،
كتب نافع بن حبيب التندغي قصيدة في منع الصلاة على الطائرة, فأجاب العلامة محمد سالم ولد عدود -مقررا صحة الصلاة- بقصيدة من عيون قصائده الدالة على سمو كعبه الفقهي والأدبي يقول فيها :
تبارك ربي ذو الجلال الذي استوَى
على العرش واستولى على الملك واحتوى
فمِن فضله أن أرسل الرُّسْلَ للورى
فمِنْ مُفْلِحٍ أَوْفَى ؛ ومِن خاسرٍ هَوَى
وقَفَّى على آثارهم بِمُحَمَّدٍ
ليخرجنا عن مُقْتَضَى الجهل والهوى
فسنَّ لنا سُبْل السلام ودلَّنا
على ربنا حتى استوى كل ما الْتَوَى
وخَلَّفَ صَحْباً واصلُوا خَطَّ سَيْرِه
بإذلال من ناوَى وإرشاد من غَوَى
قَفَتْ إثْرَهُمْ من كُلِّ قَرْنٍ عِصَابَةٌ
تُنَشِّرُ ما قد كان طولُ الْمَدَى طَوَى
فمِنْهُمْ حبيبٌ وابنُهُ نافعُ الوَرَى
وبِدَّاهُ شيخُ الْمِصْرِ منهلُهُ الرَّوَى
أجابَ بنثرٍ نافعٍ نظمَ نافعٍ
(بنسبةِ مرويٍّ إلى ثِقَةٍ رَوَى)
ومالي على ذاك الْمَقامِ تَسُلُّطٌ
فإني مِنَ القَرْمَيْنِ أخفضُ مُسْتَوَى
ولكنه قد يَبْذُلُ الجُهْدَ مُقْتِرٌ
(وقد تُكْرَمُ الأضْيَافُ والقِدُّ يُشْتَوَى)
أنافعُ إني لم أردْ بِجَوابكم
مُناوَأةً ؛ ما للفتى غيرُ ما نوَى
فأما الذي استشكلتمُ من صلاتنا
بطائرةٍ تنسَابُ في لُجَجِ الهوَا
وألزمتمونا جعلنا العُلْوَ واحداً
مع السُّفْلِ في حكم السجود على سوا
فنَقْبَلُ ما ألزمتمونا ونلتقي
على موعد للبحث في موضع سِوَى
(بأي كتابٍ أم بأيَّة سُنَّةٍ)
يُخَصَّصُ بالسُّفْلُ السُّجودُ لذي القُوَى
ألم يَكُ سُكَّانُ السماوات سُجَّداً
بنَصٍّ أتى عن فالقِ الْحَبِّ والنَّوَى
فكَمْ آيَةٍ جاءت بذاك صريحةٍ
وكم من حديثٍ صَحَّ لَفْظاً ومحتوَى
وذِكْرُكُمُ الإيمَاءَ ليسَ بواردٍ
فلم يَنفُذِ السَّهْمُ السَّرَاةَ ولا الشَّوَى
فموطِئُ ذي الإيماءِ لم يكُ سطحَ ما
يُباشِرُ بالكَفَّيْن والوجهِ إن هَوَى
وإجماع بُطْلان الصلاة لراكبٍ
لغير سَفينِ الماء إن لم يَخَفْ تَوَى
يُجابُ على تسليمِه أنَّ حُكْمَهُ
إذا لم تقَعْ منه الصلاةُ على استوا
فإن حصلتْ أركانُها وشروطُها
كقِبْلَتِها صَحَّتْ على كُلِّ مُسْتَوَى
فطالع مُتونَ الفقه من كُلِّ مَذْهبٍ
تَجِدْ سَنَداً جَلْداً لما النظمُ قد حوى
وذلكمُ حُكمُ الفِراش ففوقَهُ
تَصِحُّ وإن جافتْ قوائمُه القَوَا
إذا كان أرضاً للمصلي وأدِّيَتْ
عليه كما تُوتَى على السهل والصُّوَى
وإن كان من بين اليدينِ مُعَلَّقاً
فتبطُلُ إذ عن سطحه بان وانزوى
بذاكم نُقُولُ الفقه جاءت صريحةً
وبالعزو للحطَّاب يُشْفَى من الْجَوَى
فلم يكُ رَسْمُ الوَرْغَمِيِّ مُسَلَّماً
وفيه احتمالٌ مُبْهِمٌ صَوْبَ ما انتوى
فيُمكنُ حملُ الأرضِ فيه على الذي
يُقِلُّكَ : تُرباً كان أو ماءً او هَوا
فإطلاقُ لفظِ الأرض للسُّفل كالسَّما
على العُلْو معلومٌ لمن لازمَ الدَّوَى
(إذا ما استحَمَّتْ أرضُه من سَمائه)
شهيدٌ مُعيدٌ نَضْرةَ الغُصْن إن ذَوَى
ويمكنُ أيضاً حملها حمل غالبٍ
فتلغَى (كما ألْغَيْتَ في الدِّيَةِ الْحُوَا)
وعندكم ما في المفاهيم قد أتى
من البحث والألقابُ فيهن كالْهُوَى
ومسلكُ تنقيحِ الْمَنَاط مُمَهَّدٌ
يَسُوغُ لنا من جَمِّهِ العَذْبِ مُرْتَوَى
فَنُلْغي خُصُوصَ الأرضِ من رسْمِ شيخِنا
ونعتبرُ المعنى الأعَمَّ لنا الدَّوَا
فنجعل مَسَّ الْمَرْءِ بالوجه للذي
عليه اسْتَوَتْ رجلاهُ أيَّانَ ما ثَوَى
بخفضِ أعالٍ وارتِفاعِ أسافلٍ
سُجوداً . ونُلْغي الغَوْرَ والنَّجْد والصُّوَى
ونفيكمُ جِرْمِيَّةً للهواءِ لا
يَسُوغُ وقد صَحَّحْتُمُ البيعَ للْهَوَا
ولو لم يكن جِرْماً لما كان وارداً
لما مَرَّ من بَسْطٍ يُداوي من ادَّوَى
فلا تُسْقِطُوا عن مُسْتطيعٍ دَعيمَةً
برسْمٍ لشيخٍ في مقاصِدِهِ الْتِوَا
ولا تَصِمُوا بالْجَحْدِ للحقِّ أمةً
مُعَسِّفُها من راسِ نيقٍ قدِ انْهَوَى
خذوها إليكم مثلَها في رَوِيِّها
عِمامَتُها بين القصائد كاللِّوا
فلم تكُ واواتُ الْحُمَيْدِيِّ حُكْرَةً
عليه كما المندوبُ مُحْتَكِرٌ لـ(وا)
وعودوا إلى القول الْمُبَيَّن تظفروا
بنشر لما قد لفه الشعرُ فانطوى
وإنا على ما في الجواب نَهابُكُمْ
كهيبة ذي شِبْلَيْن قد مَسَّهُ الطَّوَى
فألهمنا الْمَوْلَى الْمُهَيْمِنُ رُشْدَنا
وأمَّننا من هَوْلِ نَزَّاعَةِ الشَّوَى
وصلى على الْهادي الأمين وآله
وأصحابه ما طاب في طيبةَ الثَّوا
https://t.me/salemadud