شؤون مقدسية @ziad_ibhais Channel on Telegram

شؤون مقدسية

@ziad_ibhais


قناة الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص.

قناة تنشر أهم متابعات القدس والأقصى، وقراءات في واقع المدينة في ظل الاحتلال.

شؤون مقدسية (Arabic)

تعتبر قناة "شؤون مقدسية" برئاسة المستشار زياد ابحيص المكان المثالي لجميع المهتمين بالشؤون القدسية والأقصى. يقوم زياد ابحيص بتقديم أهم وأحدث المتابعات عن القدس والأقصى، بالإضافة إلى قراءات عميقة في واقع المدينة الفلسطينية تحت ظل الاحتلال. من خلال هذه القناة، يمكنك البقاء على اطلاع دائم على كل ما يجري في أرض القدس المقدسة والتعرف على التحديات التي تواجهها يوميًا. سواء كنت باحثًا، ناشطًا، أو مجرد شخص مهتم، فإن هذه القناة ستوفر لك المعلومات والتحليلات اللازمة لفهم الوضع الراهن في القدس. انضم إلينا اليوم وكن جزءًا من المجتمع الذي يسعى للحفاظ على الهوية والتاريخ الفلسطينيين في وجه التحديات السياسية والاجتماعية.

شؤون مقدسية

18 Jan, 17:44


إن الحرب في أصلها صراع إرادات، والطرف المنتصر فيها هو من يفرض إرادته، وبهذا المقياس يندر أن كانت أي حرب كبرى محل جدل حول هوية المنتصر فيها، لأن المتحاربين مهما مارسوا من حرب نفسية وخداع تكتيكي يعلمون في نهاية المطاف من الذي فرض إرادته، ومن الذي فشل في فرضها... وحتى وإن انتهت الحرب دون أن يفرض أحد أطرافها إرادتَه فإن نتيجة الحرب لن تكون خافية كذلك، وإن كانت يمكن أن تخضع لمنطق التقييم النسبي...

وبهذا المقياس فلا شك أن المحتل الصهيوني فشل في فرض إرادته في التهجير أو إنهاء المقاومة أو تحرير أسراه بالقوة، وأن المقاومة فرضت عملية #طوفان_الأقصى ابتداء وانتقلت للهجوم لتعود إلى الوقائع السابقة رغم مبادرتها للهجوم، وهذا يجيب على التساؤل المفرغ الذي يجري ترديده "إن كنا عدنا للحالة السابقة فما فائدة طوفان الأقصى؟".

أما تعبير أطراف الحرب عن وعيها بأدوات الحرب واستعدادها لدفع ثمن فرض إرادتها فيها فلا يكون بما تكتبه على "السوشال ميديا"، فوسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة مستجدة في الفضاء الإنساني، بل هي تعبر بما تختاره في الحرب أمام تحدي النار والموت والدم، وأمام الاستفتاء بالدم فإن استفتاء اللفظ يمسي فائضاً عن الحاجة.

وفي حالة أهل غزة فإن ما عبر عنه أهلها من تشبث بالبقاء في شمال #غزة بداية الحرب، وتطبيقهم العملي لمقولة "غزة أو الجنة"، ثم الصمود أمام عملية الحصار والتجويع الثانية في الشهور الأولى من عام 2024، وأخيراً ما دفعوه من دم أمام حملة ختام الحرب التي طاولت المائة يوم وأرادت أن تحول شمال غزة إلى أمثولة مصغرة في التهجير...

اختار عشرات الآلاف البقاء تحت النار رجالاً ونساء كباراً وصغاراً ومن خرج منهم لم يخرج إلا مجبراً بقوة برية أخرجته من بيته ووضعت البندقية في رأسه... وبقيت معهم مقاومتهم تخوض معركتها حتى الأيام الأخيرة قبل إعلان اتفاق وقف الحرب، لم تنفصل خيارات المدنيين عن مقاومتهم، ولم يتركوها عارية في جباليا وبيت حانون بيت لاهيا، وحاولوا بآلاف الشهداء أن يتشبثوا بأرضهم وأن يحافظوا على القتال حياً فيها، فهل يبقى لسؤال رضاهم بهذا الخيار مكانٌ؟

أخيراً، فإن السؤال المفروض على كل من هو خارج غزة كان وسيبقى عن دوره وموقعه من غزة ومقاومتها وأهلها حين تقدمت الصف، وإثارة سؤال صوابية قرار المقاومة عوضاً عن سؤال الواجب تجاهها هو تجرؤ على نقد الغير وجبن عن نقد الذات، فأي إضافة يمكن أن يشكلها مثل هذا النقد؟ إن حرية النقد التي لا بد من الحرص عليها هي الحرية في نقد الذات؛ أن ينقد كل فرد وجماعة خياراتهم من مواقعهم أولاً، ومن ثم يجري الالتفات لنقد المحيط...وهذا الترتيب هو ما يسمح لأي نقدٍ أن يكتسب مصداقيته.

شؤون مقدسية

16 Jan, 18:29


"لعل المعضلة الأكبر في الوعي بهذه الحرب هي في كيفية مواجهة الإبادة، إذ حرصت "إسرائيل" على فرض ما لا يطاق من الأثمان لمحو صورة أي مبادرة أو نصر أو اعتزاز بالمبادرة، وكذلك على كي الوعي ليرسخ فيه أن المحاولة مُحرقة أو مَن قاوم فَنِي، وعليه لا خيار إلا الاستكانة. وهذا ما تحدث عنه أبو اليمين الصهيوني جابوتنسكي في مفهوم "الجدار الحديدي": "لا بد من ضرب العرب بشدة وقسوة تكوي وعيهم، وتخرج نخبة تعتقد أن حفظ أمن الكيان الصهيوني حاجة وجودية لهم، هي مدخلهم لمجرد البقاء بعيدًا عن طلب أي مكاسب أخرى".

هذا الثمن الباهظ يطرح معضلة بشأن كيفية مواجهة الاحتلال، والتي لا تكون إلا بإفشاله ومنعه من تحقيق أهدافه. عمليًا، إن من يحمّلون المقاومة وِزر جريمة الاحتلال يساعدونه على أن تكون جريمته مُجدية، تحقق الهدف وتكوي الوعي. وإذ يبدأ هذا المنطق من زاوية التعاطف مع الضحية، فإنه يجعل دمها عبئًا عليها ويخرج لها بوصفة وحيدة: لا مجال إلا أن تستكين وترضى بالاحتلال والذل مصيرًا حتى لا تدفع هذا الثمن، وهذا أقرب للتصالح مع الذات المتعاطِفة منه إلى إحقاق حق الضحية، هو استثناء للألم باعتباره فكرة بعيدًا عن أي حق أو مبدأ أو قيَم.

إن المدخل الصحيح لأي موقف أخلاقي كان وسيبقى بالتقدم لدفع الثمن مع غزة وعدم تركها وحيدةً في فم الوحش، وبناء موازين قوى لا تسمح بالاستفراد والإبادة. في واقع الأمر، إن هذا المنطق ينتهي إلى الضد تمامًا: "أتريدنا أن نصبح مثل غزة؟!"، هو منطق مسكون بالسلامة وتجنب الثمن، والعقول التي تحمل مثل هذا المنطق تليق بـ "عرب جابوتنسكي" إذ تتحقق فيهم نظريته."

https://bit.ly/4jknGfe

#طوفان_الأقصى

شؤون مقدسية

15 Jan, 20:58


تابع…

*عرب جابوتنسكي وواجب الوقت*

الرسالة 2 من 2

*خطر الصهيونية العابر للقارات*

أثبتت ملحمة طوفان الأقصى بما لا يدع مجالًا للشك أن الصهيونية أيديولوجية عنصرية إلغائية تؤمن بالتفوق العرقي والديني ممتزجين معًا، ما يجعلها واحدة من أسوأ نظريات التفوق الموهوم في التاريخ. ولقد أسست بذلك لشطب إنسانية كل من يعارضها واستباحة دمه باعتباره كائنًا أدنى بزعمها، وأباحت لنفسها استخدام كل أدوات القوة والرقابة وانتهاك الخصوصية والقمع والتنكيل وحجز الحرية، وباتت معملًا دوليًا يختبر ويصدر كل هذه الشرور ويحولها إلى تجارة، وهي خطر على الحرية الإنسانية كقيمة. 

الصهيونية من حيث تؤمن بشكل مطلق بتفوقها فإنها لا تقبل أي نقد، وتبيح لنفسها شيطنته وخنقه وإسكاته بكل الوسائل، ولقد تجلى بوضوح أنها قد باتت قيدًا على حرية الفكر البشري وعنوانًا لطمس الحقيقة وللإرهاب وترويع المخالفين عبر العالم، ولذلك فإن خطرها ممتد ومنتشر وعابر للحدود ولا ينحصر في فلسطين. ومن هنا، بات واجبًا على النخبة في مجالات الإعلام والثقافة وصناعة الوعي أن تحمل رسالة تجريم الصهيونية بذاتها كأيديولوجيا عنصرية إلغائية تشكل دافعًا للإجرام، وأن تتجاوز التجريم المجرد لـ "إسرائيل" وأفعال سياسييها وقادتها وجنودها.

إن مقولة تحميل المـ.ـقـ.ـاومة مسؤولية جرائم الاحتلال في غزة غسيلٌ للدم عن يد المجرم وتواطؤ معه بالتعامل مع جريمته وكأنها "حق طبيعي" له، وهي تزويرٌ يحمّل الضحية مسؤولية دمها وألمها لأن "واجبها" أن تجنب نفسها الجريمة حتى وإن كان هذا يعني التنازل عن الحق وعن العدالة والاستكانة لمنطق القوة. وهو انعكاس لانحطاط فكري وأخلاقي يجعل المادة فوق المبادئ والقيم، ويجعل القوة أصلًا والحق تابعًا؛ وغزة إذ ترفض هذا المنطق المختل الذي استفحل في العالم إنما تحرر البشرية بأسرها بدمها وصمودها.

أما المقولة الثانية التي لا بد من تفنيدها، فهي محاولة وصم المقاومة باعتبارها تنفذ "أجندة إقليمية" بعيدة عن مصالح الشعب الفلسطيني، ورغم أن من حق المقاومة الطبيعي أن تستعين بكل مكونات أمتها وهي تتصدى للخطر الوجودي الصهيوني، فإن التجربة أثبتت أنها كانت متقدمة على كل حلفائها وداعميها حين مضت إلى طوفان الأقصى، وأنها كانت الأعلى سقفًا والأكثر جدية في معركة فاصلة مع المحتل الجاثم على أرضها، فكانت رأس الحربة وكانت المتبوع لا التابع.

*غزة وواجب الوقت*

اليوم بعد أن قفزت غزة إلى الأمام وتقدمت الشعب الفلسطيني والأمة بأسرها في التصدي لمعركة الحسم ومحاولة نقل الصراع إلى مسار التحرير، وإذ دفعت ثمن تأخر الأمة عنها - وإن بتفاوُت في جدية المحاولة - فإن واجب الوقت واللحظة على كل فردٍ وجماعة هو اللحاق بها وليس نقدها على تقدمها. وإن كانت دفعت ثمنًا إنسانيًا باهظًا فإن الواجب التخفيف عنها ومداواة جروحها واستشعار المسؤولية تجاهها، إذ وقفت في الأمام وصاغت النموذج، وإذا ما عجزت شعوب العالم عن إحقاق الحق ومنع الإبادة التي تشاهدها يوميًا على مدار خمسة عشر شهرًا، فإن الواجب اليوم كسر الحصار ومنع تعفن الجراح ومد شرايين الحياة لغزة. 

حين اندفعت #غزة إلى الطوفان، وتُركت في المقدمة لتدفع الثمن مضاعفًا، كانت تدفع عن كل فلسطين مصير التصفية، وعن كل عربي مصير الإلحاق والاستتباع، وعن كل مسلم مصير تهويد أقدس مقدساته وطمسها، وعن البشرية بأسرها معركة الحق والعدالة في وجه طغيان المادة والقوة، ومعركة المساواة الإنسانية في وجه آخر نظريات التفوق العرقي والديني وأقبحها؛ وأمام هذه الحقائق فإن العودة لمواصلة الحياة كما كانت قبل السابع من أكتوبر قد باتت في عداد المستحيل، فهناك واجبٌ لمّا يوفّى لغزة حين كانت في المقدمة تخوض حربها عن كل هؤلاء، حربٌ لن تُحسم ما لم تلتحق بغزة كتلة وازنة تسمح بترجيح الكفة، فتمنع التصفية وتؤسس للتحرير.

شؤون مقدسية

15 Jan, 20:57


ملحمة طوفان الأقصى: أولويات في الوعي مع اتفاق الهدنة… مقال منشور في موقع متراس

*عرب جابوتنسكي وواجب الوقت*

الرسالة 1 من 2

زياد ابحيص
https://bit.ly/4jknGfe

كانت هذه الحرب الملحمة التاريخية الأكبر في تاريخ فلسطين، التي كرست فيها غزة بشعبها ومقاومتها معادلة أننا لا نهزم، ننتصر أو نموت، سواء في المقاومة العسكرية أو مدنيين في مختلف مجالات الحياة. قاتلت غزة عن حق مطلق لا لبس فيه؛ قتال شعب مجبول بتراب هذه الأرض، ليست الهجرة من ضمن خياراته بعد الذي جربه من لجوء وخذلان طويلي الأمد. 

بينما ذهاب المحتل إلى الإبادة يستبطن التسليم بأن أهل غزة هم أهل الأرض وأصحاب الحق، وأنه لا يستطيع أن يحيّد حقهم ومقاومتهم إلا بمحاولة قتلهم جميعًا، فإنه يسلم بذلك أيضًا بأنه طارئ لا يقوى على أن تظل مقاومتهم ومطالبتهم بحقهم قائمة ومستمرة في الأفق، لذا لا بد من تأمين تذكرة بقائه بإبادة تنهي إمكانية نهضة هذه المقاومة.

*"عرب جابوتنسكي"*

لعل المعضلة الأكبر في الوعي بهذه الحرب هي في كيفية مواجهة الإبادة، إذ حرصت "إسرائيل" على فرض ما لا يطاق من الأثمان لمحو صورة أي مبادرة أو نصر أو اعتزاز بالمبادرة، وكذلك على كي الوعي ليرسخ فيه أن المحاولة مُحرقة أو مَن قاوم فَنِي، وعليه لا خيار إلا الاستكانة. وهذا ما تحدث عنه أبو اليمين الصهيوني جابوتنسكي في مفهوم "الجدار الحديدي": "لا بد من ضرب العرب بشدة وقسوة تكوي وعيهم، وتخرج نخبة تعتقد أن حفظ أمن الكيان الصهيوني حاجة وجودية لهم، هي مدخلهم لمجرد البقاء بعيدًا عن طلب أي مكاسب أخرى". 

هذا الثمن الباهظ يطرح معضلة بشأن كيفية مواجهة الاحتلال، والتي لا تكون إلا بإفشاله ومنعه من تحقيق أهدافه. عمليًا، إن من يحمّلون المقاومة وِزر جريمة الاحتلال يساعدونه على أن تكون جريمته مُجدية، تحقق الهدف وتكوي الوعي. وإذ يبدأ هذا المنطق من زاوية التعاطف مع الضحية، فإنه يجعل دمها عبئًا عليها ويخرج لها بوصفة وحيدة: لا مجال إلا أن تستكين وترضى بالاحتلال والذل مصيرًا حتى لا تدفع هذا الثمن، وهذا أقرب للتصالح مع الذات المتعاطِفة منه إلى إحقاق حق الضحية، هو استثناء للألم باعتباره فكرة بعيدًا عن أي حق أو مبدأ أو قيَم. 

إن المدخل الصحيح لأي موقف أخلاقي كان وسيبقى بالتقدم لدفع الثمن مع غزة وعدم تركها وحيدةً في فم الوحش، وبناء موازين قوى لا تسمح بالاستفراد والإبادة. في واقع الأمر، إن هذا المنطق ينتهي إلى الضد تمامًا: "أتريدنا أن نصبح مثل غزة؟!"، هو منطق مسكون بالسلامة وتجنب الثمن، والعقول التي تحمل مثل هذا المنطق تليق بـ "عرب جابوتنسكي" إذ تتحقق فيهم نظريته.

*التمسك بالطوفان*

إن كنا سنذكر ملحمة #طوفان_الأقصى في الوعي فإنها لا تكتسب معناها الصحيح إلا في إطارها التاريخي، هي قفزة تاريخية على طريق المقاومة بعد 107 سنوات من احتلال فلسطين، وبعد 75 سنة من الإحلال والتهجير، وبعد 56 سنة من احتلال الضفة الغربية وغزة ووضع ما تبقى من شعب فلسطين على أرضه تحت الاحتلال، وبعد 30 عامًا من مسيرة تسوية سياسية لم تؤدِّ إلا إلى التهويد والاستيطان والحصار ومزيدٍ من الاقتلاع وانعدام أفق الدولة. 

جاء الطوفان في السنة السادسة لمشروع تصفية أطلقه دونالد ترامب مع "إسرائيل"، كان يستدعي المواجهة في كل عام، فهو مشروع يريد أن يحسم الصراع وأن يصفي قضية فلسطين على أنها باتت "إسرائيل" المزعومة وإلى الأبد، وأن يصفي هوية #المسجد_الأقصى وكأنه بات هيكلًا، وأن يحسم مصير #القدس على أنها "أورشليم" العبرية، وهو يحضر لتهجير شامل في الضفة التي لا بد أن تصبح "يهودا والسامرة"، بينما أعداد الأسرى تتزايد والتنكيل بهم يتصاعد محولًا السجون إلى قبور مبنية، بينما يجري تعزيز الحصار في غزة لخنق المقاومة وتحييدها، وفرض يهودية الدولة في الداخل المحتل، ومحاولة إنهاء "الأونروا" وشطب حق العودة لفلسطينيي الخارج، ومحاولة تجاوز مأساة فلسطين بـ "الاتفاقات الإبراهيمية". 

جاء طوفان الأقصى ليمنع التصفية، ويتجاوز ذلك بالانتقال إلى الهجوم ومحاولة فرض التراجع على الاحتلال، وليعيد مظلومية فلسطين وشعبها إلى الواجهة، وليعزل "إسرائيل" وداعميها. وإذ وقفت غزة في المقدمة لتخوض المعركة، يريد المحتل بإصراره على كل هذه العناوين أن يفرغ الطوفان من معناه، وفي مواجهة ذلك فإن الخيار الأجدى والأصح هو التمسك بالطوفان وتحقيق معناه وجدواه بالصمود في وجه موجة التشبث بالحسم، إلى أن تفشل وترتخي أيدي أصحابها أمام ثبات الحق وصلابته.

شؤون مقدسية

02 Jan, 14:38


*ملخص عدوان "عيد الأنوار (الحانوكاه)" العبري على المسجد الأقصى المبارك*

كان عدوان الأنوار العبري هذا العام يستهدف تكريس هذه المناسبة كمحطة أساسية خامسة للعدوان على المسجد الأقصى لمعالجة الانقطاع الطويل في الأعياد التوراتية ما بين شهر 10 من العام الميلادي وشهر 3 من العام الميلادي الذي يليه، والهدف الأساسي خلاله كان تصعيد الاقتحامات كمّاً بزيادة أعداد المقتحمين ونوعاً بتصعيد فرض الطقوس التوراتية في #المسجد_الأقصى المبارك باعتبارها تأسيساً معنوياً للهيكل المزعوم يمهد لتأسيسه المادي، وقد شهد العدوان هذا العام المجريات التالية:

*أولاً: لناحية تكريس الأنوار العبري كموسم عدوان مركزي:*

امتد "عيد الأنوار" العبري على مدى ثمانية أيام ما بين الخميس 26-12-2024 وحتى مساء الخميس 2-1-2025، تخللتها ستة أيام من الاقتحامات نظراً لإغلاق باب الاقتحامات يومي الجمعة والسبت، شهدت في المجموع اقتحام 2,567 متطرفاً صهيونياً، أي بمتوسط يومي 428 مقتحماً تقريباً مع تذبذب الأعداد بين أيامه.

هذا يعني من الناحية العددية أن جماعات الهيكل المتطرفة قد تمكنت من رفع أعداد المقتحمين بواقع 53% خلال "عيد الأنوار (الحانوكاه)" مقارنة بعام 2022 حيث بلغ حينها 1,681 مقتحماً بمتوسط يومي 280، أي أنها تمكنت من نقله من خانة الأعياد الهامشية إلى المرتبة الثانية من الأعياد التوراتية من حيث توظيفها لاقتحام #الأقصى، فمتوسط الاقتحام اليومي فيه بات يقترب من عدد المقتحمين في رأس السنة العبرية مثلاً.

*ثانياً: من ناحية فرض الطقوس التوراتية:*

شهد عدوان الأنوار العبري لهذا العام إشعال "شمعات الأنوار" في ساحته الشرقية للمرة الثالثة في تاريخه بعد محاولتين خجولتين في 2021 و2023، لكنها هذه المرة كانت في اليوم قبل الأخير وأُنيرت فيها الشمعات الثماني للعيد بشكلٍ خجول أيضاً، وهي المرة الأولى التي تنار فيها شمعات الأنوار مكتملة داخل المسجد الأقصى وإن كانت بغياب الشمعدان والأدوات الدينية، وهذا يجدد تكريس الساحة الشرقية للأقصى وكأنها الكنيس اليهودي غير المعلن داخل المسجد الأقصى.

إلى جانب ذلك، شهد اليوم الأول للعدوان، الخميس 26-12 نقل رقصة الحانوكاه التي كانت تُؤدّى لسنوات على أبواب المسجد إلى داخله، في سابقة نادرة ربما تكون الأولى أيضاً في تاريخ فرض الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى المبارك بحسب ما يتوفر من توثيق، علاوة على ذلك جرى أداء طقوس "بركات الكهنة" بشكل يومي طوال أيام هذا العيد التوراتي، ما يؤهلها أن تصبح طقساً توراتياً جديداً يجري تطبيع فرضه في الأقصى إلى جانب السجود الملحمي الذي يؤدى بشكل يومي منذ رعاية الوزير المتطرف إيتمار بن جفير له في 13-8-2024، وإلى جانب نفخ البوق وصلوات الصباح والمساء وطقوس البلوغ والصلوات المضافة في الأعياد والتي سبق تطبيع فرضها جميعاً داخل المسجد الأقصى بكل أسف على مدى السنوات الماضية.

أما على مستوى فرض الأدوات الدينية، فللمرة الثالثة في تاريخ المسجد منذ احتلاله اقتحمه اليوم مستوطن يرتدي لفائف الصلاة السوداء (التيفلين)، وهي رابع أدوات الصلاة اليومية إلى جانب شال الصلاة (الطاليت) وزوائد الخيوط (تسيت تسيت) وكتاب الأذكار (السيدور)، وكلها جرت وتجري محاولات متكررة لفرضها داخل الأقصى، بعد أن قدمت جماعات الهيكل التماساً للسماح بإدخالها للأقصى أمام محكمة الاحتلال العليا في عام 2022.

تكرر كذلك الاستفراد بالبلدة القديمة ليلاً، وبالذات بطريق القطانين وبساحة الغزالي أمام باب الأسباط، وأُشعل الشمعدان بشكله شبه المكتمل أمام باب القطانين في طقس يتكرر منذ عام 2017، علاوة على إشعال الشمعدان في ساحة البراق بمشاركة وزراء وحاخامات وهو الطقس المتكرر منذ الاحتلال تقريباً.

*ثالثاً: من الناحية السياسية:*

شهد أول أيام "عيد الأنوار" التوراتي الاقتحام السابع للوزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن جفير منذ توليه منصبه في شهر 1-2023، والرابع له منذ عملية #طوفان_الأقصى وبدء حرب الإبادة على غزة، وهو ثالث اقتحام يتولى فيه بن جفير شخصياً قيادة العدوان على الأقصى في عيدٍ توراتي انطلاقاً من منصبه الرسمي، ما يعني أنه مستمر في التعامل مع تهويد المسجد الأقصى بوصفه المساحة الأساسية للوفاء بتعهداته الانتخابية وللمحافظة على شعبيته وسط أنصار الصهيونية الدينية، التي ما يزال أنصارها يتطلعون إلى استكمال قائمة المطالب الأحد عشر التي قدموها له عند تولي منصبه.

#الأقصى_معركة_وجود

شؤون مقدسية

29 Dec, 19:48


*في رابع أيام "عيد الأنوار العبري": المقتحمون الصهاينة يستعرضون نشوة استفرادهم بالمسجد الأقصى المبارك*

في اليوم الرابع من أيام "عيد الأنوار" التوراتي، والثاني لاقتحامه خلال هذا العيد –حيث تتوقف الاقتحامات الجمعة والسبت- فقد اقتحم المسجدَ الأقصى اليوم 366 مستوطناً، وأدوا طقوس بركات الكهنة بصوتٍ عالٍ، وأدوا رقصة احتفال الأنوار في ساحته الشرقية في حادثة نادرة في تاريخه، حيث كان المستوطنون قد فرضوا هذه الطقوس على أبوابه منذ عام 2017 أملاً في أدائها داخل #الأقصى وقد جاء اليوم الذي نقلوا فيه هذه الاحتفالات إلى داخل الأقصى.

في الوقت عينه، أدت مجموعة من المستوطنين رقصة استعراضية قرب البوائك الشمالية للأقصى وهم يغنون "اكتمل هذا البناء"، في إشارة لأن وضعهم الحالي من الاستفراد بالمسجد هو أقرب لإتمام بناء الهيكل المزعوم، في استعجال لنتائج الحرب ومحاولة لاعتبار الوضع الحالي نتيجة نهائية، بعد أن كان #المسجد_الأقصى عنوان عقدة القدرة الصهيونية في عدة محطات سابقة.

ويستمر عدوان الأنوار العبري حتى يوم الخميس القادم 2-1-2025.

#الأقصى_معركة_وجود

شؤون مقدسية

29 Dec, 11:27


كان أبو حسن قاسم وحمدي التميمي ورفاقهما من هذا التيار المقـ.ـاتل الصلب الذي خاض معارك مارون الراس وقلعة الشقيف ومحور الكولا جزءاً مركزياً من بطولات فتح التي سطرت أيام كانت تقف في خندق المـ.ـقـ.ـاومة… ولقد كانوا يرون ومنذ عام 1974 أن أي سلطة تنشأ بوجود الاحتلال ستكون نسخة أسوأ من الأنظمة العربية…

اليوم وبعد 50 عاماً من طرح تلك الرؤية السياسية، تؤكدها السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية بشكل يومي حين تسطر تجارب الفساد والارتهان وصولاً للاقتتال الداخلي، فلا تبُقي آفةً للنظام الرسمي العربي إلا واستوردتها إلى الضفة الغربية.

أبناء هذه التجربة طرحوا رؤيتهم ضد برنامج النقاط العشر حينها الذي كان يتحدث عن "سلطة وطنية مقاتلة"، لتنتهي في الممارسة إلى سلطة مرتهنة تقتل شعبها… الشـ.ـهـ.ـداء سعد جرادات ومروان كيالي وميسرة أبو حمدية ومروان زلوم وجهاد العمارين ومعهم إخوانهم الأحياء معين الطاهر وتيسير أبو اسنينة وحسن صالح والمئات من رفاقهم…

كلها أسماء تستمد منها حركة فتح شرعيتها النضالية لكن السلطة وأجهزتها تمضي في نهج سياسي مناقض تماماً لما سارت عليه تلك الأسماء.

#مخيم_جنين

شؤون مقدسية

29 Dec, 00:14


في 11-5-2022 اغتال جيش الاحتلال الصحفية شيرين أبو عاقلة في استهداف متعمد للصحفيين يحاول ردعهم عن إيصال صوت #مخيم_جنين ومقاومته، واستعراض استعداده المفتوح للقتل لعل ذلك يساعده في معالجة فشله المتكرر في وأد مـ.ـقـ.ـاومته.

في 29-12-2024 عنصر من أجهزة أمن السلطة يستهدف الصحفية شذى الصباغ -شقيقة الشـ.ـهـ.ـيد معتصم الصباغ- برصاصة في الرأس وهي تحمل بين يديها طفلين من أبناء شقيقتها، وذلك بعد دقائق من تصويرها عناصر أمن السلطة وهم يزيلون صور للشـ.ـهـ.ـيدين يوسف شريم ونضال خازم.

في عملية تقديم أوراق الاعتماد لمرحلة الإبادة والتهجير، أجهزة أمن السلطة المشبعة بالعقيدة التي زرعها فيها الجنرال الأمريكي كيث دايتون دايتون ويشرف على استمرارها مهندس عمليتها على مخيم جنين الجنرال الأمريكي مايكل فنزل؛ تقتفي أجهزة دايتون-فينزل خطوات جيش الاحتلال في العدوان على شعبها بما في ذلك اغتيال صحافية برصاصة في الرأس، لعل ذلك يؤهلها للمشاركة في مرحلة ما بعد الإبادة في غزة وما بعد التهجير في الضفة!

شؤون مقدسية

25 Dec, 16:28


عيد الأنوار العبري...أحدث محطات التهويد في ⁧ #الأقصى⁩ و ⁧ #الخليل⁩

‏⁦ qudsn.co/post/208195⁩

‏⁧ #الأقصى_معركة_وجود⁩

شؤون مقدسية

23 Dec, 20:10


تابع/ عيد الأنوار العبري...أحدث محطات التهويد في الأقصى والخليل

رسالة 2 / 2

زياد ابحيص



عيد الأنوار العبري في أصله عيد هامشي من الناحية الدينية؛ إذ أنه من آخر الأعياد دخولاً للرزنامة العبرية وليس فيه أي يوم للصيام أو الامتناع عن العمل وفق الشريعة التوراتية، إلا أن مجموعة من الخصائص زادت من مكانته في العقود الأخيرة: الأولى طول مدته لكونه يمتد على مدى ثمانية أيامٍ كاملة، والثانية هي التزامن النسبي مع موسم الأعياد المسيحي الغربي ما بين عيد الميلاد ورأس السنة –وهو تزامن متحقق هذا العام- ما يسمح بتعزيز مقولة "التراث اليهودي-المسيحي المشترك"؛ رغم أنه في التطبيق موسم تضييق على المصلين والمحتفلين المسيحيين في #القدس باسم تأمين الأعياد اليهودية، وهذا السبب كان يعزز مكانة هذا العيد إبان انتشار اليهود في أوروبا. أما الخاصية الثالثة فهي معناه التاريخي إذ تزعم التوراه أنه يعود إلى عهد انتصار الثورة المكابية لليهود على السلوقيين واحتلالهم القدس وإعادة "تأسيس الهيكل" في القرن الثاني قبل الميلاد، وهو ما يجعله مرتبطاً بفكرة الهيكل وبالقتال لاستعادته، والخاصية الرابعة والأخيرة هي ارتباط هذا العيد بالشمعدان الذي اتُخذ شعاراً مركزياً للكيان الصهيوني عند تأسيسه، فللشمعدان تسعة أذرع، أربعة من كل جهة ترمز للأيام الثمانية لمعجزة إنارة الهيكل بعد "استعادة" اليهود له من السلوقيين وفق الزعم التوراتي، أما الذراع الوسطى العلوية فهي "الشاهد" وهي شمعة إشعال بقية أذرعه، ومن هنا فإن الاحتفاء الصهيوني المعاصر بهذا العيد أخذ يتحول إلى احتفاء بالدولة والجيش باعتبارهما الثورة المكابية الحديثة التي لا بد أن تنتهي بتجديد الهيكل المزعوم، ومن هنا باتت أهمية "عيد الأنوار" القومية المعاصرة أكبر بكثير من أهميته الدينية التاريخية.

*العدوان المرتقب في "عيد الأنوار العبري":*

يمتد "عيد الأنوار العبري" هذا العام ما بين يوم الأربعاء 25-12-2024 والذي يوافق يوم عيد الميلاد المسيحي بالتقويم الغربي، وحتى يوم 2-1-2025 أي أنه يتزامن كذلك مع رأس السنة الميلادية. أما العدوان المرتقب خلاله في #الأقصى فهو إشعال الشمعدان حول المسجد الأقصى ليلاً وأداء طقوس توراتية مع تعزيز الاستفراد بسوق القطانين وساحة الغزالي إلى حد بات يجعلها أقرب إلى كُنُس مؤقتة في ليالي هذه الطقوس مرتكزة في ذلك إلى قرار لمحكمة الاحتلال العليا في 17-12-2017 بالسماح للمستوطنين بأداء كامل طقوسهم على أبواب المسجد الأقصى، يضاف إلى ذلك تعزيز الاقتحامات نهار تلك الأيام الثماني ومحاولة إشعال الشمعدان ولو رمزياً داخل المسجد الأقصى في إطار المحاولة المستمرة لنقل كامل الطقوس التوراتية إلى داخله، على الرغم من أن وقت إشعالها دينياً هو بعد غروب الشمس وليس في ساعات النهار، وهي محاولة تريد أن تبني على سابقتين كانت الأولى منهما في 2021 بإشعال ولاعة وأداء صلوات مصاحبة وبشكلٍ رمزي، والثانية في 2023 حيث أشعلت ثلاث شمعات على حجارة المسجد الأقصى. وإذا ما كانت محاولات أداء طقوس الشمعدان في المرتين جرت تسللاً وبغياب الأدوات اللازمة، فإنها تبقى مقدمات تحاول الصهيونية الدينية التأسيس عليها للوصول تدريجياً إلى أداء الطقس الديني الكامل وإدخال جميع الأدوات التي يتطلبها.

علاوة على ذلك، تحاول جماعات الهيكل المتطرفة أن تجعل من هذا العيد مناسبة لمسيرة سنوية للمطالبة بالعدوان الشامل على أوقاف القدس التابعة للأردن، وطردها من المسجد الأقصى وسلب كامل صلاحيتها لصالح إدارة صهيونية تعينها حكومة الاحتلال، وهو التقليد الذي بدأته في عام 2022 حين كانت تناقش رسالة مطالبها الشهيرة ذات البنود الأحد عشر والتي تحولت إلى برنامج عمل لوزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن جفير، وهي مسيرة حاولوا تنظيمها في السابع من الشهر الحالي لكن شرطة الاحتلال حظرتها بسبب رسالتها التحريضية، وتعول جماعات الهيكل المتطرفة على تكرارها في 26-12 بزخمٍ أعلى تحت اسم "مسيرة المكابيين".

أما في المسجد الإبراهيمي، فيعمل الكيان الصهيوني على تحويل "عيد الأنوار" إلى مناسبة لتكريس السيادة الصهيونية المزعومة عليه، حيث يحاول مسؤولوه فرض حضور مركزي في إشعال الشمعدان داخل المسجد الإبراهيمي فكانت السابقة الأولى في 29-12-2019 حيث أشعل الشمعدان فيه نفتالي بينيت وكان حينها وزير حرب الاحتلال، ثم في 28-11-2021 أشعل الشمعدان فيه رئيس الكيان الصهيوني يتسحاق هرتزوج رغم أنه محسوب على يمين الوسط، أما في العام الماضي 2023 فقد كان معظم المشاركين في هذا الاحتفال داخل المسجد الإبراهيمي من عائلات الأسرى الصهاينة في قطاع غزة أو من جنود الاحتلال العائدين من مهامهم في حرب الإبادة المستمرة منذ ذلك الحين.

شؤون مقدسية

23 Dec, 20:10


*في الخلاصة،* يستمر الكيان الصهيوني في تصعيد عدوانه على المسجد الأقصى المبارك بصفته أحد العناوين المركزية لمعركة الحسم، وتعزز جماعات الهيكل العدوان عليه بموسم مركزي خامس تحاول منذ خمس سنوات تكريسه في رزنامتها السنوية، بينما يجمع الكيان الصهيوني بكل تياراته على جعل هذا العيد عنواناً لضم الخليل وإعلان السيادة المزعومة على مسجدها الإبراهيمي، وهو ما تقف المقاومة سداً وحيداً مُجدياً في مواجهته، وهو ما يفرض العمل بكل جهد ممكن على تحويل هذه المناسبات من مناسبات تختص بنخبة محدودة من المرابطين والمقاومين يصطفيهم الله لخوض معركته إلى عنوان مركزي لاستنهاض الأمة بأسرها وإشراكها في هذه المعركة التي هي بحق المعركة المركزية لإرادتها وهويتها ووجودها، وهي مهمة لما تتحقق رغم أولويتها.

#الأقصى_معركة_وجود

شؤون مقدسية

23 Dec, 20:10


*عيد الأنوار العبري...أحدث محطات التهويد في الأقصى والخليل*

رسالة 1 / 2

زياد ابحيص

يتطلع الاحتلال الصهيوني اليوم إلى الإحلال الديني في المسجد الأقصى المبارك، إلى إزالته من الوجود وتأسيس الهيكل المزعوم في مكانه وعلى كامل مساحته البالغة 144 ألف مترٍ مربع، ويعمل على تحقيق ذلك عبر خطة مرحلية قائمة على فكرة الاشتراك، أي تحويل المسجد الأقصى إلى مقدسٍ مشترك بين المسلمين واليهود كمقدمة ضرورية لتهويده بالكامل، لنقله من خانة المقدس الإسلامي الخالص التي كان عليها إلى خانة المقدس اليهودي الخالص التي يعمل الصهاينة بجدٍّ على فرضها، ويجري العمل على فرض هذا التغيير الحاسم في هوية #المسجد_الأقصى عبر ثلاث أشكالٍ من الاشتراك: التقسيم الزماني بمحاولة فرض أوقات اقتحام مخصصة للمقتحمين الصهاينة موازية للوجود الإسلامي الأصيل فيه، والتقسيم المكاني بمحاولة عزل جزء من ساحته ومبانيه وتخصيصها للمستوطنين لتصبح مقرهم الدائم وتتركز هذه المحاولة اليوم في الساحة الشرقية للأقصى، والتأسيس المعنوي للهيكل بفرض كامل الطقوس التوراتية فيه، أي بالتعامل معه وكأنه قد بات هيكلاً حتى وإن كانت مبانيه ما تزال المباني الإسلامية ذاتها، في محاولة لتحويل فرض الطقوس فيه إلى "تأسيس معنوي" يمهد للتأسيس المادي للهيكل المزعوم.

*أعياد حُولت إلى مواسم عدوان:*

على مدار 21 عاماً من اقتحامات المسجد الأقصى المبارك التي كرسها الاحتلال من بعد انتفاضة الأقصى، وتحديداً بدءاً من شهر 8-2003، تحولت الأعياد التوراتية الدينية والأعياد الصهيونية القومية إلى مناسبات للعدوان على المسجد الأقصى المبارك ومحاولة التقدم في تغيير هويته بشكلٍ تكاملت فيه أدوار جماعات الهيكل التي شكلت الرافعة والمحرك، ومحاكم الاحتلال وجهاز شرطته ومؤسساته السياسية التي كانت تتبادل الأدوار أحياناً وتتكامل فيما بينها أحياناً أخرى لتمرير هذا التغيير المستمر في الوضع القائم في المسجد الأقصى، فمضى التقسيم الزماني فيه حتى فرض أوقاتاً ثابتة للاقتحام من يوم الأحد وحتى الخميس بواقع أربع ساعات يومياً تمددت إلى ست ساعات وهي آخذة بالتمدد المستمر، ويمضي التقسيم المكاني في محاولة عزل الساحة الشرقية وكأنها "الكنيس غير المعلن" في المسجد الأقصى رغم ما واجهه الاحتلال من رباط صبور صلب حين حاول أن يقضم الساحة الجنوبية الغربية للأقصى ثم حين حاول قضم مصلى باب الرحمة، وصولاً إلى المسعى المستمر لفرض الطقوس التوراتية المتتالية في الأقصى من صلوات الصباح والمساء إلى الصلوات المضافة ثم الانبطاح الكامل المسمى "السجود الملحمي" وصولاً إلى صلوات "بركات الكهنة".

من بين هذه المناسبات كانت هناك أربع مواسم عدوان مركزية هي: "الفصح العبري" ومدته ثماني أيام وغالباً ما يتحرك ما بين الشهر الثالث والرابع من العام الميلادي، والذكرى العبرية لاحتلال القدس وهي مناسبة قومية مدتها يوم واحد وتتحرك ما بين الشهر الخامس والسادس من العام الميلادي، أما موسم العدوان الثالث فهو "ذكرى خراب الهيكل" التوراتية ومدتها يوم واحد وعادة ما تتحرك ما بين الشهر السابع والثامن من السنة الميلادية، وأخيراً يأتي موسم الأعياد الطويل الذي يمتد ما بين الشهر التاسع والعاشر من العام الميلادي ويتألف من أربعة أعياد متتالية على مدى 22 يوماً ويشكل موسم العدوان الأعتى والأخطر.

*"الأنوار العبري" والحاجة إلى موسم عدوان خامس:*

مع تعاقب السنوات والتجارب، بدأت جماعات الهيكل المنبثقة عن تيار الصهيونية الدينية تدرك أن هناك فراغاً طويلاً في تقويمها السنوي؛ فأعيادها المركزية تقع ما بين الشهر الرابع والعاشر من العام الميلادي وتتركز في ستة أشهر من السنة، ولذلك بدأت بالعمل على إدخال مناسبة خامسة تكسر هذا الانقطاع ومن هنا جاء اهتمامها بـ "عيد الحانوكاه" أو "عيد الأنوار العبري" ليصبح موسم التهويد المركزي الخامس، وهو يأتي في الشهر الثاني عشر للسنة الميلادية.

شؤون مقدسية

18 Dec, 17:16


*من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟*

…رسالة 2 / 2

*اختبار الطوفان...*

ما فعله طوفان الأقصى عمليًا أنه اختبر محور المـ.ـقـ.ـاومة في مهمته النظرية، فجرّه إلى تكريس معظم قواه إلى خط الصراع مع الصهيونية بكل ما يقتضيه ذلك من أثمان، وهذا فرض بالضرورة تقليل قدرة المحور على التركيز في خطّي الصراع الثاني والثالث، وأمام الطبيعة الرخوة للمحور وعدم تحوله إلى حلف، فإن طوفان الأقصى كان قرارًا من حماس اختبر جاهزية بقية المحور.

نتج عن ذلك في *لبنان* استجابة فورية من "حزب الله" الذي فتح جهدًا عسكريًا عرّفه بـ "جبهة إسناد" في الثامن من أكتوبر 2023، انتهى إلى حرب إلغاء شاملة عليه بمجرد تمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي من نقل تركيزه النسبي عن غزة والضفة، كان من الواضح فيها أنه ينفذ حرب تصفية معدة مسبقًا وبعناية، وكان طوفان الأقصى هو الذي فعّلها وليس من أنشأها. ورغم الهجوم المباغت الكبير والخسارة البشرية والمادية المؤلمة والنوعية، تمكن الحزب من التماسك والرد والتصدي للتوغل البري، وصولًا إلى هدنةٍ وضعت الإسرائيليين في أفضلية عن الوضع الذي كانوا فيه بعد حرب عام 2006. بناء على ذلك، فإن "حزب الله" اليوم أمام تحديات متعددة بدءًا من كيفية ترميم نفسه وحاضنته من آثار الحرب، وكيفية التموضع مع انقطاع خطوط الإمداد البري وزيادة وطأة الرقابة الأميركية على لبنان، وكيفية حماية الذات بما يحفظ موقع جبل عامل باعتباره قوة مـ.ـقـ.ـاومة تتمكن من حماية نفسها من التغول الإسرائيلي وتؤدي دورًا في مواجهته، خصوصًا أنه كان سباقًا إلى فرض نماذج استلهمت في الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 وفي حرب عام 2006.

أما في *سوريا* حيث تتقاطع خطوط الصراع الأربعة بحدة، فقد أدى الصراع الدولي إلى انشغال روسي مركزي في حرب أوكرانيا، بينما أدى طوفان الأقصى وسلوك النظام السوري إلى سحب كثير من الحضور الإيراني وفواعل ما دون الدولة المنخرطة معه، وأدت حرب الإلغاء الإسرائيلية على "حزب الله" إلى سحب قدر كبير من قواته، ففتح هذا بوابة تاريخية لاختلال القوى، طرقتها قوى الثورة التي كانت محاصرة في منطقة خفض التصعيد في إدلب، لتطلق عملية عسكرية من أجل توسيع جغرافيتها، سرعان ما تدحرجت إلى إسقاط النظام في 11 يومًا مع انكشاف مدى هشاشته.
تواجه السلطات الجديدة الناشئة في دمشق تحديات داخلية كبيرة لجهة بسط سيطرتها وحفظ الأمن والحفاظ على وحدتها واستيعاب عودة اللاجئين والإعمار وتحقيق العدالة؛ إلا أن كل هذه التحديات الداخلية تأتي مع استمرار تقاطع خطوط الصراع الأربعة أعلاه في سوريا التي ما تزال محل تطلع روسي للمياه الدافئة، وتطلع أميركي لطرد الروس منها، أما "إسرائيل" فسرعان ما سعت إلى محاولة كيّ وعي القوى الجديدة بأنها قادرة على تهديد دمشق في أي لحظة، وأن ضمان أمنها والتطبيع تحت سيفها من متطلبات بقائهم واستتباب الأمر لهم، كما أن التنافس التركي - الإيراني مستمر في سوريا بتأكيد ردود الفعل الأولى. وأمام هذه التقاطعات يغدو تحقيق الشعب السوري لإرادته بالحرية مهددًا من جديد أن يصبح هامشًا على صراع دولي وإقليمي، وهو ما يفرض على القوى الجديدة في سوريا أن تتصدى للتحديات الخارجية بالجدية ذاتها التي تتصدى بها لتحدياتها الداخلية وربما بجدية أكبر، لأن الانكفاء في سوريا ليس خيارًا.
الحدث السوري ربما لا يكون عابرًا في العمق العربي كذلك، فموجات الثورات السابقة في 2010 و2018 تقول إن العدوى ظاهرة ملازمة لها، ما يعني أن احتمال تجدد هذا النسق ممكن اليوم كذلك وإن لم يكن حتميًا بالضرورة.

*إيران* اليوم في المقابل، أمام تحدي تجديد شكل تحالفاتها وعلاقاتها بالمنطقة، فمحور المـ.ـقـ.ـاومة بعدما تكبده في ميدان الصراع من أثمان لم يعد بالتماسك الذي يسمح بتسميته محورًا، خصوصًا مع فقدانه النفوذ في سوريا، لكن التحدي الإسرائيلي مستمر وربما يتزايد بعد هذه التجربة، ما سيفرض أولًا ضرورة البحث عن حلول جديدة لتجديد تحالفات قوى المـ.ـقـ.ـاومة، وربما يدفع الدولة الإيرانية ثانيًا للمضي قدمًا لامتلاك القنبلة النووية بعد فقدان جزء مهم من قدرات الدفاع والمشاغلة المتقدمة، كما أنه يفرض ثالثًا التطلع إلى شكل جديد من العلاقات التي تعزز الثقة عبر الحدود المذهبية وتتجاوز تجارب العقود الماضية المؤلمة.

*هل تُترك غزة في عزلتها؟*

أمام هذا كله تمسي *غزة* التي أطلقت الزلزال أكثر عزلة أمام عدو استعاد جزءًا من اتزانه - ولو مؤقتًا - بما فرضه على الجبهات الأخرى، وبما حققه من دمار شامل للقطاع بشكل يسمح له بالرهان على أنه لن يعود قابلًا للحياة، رغم أن كل هذا الدمار لم يمنع أن تستمر المواجهات في بؤره الأكثر تضررًا في جباليا وبيت لاهيا حتى اليوم، ما يعلن إفلاس الخيار العسكري في القضاء على المـ.ـقـ.

شؤون مقدسية

18 Dec, 17:16


ـاومة أو استعادة الأسرى حتى وإن كان قادرًا على التدمير، الأمر الذي يفرض البحث عن فرصة لوقف الاستنزاف والتقاط الأنفاس ومحاولة ترميم ما يمكن ترميمه، خصوصًا أن المفاجأة السورية ربما تشجع "إسرائيل" والولايات المتحدة على وقف الحرب ولو مؤقتًا.

أخيرًا، لا بد من التنبه إلى أن محاولة التصفية *الصهيونية–الأميركية* لفلسطين وقوى المـ.ـقـ.ـاومة مصحوبة أيضًا بمعارك تصفية داخلية عند الطرفين: الصهيونية الدينية تمرر مشروع تغيير عميق لبنية الكيان الصهيوني تحت مظلة الحرب، أما ترامب فقد جاء بأجندة تغيير عميق في شكل النظام السياسي الأميركي بالقدر ذاته الذي يحمل مقولات تصفوية تجاه فلسطين وقوى المـ.ـقـ.ـاومة، ما يسمح بالتعويل الجاد على مفاعيل الخلخلة الداخلية في الجبهتين الصهيونية والأميركية والتي يتوقع أن تتفجر أكثر كلما اقتربت الاستحقاقات الانتخابية: إذ إن الاستحقاق الصهيوني القادم في نهاية شهر 10-2026، أما الاستحقاق الأميركي القادم فهو انتخابات التجديد النصفي في شهر 11-2026.

*في الخلاصة، يمكن التوصل إلى الخطوط العامة الآتية:*

*أولًا:* أدى تزامن خطوط الصراع الأربعة وتقاطعها إلى تعقيد المشهد العربي والإسلامي، وإلى منحِ مساحات تقدمٍ مجانية لـ "إسرائيل"، بات من المستحيل إنكارها بعد تجربة الطوفان وما تبعه من اختبار لأولوية الصراع ضد الصهيونية على خطوط الصراع الداخلي؛ وبناء على ذلك فإن تحسن البيئة الاستراتيجية لأي مشروع تحرري ضد الصهيونية مرهون بقرار إيلاء الأولوية لهذا الصراع على الصراعات الداخلية، وبالذات من طرف الفاعلين الإقليميين الأساسيين وأهمهم إيران وتركيا، ومن طرف قوى الثورة المنتصرة حديثًا في سوريا كذلك.

*ثانيًا:* المرحلة المقبلة مفتوحة على احتمالات مفاجآت جديدة في الإقليم، خاصةً مع نجاح الثورة السورية في إسقاط نظام الأسد واحتمالية تحول ذلك بالعدوى إلى موجة ثورات كما حصل في 2010 و2018 وإن لم يكن حتميًا، وكذلك مع احتمالية تطلع "إسرائيل" للمضي في حرب تصفية للقوة الإيرانية باعتبار أن هذا هو الوقت المواتي لها قبل أن تجعل من امتلاك السلاح النووي أولوية لها بسبب مستجدات المنطقة.

*ثالثًا:* المرحلة القادمة تتطلب الصمود ومنع التراجعات، ومحاولة تقليل الاستنزاف قدر الممكن ومد جسور توحيد الصف وتجاوز أحقاب الدم السابقة التي ثبت بالتجربة استحالة الحسم فيها وضررها على المسار الاستراتيجي للصراع ضد الصهيونية والهيمنة الغربية التي تمثلها، والبحث عن أبواب ومساحات جديدة لفتح أبواب المـ.ـقـ.ـاومة لحين بدء الاختلالات التي تفرضها معارك التصفية الداخلية الإسرائيلية - الأميركية والمتوقع أن يكون مدى تجليها التدريجي عامين حتى شهر 11-2026.

*رابعًا:* ربما لم يعد من المخاطرة القول بأن فراغًا جديدًا نشأ اليوم في قوى المـ.ـقـ.ـاومة يفتح المجال لنشأة قوى جديدة، تملأ فراغ القوة وتعدل الميزان وتعمق الاستفادة من الخلخلة في الجبهة الإسرائيلية الأميركية وتعوض غياب فكرة المحور، وربما تكون الضفة الغربية والقدس مسرحًا لذلك، وربما تتجدد المفاجآت بالمقابل، على نسق ما يحصل منذ السابع من أكتوبر.

شؤون مقدسية

18 Dec, 17:16


*من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟*

رسالة 1 / 2

زياد ابحيص

https://bit.ly/4fqAJZz

تشهد المنطقة العربية منذ انطلاق طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عهدًا من المفاجآت: الأولى كانت طوفان الأقصى ذاته، والثانية كانت رد فعل "إسرائيل" بحرب الإبادة، والثالثة الشراكة الأميركية الغربية الشاملة فيها، والرابعة قابلية المجتمع الإسرائيلي لتحمل كل هذه الخسائر. أما المفاجأة الخامسة، فكانت انقلاب جبهة الإسناد اللبنانية إلى حرب شاملة يفتحها الاحتلال بكل ما فيها من مفاجآت، والسادسة والأحدث حتى الآن كانت عملية "ردع العدوان" التي أطلقتها قوى الثورة السورية وانتهت بإسقاط نظام الأسد في 11 يومًا.
هذه المفاجآت جميعها تفرض اليوم واقعًا جديدًا لا بد من محاولة قراءة مقتضياته، وتبنّي الموقف الصحيح منها رغم ما يحفّ هذه المحاولة من مخاطرة.

*المنطقة العربية في خطوط الصراع الأربعة:*

تدور في منطقتنا اليوم ثلاثة خطوطٍ أساسية من الصراع تتفاعل معًا وتفرز موازين قوىً جديدة باستمرار، تأتي تحت مظلة خط رابع للصراع العالمي:

*الأول:* خط الصراع مع المشروع الصهيوني، الذي مر على فتحه 107 سنوات حتى اليوم وما يزال مفتوحًا، وقد مرّ هذا الصراع منذ عام 2000 بموجتين من محاولات الحسم: الأولى مع شارون وبوش في عملية السور الواقي عام 2002، وحرب لبنان عام 2006، ثم حرب غزة الأولى عام 2008-2009، وانتهت إلى فشل الحسم مع شبه توازن متفاوت الساحات، لتتجدد موجة الحسم من جديد في محاولة ثانية يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ عام 2017، وهي موجة نعيش في أتون مواجهتها والتصدي لها.

*الثاني:* خط الصراع بين إرادة الشعوب المقهورة والسلطات المركزية في الدول القطرية المنحلة عن الدولة العثمانية، والتي قسمها الاستعمار وأنشأ فيها استعمارًا جديدًا وسلطاتٍ تمثل الخارج أكثر مما تمثل إرادات شعوبها، قامت ضدها في القرن الحالي موجتان من ثورات الرفض التي كانت تعرف ما لا تريد ومقولتها الرئيسة "إسقاط النظام" أيًا كان البديل. طالت الموجة الأولى تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن والبحرين ما بين عامي 2010-2012، والموجة الثانية طالت السودان ولبنان والعراق والجزائر على مدى عامي 2018-2019. في مقابل ذلك، تشكلت الثورة المضادة بعنوانها: إجهاض الإرادة الشعبية وكيّ وعي الشعوب حتى لا تحاول تحقيقها. وكان تكتيكها أن تثبت للشعوب بالتجربة أن ما بعد الثورة أسوأ مما قبلها حتى لا تعود خيارًا.

*الثالث:* خط الصراع على النفوذ الإقليمي وله ثلاثة أقطاب: "إسرائيل" كممثل حصري للإرادة الغربية؛ وإيران مع قدرتها على التمدد العابر للحدود مستفيدة من ثورتها الإسلامية ومقولة ولاية الفقيه التي تمكنت من تجديد الفاعلية السياسية للمكون الشيعي الإثني عشري من الأمة، ومفهوم أمنها المتقدم الذي اشتقته بعد الحرب مع العراق أن تدعم أو تؤسس تنظيمات ما دون الدولة لتخوض بها الصراع مع الغرب خارج حدودها إضافة إلى مشروعها النووي؛ وتركيا مع أدوات السياسة الناعمة مستفيدة من خصوصية أيديولوجية لحزبها الحاكم باعتباره تجديدًا منبثقًا من رحم الإخوان المسلمين، ومن إرث تاريخي باعتبارها عاصمة آخر دول الخلافة الإسلامية ومن أبعاد اقتصادية وتكنولوجية. على هامش مشاريع النفوذ الثلاثة، كانت الدول العربية الواقعة تحت النفوذ الأميركي تتحرك في خطوط متعاكسة محاولةً تحويل فائض الثروة واقتصاد الريع إلى قيمة سياسية بحد ذاته، وهو ما لا يبدو مهمة قابلة للنجاح منطقيًا، ما جعلها فعليًا هوامش على خط الصراع الإقليمي.

*أما الرابع:* التغيير المستمر في النظام الدولي والذي كانت الخطوط الثلاثة السابقة تجري تحت مظلته، إذ ينتقل النظام العالمي من أحادية قطبية أميركية إلى تعددية قطبية ما تزال في طور التشكل، تحتفظ فيها الولايات المتحدة بموقع القطب الأول مع خلخلة لصالح أقطابٍ أخرى أقربها الصين وأبعدها روسيا، مع احتمالية قريبة لدخول قطب عالمي رابع هو الهند، ما أنشأ اختلالات تفرز حالة فوضى عالمية متزايدة.

أمام هذا المشهد المركب لخطوط الصراع التي تتقاطع أحيانًا، ويميل كل منها إلى إعادة تعريف الآخر في إطاره، نشأ محور المـ.ـقـ.ـاومة على خط الصراع الأول مقابل الصهيونية من الناحية النظرية، في حين كان يحقق جزءًا كبيرًا من حضوره على خط الصراع الثالث للنفوذ الإقليمي عمليًا، وفي طريقه إلى هناك بات طرفًا كذلك في خط الصراع الثاني بوأد الثورات في الدول التي تقع تحت نفوذه في خط الصراع الثاني وهي العراق وسوريا ولبنان، في حين كان معنيًا بإنجاح تلك الثورات في البحرين واليمن.

شؤون مقدسية

16 Dec, 06:11


يقتحم الجيش الصهيوني مخيم بلاطة في #نابلس وتقتحم الأجهزة الأمنية للسلطة #مخيم_جنين بعد أكثر من 80 اقتحاماً صهيونياً لم تفلح في القضاء على مـ.ـقـ.ـاومته.

في مشهد يحاول الصهاينة فيه كي الوعي الفلسطيني والعربي بالنار بتدمير جباليا ومجازر خان يونس والعربدة في جنوب لبنان واحتلال الجنوب السوري وقصف طرطوس، يتركون فيه مهمة أمنية لمن يرغب بتأهيل نفسه لعصرهم الجديد الموهوم.

من الأرض مقابل السلام في مدريد وأوسلو إلى الأمن مقابل الاقتصاد في حقبة دايتون؛ تدخل السلطة الفلسطينية مرحلة أكثر انحطاطاً: الأمن مقابل البقاء؛ عليك أن تلبي كل الطلبات الأمنية "حتى لا تصير زي غزة"…

ليس في مثل هذا التقلب ما بين العصا و"التكتيك" ثم العصا والدولار وصولاً إلى العصا وحدها من حكمة يمكن ادعاؤها، أو مصلحة سياسية يمكن تحقيقها، بل على العكس هي مرحلة تأهيل للفناء، لأن الأمن إذا تحقق لن يكون هناك داعٍ حتى للبقاء.

شؤون مقدسية

08 Dec, 16:45


بعد أقل من 12 ساعة من دخول الثوار إلى دمشق وسقوط نظام الأسد، يبدأ الصهاينة بقصف عدد من المواقع ويحتلون الواجهة الشمالية الشرقية لجبل الشيخ ويبدؤون بمحاولة احتلال كل المنطقة الفاصلة التي انتشرت فيها قوات الأمم المتحدة من بعد العام 1974، بما يشمل كامل الأراضي التي استعادتها سوريا بعد حرب 1973 وبما قد يصل إلى عمق 14 كم داخل الأراضي السورية، وهذا العدوان الصهيوني الفوري يُقرأ فيه ما يلي:

أولاً: هو رسالة بالنار إلى أي قوة جديدة تريد أن تنشأ لحكم سوريا بأنها تنشأ تحت سيف التهديد الصهيوني، ومحاولة لفرض قواعد ردع عليها مشابهة لتلك التي كانت مفروضة على نظام الأسد والتي حافظت على جبهة الجولان هادئة تماماً طوال 51 عاماً.

ثانياً: يؤسس الصهاينة بذلك لوجود قواتهم البرية في منطقة سهلية على مسافة 35 كيلومتراً من دمشق، ما يجعل أي نظام يتأسس في سوريا تحت التهديد المستمر باحتلال عاصمته، كما أنه يجعله ورقة مساومة مع أي نظام جديد بمحاولة دفعه للتطبيع تحت سيف الخوف مقابل استعادة هذه الأراضي مع إبقاء الجولان المحتل خارج النقاش.

ثالثاً: هذا التحرك يعزز السيطرة الصهيونية الكاملة على الموارد المائية ويجعل الاحتلال مسيطراً على معظم جبل الشيخ بالكامل كنقطة استطلاع وهجوم متقدمة على مربع الحدود الفلسطيني-اللبناني-السوري-الأردني.

رابعاً: هذه الرسائل بالنار تؤكد من جديد وعي الكيان الصهيوني لوظيفته الاستعمارية التاريخية وهي منع أي إرادة لهذه الأمة من النهوض، وضمان الفرقة والتخلف والاستلاب، ولذلك هو يبادر فوراً لأداء هذا الدور دون تريث وانتظار، وهنا للأسف يقف الصهاينة والنظام الرسمي العربي صفاً واحداً لمنع شعوب هذه الأمة من أن تحكم نفسها بإرادتها الحرة، وليفرضوا استدامة ارتهانها لأنظمة تمثل مصالح الخارج أكثر مما تمثل إرادتها، فكل كيان يمثل الإرادة الشعبية مارق في نظر الغرب والنظام الرسمي العربي، يجابه بالقوة والحصار، وهذا كان مصير أفغانستان وغزة حين فكرت بتأسيس كيانات تعبر عن إرادة شعوبها، وهو مصير ليس بعيداً عن سوريا اليوم إذ ما فشلت محاولة إشعال الاقتتال الداخلي بين فصائل الثورة.

خامساً: هذه الرسائل النارية تقوض نظرية تواطؤ قوى الثورة السورية مع الصهاينة، إذ لو كان الصهاينة يضمنون موقفها منهم لما لجؤوا إلى إرباكها برسائل نارية مبكرة خلال الساعات الأولى لسيطرتها على دمشق، ولكانوا معنيين بتثبيت أركانها.

في الخلاصة، لن يسمح الصهاينة لأي ثورة في على حدودها لأن تؤجل مواجهتها معهم، وسيكون حريصين على وأدها أو وضعها تحت سيف ردعهم وهيمنتهم في وقت مبكر، وكل ثورة تريد حقاً أن تستعيد إرادة شعبها ستكون محكومة بالضرورة بمواجهة الصهاينة في مراحلها المبكرة، ومن دون هذه المواجهة لن تكون ثورة تحرر الإرادة.

شؤون مقدسية

08 Dec, 09:46


هذا يوم من أيام الله. الحمد لله وحده نصر جنده وهزم الأحزاب وحده، هذه أيام كالحلم نسأل الله أن يتمها بتحرير المسجد الأقصى عما قريب.

التحديات قادمة من محاولة بث الفرقة والاقتتال إلى الحصار ونسأل الله أن يهدي الثوار وقادتهم إلى مغالبتها وتجاوزها كما مكنهم من تحرير سوريا من هذا الكابوس.

شؤون مقدسية

02 Dec, 19:23


*ضمن مسعاها لتكريس حضورها في المسجد الأقصى في المناسات التوراتية الهامشية: جماعات الهيكل تنظم اقتحاماً واسعاً وتؤدي طقوساً توراتية جماعية في المسجد الأقصى في "رأس الشهر العبري".*

تعمل جماعات الهيكل المتطرفة على تكريس حضورها في #المسجد_الأقصى في جميع المناسبات التوراتية المركزية والهامشية، وقد كان تحويل رأس الشهر العبري إلى اقتحام مركزي منتظم في كل شهر ضمن وثيقة الأهداف الإجمالية التي ناقشتها في شهر 12-2022 بعد أن فاز تيار الصهيونية الدينية في الانتخابات كحليف أساسي لنتنياهو، إذ أن الأعياد التوراتية الكبرى تتركز ما بين شهر آذار/ مارس وحتى شهر تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام بينما تخلو شهور الشتاء الأربع من أي عيدٍ مركزي، ولتعويض ذلك فإن منظمات الهيكل تسعى إلى توسيع اقتحاماتها في الأعياد الهامشية وأبرزها "رأس الشهر العبري"، وكذلك "عيد الأنوار/ الحانوكاه".

وقد اقتحم المسجدَ الأقصى اليوم 515 مستوطناً وأدوا الطقوس التوراتية العلنية فيه، وغنوا في ساحته الشرقية بشكلٍ صاخب كما أدى العشرات منهم طقس الانبطاح "السجود الملحمي" الجماعي في الساحة الشرقية أيضاً، والتي يستفرد بها المقتحمون الصهاينة تماماً خلال اقتحاماتهم وباتوا يتعاملون معها وكأنها كنيس غير معلن، في تكريس غير مسبوق لوقائع التقسيم المكاني في #الأقصى باتت الأوقاف الأردنية تعجز أمامه حتى عن دعم حراسها في تصوير وتوثيق ما يجري فيها من عدوان.

وتحضر منظمات الهيكل للخطوة التالية من الأعياد الهامشية التي تسعى إلى تصعيد مكانتها وتكريسها موسماً للعدوان على المسجد الأقصى وذلك في عيد الأنوار / الحانوكاه والمتوقع أن يبدأ هذا العام في 25-12-2024 ليتزامن مع عيد الميلاد المسيحي، ويستمر لسبعة أيامٍ كاملة حيث تتزامن نهايته مع ليلة رأس السنة الميلادية كذلك في 31-12-2024، ويشكل هذا العيد مناسبة للعدوان على المسجد الإبراهيمي كذلك واستعراض السيادة الصهيونية عليه.

يذكر أن التقويم العبري يتألف من شهور قمرية وسنوات شمسية في تركيب معقد يضطره لإضافة شهر للسنة كل ثلاث سنواتٍ تقريباً، وما يجعل اقتحامات "رأس الشهر العبري" تتزامن مع بدايات الشهور القمرية بالتقويم الهجري الإسلامي كذلك.

الفيديو من شبكة العاصمة، لمتابعة أخبار القدس والأقصى أولاً بأول يمكن الانضمام إلى قناتها عبر التليغرام: t.me/AlasimaN

#الأقصى_معركة_وجود

شؤون مقدسية

26 Nov, 20:01


عن اتفاق وقف إطلاق النار بحسب البنود التي نشرتها القناة 13 العبرية:

- أحد الأهداف الأساسية للتصعيد الصهيوني ضد حز.ب الله هو جره لخيار الحرب الشاملة أو الهدوء الشامل، وبالتالي أن تؤدي نهاية الحرب إلى إغلاق جبهة الإسناد وبوابة الاستنزاف بالكامل، وهذا ما جرى الحديث عنه مع انطلاق الحرب على جبهة لبنان نهاية شهر أيلول الماضي، وما يزال هذا الهدف مركزياً في الإعلان الحالي.

- تشكل هذه النقطة اختباراً لمحور المـ.ـقـ.ـاومة ولمدى تماسكه وقدرته على خوض المعركة بجبهات متعددة، حيث كان حز.ب الله رأس حربة هذا المحور في إسناد غزة وأقرب قوى المـ.ـقـ.ـاومة وأقدرها على التأثير في العمق الصهيوني، ويبقى هذا تحدياً يحتاج إلى إجابة؛ وهي إجابة ليست متعذرة فكما يظن الاحتلال أنه يمضي في ترتيب التركيز على الجبهات فمن الممكن أن تتناوب هذه الجبهات على استنزافه ومشاغلته.

- الاتفاق بذاته أقرب إلى اتفاق هدنة وليس إلى وقف نهائي لإطلاق النار، خصوصاً لما يتعلق ببند الانسحاب الصهيوني التدريجي على مدى 60 يوماً، واحتفاظ الطرفين بحق الرد على أي خرق.

- من الواضح في إعلان نتنياهو أنه يحاول التفرغ والتركيز على ضربة تحضر لإيران لتحقيق رؤية الاحتلال لهذه الحرب باعتبارها معركة الحسم الشامل على كل الجبهات؛ وضمن الرؤية الأمريكية لعقلنتها بمحاولة ترتيب جبهاتها وتجنب فتحها معاً.

- موافقة حكومة الاحتلال على بنود هذه الهدنة وإن كانت مدفوعة بالضغط الميداني خصوصاً بعد ضربات المـ.ـقـ.ـاومة اللبنانية في يوم الأحد 24-11، وكذلك بمحاولة تعزيز التفاهم مع الولايات المتحدة، فإن من المحتمل جداً أنها تؤكد نواياها لتوجيه ضربة للقوى الحليفة لإيران في العراق وسوريا وللعمق الإيراني قبيل تسلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمهامه، بحيث تضع بين يديه حرباً مفتوحة على إيران ليس عليه أن يفتحها لكن عليه التعامل معها؛ والتفرغ لإيران يقتضي تحييد سياستها بالدفاع المتقدم وضرب حلفائها الأقرب جغرافياً لتهديد الكيان الصهيوني.

- إن صحت هذه القراءة فإن إعلان هذه الهدنة ربما يعزز من احتمالات التوسع الإقليمي للحرب ولا يقللها.

- ما يزال هناك احتمال محدود بأن لا يدخل إعلان الهدنة هذا حيز التنفيذ، لكن هناك احتمال أكبر بأن لا يصمد وأن لا يتحول إلى اتفاق وقف إطلاق نار ناجز.

- ببنود الاتفاق الحالية ما زال يمكن لحزب الله أن يهاجم القوات الصهيونية طوال فترة بقائها في لبنان دون أن يُعتبر ذلك خرقاً للاتفاق، لأن النص المنشور يتحدث عن التزام بعدم "الاعتداء على إسرائيل"، وهذا إن حصل يسمح بمواصلة حالة المشاغلة والاستنزاف حتى الانسحاب البري الكامل للجيش الصهيوني من الأراضي اللبنانية.

- قدم حز.ب الله ولبنان في هذه الحرب وعلى مدى شهرين ثمناً أغلى مما قدمه في حرب 2006 لناحية قياداته وكوادره والدمار الذي لحق بقرى الجنوب والبقاع وبلداته، وتمكن الحزب من الثبات ومن استعادة تماسكه ومبادرته أمام حرب وجودية كانت تهدف لاستئصاله وهذا ما خفض كثيراً من سقوف نتنياهو وحلفائه التي تراوحت في بداية الحرب بين تغيير وجه الشرق الأوسط والاحتلال الدائم للجنوب اللبناني ومحاولة الاستيطان فيه، وكان القوة الأسرع مبادرة لنصرة غزة في حربها والأكثر دفعاً للثمن إلى جانبها، وتحدي بقاء غزة منفردة مطروحٌ على الأمة بأسرها كما كان وما زال مطروحاً على حزب الله باعتباره رأس حربةٍ في قوى مـ.ـقـ.ـاومة الاحتلال الصهيوني.

- بخلاف حرب 2006، خاض حز.ب الله حربه في حالة من تراجع حالة التوافق النسبي اللبناني حوله كقوة مـ.ـقـ.ـاومة، ووسط حالة من الجدل والتشكيك على مستوى الأمة بعد أن كان محل إجماع شعبي في حرب 2006، وإذا كان جزء من هذا الاختلال عائد للاختراق الصهيوني للنظام الرسمي العربي ولبعض قوى الانعزال اللبنانية؛ فإن جزءاً كبيراً منه عائد لما خلفته الحرب في سوريا، وهو ما يفرض ضرورة المبادرة مع بقية قوى المـ.ـقـ.ـاومة والقوى الشعبية في الأمة إلى استعادة وحدة الصف ومعالجة الأثر الغائر للاقتتال الدامي في سوريا والعراق وبقية الساحات، فمحاولات الاستئصال الداخلي والحسم المذهبي والطائفي أثبتت بالتجربة أنها لا تعجز فقط عن الحسم في الداخل، بل إنها تقف عائقاً حقيقياً أمام التصدي لحرب الإلغاء الصهيونية الشاملة التي تريد استئصال الجميع على كل الجبهات.

شؤون مقدسية

10 Nov, 20:39


الهدف الأول للصهاينة في هذه الحرب كان تهجير قطاع غزة بالكامل أو إبادته إن لم يكن التهجير ممكناً، باعتبار ذلك الحل الوحيد الذي ينهي المـ.ـقـ.ـاومة جذرياً وفق وهمهم.

بعد الحرب البرية بات الهدف فصل شمال غزة عن جنوبها، وأعيد تأسيس محور "نتساريم" باعتباره حقيقة ملموسة يريد الاحتلال فرضها لمنع كل من ذهب جنوب وادي غزة من العودة شمالاً، وليمنع التواصل بين شقي القطاع المحاصر، كما أعاد تأسيس محور صلاح الدين جنوب رفع لفصل القطاع عن الخارج، في اعتراف عملي بفشل التهجير الكامل حتى الآن والعودة لتكريس الحصار الشامل.

بعد سنة من الحرب عادت الصهاينة بهجوم وحشي على شمال غزة لاتخاذه نموذجاً مصغراً لعلهم يفرضون فيه ما فشلوا في فرضه على القطاع بالإجمال، تهجير شمال قطاع غزة نهائياً أو إبادة أهله وإعادته مساحة للاستيطان...

بعد 36 يوماً من العملية الوحشية لتهجير شمال قطاع غزة يجري الترويج اليوم لمحور جديد يُعطى اسم "محور مفلاسيم" لاقتطاع جزء من الشمال يضم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون دون مدينة غزة، باعتبارها مناطق مهجرة تمنع العودة إليها ويجري تكريسها للاستيطان.

في المحصلة العملية ما بدأ مشروعاً تجاه قطاع غزة بمجمله تحول إلى مشروع مصغر على شمال وادي غزة ثم أضحى مشروعاً مصغراً لشمال الشمال...هذه المحصلة العملية شاهدة على عجز الاحتلال رغم كل الإجرام وممارسات الإبادة الجماعية، وبأن الدم يمكن أن ينتصر رغم الآلام والأهوال ما دام يبذل عن إيمانٍ وإرادة راسخة، فالجيش الصهيوني بكل فرقه وطيرانه وأطنان قنابله ليس عاجزاً عن تهجير وإبادة غزة فحسب، بل هو عاجز حتى الآن عن إبادة النموذج المصغر الذي اختاره في الشمال ويضطر من جديد لتصغير مساحة النموذج لعله ينجح...

العجز الصهيوني هنا ليس أمام آلاف الكيلومترات من الجبال والتضاريس، بل هو عجز أمام قطاع منبسط من 365 كيلومترٍ مربع ثم عجز أمام مربع مختار منه لا تزيد مساحته عن 120 كيلومترٍ مربع، هو عجز أمام مهمة يفترض أن تكون ممكنة جداً لجيش يهاجم مدنيين عزلاً ومـ.ـقـ.ـاومة تخوض حربها للشهر الثالث عشر رغم الحصار، هو عجز أمام إرادات كالجبال وتضحيات تكتب ملحمةً جديدةً في التاريخ الإنساني.

بث خرائط هذا "المحور" اليوم وتكريس اسمٍ جديد له جزء من حرب نفسية تقوم على التهويل وبث الرعب لكنها تعجز مهما تصنعت البأس والجبروت عن إخفاء محصلة القتل والدمار: العجز عن الحسم، فالحسم سراب يبتعد كلما طالت الحرب.

شؤون مقدسية

09 Nov, 18:06


طلب إدارة بايدن من قطر أن تنهي تواجد قيادة حـ.ـمـ!س في الدوحة تعبير عن إحباط من دور الحرب على غزة كأحد عناصر خسارة نائبته كامالا هاريس للانتخابات، ومحاولة لتحميل حـ.ـمـ!س المسؤولية لأنها لم توافق على المقترحات الأمريكية السخيفة بهدنة مؤقتة على أمل تخفيف ضغط الحرب على خيارات الناخبين.

وهي في الوقت عينه محاولة بائسة من إدارة بايدن لفرض نصر حاسم للصهاينة وإنهاء الحرب بشروطها قبل نهاية ولايته.

الطلب الأمريكي في هذا التوقيت اختبار للإرادة السياسية القطرية، فإذا كانت من الأساس تبحث عن وسيلة للتخلص من حـ.ـمـ!س فالطلب الأمريكي يعطيها الذريعة المناسبة، أما إن كانت تتمسك بعلاقتها بحـ.ـمـ!س فإمكانية عدم تلبية طلب لرئيس أمريكي انتهت ولايته دون إعادة انتخاب ممكنة بل وممكنة جداً.

شؤون مقدسية

06 Nov, 14:26


فوز ترامب يتجه لأن يكون تفويضاً كاملاً: إذ فاز هو بالرئاسة، وفاز حزبه حتى الآن بأغلبية مجلس الشيوخ، وهو يتجه لأن يحصل على أغلبية مجلس النواب، وإذا أخذنا في الاعتبار أن الحزب الجمهوري قد حصل على أغلبية حكام الولايات بواقع 27 مقابل 23، وكذلك التوازن المختل لقضاة المحكمة العليا بواقع ستة قضاة محافظون عينهم الجمهوريون مقابل ثلاثة ليبراليون عينهم الديمقراطيون، ثم إذا ما أخذنا في الاعتبار امتلاك التيار المحافظ وترامب مشروعاً واضحاً للتغيير هو مشروع 2025 وتجنيدهم الإمكانات المالية والبشرية لفرضه...فإن هذا الفوز من الممكن أن يسمح لترامب بأن يدخل تغييرات عميقة في النظام السياسي الأمريكي، وهو ما يمكن أن يجدد التطلعات والمحاولات لمنعه من تسلم زمام السلطة. فإذا كان الحزب الديمقراطي يميل للتسليم بنتيجة الانتخابات حفاظاً على المؤسسات؛ فإن هذا لن يمنع إمكانية تجدد محاولات اغتيال ترامب بوصفها الملاذ الأخير لمنع "خطره على أمريكا" والذي سبق لبايدن وهاريس أن تحدثوا عنه تكراراً.

على مستوى الخارج فإن الإطار العام هو تعزيز المنافسة مع الصين باعتبارها القطب المنافس الأقرب، وتخفيض التوتر مع روسيا بصفتها القطب الأبعد الذي كان ينبغي كسبه، وسيكون هذا عنواناً للتوتر ما بين الدولة العميقة وترامب الذي سيحاول إنهاء حرب أوكرانيا رغم الظروف غير المواتية بينما ستحاول الدولة العميقة استدامتها، وهنا سيبرز من جديد ميل ترامب لسياسة الانعزال والخروج من الناتو ومن المنظمات الدولية، وميله لتحميل أوروبا ما تبقى من ثمن الحرب في أوكرانيا، وهو ما سيجدد التوتر الأمريكي-الأوروبي إن حصل.

أما في حرب غزة فتوجه ترامب الأساسي سيكون لإنهائها بانتصار صهيوني لما يرى فيها من استنزاف مزمن لمعسكره، وربما يكون المخرج الأبرز هو أن يتولى هو إهداء النصر للكيان الصهيوني لإنهاء الحرب؛ بأن يكون ضم الضفة الغربية هو عنوان النصر متزامناً مع تجديد قطار التطبيع الإبراهيمي، بمقابل وقف الحرب في غزة ولبنان والتعويل على الحصار والأدوات الاقتصادية والسياسية لمنع المـ.ـقـ.ـاومة من التعافي ومنع الإعمار على الجبهتين، وهو ما يعني أن ما فُرض وما يفرض من حقائق ميدانية في الشهور القادمة هي ما ستشكل المرحلة التالية، وأن تعزيز الصمود السياسي والاقتصادي وكسر الحصار الأمريكي والدولي ستفرض نفسها باعتبارها عنوان المرحلة التالية.

شؤون مقدسية

06 Nov, 13:22


مع تقدم ترامب بفوز واضح وخالٍ من الجدال على مستوى أصوات المجمع الانتخابي وعلى مستوى الأصوات الشعبية، فإن نماذج التوقع الأساسية أخفقت في قراءة ما هو قادم، سواء ما كان منها مبنياً على مؤشرات موضوعية وأعلن توقعه قبل شهرين من الانتخابات مثل نموذج ليكمان أو أبراموفيتش وكلاهما توقع فوز هاريس، أو ما كان مبنياً منها على تجميع استطلاعات الرأي وتصحيح اتجاهها بمؤشرات أخرى مثل الإيكونوميست وقد توقع فوز هاريس، أو ما كان يأخذ متوسط استطلاعات الرأي الذي كان يشير إلى انتخابات متقاربة تتقدم فيها هاريس بنقطتين مئويتين وفق السي أن أن وبنقطة واحدة وفق أيه بي سي نيوز... فإذا بها في المحصلة انتخابات حاسمة لصالح ترامب وليست متقاربة لصالح هاريس، وبفارق أربع نقاط مئوية لصالح ترامب مع فرز 88% من الأصوات.

هذه النتيجة هي انعكاس لمعضلة مزمنة في الدراسات الإنسانية والاجتماعية وهي قدرة المنهجيات الرقمية الصارمة التي طورتها على رصد ما هو ثابت ومتكرر، وعجزها عن قراءة قوى التغيير وتفاجئها المتكرر بها عند تجليها، وهو ما يجعلها في الغالب عاجزة عن قراءة الثورات وحالات التغيير الكبرى، وصالحة لفهم الظواهر المستقرة... وهذه هي معضلة "السكونية"، أي انحياز تلك المناهج للثابت على حساب المتغير.

يبقى علم الإنسان محدوداً، وقدرته على فهم ذاته والظواهر المرتبطة به اجتماعياً وسلوكياً هي الأصعب والأكثر استعصاءً لأنه هو الدارس والمدروس، ووضْعُ هذه الظواهر في المختبر في ظروف قياسية أمر مستحيل، فلا يملك الدارس إلا أن يرجع للتاريخ باعتباره مختبر العلوم الإنسانية، وهو ما يجعل معرفته من جديد أسيرة لتحليل الماضي بينما يستمر استعصاء فهم ما سيتحرك ليشكل المستقبل، رغم المحاولات الجادة والمستمرة لفهمه.

شؤون مقدسية

05 Nov, 21:06


إسرائيل كاتس الذي عُين وزيراً للحرب مكان غالانت هو جوكر نتنياهو الذي يضعه حيثما يحتاج فقد خدم قبل ذلك وزيراً للزراعة ثم للنقل ثم للاستخبارات وبعدها للخارجية ثم للمالية وأخيراً للطاقة!

حين أعاده نتنياهو وزيراً للخارجية خلال الحرب كان من الصعب تذكر اسمه لانعدام أثره، ورصيده العسكري هو الخدمة الإلزامية ودورة ضباط صف ما بين 1973-1977، وأعلى منصب تبوأه هو قائد فصيل في كتيبة المظليين ليصبح الآن وزيراً للحرب.

باختصار، بعد حل الحكومة الأمنية المصغرة والتخلص من غانتس وأيزينكوت يضع نتنياهو وزارة الحرب تحت سيطرته المطلقة، والمخطط أن يلحق ذلك استبدال رئيس الأركان وقائد الشاباك ليكمل نتنياهو ومعه تيار الصهيونية الدينية تحقيق مقولة الحسم الداخلي وتغيير البنية السياسية للكيان تحت ستار الحسم الخارجي الذي يطيلون أمد الحرب ويوسعون نطاقها أملاً في تحقيقه.

في ظل أطول وأعنف حرب يخوضها الكيان في تاريخه، تبحث قيادته عن الحسم ضد الداخل كما تبحث عن الحسم ضد الخارج وتدير حرباً على كل الجبهات، وتزيد بالتالي جبهة أعدائها وتراهن أنها يمكن أن تنتصر على كل هذه الجبهات؛ فهل يمكن لمثل هذا الرهان أن ينجح؟!

شؤون مقدسية

05 Nov, 15:02


كل هذه السوابق تأتي بينما يرفض المرشح الجمهوري دونالد ترامب ونائبه جاي فانس التصريح علناً عن موقفهما من النتائج في حال الخسارة، وتركيزهما على قبول النتائج في حال الفوز، وهو ما يعني ضمناً استعدادهما لتحدي النتيجة في حال الخسارة، وإن كانت الكثير من التحليلات تقلل من قدرتهما على التحدي مقارنة بانتخابات 2020 التي كان فيها ترامب رئيساً في البيت الأبيض، خصوصاً مع تفكيك المليشيات العسكرية المنظمة التي ظهرت في 2020 مثل "الفتية الفخورون" و "حفَظة القسَم" وسجن قادتها.

أخيراً، فإن النتائج المتقاربة جداً التي تشير إليها استطلاعات الرأي ونماذج التوقع يمكن أن تصب في صالح ترامب في مسعاه لرفض نتيجة الانتخابات إذا خسرها، لأن الفوارق في هذه الحالة ستكون قليلة ومتقاربة وتغري بالتحدي والدعوة لإعادة العد، بخلاف الفارق الذي كان قائماً بينه وبين بايدن في انتخابات 2020 والذي وصل إلى سبعة ملايين صوت شعبي، و74 من أصوات المجمع الانتخابي، علاوة على كونها فرصته السياسية الأخيرة مع بلوغه 78 سنة من عمره.

في الخلاصة، وبناء على ما سبق فإن الانتخابات الأمريكية تبدو متوجهة نحو واحد من ثلاثة احتمالات:

الأول: فوز بفارق ضئيل لمرشحة الحزب الديمقراطي الحاكم كامالا هاريس يتحداه ترامب وجمهوره ويذهب به إلى أزمة قد تدوم لأسابيع أو أكثر.

الثاني: فوز بفارق ضئيل لترامب تتبعه محاولات من الحزب الديمقراطي والدولة العميقة لمنعه من الوصول للبيت الأبيض بما يشمل ملاحقته القضائية أو محاولة اغتياله خصوصاً وأنها محاولات لها سوابق وخطاب سياسي يضعها في إطار الصراع الخارجي.

الثالث: الانتقال السلس للسلطة.

باختصار، تبدو الأزمة المرشح الأبرز للانتخابات هذا العام، ولعل هذه المرة الأولى في تاريخ الانتخابات الأمريكية التي يوشك فيها "السيناريو المفضل" بالنسبة لنا عربياً وإسلامياً أن يكون هو "السيناريو المحتمل"، فأي أزمة سياسية أمريكية سيكون لها دور إيجابي في خلخلة معسكر حرب الإبادة الذي تشكل الولايات المتحدة الفاعل الأكبر والأقوى فيه، مهما كانت تلك الأزمة محدودة أو مؤقتة؛ ويبقى مدى الأزمة وعمقها محكوماً بعناصر قد يصعب التدخل فيها من بينها مقدار ما يمارس فيها من عنف وقدرة مؤسسات النظام السياسي الأمريكي على استيعابها.

شؤون مقدسية

05 Nov, 15:02


الانتخابات الأمريكية وحرب الإبادة

زياد ابحيص

مع توجه الناخبين الأمريكان إلى صناديق الاقتراع فإن السؤال المركزي الذي ينبغي أن يشغلنا ليس هوية الفائز، بل احتمالية تحول هذه الحرب إلى محطة أزمة سياسية –ولو مؤقتة- تسهم في خلخلة معسكر حرب الإبادة.

ثلاثة عشر شهراً مرّت والولايات المتحدة الشريك الأول للكيان الصهيوني في حرب الإبادة على غزة ثم الضفة ولبنان، في استمرار لرصيد طويل من رعاية الكيان الصهيوني لنحو ثمانين عاماً كان فيها محل اتفاقٍ بين الإدارات المتعاقبة، وإن اختلفت فيما بينها أحياناً على الطريقة المثلى لدعمه، وهذا ما ولّد قناعة شعبية بانعدام الفارق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي فيما يتعلق بعالمنا العربي والإسلامي، وهي قناعة حقيقية في العموم فليس في السياسة الخارجية الأمريكية ملائكة؛ إنما فيها شياطين بأنياب وشياطين بثياب ملائكة.

الجديد اليوم في المشهد الأمريكي هو أن الانتخابات ليست مفتوحة على سؤال واحد يقتصر على هوية الفائز، بل باتت منذ انتخابات عام 2020 مفتوحةً على سؤال إمكانية الانتقال السلمي للسلطة واحتمالية إحاطته بالعنف، والسبب في ذلك واضح؛ فالمجتمع الأمريكي دخل مرحلة أزمة الهوية مع زيادة نسبة المهاجرين، بين من يرى في الولايات المتحدة دولة الأنجلوساكسون البيضاء البروتستانتية التي تستوعب المهاجرين في بنيتها، وبين توجه باتت التغييرات السكانية والثقافية تفرضه لتصبح فيه الولايات المتحدة دولة جميع مواطنيها، ما يجعلها منفتحة على رئاسة الملونين والنساء والشـ.ـواذ وفئات أخرى مع تفشي المفاهيم النيوليبرالية للجنس.

يلخص ترامب هذا الاستقطاب في مقولته الانتخابية المتجددة "لنجعل أمريكا عظيمة من جديد"، لأن أمريكا التي يحكمها أوباما وتترشح هيلاري كلينتون أو كامالا هاريس لرئاستها ليست عظيمة، أمريكا التي يفقد فيها العرق الأبيض تفوقه المطلق وتستطيع فيها أفواج المهاجرين المتدفقة عبر الحدود أن تصبح الكتلة التصويتية الأكبر ليست عظيمة، أمريكا التي تفقد فيها الكنيسة مركزيتها وينتشر فيها الإلحاد ليست عظيمة، أمريكا التي تفقد قيمة الأسرة ومركزية الرجل وينتشر فيها الإجهاض والشـ.ـذو.ذ ليست عظيمة، أمريكا التي تترك مصانعها تنتقل إلى المراكز الصناعية النامية وتحل فيها نخبة تكنولوجيا المعلومات وصِبية التواصل الاجتماعي محل عمالقة النفط والصناعة والاحتكار الزراعي ليست عظيمة...

ولعل هذه المفارقات توضح خطوط الاستقطاب العرقي والديني والاقتصادي التي باتت تتمترس اليوم بين الحزبين، وهي خطوطٌ أيديولوجية واجتماعية وبيولوجية أيضاً، ولم تعد "خلافات برامجية" كما هو الفهم الرائج لطبيعة الأحزاب الأمريكية لدى بعض النخب العربية، ويعبر عن ذلك مشروع أمريكا 2025 الذي تتبناه "مؤسسة التراث" اليمينية المحافظة، والذي يتبنى برنامجاً لاستعادة الحكم من يد الدولة العميقة، ويتوازى في طروحاته مع برنامج ترامب الانتخابي ويعمل على تجنيد الإمكانات البشرية والمالية المطلوبة لما أسماه رئيسها كيفن روبرتس: "ثورة أمريكية ثانية، ستبقى بلا إراقة دماء إذا سمح لها اليسار بذلك".

اليوم ومع بدء الاقتراع تتوجه الولايات المتحدة إلى تجدد الصراع على هوية الدولة وطبيعة النخب التي تحكمها، ما يقوض الحد الأدنى للإجماع الذي يسمح للأوراق أن تقرر في الصندوق بشكلٍ سلمي، لكن المعطى غير الواضح هو مدى حدة هذا الصراع وتراكم العناصر التي تسمح بانفجاره، ومدى قدرة النظام بمؤسساته القائمة على توفير صِيغ توفق بين الإرادات المتباعدة تحول دون الوصول إلى محاولة التعبير خارجه أو حتى محاولة تقويضه.

حتى الآن، تشهد هذه الانتخابات أعلى مؤشرات العنف الانتخابي منذ انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية تقريباً، إذ شهدت محاولتي اغتيال لأحد مرشحيها أدت إحداهما إلى قتل أحد الحضور وإصابة اثنين بينهما المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وشهدت تحذيراً لاحقاً من الرئيس الديمقراطي الحاكم جو بايدن لإيران من أن "اغتيال ترامب ستكون له عواقب".

في الوقت عينه شهدت مرحلة التصويت بالبريد 4 محاولات إحراق لصناديق إيداع الأصوات، بينهما محاولتان ناجحتان أتلفت فيهما مئات الأصوات، ومرة أخرى زعمت وسائل إعلام قريبة من الحزب الديمقراطي هي نيويورك تايمز وإي بي سي نيوز أن بيانات من جهات "داعمة لفلسطين" وجدت بجوار بعض تلك الصناديق، في محاولة لتصدير الأزمة على خطوط الصراع الخارجي، كما شهدت الانتخابات حتى الآن إرسال طرودٍ مشبوهة للجان الانتخاب في 16 ولاية، وكذلك وُجهت تهمة تهديد سلامة طاقم الانتخابات إلى عشرين شخصاً حتى اليوم السابق للانتخابات.

شؤون مقدسية

05 Nov, 09:15


مع دخول يوم الانتخابات الأمريكية، باتت معظم نماذج التوقع واستطلاعات الرأي تميل لصالح فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس وذلك على الشكل الآتي:

أولاً: نموذج آلان ليكمان "المفاتيح الثلاثة عشر للبيت الأبيض" يتوقع فوز كامالا هاريس دون تحديد رقم، وقد نشر توقعه في 5-9-2024.

الرابط: https://www.american.edu/cas/news/harris-trump-lichtman.cfm

ثانياً: نموذج ألان أبراموفيتش "وقت التغيير" ويتوقع فوز هاريس بـ 281 صوتاً في المجمع الانتخابي (270 من أصل 538 هو الحد المطلوب للفوز)، ونشر توقعه في 22-8-2024.

الرابط: https://centerforpolitics.org/crystalball/time-for-change-model-predicts-close-election-with-slight-edge-for-kamala-harris/

ثالثاً: نموذج مجلة الإيكونونميست وكان يتوقع فوز دونالد ترامب بفارق ضئيل حتى الساعة الخامسة مساء بتوقيت غرينتش من يوم الإثنين 4-11، ليقلب التوقع بعدها إلى فوز هاريس بواقع 270 صوتاً مقابل 268 لترامب.

الرابط: https://www.economist.com/interactive/us-2024-election/prediction-model/president

رابعاً: نموذج توماس ميلر القائم على سوق افتراضي للمراهنات السياسية، ونظريته أن الرهان دافع أكثر دقة للتنبؤ الصحيح من استطلاعات الرأي، وهو نموذج قائم على مراقبة أسواق الرهان وحجم البيع والشراء على الرهانات على المرشحَين في السوق الافتراضي، وهو نموذج سريع التقلب ولا يرتكز لعناصر معرفية بل يرتكز على جمع البيانات من المستخدمين، ومع نهاية السوق لليوم السابق للانتخابات 4-11 كان سوق الرهان الافتراضي يرجح كفة دونالد ترامب بواقع 275 صوتاً في المجمع الانتخابي مقابل 263 لهاريس.

الرابط: https://virtualtout.com/

خامساً: توقع شبكة سي أن أن "استطلاع الاستطلاعات" كحصيلة لعدد من الاستطلاعات بين 20-10 و 2-11، ويرجح تقدم هاريس بنقطتين مئويتين بواقع 49% من الأصوات مقابل 47% من الأصوات لترامب.

الرابط: https://edition.cnn.com/election/2024

سادساَ: توقع شبكة أيه بي سي نيوز بناء على متوسط الاستطلاعات مع نهاية يوم 4-11 كان فوز هاريس بفارق يزيد قليلاً عن نقطة مئوية واحدة بواقع 48.1% لهاريس مقابل 46.8% لترامب.

الرابط: https://projects.fivethirtyeight.com/polls/president-general/2024/national/

شؤون مقدسية

04 Nov, 18:56


توقع الرئيس الأمريكي القادم: نموذج مجلة الإيكونوميست

زياد ابحيص

يهمل نموذج التوقع الانتخابي الأبرز والمعروف باسم صاحبه آلان ليكمان قيمة الحملة الانتخابية، وما يجري فيها من مناظرات، ومن استطلاعات رأي مبكرة ومتأخرة، ويقلل من قيمة الولايات المتأرجحة، وغالباً ما يلجأ لتوقع نتيجة الانتخابات قبل حصولها بعدة أشهر، ولكنه رغم ذلك استطاع توقع نتيجة تسع من آخر عشر جولات انتخابية رئاسية، وهو ما يعني أن صناعةً إعلامية بمئات ملايين الدولارات، وأخرى مشابهة في مجال استطلاعات الرأي تمسي فائضة عن الحاجة في وجود نموذج من 13 مؤشراً تجاب بنعم أو لا قادر على التوقع بمثل هذه الدقة، وهو ما يؤسس بالضرورة لصراع مصالح تدافع فيه هذه الصناعات الكبيرة عن جدواها وأهميتها، علاوة على النقاش الموضوعي لأي نموذج باعتباره عملاً بشرياً يحتمل الخطأ ويحتمل أن تغيب عنه مجموعة من الاعتبارات.

بدءاً من انتخابات 2020، أخذت مجلة الإيكونوميست البريطانية بتطوير نموذجها الخاص للتنبؤ والذي توقع فوز جو بايدن بـ356 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي بمقابل 182 لدونالد ترامب، وقد فاز جو بايدن بالفعل لكن بـ 306 من أصوات المجمع الانتخابي بمقابل 232 لترامب، ما يجعل هامش الخطأ في التوقع يساوي 50 من أصوات المجمع الانتخابي من أصل 538، وبواقع 9% وهو هامش خطأ كبير.

في هذا العام تعود الإيكونوميست في محاولة جديدة للتنبؤ وتحسين النموذج، والذي كان يتوقع حتى الساعة الخامسة بتوقيت جرينتش من مساء اليوم السابق للانتخابات أن يفوز دونالد ترامب بالحد الأدنى الذي يسمح له أن يكون رئيساً بواقع 270 من أصوات المجمع الانتخابي، وأن تخسر كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي الحاكم خسارة قريبة جداً بواقع 268 من أصوات المجمع الانتخابي، ليقلب التوقع بعد ذلك، وينطلق هذا النموذج من المنهجية التالية:

أولاً: من نتائج الاستطلاعات على مستوى الولايات المتحدة بالكامل أو على مستوى الولايات، ويعتمد إدخال نتائج جميع الاستطلاعات اعتماداً على مصدرين أساسيين.

ثانياً: تحسين نتائج استطلاعات الرأي بناء على توقعات النماذج الأكثر ثباتاً والمبنية على مؤشرات تحكم السلوك التصويتي وأبرزها نموذج "وقت التغيير" الذي طوره عالم السياسة آلان أبراموفيتش، والذي يخرج بمعادلة حسابية تعتمد على ثلاثة عناصر هي مستوى الرضى عن الرئيس في منتصف سنة الانتخابات، والنمو في الناتج الإجمالي في سنة الانتخابات، والمدة التي قضاها الحزب الحاكم في السلطة ليخرج بمعامل رقمي يتوقع مدى التغير المحتمل في الأصوات التي سيحصل عليها الحزب الحاكم، وهو نموذج تمكن من توقع 16 من أصل 18 جولة انتخابية جرى تطبيقه عليها، وعجز عن توقع نتيجة انتخابات 2020 بسبب التراجع الاستثنائي في الناتج الإجمالي خلال سنة الانتخابات بسبب وباء كورونا، ما يجعل نسبة نجاحه 84%.

وقد أصدر آلان أبراموفيتش توقعه للانتخابات الحالية في 22-8-2024 متوقعاً فوز كامالا هاريس بالرئاسة بفارق بسيط بواقع بـ 281 صوتاً من المجمع الانتخابي، واصفاً الانتخابات بأنها ستكون "متقاربة" وأن تبدل النتيجة لصالح ترامب "لن يكون مفاجئاً".

ثالثاً: تحسين نتائج استطلاعات الرأي اتجاه التغيير في التصويت في كل ولاية لآخر جولتين انتخابيتين، وبذلك يكون عامل التغيير التاريخي في التصويت أحد عناصر الوصول للنتيجة.

وتختم الإيكونوميست يتطبيق المحاكاة بالكمبيوتر لإنتاج الاحتمالات الممكنة من كل هذه المعطيات والاستفادة منها للوصول إلى السيناريو الأكثر ترجيحاً.

الملاحظ هنا أن نموذج الإيكونوميست يميل إلى تحسين قراءة استطلاعات الرأي معتمداً على نماذج أخرى أكثر استقراراً تتمكن من إصدار توقعاتها قبل الانتخابات بشهرين مثل نموذج أبراموفيتش، أو من خلال اتجاهات تاريخية للتغيير معروفة من قبل أربع سنوات، وهو ما يعزز ما يقوله آلان ليكمان صاحب النموذج الأبرز، بأن القضايا التي تحكم نتيجة الانتخابات تتعلق بسياسات الحكم وتماسك الأحزاب وطبيعة المرشحين ولا وزن فيها للحملات الانتخابية والمناظرات واستطلاعات الرأي، والإيكونوميست تعترف ضمنياً بهذه الحقيقة من خلال المنهجية التي استحدثتها لنموذجها الخاص، فإنفاق مئات الملايين المرافق للانتخابات يميل لأن يكون ضرورة لحاجات السوق وطبيعة الاقتصاد الرأسمالي أكثر مما هو ضرورة حقيقية للانتخابات ولتحديد خيارات الناخبين فيها.

وأمام هذه النماذج والنماذج المضادة، وصراع المصالح الذي تخوضه صناعة الحملات والإعلام والمناظرات واستطلاعات الرأي؛ يبقى سؤال مركزي أمام النظام بأسره: فهل سيتمكن بهذه البنية من تمييز اللحظات المفصلية والفارقة، ومن الاستعداد لمواجهة عناصر التغيير الكامنة التي يمكن أن تعصف به؛ خصوصاً وأن يوم غد قد يشهد محطة جديدة لتحرك هذه العناصر؟

شؤون مقدسية

04 Nov, 14:34


توقع الرئيس الأمريكي القادم: نموذج آلان ليكمان

زياد ابحيص

في عام 1981 التقى المؤرخ المتخصص في التاريخ السياسي للولايات المتحدة آلان ليكمان بعالم الزلازل السوفيتي فلاديمير كيليس-بوروك والذي كان مهتماً بتطوير نموذج لتوقع نتائج الانتخابات الأمريكية، وتعاون الطرفان على التوصل إلى العناصر الأساسية التي يمكن أن تقرر النتيجة.

وبعد مراجعة العناصر المؤثرة بدءاً من انتخابات العام 1860 التي فاز فيها أبراهام لينكولن توصلا إلى نموذج مشابه لتوقع الزلازل بحيث يشكل فوز الحزب الحاكم "حالة الاستقرار"، وفوز المرشح المتحدي "حالة الزلزال"، وما يقرر استمرار الاستقرار أو حصول الزلزال هي المفاتيح الثلاثة عشر، فإذا كانت ستة منها أو أكثر ضد الحزب الحاكم فمرشحه سيخسر، فالنموذج مصمم أساساً ليتوقع احتمالية الزلزال "أي نجاح الحزب المنافس".

انطلاقاً من ذلك فهذا النموذج يعتبر مؤشرات الحكم وتماسك الحزب هي الأساسية، ويعطي قيمة ثانوية للحملات الانتخابية ولاستطلاعات الرأي، وقد بدأت محاولات توقع الرئيس القادم بناء على هذا النموذج في 1982 وتمكن من توقع نتيجة انتخابات 1984، ونجح منذ ذلك الحين في توقع النتيجة في 9 من أصل 10 انتخابات وفشل فقط في انتخابات عام 2000 التي نجح فيها جورج بوش، ويحاجج ليكمان بأن الانتخابات هي التي فشلت في ذلك العام وليس النموذج بعد ما حصل بإلغاء أصوات المرشح الديمقراطي آل غور في فلوريدا.

ومع كل انتخابات يتجدد التحدي بأنها قد تحمل في طياتها متغيرات تفوق قدرة النموذج على التوقع، أما المؤشرات الثلاثة عشر فهي:

1. تفويض الحزب: إذا حقق الحزب الحاكم في انتخابات التجديد النصفية نتيجة أفضل من النتيجة السابقة، و قد تراجعت مقاعد الحزب الديمقراطي في الكونغرس في انتخابات التجديد الأخيرة، فالنتيجة لهذا العام لصالح ترامب.

2. عدم حصول منافسة تمهيدية في الحزب الحاكم: حتى وإن ترشح شخص غير الرئيس، والنتيجة لهذا العام لصالح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وهذا محل نقاش هذا العام لكن ليكمان يتمسك بأنها بعد اختيارها قد باتت تتمتع بإجماع الحزب.

3. إذا كان الرئيس الحالي هو من يسعى لإعادة الانتخاب: فإن لم يكن هو فإن هذا عامل يصب في خانة "حصول الزلزال" بفوز المنافس، والنتيجة لهذا العام لصالح ترامب.

4. عدم وجود حزب ثالث يخوض حملة مؤثرة: وعادة ما يحصل ذلك لوجود قضايا اجتماعية تعزز هذه الفرص، وعدم وجود الحزب الثالث يصب في صالح الاستقرار (نجاح الحزب الحاكم)، وهو في هذا العام لصالح هاريس.

5. اقتصاد قوي على المدى القصير: ويعني عدم حصول كساد خلال فترة الحزب الحاكم، مهما كانت المتغيرات الأخرى، وهو يصب هذه المرة لصالح هاريس.

6. مؤشرات اقتصاد قوي على المدى البعيد: أن يكون متوسط النمو في دخل الفرد خلال الرئاسة الحالية يفوق متوسط النمو في آخر ولايتين رئاسيتين، وهذا يصب لصالح هاريس بسبب وباء كورونا وأثره في نهاية عهد ترامب.

7. تطبيق الإدارة الحالية لتغييرات كبرى في السياسة: فهذا يصب في مصلحة فوز الحزب الحاكم، وهو لصالح هاريس.

8. عدم حصول اضطراب اجتماعي خلال فترة الرئاسة الحالية، فهذا يصب في صالح فوز الحزب الحاكم وهو لصالح هاريس.

9. عدم حصول فضائح كبرى في فترة الرئاسة الحالية: أيضاً يصب لصالح فوز الحزب الحاكم، وهو لصالح هاريس.

10. عدم حصول إخفاق عسكري خارجي خلال الفترة الرئاسية الحالية: ويقول ليكمان إن هذا العنصر يصب لصالح هاريس، لكنه يقر أن الانسحاب من أفغانستان يمكن أن يعتبر إخفاقاً وبالتالي من الممكن أن يكون هذا العنصر متأرجحاً وقد يصب لصالح ترامب.

11. نجاح الرئاسة الحالية في السياسة الخارجية: فحصول هذا النجاح يصب في مصلحة الرئاسة الحالية، وبالنظر لحرب غزة فهو يعتبر إن هذا العنصر غائب ويصب بالتالي لصالح ترامب.

12. امتلاك الرئيس الحالي لشخصية كاريزمية قادرة على أن تؤثر بشكل عابر للحدود الحزبية: وهذا غير متوفر للرئيس الحالي ولا للمرشحة كامالا هاريس فهو يصب لصالح ترامب.

13. عدم تمتع المتحدي بالشخصية الكاريزمية: في حال لم يتمتع المنافس بالشخصية الكاريزمية القادرة على التأثير بشكل عابر للأحزاب فإن هذا يحتسب لصالح الحزب الحاكم، بما يجعل محصلة المفتاحين 12 و13 صفراً في حال غياب شخصية كاريزمية على الطرفين.

في المحصلة، يرى ليكمان أن 4 مفاتيح فقط تصب لصالح "احتمال الزلزال"، أي نجاح المتحدي دونالد ترامب، وحتى إن احتسبنا عنصر الإخفاق العسكري في أفغانستان باعتباره مفتاحاً خامساً فإن هذا ما زال دون الرقم ستة الذي هو الحد الأدنى للمفاتيح التي تسمح بحصول الزلزال، وبناء على ذلك فهو يتمسك بتوقع نجاح كامالا هاريس.

شؤون مقدسية

04 Nov, 14:34


وتبقى نقطة النقاش الأساسية المتعلقة بطريقة اختيارها كمرشحة وتحقيقها لشرط "عدم التنافس" في الحزب الحاكم، لأن عدم تحقيقها له قد يجعل ترامب بالفعل يحظى بستة مفاتيح تسمح له بالفوز وفق النموذج، وهذا يجعل تفسير ليكمان لنموذجه محل نقاش محتدم بين يدي الانتخابات الأمريكية غداً، خصوصاً وأنه ينتمي للحزب الديمقراطي وسبق له أن حاول الترشح لمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية ميريلاند؛ إلا أن صاحب النموذج يؤكد أن تفسيره للنموذج منفصل عن ولائه الحزبي، وأنه سبق أن توقع فوز رونالد ريغان وجورج بوش الأب والابن وترامب وجميعهم جمهوريون، متمسكاً بترجيح فوز مرشحة الحزب الحاكم كامالا هاريس.

شؤون مقدسية

04 Nov, 10:41


*ورقة معلومات حول دور طقس "السجود الملحمي" كأداة استعمارية لتغيير هوية المسجد الأقصى*

https://qii.media/news/43676

خلصت ورقة معلومات صادرة عن مؤسسة القدس الدولية إلى أنّ طقس "السجود الملحمي" الذي يؤديه المستوطنون في الأقصى وعند أبوابه هو طقس ديني معاصر استُحدث خصيصًا لتغيير هوية المسجد الأقصى وبالارتكاز لعناصر توراتية سابقة، تمامًا كما استُحدثت أسطورة "إسرائيل" بأسرها، وهو نسخة الصهيونية المعاصرة التي تجعل التدين أداة استعمار وإبادة.

ووفق الورقة الصادرة تحت عنوان "السجود الملحمي: اختراع استعماري للطقوس" والتي أعدها الباحث المتخصص في الشأن المقدسي زياد ابحيص، ثمّة ثلاثة أنواع من السجود وفق التعاليم التوراتية، الأول هو الانحناء أثناء الوقوف، والثاني هو وضع الركب على الأرض وملامسة الوجه للأرض، فيما الثالث هو "السجود الملحمي" الذي يعدّ أعظم أشكال السجود.

وتبين الورقة أنّ عدة مراجع توراتية تتفق على ثلاثة أمور أساسية تتعلق بالسجود بأنواعه الثلاثة: الأمر الأول هو أنّ السجود مطلوب وفق التعاليم في ثلاثة أيام محددة هي رأس السنة العبرية بيَوميه إضافة إلى يوم الغفران، وأنه ليس مطلوبًا في الصلوات اليومية أو في طقوس أي عيدٍ آخر، والأمر الثاني هو أن السجود طقس ديني مندثر لم يعد قائمًا في الممارسة اليهودية الحالية، ويعود اندثاره إلى العهد الروماني وهدم الهيكل المزعوم، أما الأمر الثالث فهو أنّه ممنوع على الحجارة لأنها مادة تصنع منها الأوثان، والتوجه لها بالصلاة يتناقض مع الطبيعة التوحيدية لليهودية، إلا في "الهيكل" باعتباره بيت الرب الذي تحل فيه روحه وفق الرؤية التوراتية الحلوليّة.

وبناء على ذلك، تقول الورقة إن أداء السجود بشكله الحالي الجماعي والمفتوح في كلّ أوقات السنة، كما تحاول "جماعات الهيكل" فرضه، لم يكن قائمًا في أي حقبة تاريخية ولا حتى في الممارسة الدينية التي وصفتها التوراة في الهيكل المزعوم، وإننا اليوم نشهد عمليًا استحداث طقسٍ ديني جديد غايته المركزية الدلالة على التعامل مع المسجد الأقصى وكأنه الهيكل، بإحياء طقسٍ ديني مختصّ به، وأدائه على حجارته، وهنا يمسي التكرار والأداء الجماعي من دون مناسبة دينية من ضرورات الغاية الجديدة لهذا الطقس المستحدث، أي توظيفه لتغيير هوية المسجد الأقصى.

شؤون مقدسية

29 Oct, 17:08


هذا المقطع المصور يحكي الكثير عن حرب الإرادات الفعلية مهما حاولت آلة التضليل والتكتم على الخسائر إخفاء آثارها، ففي هذا المقطع يبكي بتسلئيل سموتريتش زعيم تيار الصهيونية الدينية من كثرة المآتم التي يحضرها...

صاحب خطة الحسم الشاملة ومقولات إبادة غزة وتهجير الضفة والحرب الشاملة على المـ.ـقـ.ـاومة حيثما كانت، وأحد أصحاب مقولة الهيكل وصاحب ومقولة ضم الأردن إلى الكيان الصهيوني مستقبلاً تُفلت منه كلمات مهمة ومفتاحية أمام الخسائر: أن الصهيونية الدينية خسرت قتلى بما يفوق حصتها السكانية في الكيان الصهيوني (نسبتهم 16% من يهود الكيان بما يساوي 1.1 مليون)، ويختم بإلقاء اللوم ليس على المتدينين التقليديين "الحريديم" فقط، والذين لا يخدمون في الجيش، بل على العلمانيين كذلك الذين يتهربون من الخدمة، ومثل هذه التصريحات تعبر عن الرؤية التجزيئية للذات، فهو يرى نفسه باعتباره الصهيونية الدينية وحدها وليس باعتباره جزءاً منصهراً في الكل، وإلا لكانت هذه الخسائر "غير المتناسبة" تفانياً تتقبله نفسه وتفخر به.

في هذا المقطع تفلت من سموتريتش صورة الألم المتبادل رغم أن ما لحق بغزة وبفلسطين ولبنان أفدح بكثير وأكثر ألماً، ورغم أن خسائره خسائر قتال أما خسائرنا في غزة والضفة ولبنان ففي معظمها خسائر إجرام قائمة على فكرة الكسر أو الإفناء.

ولعل هذا يقود إلى ظاهرة أخرى تستحق التوقف عندها وهي إعلانات مجالس المستوطنات في الضفة الغربية عن قتلى جيش الاحتلال من مستوطنيها قبل إعلان الجيش عنها، وربما تكون إعلاناتها من الأسباب التي تجره أحياناً إلى إعلان خسائره الحقيقية، وهذا تعبير عملي عن شعور مجتمع المستوطنين بالخسارة "المجحفة" بحقهم.

هذا التخلخل في جدار المواقف العالية والسقوف الإلغائية لم يكن ليظهر لولا ضربات المـ.ـقـ.ـاومة، والتصريح عنه يفتح الباب لمضاعفة الاستثمار فيه بتعمد اختـ.ـ.يار أهد.اف من جنود وضباط الصهيونية الدينية حيثما أمكن، لتبني المـ.ـقـ.ـاومة بذلك أكثر على الشرخ الداخلي، خصوصاً وأنهم دائماً ما يحملون صفاتٍ شكلية تسمح بتمييزهم مثل اللحى الطويلة أو الشعر الذي تتدلى منه الجدائل الصغيرة أو الطاقية الصغيرة "الكيباه" أو حتى شارة المخلص التي تحمل رسم التاج ويضعها الكثير من جنود الاحتلال وضباطه على أكتافهم.

شؤون مقدسية

25 Oct, 18:58


يعني ذلك أنَّ أداء هذا الطقس بشكله الحالي الجماعيّ والمفتوح في كل أوقات السنة –كما تحاول جماعات الهيكل فرضه- لم يكن قائماً في أي حقبةٍ تاريخيّةٍ ولا حتى في الممارسة الدينيّة التي وصفتها التوراة في الهيكل المزعوم، وأنّنا اليوم نشهد عملياً استحداثاً لطقسٍ دينيّ جديد غايته المركزيّة هو الدلالة على التعامل مع المسجد الأقصى وكأنّه الهيكل، بإحياء طقسٍ دينيّ مختصّ به، وأدائه على حجارته، وهنا يمسي التكرار والأداء الجماعي دون مناسبةٍ دينيّة من ضرورات الغاية الجديدة لهذا الطقس المستحدث: *توظيفه لتغيير هويّة المسجد الأقصى.*

 ما تمارسه جماعات الهيكل في المسجد الأقصى باختصار ليس عبادةً تتوجه أساساً لطلب مغفرة الربّ أو رضوانه أو أداء الواجبات التي افترضها (حسب تصورهم)، بل هو توظيف للطقوس الدينيّة كأدواتِ هيمنةٍ وسيطرةٍ وإحلال. ورغم أنّها تدّعي أنّها تُعيد إحياء الطقوس المختصة بالهيكل المزعوم، إلا أنّها في واقع الأمر تستحدثُ طقوساً جديدة بشكلٍ يتناسب مع توظيفها كأداة إحلالٍ دينيّ في المسجد الأقصى المبارك. 

وبهذا، يُمكن القول إنّ "السجود الملحمي" هو طقسٌ دينيّ معاصر استُحدِثَ خصيصاً لتغيير هويّة المسجد الأقصى وبالارتكاز إلى عناصر توراتيّة سابقة، تماماً كما استُحدثت أسطورة "إسرائيل" بأسرها، بل لعله *ليس من المبالغة القول إنّه نسخة الصهيونيّة المعاصرة من التدين: التدين كأداة استعمار وإبادة!*

شؤون مقدسية

25 Oct, 18:58


*السجود الملحميّ: كيف وظّفوا طقساً مندثراً لسرقة الأقصى؟*

زياد ابحيص

https://metras.co/السجود-الملحمي-كيف-وظفوا-طقسا-مندث/

كان الانبطاح الكامل على الوجه، والمسمّى بالـ"السجود الملحمي"، هدفاً تسعى جماعات الهيكل المتطرفة إلى فرضه في المسجد الأقصى المبارك بشكلٍ تدريجيٍ بدءاً من عام 2017. وقد فرضته فعليّاً بشكلٍ جماعيّ في اقتحام الذكرى العبرية لاحتلال القدس في 29 أيار/ مايو 2022، أو ما يُعرف لديهم بـ"يوم القدس"، ثمّ أخذت تفرضه بشكلٍ يوميٍّ باعتباره جزءاً طبيعيّاً من "حقوق اليهود" في المسجد الأقصى بدءاً من اليوم المسمّى "ذكرى خراب الهيكل"، وذلك في 13 آب/ أغسطس 2024، وذلك بعد قرار وزير الأمن القوميّ الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي اعتبره جزءاً من "حق العبادة" لليهود في المسجد الأقصى؛ فما هو هذا الطقس الدينيّ وما أصوله وأهدافه؟ ولماذا تركّز عليه جماعات الهيكل إلى هذا الحدّ؟

 مصطلح "السجود الملحميّ" هو تعريبٌ غير حرفيّ يحاول التعبير عن المعنى التوراتيّ للكلمة العبرية השתחוויהوالتي تُلفَظ (هَشتَحَفَيَه) ويشير باحثو العبريّة القديمة إلى أنّ أصل لفظها (هَشتحَويه)، وهي تدمج بين معنى السجود بالوجه "الانبطاح" وبين معنى "التجربة الروحيّة"، وتُعرّفها المراجع الدينيّة الشارحة للتوراة استناداً للـ"جمارا" بأنّها "السجود الكامل للربّ مع بسط الأيدي والأقدام والنظر بالوجه تجاه الأرض، وهي أعلى أشكال الخضوع للرب، ونكران الذات وتسليمها له". 

ويدّعون أنّ ممارسة هذا السجود للمرة الأولى، كانت من قبل "الملك داوود" (الملك داوود بالفهم التوراتيّ، أي النبي داوود عليه السلام بالفهم الإسلاميّ)، حين دخل إلى الهيكل المزعوم داعياً الربّ "أَمَّا أَنَا فَبِكَثْرَةِ رَحْمَتِكَ أَدْخُلُ بَيْتَكَ. أَسْجُدُ فِي هَيْكَلِ قُدْسِكَ بِخَوْفِكَ" (سفر المزامير 5:8)، فقد كان هذا السجود أسمى أشكال استحضار نعمة الربّ وإنكار الملك داوود لذاته أمامه على عظمة ملكه، وتسليمه له وشكره على نعمته، فبات هذا السجود وما يستحضِرُه من تجربةٍ روحيّة أسمى أنواع الخضوع للربّ في اليهودية، مع الالتصاق بالأرض، ومن هنا جاء نحت المصطلح التعريبي له "السجود الملحميّ".

*تُميّز التعاليم التوراتيّة ما بين ثلاثة أشكال من السجود:*

الأول هو الانحناء أثناء الوقوف بحيث يصبح الوجه مقابلاً للأرض، في وضع أقرب للركوع في الإسلام، ويسمّى بالعبرية קידה (قِيْدَه)، وهو الشكل الأكثر شيوعاً في العبادة التوراتية المعاصرة؛ والثاني يتمثّل بوضع الركب على الأرض وملامسة الوجه للأرض في وضع يشبه السجود الإسلامي لكن مع مدّ الذراعين للأمام ملامسين للأرض ويسمى بالعبريّة כריעה (كِرِيْعَه)، وهو شكل أقرب لطلب المغفرة ويُنسب أصله إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام بحسب التوراة وهو مندثر اليوم؛ والثالث هو السجود الملحميّ وهو أعظم أشكال هذا السجود.

*وتتفق عدة مراجع توراتية على ثلاث قضايا أساسية تتعلق بالسجود بأنواعه الثلاثة:*

*أولاً:* أنه مطلوب وفق التعاليم في ثلاثة أيامٍ محددة هي رأس السنة العبريّة بيَوميه إضافةً إلى يوم الغفران، وأنّه ليس مطلوباً في الصلوات اليوميّة أو في طقوس أي عيدٍ آخر، فهو يأتي في معرض طلب مغفرة الربّ واستشعار عظمته والإقرار بنعمته، وهو ليس مفروضاً على كل اليهود إنّما يؤديه الكاهن الأعظم وطبقة الكهنة في الهيكل حصراً.

*ثانياً:* أنّه طقسٌ دينيّ مندثر ولم يعد قائماً في الممارسة اليهوديّة الحالية، ويعود اندثاره وفقاً لهذه المراجع إلى العهد الرومانيّ وهدم الهيكل المزعوم، على اعتبار أنّ ممارسة السجود كانت من الطقوس المختصة بالهيكل التي اندثرت باندثاره، ولم يتبقّ منها سوى أداؤها الفردي من بعض الحاخامات خلال تأملهم الديني ومحاولتهم لتحقيق معنى هذا الطقس التوراتيّ المندثر.

 *ثالثاً:* أنّه ممنوعٌ على الحجارة لأنّها مادة تصنع منها الأوثان، والتوجه لها بالصلاة يتناقض مع الطبيعة التوحيديّة لليهوديّة، إلا في الهيكل باعتباره بيت الرب الذي تحل فيه روحه وفق الرؤية التوراتية الحلولية، ويستدلون على ذلك بتوجيه الربّ لنبيه موسى عليه السلام في سِفر اللاويين: "لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَوْثَاناً، وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً أَوْ نَصَباً، وَلاَ تَجْعَلُوا فِي أَرْضِكُمْ حَجَراً مُصَوَّراً لِتَسْجُدُوا لَهُ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ." (اللاويين 26:1).

بناءً على ذلك يمكن القول بأنَّ السجود عموماً هو طقسٌ مندثر مختصّ بالهيكل المزعوم ومقتصرٌ –حين كان قائماً- على ثلاثة أيام في السنة فقط، وهو ليس فريضة إنما هو طقسٌ مختصٌّ بطبقة الكهنة ومن يحضر معهم في الهيكل، وأداؤه محرّم على الحجارة إلا في الهيكل المزعوم.

شؤون مقدسية

23 Oct, 17:21


صنع ⁧ #طوفان_الأقصى⁩ في السابع من أكتوبر عقدة صهيونية حين حوّل عيد "فرحة التوراة" إلى يوم جديد للأحزان…

‏هذه العقدة كما تستدعي محاولة حلها غداً بمبادرة هجومية صهيونية، فهي بالضرورة تحتمل محاولة تكريسها وتعزيزها بمبادرة مـ.ـقـ.ـاوِمة.

‏⁧ #الأقصى_معركة_وجود⁩

شؤون مقدسية

23 Oct, 14:54


مع غروب شمس هذا اليوم الأربعاء يدخل العيد التوراتي المسمى "فرحة التوراة" والذي جاء السابع من أكتوبر في صبيحته فحوله من يوم للفرح إلى يوم للأحزان، فصنع عقدة يحتاج الصهاينة إلى معالجتها باستعادة الهجوم والمبادرة.

#الأقصى_معركة_وجود

شؤون مقدسية

23 Oct, 13:12


*المقتحمون الصهاينة يؤدون طقس الانبطاح "السجود الملحمي" الجماعي تحت حماية شرطة الاحتلال في الساحة الشرقية لـ #المسجد_الأقصى، في اليوم السابع والأخير من "عيد العُرُش" التوراتي.*

#الأقصى_معركة_وجود

شؤون مقدسية

22 Oct, 17:27


أسَّس #طوفان_الأقصى باختيار توقيته عقدةً عميقة حولت "عيد فرحة التوراة" أحد أعياد الفرح التوراتية القليلة إلى يومٍ جديدٍ للمراثي والأحزان، فجاء الهجوم في اليوم التالي له بعد ليلة طويلة من الاحتفال وشرب الخمر ابتهاجاً بختمة التوراة و"زفافها للرب" وفق الاعتقاد التوراتي التجسيدي.

ولما كان علاج هذه العقدة صهيونياً يتطلب بالضرورة العودة إلى "عيد فرحة التوراة" ذاته وتحويله إلى يومٍ للهجوم واستعادة المبادرة حتى يعود إلى أصله كأحد أيام الفرح، فإن محاولة اتخاذه منطلقاً لهجوم مباغت أو مبادرة قتالية صهيونية أصبح أمراً واجب التوقع...

ونظراً لطبيعة التقويم العبري قَمريّ الشهور وشمسي السنوات، فإنه يضيف شهراً كل ثلاث سنوات تقريباً ليُعدّل شهوره القمرية مع سنته الشمسية، وبما أن السنة الحالية "سنة حامل" وفق التقويم العبري أُضيف لها شهر لتصبح من 13 شهراً؛ فإن عيد "فرحة التوراة" هذا العام سيكون الخميس 24-10-2024، وإن الذكرى العبرية للسابع من أكتوبر ستكون صباح يوم الجمعة 25-10.

أمام هذه المقدمات، وإذا كانت الاستعدادات مكتملة، فليس مستبعداً أن يكون الخميس 24-10 أو الجمعة 25-10 موعداً لضرباتٍ مباغتة أو مبادرات يخطط لها العدو سواء كانت ضد إيران أو على كل الجبهات، ولا بد من التعامل مع هذا كاحتمالٍ جدّي.

#الأقصى_معركة_وجود

شؤون مقدسية

22 Oct, 15:21


تعمل جماعات الهيكل المتطرفة على تغيير هوية #المسجد_الأقصى المبارك من خلال التعامل معه وكأنه قد بات هيكلاً حتى وإن كانت أبنيته ما تزال إسلامية، وذلك من خلال فرض الطقوس التوراتية فيه باعتبارها "تؤسس الهيكل معنوياً" على طريق تأسيسه المادي.

الإنفوغراف التالي يوضح مسارات التأسيس المعنوي للهيكل.

ويبقى التمسك بهوية المسجد ورفض كل أشكال العدوان بوابة إفشال هذه المساعي، ففرض هذه الطقوس ليس حقيقة ثابتة على الأرض، وما تمكنوا من فرضه اليوم يمكن منعه وإنهاؤه غداً إذا وُجدت الإرادة.

#الأقصى_معركة_وجود

شؤون مقدسية

22 Oct, 11:33


*مئات المستوطنين الصهاينة يؤدون طقوس تقديم "القرابين النباتية" على باب القطانين في أحد أكبر حشود الصلاة على أبواب المسجد الأقصى منذ احتلاله*

احتشد مئات من المستوطنين المتطرفين في سوق القطانين صباح اليوم الثلاثاء 22-10، سادس أيام "عيد العُرُش" التوراتي، وأدوا طقوس تقديم "القرابين النباتية" متوجهين في صلاتهم إلى قبة الصخرة المشرفة.

وقد بدأت هذه الصلوات على أبواب الأقصى في عام 2017 بعد أن قضت محاكم الاحتلال بـ "حق اليهود" بالصلاة على أبواب #الأقصى، وتسعى جماعات الهيكل من خلالها إلى تحقيق هدفين:

*الأول:* هو إشراك أكبر عدد ممكن من المستوطنين في الطقوس التوراتية التي تقصد تغيير هوية المسجد الأقصى، إذ أن الكثير من المتطرفين الصهاينة ما زالوا يتمسكون بالمنع التوراتي الذي تفرضه الحاخامية الرسمية على اقتحام اليهود للمسجد الأقصى المبارك لعدم تمتعهم بشرط "الطهارة من نجاسة الموتى"، وبهذه الطريقة فإن جماعات الهيكل تتكيف مع هذا المنع وتوسع نطاق المتطرفين المشاركين في جهدها لتغيير هوية #المسجد_الأقصى بالتعامل معه وكأنه هيكل دون الدخول إليه، ومن خلال التوجه إليه بالصلاة وتقديم القرابين على أبوابه.

*الثاني:* تحقيق "السيطرة الصوتية" على المسجد الأقصى خلال أوقات الاقتحامات، فهذا الصوت المرتفع من أمام باب القطانين غرب المسجد يحاكي نفس أصوات الصلوات التي تؤدى داخله، بحيث يصبح صوت الطقوس التوراتية هو الصوت المهيمن على الأقصى خلال ساعات الاقتحام.

#الأقصى_معركة_وجود

شؤون مقدسية

21 Oct, 19:07


*المقتحمون الصهاينة يجددون تقديم "القرابين النباتية" في المسجد الأقصى باعتبارها إحدى "طقوس الهيكل" وذلك للمرة الخامسة منذ بدء "عيد العُرُش التوراتي"*

يظهر الفيديو المرفق تقديم "القرابين النباتية" في #المسجد_الأقصى المبارك، يتناوب عليه عدد من المقتحمين الصهاينة مع ترديد مقاطع من التوراة مصاحبة له، وهذه هي المرة الخامسة لفرض "القرابين النباتية" في #الأقصى خلال "عيد العُرُش" الحالي، حيث قُدمت مرتين أمس الأحد وثلاث اليوم الإثنين 21-10.

وتهدف جماعات الهيكل المتطرفة من جلب القرابين إلى المسجد الأقصى إلى تكريس التعامل معه وكأنه قد بات الهيكل المزعوم الذي "تحل فيه روح الرب" وفق الفهم التوراتي، ولذلك يحرصون أيضاً على اقتحامه حفاةً كما يظهر في الفيديو، من باب تأكيد التعامل معه وكأنه "أقدس مقدسات اليهود".

#الأقصى_معركة_وجود

شؤون مقدسية

21 Oct, 17:19


*استكمالاً لمحاولة تغيير هوية المسجد الأقصى والتعامل معه وكأنه هيكل خلال اقتحامه: غناء وتصفيق وطقوس بصوت مرتفع في الساحة الغربية للمسجد الأقصى في خامس أيام العرش التوراتي*

حرص المقتحمون من جماعات الهيكل المتطرفة على الغناء والتصفيق وأداء الطقوس بصوتٍ مرتفع في الجهة الغربية للمسجد #الأقصى خلال اقتحامه اليوم في خامس أيام "عيد العُرُش" التوراتي.

وتأتي هذه المحاولة لفرض الطقوس التوراتية في كل أجزاء المسجد الأقصى المبارك في إطار "التأسيس المعنوي للهيكل" والذي يعني التعامل مع #المسجد_الأقصى وكأنه هيكل حتى وإن كانت أبنيته ما تزال إسلامية، على اعتبار أن هذا التأسيس المعنوي يشكل مقدمةً للتأسيس المادي.

ويركز المقتحمون الصهاينة طقوسهم التوراتية في الساحة الشرقية للأقصى والتي يتعاملون معها وكأنها كنيس غير معلن، إلا أنهم يحرصون في الوقت عينه على توسيع نطاق الطقوس لمساحات أخرى في المسجد تعبيراً عن عدم اكتفائهم بها، وعن تمسكهم بتغيير هوية المسجد الأقصى بكامل مساحته.

#الأقصى_معركة_وجود

شؤون مقدسية

21 Oct, 14:57


*تكريساً لممارسة "السيطرة الصوتية" على المسجد الأقصى المبارك: المستوطنون يؤدون طقس تقديم "القرابين النباتية" و"الصلاة المضافة" على باب الأسباط شمال المسجد الأقصى*

حرص العشرات من المستوطنين الصهاينة اليوم على أداء طقوس تقديم "القرابين النباتية" و"الصلاة المضافة" الخاصة بعيد العُرُش التوراتي في ساحة الإمام الغزالي المقابلة لباب الأسباط في الجهة الشمالية الشرقية للـ #المسجد_الأقصى، وذلك صباح اليوم الإثنين 21-10 في خامس أيام عيد العُرش التوراتي.

ويأتي حرص المتطرفين الصهاينة على هذا التجمع والطقوس في إطار سياسة أخذت جماعات الهيكل المتطرفة بتكريسها منذ موسم الأعياد الطويل الذي سبق #طوفان_الأقصى في العام الماضي 2023؛ بحيث يؤدي المئات منهم الطقوس التوراتية على أبواب المسجد الأقصى وبالذات أبواب الأسباط شمالاً والقطانين غرباً بالتزامن مع أداء المقتحمين الطقوس ذاتها داخل الأقصى بحيث يطغى صوت هذه الطقوس على كل ما سواه خلال ساعات الاقتحام، بما يفرض هوية توراتية على #الأقصى تظهره وكأنه الهيكل المزعوم ولو مؤقتاً.

وساحة الغزالي هي الساحة ذاتها التي سبق أن كانت مركز هبة باب الأسباط التي فرضت على الاحتلال التراجع عن البوابات الإلكترونية في عام 2017، كما أن باب الأسباط المجاور لها في السور الشرقي للقدس سبق أن اقترح مشروع "كيدم" في 2007 تحويله إلى مدخل تهويدي رديف لباب المغاربة الواقع في سورها الجنوبي.

#الأقصى_معركة_وجود

شؤون مقدسية

20 Oct, 20:16


*ملخص عدوان رابع أيام العرش التوراتي الإثنين 20-10-2024:*

*أولاً:* شكل هذا الاقتحام عددياً أكبر اقتحام مسجل في تاريخ اقتحامات أعياد العرش العبرية، حيث بلغ عدد المقتحمين فيه 1,783 مقتحماً.

*ثانياً:* أدخل المقتحمون البوق إلى #المسجد_الأقصى المبارك ونفخوا فيه مرتين، ليصبح مجموع عدد مرات النفخ في البوق في موسم الأعياد الحالي 14 مرة وفق اعتراف جماعات الهيكل المتطرفة، مع تجرؤ جماعات الهيكل على توثيق ذلك ونشره علناً، في إطار مسعاها المتدرج لتطبيع الذهن الفلسطيني والعربي والإسلامي على تكرار الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى. وتأتي أهمية نفخ البوق بنظرها من كونه إعلاناً للسيادة الصهيونية المزعومة على الأقصى.

*ثالثاً:* أدخلت جماعات الهيكل القرابين النباتية "ثمار العُرُش" وقدمتها داخل #الأقصى، في طقس ديني تهدف منه إلى تغيير هوية المسجد والقول بأنه قد بات هيكلاً "تسكنه روح الرب" وفق الاعتقاد التوراتي، ولذلك يؤتى بالقرابين إليه.

*رابعاً:* كانت جماعات الهيكل قد دعت إلى أداء طقوس "الصلاة المضافة" الخاصة بعيد العرش بشكلٍ جماعي في الساعة 9:30 صباحاً في المسجد الأقصى باعتباره المركز الذي يجب أن تؤدى فيه هذه الصلوات وليس ساحة البراق، وقد اجتمع بالفعل العشرات من نشطائها في ساحته الشرقية وأدوا هذه الصلاة كاملة تحت رعاية شرطة الاحتلال في أكبر صلاة جماعية يشهدها المسجد الأقصى منذ احتلاله.

*خامساً:* تزامن ذلك كله مع استفراد تام بالساحة الشرقية للمسجد الأقصى التي تمت فيها كل هذه الطقوس، والتي باتت جماعات الهيكل تتعامل معها وكأنها الكنيس غير المعلن في المسجد الأقصى، وتستفرد فيه بأداء الطقوس التوراتية لنحو ست ساعات يومياً على مدار خمسة أيامٍ في الأسبوع.

يأتي الإصرار على هذا العدوان ليترجم رؤية الصهيونية الدينية بأن تغيير هوية المسجد الأقصى هو بوابة الحسم، وبوابة الهزيمة النفسية التي إن وقعت فإنها تفتح الطريق لكل ما بعدها، وهذا يفرض التعامل مع العدوان على المسجد الأقصى باعتباره عملاً من أعمال الحرب وأولوية من أولويات إدارة الجبهات فيها، كما أنها تعتبر الإصرار على فرض هذه الطقوس تفريغاً لـ #طوفان_الأقصى من معناه، إذ أنها تواصل تغيير هوية الأقصى رغم الحرب وكل التضحيات، وهو ما يمكن إفشاله بالرباط وطول النفّس في التمسك بالهوية الإسلامية الخالصة للأقصى ومواصلة الدفاع عنها وعدم التسليم بأي أمرٍ واقع يفرض فيه.

من المهم التذكير أن عيد العرش يمتد لسبعة أيام ما تزال مستمرة حتى الأربعاء 23-10 ويليها عيد ختمة التوراة الذي انطلق من بعده طوفان الأقصى في العام الماضي 2023.

#الأقصى_معركة_وجود

شؤون مقدسية

20 Oct, 15:53


*في أوسع صلاة جماعية في الأقصى منذ احتلاله: مئات المتطرفين أدوا طقوس "الصلاة المضافة" الخاصة بعيد العُرُش في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى برعاية شرطة الاحتلال*

في يومٍ وصل فيه عدد مقتحمي المسجد الأقصى إلى 1,783، تمكنت جماعات الهيكل من نقل طقوس "الصلاة المضافة" الخاصة بعيد العرش إلى داخل #المسجد_الأقصى، حيث تجمع العشرات من أعضائها في الساحة الشرقية وأدوا هذه الطقوس بمنتهى الحرية وتحت رعاية شرطة الاحتلال.

وكان أداء هذه الطقوس عادة يتم في ساحة البراق المقامة فوق حارة المغاربة المهدومة، ثم أخذ في السنوات الماضية ينتقل إلى أبواب #الأقصى حتى تمكنت جماعات الهيكل اليوم من فرضها داخل الأقصى بهذا العدد لأول مرة في تاريخه.

#الأقصى_معركة_وجود

شؤون مقدسية

20 Oct, 13:46


*في اليوم الرابع لعيد العرُش التوراتي... تقديم القرابين في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى بمشاركة كبير حاخامات معهد الهيكل الثالث الحاخام يسرائيل أريئيل*

في اليوم الرابع لعيد العرش التوراتي، وخلال فترة اقتحام ما بعد الظهر، أدى متطرفون من جماعات الهيكل طقس تقديم "القرابين النباتية" في الساحة الشرقية في #المسجد_الأقصى المبارك، ومع نهاية الفيديو يظهر الحاخام يسرائيل أريئيل مؤسس معهد الهيكل الثالث –المؤسسة الأم لمنظمات الهيكل- وهو يشارك في تقديم هذه القرابين.

ويعد تقديم القرابين النباتية من الطقوس المختصة بالهيكل المزعوم وفق الفهم التوراتي، الذي يزعم بأن الهيكل هو "محل سكن روح الرب" ولذلك تجلب القرابين إلى الرب في محل "حلول روحه"، *وتقديمها في #الأقصى هو محاولة لتغيير هويته بالقول إنه قد بات هيكلاً تجلب إليه القرابين.*

#الأقصى_معركة_وجود

شؤون مقدسية

20 Oct, 11:10


*في اليوم الرابع لعيد العرُش التوراتي... مستوطنة تنفخ في البوق في ساحته الشرقية*

ولأول مرة في تاريخها تتجرأ جماعات الهيكل على أن توثق بنفسها النفخ في البوق داخل #المسجد_الأقصى في استعراضٍ جديد للطقوس التوراتية في الأقصى.

النفخ في البوق بالفهم التوراتي إعلان سيادة، وتحرص جماعات الهيكل على تكريسه في #الأقصى علناً لتقول بأن زمان الهيكل قد بدأ!

النفخ في البوق في الأقصى في 2023 كان أحد مقدمات اندلاع شرارة #طوفان_الأقصى، ومواصلته اليوم هي محاولة لتفريغ الطوفان من معناه والقول بأن العدوان على الأقصى يمضي رغم الطوفان، وهذا رهان صهيوني لا بد أن يفشل.

#الأقصى_معركة_وجود

شؤون مقدسية

19 Oct, 20:05


تقرير mbc الأخير ومدته 15 دقيقة يعرض كل من قاتل أو حمل سلاحاً منذ 1990 وحتى اليوم باعتباره "إرهابياً" بغض النظر عن عقيدته وسبب قتاله وفي مواجهة مَن، وهو تجسيد حقيقي لتعريف "العروبة" كما صاغتها الأحادية القطبية الأمريكية عام 1991، عروبة تُعرّف نفسها باعتبارها فائض المال والثروة والاستهلاك والراحة والدعة، وكل ما يمكن أن يخالف ذلك أو يهدده فهو "فتنة" أو "إرهاب"...

العروبة هنا ليست لغة، فمن يستمع إلى التقرير يدرك أنه أمام عُجمة مفرطة، والعروبة هنا ليست ثقافة فالمحتوى الثقافي الذي تروجه هذه المجموعة هو في غالبه أمريكي مع بعض المساهمات العربية المحذوفة من تطبيق شاهد والتي ربما تود المجموعة الإعلامية لو أنها لم تنتجها.

العروبة هنا استقرار سياسي يرى في الولايات المتحدة سقفه وسماءه ومصدر استمرار هطول المال والنعمة، مالٌ غايته الحصرية أن يوفر كل متطلبات الاستهلاك والاستيراد والانغماس في الملذات ويحرم أن يكون له مشروع أو طموح أو أن يوضع لإعلاء مبدأ... هي عروبة منعدمة المحتوى السياسي، ومحرم عليها أن تملك موقفاً فضلاً عن أن تحمل سلاحاً... العروبة هنا هي اعتناق الملذات ديناً.

العروبة هنا هي إعلان الإيمان الزائف بالآخرة واعتناق الدنيا... باختصار هي عروبة النفاق.

"الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"

شؤون مقدسية

19 Oct, 18:47


تركيز نتنياهو وغالانت على تحميل مسؤولية استهداف منزل نتنياهو لإيران يحمل دلالتين أساسيتين:

الأولى: تضخم الذات الصهيونية التي لا يتناسب معها أن تأتي الضربة الأمنية الأكبر في تاريخها من حركة مـ.ـقـ.ـاومة شعبية مثل حز.ب الله، فلا بد من نسبتها إلى دولة لأن هذا ما يتناسب مع تصور الصهاينة لحجمهم وقدراتهم الأمنية.

الثانية: محاولة توظيف عملية الاستهداف الأخطر أمنياً في تاريخ الاحتلال في إطار التأسيس لضربة أكبر ضد إيران، كرافعة تسمح برفع مستوى الأهداف التي تطالها بما يتجاوز سقوف الولايات المتحدة التي تخشى ارتدادات الضربة على انتخاباتها، فهذه ضربة يهدف الصهاينة منها عن إلى جر الولايات المتحدة لتصبح طرفاً مباشراٌ في الحرب البرية، لا أن تكتفي بالشراكة في الدعم الاستخباراتي واللوجستي وفي الدفاع الجوي كما هو الوضع الحالي، ويرون في هذا الانخراط مخرجهم الأساس لتغيير وجه الحرب.

شؤون مقدسية

18 Oct, 21:15


عملية البطلين عامر قواس وحسام أبو غزالة ومن قبلهما عملية ماهر الجازي مجدد إرث الجـ.ـهـ.ـاد والشـ.ـهـ.ـادة عبر النهر هي جـ.ـهـ.ـاد في سبيل الله، وانتصار لإخوة الدين والدم في أوجب مواضع النصرة، وكسرٌ لأطواق عجزٍ مزمن فرض على الملايين منا، وسباحة بعكس تيار التطبيع الكارثي المدعوم بالمال والسلطة في الداخل والخارج، ومبادرة للدفاع عن الذات في مواجهة عدو إلغائي لا يخفي قادته أن نظرتهم للأردن لا تختلف عن نظرتهم لفلسطين مع فارق التأجيل فقط.

أبواق وأفواه كثيرة أُطلقت لعلها تضع هذا الفعل المشرف في موضع التهمة، ولتدفع الحركة الإسلامية لمحاولة التنصل من هذا الفعل أو التبرؤ منه، مراهنة على تحويلها تحت الضغط إلى قيدٍ على شبابها لتقوم بالمهمة الوظيفية بيديها.

مهما كانت أشكال الضغط أو التحايل السياسي المتهافت، فإن هذه العمليات أعمال سامية مشرفة يجب أن تبقى محل احتضان وإجماع ولا بد من رفض الانجرار للتنصل منها أو الانخراط في أي محاولة لمنع تكرارها، وهذا أضعف الإيمان.

شؤون مقدسية

18 Oct, 19:42


أبواق وأقلام كثيرة ستحاول تشويه مشهد الشـ.ـهـ.ـادة المشرف الذي أغاظ صهاينة اليهود والعرب، لعلهم يحولون هذا الاصطفاء الإلهي إلى موضوعٍ جدلي، والواجب اليوم الحرص على عدم الانجرار للرد أو لتحويل مشهد الشـ.ـهـ.ـادة إلى محل جدل، فما جلاه الله لعبده يحـ.ـيى السـ.ـنـ.ـو.ار من كرامة لم يملك حتى عدوه إلا أن يشهد بها يجعله غنياً عن أي قول… إنما المنافقون والمرجفون يخرجون مكنون نفوسهم لا أكثر.