المعارف في عهد الرجل الحازم الدكتور عبد العزيز الخويطر رحمه الله اعتماد مبلغ لتجديد مكتبي
فقالوا: لا بد من أن يعمّدنا الوزير خطياً، فانتظرت حتى زرت الرياض، وأخذت الطلب معي، ودلفت إلى المكتب وسلّمت، وتحدثنا في هموم التعليم، وأستأذنته للخروج فأذن لي، ثم ناداني من عند الباب قائلاً : قف، ما الذي أتى بك؟
قلت: رضاك للسلام فقط.
قال وهو مبتسم: ما أبطأت عنا حتى نصدقك، لكن لا بد أن تخبرني.

قلت له: أريد اعتماد مبلغ لتجديد مكتبي، فلما رأيت مكتبك المتواضع وأنت الوزير استحييت، وقلت: مكتب الوزير دون مكتبي، ولا بد أن أقتدي به، ولا أطلب التجديد .

وروى الدكتور سعيد المليص وكيل الوزارة للتطوير التربوي على وقت وزارة الخويطر، أنه اقترح عليه أن يغير أثاث مكتبه لقِدَمه، ولأنه منذ عهد الوزير السابق الشيخ حسن آل الشيخ -رحمهما الله- ولكن الخويطر لم يغير المكتب أو الكرسي الذي تشقق ، بل أتى بسجادة من منزله ووضعها على الكرسي ،وبهذا أصبح الكرسي جديداً .


وذكُر الدكتور عبد العزيز الثنيان وكيل وزارة التعليم السابق في كتابه: (الكرسي) أنّ الخويطر بقي في وزارة التعليم 20 عاماً ونيّف، لمْ يُرَمِّم مكتبه في الوزارة أو يستبدل طاولته، وكان مسؤولو الوزارة على النهج ذاته.

يقول الثنيان: لذا لم أُفَاجَأْ بتوجيهٍ منه يوماً ما بالتساؤل والعِتَاب لأحد الوكلاء المساعدين في الوزارة، لأنّه قامَ بإجراء تحسينات في مكتبه، وقد وجّه إليَّ بخطّ يده: سعادة الوكيل! بلغني أنّ أحدَ الوكلاء المساعدين قد أدخل تعديلاتٍ على مكتبه بمبالغ طائلة حديثاً، وحيث إنّ إجراء أيّ تعديل على أيّ مكان في الوزارة، أو تجديدِ فَرْشِ مكتبٍ من المكاتب، سبق أنْ أكّدْتُ على عرْضِه علينا، أرجو الإفادة عن صحّة ذلك..

جِيد المعالي

24 Dec, 09:23


نقلاً عن قناة ( إن بي سي ) الأمريكية الشهيرة ،ذكر الكاتب الأستاذ جعفر عباس في صحيفة الوطن، بتاريخ 1422/4/27 هذه القصة العجيبة :

في الثالث والعشرين من مارس فحص الطبيب الشرعي جثمان (رونالد أوباس) وكتب في تقريره أنه مات بطلق ناري في الرأس، ولكن تحقيقات الشرطة أفادت أن (أوباس) قفز من نافذة شقة في الطابق العاشر من البناية نفسها، بعد أن ترك ورقة كتب فيها أنه قرر إنهاء حياته، وما حدث هو أنه عند اجتيازه الطابق التاسع أصابته رصاصة مرت عبر نافذة، ما أدى إلى وفاته فورا ، وما لم يكن يعرفه الضحية (أوباس) أو من أطلق الرصاص هو أنه كانت هناك شبكة سلامة بمحاذاة الطابق الثامن الحماية من كانوا ينظفون النوافذ، وقالت الشرطة المنتحر كان سيصطدم بتلك الشبكة، وتكتب له النجاة لو لم تصبه الرصاصة ،ثم أسفرت تحقيقات الشرطة عن أن الغرفة التي انطلقت منها الرصاصة القاتلة يسكنها عجوز وزوجته، وأن شجاراً نشب بينهما ما جعل الزوج يهددها ببندقيته وأنه بالفعل ضغط على الزناد، ولكن يده اهتزت فطاشت الطلقة عبر النافذة وأصابت أوباس المنتحر ، ولأن الشخص الذي ينوي قتل (س) فيقتل (ص) يُعد قاتلا على كل حال، فقد تم استجواب العجوز الذي أطلق الرصاص، ولكنه وزوجته أفادا أنه لم يكن قَط يحشو بندقيته بالرصاص، وأنه درج على تهديدها بالبندقية الفارغة، وهنا استنتج الضابط المتحري أن حشو البندقية بالرصاص كان مصادفة سيئة أو خطأ غير مقصود ، ولم يكن أمامه من سبيل سوى مواصلة التحقيق إلى أن بلغته معلومة مفادها أن ابن الزوجين العجوزين شوهد قبل ستة أسابيع من الحادثة يحشو تلك البندقية بالرصاص، وأنه كان غاضبا من أمه لأنها رفضت منحه النقود التي درج على طلبها منها لإنفاقها على ملذاته، وأنه كان يعلم أن والده يهددها بين الحين والآخر بالبندقية وصولا على الضغط على الزناد، بينما الخزانة فارغة، وهكذا تحولت أصابع الاتهام في مقتل الشاب رونالد أوباس الذي حاول الانتحار إلى ابن العجوزين، ثم توصل المتحري إلى حقيقة غريبة هي أن ذلك الابن أصيب بخيبة أمل كبيرة لأن أباه لم يقتل أمه بالرصاص الذي حشاه في البندقية دون علمه، وساءت أحواله المالية، فقرر الانتحار بالسقوط من الطابق العاشر في اليوم الثالث والعشرين من مارس، وفي أثناء مروره بنافذة الطابق التاسع، حيث يسكن والده اخترقت رصاصة رأسه هي الرصاصة نفسها التي كان يريد لها أن تصرع أمه.

جِيد المعالي

23 Dec, 14:27


كان بمصر مُغنّية تدعى عجيبة، قد أولع بها الملك الكامل فكانت تحضر إليه ليلا، وتغنيه بالجنك ( الجنك من آلات الطرب، فارسي معرب على الدف ) في مجلس بحضرة ابن شيخ الشيوخ وغيره، ثم اتفقت قضية شهد فيها الكامل عند ابن عين الدولة، وهو في دست ملكه، فقال ابن عين الدولة السلطان يأمر ولا يشهد ، فأعاد عليه القول، فلما زاد الأمر، وفهم السلطان أنه لا يقبل شهادته، قال: أنا أشهد ، تقبلني أم لا ؟

فقال القاضي: لا،ما أقبلك، وكيف أقبلك وعجيبة تطلع إليك بجنكها كل ليلة ؟! وتنزل ثاني يوم بكرة، وهي تتمايل سكرى على أيدي الجواري، وينزل ابن الشيخ من عندك أيحسن ما نزلت؟

فقال له السلطان يا ( كيواج ) وهي كلمة شتم بالفارسية
فقال: ما في الشرع يا كيواج اشهدوا علي أني قد عزلت نفسي، ونهض.

فقام ابن الشيخ إلى الملك الكامل وقال: المصلحة إعادته لئلا يقال : لأي شيء عزل القاضي نفسه؟ وتطير الأخبار إلى بغداد، ويشيع أمر عجيبة ونهض إلى القاضي، وترضاه، وعاد إلى القضاء.

جِيد المعالي

23 Dec, 09:16


يقول حداد بن مجلوب الويباري الشمري رحمه الله : كنت من النفر الذين أصيبوا في معركة الشعيبة سنة 1337 بإصابات قاتلة عدة، ولكن أنجاني الله على الرغم من أن الأعداء لم يتركوني إلّا وهم يعتقدون أنني في عداد القتلى.

والواقع أنني بقيت أياما في وسط القتلى كواحد منهم بلا شعور ولا إحساس، اللهم إلّا شعوراً نسبياً لا أستطيع أن أعبر عنه إلاّ أن أقول: إنه شعور أكمل من شعور النائم ، وأقل من شعور الإنسان عندما يكون في يقظته الكاملة، وعندما أبلغ هذه الدرجة التي بين النوم واليقظة أشعر كأن إنساناً يحلب ناقتي التي لا أنكرها، فإذا انتهى منها ناولني حليبها الذي لا أذكر في الدنيا طعما ألذ منه، بقيت تلك المرة أنعم بهذا الغذاء إلى أن عاد إليّ إحساسي وشعوري وكامل صحتي، فوجدت نفسي أشبه ما يكون بالمرء الذي استيقظ بعد رقاد طويل، وعند ذلك ذهبت أفكر في سرّ حليب هذه الناقة التي كنت أُسقى حليبها عندما كنت في تلك الحالة الخطرة، وإذا بي أذكر أنها ناقتي التي وهبتها لأيتام توفي والدهم وهو لا يملك من حطام الدنيا درهما ، فذهبت ووهبتهم هذه الناقة، فظلوا يشربون حليبها ،وهكذا زاد إيماني بالله بأنه لا يضيع أجر المحسنين، ومن تلك الحادثة إلى يومنا هذا آليت على نفسي ألا أدخر وسعا من فعل الخير ما استطعت إليه سبيلا.


وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء )

جِيد المعالي

22 Dec, 16:00


يقول أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري : كنتُ مراراً أبَحْتُ كل مسلم ظلمني ما لم يكن ظلمه لي في أمر ديني ، وفي أحد الأيام وأنا أقرأ ما تيسر من تلاوتي اليومية مرّ بي آيات كريمة تحث على الصفح بلا استثناء ، وتعِدُ من صَفَحَ بالمغفرة ، فتوقفت : ( وأنا أبيح كل مسلم ظلمني ) ، ثم توقفت أريد أن استثني ، وأنا أغصُّ بالكلمة في حلقي ، وقلت : ( وأنا أبيح كل مسلم ظلمني بلا استثناء، لتعفو عني يا ربي ) ، ومنذ عقدت هذه الصفقة مع ربي حصل لي طمأنينة مع بكاء حتى اخضلت لحيتي .

جِيد المعالي

22 Dec, 09:32


في العصر المملوكي وقعت مصر فريسة في براثن مجموعة من المرتزقة والحمقى والمجانين، ومن الظواهر التي انتشرت في ذلك العصر جنون السلاطين ، التي تبدو لمن يتابعها ويقرأ قصصها في مصادر تاريخ العصر المملوكي ، وكأنها ظاهرة طبيعية ورد فعل عادى لقسوة قلوبهم ، ودموية سلوكهم ، وأساليب حكمهم التي كانت تزيد من توحشهم، وتذهب في النهاية بعقولهم وكان الشعب يدفع الثمن سواء كان السلطان عاقلا أو مجنونا ، ففى الحالمتين تزداد قسوته وتتفجر دمويته، غير أنها في حالات الجنون كانت تبدو نوعا من الكوميديا السوداء فعندما مرض الملك : الأشرف برسباي ، وطال به المرض ، وحصل له مالاخوليا ، وخفة عقل ونزق ، فأمر بنفي الكلاب إلى الجيزة ، وانشغلت مصر كلها بالقبض على الكلاب وطردها إلى الجيزة ، وكان كل من ينفى كلباً يتقاضى بعض المقروش مقابل عمله هذا.

ثم أمر السلطان بالمناداة بأن لا تخرج امرأة من بيتها مطلقا ، فكانت الغاسلة إذا أرادت التوجه إلى ميتة تأخذ ورقة من المحتسب وتجعلها في رأسها حين تمشى في السوق ، وبعد أيام أمر السلطان بالمناداة من جديد بألايرتدى أي فلاح غطاء للرأس ، سواء كان كبير المقام أم لم يكن .

ثم تصاعد جنون السلطان ، وازدادت تصرفاته طيشا، فتحولت من نوادر مضحكة إلى مأسي مفجعة ، فقد خطر له أن يخلص مصر من الأطباء ، فأصدر أمرا بقتل كل الأطباء ، وبدأ فأمر السياف أن يطيح برأس إثنين من أطبائه الخصوصيين ودار السيف بعدها في رؤوس أهل الطب ،و استمر السلطان يصدر كل يوم أمرا مضحكاً أو مبكياً وينقضه بعد قليل ، والمصريون يضحكون قليلا ويبكون قليلا ويصبرون دائما

جِيد المعالي

21 Dec, 16:16


من الأمثال اللبنانية : ( الحقّ موجود، ما بَدُّو شهود )

يُحكى أنَّ رجلًا ذهب إلى تأديةِ فريضةِ الحجّ، ولمَّا رجع وجدَ أضراراً في بُستانه، وعلم أن حماراً لأحد جيرانه، كان يتردَّد على بُستانه في غيابه، فيأكلُ ما يأكل ويُتلف ما يُتلف، ولذلك أقام الرجل دعوى على صاحب الحمار أمام قاضي المدينة، وأحضرَ شاهداً شهد أنَّه رأى حمارَ المدَّعَى عليه مراراً في بستان المدعي.

فقال المدَّعى عليه، صاحب الحمار، إنَّ الشاهدَ عدوُّه ولا يريدُ إحقاق الحقّ بل إلحاقَ الأذى به، وأَحضر شاهدَين شهدا أَن حماراً آخر، غيرَ حمار المدَّعى عليه – والذي يعرفانه جيِّدا – هو الذي كان يتردَّد على بستان المدَّعي، وعلى المدَّعي أن يبحثَ عن صاحب ذلك الحمار ويدَّعي عليه.

فسأل القاضي صاحب الحمار: وأَين هو حمارك الآن؟ .

قال: حماري، يا سيِّدي، مربوط على معلفه، وأَنا لا أَتركه أبدًا.

فأمر القاضي بإحضار اثنين من رجال الدرك وقال لهما: إذهبا مع المدَّعى عليه إلى بيته، حيث تجدان حماراً مربوطاً، تفكّان رسنَه وتُطلقانه، ثمّ تتبعان سيرَهُ، فإذا توجَّه إلى بستان المدَّعي كانت دعواه صحيحة.

فصاح المدَّعى عليه: أرجوك يا سيِّدي القاضي أَن تحكم كما تشاء، وَدَعْ شأنَ الحمار، حتى لا يُقال إن محكمتكم الكريمة قبلت شهادةَ حمار أكثر من شهادة رَجُلين من أَصدق رجال قريتنا.

فقال المدَّعي آنئذٍ : الحقّ موجود، ما بَدُّو شهود.

وصارت هذه العبارة تجري مجرى المثل في مناسباتها.

جِيد المعالي

21 Dec, 09:30


جاء في سيرة الكويتي الشيخ المطوع أحمد عبدالله المبارك أنه جاءه مريض ليقرأ عليه رُقية في وقت متأخر ، فقرأ عليه الشيخ واعطاه الدواء ، وكان للشيخ عباءة جديدة قد وضعها على الأرض ، وكانت عينا الرجل لا تفارق هذه العباءة طيلة جلوسه ، ولسان حاله يقول : ليت الشيخ يعطيني هذه العباءة .

وكان من كرم الشيخ ورأفته بالناس والمساكين أنه قال للرجل : الآن الوقت متأخر ،فإذا أحببت أن تنام فنم بالديوانية ، وأنا ذاهب للنوم داخل البيت .

فتظاهر الرجل بالنوم ، وما أن دلف الشيخ إلى مضجعه ونسي أن يأخذ العباءة معه ، حتى قفز الرجل على عباءة الشيخ ، كما يقفز الوحش على فريسته ، فأخذها وسار بعيداً عن المنازل ، ولما أدركه النوم توسد العباءة ونام قرير العين ، سعيداً بالغنيمة .

وشاء الله أن تأتي عقرب فتلسعه ، ويتألم ألماً شديداً ، وليس عنده من يسعفه أو يداويه ، فما وجد إلاّ الدواء الذي أعطاه له الشيخ لعلاج مرضه .

فمسح منه على مكان لدغة العقرب فشفاه ألله ،وفرح فعاد مسرعاً في الصباح إلى الشيخ ، وبكي وتذلل أمامه ، وقال : يا شيخ سامحني ، وقد نسى الشيخ عباءته ، ولم يعرف أن الرجل سرقها .

فقال له : ما لك يا رجل ، أنت الآن في صحة وعافيه .

فقال : يا شيخ أنا سرقت عباءتك ، ولدغني عقرب عقاباً لي وكرامة لك، فأرجوك أن تأخذ هذه العباءة عني وتسامحني .
فضحك الشيخ وقال : هي لك

فحاول الرجل أن يرد العباءة ويثني الشيخ عن عزمه ، ولكنه أصر على أن يأخذها.

وقال : أنت محتاج لها ، وأنت في حلٍّ منّي ، واذهب قبل أن يعرف عنك الأولاد فيأخذوها منك ، ويضربوك .

جِيد المعالي

20 Dec, 16:29


أعطى الشيخ ابن باز رحمه الله مسكينا شيكا ب 2000 ريال، لكن المسكين زاد في الشيك صفراً فأصبح المبلغ 20000 ريال، وصار العدد الرقمي في الشيك يُخالف العدد الكتابي، فأعيد الشيك فرجع ذلك المسكين بالشيك إلى مكتب الشيخ فأخبروا الشيخ بذلك وأنه زور الشيك ، فلما علم الشيخ بذلك قال: مسكين، لعله محتاج اكتبوا له شيكا بـ 20000 ريال .

جِيد المعالي

20 Dec, 09:22


مبكِّية الحصني :

والحصني هو الثعلب، والعرب يقولون : إنه إذا اشتد البرد في الشتاء ، فإن الثعلب يجعل باب جُحْرِهِ إلى جهة مطلع الشمس حتى إذا طلعت استقبلها يستدفيء بأشعتها من شدة البرد في أول النهار ، فيحدث أحياناً أن تكون الريح آتية من مطلع الشمس، فلا يستطيع الثعلب آنذاك إلا أن يستقبلها ويبكي من شدة بردها لأنَّ التَشَرُّقَ لا ينفعه .

جِيد المعالي

19 Dec, 17:15


ذكر الشيخ محمد بن ناصر العبودي رحمه الله أن امرأة اسمها (منيرة) قامت بإملاء وصيتها في حدود عام 1282هـ على أخيها قبل وفاتها ، لأن لها ابنة واحدة ولم يكن لها أبناء ذكور .

وقد أوصت بإيقاف ثلث مالها وذلك ببيع حليّها وشراء دكّان يكون وقفاً تُشترى بأجرته أضحية ويوزع منها صدقات على المحتاجين .

وبعد وفاتها بيع حليّها وحُصِرت ترِكَتها وتم بالثلث شراء مخزن باثني عشر ريالاً ،وتتابع الورثة على نظارة الوقف وتنفيذ الوصية ، فبأجرته تُشترى أضحية ، وطعام يطبخ ويوزع في رمضان، وبعد مائة عام على وفاتها كانت أجرة الدكان سنوياً أكثر من 15000 ريال ، وكانت تكفي حينها لشراء ثلاثين أضحية بدلاً من أضحية واحدة .

وعند تنفيذ توسعة جامع بريدة دخل الدكان في التوسعة ، ودفعت الحكومة حوالي نصف مليون ريال تعويضاً عنه ،فاشترى الناظر الأمين للوقف عمارة كاملة تتكون من أربعة دكاكين وثلاث شقق تؤجر ويصرف من أجارها للأضحيات والصدقات والمساعدات لعقب ورثة منيرة الموصية.

واليوم ( عام 1433هـ ) وبعد الوصية بأكثر من 150 عاماً لم ينقص أصل الموقوف بل تضاعف مئات المرات واستمر أجره المتوفاة صدقة جارية وللمحتاجين من عَقِبها فائدة ومتنفس.

جِيد المعالي

19 Dec, 09:20


تحدث أحمد أبو العز سكرتير الشاعر أحمد شوقي عن معرفة شوقي الدقيقة باللغة العربية فقال: وكانت قوة ذاكرته عجيبة جداً في حفظ الألفاظ اللغوية ومصادرها، فقد كان يحدث أن يأمرني بمراجعة كلمة فأتناول أول قاموس تقع عليه يدي، ويصادق أني لا أجد هذه الكلمة فأراجعه في ذلك، فيسألني في أي قاموس بحثت ؟

فأقول: " المنجد " مثلاً، فيقول: لا، إنها غير موجودة فيه، ولكنها موجودة في " أقرب الموارد "، وإنها تقع في مادة كذا، ويطفق سارداً على مسمعي كل ما قيل في هذه الكلمة من أصلها، واشتقاقها، وكل ما يتعلق بها، وأفتح " أقرب الموارد " فأجد كل ما سرده عليّ موجوداً بالنص، وكثيراً ما كان يتكرر ذلك حتى حسبته يحفظ قواميس اللغة عن ظهر قلب .

جِيد المعالي

18 Dec, 16:03


لمّا هاجر الشاعر اللبناني الشيعي موسى الزين شرارة إلى سيراليون في أفريقيا عاتبته رفيقة عمره على هذه الهجرة فأرسل لها هذه الأبيات:

تعاتبني وقد غادرت قومي
وأوطاني إلى البلد البعيدِ

تقول أراك ما أذللت دمعاً
على وطن الأبوة والجدودِ

فقلت لها علام النوح إنّي
رحلتُ عن العبيد إلى العبيدِ

هنا أرض الحياة فلا زعيم
تُساق له الغلال بكل عيدِ

ولا ذو عِمّة يبكي حسيناً
رياءً وهو أفظع من يزيدِ !!

جِيد المعالي

18 Dec, 09:47


تسلط على حكم مصر في العصر المملوكي في بعض الأوقات شراذم من الناس ، بلا ضمير وبلا أخلاق وكان السلطان (المؤيد شيخ) واحدا من سلاطين العصر الذين لا حد لقسوة قلوبهم ، وصلت قسوته إلى الدرجة التي قتل فيها ابنه ، حتى لا ينافسه على المحكم ، وكان الابن (إبراهيم) ، معروفا بالشجاعة ، لا يمل من الحرب والقتال ، فمالت إليه قلوب الجنود ، في الوقت الذي كان والده السلطان يشعر بآلام الروماتيزم الحاد في مفاصله ، مما جعله يشك في أن ابنه يتآمر عليه ليحل محله ، وقد عمل القاضي (ناصر الدين ابن البارزي) على زيادة شکوکه ، فقال له يوما : أن العسكر يقصدون خلعك من السلطنة ويولون سيدي إبراهيم، وببساطة شديدة قدم السلطان لابنه السم في قطعة من الحلوى

وفي يوم الجمعة التالي خطب القاضي ناصر الدين في المسجد ، قاصدا أن ينفى الاتهام الذي أشاعه الناس بأن السلطان قد قتل ابنه في سبيل العرش ، فخصص الخطبة للحديث عن حزن الرسول ﷺ لفقده ابنه ابراهيم واستشهد بقوله : إن العين لتدمع ، والقلب ليحزن ، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ، وإننا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون

فلما سمع السلطان ذلك شق عليه ، وقال في نفسه : يغريني على ولدي حتى أقتله ، ثم يقطع قلبي ندما عليه

فلما فرغ القاضي ناصر الدين من صلاة الجمعة استدعاه السلطان اليه ، وتبسط معه ثم أمر له بسلطانية سُكّر ، وكان القاضي أكولا فالتهمها . وذهب إلى منزله فأقام ساعات ثم مات حيث كان السُكّر مسموماً .

جِيد المعالي

17 Dec, 16:02


مَنْ كان يَسقيني ومَنْ ذا يطعمُ
وأنا على مَهدي أصمُّ وأَبكمُ
مَنْ ذا يُترجِم صرختي ويحيلُها
معنىً فيُدركُ ما أقولُ ويفهمُ
مَنْ ذا يطيعُ أوامري ومَن الَذي
في ليله ونهارهِ أتحكَّمُ
أُمِّي ويا لَفُؤادِها مِنْ جنّةٍ
كمْ ذا نعِمْتُ بها وكمْ ذا أَنعمُ
كمْ كُنتُ أملأُ ليلها ونهارها
عبثًا يضيقُ الصَّدرُ عنهُ فتحلـمُ
ولكمْ مرِضْتُ فلمْ يُحالِف جَفنها
غُمضٌ فتَسهدُ والبريةُ نُوَّمُ
أشكُو فتشكُو ما أُحِسّ كأنّني
مِنْ جِسمها عضوٌ يزال فُيعدمُ
حتى إِذا كشفَ السقامُ قِناعهُ
عنْ مقلتيَّ وزالَ ما تتَوهّمُ
طفرتْ دُموعُ البِشر ترسمُ فرحةً
فيها الحنانُ العبقريّ مجسمُ
حاشا الأُمومة ما نسيتُ حقوقها
وعهودها فهيَ الأبرُ الأرحمُ

جِيد المعالي

17 Dec, 09:20


يقول الشيخ عبد الرحمن ابن دايل رحمه الله وهو من قدامى كتاب سماحة الشيخ ابن باز وعمره قريب من عمر الشيخ، فهو من مواليد ۱۳۳۴هـ تقريباً، وقد عاش مع سماحته ما يقارب أربعين سنة: يقول : كنا في المدينة إبان عمل سماحته في الجامعة الإسلامية، وذات يوم سافر سماحته إلى قرية بدر التي تقع على الطريق بين جدة والمدينة على الطريق القديم، حيث ذهب لمهمة دعوة يلقي خلالها محاضرة وكنت أنا والشيخ ابراهيم بن عبد الرحمن الحصيّن معه في السيارة، فلما بدأ سيرنا ودعا سماحته بدعاء السفر التفت وقال : توكلوا على الله، يعني ابدوا بقراءة المعاملات.
فقلنا : يا شيخ غفر الله لك نحن دائماً نقرأ، ولا نتمكن من الخروج خارج المدينة، وهذه هي فرصتنا، دعنا نستمتع بالرحلة، وننظر إلى الجبال والأودية، وتتفكر في مخلوقات الله.

فضحك سماحته وقال : اللهم اهدنا فيمن هديت، اللهم اهدنا فيمن هديت، ليقرأ الشيخ إبراهيم، وأنت تفكّر في مخلوقات الله كما تقول، وبعد أن ينتهي الشيخ إبراهيم، أُملي عليك، وينظر الشيخ إبراهيم ويتفكر وقت الإملاء، وهكذا..

جِيد المعالي

16 Dec, 14:35


يقول الأديب اللبناني سلام الراسي( تـ 2003 ): ولدتُ سنة 1327 هجرية ( 1911م ) في عهد سلطان بني عثمان محمد رشاد خان، وأنا ما زلتُ أحتفظ حتى الآن بهويّتي العثمانية الثمينة التي تفيد أنني مسيحي ولم أكن شيئاً آخر، لأن سلطنة بني عثمان كانت تقسم رعاياها ملّتين : مسيحية وإسلام لا غير، ولمّا زحزح الفرنسيون سلطان بني عثمان من بلادنا، قسموا رعاياهم في لبنان طوائف يبلغ تعدادها الآن حوالي عشرين، وإذا بي قد أصبحت بروتستانت من دون إرادتي أو استشارتي بل بإرادة والدتي التي كانت تقول لي : إن أبواب السماء تفتح أمامنا نحن البروتستانت دون سوانا، وأنا الآن وقد بلغتُ من الكِبَر عِتيّاً، لا أطمع بأي وظيفة حكومية ولا أبالي بأي مجد عالمي، فلا يظنن أحد أنني أزهد بانتمائي إلى طائفة البروتستانت، بيد أنني أترحّم على سلطنة بني عثمان التي ساوت بين جميع المسيحيين بالحقوق والواجبات، بدليل أن مدينة دمشق انتخبت فارس الخوري البروتستانتي نائباً عن جميع مسيحيي ولاية دمشق، في مجلس المبعوثان سنة 1914م، لأن جميع المسيحيين كانوا متساويين، ومع أن طائفة البروتستانت كانت الطائفة الأقل عدداً في ذلك الزمان في أواخر عهد بني عثمان .


وشيخ الأدب اللبناني سلام الراسي اختص بتدوين التراث الشعبي اللبناني، لكنه راسخ القدم في العربية الفصحى ومن اللطيف أنه نشر أول كتاب له وعمره 60 عاما، ثم لم يمت حتى بلغت كتبه قرابة الـ 20.

جِيد المعالي

16 Dec, 09:20


كان بعض المشايخ في شنقيط يتشاورون في كفِّ شرِّ رجل آذى الناس يقال له : طاهر ، فدخل طاهر فجأة، وكان لا يعرفه من المتشاورين إلا واحد، فخشي أن يكملوا الكلام فيه وهم لايعرفونه، فقال ارتجالاً:

أولُ بيتٍ من بيوتِ المختصرْ
في البيتِ حاضرٌ فَخُذْ منه الحذر

يقصد بأول بيت الفصل الأول من المختصر : ( الطاهر ميت ما لا دم له ) يريد إخبارهم بأن طاهر قد حضر فخذوا حذركم .

جِيد المعالي

16 Dec, 03:02


ولحق معالي الأمين عبدالله العلي النعيم بصاحبه، حيث توفي يوم أمس رحمه الله.

كنت أراه يمشي على رجليه كل يوم حتى يلف الحي كاملاً .

جِيد المعالي

07 Dec, 16:16


يقول الشيخ الدكتور صالح بن حميد : أول خطوات الوالد الشيخ عبدالله بن حميد في طلب العلم أنه صلى في أحد المساجد وكان صغيراً لم يبلغ الحلم وبعد انتهاء الصلاة تعرف بالشيخ حمد بن فارس رحمه الله وقال له : لماذا لا تطلب العلم ، اذهب واقرأ عليّ في الفقه فنفذ ابن حميد توجيه الشيخ ابن فارس وبدأ يقرأ عليه في الفقه وعلوم العربية ، ويقول الدكتور أحمد ابن الشيخ عبدالله بن حميد أن والدي لم ينس فضل الشيخ حمد بن فارس عليه ، وأنه هو الذي فتح له طريق العلم والمعرفة وشجعه عليه ، فلقد دون في وصيته أن يُضحَّى للشيخ حمد بن فارس رحمه الله.

جِيد المعالي

07 Dec, 09:26


يقول المؤرخ الإسرائيلي ( صموئيل أتينجر )، وهو أستاذ للتاريخ اليهودي بالجامعة العربية في القدس : عاش يهود المشرق الإسلامي على مدى ما يقرب من ألف ومائتي عام تحت حكم الإسلام، وأطلق عليهم طيلة هذه الفترة اسم أهل الذمة، وكان يحق لهم ممارسة شعائرهم الدينية في مقابل الجزية التي كانوا يدفعونها للسلطات التي كانت تتولى حماية ممتلكاتهم، واتسمت علاقة اليهود بالمجتمع المحيط بهم بقدر كبير من الاستقرار، ولكننا نستثني بالطبع بعض الحالات التي تعرض اليهود فيها لبعض المضايقات، وكان وضع يهود الشرق أفضل بكثير من وضع يهود أوروبا الذين اضطهدوا لأسباب سياسية واقتصادية ودينية، فكثيرا ما كانوا يطردون من البلدان التي أقاموا فيها، في حين لم يتعرض يهود بلدان الشرق لنفس المصير .

جِيد المعالي

06 Dec, 16:26


قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ ما في إنائها ) أو قال : مافي صفحتها .
رواه البخاري ومسلم

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : لو اشترطت الزوجة الثانية على زوجها أن يُطلّق زوجته الأولى فهذا الشرط لا يقبل ولا يوفى به لهذا الحديث ، فهذا الشرط مَحَرّم لأنه عدوان على الغير فيكون باطلاً ولا يجب الوفاء به ، بل لا يجب الالتزام به أصلاً لأنه شرط فاسد .

جِيد المعالي

06 Dec, 09:12


( خَلّها على طمام المرحوم )

مثل لبقاء الشيء على ما هو عليه وأصله من أقوالهم أن رجلاً إستضاف ضيفاً في يوم بارد وجاءت امرأته ( أي امرأة صاحب المنزل ) فجلست معهما ولكن انكشف طرف ثوبها فحاول المضيف أن يصرف نظر الضيف إلى جهة أخرى كالسقف فقال للضيف وهو ينظر إلى أعلى : شفت طمام الغرفة زين؟ هذي طمام المرحوم، يريد والده، نريد تغيير طمامها، وأخذ من دون أن ينظر ملقاطاً كان يلقط فيه الجمر ولمس به ما انكشف من عورة زوجته لتتنبه، وهي غافلة، فلما أحست بحرارة الملقط ضرطت، فقال الضيف خلّها على طمام المرحوم، فذهبت مثلاً .

جِيد المعالي

05 Dec, 14:23


حصل خلاف بين الشيخ ابن سعدي وقاضي عنيزة الشيخ عبدالرحمن بن عودان رحمهما الله، فحاول القاضي ابن عودان عزل ابن سعدي عن إمامة وخطابة الجامع الكبير ، لكنه فشل في محاولته، ثم انتقل إلى الرياض مدرساً في المعهد العلمي ثم أعيد إلى سلك القضاء ، وتوفي هناك سنة 1374، فلمّا علم بوفاته الشيخ ابن سعدي رحمه الله صلى عليه صلاة الغائب.

جِيد المعالي

05 Dec, 09:05


أحس برناردشو يوماً بتعب ألزمه الفراش ، فاستدعى الطبيب وحين حضر وجد المصعد معطلا فاضطر أن يرتقى السلم وما أن دخل على برناردشو حتى تهافت إلى الكرسى لاهثاً مبهوراً ، فوثب شو من فراشه و ناول الطبيب قرصاً من الدواء، ونصحه أن يمسك عن أكل اللحم والاكتفاء بالفاكهة والخضر إذ لولا ذلك كما يقول المريض للطبيب وإن شئت فالعكس صحيح ما استطاع شو أن ينهض من فراشه هكذا نشطاً وسنّه تعلو على سنّ الطبيب، إن لم تكن ضعفها ولم تفت شو النكتة وقد سنحت له أن يدعها تفلت منه ، فطلب من الطبيب بضع شلنات أجر علاجه له، إلّا أن الطبيب تبسم ضاحكاً من قوله وطالبه بجنيهين ، لأنه إذ ادعى الإعياء والتعب إنما كان يثير شو لينهض من فراشه ويناوله شيئاً من الدواء ، وقد كان ونجحت الحيلة ، وكانت وسيلة ناجحة في أن زال ما عند المريض من نصب عارض ، فاعترف شو بالغلبة للطبيب .

جِيد المعالي

04 Dec, 16:15


مما ورد في الأثر: ( أَفْضِلُوا يُحبكم الخدم )، يعني أنه ينبغي للإنسان أن يترك شيئاً من الأكل للخدم، ولا يأتي عليه كله فيأكله.

ومما يحكى أن رجلاً استضاف قوماً فأكلوا الأكل كله ولم يبقوا للخدام شيئاً، ثم بعد أن فرغوا قالوا لصاحب البيت: أكل طعامك الأبرار، وصلت عليك الملائكة الأخيار، وذكركم الله فيمن عنده، ثم طلبوا من الخدم أن يأتوا بالماء ليغسلوا لهم ،فامتنعوا وقالوا: ادعوا الملائكة ليغسلوا لكم.

جِيد المعالي

04 Dec, 09:25


دخل الشيخ العلامة إبراهيم بن حمد بن جاسر ( تـ 1333 ) المسجد الحرام أيام الحكم العثماني، فوجد حِلَق الصوفية تمارس بِدعها وخرافاتها، فلم تمنعه غربته، ولا إقرار حكومة البلاد لهذه الأعمال، من أن يسطو عليهم بعصاه ضربا، حتى
فرّقهم، فرُفع أمره إلى أمير مكة المكرمة الشريف عون الرفيق ، فلما حضر وحقق معه، عرف أن الصواب مع الشيخ ومنع هذه الأعمال البدعية .

ومما قاله للشريف عون يا شريف لو دخل عليك أحد، وقال لك: عون عون عون، أو قال: أنت الشريف الكريم المحسن للرعية الرحيم بالناس: أيهما أفضل؟
فقال الشريف الأول يستهزئ بي يستحق العقاب، والثاني يثني علي يستحق أن أكافئه.

فقال الشيخ إبراهيم هؤلاء يستهزئون بالله لأنهم يقولون هو هو هو دون مدح ولا ثناء، فعرف الشريف قدره، وأثنى عليه.

جِيد المعالي

03 Dec, 16:19


يقول الدكتور عبدالعزيز الخويطر رحمه الله :
تذكرت الآن طريفة، قد لا تكون وقعت في هذه الأيام، ولكني أخشى إن أخرتها لوقتها أن أنساها ، لهذا فهي وحش آبد ، وعلي أن أقيدها ، ولا أخاطر بتركها خشية ألا أتذكرها ، ولا ضرر من ذكرها هنا وذكرها كذلك مرة أخرى إذا تبين أنها
مقيدة بتاريخها في مكانها .

كنّا قاعدين ننتظر وصول أحد رؤساء الدول، في صالون المطار، وكان الأخ سليمان السليم وزير التجارة وكان غائبا ، وينوب عنه الأخ هشام ناظر ، وكان هناك أزمة خبز في الطائف ، وتباحث الإخوان الحاضرون في الأمر ، وسألوا هشاماً عن الحل ، فقال بطريقته الفكهة : الحل بسيط : لماذا لا يأكل الناس البسكويت؟.
انتهى كلام الخويطر رحمه الله


أقول : والعبارة التي قالها معالى الأستاذ هشام ناظر وأراد بها المفاكهة، هي ذات العبارة التي نسبها جان جاك روسو في كتابه " الإعترافات " للملكة الفرنسية ماري أنطوانيت، لمّا قامت الثورة وقالوا لها : الشعب لا يجد الخبز، فقالت : ( ليأكلوا البسكويت )، أو هي قالت : ( ليأكلوا الچاتوه )، على خلاف بين الرواه، والذين اختلفوا أصلاً في القائل، هل هو ماري أنطوانيت أم أن الذي قال العبارة شخص آخر؟ وربما قيلت قبل أن تولد ماري أنطوانيت نفسها.

جِيد المعالي

03 Dec, 09:01


فائدة شتوية :


في حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه كما في صحيح مسلم :خرج رسول الله ﷺ ليقضي حاجته، فلما رجع تلقيته بالإدواة،فصببت عليه، فغسل يديه ثم غسل وجهه، ثم ذهب ليغسل ذراعيه فضاقت الجبة، (فأخرجهما من تحت الجبة) .

يقول النووي : ( فأخرجهما من تحت الجبة ) فيه جواز مثل هذا وفي الخلوة، وأما بين الناس، فينبغي أن لا يفعل لغير حاجة، لأن فيه إخلالاً بالمروءة .


وقد عدَّ بعض أهل العلم أن وضع الجبة على الكتفين دون إدخال اليدين في الأكمام من خوارم المروءة.

جِيد المعالي

02 Dec, 14:24


هذا والله إلي ما خلاها في نفسه 😁

يقول أحمد أمين في فيض الخاطر : حدّثني قاض فاضل جليل أنه عرض عليه يوماً قضية غريبة طريفة، ذلك أن رجلا ادعى على آخر أنه بينما هو يسير في الطريق إذ صفعه المُدّعى عليه صفعة قوية على قفاه من غير أن يكون هناك أي سبب يستدعي ذلك، فلما سئل المدعى عليه: هل صفعت هذا الرجل؟
قال: نعم.
أتعرفه من قبل ؟
قال : لا .
هل بينكما معاملة تستدعي أن تصفعه؟
قال: لا.
هل حدثت بينكما مشادة ترتب عليها الصفع ؟ قال: لا.
فما السبب إذن؟
قال: كنت سائرا في الطريق، فلفت نظري عظم قفاه وامتداده واستعراضه، فأوحى إليَّ هذا القفا أنه صالح كل الصلاحية للصفع، فلم أدر إلّا وقد تحركت يدي من جنبي وصفعته صفعة قوية شفيت بها شهوتي .

جِيد المعالي

02 Dec, 09:08


دعاء الكرب دعاء عظيم الفضل، جليل القدر، وهو مروي في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ ، وهو : ( لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم )، فما دعا بهذا الدعاء مهموم ولا مغموم ولا مكروب إلّا وفرج الله عنه.

ومما يحكى في فضله أن رجلاً من العلماء بأصفهان يسمى بأبي بكر بن علي، وكان مفتي أصفهان، فلما ذات مرة أفتى بفتوى على خلاف ما يهوى السلطان، فسجنه وقيده، وكان له تلميذ يحبه حباً شديداً، فاهتم لذلك هماً عظيماً، وطلب من السلطان أن يسجنه بدل الشيخ فأبى، فرأى التلميذ في المنام النبي ﷺ، وقال له: قل لشيخك أبي بكر بن علي يدعو بدعاء الكرب، فانتبه التلميذ وسار إليه وأخبره، فبدأ الشيخ من حينئذ يدعو بدعاء الكرب، فما غربت الشمس إلا ورسل السلطان واقفين بباب السجن يسألون عنه، فأخرجوه من السجن، وأتوا به إلى السلطان فأكرمه، وقال له: يا شيخ أبا بكر من بعد الفجر وأنا كلما أردت أن أنام أراك قابض على حلقي لتقتلني، فعرفت أنك تدعو علي، فقال له: إني ما دعوت إلا بدعاء الكرب، فقال: وما دعاء الكرب؟ فأتى به له.

جِيد المعالي

01 Dec, 17:16


(فائدة):

قال الإمام الحسن البصري رحمه الله: إذا كان يوم القيامة يأتي الشخص الظالم، ويأتي المظلومون، فيقولون يا ربنا هذا ظلمنا، فيؤخذ من حسناته ويعطونها المظلومين حتى تنفد جميع حسناته، ولا يبقى إلاّ حسنات الصوم، فيقول المظلومون: يا ربنا آتنا من حسناته، فيقول الله: خذوا من سيئاتهم وضعوها على كتفه، فيقول المظلومون يا ربنا آتنا من حسنات صيامه فيقول الله: أما تدرون أن الصوم لي وأنا أجزي به، فمن مزايا الصوم أنه لا يؤخذ في المقاصة.

هذا القول قال به بعض أهل العلم.

جِيد المعالي

01 Dec, 14:35


كان العقيلي محمد الفوزان رحمه الله يبيع القهوة والهيل والمواد الغذائية، إذا جاءه رجل من عقيل باع عليه، وأعطاه ما يريد، ويصبر عليه بالمبلغ، وذات يوم جاءه رجل من طلبة العلم، فقال: يا عم محمد أعطني كذا من القهوة والهيل.

فقال له: وين الفلوس؟
قال: بعدين أحضرها بعد يوم أو يومين.
فقال له: لا، حتى تحضر المال.
فقال: وهؤلاء الذين تعطيهم وتصبر عليهم، ما الفرق بيننا؟
قال: هذولا (أي هؤلاء) شاربين من غزّة، وأنت ما شربت.

فذهب الرجل وشكاه على الشيخ ابن حميد - رحمه الله - فاستدعاه الشيخ، وسأله عن كلامه؟ فقال: يا شيخ، هذولا لا يمكن أن يتخلفوا عن السداد لأن رأس مال العقيلي صِدقه، فإذا عُرف عنه المماطلة لا يبضعه، ولا يعامله أحد، فيكون عليه حصار، وتنهى حياته بين جماعته، ولكن كان أنت يا شيخ تكفل طلبة العلم، فأنا أعطيهم ما يطلبون وتكفل سدادهم، فعذره الشيخ بذلك .

جِيد المعالي

01 Dec, 09:03


روى الأستاذ ناصر الدين النشاشيبي حواراً له مع ( فلاح المدادحة ) وزير الدفاع الأردني الذي شهد إقالة قائد الجيش الأردني البريطاني الجنرال كلوب باشا ( أبو حنيك ) وطرده، وتولّى توديعه في المطار وهو راحل إلى بريطانيا ، ومن هذا الحوار نجتزئ بعض الفقرات الموحية بصورة الحقيقة : ( ووصلت إلى مبنى القيادة، ومشيت صوب وزارة الدفاع الوطني حيث يقع مكتب السيد فلاح المدادحة، وزير الدفاع الأردني، قلت لوزير الدفاع الأردني تكلم وحدثني عن كلوب، فقال: أنا فرحان، أنا سعيد جداً، لقد استعدنا معاني كرامتنا، إن منصب وزير الدفاع في عهد كلوب لم يكن أكثر من طرطور، كان يفعل كل شيء ولا يترك لنا شيئا، كنا بوجوده مجرد أصفار، ولم نكن نستطيع أن نقف أمامه أو نمارس سلطاتنا بوجوده، كنا نجهل كل ما يدور حولنا
كان يدفن أسراره في قلبه ولا يستشيرنا في شيء، وأنا لا أستثني من هذا الوصف أحداً، لقد تولى وزارة الدفاع أكثر من وزير، لقد شغل هذا المنصب في الماضي ( فوزي الملقي ) و ( أنور نسيبه ) و ( فرحان شبيلات ) و ( سليمان طوقان ) ، ولكنهم كانوا وأنا منهم مجرد طراطير ،أسرار الجيش كلها عند كلوب، أسرار المال كلها عند كلوب، الخطط والسياسة كلها عند كلوب، أما نحن فكنا نكتفي بما يتفضل به علينا من معلومات .

قلت : واليوم؟

قال وجسمه يقفز من مكتبه : اليوم يوم الحرية

قلت: أريد أن أسمع رأيك في الجنرال كلوب ؟

قال: رأيي أنه خائن، وقد قلت له هذا الرأي عام ١٩٤٨ أمام الملك عبد الله و( توفيق أبو الهدى ) .

قلت: أريد أن أسمع القصة.

قال: كنت يومها وزيراً للدفاع في وزارة توفيق أبو الهدى وكنا مجتمعين في القصر الملكي مع الملك عبد الله، وكلوب، لبحث موضوع الهدنة في حرب فلسطين، وبدأ كلوب يتكلم، قال لنا: إن مخابئ الأسلحة خالية من الذخيرة وقال لنا: أنه لا يستطيع أن يحارب لأكثر من مدة خمس ساعات، قال لنا: إن الجيش تعبان ،وأن علينا أن نقبل الهدنة،ثم نهض كلوب ورفع يده بالتحية العسكرية للملك عبد الله واتجه لينصرف.

نهضت أنا من مقعدي وقلت له انتظر يا باشا، أريد أن أقول لك شيئا ، أريد أن أقول لك أنك خائن، أنت خائن كبريطاني، وخائن كأردني إنك لو صادقتنا وراعيت مصلحتنا لكنت خائنا لبلدك البريطاني، ولو أنك راعيت مصلحة بريطانيا لكنت خائنا لهذا البلد، أنت خائن على كل الوجوه، وأنا بوصفي وزيراً مسئولاً لا أصدق حرفا واحداً من كلامك .
قلت له: وبماذا أجاب كلوب؟

قال: اكتفى بالابتسام، بينما نهض الملك عبد الله من مقعده وأمرني بالسكوت قلت: هل خطر ببالك أن تذكر كلوب بهذه القصة وأنت تحمله بسيارتك أمس من بيته إلى المطار لآخر مرة؟

قال: أقول لك الحق، لقد أشفقت عليه، كان صامتا كصمت الأموات، ولم يتكلم، ولم يعلق، وعندما أشرفنا على المطار مال ليقول لي: لا أدري سببا لهذه المفاجأة، ليس لي ذنب في كل الذي حصل

قلت له أي للجنرال كلوب : لم تكن يا باشا سوى موظف، والموظف دائماً عرضة لمثل هذه الإجراءات...

جِيد المعالي

30 Nov, 16:38


(فائدة):
يطلق اليوم في اللغة على أربعة معان:

الأول: يطلق على ساعة الحرب ولو كانت ساعة واحدة، ومنه قوله تعالى: ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ).

الثاني: يطلق على اليوم الشرعي وهو ما بين طلوع الفجر وغروب الشمس، ومنه قوله تعالى في أيام رمضان: ( أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ) .

الثالث: يطلق على الدولة، ومنه قوله تعالى: ( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ) .

الرابع: يطلق على ما يعم الليل والنهار، ومنه يوم عرفة، ومنه قول الشاعر:
هَلِ الدَّهْرُ إِلَّا لَيْلَةٌ وَنَهَارُهَا
وَإِلَّا طُلُوعُ الشَّمْسِ ثُمَّ غِيَارُهَا

جِيد المعالي

30 Nov, 14:46


قال أبو حاتم ابن أخي بكار بن قتيبة القاضي قدِم على عمى رجل من البصرة فأكرمه وقربه وأدناه ، وذكر أنه كان معه له علم وزهادة ونسك في المكتب ( المدرسة ) ومضت له أيام فجاء الرجل في شهادة ومعه شاهد من شهود مصر فما قبل شهادته ، فقلت لعمى : هذا رجل زاهد وأنت تعرفه ، فقال : يا ابن أخي ما رددت شهادته إلّا أنه لمّا كُنّا صغاراً وكنّا على مائدة عليها أرز وفيها حلو فنقبت الأرز بإصبعي فقال لى : ( أخرقتها لتغرق أهلها ) ، فقلت له : أتهزأ بكتاب الله على الطعام ثم أمسكت عن كلامه مدة وما أقدر على قبول قوله وأنا أذكر ذلك منه.

جِيد المعالي

30 Nov, 09:17


كان سلمة بن الأكوع من أجل أصحاب رسول الله ﷺ رضي الله عنهم وكان من العدّائين، حتى أنه يؤتى بالخيل المضمّرة أي الخفيفة فتطلق في الميدان فيعدو هو وراءها فيسبقها، وكان مصيباً في الرمي لا يخطئ أبداً، ويحكى أن أناساً سرقوا من إبل الصدقة شيئاً وهربوا، فجعل يرميهم، فما بقي لهم فرس إلّا أصابه، ولا أحد منهم إلّا جرحه، حتى أوقف حركتهم، ثم جاء وأخبر النبي ﷺ، ورجع إليهم يعدو وأدركهم، وجعل يرميهم حتى أدركه الرجال على الخيل الذين أرسلهم النبي ﷺ ليأخذوا إبل الصدقة الذي سرقوها.

جِيد المعالي

29 Nov, 16:02


في الأمثال (ضَبٍّ يطلع من القِدر )

يقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي رحمه الله وهو مثل يُضرب لمن لا تنتهي مقاومته ،وأصله أن الضبّ يُذبح ويبقى مذبوحاً يوماً أو ليلة ثم يوضع في القدر فيتحرك ، وقد جربت ذلك بنفسي فرأيت ضباً يتحرك بعد أن ذبحه أحد جيراننا في بريدة، ولم يبق من عنقه إلاّ الجِلد، فكان يتحرك لمدة يومين كاملين بعد ذبحه ،

وبخاصة إذا مس ظهره، وقد بقي الضب هذه المدة مذبوحاً، لأنني وجيراننا لم نشته أكله، فتركه صاحبه مذبوحاً حتى جاء رجل اعتاد أكله فأخذه .

قال الزمخشري : يبلغ من قوة نفس (الضبّ) أنه يذبح، وتلقى حشوة بطنه ويُطبخ بعد يوم فيضطرب في القدر .

وقبله ذكر الجاحظ أن الضب ربما تحرك بعد ثلاثة أيام من ذبحه ، ولذلك تضرب العرب القدماء المثل بطول ذماء الضب، والذماء : ما بين القتل إلى خروج النفس، ولا ذماء للإنسان .

جِيد المعالي

29 Nov, 08:59


فائدة :

قال تعالى في كتابه العزيز ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ )

قالوا : يستفاد من هذه الآية وجوب الجمعة من ثلاثة أوجه

الأول : أن الله سبحانه وتعالى أوجب علينا معشر الأمة السعي إلى الجمعة، ولا شك أن السعي إليها وسيلة، وهي المقصد، فإذا كانت الوسيلة واجبة فالمقصد واجب من باب أولى.


الثاني : أن الله سبحانه وتعالى أوجب الأذان يوم الجمعة، ولا يجب الأذان إلا لفريضة.

الثالث : أن الله سبحانه وتعالى نهانا عن البيع، والبيع مباح، ولا ينهى عن المباح إلا من أجل اشتغال بواجب.

جِيد المعالي

12 Nov, 17:42


حُكي أن الشيخ أحمد بن قاسم تلميذ الشيخ أحمد بن حجر ذهب إلى مصر، وكان يحضر مدارس الشيخ محمد الرملي ويباحثه، وكان الشيخ الرملي يطالع كثيراً ويبيت ساهراً لتحقيق المباحث والمسائل، فقالت له أمه: ما لك يا محمد تُتعب نفسك في المطالعة؟
فقال لها: إن رَجُلا غريباً دخل البلد ويحضر مدارسنا ويُباحثنا في المسائل، هذا الذي حملني على كثرة المطالعة، فلما أصبحت سألت عن الرجل الغريب فدلوها عليه وجاءت إليه وقالت له: أنت ممنوع من حضور مدارس ولدي محمد.

وهذا من رحمة الأبوين.

جِيد المعالي

12 Nov, 15:23


يقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي رحمه الله :
وقالوا في المحتال من الناس: ( أعير من عيايرة مصر ) وعيايرة: جمع عيار بمعنى اللص المحتال وذلك لما كانوا يشاهدونه ويعلمونه من حيل اللصوص المصريين مما لم يكن يخطر لهم في بلادهم على بال.
ولهم في ذكر حيل العيارين واللصوص في مصر حكايات كثيرة، لا يتسع المجال لذكرها هنا.

جِيد المعالي

12 Nov, 09:00


قصة لطيفة في الحظ


يحكى أنه كان هناك تاجر من كبار التجار يجلب بضائع كبيرة من أفريقيا ، ويأتي بها إلى سوريا وبالعكس ، وكان مشهوراً بحسن الحظ ، وكان يمر عبر مصر ، فمرة من المرات قالوا : إنه أتى بقوافل كبيرة وكثيرة ، فضربوا عليه عشوراً كبيرة ، فاشتكى منه ، فقالوا له : إن بضائعك كثيرة ،فشکی حاله إلى رئيس الجمارك ، وأنه لا يقدر على تحمل هذا العشور الكبيرة ، فلم يستمع إلى شكواه ، فسأل : إلى من يشتكي ؟
قالوا له : إلى الملك ، فذهب إلى قصر الملك ، فقالوا له : إنه خرج للصيد ، فسأل عن موقعه فدلوه عليه ، فذهب إليه ووجده في مخيم بالصحراء خارج البلد ، فسأل أعوانه عن سبب اختيارهم هذا المحل الذي خيموا فيه ، وكأنه غير صالح للصيد!
فقالوا له : إن الملك يلبس خاتماً قيمته عشرات الألوف من الدنانير ، وإنه فقد الخاتم في هذه الأماكن ، وأمرنا بالبحث عنه ، فاستأذن التاجر في الدخول عليه ، فاستأذنوا له عند الملك ، وأخبروه بأنه التاجر المحظوظ ، فأذن له ، فدخل وسلم عليه ، فرد عليه وقال له : ما أحضرك إلينا ؟
قال : جئت أشكو إليك أصحاب الجمارك ، ضربوا علي جمركاً كبيراً .
قال له : أنت عندك أموال كثيرة وتجارة كبيرة ، وتتحمل ما طلبوه منك ، وأنت مشهور بالحظ . قال له : نعم ، وإنني أشكر الله على ذلك .

قال له الملك : إلى أي حد بلغ حظك ؟
قال : بلغ حظي أنني أقول بيدي في الرمل هكذا - وأخذ قبضة رمل من الأرض بيده - وأفتحها على ذهب ، وفتح يده فإذا بخاتم الملك ظهر في يده ، فبهت الملك وفرح بالخاتم !
وقال له : اطلب ما تريد .
فقال له التاجر : ارفع عني هذه الجمارك ،فرفعها عنه ، وهذا من حسن الحظ.

جِيد المعالي

11 Nov, 16:05


يقول الشيخ عمر الأشقر رحمه الله : كان الشيخ ابن باز رحمه الله حكيماً فيما يفتي به، فقد حضرته يوماً وقد سأله بعض طلبة العلم عن زوجته التي ترفض دفع زكاة حُليها، فقال له : لا بأس في ذلك ، ويحسن بك إذا تصدقت بصدقة أن تنوي أن يكون زكاة عن ذلك الحُلي .
فلما خرج الرجل ، ناقشته في ذلك وقلت : كيف ذلك ، وأنت تقول بوجوب زكاة الحُلي ؟
فقال لي : يا عمر، تريد أن تفتيه بالوجوب ، فيقع النزاع بينه وبين زوجته فيطلقها ! ! .

جِيد المعالي

11 Nov, 13:54


إللي ما يرضى بجزة صوف يرضى بجزة وخروف

يقال أن حاكماً تركياً أمر على قوم من الأعراب أن يحضر كل منهم جزة خروف وهي الصوف الذي يؤخذ منه، ولكن بعضهم لم يمتثل ذلك طمعاً في الجزة، وحرصاً على الانتفاع بها، فألزمهم بخروف مع جزته وقال هذا القول الذي اصبح مثلاً : اللي ما يرضى بجزة صوف يرضى بجزة وخروف.

جِيد المعالي

11 Nov, 09:18


يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله : إن علينا أن نُفهم الفتاة العربية أو الفتاة المسلمة حقيقة لا نزاع فيها، سمعنا عنها من الثقات ورأيناها، رأيتها أنا في أوروبا رأي العين، وهي: إن المرأة في أوروبا ليست سعيدة ولا مكرَّمة، إنها ممتهنة، إنها قد تكرَّم مؤقتا وقد تربح المال ما دام لديها الجمال، فإذا فرغوا من استعمال جمالها رمَوها كما تُرمى ليمونةٌ امتُص ماؤها، فكيف نُفهم المرأة عندنا هذه الحقيقة؟ كيف نقنعها بأن الإسلام أعطاها من الحق وأولاها من التكْرِمة ما لم تنل مثلَه المرأةُ الأوربية أو الأمريكية، وأنه صانها عن الابتذال ولم يكلِّفها العمل والكسب؟.

جِيد المعالي

10 Nov, 17:10


ذكروا عن الشيخ عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف رحمه الله أنه استأجر عاملين لعمل لا يتم إلّا بنفرين، فحضر أحد العاملين وغاب الآخر فاستغنى عنه، فادّعى العامل أنه قد تفرغ له هذا اليوم، وأنه يريد أجرته لهذا اليوم، فقال له الشيخ عبد الرحمن بن عبيد الله تعجيزاً : أنت عامل عندي طول النهار، اذهب إلى المسجد وتوضأ ثم صل ركعتين! فإذا فرغت فتوضاً وصل ركعتين وهكذا طول اليوم، وآخر النهار سأدفع لك أجرتك، فأخذ العامل رداءه وولى ساخطاً ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةُ إِلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ )

جِيد المعالي

10 Nov, 16:00


قال الفخر الرازي في تفسيره " مفاتيح الغيب " عند قوله تعالى: (فأنساه الشيطان ذكر ربه) :

والذي جرَّبتُهُ من أول عمري إلى آخره: أن الإنسان كلما عوّل في أمر من الأمور على غير الله، صار ذلك سببًا إلى البلاء والمحنة والشدة والرزية، وإذا عوّل العبد على الله ولم يرجع إلى أحد من الخلق، حصل ذلك المطلوب على أحسن الوجوه، فهذه التجربة قد استمرتْ لي من أول عمري إلى هذا الوقت الذي بلغت فيه إلى السابع والخمسين، فعند هذا استقرَّ قلبي على أنه لا مصلحة للإنسان في التعويل على شيء سوى فضل الله تعالى وإحسانه.

جِيد المعالي

10 Nov, 09:17


كتب الأمير شكيب أرسلان سنة 1938 أن الكيان اليهودي سيكون خطراً على العرب بشكل بالغ، إذ يقول: إن اليهود لن يكتفوا بفلسطين بل إنهم سيحاولون في مراحل لاحقة قضم أراضي العرب المحيطة بفلسطين، بالتالي العمل على تهوديها، لذلك فإذا لم يتمكن العرب من تثبيت إخوانه عرب فلسطين في أراضيهم، فإن العالم بأجمعه سينسى وجود أمة عربية وبالتالي فإن الدول المجاورة و الإستعمارية سوف تمد يدها إلى أطراف العالم العربي وتستحله علما منها بضعف العالم العربي .

جِيد المعالي

09 Nov, 17:19


يقول الشيخ محمد الموسى رحمه الله : في يوم من الأيام كان سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله على موعد بعد صلاة الفجر ، فلم يصل في المسجد ، وذهبنا بعد الصلاة إلى منزل سماحته وانتظرناه ، وقلقنا عليه ، فخرج علينا وسأل عن الوقت ، فأخبرناه بأن الجماعة قد صلوا ، وكان رحمه الله متعباً في الليل ، ولم ينم إلا في ساعة متأخرة ، وبعد أن قام للتهجد اضطجع فأخذه النوم ، ولم يكن حوله أحد يوقظه ، أو يضبط له الساعة المنبهة .

وبعد أن علم أن الناس قد صلوا صلى ، وقال للأخوين الزميلين الشيخ عبدالرحمن العتيق ، والأخ حمد الناصر : هذه أول مرة تفوتني صلاة الفجر ، وقد نام النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر عن صلاة الفجر ، وأمر بالانتقال من ذلك المكان ، وقال : ( إن فيه شيطاناً ) .

وهذه الحادثة أفادتنا أن سماحة الشيخ رحمه الله كان شديد المحافظة على صلاة الجماعة ، إذ كيف لا تفوته صلاة الفجر مع الجماعة طيلة عمره المديد إلا مرة واحدة !.

جِيد المعالي

09 Nov, 14:54


سلطة أهل نجد

من النكت التي تروى أن أحد أشراف مكة كان له صديق من أهل نجد يأكل على طعامه، فتذاكروا أمر (الزلطة) وكانت أول ما استحدثت تؤكل لتشهي الطعام، فسأل الشريف صاحبه عما إذا كانت توجد عند أهل نجد ( زلطة) تشهي الطعام فانبرى النجدي يؤكد ذلك بقوة ودعا الشريف إلى الغداء في بيته ليقدم له فيه (زلطة نجد) وكان موعد الغداء المعتاد قبل الظهر، فحضر الشريف وأصحابه على الموعد، ولكن صاحبهم لم يقدم الغداء وأذن للظهر فصلوا ثم عادوا ولم يقدمه حتى طلبوا منه أن يحضره فأحضره وليس معه الزلطة التي ذكرها إلا أنهم أمعنوا فيه أكلاً بسرعة، وهنا قال النجدي : إن زلطة أهل نجد هي الجوع الذي أحسستم به الآن، وهي التي تجعلنا نشتهي الطعام .

جِيد المعالي

09 Nov, 09:18


لما جاء ابن الحاج الفاسي يقرأ على ابن أبي جمرة ، قال له ابن أبي جمرة : أما تقرأ على العلماء ؟
فقال ابن الحاج : أريد أن أقرأ عليك
فقال له : كيف تترك العلماء ، وتأتي تقرأ على مثلي ؟
فقال : أريد أن أقرأ عليك
فقال : استخر الله تعالى
قال : فاستخرت الله تعالى ثم جئت إليه فقلت : اقرأ !
قال : عزمت ؟
قلت : نعم !
فقال لي : لا يخطر بخاطرك ولا يمر ببالك أنك تقرأ على عالِم ولا أنك بين يدي شيخ إنّما نحن إخوان مجتمعون نتذاكر أشياء من أحكام الله تعالى، فعلى أي لسان خلق الله الصواب والحق قبلناه وإن كان صبياً من المكتب ( المدرسة ) .

جِيد المعالي

08 Nov, 14:35


ذهب السياسي السوري الشهير فارس بك الخوري لحيفا ليفتش له عن طربوش
وهو مشهور بهامته الكبيرة وقصر القامة في الوقت نفسه ، فأخيرا عثر على طربوش
بمقام رأسه أو ملائم لرأسه بعد لأيٍ وجهد
فطلب منه صاحب محل الطرابيش ثمنا مضاعفا.

فقال له: لماذا ؟

فقال صاحب المحل: لو طفت حيفا كلها ما بتلاقي هالقياس، فإذا وجدت ادفع لي إللي بدك ياه.

فرد فارس: لو برمت فلسطين كلها ما راح تلاقي راس يلائم طربوشك ، وإذا وجدت راح أدفعلك ضعفه.

جِيد المعالي

08 Nov, 09:19


يقول الشيخ محمد الموسى رحمه الله : في يوم من الأيام رن الهاتف فأخذ سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله السماعة على غير العادة ، وإذا هم أهلي يطلبونني ، فناولني سماحته السماعة، وأخذ ينتظرني حتى أفرغ من المكالمة .
وكنت حريصاً على الاختصار لأن وقت سماحة الشيخ لا يسمح بالإطالة والمجلس مليء بالحاضرين ، وأهلي يعلمون ذلك .
والذي حصل أن أهلي سألوني : هل ستتغدى معنا هذا اليوم ؟
فقلت : لا ، وبذلك انتهى الغرض ، ووضعت سماعة الهاتف .

فقال لي سماحة الشيخ : انتهيت من المكالمة ؟ قلت : نعم .
فقال رحمه الله : ما هذا الجفاء ؟ أهكذا تكلمون أهليكم ؟ أسأل الله العافية .

فقلت : يا سماحة الشيخ المقصود قد انتهى ولا أريد الإطالة فالوقت لا يسمح .
فقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، خيركم خيركم لأهله .

جِيد المعالي

07 Nov, 14:27


يقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي رحمه الله :
كان أحد المتدينين ويقال له "مْطوّع" ، أي إمام في المسجد، كان يترصد المدخنين ، الذين كانوا يشربون الدخان سراً بحيث لا يستطيعون أن يجاهروا بذلك وإلّا تعرضوا للسخرية والعقاب، فكان إذا ما شم دخانا في مكان طرق الباب على الشاربين ووبخهم أو ضربهم إذا لم يكونوا من الكبار ، وكان له ابن قد غاب عنه مدة في العراق، وبلغه أنه استغنى، فذهب للعراق ليراه وليحصل منه على شيء، فرأى ما في العراق مما ليس في
بلده .

فلما عاد إلى بلده جاء إليه أحدهم قائلاً : يا فلان ، شف فلان وفلان في بيت فلان يتتُنون، يريده أن ينكر عليهم فقال للقائل : ( يا وليدي رحنا للعراق وخلينا التَتّينه في طقاع البل ) وطقاع البل : ضراط الإبل .

وهذا مثل يضرب لمن تجاوز شيئاً بمراحل ، يريد أنه رأى ما هو أغلظ، لذلك ترك إنكاره .

جِيد المعالي

07 Nov, 09:00


يقول الرحالة أمين الريحاني في وصف الشريف حسين بن علي قائد الثورة العربية ضد الأتراك : كان الشريف حسين الكُلّ في الكُلّ، حتى في تحرير جريدة " القِبلة " فقد كان يظن أن مقالاته الإفتتاحية تُترجم إلى اللغات الأوروبية فيطالعها ويهتم بها الوزراء، وأن آراءه في سياسة العالم وسياسة الحياة من أصغر الجزئيات إلى أكبر النظريات هي وحي منزل، وأن تفسيره لبعض آيات القرآن هو أصح من تفسير الأئمة الكبار، وأنه في الفصاحة والبيان مثله في العلم أمير أقرانه وفريد زمانه، وأنه إذا استصرخ العرب يجيئونه من أقصى الجزيرة سامعين لامعين، وأنه يستطيع وهو في المخلوان (يقصد ديوانه الخاص) أن ينقذ البلاد ويؤسس الدولة العربية، بل كان يظن أن العالم الإسلامي بأجمعه يبتسم لابتسامته ويغضب لغضبه، وأن الذين يخدمونه يخدمون العرب والإسلام ولا يبغون أجرا غير رضاه.


ويقول فؤاد الخطيب وزير خارجيته عن نفسه: إنه لم تكن لديه أي سلطة في منصبه كوزير للخارجية، ولم يباشر أي عمل من الأعمال التي تدخل في دائرة اختصاصه، بل كان تجاه الحسين كالملائكة تجاه الله يسبح بحمده ويقدس له، وكثيرا ما تصدر المذكرات بتوقيعه دون أن يطلع عليها أو يعرف عنها شيئا، وإذا اطلع على مذكرة منها صدفة وأجرى عليها بعض التصليحات النحوية واللغوية أمر الحسين بإعادة كتابتها لكي ترجع كما كانت سابقا.

جِيد المعالي

06 Nov, 17:16


انتدبت الحكومة الفرنسية في القرن الماضي المسيو " ليون روثر " ليكون جاسوساً على الأمير عبدالقادر الجزائري ، وأوعزت إليه أن يتظاهر عنده بالإسلام ، وأن يتوصل إلى أن يكون موضع ثقته ومحل أمانته .

ففعل ذلك ونجح وأقام في ديار المسلمين ثلاثين عاماً ، تعلم في أثنائها اللغة العربية وفنونها والإسلام وعلومه ، واختبر الأوطان الإسلامية المهمة : الجزائر ، وتونس ، ومصر ، والحجاز ، والقسطنطينية . ثم ألف كتاباً اسمه ( ثلاثون عاماً في الإسلام ) قال فيه : اعتنقت دين الإسلام زمناً طويلاً لأدخل عند الأمير عبدالقادر دسيسة من قِبَل فرنسا ، وقد نجحت في الحيلة ، فوثق بي الأمير وثوقاً تاماً ، واتخذني سكرتيراً له، فوجدت هذا الدين الذي يعيبه الكثيرون منا أفضل دين عرفته ، فهو دين إنساني طبيعي اقتصادي أدبي ،ولم أذكر شيئاً من قوانينا الوضعية إلاّ وجدته مشروعاً فيه ، بل إنني عدت إلى الشريعة التي يسميها " جول سيمون " الشريعة الطبيعية ، فوجدتها كأنها أُخذت عن الشريعة الإسلامية أخذاً، ثم بحثت عن تأثير هذا الدين في نفوس المسلمين فوجدته قد ملأها شجاعة وشهامة ووداعة وجمالاً وكرماً، بل وجدتُ هذه النفوس على مثال ما يحلم به الفلاسفة من نفوس الخير والرحمة والمعروف ، في عالم لا يعرف الشر واللغو والكذب، فالمسلم بسيط لا يظن بأحد سوء ، ثم هو لا يستحل محرماً في طلب الرزق ، ولذلك كان أقل مالاً من الإسرائيليين ، ومن بعض المسيحيين .

ولقد وجدت في الإسلام حل المسألتين الإجتماعيتين اللتين تشغلان العالم طُرّاً :
الأولى : في قول القرآن : ( إنما المؤمنون إخوة ) ، فهذا أجمل مبادئ الاشتراكية .
والثانية : في فرض الزكاة على كل ذي مال ، وتخويل الفقراء ( بواسطة ولي الأمر المسلم ) حق أخذها غصباً إن امتنع الأغنياء عن دفعها طوعاً ، وهذا دواء الفوضوية .

إن الإسلام دين المحامد والفضائل ، ولو أنه وجد رجالاً يُعلّمونه الناس حق التعليم ، ويفسرونه تمام التفسير ، لكان المسلمون اليوم أرقى العالمين ، وأسبقهم في كل الميادين .

جِيد المعالي

06 Nov, 07:01


لطائف ونُتف عن البيت الأبيض

‏لما أراد جورج واشنطن بناء بيت لرئيس أمريكا فاز الإيرلندي الأصل جيمس هوبن بتصميمه عام 1792 والحقيقة أنه نقل تصميم قصر إيرلندي جاهز وأعجبهم

‏جورج واشنطن وافق على التصميم وكان تكلفة البناء آنذاك 400 ألف دولار وهو مبلغ بسيط ، لكن جورج واشنطن مات أثناء البناء الذي تم خلال 10 سنوات

‏وفي أثناء حربهم عام 1814 أشعل فيه الانجليز النار لحرق المستندات التاريخية مما أدى إلى هدم أجزاء منه فاتصلوا بهوبن مجددا ليعيد البناء

‏أول من سكن البيت الأبيض كان الرئيس ( المُوحّد ) جون آدمز واللطيف أن زوجته لم ترتح في البيت الأبيض فعادت إلى قريتها فعاش به بلا زوجة

بعض رؤساء الولايات المتحدة عاشوا عُزّاباً في البيت الأبيض كان أولهم :
توماس جيفرسون فقد ماتت زوجته قبل ان يصبح رئيساً بـ 18 عاما ولم يتزوج من بعدها وقامت ابنتيه بدور السيدة الأولى للبيت الأبيض

وكان ثاني الرؤساء العُزّاب هو أندرو جونسون ( جاكسون ) فقد ماتت زوجته بالسكتة القلبية قبل أن يتولى الحكم فرفض أن يتزوج فقامت ابنة أخت زوجته بمهام السيدة الأولى واللطيف أنه كان يصمم ملابسه ويخيطها بنفسه ويُسمى الرئيس القاتل فقد قتل خصمه أثناء مبارزة قانونية بالمسدسات

الثالث كان مارتن فان بيرين وهو ألماني الأصل فقد ماتت زوجته قبل توليه الحكم بـ 19 عاما فقامت بمهام السيدة الأولى زوجة ابنه

أما زوجة ويليام هاريسون الرئيس الذي مات في مكتبه فلم تدخل البيت الأبيض نظرا لمرضها وملازمتها الفراش قبل انتخاب زوجها بشهر واحد فعاش فيه عزباً ثم مات لاحقاً

زوجة الرئيس جيمس كنوكس كانت تحرص على عدم تقديم المشروبات الروحية وإلغاء حفلات الرقص لاعتقادها ان هذا يتنافى مع أهداف وكرامة البيت الأبيض ويعتبرها الأمريكان أفشل سيدات البيت الأبيض

الرئيسين جون نايلر ونليفلاند لم يكونا متزوجين بعد انتخابهما بل تزوجا في البيت الأبيض

الرئيس جيمس بوكانان لم يتزوج مطلقاً فعاش فيه عزباً

الرئيس الحادي والعشرين تشتر آرثر رفض الإقامة في البيت الأبيض لأنه كئيب وموحش وأثاثه قديم وطلب من الكونجرس بعض التعديلات عليه وإلا فإنه سيقوم بها على حسابه الخاص فوافق الكونجرس على بعضها 

الطابع الفرنسي كان هو الغالب على أثاث البيت الأبيض وحتى عهد آيزنهاور وذلك بسبب بغض الأمريكان للإنجليز وفترة إحتلالهم لأمريكا لم يستخدوا أثاثهم وديكوراتهم

يتحدث سكان البيت الأبيض عن وجود أشباح تطاردهم ومن أشهر هذه الأشباح شبح الرئيس إبراهام لنكولن وشبح الرئيس أندرو جونسون ( جاكسون ) وشبح السيدة الأولى ابيجيل آدمز وشبح السيدة الأولى ماريان آدامز وشبح السيدة الأولى الينور روزفلت ....الخ فتلتقي في هذا البيت الخرب شياطين الجن بشياطين الإنس

قد يكون .. للحديث بقية..

جِيد المعالي

05 Nov, 14:49


يقول الدكتور عبدالرحمن العثيمين رحمه الله : جاءني رجل من الشام وأنا في مركز البحوث، فعرض على مخطوطات وكتبا نادرة بمئتي ألف ريال، فقلت له: دعها هنا، وغدا تأتي لأعطيك الخبر هل تناسبنا أم لا، قال: فقلّبتها فوجدت فيها مخطوطة نادرة ففرحت فيها، وهي : " المختار في علل النحو لابن كيسان " ، ولم أر في بقية المخطوطات شيئاً ذا بال، ولما جاءني من الغد قلت له نريد هذه المخطوطة فقط بعشرين ألف ريال، فرفض إلّا أن يبيعها جميعاً بمائتي ألف ريال، ثم خرج ولم يعد.
يقول الدكتور محمد الفريح : فقلت للشيخ: لِم لَم تصور هذه النسخة النادرة ؟

فردّ عليّ غاضباً : تريد أن أخون الأمانة، رجل استأمنني على أشيائه ثم أقوم بتصويرها، هذا لا يمكن أن أفعله.

جِيد المعالي

05 Nov, 09:26


يقول الشيخ عبدالعزيز السدحان : حدثني الشيخ أحمد بن محمد بن سنان أثابه الله تعالى قال : حدث ذات يوم لما كان الشيخ ابن باز رحمه الله في المدينة النبوية أن الشيخ عندما أمر الناس بالدخول لتناول طعام الغذاء ، دخل الناس وأخذوا مجالسهم وجلس أحد الفقراء على الصحن الذي يجلس الشيخ عنده ، فقام أحد العاملين في منزل الشيخ فأقام الفقير من ذلك الصحن إلى صحن آخر .
قال الشيخ أحمد : وعندما خرج الناس وحان وقت العصر وخرجنا مع الشيخ في سيارته متجهين إلى المسجد النبوي سألني الشيخ هل حصل على غدائنا اليوم أمر؟
فقلت للشيخ : يا شيخ ، الشيخ إبراهيم الحصين موجود معنا في السيارة ، وهو أقرب الناس إليك ، فسأله الشيخ ، فأجابه الشيخ إبراهيم بأن ليس هناك ما يذكر .

ثم سأل الشيخ السائق فأخبره السائق بما حصل من إقامة الفقير من صحن إلى صحن آخر ، وأن هذا غاية ما في الأمر فتأثر الشيخ وبدا عليه الغضب وقال : هل البيت بيته ؟ لماذا أقيم الفقير ؟ لماذا لم يخبره بعدم الجلوس قبل أن يجلس ؟

قال الشيخ أحمد : وعندما جلس الشيخ كعادته بعد صلاة المغرب جاء ذلك الموظف الذي أقام الفقير ليصب للشيخ القهوة فلما مد الفنجال للشيخ زجره الشيخ بكلمة ثم تكلم رحمه الله تعالى عن فضل الرفق بالفقراء ثم بكى من التأثر وبكى بعض من حضر مجلسه ذاك .



يقول الشيخ عبدالعزيز السدحان : سألت الشيخ ابن باز رحمه الله ذات مرة في سيارته وقلت ما معناه : ياشيخ عبدالعزيز ما أعلم أحداً إلا يحبك صغيراً أو كبيراً ، ذكراً أو أنثى ، وهذا أمر شبه متفق عليه ، فما السر يا شيخ في ذلك ؟
فحاول الشيخ رحمه الله أن يتعذر من الجواب ، فكررت السؤال مرة أو مرتين ، فقال ما معناه : ( ما أعلم في قلبي غلاً على أحد من المسلمين ، ولم أعلم بين اثنين شحناء إلا سارعت بالصلح بينهما ) .

جِيد المعالي

29 Oct, 16:10


يقول الشيخ سعد الحصيّن رحمه الله في مذكراته عن فترة دراسته في بريطانيا : الإنجليز معروفون بالتقشف ، وفي ذلك الوقت لم تكن التدفئة المركزية دخلت أكثر من 5% من المنازل مع شدة البرودة ، فكانوا يضعون في الغرفة مدفئة صغيرة على الغاز تضع فيها عملة معدنية فتشتعل وقتاً صغيراً لا يغني من البرد إلاَّ قليلاً ،وكانت مضيفتي مُنْصِفَة سوء ، فكانت إذا استضافت والدتها أخذت منها الأجرة نفسها .

جِيد المعالي

29 Oct, 09:06


يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : والصحيح جواز كتابة الاسم على القبر، كما اختاره شيخنا عبدالرحمن السعدي، وعندنا في عُنَيزة قبور مكتوب عليها أسماء المقبورين، ولم يقع فيها غلوٌّ.


ويقول : قال شيخنا عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله : المراد بكراهة الكتابة على القبور، ما كانوا يفعلونه في الجاهلية من كتابات المدح والثناء، لأن هذه هي التي يكون بها المحظور، أما التي بقدر الإعلام، فإنها لا تكره.

وقد كتب الشيخ عبدالرحمن السعدي على قبر والده ناصر بخطِّ يده حفراً هذه العبارة: ( اللهم ارحم الشيخ ناصر السعدي ) .

جِيد المعالي

28 Oct, 14:37


يقول الدكتور عبدالرحمن العثيمين رحمه الله :
حدثنا رواية ( عضو هيئة كبار العلماء ) الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، وهو من تلاميذ الشيخ حسن المشاط أحد أشهر علماء مكة وأحد المدرسين في الحرم المكي الشريف، بأن الشيخ حسن المشاط ألَّف منظومة في الفقه شرحها الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي، وكانا معاصرين لا يعرف أحدهما الآخر، فحدث أن ذهب الشيخ عبد الرحمن السعدي إلى مكة المكرمة، وفي المسجد الحرام رأى الشيخ حسن رجلاً يصلي قريباً من حلقته وعليه سيماء الصلاح والتقى، فأوكل إلى أحد تلامذته من يسأله عن اسمه، ولكن الطالب لم يستطع لأن الشيخ واصل في صلوات النوافل، فلما انتهى الشيخ من درسه انتظر حتى انتهى الشيخ عبد الرحمن من صلاته فسلّم عليه وسأله عن اسمه، فلما تعارفا تعانقا عناقا حاراً، واستضاف الشيخ
حسن الشيخ عبد الرحمن في بيته وجلسا يتسامران ويتباحثان طوال الليل ولم يفرقهما إلا أذان الفجر.
ولم يمنع ابن سعدي من إجابة الدعوة وهو يعرف أن الشيخ المشاط عنده نزعة صوفية.

ورحم الله الجميع

جِيد المعالي

28 Oct, 09:14


من طرائف ما ذكروا عن الملك فاروق أنه كان يزور معرض الفن الذى أقامته وزارة المعارف في الجزيرة ، وكان المشرفون قد هيأوا الفسقية الوسطى بشكل جميل ( بركة صغيرة وفيها نافورة ) ووضعوا فى نافورتها عطراً فلما أقترب الملك من النافورة وشم الرائحة العطرية أُعجب بالفكرة فوقف أمامها دقائق فاقترب منه وزير المعارف وقال : ده يا مولاى بتطلع رائحة عطرية....!

فنظر إليه الملك وقال مبتسماً : طيّب عطّر منديلك فيها ! .

جِيد المعالي

27 Oct, 16:35


نادرة مع القنابل

يقول الشيخ إبراهيم بن خميس رحمه الله عن أحد المعارك التي شهدها : عند غروب الشمس ، وقد حان وقت صلاة المغرب، وأقيمت الصلاة ، وإذ نحن نصلي خلف الإمام وقد بلغنا السجدة الأولى وسجدنا بالفعل ،وإذ بالعدو يطلق قنبلة تأتي بصوتها المدوي ، وقد أصبح بالنسبة إلينا شيئاً عاديا من طول ما تمرسنا بالقتال وتعودنا عليه ، وطال سجودنا على الأرض! وبقينا ساجدين وكل منا يعجب في نفسه من طول مدة السجدة وأخذنا نردد الكلمة المباحة في الصلاة (سبحان الله) لننبه الإمام إلى أن ينهض دون جدوى، وبقينا ساجدين نكرر سبحان الله ، وإذا " ببادي بن دبيان " من شيوخ قبيلة قحطان، وقد رفع رأسه ليتبين جلية الأمر ، وإذ به لا يرى الإمام ، فقال بصوت عال : يا جماعة ، سبحان الله في الدريشة (أي الاستحكام) ، وكان الإمام قد فرَّ من أمامنا عندما سمع صوت القنبلة، فجرى يختبىء في الإستحكام دون أن نراه ودون أن ننتبه إلى فراره ونحن ساجدين !
ونهضنا جميعاً ضاحكين ، لنعيد الصلاة .

جِيد المعالي

27 Oct, 08:57


يقول المؤرخ المصري عبدالرحمن الجبرتي رحمه الله وهو يتحدث عن بعض هزائم جيش محمد علي باشا عند دخول قواته إلى الجزيرة العربية: ولقد قال لي بعضُ أكابر جيش محمد علي من الذين يدَّعون الصلاح والتورع: أين لنا بنصرٍ وأكثر عساكرنا على غير الملَّة، وفيهم من لا يتديَّن بدين، ولا ينتحل مذهبًا، وصحبتُنا صناديقُ المسكِرات، ولا يُسمع في عرضينا أذانٌ، ولا تقام به فريضةٌ، ولا يخطر في بالهم ولا خاطرهم شعائرُ الدين؟ والقوم ( جيش الإمام سعود بن عبدالعزيز ) إذا دخل الوقت أذَّن المؤذِّنون، وينتظمون صفوفًا خلف إمام واحد بخشوع وخضوع، وإذا حان وقتُ الصلاة والحرب قائمة أذَّن المؤذِّن، وصلَّوا صلاة الخوف، فتتقدم طائفة الحرب، وتتأخر الأخرى للصلاة، وعسكرُنا يتعجبون من ذلك؛ لأنهم لم يسمعوا به، فضلاً عن رؤيته.

جِيد المعالي

26 Oct, 16:29


من المواقف الجميلة التي تروى عن الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله أنه كان في صلاته يراعي أحوال المصلِّين، من المرضى والضعفاء، فلا يطيل عليهم، حتى أنَّ أحدَ المصلِّين كان يعاني من حصر البول، ولا يتحمَّل الإطالة في الصلاة، فإذا حُصِر واشتدَّ عليه ذلك، كحَّ (سعل) عدة مرات، فيفهم منه الشيخ وهو في الصلاة أن الرجل محصور، فيخفِّف الصلاة رحمةً بهذا الرجل.

ولا شك أن الشيخ رحمه الله كان يطبِّق قولَه صلى الله عليه وسلم لعثمان بن أبي العاص، لما جعله إمام قومه: (واقتدِ بأضعفِهم).


ومن المواقف الجميلة أيضاً أن الشيخ رحمه الله اشترى حطباً، فلما جاء الجمَّال وأَدخل الحطب داخل البيت وخرج، جاء الشيخ لإغلاق الباب، فوجد "بالحوش" علبة، عرف أنها علبة دخان سقطت من الرجل ، ففتح الباب ونادى الجمَّال: هذي لك؟
فقال بعد تردُّد: نعم، هذي لي، لكن يا شيخ تدري وشْ فيها؟
قال الشيخ : نعم، دخان
قال الجمَّال: وتعطينيها يا شيخ؟

قال الشيخ : نعم، لأنك إذا ما لقيت العلبة سوف تشتري بقيمة الحطب الذي بعته بدلاً منها، وتجوِّع عيالك، وتحرمُهم من الرزق، والهادي الله سبحانه
فقال له الجمَّال: بسم الله، وأخذ العلبة ورمى ما فيها من دخان على الأرض، وقال: اللهم إني تبتُ إلى الله، ولن أعود للدخان مرة أخرى.

جِيد المعالي

26 Oct, 09:16


يقول الكاتب الإسرائيلي " عاموس عوز " في سيرته (قصة عن الحب والظلام ) :في بداية مراهقتي كنت أتلقى سيلاً من الإيحاءات المتطرفة بصهيونيتي، مما جعلني أحلم بتدمير العالم من أجل حماية اليهود، في طفولتي لقنت أفكاراً عن الخوف من الآخر، فتشربت بكراهية غير اليهود وارتسم العالم خارج الأرض المقدسة في خيالي معادياً، ومصدر خطر مؤكد، علموني أن الناس لا يحبون اليهود لأنهم أذكياء فطنون، ولا يحبون مشروعنا في أرض إسرائيل، لأنهم يحسدوننا حتى على قطعة أرض صغيرة، كلها مستنقعات وصخور وصحاري، وفي أنحاء العالم، وفي أوروبا بالذات، كانت جميع الحيطان مغطاة بالكتابات المعادية : أيها اليهودي الحقير، اخرج من بلادنا، أذهب إلى فلسطين.

وها قد ذهبنا إلى فلسطين، والآن كل العالم يصرخ علينا : أيها اليهودي الحقير، اخرج من فلسطين !!.

جِيد المعالي

25 Oct, 14:39


قال اللواء محمود شيت خطاب رحمه الله : الذي يقرأ الشِّعر الحر، يجده يتميز بركاكة الأسلوب، وضعف المعاني، وكثرة الألفاظ الأجنبية الشائعة فيه، وعدمِ التزامه بضوابط اللغة نَحْوًا وصَرفًا.. أُثبتُ ما ذكرتُه عمليًّا.. طلبتُ من أحدهم أن يحضر ورقًا وقلمًا، ثم أمليتُ عليه شِعرًا حرًّا، بدون معنى ولا هدف، وقد استغرق إملائي عشر دقائق فقط، ثم أوردت القصيدة إلى صحيفة في بغداد بدون ذكر ناظمها، وفي اليوم التالي وجدت القصيدة منشورةً في الصفحة الأولى محاطةً بإطار خطِّي جميل، ومقدمة تقديمًا رائعًا، يصف الشاعرَ بالعبقرية، ويصف الشِّعرَ بالروعة والجمال، وأشهد أني كنتُ متعمِّدًا ألا يكون للقصيدة أيُّ معنى، وأن الحاضرين عند إملائها لن يفهموا حرفًا واحدًا، فكيف إذًا فهِمها المحرِّرُ الأدبي في الصحيفة الذائعة الصيت، الواسعةِ الانتشار، وكيف أَقدم على نشرها مهلِّلاً مكبِّرًا؟!

جِيد المعالي

25 Oct, 09:02


قال سعد جمعة رئيس وزراء الأردن خلال حرب 1967م في كتابه " أبناء الأفاعي" : لقد قلت مرة لأحد ملوك العرب : إنني استمعت بأذني إلى تسجيل حي لهتاف الجماهير اليهودية حينما وصلتْ إلى حائط المبكي بعد احتلال القدس سنة 1967م سمعتُها تصيح بهوس وجنون: محمد مات، وخلف بنات، اليوم انتهى محمد.. اليوم قُضِي على الإسلام، قلت للملك: لم تهتفْ تلك الجماهيرُ ضدك أو ضد فلان وفلان من ملوك العرب ورؤسائهم، بل انصبَّ هتافُها المزمجر على محمد ودين محمدٍ، لأن محمداً هو هدف المؤامرة، كان ولا يزال.

جِيد المعالي

24 Oct, 16:30


في عام 1900م عانى الشاعر حافظ إبراهيم أزمة مالية فقصد الشاعر محمود سامي البارودي بعد عودته من منفاه في سرنديب ومدحه بقصيدة دالية مطلعها :

تعمَّدت قتلي في الهوى وتعمّدا
فما أثِمتْ عيني ولا لحظُهُ اعتدَى

كِلانَا لهُ عذرٌ فَعُذرِي شَبِيَبتِي
وعُذْرُكَ أنِّي هِجتُ سيفًا مُجَرّدا

حتى إذا بلغ البيتين الأخيرين :

أتيتُ ولي نفسٌ أطلت جدالها
سيقضي عليها كربُها اليوم أو غدا

فإنْ لم تداركها بفضلٍ فقد أتتْ
تودع مولاها وتستقبلُ الردَّى

فلما سمع البارودي هذين البيتين بكى بكاءً حاراً، وناشد حافظ أن يحذف هذين البيتين من القصيدة، ثم نهض من مجلسه، وعاد إلى حافظ، وناوله مظروفاً به أربعون جنيهاً هي قيمة ما كان مقرراً للبارودي من معاش شهري، وقال لحافظ: إنني أبكي لأني عشت إلى زمن يقدم فيه مثلي إلى مثلك هذا المبلغ الضئيل .


ويقال أن حافظ إبراهيم كان مسرفاً متلافاً رغم ضيق ذات يده، ومن أغرب وقائع إسرافه ما يرويه الأستاذ خليل مردم بك من أن حافظ سهر مرة في القاهرة يلعب الطاولة مع أحد أصدقائه، فلما طال أمر اللعب نبهه أحد الحاضرين إلى أن آخر قطار يسير من القاهرة إلى حلوان حيث يسكن حافظ قد دنا وقته، فلم يلتفت إليه حافظ، حتى إذا انتهى من اللعب بعد فوات وقت القطار، فطلب إلى الشركة أن تجهز له قطاراً خاصاً من القاهرة إلى حلوان، وكان الأمر كذلك، ودفع الأجرة الضخمة لمثل هذه الحال.

جِيد المعالي

24 Oct, 09:00


ذكر بن عبدالهادي الحنبلي المشهور بابن المبرد رحمه الله حادثةً عجيبةً وقعتْ له، فقال: وقد شاهدتُ منه في طاعون سنة أربع وستين أمراً عجيباً، وذلك أني كنتُ قد أصبتُ فيه في خسفة الترقوة اليسرى في الموضع الذي تقول له العامة: المعلف، وكبرتْ ونضحتْ حتى أجمع أكثر الأطباء على بطّها، وقال بعضهم: هذا المكان ليس بموضع بط، لأنه قريب المنفذ إلى الجوف، وفتحها فيه خطر،
فبتُّ تلك الليلة أسأل الله عز وجل أن يفعل بي الأصلح لأمري والأنسب لحالي، وهم على البط في الغد، فلما أصبحنا جاء الجرائحي ليبطها، فكشف عنها وإذا قد ذهب أكثر من نصفها، وهي قد تحجّرتْ، وذهب ذلك اللين والرخاوة منها، فانثنوا عن ذلك، ثم لم تزل تتناقص إلى أن ذهبتْ من غير بط ولا فتح، فرأيتُ ذلك من حلم الله عز وجل ولطفه ونتيجة دعائه، وعجبتُ من ذلك أنا وأكثر الناس، وكان شيخنا الشيخ عمر اللولوي يعجبُ من ذلك غاية العجب ويذكره ويبكي، ويقول: هذه نتائج الدعاء .

جِيد المعالي

23 Oct, 16:19


ذكروا أنه كان للشيخ إسماعيل بن المقري اليماني ولدٌ يُجري عليه نفقة من عنده في كل يوم فقطعها لوشاية وصلته عنه، فكتب لأبيه رقعة فيها:
لا تقطعنْ عادةَ برٍّ ولا
تجعلْ عقاب المرء في رزقهِ
واعفُ عن الذنب فإن الذي
نرجوه عفو الله عن خلقهِ
وإنْ بدا من صاحبٍ زلةٌ
فاستره بالإغضاء واستبقهِ
فإنَّ قدر الذنب من مسطحٍ
يحط قدر النجم من أفقهِ
وقد بدا منه الذي قد بدا
وعُوتب الصِدّيقُ في حقهِ

فكتب إليه أبوه:

قد يُمنع المضطرُّ مِنْ ميتة
إذا عصى بالسير في طُرقهِ
لأنه يقوى على توبةٍ
تُوجبُ إيصالًا إلى رزقهِ
لو لم يتب مسطحُ مِن ذنبهِ
ما عُوتبَ الصِدّيقُ في حقهِ

جِيد المعالي

23 Oct, 09:38


لم يكن الملك فاروق محباً للدُعابة فقط ولكنه كان سريع البديهة أيضاً، في إحدي البطولات الرياضية ألتي حضرها الملك أنجز أحد المتسابقين، وكان ظابطاً شاباً العديد من الجوائز وفي كل مرة عندما كان يكسب مسابقة كان المعلق الرياضي يذيع في الميكروفون : فلان أحرز جائزة رغم أنه من قِنا وحضر إلى القاهرة قبل البطولة بيومين ليتدرب، ولو كانت لديه فرصة أكبر في التدريب لكان أحرز إنجازات أكثر ، فقال الملك فاروق لمن حوله: يعني قصده يشرح المسألة ، انقلوه للقاهرة !

جِيد المعالي

22 Oct, 16:40


يقول الدكتور عبدالعزيز الخويطر رحمه الله :
والوزير في أي وزارة عندما لا يجاب طلبه يصب جام غضبه على وزير المالية ، حتى أصبح وزير المالية غير محبوب ، وقد زارنا السيد (ميجر) رئيس وزراء إنجلترا في إحدى المرات، وكان معه وزير ماليته ، فلما اختصر بهم الملك فهد رحمه الله وكان معالي الأخ محمد أبا الخيل وزير المالية ، معنا في هذا الاجتماع المختصر ، وكالمعتاد ، بدأ الملك فهد رحمه الله ( يُحمّي مكينة الإجتماع ) بتقديم الوزراء الحاضرين، وعندما وصل إلى التعريف بالأخ محمد قال : هذا وزير المالية أكره وزير ، قفز وزير مالية إنجلترا ، وقال : الحمد لله ، أنا كنت أظن أني أنا الوحيد المكروه .

جِيد المعالي

22 Oct, 10:50


كان الأديب المازني قصيراً والعقاد كان طويلاً مفرطاً في الطول ،فأطلق المازني على نفسه وعلى العقاد رقم 10 .

ومن اللطائف أنه حدث مرة أن هوجم المازني والعقاد وواحد من أسرة النشاشيبي في مدينة القدس ثم أطلق عليهم مجهول النار ثم انطلق هاربا ، وأثناء إطلاق الرصاص انطرح العقاد أرضا ، وأطلق النشاشيبي ساقيه للريح ، وبقى المازني مكانه ، فسألوه بعد ذلك عن سر ثباته أمام الرصاص فأجاب : أنا خفت أجرى .. الراجل يشوفني ! ...

جِيد المعالي

22 Oct, 09:14


من يصفع غيره أو من يمكنه من قفاه فيصفعه :

عدّه العلماء من خوارم المروءة وقالوا : (فلا شهادة لمصافع) أي أن المصافع لا تقبل شهادته في المحاكم
عده العنقري في حاشية (الروض المربع) من الخوارم، وسبقه البهوتي في الروض نفسه إلا أنه قال: (فلا شهادة لمصافع)

والصفع كلمة مولدة ،كما قال الجوهري وقال السعدي : صفعه صفعاً، ضرب قفاه بجمع كفه .

وفي (منتهى الإرادات) و (العدة شرح العمدة) و (المحرر) من كتب الحنابلة : المروءة استعمال ما يجمله ويزينه، وتجنب ما يدنسه ويشينه عادة فلا تُقبل شهادة لمصافع.

جِيد المعالي

21 Oct, 14:59


حدث خلاف حول حدود قطعة أرض في الطائف ، بين الملك فيصل رحمه الله وبين فهد بن غشيان رئيس تشريفاته الداخلية، وكانت القطعة تقع إلى جوار قصر الحكم المسمى (قصر شبرا) ،وطلب منه ابن غشيان حكم الشرع في الخلاف ، ولبّى الملك الطلب، وجاء الحكم أن الحق مع ابن غشيان، وأمر الملك فيصل بتنفيذ الحكم واقرار الحق لصاحبه ولم تحمل نفسه الكريمة ذرة من الغضب أو الإستياء أو النفور من ابن غشيان، واستمر الرجل في وظيفته حتى توفاه الله في جمادى الأولى عام 1392 هـ.

جِيد المعالي

21 Oct, 09:08


كان الملك فاروق إلى جانب حبه الفُكاهة هاوياً للسباحة ويمارس تلك الرياضة بكثافة في الصيف وكان الوقت المفضل عنده للسباحة هو الساعة الثانية صباحاً، وفي أحد الأيام شعر الملك بتعب عام واستدعي الطبيب للكشف عليه، وقابلت الملكة نازلي الطبيب قبل أن يفحص الملك ورجته أن يوصيه بأن يتوقف عن عادة السباحة في منتصف الليل لأنها تؤدي إلى مرضه، وبالفعل أخبر الطبيب الملك أن سبب الألم الذي يشعر به في كل أنحاء جسده هو (حمّامات الساعة اتنين) ونصحه أن يتوقف عنها ليستعيد صحته ، وبعد يومين زار الطبيب الملك مرة أخري فوجد أن حالته قد تحسنت كثيراً، فقال له : حسناً يا مولاي إنك قد توقفت عن (حمّامات الساعة اتنين) فأجاب الملك فعلا، أنا توقفت عن حمامات الساعة اتنين، وبقيت بعوم الساعة واحدة ونص !  .

جِيد المعالي

20 Oct, 16:24


زوجة الناقد الكبير الدكتور محمد مندور هي
الشاعرة المصرية ملك عبدالعزيز وكانت عاشقة للطبيعة، تقول في إحدى قصائدها :

أن ألمس قلب الأشياء
أتغلغل في لب الشجر الممتد الأفياء
أتمدد في الخضرة
أتوهج في الثمر العذب الإرواء
وأغوص بعمق البحر وأشتف الأنحاء
أتسلل في اللؤلؤ في أعشاب البحر الخضراء
اتحلل في حضن النهر
قُطيْراتٍ من ريٍّ وخصوبة
وأذوب عطاءً وعذوبة
أن أسري في الزهر عطورًا فوّاحة
في الأفق رياحا
في قلب الطير لُحونًا وغناءَ
في زبد البحر ضياءَ

كانت وفاتها وهي العاشقة للطبيعة بسبب سقوط شجرة عليها أمام بيتها في حي الروضة بالقاهرة عام 1999.

جِيد المعالي

20 Oct, 09:14


يقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي رحمه الله :
في جهود الملك عبدالعزيز رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيراً لتثبيت الأمن وردع اللصوص والمنتهبين والمغيرين على الآمنين استعان فور إطلاعه على البرقيات اللاسلكية بجعلها في البلاد فأسهمت بذلك في حفظ الأمن، ولم يقتصر على ذلك، بل عيّن أعداداً من قصّاصي الأثر من قبيلة (آل مرّة) المشهورين بالقدرة على قص الأثر، ومعرفة السُرّاق من آثار أقدامهم وحوافر وأخفاف مواشيهم.

وقد ضج اللصوص والمنتهبون من ذلك، فقالوا ما أصبح مثلاً يضرب في عدم المحيص: (في السما برقية، وفي الأرض مرّية).
والمرّية: جمع مرّي، فأين نفر ونذهب؟

جِيد المعالي

19 Oct, 16:33


حدّث أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قال : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم .
ثلاث مرات .
حين يُمسي لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح ،ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات ، لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي .

فأصاب أبان بن عثمان الفالج ، فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه ، فقال له : مالك تنظر إليّ ؟ فوالله ما كذبت على عثمان ، ولا كذب عثمان على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت فنسيت أن أقولها .
وفي رواية : ولكني لم أقله يومئذ ليمضيَ اللهُ عليَّ قدرَه .

جِيد المعالي

19 Oct, 09:07


قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره : قلتُ: ولقد ٱتفق لي ببلادنا الأندلس بحصن منثور من أعمال قرطبة مثل هذا ،وذلك أني هربتُ أمام العدوّ وانحزت إلى ناحية عنه، فلم ألبث أن خرج في طلبي فارسان وأنا في فضاء من الأرض قاعد ليس يسترني عنهما شيء، وأنا أقرأ أول سورة يس وغير ذلك من القرآن فعبرا عليّ ثم رجعا مِن حيث جاءا وأحدهما يقول للآخر: هذا دِيَبْلُه يعنون شيطانًا، وأعمى الله عز وجل أبصارهم فلم يروني، والحمد لله حمداً كثيراً على ذلك .

جِيد المعالي

18 Oct, 16:16


كان القاضي الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني رحمه الله يشرح لطلابه من كتاب نيل الأوطار، ويُنكر على بعض فقهاء الزيدية الإفتاء بأنه ليس من حق الزوج عل زوجته أن تطبخ وتنظف بيته في زماننا هذا ، ويذكرُ أن هذا يختص بعرفهم حيث كانت تكثر الجواري ، أو بامرأة تعودت الخدمة في بيت أبيها، فيتعين أن يجلب لها خادمة على قول مالك.
ثم ذكر أنه كان بصنعاء فلاحٌ نذر أحد أولاده لطلب العلم وأخرجه من مساعدته في الفلاحة، ثم اتفق أن أول درسٍ حضره الولد في باب عشرة النساء من "شرح الأزهار" فذكر الفقيه هذه المسألة المنصوص عليها في مذهب الزيدية أنه ليس على المرأة خدمة زوجها، وليس عليها إلا أن تمكنه من نفسها.

فلما عاد الولد حدّث بذلك أمَّه فلم تطبخ ذلك اليوم ولا أعدت طعامًا، فلما عاد زوجها من الفلاحة سألها: لماذا لم تصنعي طعامًا؟

فقالت: في مذهب أهل البيت الأطهار ليس على المرأة إلا أن تمكنه من نفسها، ولا تجب له خدمة عليها.
فقال لها: مَن أخبرك هذا؟
قالت: ابنك نقلَه عن الفقيه
فقال لابنه: يا عاق والديك تخرجُ للفلاحة من الغد.

جِيد المعالي

18 Oct, 09:02


يقول الشيخ عبد المحسن العباد عن ذكرياته في الجامعة الإسلامية : كلية القرآن الكريم افتتحت في عام 1394هـ ، وعند افتتاح كلية القرآن الكريم طلب من مدرس مادة القرآن في المعهد الثانوي التزويد بأسماء الذين يحفظون القرآن كاملاً لتوجيههم للدراسة في هذه الكلية، ولكونها جديدة لم يرغب الطلبة في الدراسة فيها، وبعد بدء الدراسة فيها بفترة حضر عندي في المكتب وكنت مسئولاً في الجامعة ،طلابها يطلبون إعفاءهم وتحويلهم إلى كليات أخرى

قلت لهم: أتدرون لماذا جئتم ؟ إنكم جئتم تطالبون بإغلاق كلية القرآن وشجعتهم على الإستمرار، ووعدتهم بالعمل على تمييز طلبة كلية القرآن على غيرهم من طلاب الكليات الأخرى، وذلك بتخصيص مكافأة زائدة على مكافأة طلاب الكليات الأخرى، وعند إعداد جدول الأعمال لدورة المجلس الأعلى التي رأسها سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ( الملك فيما بعد ) جعل موضوع مكافأة طلبة كلية القرآن أول موضوع في الجدول، فتمت دراسته بحضوره، وخصص لهم مبلغ يكون زائداً على مكافأة غيرهم من الطلاب، وأناب رحمه الله سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في رئاسة بقية الجلسات .

جِيد المعالي

17 Oct, 16:24


مَن لي سواكَ إذا ما لفَّني سَقَمُ
مَن لي سواكَ إذا ما برَّحَ الألمُ؟
مَن لي سواكَ إذا وَجْدِي سَرى بدَمِي
نارًا تُلَذِّعُ قَلبِي، ثم تَضْطَرِمُ؟
مَن لي سواكَ أيا ربّاهُ من سَنَدٍ
ومُنيَتِي أمَلٌ يَجْتاحُهُ عدَمُ؟
ومَوطِني في الليالي حُلمُ سارقةٍ
تلفُّه في الضُّحَى مِن ظُلمِها ظُلَمُ
مَن لي سواكَ، وخَطْوُ المَوتِ يَتْبَعُني
وغَفلةُ الرُّوحِ جُرحٌ ليسَ يلتَئِمُ؟
وواهِنُ العَزْمِ في التَّفريطِ يُقْحِمُنِي
فأنثَني صاغِرًا، ينتابُني النَّدَمُ
وطائِفُ المَجدِ أطيافٌ تُنازِعُني
ومَطمَحي طائرٌ تَحْلو له القِمَمُ
وواقِعي مارِدٌ يغتالُ مَقدِرَتي
ولو أطاعَ لأحنَتْ رأسَها أمَمُ!
شكوايَ فاضت، وضَعْفي زادَ مَسألَتي
لكنَّني بكَ يا ربَّاهُ أعتَصِمُ

جِيد المعالي

17 Oct, 09:37


كان أهل بغداد وحتى وقت قريب يعالجون من يصاب باللقوة ( العصب السابع ) بأن يبصق المعالِج على النعال ثم يصفع به وجه المصاب بقوة ، وقد ذكر ابن الجوزي في الأذكياء 176صـ نحوا من ذلك.

جِيد المعالي

17 Oct, 09:13


يقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي رحمه الله في ترجمته لـ " محمد بن علي الطرباق " وكان يعالج الناس علاجاً شعبياً من العلاج المعروف مثل خلع الأضراس، فكان عنده مقلاع للأضراس يقلع به ضرس من تؤلمه ضرسه محتسباً للأجر، دون أجرة.

وكان أكثر من يأتي إليه لهذا الغرض من البدو وأهل القرى وأطراف بريدة، لأن أهل بريدة يجدون من هو أهون منه خلعاً للضرس، إلا أنه بقوته يمسك رأس الذي يريد أن يخلع ضرسه بيده فلا يتحرك ولو أراد، لأن ذلك يفسد على
الخالع خلع الضرس على الوجه الصحيح.

وقيل لي : إنه إذا خاف من يريد خلع ضرسه عنده، وعجز عن تهدئته يطأ على رأسه، ويقول: (وجع مرة ولا وجع مرتين ) وهذا مثل عامي يقال في الصبر على ألم العلاج.