"ليس له أن يُفتي في شيء من مسائل الكلام مفصَّلا، بل يُمنع السائل وسائر العامة من الخوض في ذلك أصلا، ويأمرهم بأن يقتصروا فيها على الإيمان المجمل من غير تفصيل، وأن يقولوا فيها وفيما ورد من الآيات والأخبار المتشابهة: إن الثابت فيها في نفس الأمر كل ما هو اللائق فيها بالله تعالى وبكماله وعظمته وجلاله وتقديسه، من غير تشبيه ولا تجسيم ولا تكييف ولا تأويل ولا تفسير ولا تعطيل، وليس علينا تفصيل المراد وتعيينه، وليس البحث عنه من شأننا في الأكثر، بل نكل علم تفصيله إلى الله تعالى، ونصرف عن الخوض فيه قلوبنا وألسنتنا.
فهذا ونحوه هو الصواب عند أئمة الفتوى، وهو مذهب السلف الصالح وأئمة المذاهب المعتبرة وأكابر العلماء منا ومن غيرنا."
قاله ابن حمدان الحنبلي في (صفة الفتوى والمفتي والمستفتي)
فانظر كم أورَثَ سفهاءُ الأحلام الناسَ مِن خَبالٍ، بالخوضِ بهم في هذه الدقائق، وبتجرئة الجاهلين، على الطّعن في أئمّة الدِّين، الذّابّين عنه، القائمين بالواجب عليهم منه!
#معالم
#علم_الكلام