الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين.
أمَّا بعدُ:
فإنَّ اللهَ تعالى تكفَّلَ بحفظِ دينِه رحمةً منه بعبادِه، فكما جعلَ الرسلَ واسطةً بينهُ وبينَ خلقِه، كذلك جعلَ العلماءَ ورثةَ الأنبياءِ، الواسطةَ بين الناسِ والرسل.
فكانَ العلماءُ مصابيحَ زمانِهم، يُجدِّدُ اللهُ بهم الدينَ، ويحفظُ اللهُ بهم الملَّةَ والعقيدة، وهم أهلُ السنةِ والحديث.
وسأذكرُ على وجهِ الإيجازِ والمثالِ بعضًا من هؤلاءِ الأئمة، جمعنا اللهُ وإياهم مع النبيينَ والصديقينَ والشهداءِ والصالحين، وحسنَ أولئكَ رفيقًا:
1- أبو بكر الصديق رضي الله عنه: حفظَ اللهُ به الدينَ من فتنةِ المرتدِّين.
2- عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نصرَ اللهُ به أهلَ الإسلامِ على الفرسِ المجوس.
3- عثمان بن عفان رضي الله عنه: حفظَ اللهُ به الأمةَ من الاختلافِ في القرآن، وجمعَ اللهُ به الناسَ على مصحفٍ واحد.
4- علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قضى على فتنةِ الخوارج.
5- عبد الله بن عمر رضي الله عنه: كشفَ فتنةَ القدرية، وأنجى اللهُ به المسلمينَ في البصرةِ والعراقِ من فتنتِهم.
6- الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: ردَّ اللهُ به فتنةَ الجهميةِ والقائلينَ بخلقِ القرآن.
7- شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله: حمى اللهُ به الأمةَ من فتنةِ العقلانيينَ المفسدين، وعمومِ أهلِ الكلامِ وأهلِ التصوفِ والرفض.
8- شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: قضى اللهُ به على أهلِ الإشراكِ وعبَّادِ الأشجارِ والأحجارِ والقبور، ونشرَ اللهُ به سبيلَ الفرقةِ الناجيةِ في هذا الزمان، وأسسَ دولةً سلفية.
9- الإمام المجدد الثاني شيخ الإسلام عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: كان مساندًا للإمام تركي في إعادةِ الدولةِ السلفيةِ السعوديةِ الثانية، رحمهما الله تعالى.
10- الإمام محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله: مفتي المملكة، وقامعُ البدع، وكان مؤازرًا للدولةِ السعوديةِ الثالثة، ووقفَ ضدَّ الفتنِ والنزاعات.
11- الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله: مفتي المملكةِ العربيةِ السعوديةِ، ورئيسُ هيئةِ كبارِ العلماء، نصرَ اللهُ بوجودِه الفتنَ المدلهمةَ على بلادِ التوحيدِ والسنة، وناصرَ الدعاةَ السلفيينَ في العالم.
12- الإمام المحدّث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله: قيَّضه اللهُ لتجديدِ علمِ الحديثِ والسنة، ونصرةِ منهجِ السلف، وحاربَ التقليد.
13- شيخنا الإمام الفقيه الأصولي محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: جدَّدَ للأمةِ علمَ الفقهِ الصحيح، ونبذَ التقليد، وقرَّبَ علمَ العقيدةِ وعلومَ ابن تيمية.
14- شيخنا الهمام المحدث الشجاع ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله: الذي وقفَ في وجهِ كثيرٍ من الفتنِ والجماعاتِ المحدثة، وخاصةً جماعةَ الإخوانِ وفكرَ سيد قطب، وأطفأَ اللهُ به كثيرًا من فتنِ بعضِ الدعاةِ وبعضِ المنتسبينَ للدعوةِ والتدريس، وحمى اللهُ به كثيرًا من الشبابِ المتديِّنِ من فتنِ وغلوِّ بعضِ الأشخاص.
15- شيخنا العلامة البطل المجاهد محمد أمان علي الجامي رحمه الله: كشفَ اللهُ به فتنةَ بعضِ دعاةِ السرورية، وحمى اللهُ به كثيرًا من الشبابِ من فتنةِ بعضِ الدعاةِ المشهورين.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
وهذا مصداقُ ما أخبرَ به النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بقوله:
"لا تزالُ طائفةٌ من أمتي قائمةً بأمرِ اللهِ، لا يضرُّهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمرُ اللهِ وهم ظاهرونَ على الناس."
هذا، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين.
وكتبه أبو عبد الرحمن عبد الله بن صلفيق ابن غلاب القاسمي الظفيري ليلة الإربعاء الموافق(٢٠)شعبان ١٤٤٦