زاد الخطيب والواعظ @zadalkhteebwalwadh Channel on Telegram

زاد الخطيب والواعظ

@zadalkhteebwalwadh


زاد الخطيب والواعظ (Arabic)

زاد الخطيب والواعظ هو قناة تيليجرام رائعة تهتم بتقديم محتوى ديني ملهم ومفيد للمستمعين. تتضمن القناة مقاطع فيديو ونصوص تحفيزية تعزز القيم الدينية وتوجه الأفكار نحو الخير والتسامح. سواء كنت تبحث عن مواعظ قصيرة تلهمك في يومك اليومي أو نصائح دينية لتحسين حياتك الروحية، فإن زاد الخطيب والواعظ هو القناة المثالية لك. يمكنك الاشتراك في هذه القناة لتلقي تحفيز يومي يساعدك على تعزيز إيمانك والتواصل مع الله بطريقة إيجابية وبناءة. ابدأ يومك بالطاقة الإيجابية والروحانية من خلال الانضمام إلى زاد الخطيب والواعظ اليوم!

زاد الخطيب والواعظ

27 Nov, 23:48


خطبة بليغة مؤثرة
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ [الفاتحة: 2 - 4]، ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ * يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [التغابن: 2 - 4]، ﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: 6]، ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 29]، ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [يونس: 5]، ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ [يونس: 67]، ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ﴾ [الرعد: 12]، ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ﴾ [غافر: 13].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، اللَّهُمَّ أنْتَ ربُّنا ونَحنُ عَبِيْدُك، الْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، وَالْمَهْدِيُّ مِنْ هَدَيْتَ، وَبِكَ وَإِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، سُبْحَانَكَ رَبَّ الْبَيْتِ، لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.
وأشهد أنَّ محمدًا عبدُ الله ورسولُه، ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 33]، ﴿هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحديد: 9].
اللهم صلِّ وسلِّم على نبينا محمد، وعلى أهل بيته وأزواجه وذريته، وعلى أصحابه وأتباعه ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 43].
أما بعد:
فإنَّ خير الكلام آيات القرآن، وخيرَ الهدي هدي محمد عليه الصلاة والسلام، وخيرَ الكلام ما قلَّ ودلَّ، وخيرَ المواعظ ما نفع وزجر.
الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابٌ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ، الدُّنْيا أَمَدٌ قَلِيل، والآخِرةُ أَبدٌ طَويْل، سَاعَاتُ اللَّيلِ والنَّهارِ تَنتَهِبُ الأَعْمار، يا بْنَ آدَمَ إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ، كُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ ذَهَبَ بَعْضُكَ.
إِنَّنَا فِي مَمَرِّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فِي آجَالٍ مُنْتَقَصَةٍ، وَأَعْمَالٍ مَحْفُوظَةٍ، وَالْمَوْتُ يَأْتِي بَغْتَةً، فَمَنْ يَزْرَعْ خَيْرًا يُوشِك أَنْ يَحْصُدَ رَغْبَةً، وَمَنْ يَزَرَع شَرًّا يُوشِك أَنْ يَحْصُدَ نَدَامَةً، الْمُتَّقُونَ سَادَةٌ، وَالْفُقَهَاءُ قَادَةٌ، وَمَجَالِسُهُمْ زِيَادَةٌ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُ، كُنْ مِمَّنْ يَبِيتُ وَهُوَ يَذْكُرُ، وَيُصْبِحُ وَهَمُّهُ أَنْ يَشْكُرَ، يَبِيتُ حَذِرًا مِنَ الْغَفْلَةِ، وَيُصْبِحُ فَرِحًا لِمَا أَصَابَ مِنَ الْفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ، لَا يَعْمَلُ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ رِيَاءً، وَلَا يَدَعُ شَيْئًا مِنْهُ حَيَاءً، يَخْلُو لِيَغْنَمَ، وَيُخَالِطُ لِيَعْلَمَ، مَجَالِسُ الذِّكْرِ مَعَ الْفُقَرَاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَجَالِسِ اللَّغْوِ مَعَ الْأَغْنِيَاءِ، وَلَا تَكُنْ مِمَّنْ يَتَمَنَّى الْمَغْفِرَةَ، وَيَعْمَلُ فِي الْمَعْصِيَةِ، طَالَ عَلَيْهِ الْأَمَلُ فَفَتَرَ، وَطَالَ عَلَيْهِ الْأَمَدُ فَاغْتَرَّ، إِنْ أُعْطِيَ لَمْ يَشْكُرْ، وَإِنِ ابْتُلِي لَمْ يَصْبِر، يَتَكَلَّفُ مَا لَمْ يُؤْمَرْ، وَيُضَيِّعُ مَا هُوَ أَكْبَرُ، يُحِبُّ الصَّالِحِينَ وَلَا يَعْمَلُ عَمَلَهُمْ، وَيَبْغُضُ الْمُسِيئِينَ وَهُوَ أَحَدُهُمْ، إِنْ سَجَدَ نَقَرَ، وَإِنْ جَلَسَ هَدَر، وَإِنْ سَأَلَ أَلْحَفَ، وَإِنْ سُئِلَ سَوَّفَ، وَإِنْ حَدَّثَ حَلَفَ، وَإِنْ حَلَفَ حَنَثَ، وَإِنْ وُعِظَ كَلَحَ، وَإِنْ مُدِحَ فَرِحَ، يَنْظُرُ نَظَرَ الْحَسُودِ، وَيُعْرِضُ إِعْرَاضَ الْحَقُودِ، إِنْ حَدَّثْتَهُ مَلَّكَ، وَإِنْ حَدَّثَكَ غَمَّكَ، لَا يُنْصِتُ فَيَسْلَمَ، وَلَا يَتَكَلَّمُ بِمَا يَعْلَمُ.

زاد الخطيب والواعظ

27 Nov, 23:48


مَنْ لَا يَمْلِكْ لِسَانَهُ يَنْدَمْ، وَمَنْ يَدْخُلْ مَدَاخِلَ السُّوءِ يُتَّهَمْ، وَمَنْ يُصْاحِبْ صَاحِبَ السُّوءِ لَا يَسْلَمْ، وَمَنْ يُصْاحِبْ الصَّالِحَ يَغْنَمْ، وَالْمُؤْمِنُ يَعْمَلْ لِلَّهِ مُخْلِصًا، وَمَنْ يُخْلِصْ يَأْجُرْهُ اللَّهُ أَجْرًا مُضَاعَفًا، ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: 110].
مَا أَحَدٌ فِي الدُّنْيَا إِلَّا وَهُوَ ضَيْفٌ، وَمَالُهُ عَارِيَةٌ، وَالضَّيْفُ مُرْتَحِلٌ، وَالْعَارِيَةُ مَرْدُودَةٌ، ﴿وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ﴾ [آل عمران: 28]، قال ربُّنا سبحانه: ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾ [الغاشية: 25، 26].
أيها العبد، راقب من يراك على كل حال، وما زال نظرُه إليك في جميعِ الأفعال، وطهِّر سِرَّك فهو عليم بما يخطر بالبال، قد أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا.
طوبى لمن بادر عمره القصير، فعمر به دار المصير، ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [الأعلى: 14 - 17].
الدُّنْيَا غرَّارة غدَّارة، خدَّاعة مكَّارة، تظنها مُقِيمَة، وَهِي ذاهبة، لَيْسَتِ السَّاعَاتُ الذاهبةُ بعائدة.
﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ [المؤمنون: 99 - 101].
أيها الناس، تَأْمَلُونَ مَا لَا تَبْلُغُونَ، وَتَبْنُونَ مَا لَا تَسْكُنُونَ، وتشترون ما لا تأكلون، وتفخرون وأنتم ميتون.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا)).
يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾ [الأنعام: 134]، ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: 3 - 8].
اذكروا نعم الله عليكم لتشكروا، واعملوا بما علمتم لتتقوا، وسددوا وقاربوا وأبشروا.
وَا أسفاه مِن حَيَاةٍ على غرور، وَمَوْتٍ على غَفلَة، ومُنقَلبٍ إِلَى حسرة، ووقوفٍ يَوْم الْحساب بِلَا حُجَّة!
وَكم من فَتى يُمْسِي وَيُصْبِح آمنًا

وَقد نُسِجَتْ أَكْفَانُه وَهوَ لَا يدْرِي

بادِر أيها الشاب عمرك قبل الهرم، واغتنم أيها الشيخ الصحة قبل السقم، وكلنا إلى الله راجعون، وبأعمالنا محاسبون، ﴿وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ﴾ [الأعراف: 185].
أَتَيْتُ الْقُبُورَ فَنَادَيْتُهَا

أَيْنَ الْمُعَظَّمُ وَالْمُحْتَقَرْ

تَفَانَوْا جَمِيعًا فَمَا مُخْبِرٌ

وَمَاتُوا جَمِيعًا وَمَاتَ الْخَبَرْ

تَرُوحُ وتغدو بناتُ الثَّرى[1]

فَتَمْحُوا مَحَاسِنَ تِلْكَ الصُّوَرْ

فَيَا سَائِلِي عَنْ أُنَاسٍ مَضَوْا

أَمَا لَكَ فِيمَا تَرَى مُعْتَبَرْ

﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران: 185].
التَّوْبَةَ التَّوْبَةَ قبل أَن تَصِل إِلَيْك النّوبَة، ﴿يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾ [الانشقاق: 6]، الحذرَ الحذرَ، فوالله لقد ستر حتى كأنه قد غفر!
مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ أَحَبَّهُ، ومَنْ تَذَكَّر نِعَمَهُ اجْتَهَدَ في طَاعَتِه، وَمَنْ عَرَفَ حَقِيقَةَ الدُّنْيَا الفَانِيةِ زَهِدَ فِيهَا، ومَنْ آمَنَ بِالآخِرةِ البَاقِيةِ اسْتَعَدَّ لَها، ومن تابَ مِنْ ذُنُوبِه وتَقْصِيرِه في عِبَادةِ ربِّهِ تابَ اللهُ عليه، ﴿وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات: 11]، ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].
أقول ما سمعتم، ويغفر الله لي ولكم، ولجميع المسلمين والمسلمات، الأحياءِ منهم والأموات.
الخطبة الثانية
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [سبأ: 1]، ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ [النمل: 59].

زاد الخطيب والواعظ

27 Nov, 23:48


أما بعد:
فيا أيها العبد، حاسِب نفسك في خلوتك، وتفكَّر في انقراض مدتك، واعلم أنَّ نفسك عليك في مجاهدتك، فصبِّرها على الطاعة، وعلِّمها القناعة، وانهها عن هواها، فقد سعد من حاسَبَها، وفاز من حارَبَها، وأفلحَ من استوفى الحقوق منها وطالَبَها، وكلما ضعفت عن الخير عاتبها، وكلما رغبت في الشر غلبها، العاقل من حاسب نفسَه، وعمِل لما بعد موتِه، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأماني، وليس الإيمانُ بالتمنِّي، ولكنَّ الإيمانَ ما وقر في القلبِ، وصدَّقَه العمل.
من لم تنهه صلاتُه عن الفحشاء والمنكر لم يزْدَدْ مِن الله إلا بُعْدًا، ولا يحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها إلا المؤمنُ الذي يعرف قدرها، ويرجو أجرها، ويخاف العقاب على تركها، وويل لمن يتكاسل عن صلاته، ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ [الماعون: 4، 5]، ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا﴾ [مريم: 59، 60]، ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الحديد: 16]، متى تتوب إلى الله؟ متى تستقيم على طاعة الله؟! يَا مخدوعًا قد فُتِن، يَا مغرورًا قد غُبِن.
يَا من يعظه الدَّهْرُ وَلَا يقبَل، أَلا تَعْتَبِر بِمن رَحَل؟! تيقَّظ لنَفسِك وانتبه من الزلل، وَاذْكُر زوالَك وَدَعِ الأَمَل، طَالَ بِك الزَّمَانُ وَمَا سددت الْخلَل!
يَا شِدَّة الوجَل عِنْد حُضُور الْأَجَل، يَا حسْرة الْفَوْت عِنْد حُضُور الْمَوْت، يَا خجلة العاصين، يَا أَسَفَ الْمُقَصِّرِينَ ﴿يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾ [يس: 30]، ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ* أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الزمر: 56 - 58].
يا حسرةً على مَن مَاتَ وَلم يتزَوَّدْ لِوَحْشَةِ الظُّلْمة، ولم يتأهبْ للنَّقْلةِ إلى قبره، ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ [التكاثر: 1، 2]، السفرُ بعيد، والزادُ قليل، بعد الموت لا ينفعك مالُك ولا ولدُك، وليس لك في قبرك صديقٌ ولا أنيسٌ إلا عملُك.
يا مَنْ بِدنياه اشتغل

وغرَّه طولُ الأمل

الموتُ يأتي بغتةً

والقبرُ صندوقُ العمل

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المنافقون: 9 - 11].
نُرَقِّعُ دُنْيَانَا بِتَمْزِيقِ دِينِنَا

فَلَا دِينُنَا يَبْقَى وَلَا مَا نُرَقِّعُ

يَا مَنْ يُذنبُ وَلَا يَتُوب، ويُصِرُّ على تَضْييعِ الفرائضِ ولا يؤوب، كم كُتِبتْ عَلَيْك ذنُوبٌ ذهبت لذَّتُها، وبقي حسابُها، تَأْكُل الحَرَام، وتَقْطَع الأرحام، يدعوك القرآنُ إِلَى صلاحِك وَلَا تتوب، وتسمعُ مواعظَ اللهِ ولا تؤوب، ﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى * أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى * ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾ [القيامة: 31 - 35]، ﴿وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ﴾ [الصافات: 13]، ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾ [المرسلات: 48 - 50].
عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله، ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [البقرة: 281].
اللهم اجعلنا من الذاكرين الشاكرين الصابرين، وارزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم أَعِنَّا على ذِكْرِك وشُكرِك وحُسْنِ عبادتك، اللهم حَبِّبْ إلينا الإيمان، وزَيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين.

زاد الخطيب والواعظ

27 Nov, 23:48




....................................................................
(زاد الخطيب والواعظ)
قناة خاصةبخطب الجمعة والمناسبات وما يحتاجه الداعي لإفادة الناس
تابعونا على التليجرام 👇👇👇
https://telegram.me/zadalkhteebwalwadh
ولدينا قناة "زاد الخطيب والواعظ مناقشات "للمشاركة من الجميع في نشر الخطب كي تعم الفائدة.   👇👇👇
https://t.me/joinchat/AhJ2IVLN7Qpxs21U5LtaSg
‏تابع قناة زاد الخطيب والواعظ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VadkjDHATRSqx25jfV29

زاد الخطيب والواعظ

21 Nov, 18:19


لأنه يتعبد الله بهذه الأخلاق ويبتغي مرضاة الله بهذا السلوك..
قال تعالى: ( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) المائدة 8)
أي لا يحملكم بغضكم لأعدائكم أن تتجاوزوا وتظلموا بل التزموا بالعدل في أقوالكم و أفعالكم ..
وقال تعالى: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الأنعام: 152)..

ــــ.. أيها المؤمنون .. عبـاد الله :
عند نزول الفتن وحدوث الصراعات والاختلافات واحتدام المشاكل بين الأفراد والمجتمعات والدول ينبغي للمسلم أن يوطن نفسه أن يكون صاحب أخلاق عظيمة يرضي بها ربه ، وتكون سبباً في دفع المصائب والشرور عنه وطريقاً للنجاة ومثالاً يحتذي به غيره ..
ــــ.. ومن هذه الأخلاق صدق اللسان وسلامة المنطق والقول الحسن ،
فقــد حــذر النبي صلى الله عليه وسلم من خطورة اللسان وسوء استخدامه ،
و بين لمعاذ بن جبل رضي الله عنه أن طريق السلامة وسبيل الخيرية إنما يكون بكف اللسان عن الشر .. قال معاذ : يا نبي اللّه وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟
فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم"( صحيح الترغيب والترهيب للألباني"(2866) ...
فكل كلمة أو لفظ مسجل ومحسوب ..
يقول الله عز وجل: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)(قّ:18) ..
وقال تعالى: ( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (الزخرف:80)
ــــ.. إن حفظ اللسان عن المآثم والحرام والكذب والخوض في الباطل
عنوانٌ على استقامة الدين وكمال الإيمان، في قلب المسلم ..
يقول صلى الله عليه وسلم :(لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه) (الألباني في صحيح الترغيب(2554) ..
ــــ.. وعند الفتن والمشاكل تزداد شهوة الكلام، وتكثر الأخبار وتنتشر الشائعات ، وتتنوع المعلومات ويكثر القيل والقال خاصة في زماننا مع وجود وسائل الإعلام المختلفة والقنوات الفضائية وشبكات الإنترنت وغيرها ،،،
ــــ.. وكم من أخبار كاذبة ومعلومات خاطئة واتهامات باطلة وشائعات مغرضة تنشر في هذه الوسائل ضد أفراد أو مجتمعات أو شعوب أو دول ..
ومع ذلك تجد الكثير لا يتثبت ولا يتحرى الصدق ولا يتأني بل يشارك في نقلها ولا يدرك أن ناقل الكذب والمروج له، سواء علم أو شك أنه كذب، أو أذاعه من دون تثبت ولا تمحيص هو أحد الكاذبين، لأنه معين على الشر والعدوان، ناشر للإثم والظلم،
دون تثبت أو فحص وتأكد ودون مراعاة للمصالح والمفاسد من وراء ذلك ..
ــــ.. و الخوض في أعراض الناس ودمائهم وأموالهم سيندم أصحابه يوم القيامة وهم يسألون عن سبب وجودهم النار فأجابوا كما أخبر تعالى (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ) (المدثر42-48) ..
و عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:(ألا أخبركم بشراركم؟!)
قالوا: بلى يا رسول الله
قال: (المشاؤون بالنميمة ، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت) (حسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد (246) ..
أي الذين يريدون تلطيخ سمعة غيرهم وهم أبرياء ..

ــــ.. فالمسلم إن لم يتكلم في الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويصلح بين الناس ويجمع الكلمة وينصح للمسلمين، وإلا فإن الصمت أولى وأوجب فأخلاقه وقيمه ومبادئه ثابتة في الرخاء والشدة والعسر واليسر ،
ولا يمكن أن تباع في سوق الفتن ،
لأنه يتعبد الله بها ويبتلى من الله في ذلك ،،،
قال تعالى (وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ) (الفرقان 20)..

عبـــــاد الله أيها المؤمنون :
ــــ..  إن على المسلم أن يتصف كذلك بالأناة والتؤدة وعدم التسرع والعجلة. وعليه أن يحكم الشرع والعقل والمصلحة في كل أموره وفي كل قراراته حتى يتبين له الحق من الباطل والخير من الشر والمصلحة من المفسدة ،
وعليه أن يستعين بمن شاء من أصحاب العلم والأخلاق والفهم والرأي ..
وفي زمن الشدائد والفتن أحرى وأولى للمسلم أن لا يتسرع أو يتعجل الأمور قبل أن تتبين له ،،
لأن وقت تطيش فيه العقول، وتضطرب القلوب، وتختل المواقف، ولا يسعف المرء إلا التثبت والأناة والحلم والرفق وإتباع الحق ..

زاد الخطيب والواعظ

21 Nov, 18:19


ــــ.. فالعجلة والتسرع والغضب المذموم قد يزيد من انتشار الشر وزيادة المنكر وذهاب الأمن وحلول المصائب وظهور العداوات ..!!
وبالتالي يخسر المسلم دينه ودنياه وآخرته بسبب لحظة عابرة أو موقف تافه أو سلوك لا يدرك خطورته ولا يستوعب عواقبه ولا يقدر نتائجه ..
ــــ.. ولهذا جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: " إنها ستكون أمور مشتبهات؛ فعليكم بالتؤدة، فإنك أن تكون تابعاً في الخير خير من أن تكون رأساً في الشر " أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (38343)،..
فأوصى بالتؤدة : وهي الأناة وعدم التعجل وأن يكون معول خير لا معول هدم آمراً بمعروف وناهياً عن منكر وقائلاً لكلمة الحق لا يخشى لومة لائم ساعياً بكل ما أوتي من قوة إلى درء الفتنة ونشر الخير وجمع الكلمة وإصلاح ذات البين والدعوة إلى الأخوة والألفة والتراحم.
والله تبارك وتعالى يقول: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) ( الحجرات: 10) ..

ــــ كتب رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما يطلب منه أن اكتب له شيئاً عن العلم؛
فكتب إليه: " إن العلم كثير يابن أخي، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء المسلمين، خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازماً لجماعتهم ، فافعل " سير أعلام النبلاء (3/222)..
ــــ.. تيقن أيها الإنسان : فاحذر التسرع والعجلة والحكم على الأمور،
وتيقن قبل أن تكون سبباً في دماء تسفك وأعراض تنتهك وأموال تنهب وفتنة تعم وإنسان يظلم وباطل ينصر وحق يخذل ومعروف يهمل ..
قال عليه الصلاة والسلام لأشج عبد القيس : ( إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة ) (مسلم ( 24 ) ..
ــــ..  فكيف لا نلتزم بهذه الأخلاق وهي من صميم ديننا ذكرها الله في كتابه وذكرها النبي صل الله عليه وسلم في سنته ومارسها صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم في واقع الحياة ففتحت لهم القلوب ودانت لهم الدنيا...
اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سواء السبيل ...


🕌🕌🕌قلت ما سمعتم و أستغفر الله لي و لكم 🕌🕌🕌





الخطبة الثانيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
الحمد لله و كفى ...... و صلاة ....

ــــ..  أيّها المؤمنون .... الكرماء :

يقول الله تعالى : ( لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء: 114)..
فكن صاحب خلق لا ترهبك فتنة ولا تستهويك شهوة ولا يزين الشيطان لك سوء أعمالك فيصدك عن الحق والخير والعدل والأمانة والصدق والوفاء ولا تنس المعروف بينك وبين إخوانك المسلمين تحت أي ظروف ..
ــــ.. وانظروا إلى رسولنا صلى الله عليه وسلم والحرب تدور رحاها مع المشركين يوم بدر والمسلمين في ضائقة و كرب ، فلم ينسى صلى الله عليه وسلم من قدم له معروف يوماً من الأيام ، أو صنع له جميل

فهــذا أبا البحتري بن هشام أحد الرجال القلائل من المشركين الذين سعوا في نقض صحيفة الحصار والمقاطعة الظالمة التي تعرض لها رسول الله وأصحابه في شعب أبي
طالب ، فعرف له الرسول جميله وحفظه له،
فلما كان يوم بدر قال صلى الله عليه وسلم: "من لقي أبا البحتري بن هشام فلا يقتله"
ــــ..  يا لعظمة هذه الأخلاق ويا لروعة هذا الوفاء..
مع أنه عدوه ويحاربه ..!!وهم في ميدان مواجهة ومع ذلك لم ينسى المعروف..
وأنت !! كم بينك وجيرانك وإخوانك في الدين والوطن من معروف وصلات أرحام ووشائج قربى،،،

ــــ..  فاحذر يا ابن آدم : من الفتنة ومن العصبية والعداوة والبغضاء.
واحذر مزالق الشيطان وخطواته ،
واحذر من شياطين الأنس الذين انحرفت أخلاقهم وسلوكياتهم.
فالحق أحق أن يتبع ، والسعيد من جنبه الله الفتنة وهداه إلى الحق بإذنه ،
وأعلم أن أخلاقك دين تتعبد الله بها وليست قابلة للبيع والشراء أو المساومة

ــــ..  إن الأخلاق الحميدة هي رأس مالك أيها الإنسان فأثبت عليه ومارسها سلوكاً في الحياة ،
ولن تنال هذه الأمة رحمة الله ولن تفرج كرباتها إلا بعقيدة صحيحة وأخلاق حسنة وسلوك قويم ..

فأحسنوا الظن أيها الناس بالله وبعفوه ورحمته وثقوا بحسن بتدبيره وتوكلوا عليه ..

ملاحظة :
و بإمكان الخطيب أن يضيف مايراه مناسباً عن مستجدات الأحداث في غزة و غيرها


ــــ.. هذا و صلو و سلموا على من أمركم الله بالصلاة و السلام عليه ...
حيث بدأ بنفسه و ثنى بملائكته المسبحة بقدسه و ختم بكم أيها المؤمنون
فقال ( إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه ... )

زاد الخطيب والواعظ

21 Nov, 18:19


خطبة ( 1 ) الأخلاق لا تباع في سوق الفتن

ــــ.. الحمد لله الذي تفرد في أزليته بعز كبريائه ، ونور بمعرفته قلوب أوليائه
وطيب أسرار القاصدين بطيب ثنائه ، وأمن خوف الخائفين بحسن رجائه،
الحي العليم الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في أرضه ولا سمائه ،
القدير لا شريك له في تدبيره وإنشائه ..
واشهد إن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمدوهو علي كل شيء قدير
ــــ.. يااااا رب: أنا من أنا ..!!؟؟
أنا في الوجود وديعة ... وغدا سأمضى عابرا في رحلتي ...
أنا ما مدت يدي لغيرك سائل ... فارحم بفضلك يا مهيمن ذلتي...
ــــ. و أشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبدُ الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه ، صلى الله وسلم عليه وعلي أصحابه و من سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه إلى يوم الدين..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)

أما بعد : عبـــــاد الله :
ــــ.. إن للأخلاق مكانة عظيمة في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب ،،،
ولذلك اعتبرها الإسلام قيمة إيمانية مرتبطة بعقيدة الفرد وصلته بربه، ورتب عليها الجزاء في الدنيا والآخرة ، وجعل سبحانه وتعالى تربية الخلق وتزكية نفوسهم بالأخلاق والفضائل من أهداف الرسالات والنبوات...
ــــ.. فقال عن نبيه محمد صل الله عليه وسلم ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (الجمعة 2) ..
وقال صل الله عليه وسلم إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاق ) و في روايةٍ ( صالحَ ) الأخلاقِ ) (السلسلة الصحيحة الرقم: 45) ..
ــــوأهل البر هم أصحاب الأخلاق الكريمة والتي من أعظمها ما ذكره الله في كتابه فقال: ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (البقرة: 177) ..
ــــ.. بل إن صاحب الخلق ليبلغ به خلقه منازل عالية في الدنيا والآخرة
يقول عليه الصلاة والسلام:(إنّ من أحبِّكم إليّ وأقربِكم منّي مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا) (رواه البخاري في الأدب المفرد (272)،
ــــ.. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما شيء أثقل من ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وأن الله ليبغض الفاحش البذيء )( صحيح الترغيب والترهيب للألباني/ 2641) ..
ــــ.. وأخلاق المسلم ثابتة لا تتغير يجب أن يلتزم بها في حال الغضب والرضا والحرب والسلم والعسر واليسر والقوة والضعف وفي الفقر والغنى ..
لما فتحت فارس وسقط مُلك الأكاسرة أرسل القائد الفاتح نفائس الإيوان إلى المدينة المنورة كانت أكواما من الذهب والجواهر في حقائب بعضها فوق بعض حملت من المدائن .. إلى دار الخلافة لم تنقص ذرة خلال آلاف الأميال..
قال ابن جرير : لما قدم بسيف كسرى مع بقية الكنوز قال عمر إن أقواما أدوا هذا لذووا أمانة .
فقال له على ابن أبى طالب رضي الله عنه :(انك عففت يا أمير المؤمنين فعفت الرعية .. ) ..
ــــ.. إنها أخلاق الإسلام ..
فلا يمكن أن يأتي زمن أو ظروف أو حادثة تبيح للمسلم أن يتنصل عن هذه الأخلاق ...!!
ولا يعني وجود المشاكل والاختلافات بين الناس الخروج عن هذه الأخلاق والقيم ، و الخضوع لغرائز الغضب والحمية الجاهلية ، وإشباع نوازع الحقد والقسوة والأنانية،،،
ــــ.. فلابد أن يكون المسلم عادلاً ورعاً وأميناً وصادقاً ووفياً في سائر أحواله

زاد الخطيب والواعظ

21 Nov, 18:19


.. أيها المؤمنون الفضلاء : إدعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة
اللهم انصر عبادك المجاهدين في غزة فلسطين ، و كن لهم ناصراً ومعيناً ومؤيّداً وحافظاً. ــــ.. سدّد اللهم رميهم ، وقوّ عزائمهم ، وثبّت الأرض من تحت أقدامهم
و اشف يا ربنا جريحهم ، وتقبل شهيدهم ، وآوي شريدهم و اطعم جائعهم ، وانصرهم على عدوك وعدوهم ، ................................................................................
اللَّهُمَّ أَغِثْ أهلَ غَزَّةَ خاصة و أهل فِلَسْطِينَ عامة
اللَّهُمَّ اشْدُدْ أَزْرَهُم، و ارْبُطْ على قُلُوبِهِم.. و انْشُرِ اللهم السَّكِينَةَ على قُلُوبِهِم..
و أَنْزِلْ علَيِّهِم دِفْئًا وسَلامًا وأمْنًا وأمَانًا.. و تَقَبَّلْ شُهَدَاءَهُم واشْفِ مَرْضَاهُم..
ــــ.. اللَّهُمَّ لا تَرْفَعْ للصهاينة في غَزَّةَ رَايَةً وَلا تُحَقِّقْ لَهُم في فِلَسْطينَ غَايَةً. اللهم منزل الكتاب، مجري السحاب ، هازم الأحزاب؛ أذق الصهاينة شر عذاب.
اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم ، اللهم أنزل عليهم رجزك وعذابك
ــــ.. اللهم نور على أهل القبور قبورهم، اغفر لهم وارحمهم ويسر أمورهم، اللهم آنس وحدتهم ونور ظلمتهم، اللهم في كل دقيقة تمر عليهم إجعل اللهم نسمات رحمتك
تهب عليهم و أفتح لهم أبواب جنتك يا أكرم ....

زاد الخطيب والواعظ

21 Nov, 18:19




....................................................................
(زاد الخطيب والواعظ)
قناة خاصةبخطب الجمعة والمناسبات وما يحتاجه الداعي لإفادة الناس
تابعونا على التليجرام 👇👇👇
https://telegram.me/zadalkhteebwalwadh
ولدينا قناة "زاد الخطيب والواعظ مناقشات "للمشاركة من الجميع في نشر الخطب كي تعم الفائدة.   👇👇👇
https://t.me/joinchat/AhJ2IVLN7Qpxs21U5LtaSg
‏تابع قناة زاد الخطيب والواعظ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VadkjDHATRSqx25jfV29

زاد الخطيب والواعظ

21 Nov, 17:18


عنوان الخطبة : الانتصار للإسلام ... سبيله وأدواته

تاريخ الخطبة : 2008/2/29

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، أما بعد فيا عباد الله إن من سنن الله الماضية في هذا الكون الصراع المستمر بين الحق والباطل، إنه صراع مستمر لا يهدأ ما توالى الليل والنهار إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، وما دام في الناس أناس يستجيبون لوحي عقولهم وآخرون يستجيبون لنداء رعوناتهم وأهوائهم إذاً لا بد أن يظل الصراع بين الحق والباطل مستمراً، ولكن الله عز وجل الذي شاء أن يمضي هذه السنة في كونه قضى وقرر في محكم تبيانه أن الباطل مهما جال لا بد أخيراً أن يزول ويندثر، وصدق الله عز وجل القائل في محكم تبيانه: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً [الاسراء:81]. وصدق الله عز وجل القائل في محكم تبيانه {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ [الانبياء: من الآية18]، أقول لكم هذا يا عباد الله أذكركم بهذه السنة الربانية لكي لا تُفَاجَأوا إن سمعتم أن هنالك عَوداً إلى التطاول على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن طريق تلك الأقلام التي كانت تبث سمومها والتي عادت اليوم إلى بث نقيع آخر من هذه السموم، ينبغي ألا تفاجَأوا، إنها صورة من صور السنن الماضية والتي قضى بها الله عز وجل صراعاً بين الحق والباطل، وكلما رأينا صورة من صور هذا الصراع ينبغي أن نتذكر قرار الله القاضي بأن يمحق الحقُّ الباطلَ مهما تطاول أمد الباطل ومهما جال جولته، وإنني يا عباد الله أؤكد لكم أنها خطة كيدية تتمثل في مرحلتين اثنتين، أولاهما مرحلة الاستفزاز واستثارة المشاعر الوجدانية لدى المسلمين لدفعهم إلى الصياح ولدفعهم إلى الثأر وروح الانتقام ولحملهم على أعمال التخريب والتحريق والنهب والقتل إن استطاعوا، وبذلك تحقق هاتان المرحلتان الهدف العظيم الخطير الذي يرمي إليه أولئك الكائدون للإسلام، الحاقدون عليه الثائرون على انتشاره في ربوع الغرب والشرق كلها، ينبغي أن نكون على بينة من هذا الذي أقوله لكم يا عباد الله، إنها مكيدة، مرة أخرى أقول، تتمثل في مرحلتين اثنتين؛ المرحلة الأولى الاستثارة للدفع إلى الشغب والأعمال التخريبية و.. و...

إلى آخر ما تعلمون ومن ثَمَّ إلى شغل الناس المسلمين عن تحقيق ذواتهم، عن مراجعة هوياتهم، عن النهوض برسالتهم الإسلامية، يرمي إلى بعدهم عن هذه المهمة وشغلهم بهذا الذي لا طائل من ورائه وإنما هو تعويض عن مشاعر التخلف الذي يعاني منه المسلمون ما يعانونه في هذا العصر، أريد أن أعلم وأن تعلموا جميعاً أن الانتصار للإسلام لا يتمثل في حركة مفاجئة، في يقظة بعد رقدة متطاولة، في يقظة تتمثل في صراخ في الشوارع، في هتافات، في تخريب، حتى في مقاطعة، اليقظة الإسلامية لا يمكن أن تتحقق بمثل هذه اليقظة المفاجئة بعد ذلك الرقاد الطويل، اليقظة الإسلامية والانتصار لدين الله سبحانه وتعالى إنما يتمثلان في أن يلتفت المسلمون ولاسيما قادة المسلمين إلى وصية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم التي يقول فيها فيما رواه مسلم والإمام أحمد من حديث النعمان بن بشير: (المؤمنون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إن اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، الانتصار للإسلام يتجلى في أن يُقْبِلَ قادة المسلمين إلى هذا الذي يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتأوهون للمصائب التي تنـزل بإخوانهم، يتأوهون للقتل الذي يستحر بإخوانهم ويعبرون عن هذا التأوه بالعمل الجاد، بالتضامن، الانتصار للإسلام لا يتمثل في الإعراض عن هذه الوصية النبوية التي وصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بل خاطب بها قادة المسلمين قبل أن يخاطب بها عامتهم، الانتصار للإسلام لا يتمثل في الإعراض عن هذه الوصية القدسية وإخضاع الرأس بدلاً عن ذلك للعدو الذي يمضي في تمزيقه للحقوق والذي يمضي في قضائه على الحياة البريئة والذي يمضي في إشباع كيانه للنـزوات والأحقاد المستحرة بين جوانه، الانتصار للإسلام لا يتمثل في يقظة مفاجئة من بعض هؤلاء القادة وإخوانهم يستحر بهم القتل والعدو ماضٍ في تقطيع صلة القربى مما بينهم وهم لذلك التخطيط خاضعون وبرؤوسهم لهذه المكيدة يطأطئون، الانتصار للإسلام يا عباد الله إنما يتمثل في أن ينهض الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في أكثر من قمة إسلامية مرَّتْ، يتمثل في أن يقدم على تنفيذ ما تم

زاد الخطيب والواعظ

21 Nov, 17:18


الاتفاق عليه من استحداث قناة فضائية إسلامية لا تنتمي لدولة ما وإنما تنتمي لهذه المنظمة الإسلامية تتجه إلى الغرب بلغاتٍ شتى تعرفهم بالإسلام، تبين لهم حقيقة الإسلام، توضح لهم عن طريق موازين وحقائق علمية تاريخ الحضارة الإسلامية، هكذا يكون الانتصار للإسلام، وعندما يتم هذا ما ينبغي أن نشغل أنفسنا بتلك الأقلام السخيفة التي ترسم ما تريد أن ترسم، ما ينبغي أن نشغل أوقاتنا الغالية الثمينة بالرجوع إلى هؤلاء بقالٍ وقيل ولا بمسيرات ولا نحو ذلك فالوقت أسرع من ذلك بل لسوف نجد أنفسنا أمام مصداق المثل العربي القائل: الكلاب تعوي والقافلة تسير ولكن فلنعلم يا عباد الله أن هذا الاستخفاف الذي تسمعون عوداً إليه في بعض الصحف الأجنبية هو في حقيقته ليس استخفافاً برسول الله ولا تطاولاً على سيرته وحياته قط إنما هو في الحقيقة استخفاف بما آل إليه أمر المسلمين، إنما هو باستخفاف بالحالة التي يندى لها الجبين من واقع المسلمين لا سيما كثير من قادة المسلمين، متى يا عباد الله، متى يصحو النائم؟ متى يستيقظ السادر؟ متى تهتاج الكرامة؟ وقد علمتم سلسلة هذه الاعتداءات التي تستحر على إخوانكم في فلسطين، علمتم الخطط المتسلسلة الرابية الرامية إلى القضاء على كينونة هذه الأمة، الرامية إلى القضاء على حضارة هذه الأمة ومع ذلك فإننا نلتفت يميناً ثم نعود فنلتفت شمالاً فلا نجد في أكثر الأحيان إلا من يطأطئ الرأس لهذه المكائد لماذا؟ لأن القدسية الكبرى تحولت إلى قدسية حراسة للكراسي، تحولت إلى قدسية رعاية للذات وللنفس، وما أصدق ما قاله الشاعر العربي تجسيداً لهذا الواقع الذي نقول دع المكارم لا ترحل لبغيتها

واقعد فإنك أنت الطاعم الكاس عباد الله أرجوا من نفسي أولاً ومنكم ثانياً ومن قادة المسلمين من حولنا ثالثاً أن توقظهم هذه المكائد المتوالية وأن يتبينوا النهاية التي هم ونحن راحلون إليها وأن يقفوا ملياً أمام مرآة الذات، نحن اليوم نعيش فوق الأرض وغداً سنكون في باطنها، الملك زائل، الأموال تتبخر وتزول، القدرات ونشوة اللذائذ تتبدد، ما الذي يبقى في رحلتك إلى الله؟ يبقى ما قد قدمته لربك، ما قد حققته لأمتك، هذا هو الذي يبقى، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل من صمود هذه الدولة عبرة للمعتبرين، وأسأل الله عز وجل أن يرزقنا الثبات على النهج الذي يرضيه وأن يكرمنا بأن نتقدم خطوة إثر خطوة إثر خطوة إلى ما يرضي الله سبحانه وتعالى في نفوسنا، خيرٌ من هذه المسيرات التي سمعنا أنباءها، ولربما سارت عدواها إلى كثير من البلاد الأخرى، خيرٌ من هذه المسيرات التي لا تجدي شيئاً أن يعود المسلمون وقادتهم في المقدمة إلى اصطلاحٍ جديد مع الله سبحانه وتعالى، أن يعودوا فينفذوا وصية حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمنون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد ، هكذا يقول رسول صلى الله عليه وسلم ، اليقظة الإسلامية التي تهيب بنا أن نعود فنصطلح مع الله تقتضي أقل المراتب أن يكون هنالك صوت لمنظمة المؤتمر الإسلامي يحاور العالم الغربي، يعرفه الإسلام بهدوء، يبين له حقائق الإسلام، يبين له أن هذا القرآن لا يأتيه باطل، يضع الغرب أمام حقيقة المصطفى صلى الله عليه وسلم ويمزق الأغشية الزائفة الكاذبة التي تمتد سحباً على وجه الحقيقة الإسلامية، هكذا ينبغي أن ننتصر لديننا ضد هذه الإساءات التي قد سمعتم بها، أسأل الله العلي القدير أن يوقظ الأمة الإسلامية يقظة ترضيه، أقول قولي هذا وأستغفر الله .

زاد الخطيب والواعظ

21 Nov, 17:18




....................................................................
(زاد الخطيب والواعظ)
قناة خاصةبخطب الجمعة والمناسبات وما يحتاجه الداعي لإفادة الناس
تابعونا على التليجرام 👇👇👇
https://telegram.me/zadalkhteebwalwadh
ولدينا قناة "زاد الخطيب والواعظ مناقشات "للمشاركة من الجميع في نشر الخطب كي تعم الفائدة.   👇👇👇
https://t.me/joinchat/AhJ2IVLN7Qpxs21U5LtaSg
‏تابع قناة زاد الخطيب والواعظ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VadkjDHATRSqx25jfV29

زاد الخطيب والواعظ

21 Nov, 17:16


انهيار البيوت بسبب وسائل التواصل الاجتماعي

مقدمة الخطبة:

، أما بعد:

فَيَا عِبَادَ اللهِ: شَرُّ الخَلْقِ عَلَى الإِطْلَاقِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ هُمُ الذينَ يَسْتَغِلُّونَ نِعْمَةَ اللهِ تعالى، وَيَخُونُونَهَا، وَيَسْتَخْدِمُونَهَا في مَعْصِيَةِ اللهِ تعالى، هَؤُلَاءِ يُعَذِّبُونَ أَنْفُسَهُمْ بِعُقُوبَةِ اللهِ تعالى في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكَاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَـشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرَاً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾.

يَا عِبَادَ اللهِ: نِعَمُ اللهِ تعالى تَسْتَوْجِبُ الشُّكْرَ، فَمَنْ شَكَرَ اللهَ تعالى عَلَى نِعَمِهِ رَأَيْتَهُ عَبْدَاً مُطْمَئِنَّ القَلْبِ، قَرِيرَ العَيْنِ، رَاضِيَاً عَنْ رَبِّهِ أَتَمَّ الرِّضَا، مَلَأَ قَلْبَهُ حُبَّاً للهِ تعالى، وَرَجَاءً فِيهِ، وَيَقِينَاً في رَحْمَتِهِ، وَاسْتَبْشَرَ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾. لِأَنَّ الشُّكْرَ للهِ تعالى يَعْقِلُ النِّعْمَةَ المَوْجُودَةَ، وَيَسْتَجْلِبُ النِّعْمَةَ المَفْقُودَةَ،

أَمَّا الجَاحِدُ لِنِعَمِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالمُسْتَغِلُّهَا في مَعْصِيَةِ اللهِ تعالى، لَا يَهْدَأُ لَهُ بَالٌ، وَلَا يَرْتَاحُ لَهُ قَلْبٌ، يَشْعُرُ بِأَلَمِ المَعْصِيَةِ، وَعُقْدَةِ الذَّنْبِ، مِمَّا يَجْعَلُ حَيَاتَهُ شَقَاءً وَضَنْكَاً.

انْهِيَارُ البُيُوتِ بِسَبَبِ أَجْهِزَةِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِنْ جُمْلَةِ نِعَمِ اللهِ تعالى عَلَيْنَا نِعْمَةُ أَجْهِزَةِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ، وَكُلُّ نِعْمَةٍ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا اخْتِبَارٌ وَابْتِلَاءٌ ﴿لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ﴾. وَأَجْهِزَةُ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ بِحَدِّ ذَاتِهَا نِعْمَةٌ، وَلَكِنَّهَا وَبِكُلِّ أَسَفٍ انْقَلَبَتْ إلى نِقْمٍ عِنْدَ أَكْثَرِ النَّاسِ، حَيْثُ سَهَّلَتْ عَلَيْهِمْ مَعْصِيَةَ اللهِ تعالى، بِسَبَبِ الغَفْلَةِ عَنْهُ تَبَارَكَ وتعالى، حَتَّى صَارَتْ سَبَبَاً في انْهِيَارِ البُيُوتِ، وَمِنْ خِلَالِهَا فَاحَتْ رَوَائِحُ الفَضَائِحِ، وَهُتِكَتِ الأَعْرَاضُ، وَاخْتُرِقَتِ الحُرُمَاتُ، وَتَحَوَّلَتْ أَجْهِزَةُ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ إلى نِقْمَةٍ وَأَيِّ نِقْمَةٍ.

يَا عِبَادَ اللهِ: بِنِعْمَةِ أَجْهِزَةِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ التي اسْتُخْدِمَتْ في مَعْصِيَةِ اللهِ تعالى، بَكَتْ عُيُونَ الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ، وَفُرِّقَ بَيْنَ الأَزْوَاجِ، وَجُرَّ العَارُ عَلَى الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ، وَقُهِرَتِ الزَّوْجَاتِ وَالأَزْوَاجَ، وَنُـشِرَتِ الخَبَائِثَ، وَطُلِّقَتِ الكَثِيرُ مِنَ الزَّوْجَاتِ، وَطَلَبَتِ الكَثِيرُ مِنَ النِّسَاءِ الطَّلَاقَ مِنْ أَزْوَاجِهِنَّ.

يَا عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ صَارَتْ وَسَائِلُ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ أَقْرَبَ وَأَقْصَرَ الطُّرُقِ إلى الطَّلَاقِ وَالانْفِصَالِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، وَصَارَتْ أَسْهَلَ طَرِيقٍ لاتِّصَالِ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَارْتِفَاعِ نِسْبِ خِيَانَةِ الأَزْوَاجِ لِزَوْجَاتِهِمْ، وَخِيَانَةِ الزَّوْجَاتِ لِأَزْوَاجِهِنَّ.

لَقَدْ صَارَتْ وَسَائِلُ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ سَبَبَاً لانْشِغَالِ الزَّوْجِ عَنْ زَوْجَتِهِ، وَالزَّوْجَةِ عَنْ زَوْجِهَا، وَالأَبْنَاءِ عَنْ آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، وَالإِخْوَةِ عَنْ أَخَوَاتِهِمْ، بَلْ صَارَ كِبَارُ السِّنِّ يَشْعُرُونَ بِالعُزْلَةِ عَنْ فُرُوعِهِمْ وَأَقَارِبِهِمْ.

اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ تعالى حَقَّ الحَيَاءِ:

يَا عِبَادَ اللهِ: يَا أَصْحَابَ الجَوالَاتِ، رَاقِبُوا اللهَ تعالى القَائِلَ: ﴿إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبَاً﴾. وَالقَائِلَ: ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى﴾. وَالقَائِلَ: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾. وَالقَائِلَ: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾.

يَا أَصْحَابَ هَذِهِ النِّعْمَةِ، لَا تَجْعَلُوا اللهَ أَهْوَنَ النَّاظِرِينَ إِلَيْكُمْ، وَتَذَكَّرُوا قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾. وَاسْمَعُوا حَدِيثَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاءِ».

قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالحَمْدُ للهِ.

زاد الخطيب والواعظ

21 Nov, 17:16


قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الاسْتِحْيَاءَ مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرِ المَوْتَ وَالبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاءِ» رواه الترمذي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

فَلْنَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، لِنَحْفَظِ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَاللِّسَانَ، فَكُلُّ أُولَئِكَ سَنُسْأَلُ عَنْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

يَا عِبَادَ اللهِ: قُولُوا لِكُلِّ مَنْ أَسَاءَ اسْتِعْمَالَ هَذِهِ النِّعْمَةِ، فَكَانَ سَبَبَاً في انْحِرَافِ النِّسَاءِ، وَسَبَبَاً في الطَّلَاقِ، وَسَبَبَاً في إِفْسَادِ الحَيَاةِ وَالحَيَاءِ، وَسَبَبَاً في انْحِرَافِ الرِّجَالِ، وَإِعْرَاضِهِمْ عَنْ بُيُوتِهِمْ وَعَمَّا أَحَلَّ اللهُ تعالى لَهُمْ، تَذَكَّرْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾. تَذَكَّرْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولَاً﴾. تَذَكَّرْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانَاً وَشَفَتَيْنِ﴾.

يَا عَبْدَ اللهِ: أَمَا تَعْلَمُ بِأَنَّ اللهَ تعالى قَادِرٌ على سَلْبِ نِعْمَةِ البَصَرِ، وَالنُّطْقِ، وَالسَّمْعِ؟

أَمَا تَعْلَمُ أَنَّكَ سَتُسْأَلُ عَنْ هَذِهِ النِّعْمَةِ التي جَعَلْتَهَا نِقْمَةً وَوَبَالَاً عَلَيْكَ يَوْمَ القِيَامَةِ، قَالَ تعالى: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾.

مَا أَنْتَ قَائِلٌ للهِ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا دَخَلْتَ قَبْرَكَ؟

مَا أَنْتَ قَائِلٌ للهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْتَ تَرَى تَحْقِيقَ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْـمَلَكُ صَفَّاً صَفَّاً * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ﴾.

يَا صَاحِبَ الجَوَّالِ، يَا صَاحِبَةَ الجَوَّالِ، لِنَتَّقِ اللهَ تعالى فِيمَا أَسْبَغَ عَلَيْنَا مِنْ نِعَمٍ، وَلْنَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْنَذْكُرِ المَوْتَ وَالبِلَى، قَبْلَ أَنْ نَنْدَمَ وَلَا يَنْفَعُنَا النَّدَمُ، وَلْنَتَذَكَّرْ قَوْلَ النَّادِمِ: ﴿قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحَاً فِيمَا تَرَكْتُ﴾.

يَا عِبَادَ اللهِ: سَنَمُوتُ، وَبَعْدَ المَوْتِ سَنُبْعَثُ، وَبَعْدَ البَعْثِ سَنُحْشَرُ، وَبَعْدَ الحَشْرِ سَنُسْأَلُ، وَبَعْدَ السُّؤَالِ إِمَّا إلى جَنَّةٍ وَإِمَّا إلى نَارٍ، فَمِنْ أَيِّ الفَرِيقَيْنِ نَحْنُ؟ لَا تَجْعَلُوا نِعَمَ اللهِ تعالى عَلَيْكُمْ سَبَبَاً لِسَخَطِ اللهِ عَلَيْكُمْ، بُيُوتُنَا صَارَتْ في خَطَرٍ عَظِيمٍ بِسَبَبِ هَذِهِ الوَسَائِلِ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ، لَقَدْ صَارَ التَّوَاصُلُ المُحَرَّمُ عِوَضَاً عَنِ التَّوَاصُلِ المَشْرُوعِ، لَقَدْ صَارَ التَّوَاصُلُ الذي يُدَمِّرُ وَلَا يُعَمِّرُ، دُمِّرَتِ البُيُوتُ، وَطُلِّقَتِ النِّسَاءُ، وَضَاعَ الأَطْفَالُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِمَا يُرْضِيكَ عَنَّا. آمين.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

**

زاد الخطيب والواعظ

21 Nov, 17:15




....................................................................
(زاد الخطيب والواعظ)
قناة خاصةبخطب الجمعة والمناسبات وما يحتاجه الداعي لإفادة الناس
تابعونا على التليجرام 👇👇👇
https://telegram.me/zadalkhteebwalwadh
ولدينا قناة "زاد الخطيب والواعظ مناقشات "للمشاركة من الجميع في نشر الخطب كي تعم الفائدة.   👇👇👇
https://t.me/joinchat/AhJ2IVLN7Qpxs21U5LtaSg
‏تابع قناة زاد الخطيب والواعظ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VadkjDHATRSqx25jfV29

زاد الخطيب والواعظ

14 Nov, 19:40


انتظار الفرج - ملتقى الخطباء
Aa
الحمدُ للهِ الوليِّ الحميدِ، ذي العَرشِ المجيدِ، المبدئِ المعيدِ، الفعَّالِ لما يُريدُ، (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ)، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَه لا شَريكَ له شَهادةَ إخلاصٍ وتَوحيدٍ، ألا إنَّ ربي قَويٌ مَجيـدٌ، لَطيفٌ جَليلٌ غَنـيٌّ حَميدٌ، وكُلُّ الخَلقِ له عَبيـدٌ، (اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ)، وأشهدُ أن محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، ومُصطفاهُ وخَليلُه، صلى اللهُ وسَلمَ وبَاركَ عَليهِ وعلى آلِه وصَحبِه والتَّابعينَ، ومن تَبعَهم بإحسانٍ إلى يَومِ الدينِ، وسَلمَ تَسليمًا كَثيرًا، أَما بَعدُ:
ذكرَ ابنُ القيِّمِ رحمَه اللهُ في زادِ المعادِ، أنَّه عندما ماتَ أبو طالبٍ اشتدَّ البلاءُ على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ من قَومِه، وتَجرؤوا عَليهِ وَكاشفوهُ بالأذى، فخرجَ عَليهِ الصَّلاةُ والسلامُ إلى الطَّائفِ رَجاءَ أَن يَؤوهُ وينصروهُ ويمنعوهُ، فلم يَرَ من يُؤوي، ولم يَرَ نَاصراً، وآذوهُ أَشدَّ الأَذى، ونَالوا مِنهُ ما لم يَنلْهُ قَومُه، وكَانَ مَعهُ مَولاهُ زَيدُ بنُ حَارثةَ، وأخرَجوهُ من بِلادِهم، وأَغروا به سُفهاءَهم، فوقَفوا له صفَّينِ يَرمونَهُ بالحِجارةِ حَتى دَميتْ قَدماهُ، وزَيدُ يَقيهِ بنفسِه حتى شُجَّ رَأسُهُ، فوصلَ إلى وادي نخلةَ، وأَقامَ بهِ أَياماً، فقَالَ له زَيدُ بنُ حَارثةَ: كَيفَ تَدخلُ عَلى قُريشٍ وقد أَخرجوكَ؟، فقالَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: (يَا زَيْدُ إنَّ اللّهَ جَاعِلٌ لِمَا تَرَى فَرْجًا وَمَخْرَجًا، وَإِنّ اللّهَ نَاصِرٌ دِينَهُ، وَمُظْهِرٌ نَبِيَّهُ).
هَلْ تَعلمونَ أيُّها الأحبَّةُ أنَّ هُناكَ عِبادةً عَظيمةً تُسمَّى: انتظارُ الفَرَجِ، وتَأمَلوها في ثَنايا: (إنَّ اللّهَ جَاعِلٌ لِمَا تَرَى فَرْجًا وَمَخْرَجًا)، هِيَ عِبادةُ الأنبياءِ، وهِيَ زَادُ الأولياءِ، وهِيَ سَلوةُ الأتقياءِ، لأنَّهم أشَدُّ النَّاسِ في البَلاءِ، أنيسُهم هو الإيمانُ الرَّاسخُ بوَعدِ: (‌سَيَجْعَلُ ‌اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً)، ويَنتَظِرونَ وَعدَ: (وَأَنَّ ‌الْفَرَجَ ‌مَعَ ‌الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)، ولِسانُ حَالِ قُلوبِهم: (‌وَمَنْ ‌يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَاّ الضَّالُّونَ).
‌‌هِيَ ‌الْأَيَّامُ ‌وَالْغِيَرُ * وَأَمْرُ اللَّهِ يُنْتَظَرُ * أَتَيْأَسُ أَنْ تَرَى فَرَجًا *** فَأَيْنَ اللَّهُ وَالْقَدَرُ
نَنتَظرُ الفَرجَ: لأنَّنا نَعلمُ أنَّ لنا رَبَّاً عَليماً حَكيماً، سَميعاً كَريماً، بَصيراً رَحيماً، ابتلانا ليَستخرجَ مِنَّا أصنافَ العِباداتِ، وأنواعَ الطَّاعاتِ، وخَالِصَ الدَّعواتِ، فَفي البَلايا، تَتَجدَّدُ النَّواياَ، وتُغفرُ الخَطايا، وتَعظُمُ العَطايا، وفي الفِتَنِ والكُروبِ، يُعرفُ الصَّادقُ مِن الكَذوبِ، (الم * ‌أَحَسِبَ ‌النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ)، وكُلَما اشتَّدَّ الكَربُ أَيقَنَ أهلُ الإيمانِ، أنَّ الفَرَجَ مِن اللهِ تَعالى قَد حَانَ، قِيلَ لعُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَامَ الرَّمادةِ: ‌اشتدَّ ‌القَحْطُ، وقَنطَ النَّاسُ، فَقَالَ: الآنَ يُمْطرونَ، وقَرأَ: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ).
‌إذَا ‌اشْتَمَلَتْ ‌عَلَى ‌الْيَأْسِ الْقُلُوبُ *** وَضَاقَ لِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيبُ
وَلَمْ تَرَ لِانْكِشَافِ الضُّرِّ وَجْهًا *** وَلَا أَغْنَى بِحِيلَتِهِ الْأَرِيبُ
أَتَاكَ عَلَى قُنُوطٍ مِنْك غَوْثٌ *** يَمُنُّ بِهِ اللَّطِيفُ الْمُسْتَجِيبُ
نَنتظرُ الفَرجَ: بِحُسنِ ظَنٍّ باللهِ الذي لا يَنقَطِعُ بِهِ الرَّجاءُ، فَمهمَا اشتَدَّ الظَّلامُ فلا بُدَّ أن يَعقِبَهُ ضِياءٌ، فَمُعاناةُ الألمِ لا بُدَّ لَهَا مِن ِشِفاءٍ، وسَطوةُ الفَقرِ لا بُدَّ لَها مِن جَلاءٍ، وشِدَّةُ الضِّيقِ عَاقِبَتُها إلى سِعةٍ ورَخاءٍ، هَكَذا عَلَّمنا القُرآنُ، فَمَن الذي حَملَ نُوحاً في الفُلكِ؟، ومَن الذي نَجَّى إبراهيمَ من النارِ؟، ومَن الذي رَدَّ يُوسفَ لِيَعقوبَ؟، ومَن الذي فَلقَ لِموسى البَحرَ؟، ومَن الذي شَفى أيوبَ مِن الضُّرِ؟، ومَن الذي حَفظَ يُونسَ في بَطنِ الحوتِ؟، ومَن الذي رَفعَ عِيسى إلى السَّماءِ؟، ومَن الذي أنزلَ السَّكينةَ في الغارِ؟، فَإذا عَلِمنا أنَّهُ ليسَ لَها مِن دُونِ اللهِ كاشفةٌ، فأينَ نَذهبُ؟، وبِمن نَستغيثُ؟، وإلى مَن نَلجأُ؟، (إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ

زاد الخطيب والواعظ

14 Nov, 19:40


رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ).
‌‌وَإِنِّي لَأَرْجُو اللَّهَ حَتَّى كَأَنَّنِي *** أَرَى بِجَمِيلِ الظَّنِّ ‌مَا ‌اللَّهُ ‌صَانِعُ
نَفعني اللهُ وإياكم بهدي كِتابِه، وبِسنةِ نَبيِّهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلمَ، أَقولُ قَولي هَذا، وأَستغفرُ اللهَ العَظيمَ الجَليلَ لي ولكم ولجميعِ المسلمينَ من كُلِّ ذَنبٍ، إنَّهُ هو الغَفورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ الذي خَلقَ فَسوَّى، والذي قدَّر فَهدى، خَلقَ الأرضَ والسَّماواتِ العُلَى، وأَشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَه لا شَريكَ لَهُ، وَأشهدُ أنَّ سيدَنا ونَبيَّنا مُحمدًا عَبدُ اللهِ ورَسولُه المُصطَفى وحبيبُه المُجتبى، اللهمَّ صلِّ وسلِّم على عَبدِكَ ورَسولِكَ مُحمدٍ وعَلى آلِه وصَحبِهِ ومن بسُنَّتِهِ اهتدَى، أَمَّا بَعدُ:
نَنتظرُ الفَرَجَ: بِصبرٍ جَميلٍ، على أقدارِ العزيزِ الجليلِ، دُونَ شَكوى أو سَخَطٍ، ودُونَ شَكٍّ أو قَنَطٍ، فَقُلوبُنا تَرى الفَرجَ وكأنَّه قَد وَقعَ على المَهمومِ، فَنَسيَ ما كَانَ يُعانيهِ مِن ألمٍ وَغُمومٍ، وَعداً مِن اللهِ حقَّاً، وقَولاً مِن الرَّحمنِ صِدقاً، كَانَ ابْنُ شُبْرمَةَ إِذا نَزلتْ بِهِ شِدَّةٌ، يَقُولُ: سَحَابَةٌ ثمَّ تَنقشعُ، فالخيرُ كُلُّ الخيرِ في الصَّبرِ في الضَّراءِ، والشُّكرُ في السَّراءِ، قَالَ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: (‌عَجَبًا ‌لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، وَإِنَّ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ).
فَكُلُّ ضِيْقٍ ‌سَيَأتِي ‌بَعْدَهُ ‌سِعَةٌ … وَكُلُّ صَبْرٍ وَشِيكٌ بَعْدَهُ ظَفَرُ
نَنتظرُ الفَرَجَ بِدُعاءٍ صَادقٍ مِن أعماقِ القُلوبِ، فإنَّه نِعمَ الصَّاحبُ في أيامِ الأزَماتِ والكُروبِ، فَقد أَمرَنا اللهُ تَعالى بالدُّعاءِ ووَعدَ بالإجابةِ، ولَكن أينَ دُعاءُ أهلِ الاضطرارِ والإنابةِ؟، قَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: أُدخلتُ السجْنَ، فأُنزلتُ على أنَاسٍ فِي قَيدٍ وَاحِدٍ، وَمَكَانٍ ضَيقٍ، لَا يَجدُ الرَّجلُ إِلَّا مَوضِعَ مَجْلِسِه، وَفِيه يَأْكُلُونَ وَيَتَغَوَّطُونَ، وَفِيه يُصلُّونَ، قَالَ: فَجيءَ بِرَجُلٍ من أَهلِ الْبَحْرينِ، فَلم نَجدْ لَهُ مَكَاناً، فَجَعلُوا يَتبرمونَ بِهِ، فَقَالَ: اصْبِرُوا، فَإِنَّمَا هِيَ اللَّيْلَةُ، فَلَمَّا دَخلَ اللَّيْلُ، قَامَ يُصَلِّي، فَقَالَ: يَا ربِّ، مَننتَ عَليَّ بِدينِكَ، وعَلمتَني كِتابَكَ، ثمَّ سَلَّطَتَ عَليَّ شَرَّ خَلقِكَ، يَا رَبِّ، اللَّيْلَةَ، اللَّيْلَةَ، لَا أُصبحُ فِيهِ، فَمَا أَصَبحَا حَتَّى ضُربتْ أَبْوَابُ السجْنِ: فَأُخِذَ الرَّجلُ؟، فَقُلنا: مَا دُعِي السَّاعَةَ، إِلَّا لِيقْتلَ، فَخُلَّيَ سَبيلُهُ، فَقَامَ عَلى بَابِ السجْنِ، فَسَلَّمَ عَلينا، وَقَالَ: أَطِيعُوا الله لَا يُضَيِّعكُم.
‌‌‌عَسَى ‌فَرَجٌ ‌يَأْتِي بِهِ اللَّهُ إِنَّهُ … لَهُ كُلَّ يَوْمٍ فِي خَلِيقَتِهِ أَمْرُ
وهَكَذا يُنتَظَرُ الفَرَجُ بُحُسنِ ظَنٍّ وصَبرٍ ودُعاءٍ، وحِينَها قَدْ لا تُبالي مَتى يَنكَشِفُ الكَربُ والبلاءُ.
اللهمَّ ‌فرِّجْ ‌هَمَّ المَهمومينَ مِنَ المسلمينَ، ونفِّسْ كَربَ المَكروبينَ، واقضِ الدَّينَ عن المَدينينَ، واشفِ مَرضانا ومَرضى المسلمينَ، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ، اللهمَّ كُنْ لإخوانِنا المَنكوبينَ في كُلِّ مَكانٍ، اللهمَّ استر عَوْراتِهم، وآمن رَوْعاتِهم، وعجِّلْ لهم بالفَرجِ، اللهمَّ آتِ نفوسَنا تَقواها، وزكِّها أَنتَ خَيرُ من زكَّاها، أَنتَ وليُّها ومَولاها يا ذا الجلالِ والإكرامِ، اللهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأَصلحْ أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، واجعل ولايتَنا فيمن خَافَكَ واتَّقاكَ، واتبعَ رِضاكَ يا ربَّ العَالمينَ.

زاد الخطيب والواعظ

14 Nov, 19:39




....................................................................
(زاد الخطيب والواعظ)
قناة خاصةبخطب الجمعة والمناسبات وما يحتاجه الداعي لإفادة الناس
تابعونا على التليجرام 👇👇👇
https://telegram.me/zadalkhteebwalwadh
ولدينا قناة "زاد الخطيب والواعظ مناقشات "للمشاركة من الجميع في نشر الخطب كي تعم الفائدة.   👇👇👇
https://t.me/joinchat/AhJ2IVLN7Qpxs21U5LtaSg
‏تابع قناة زاد الخطيب والواعظ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VadkjDHATRSqx25jfV29

زاد الخطيب والواعظ

04 Nov, 18:59


ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺻﻠﺢ ﻟﻨﺎ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﺼﻤﺔ ﺃﻣﺮﻧﺎ،
 ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻟﻨﺎ ﺩﻧﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎﺷﻨﺎ،
ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻟﻨﺎ ﺁﺧﺮﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎﺩﻧﺎ،
ﻭﺍﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﺭﺍﺣﺔ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﺮ...

اللهُمَّ إنَّا نسألُك إيمانًا يُباشرُ قُلوبنا ويقينًا صادقًا وتوبةً قبلَ الموتِ وراحةً بعد الموتِ،
ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ والشوق إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة ولا فتنةً مُضلة.

اللهُمَّ زينَّا بزينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُداةً مُهتدين, غير ضاليَن ولا مُضلين, بالمعروفِ آمرين، وعن المُنكرِ ناهين يا ربَّ العالمين ..

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ،
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون...

.

زاد الخطيب والواعظ

04 Nov, 18:59


قال نافع : خرجت مع ابن عمر في بعض نواحي المدينة ومعه أصحاب له ، فوضعوا سفرة فمر بهم راع فقال له عبد الله : هلم يا راعي فأصب من هذه السفرة .
فقال : إني صائم ..
فقال له عبد الله : في مثل هذا اليوم الشديد حره وأنت في هذه الشعاب في آثار هذه الغنم وبين الجبال ترعى هذه الغنم وأنت صائم ،
فقال الراعي : أبادر أيامي الخالية .
فعجب ابن عمر وقال : هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك نجتزرها ونطعمك من لحمها ...
قال : إنها ليست لي إنها لمولاي .
قال : فما عسى أن يقول لك مولاك إن قلت أكلها الذئب ...؟ !
فمضى الراعي وهو رافع إصبعه إلى السماء وهو يقول فأين الله ؟؟؟
قال : فلم يزل ابن عمر يقول : فأين الله ،
فلما قدم المدينة بعث إلى سيده فاشترى منه الراعي والغنم ، فأعتق الراعي ووهب له الغنم رحمه الله ،
وقال له إن هذه الكلمة أعتقتك في الدنيا وأسأل الله أن تعتقك يوم القيامة) صفة الصفوة ( 2 / 188).

قال تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) (البقرة:281).

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ، ،

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه...




*-:((الخطبة الثانية)):-*

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه،
وأشهدٌ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهدٌ أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرًا ...

أما بعد:

أيها المؤمنون :

إن مراقبة الله تعالى تعلي شأن صاحبها في الدنيا، وتجعله من الناجين في الآخرة،
قال صلى الله عليه وسلم :« سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم: ( ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله... وذكر منهم: ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه) ..

إن للمراقبة فوائد كثيرة وعديدة في الدنيا والآخرة؛
منها: إتقان العمل وتحسينه وتجويده؛
ومنها: تحري أكل الحلال والبعد عن الحرام؛
ومنها: العصمة من ارتكاب المعاصي والموبقات؛
ومنها: أن المراقبة مظهر من مظاهر صلاح العبد واستقامته..
ومنها: أنها دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام؛
ومنها: أن المراقبة تثمر محبّة اللّه تعالى ورضاه؛
ومنها: أنها دليل على حسن الخاتمة؛
ومنها: الأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة؛
ومنها: الفوز بالجنّة والنّجاة من النّار؛

فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى،
واعلموا أن استشعار عظمة الله وقدرته ومراقبته تورث السعادة والراحة والفلاح والأمن والتوفيق والسداد والنجاة في الدنيا والآخرة ،

ثم اعلموا أن الله تبارك وتعالى قال قولاً كريماً،
تنبيهاً لكم وتعليماً ،
وتشريفاً لقدر نبيه وتعظيماً:
(إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]،

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد،
وعلى آله وأصحابه وخلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون .

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻ‌ﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻ‌ﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...

اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن واجعل بلدنا هذا آمناً وسائر بلاد المسلمين ...

وادفع عنا وعن المسلمين شر الشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا أرحم الراحمين...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻷ‌ﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ،
ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ،
ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ ،
ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ،
ﻭﻻ‌ﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ‌ ﺭﺣﻤﺘﻪ ،
ﻭﻻ‌ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ‌ ﻫﺪﻳﺘﻪ ،
ﻭﻻ‌ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ‌ ﺳﺪﺩﺗﻪ ،
ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼ‌ﺡ ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ﻭﻻ‌ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ‌ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ,

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً .

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼ‌ﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..

زاد الخطيب والواعظ

04 Nov, 18:59


خطبة بعنوان
*إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.. !!*

الحمد لله العزيز الوهاب ، الغفور التواب ،
غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ،
ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير،
خلق الخلق فأحصاهم عددًا ،
وقسم أرزاقهم وأقواتهم فلم ينس منهم أحدًا،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه وهو العظيم القاهر فلا يعجزه أحداً،

يا ربي حمداً ليس غيرُك يُحمد**
يا من له كل الخلائق تصمدُ

أبوابُ كلُ الملوكِ قد أوصدت**
ورأيت بابك واسعاً لا يوصدُ

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، إمام الأنبياء وسيد الحنفاء،

إن البريةَ يومَ مبعثِ أحمدٍ**
نظر الإله لها فبدّل حالها

بل كرمَ الإنسانَ حين اختار من **
خير البريةِ نجمُها وهلالها

صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه،أئمة العلم والهدى ومصابيح الدجى وسلم تسليماً كثيراً ..

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

أمَّا بَعْــــــــد:

عبـــــــاد الله : -

يقول أحد الفضلاء في إحدى كتاباته، عندما كنت أعيش في أمريكا (نيويورك)،
أتاني خطاب بالبريد (بأني ارتكبت مخالفة مرور..
حيث قطعت الإشارة الحمراء بالشارع الفلاني، في الساعة الفلانية، في اليوم الفلاني)،

و في الخطاب يسألونك كم سؤال، وهل تقر بهذه المخالفة أم لا؟
وهل لديك أي اعتراض؟
وكانت قيمة المخالفة حوالي 150 دولاراً..

ولأني لا أذكر إن كنت قد قطعت الإشارة أم لا، ولا أعرف أسماء الشوارع بالضبط في الولاية،

رديت عليهم: "نعم عندي أعتراض.. فأنا غير متيقن أني سرت فى هذا الطريق.. ولا قطعت هذه الإشارة"،
بعدها بأسبوع، وصلني خطاب، وبه ثلاث صور لسيارتي:
واحدة قبل قطع الإشارة، وهي حمراء،
والثانية وأنا في منتصف الإشارة، وهي حمراء،
والثالثة بعد ماعديت الإشارة بمتر واحد، وهي حمراء أيضا!،
يعنى متلبس لا مفر ..
الصور هي الدليل القاطع!
حينها دفعت ال 150 دولار، بعد إقراري بالمخالفة وسكت..

قال: وفي يوم ما، بعد هذه الحادثة، وأنا أقرأ في "سورة الجاثية"، تذكرت هذه الحادثة والمخالفة عندما وصلت إلى قوله تعالى:
" هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (الجاثية : 29)،

أي أن الله سبحانه وتعالى لديه نسخ مما فعل البشر في الحياة الدنيا! ،

هذا المقطع من الآية: " إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون"...
أصابني بالذهول والقشعريرة والخوف من الله!،

يا إلهي.. !!

هذه آلة تصوير من صنع البشر.. ولا تستطيع أن تهرب أو تفر منها!،
فما بالك بتصوير وتسجيل واستنساخ لأعمالنا من رب الناس أين المفر؟،
هذا الإستنساخ لأعمالنا:في كتاب لا يضل ولا ينسى ، ويُحفظ فى مكان مأمون، لا يتلف بفعل عوامل المناخ، من أعاصير أو رياح او أمطار،
ولا يُسرق ولا يُقَرْصَن،

يا إلهي.. !!

كل المعاصي مستنسخة:بتواريخها.. بوقائعها.. بأشخاصها.. بمكانها.. بزمانها.. بألوانها.. بأهدافها.. بملابساتها.. بخلفياتها.. ببواعثها..
كلها مسجلة، بالصوت والصورة..
وبالنوايا، كذلك..
فهو سبحانه وتعالى، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور،
أي أنه يعلم ما لا تستطيع كاميرات البشر تسجيله!
كل هذا سيعرض على الإنسان يوم القيام،
يا للهول!
قال تعالى: " وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا" (الكهف-49)


أيها المسلمون -عباد الله:

لقد كان من أهم القيم التي غرسها محمد صلى الله عليه وسلم في نفوس أصحابه وربى عليها أتباعه هي مراقبة الله والخوف منه واستشعار عظمته. ، والوقوف عند أمرة ونهيه ،
وكان القرآن ينزل تثبيتاَ وتدعيماَ لهذه التربية قال تعالى ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا )(آل عمران:30)

زاد الخطيب والواعظ

04 Nov, 18:59


و قال تعالى ( يَوْمَ تَأْتِى كُلُّ نَفْسٍ تُجَـٰدِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) (النحل:111)،

و قال تعالى (وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ) (البقرة: 235)

ويقول سبحانه: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) (غافر: 19)...

و قال تعالى ( وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ في ظُلُمَـٰتِ ٱلأرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ في كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ ) (الأنعام:59)...

وهذا لقمان عليه السلام يربي ابنه فقال له ناصحا وموجها (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير) (لقمان 16) .

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل **
خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن الله يغفل سـاعة **
ولا أن ما تخفيه عنـه يغيب.

فأجعل مراقبتك لمن لا تغيب عن نظره،
واجعل شكرك لمن لا تنقطع نعمه عليك،
واجعل طاعتك لمن لا تستغني عنه،
واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه،

إن الذين يتحلون بفضيلة المراقبة هم خيار العباد من العقلاء، وصفوة الناس من الأتقياء،
فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسبه غيره خف يوم القيامة حسابه ، وحضر له عند السؤال جوابه،
وحسن منقلبه ومآبه،
ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته، وطالت في ساحة القيامة وقفاته، وقادته إلى العقاب سيئاته،

قال الله عز وجل وهو يعرض هذه الحقيقة في قصة ابنى آدم قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ ءَادَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِنم بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوأَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (المائدة 27-31)...
إن المرء ليتساءل ...
ما الذي جرأ الأخ على قتل أخيه وسفك دمه؟
وما الذي عصم الآخر من ارتكاب نفس الخطأ ونفس الجريمة ؟
أليس الخوف من الله ومراقبته واليقين بلقاءه،

فلذلك قال ( إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوأَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمِينَ ) (المائدة/ 31) .

أيها المؤمنون /عبــاد الله : -

إن مراقبة الله واستشعار عظمته والخوف منه من أعظم العبادات وأهم الواجبات على المسلم،
وهي سياج للنجاة وطريق للفوز والفلاح وحرز من وساوس النفس والشيطان ، ووقاية من الفتن وثبات عند البلاء ،
وقد حذر سبحانه وتعالى من الغفلة عنها ،
فقال (وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ) (البقرة: 235)

وقال الله تعالى وهو يقرر هذه الرقابة الربانية:( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) (يونس:61)

ومتى ما ضاعت وتلاشت المراقبة من حياة الإنسان وخلي منها القلب ضاع مصير هذا الإنسان، وضل عن الطريق، وتاه عن صراط الله المستقيم، واتبع هواه واستحوذ عليه الشيطان ، وفسدت أعماله ، وساءت أخلاقه ،

وقد عرض النبي صلى الله عليه وسلم حالة توجل منها القلوب وتذرف منها الدموع حين قال: ((ليأتين أناسٌ من أمتي معهم حسنات كجبال تهامة بيض، يكبهم الله تعالى على وجوههم في النار))،
قال ثوبان: صفهم لنا يا رسول الله! جلهم لنا!
فقال : ((يصلون كما تصلون، ويصومون كما تصومون، ولهم ورد من الليل، غير أنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها) (صححه الألباني) ..

قال أبو الدرداء: ليتّق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر، يخلو بمعاصي الله فيلقي الله عليــه البغض في قلوب المؤمنين..

عباد الله:

إن الرقابة البشرية - على حاجة الناس لها وعلى أهميتها، سواءً كانت رقابة إدارية، أو مالية، أو أسرية، أو اجتماعية، أو فكرية - قد تغفل وقد تغيب،
ولكن المفهوم الإسلامي يزرع معنى رقابة الله، وإحساس المسلم بهذه الرقابة؛ ليكون على نفسه شهيداً حفيظاً..

زاد الخطيب والواعظ

19 Oct, 18:52


‏لاتَحسبِ الأرضَ عن إنجابِها عَقِرت
‏من كلّ صخر سيأتي لِـلفِدا جبلُ

‏فالغصنُ يُـنبتُ غصناً حين نقطعهُ
‏والليلُ يُـنجبُ صبحاً حين يَـكتملُ

‏سَـتمطر الأرضُ يوماً رغم شِحّتِها
‏ومن بطونِ المآسي يُـولَـدُ الأملُ

#البردوني

زاد الخطيب والواعظ

18 Oct, 23:33


{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } . قال :

أما أنا قد سألنا عن ذلك فقال :
( أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش ، تسرح من الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى تلك القناديل .. . الحديث. قال ابن النحاس :
” جعل الله أرواح الشهداء في ألطف الأجساد وهو الطير ، الملون بألطف الألوان وهو الخضرة ، يأوي إلى ألطف الجمادات وهي القناديل المنورة والمفرحة في ظل عرش اللطيف الرحيم لتكمل لها لذة النعيم في جوار الرب الكريم ، فكيف يظن أنها محصورة ، كلا والله إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليشمر المشمرون وعليه فليجتهد المجاهدون. “.

ثالثاً :(نماذجُ للصحابة مشرقةٌ في الشهادةِ في سبيلِ الله )
وهذه نماذج مشرقة للصحابة :
قال تعالى﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾( الأحزاب:23)

* فهذا حنظلة تزوج حديثاً وقد جامع امرأته في الوقت الذي دعا فيه الداعي للجهاد فيخرج وهو جنبٌ ليسقط شهيداً في سبيل الله، ليراه النبي بيد الملائكة تغسله ليسمى بغسيل الملائكة. ( ابن حبان الحاكم وصححه) .

*وهذا مثال آخر لطلب الشهادة، ففي غزوة بدر ، قالَ صلى الله عليه وسلم لأصحابِهِ :
” قوموا إلى جنَّةٍ عرضُها السَّمَواتُ والأرضُ، فقالَ عميرُ بنُ الحمامِ الأنصاريُّ: يا رسولَ اللهِ، جنَّةٌ عرضُها السَّمواتُ والأرضُ؟ قال: نعَم ، قال: بخٍ بخٍ ، فقالَ رسولُ اللهِ وما يحملُكَ علَى قولِ بخٍ بخٍ؟ قال: لا واللهِ يا رسولَ اللهِ، إلَّا رجاءَ أن أَكونَ من أَهلِها ؟ قال: فإنَّكَ من أَهلِها . . . فأخرجَ تمراتٍ من قرنِهِ، فجعلَ يأْكلُ منْهنَّ. ثمَّ قال: لئِن أنا حييتُ حتَّى آكلَ تمراتي هذِهِ إنَّها حياةٌ طويلةٌ ، فرمى ما كانَ معَهُ منَ التَّمرِ ثم قاتَلَهم حتَّى قُتلَ َ ” ( مسلم ).

*وهذا أَنَسَ بْنَ النَّضْرِ تَغَيَّبَ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ وَقَالَ:

تَغَيَّبْتُ عَنْ أَوَّلِ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَرَانِي اللَّهُ قِتَالًا لَيَرَيَنَّ مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – وَأَقْبَلَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ يَقُولُ: أَيْنَ؟! أَيْنَ؟! فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ قَالَ: فَحَمَلَ فَقَاتَلَ , فقُتِلَ فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَطَقْتُ ما أطاق فقالت أخته: والله ما عرفت أَخِي إِلَّا بِحُسْنِ بَنَانِهِ فَوُجِدَ فِيهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ جِرَاحَةً ضَرْبَةُ سَيْفٍ وَرَمْيَةُ سَهْمٍ وَطَعْنَةُ رُمْحٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] (صحيح ابن حبان ).

* وهذا مثال لصحابي أعرج:
رخص له في عدم الخروج ومع ذلك خرج لطلب الشهادة، ألا وهو عمرو بن الجموح رضي الله عنه كان شيخاً من الأنصار أعرج، فلما خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى غزوة بدر قال لبنيه : أخرجوني ( أي للقتال ) فذُكر للنبي – صلى الله عليه وسلم – عرجه ، فأذن له في البقاء وعدم الخروج للقتال ، فلما كان يوم أحد خرج الناس للجهاد ، فقال لبنيه أخرجوني !! فقالوا له :

قد رخص لك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في عدم الخروج للقتال ، فقال لهم هيهات هيهات !! منعتموني الجنة يوم بدر والآن تمنعونيها يوم أحد !! فأبى إلا الخروج للقتال ، فأخرجه أبناؤه معهم ، فجَاءَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ الْيَوْمَ دَخَلَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ:(نَعَمْ) قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أرجعُ إِلَى أَهْلِي حَتَّى أَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا عَمْرُو! لَا تَألَّ عَلَى اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – : ” مَهْلًا يَا عُمَرُ! فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَّره، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ يَخُوضُ فِي الجنة بعرجته” (صحيح ابن حبان ) .

وأخرج البخاري من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنْ الْكَرَامَةِ .” أي من فضل الشهادة

زاد الخطيب والواعظ

18 Oct, 23:33


فقال صل الله عليه وسلم: "إِنْ تَصْدُقِ اللهَ يَصْدُقْكَ". فلبثوا قليلاً ثم نهضوا في قتال العدو

فأُتِيَ به النبيُّ صل الله عليه وسلم يُحْمَلُ قد أصابه سهم حيث أشار
فقال النبي صل الله عليه وسلم: "أَهُوَ هُوَ". قالوا: نعم.

قال: "صَدَقَ اللهَ فَصَدَقَهُ". ثم كفَّنه النبي صل الله عليه وسلم في جُبَّة النبي صل الله عليه وسلم، ثم قدَّمه فصلَّى عليه

فكان فيما ظهر من صلاته: "اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ"
رواه النسائي وصححه الألباني .
والشهادةُ الحقيقيةُ :
ما كانت خالصةً لوجه اللهِ الكريم
لذا من سأل الله الشهادة بصدق وبنية خالصة اعطيها .
فعن سهل بن حنيف-رضي الله عنه- – قال النبى ﷺ " مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ ؛ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ ؛ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ” ( مسلم )، يقول الإمام النووي:
” معناه: أنه إذا سأل الشهادة بصدق أعطي من ثواب الشهداء،
وكان عمرُ رضيَ اللهُ عنهُ يقول في دعائه :
” اللهمَّ ارزقْنِي شهادَةً في سبيلِكَ ، واجعلْ موتِي في بلَدِ رسولِكَ – صلى الله عليه وسلم -.” ( البخاري )،
واستجاب الله دعاءه ورزقه الله الشهادة ودفن بجوار المصطفي -صلى الله عليه وسلم -

فالشهادةُ منحةٌ ربانيةٌ وصفقة إلهيةٌ يختصُ اللهُ بها مَن يشاءُ مِن عبادهِ قال جلَّ وعلا :
( وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾(آل عمران: 140)

رابعاً : الإسلام دين السلام .
أيها المسلمون :
دينُنا دينُ سلامٍ، فهو يسلُكُ سبيلَه إلى السلام مِن مركزِ القوةِ،
وبدونِ القوةِ يكونُ الطريقُ إلى السلام طريقًا إلى الاستسلام، الذي به تَضيعُ الحقوقُ وتُنتَهكُ الحُرُماتُ!
فالإسلامُ دينُ السِّلم والسلام، والوِفاقِ والوِئامِ، والإخوةِ والمحبةِ واحترامِ الآخرين واحترامِ غير المسلمين, قال ربنا:( وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (سورة الأنفال: 61)
ونبيُّنا صلى اللهُ عليه وسلم نبيُّ السلامِ وجاء بالسلام للعالم كلِّه وحقق السلامَ
فالإسلامُ جاء لتحقيقِ السلامِ .
وفي الختامِ نُصلِّى على النبيِّ ﷺ صاحبِ الذكرَى العطرةِ

وتحيةً عطرةً لأرواحِ شهداءِ حربِ أكتوبر المجيدةِ

الذين ضحُّوا بأنفسِهِم وأرواحِهِم في الدفاعِ عن أرضِنَا ومقدساتِنَا

ما اشبه ما يحدث اليوم بما حدث ايام صلح الحديبية....
ظن المسلمون ان في ذلك هزيمة وذل....
وأراد لهم بتلك الواقعة فتحا مبينا...
وجاء القرءان يخلد الحادثة المؤلمة في نظر المسلمين فقال تعالى " انا فتحنا لك فتحا مبينا..."
والله وبالله وتالله في نظري ان ما حدث اليوم هي بشائر نهضة من نوم عميق، و رياح النصر قادم ليس لأهلنا فقط بل للأمة أجمع....
والمسلم قبل 2023 والله لن يكون هو نفسه بعد هذه السنة.

‏هنيئا ليحيى السنوار بالشهادة التي لا ينالها إلا الشرفاء ،
نتذكر دائما مقولة الرجال: "إذا غاب فينا سيد قام سيد"
"وما نقصت مقا&مة من شهيد اذا رحل"، لأن كل أبناء شعبنا مشاريع شهدا ء.
فمرحبا بقضاء الله وقدره ..

فهذا اليومُ يومُ برٍّ ووفاءٍ
الدعاء....... واقم الصلاه....

زاد الخطيب والواعظ

18 Oct, 23:33


والشهداءُ لا يُصعقونَ مِن النفخِ في الصُّورِ:فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه عن النبيِّ ﷺ أنَّه سألَ جبريلَ عليه السلامُ عن هذه الآيةِ: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾ (الزمر: 68): ((مَن الذين لم يَشأ اللهُ أنْ يصعقَهُم؟ قال: هم شُهداءُ اللهِ))(رواه الحاكم)

ومن هذه الكرامات الحياة بعد الاستشهاد مباشرة .
قال تعالى:
{ وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ} ( البقرة: 154).
وقال تعالى:
{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } ( آل عمران : 169 ) .
وهذه هي صفة الحياة الأولى فهم أحياء أولاً بهذا الاعتبار الواقعي في دنيا الناس، ثم هم أحياء عند ربهم باعتبار آخر لا ندري عن كنهه، وحسبنا إخبار الله تعالى به
( أحياء ولكن لا تشعرون )
لأن كنه هذه الحياة فوق إدراكنا البشرى القاصر المحدود لكنهم أحياء، ومن ثم لا يغسلون كما يغسل الموتى، ويكفنون في ثيابهم التي استشهدوا فيها فالغسل تطهير للجسد ؛ وهم أطهار بما فيهم من حياة، وثيابهم في الأرض ثيابهم في القبر لأنهم بعد أحياء .

والحياة ليست قاصرة على الروح فقط ؛ بل تشمل حياة الأجساد وحفظها من التآكل والعفن؛
فقد روى مالك عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ( أنه بلغه أن عمرو بن الجموح ، وعبد الله بن عمرو الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل قبرهما ، وكان قبرهما مما يلي السيل وكانا في قبر واحد ، وهما ممن استشهد يوم أحد فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس ، وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت ، وكان بين أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة ) .
وروى الذهبي أن ( أبا طلحة رضي الله عنه غزا في البحر فمات ، فطلبوا جزيرة يدفنونه فيها فلم يقدروا عليها إلا بعد سبعة أيام وما تغير ).

ومن الكرامات :
أن من يكلم في سبيل الله يأتي يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ؛ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ. " (البخاري).

ومن الكرامات : أن الشهيد في الفردوس الأعلى .

فقد أخرج البخاري في ( الصحيح ) أن أم حارثه أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:

” يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ؟ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ؛ فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ. قَالَ: يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ؛ وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى.”

بل إن الشهيد هو أول من يدخل الجنة؛ روى الترمذي عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم:” عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة، وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه، ونصح لسيده، وعفيف متعفف ذو عيال. .”الحديث (وقال: حديث حسن).

ومن الكرامات : أن الملائكة تظل الشهيد بأجنحتها .
فعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

” جِيءَ بِأَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ فَنَهَانِي قَوْمِي؛ فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ فَقِيلَ: ابْنَةُ عَمْرٍو أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو؛ فَقَالَ: لِمَ تَبْكِي أَوْ لَا تَبْكِي؛ مَا زَالَتْ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا.” ( البخاري ومسلم) .

ومن الكرامات : أن الشهداء لا يفتنون في القبور .
تقدم حديث المقدام بن معدي كرب وفيه ” ويجار من عذاب القبر .”،
وأخرج الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عن هذه الآية : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}، من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم ؟ قال : هم شهداء الله ” ، ( وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه) .

ومنها :
أن الشهيد لا يشعر بألم القتل وسكرات الموت :
روى الترمذي وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسم : ” ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة” (وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب) ،

ومنها :
أن أرواح الشهداء في جوف طير خضر :
روى مسلم في صحيحه من حديث مسروق قال : سألنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية :

زاد الخطيب والواعظ

18 Oct, 23:33


*ولذلك تمنى عبدالله – والد جابر رضي الله عنهما والذي استشهد في غزوة أحد – الرجوع إلى الدنيا ليقتل في سبيل الله مرة أخرى؛ لما يراه من النعيم! فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ : ” لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ يَوْمَ أُحُدٍ ، لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : يَا جَابِرُ ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا ؟ قَالَ :

يَا رَسُولَ اللهِ ، اسْتُشْهِدَ أَبِي ، وَتَرَكَ عِيَالاً وَدَيْنًا ، قَالَ : أَفَلاَ أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا ، فَقَالَ: يَا عَبْدِي ، تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ ، قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي ، فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً ، فَقَالَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ: إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لاَ يَرْجِعُونَ، قَالَ: يَا رَبِّ ، فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.( ابن ماجة والترمذي وحسنه).
من أروع ماقرأت
# وهذا جليبيب رضي الله عنه .

وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - أن رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال لِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ: " زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ " , فَقَالَ: نِعِمَّ وَكَرَامَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ , وَنُعْمَ عَيْنِي , فَقَالَ: " إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُهَا لِنَفْسِي " , قَالَ: فَلِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ , قَالَ: " لِجُلَيْبِيبٍ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ , أُشَاوِرُ أُمَّهَا ,
فَأَتَى أُمَّهَا فَقَالَ: " رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ ابْنَتَكِ " , فَقَالَتْ: نِعِمَّ وَنُعْمَةُ عَيْنِي زَوِّجْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ:
إِنَّهُ لَيْسَ يُرِيدُهَا لِنَفْسِهِ , قَالَتْ: فَلِمَنْ؟ , قَالَ: لِجُلَيْبِيبٍ قالت , لَا, لَعَمْرُ اللهِ لَا أُزَوِّجُ جُلَيْبِيبًا فَلَمَّا أَرَادَ أنْ يَقُومَ لِيَأتِيَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيُخْبِرَهُ بِمَا قَالَتْ أُمُّهَا , قَالَتْ الْجَارِيَةُ: مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ؟ , فَأَخْبَرَتْهَا أُمُّهَا ,
فَقَالَتْ: أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمْرَهُ؟ ادْفَعُونِي إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَإِنَّهُ لَا يُضَيِّعْنِي
فَانْطَلَقَ أَبُوهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: شَأنَكَ بِهَا , " فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبًا ,
فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ لَهُ , فَلَمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ:
هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ " قَالُوا: نَعَمْ , فُلَانًا , وَفُلَانًا , وَفُلَانًا , ثُمَّ قَالَ: " هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ " , قَالُوا: نَعَمْ , فُلَانًا وَفُلَانًا , وَفُلَانًا , ثُمَّ قَالَ: " هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ " , قَالُوا: لَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
" لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا , فَاطْلُبُوهُ " , فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى , فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ , ثُمَّ قَتَلُوهُ
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ , هَا هُوَ ذَا إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ , قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ " فَأَتَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَقَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ؟ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ , هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ , قَالَ:
فَوَضَعَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى سَاعِدَيْهِ فَحُفِرَ لَهُ مَا لَهُ سَرِيرٌ إِلَّا سَاعِدَا رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ وَضَعَهُ فِي لَحْدِهِ
ما أكرم الشهيد وما أكرم جليبيب بتكريم النبي صلى الله عليه وسلم له . أو كما في القصة .
(رواها الإمام أحمد في مسنده و مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة )

*وعن شداد بن الهاد: أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه
ثم قال: أُهَاجِرُ معك. فأوصى به النبي صل الله عليه وسلم بعضَ أصحابه،
فلمَّا كانت غزوةٌ غَنِمَ النبي صل الله عليه وسلم سَبْيًا فَقَسَمَ، وقَسَمَ له، فأعطى أصحابه ما قَسَمَ له وكان يرعى ظهرهم، فلمَّا جاء دفعوه إليه فقال: ما هذا؟

قالوا: قَسَمٌ قسمه لك النبي صل الله عليه وسلم. فأخذه، فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فقال: ما هذا؟ قال: "قَسَمْتُهُ لَكَ".

قال: ما على هذا اتَّبَعْتُك، ولكني اتبعتك على أن أرمى إلى ها هنا - وأشار إلى حلقه بسهم - فأموت فأدخل الجنة.

زاد الخطيب والواعظ

18 Oct, 23:33


خطبة الجمعة : منزلة الشهيد " يحيى السنوار " نموذجا

عناصر الخطبة :
أولاً : الشهادةُ منحةٌ ربانيةٌ وصفقة إلهيةٌ .
ثانياً :كرامات ومنازل الشهداء عند الله .
ثالثاً : نماذجُ للصحابة مشرقةٌ في الشهادةِ في سبيلِ الله .
رابعاً : الإسلام دين السلام .

المـــوضــــــــــوع
الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ ﷺ. أمَّا بعدُ:
أيها الإخوة المسلمون :

ففي هذه الأيام نعيش ذكرى عزيزة علينا ؛ ألا وهي ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة ؛
والتي انتصرَ فيها جنودُ الحقِّ على المحتلين وارتفعتْ راياتُ الحقِّ عاليةً خفاقةً .
وبهذه المناسبة نقف مع فضل الشهادة ومكانة شهدائنا الأبرار عند الله تعالى . ومع ذكر الشهداء القادة إخترنا الشهيد " يحيى السنوار " نموذجا

: #السنوار عاش مجاهدا و مات شهيدا وهو يقاتل ولم يكن يختبئ بالأنفاق أو يحتمي بالأسرى الإسرائيليين، بل إن الأسرى محميون أكثر من السنوار نفسه، وشخصيته ستؤثر على أجيال من الفلسطينيين

مؤلم جدّا موت القادة، لكنّه ملهم بالقدر نفسه، إنّه يعطي كلّ فرد حر جرعة من الإيمان بالفكرة، وجرعة أكبر من الثّقة بالمستوى القيادي. و إنّ الحركة قدّمت، و ما زالت، قياداتها، الواحد بعد الآخر، بثبات وبطولة، لهي جديرة بالاحترام حتّى من الخصوم، و جديرة بالنّصر، ولو بعد حين.
ياأيّها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون.

أولاً : (الشهادةُ منحةٌ ربانيةٌ وصفقة إلهيةٌ) .
عباد الله:
إن الشهادة في سبيل الله من أعلي المنازل عند الله تعالى وهي الصفقة الرابحة بين العبد وربه .
قال تعالى:
" إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَ ٰ⁠لَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ یُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ فَیَقۡتُلُونَ وَیُقۡتَلُونَۖ وَعۡدًا عَلَیۡهِ حَقࣰّا فِی ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِیلِ وَٱلۡقُرۡءَانِۚ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ فَٱسۡتَبۡشِرُوا۟ بِبَیۡعِكُمُ ٱلَّذِی بَایَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَ ٰ⁠لِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ﴾ [التوبة ١١١]
فالمشتري هو الله، والثمن الجنة ولهذا تمنى النبي ﷺ الشهادة مقسما فقال:
” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ.” ( متفق عليه ).

و الشهدَاء أرفعُ الناسِ درجةً بعدَ الأنبياءِ والصديقين،
قالَ تعالى :
{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (النساء:69 ).

ولهذا تمني الصحابة رضي الله عنهم الشهادة في سبيل الله لما لها من هذه المكانة العظيمة .

ثانياً :(كرامات ومنازل الشهداء عند الله ) .
عباد الله:
إن ثمرات الشهادة وكرامات الشهداء كثيرة في الدنيا والآخرة،
منها أن للشهيد النور يوم القيامة قال تعالى" وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ ﴾ الحديد

وقد جمع الرسول صلى الله عليه وسلم بعضاً منها في حديثه النبوي الشريف؛
روى الترمذيٌّ بسندٍ صحيحٍ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ « لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ "

ومِن فضائلِ الشهادةِ :
أنّ الشهيدَ لا يفتنُ في قبرهِ فعَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلاَّ الشَّهِيد قَالَ : كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً (( رواه النسائي.

ومِن فضائلِ الشهادةِ في سبيلِ اللهِ أنَّ الشهيدَ لا يشعرُ بالألمِ عندَ موتهِ: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلاَّ كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَة((رواه الترمذيُّ.

زاد الخطيب والواعظ

18 Oct, 23:33




....................................................................
(زاد الخطيب والواعظ)
قناة خاصةبخطب الجمعة والمناسبات وما يحتاجه الداعي لإفادة الناس
تابعونا على التليجرام 👇👇👇
https://telegram.me/zadalkhteebwalwadh
ولدينا قناة "زاد الخطيب والواعظ مناقشات "للمشاركة من الجميع في نشر الخطب كي تعم الفائدة.   👇👇👇
https://t.me/joinchat/AhJ2IVLN7Qpxs21U5LtaSg
‏تابع قناة زاد الخطيب والواعظ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VadkjDHATRSqx25jfV29

زاد الخطيب والواعظ

17 Oct, 19:45


*سَـأَحمِـلُ رُوحِـي عَلىٰ رَاحَتِـي*
*وَأَلقِـيْ بِهَا فِـي مَهَـاوِي الـرَّدَىٰ*

*فَإِمَّـا حَيَـــاةٌ تَسُـــرُّ الصَّــدِيقَ*
*وَإِمَّـا مَمَـــاتٌ يَغيــظُ العِـــدَىٰ*

*وَنَفـسُ الشَّــرِيفِ لَها غـايَتَـانِ*
*وُرُودُ المَنَـــايَـا وَنَيــلُ المُـنَــىٰ*

*لَعَـمْــــرُكَ إِنّـي أَرىٰ مَصـــرَعِـي*
*وَلكِـــن أَغُــــذُّ إِليــهِ الخُـطَــىٰ*

*أَرىٰ مَقتَلِيْ دَونَ حَقِّي السَّلِيب*
*وَدُونَ بِــــلادِي هُــوَ المُبـتَـغَـىٰ*

*لَعُمْـــرُكَ هـٰذا مَمَــاتُ الـرِّجِــالِ*
*وَمَـن رَامَ مَــوتـًا شَـرِيفـًا فَــذَا*

*كَسَـــا دَمُـهُ الأَرضَ بِالأُرجُــوانِ*
*وَأَثقَــلَ بِالعِطـــرِ رِيـحَ الصَّبـَــا*

*وَنــاَمَ لِيَحـلُـمَ حُلــمَ الخُـلُــــودِ*
*وَيَهنَـــأَ فيـهِ بِأَحـلَـىٰ الــــرُّوَءىٰ*

زاد الخطيب والواعظ

17 Oct, 14:12




....................................................................
(زاد الخطيب والواعظ)
قناة خاصةبخطب الجمعة والمناسبات وما يحتاجه الداعي لإفادة الناس
تابعونا على التليجرام 👇👇👇
https://telegram.me/zadalkhteebwalwadh
ولدينا قناة "زاد الخطيب والواعظ مناقشات "للمشاركة من الجميع في نشر الخطب كي تعم الفائدة.   👇👇👇
https://t.me/joinchat/AhJ2IVLN7Qpxs21U5LtaSg

زاد الخطيب والواعظ

14 Oct, 16:27


ولكن؛ بقدر ما تفرح بقدر ما تتألم حين تسأل: أين كانوا حين نادى المنادي: حي على الصلاةِ، حي على الفلاح، الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم؟ هل كانوا موتى؟ أم أن أمر الدنيا أحب إليهم من أمر الآخرة؟ (أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) [التوبة:38].
إنَّ صلاة الفجر تشكو من قلة المصلين فيها، مع أنها صلاة مباركة مشهودة، أقسم الله بوقتها فقال: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [الفجر:1-2]، وقال -تعالى-: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) [الإسراء:78].
أخي المسلم: كم من أجور ضيعتها يوم نمت عن صلاة الفجر؟ وكم من حسنات ضيعتها يوم سهوت عن صلاة الفجر أو أخرتها عن وقتها؟ وكم من كنوز فقدتها يوم تكاسلت عن صلاة الفجر؟.
استمع لشيء من فضائل المحافظة على هذه الفريضة التي ضيعتها: من صلى الفجر في جماعة فكأنما صلى الليل كله، فعن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانٍ -رضي الله عنه- قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِى جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِى جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ" مسلم.
ومن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله وحفظه، فعن أبي ذر -رضي الله عنه- يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِى ذِمَّةِ اللَّهِ، فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بشيء فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ في نَارِ جَهَنَّمَ" رواه مسلم.
 
نعم؛ إنها ذمة الله، ليست ذمة ملك من ملوك الدنيا، إنها ذمة ملك الملوك ورب الأرباب وخالق الأرض والسماوات ومن فيهن، ومن وصف نفسه فقال: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر:67].
ذمة الله التي تحيط بالمؤمن بالحماية له في نفسه وولده ودينه وسائر أمره، فيحس بالطمأنينة في كنف الله وعهده وأمانه في الدنيا والآخرة، ويشعر أن عين الله ترعاه.
وإذا العنايةُ لاحَظَتْكَ عُيُونُها *** نَمْ فالمخاوفُ كُلُّهُنَّ أَمَانُ
اللهم احفظنا بحفظك ورعايتك، وكن لنا معينا ونصيرا، ومؤيدا وظهيرا.
من صلى الفجر ومشى إليها في الظلم فليبشر بالنور في الدنيا والنور التام وقت الظلمة يوم القيامة، فعَنْ بُرَيْدَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِى الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" رواه أبو داود والترمذي وصححه الحاكم وابن خزيمة والألباني.
فهنيئا ثم هنيئا لأهل صلاة الفجر! الذين ما إن سمعوا النداء يدوي: "الصلاة خير من النوم"، إلا هبّوا وفزعوا وإن طاب المنام، وتركوا الفراش وإن كان وثيرًا؛ ملبين النداء.
يخرج الواحد منهم إلى بيت من بيوت الله -تعالى- وهو يقول فِي دُعَائِهِ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا".
فما ظنك بمن خرج لله في ذلك الوقت، لم تُخرجه دنيا يصيبها ولا أموال يقترفها، أليس حريا بأن يُجاب؟.
والنور يوم القيامة على قدر السير في الظلمة، فمن كثر سيره في ظلام الليل إلى الصلاة عظم نوره وعّم ضياؤه يوم القيامة، "فَيُعْطَوْنَ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، قَالَ: "فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ الْجَبَلِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ فَوْقَ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ النَّخْلَةِ بِيَمِينِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى دُونَ ذَلِكَ بِيَمِينِهِ، حَتَّى يَكُونَ آخِرُ ذَلِكَ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ يُضِيءُ مَرَّةً وَيُطْفِئُ مَرَّةً، فَإِذَا أَضَاءَ قَدَمُهُ، وَإِذَا طَفِئَ قَامَ" صححه الحاكم والألباني.
قال -تعالى-: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [الحديد:12].
من صلى الفجر في جماعة ضمن له النبي -صلى الله عليه وسلم- الجنة والنجاة من النار؛ فعن أبي موسى -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ" متفق عليه. والبردان هما الفجر والعصر.

زاد الخطيب والواعظ

14 Oct, 16:27


وعن عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا"، يَعْنِى الْفَجْرَ وَالْعَصْر. رواه مسلم.
من صلى الفجر في جماعة شهدت له الملائكة عند الله بأنه صلى الفجر مع الجماعة؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "الْمَلاَئِكَةُ يَتَعَاقَبُونَ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ، وَهْوَ أَعْلَمُ، فَيَقُولُ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ يُصَلُّونَ".
يا له من تقرير مشرف يرفع لملك الملوك عنك يا من تصلي الفجر في جماعة! وسيرفع اسمك إلى الملك -جل وعلا-، ألا يكفيك هذا فخرا وشرفا حتى تحافظ على صلاة الفجر في جماعة؟!.
ومن صلى الفجر في جماعة فهو مؤهل لرؤية الله في الآخرة؛ فعَنْ جَرِيرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً، يَعْنِي الْبَدْرَ، فَقَالَ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لاَ تُضَامونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا"، ثُمَّ قَرَأَ: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ). متفق عليه.
ومن صلى سنة الفجر كان ذلك خيرا له من الدنيا وما فيها؛ فعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" رواه مسلم.
 
الله أكبر! إذا كانت سنة الفجر خيرا من الدنيا وما فيها، فكيف بأجر الفريضة؟ لا شك أنه سيكون أكثر وأعظم.
ومن صلى الفجر في جماعة أصبح طيب النفس نشيطا؛ فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عن النَّبِىَ -صلى الله عليه وسلم- قال: "يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ ثَلاَثَ عُقَدٍ إِذَا نَامَ بِكُلِّ عُقْدَةٍ يَضْرِبُ عَلَيْكَ لَيْلاً طَوِيلاً، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَتَانِ، فَإِذَا صَلَّى انْحَلَّتِ الْعُقَدُ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ" متفق عليه.
هذا فضل المحافظة على صلاة الفجر، وزد على ذلك أن الوقت وقت بركة في الرزق، فعَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِىِّ، عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِى فِى بُكُورِهَا".
"وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ فِى أَوَّلِ النَّهَارِ، وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلاً تَاجِرًا وَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ" رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وصححه ابن حبان والألباني.
يا قومَنا هذي الفضائلُ جمّةٌ *** فَتَخَيَّرُوا قبْلَ الندامةِ وانْتَهوا
اللهم زد في أرزاقنا، وبارك لنا فيها، ووفقنا للصلاة في جماعة يا رب العالمين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، وهدانا صراطه المستقيم، ونفعنا بهدي رسوله الكريم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، فيا فوز المستغفرين!.
 
 
الخطبة الثانية:
عباد الله: كما أن للمحافظ على صلاة الفجر جماعة أجورا وكنوزا؛ فإن لمن ضيعها آثارا مدمرة وعقوبات مخيفة:
أولها: الاتصاف بصفات المنافقين، قال -تعالى-: (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء:142]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة العشاء والفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً" متفق عليه.
وها هو ابن مسعود يقول: "لقد رايتنا وما يتخلف عن صلاة الفجر إلا منافق معلوم النفاق"، ويقول ابن عمر: "كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر أسأنا به الظن".
ثانياً: الويل والغي لمن ترك صلاة الفجر، قال -تعالى-: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون:4-5]، وقال -عز وجل-: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [مريم:59]، أضاعوها فأخروها عن وقتها كسلاً وسهوا ونوما، والغيُّ وادٍ في جهنم تتعوذ منه النار في اليوم سبعين مرة .

زاد الخطيب والواعظ

14 Oct, 16:27


ثالثها: يبول الشيطان في أذنيه، كما روي أن ابن مسعود قال: ذكر رجل عند النبي -صلى الله عليه وسلم- نام ليلة حتى أصبح، قال: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه".
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشيطان قد استولى عليه واستخف به، حتى جعله مكاناً للبول، نعوذ بالله من ذلك.
رابعها: الخبث والكسل طوال اليوم لمن نام عن صلاة الفجر، وبهذا روى مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ ثَلاَثَ عُقَدٍ إِذَا نَامَ بِكُلِّ عُقْدَةٍ يَضْرِبُ عَلَيْكَ لَيْلاً طَوِيلاً، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَتَانِ، فَإِذَا صَلَّى انْحَلَّتِ الْعُقَدُ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ" متفق عليه.
ليس هذا فحسب؛ بل وتعلن فضيحته على الملأ، وتفوح معصيته في الأرجاء، قال أحد التابعين: "إن الرجل ليذنب الذنب فيصبح وعليه مذلته".
خامسها: كسر الرأس في القبر ويوم القيامة؛ فقد ثبت في البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى في رؤيا له رجلاً مستلقياً على قفاه، وآخر قائم عليه بصخرة يهوي بها على رأسه فيشدخ بها رأسه فيتدهده الحجر، فإذا ذهب ليأخذه فلا يرجع حتى يعود رأسه كما كان، يفعل به مثل المرة الأولى، وهكذا حتى تقوم الساعة، فسأل -صلى الله عليه وسلم- عنه جبريل فقال: "هذا الذي يأخذ القرآن ويرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة".
عباد الله: كيف نأمل أن ينصرنا الله -عز وجل- وأن يرزقنا ويهزم أعداءنا، وأن يمكن لنا في الأرض ونحن في تقصير وتفريط في حق الله؟ كيف نسمع نداءه في كل يوم: حي على الصلاة حي على الفلاح الصلاة خير من النوم، ونحن لا نستجيب؟ هل أمِنّا مكر الله؟ هل نسينا وقوفنا بين يدي الله؟ فيا عبد الله: قم عن الفراش، وانهض من نومك، واستعن بالله رب العالمين.
سادسها: يمنع الرزق وبركته، قال ابن القيم: ونومة الصبح تمنع الرزق؛ لأنه وقت تقسم فيه الأرزاق، رأى ابن عباس ابناً له نائما نوم الصبح فقال له: "قُم، أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق؟".
فيا عبد الله: لا تفرط في الصلاة عامة، وصلاة الفجر خاصة، وشمر عن ساعد الجد.
وعليك بأمور: أولها: نم مبكراً واترك السمر، نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا أن الجسم له حق علينا؛ فإن إطالة السهر لها تأثير على صحة الإنسان، فالنوم المبكر خير، والكلام بعد صلاة العشاء ورد النهي عنه من نبينا -صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيح، إلا ما استثناه الدليل من مسامرة الزوج زوجته، والجلوس مع الضيف، ومدارسة العلم؛ أما إذا خشي فوات صلاة الفجر فلا يجوز.
وثانيها: احرص على آداب النوم، كالنوم على طهارة، وأداء ركعتي الوضوء، والمحافظة على أذكار النوم، والاضطجاع على الشق الأيمن، ووضع الكف الأيمن تحت الوجه، وقراءة المعوذتين في الكفين ومسح ما استطاع من الجسد بهما، وغير ذلك من الآداب، واسأَلِ الله أن يوفقَك للقيام.
ثالثها: ابذر الخير تحصد الخير، فمن قام عقب أداء طاعة من صلة رحم، أو بر والدين، أو إحسان إلى جار، أو صدقة سر, أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو سعي في حاجة مسلم؛ كافأه الله بأن يكون ممن يشهدون الفجر.
ثالثها: عدم الإكثار من الأكل والشرب؛ فإن كثرة الأكل تولد ثقلا في النوم، بل حتى الطاعة تقل والخشوع يذهب، لأن من أكل كثيرا شرب كثيرا فتعب كثيرا فنام كثيرا فغفل كثيرا فخسر كثيرا.
ورابعها: ابتعد عن المعاصي في النهار كي تستطيع أن تقوم للصلاة، وذلك بحفظ الجوارح عما لا يحل لها؛ بالبعد عن النظر الحرام، وكذلك اللسان والسمع وسائر الأعضاء، فمن نام على معصية ارتكبها من غيبة مسلم أو خوض في باطل أو نظرة إلى حرام أو خلف وعد أو أكل حرام عوقب بالحرمان من شهود الفجر؛ لأن من أساء في ليله عوقب في نهاره، ومن أساء في نهاره عوقب في ليله. اسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وأن يبعدنا عن معصتيه.
وخامسها: لا تنس عاقبة الصبر، فمن عرف حلاوة الأجر هانت عليه مرارة الصبر، والعاقل الفطن له في كل ما يرى حوله عبرة، فمن سهر الليالي بلغ المعالي، ومن استأنس بالرقاد استوحش يوم المعاد، "ألا إن سلعة الله غالية! ألا إن سلعة الله الجنة!".
 
 
 

زاد الخطيب والواعظ

14 Oct, 16:27



                     
الكل                     ركن الخطب                     الملتقيات الحوارية                     الكشاف العلمي                     الملفات العلمية                     مختارات الخطب                     الكتب والمقالات                     الجوامع                     الخطباء                     مشاريعنا                 
فضل صلاة الفجر
منديل بن محمد آل قناعي الفقيه
    
 2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: الصلاة
عناصر الخطبة
1/ منزلة الصلاة في الإسلام وفضلها2/ محافظة السلف عليها وتهاون خلف اليوم فيها 3/ وعيد الله تعالى للمتهاونين بها بمختلف درجاتهم 4/ فضائل المحافظة على صلاة الفجر جماعةً 5/ الوعيد لمن ضيَّع صلاة الفجر 6/ بعضُ المعينات على الاستيقاظ المبكر لصلاة الفجر.
اهداف الخطبة
 اقتباس
إنَّ صلاة الفجر تشكو من قلة المصلين فيها، مع أنها صلاة مباركة مشهودة، أقسم الله بوقتها فقال: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [الفجر:1-2]، وقال -تعالى-: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) [الإسراء:78].
 
 
 
 
أيها المسلمون: مما لا يخفى أنَّ الصلاة عمود الدين؛ بل هي الركن الثاني للإسلام بعد الشهادتين، وهي صلة العبد برب العالمين، فرضها الله من فوق سبع سموات على النبي بغير واسطة؛ لأهميتها وعظيم مكانتها، بل أمر بالمحافظة عليها جماعةً حتى المجاهدين، وجعلها قرينة الإيمان في مواضع كثيرة من القرآن العظيم، بل سماها إيمانا، كما قال -سبحانه-: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [البقرة:143]، أي: صلاتكم. 
وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فعن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن أَوَّلَ ما يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يوم الْقِيَامَةِ من عَمَلِهِ صَلَاتُهُ؛ فَإِنْ صَلحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ" رواه النسائي والترمذي وصححه الألباني.
وأورث المحافظين عليها الفردوس الأعلى، ووعد النبي -صلى الله عليه وسلم- من حافظ عليها بالجنة عهدا من رب العالمين، فعن عُبَادَةَ بن الصَّامِتِ -رضي الله عنه- قال: سمعت رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ الله على الْعِبَادِ، فَمَنْ جاء بِهِنَّ لم يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شيئا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كان له عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ" رواه أحمد والنسائي وصححه ابن حبان والألباني.
لذلك كله حافظ عليها المسلمون جيلا بعد جيل، ولم يتهاونوا بها حتى عند المرض والسكرات، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وما يَتَخَلَّفُ عنها إلا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كان الرَّجُلُ يؤتى بِهِ يُهَادَى بين الرَّجُلَيْنِ حتى يُقَامَ في الصَّفِّ".
وفي لفظ قال: "لقد رَأَيْتُنَا وما يَتَخَلَّفُ عن الصَّلَاةِ إلا مُنَافِقٌ قد عُلِمَ نِفَاقُهُ، أو مَرِيضٌ، إن كان الْمَرِيضُ لَيَمْشِي بين رَجُلَيْنِ حتى يَأْتِيَ الصَّلَاةَ" رواه مسلم.
وقيل لابن المسيب: فلان يريد قتلك فالزم بيتك ولا تخرج. فقال مستنكراً: "أُدْعَى إلى الفلاح، أو أسمع حي على الفلاح، فلا أجيب؟!".
لقد حافظوا عليها حتى مع ضعفهم وتسلط الأعداء عليهم، حتى جاء عصرنا الحاضر فعظم المصاب بتضييع الصلاة والتهاون بها، ونسوا ما قال الله: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [مريم:59]، والغيّ، قال ابن مسعود والبراء بن عازب: "واد في جهنم من قيحٍ". لأنه يسيل فيه قيح أهل النار وصديدهم، وهو بعيد القعر، خبيث الطعم.
ونسوا وعيد الله بالويل لهم: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون:4-5]، والويل قال عنه عطاء بن يسار: "الويل واد في جهنم لو سيرت فيه الجبال لماعت من حره".
واختلفت أحوالهم في التهاون والتضييع، بين مضيع لها بالكلية، ومضيع لأركانها وواجباتها والخشوع فيها، ومضيع لأوقاتها، ومضيع لجماعتها في المساجد حيث ينادى بها.
أيها المسلمون: وليكن حديثنا هذا اليوم مع المضيعين لصلاة الفجر والمتهاونين بها، كم هو منظر يفرح المسلم ويثلج صدره حين تمتلئ الشوارع بحركة الناس شبابا وشيبا وهم يملؤون الشوارع متوجهين للمدارس ودور العلم لطلب العلم وارتشاف رحيقه الصافي، أو للوظائف بحثا عن الرزق الحلال.

زاد الخطيب والواعظ

14 Oct, 16:27




....................................................................
(زاد الخطيب والواعظ)
قناة خاصةبخطب الجمعة والمناسبات وما يحتاجه الداعي لإفادة الناس
تابعونا على التليجرام 👇👇👇
https://telegram.me/zadalkhteebwalwadh
ولدينا قناة "زاد الخطيب والواعظ مناقشات "للمشاركة من الجميع في نشر الخطب كي تعم الفائدة.   👇👇👇
https://t.me/joinchat/AhJ2IVLN7Qpxs21U5LtaSg
‏تابع قناة زاد الخطيب والواعظ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VadkjDHATRSqx25jfV29

زاد الخطيب والواعظ

10 Oct, 22:47


لو اجتمع أهل الأرض والسماوات على نفعه بغير ما كتب له فلن يستطيعوا،
ولو اجتمعوا على منعه عما قدر له فلن يبلغوا، فلا يهلك نفسه تحسراً،
ولا يستسلم للخيبة والخذلان ولا يتسلل اليأس والقنوط إلى قلبه, ولا يعتريه الكدر والضجر ولا توسوس له نفسه بمخالفة أمر ربه,

فظروف الحياة مع الإيمان لا تكدر للفرد صفاءً ولا تزعزع له صبراً،

قال صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن! أمره كله خير؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، ولا يكون ذلك إلا لمؤمن" (مسلم),

بالإيمان بالله يتحرر الفرد من الخوف والجبن والجزع ، (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَـانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [التوبة:51]،


وما اصاب الناس اليوم من خوف وهلع بسبب انتشار الأوبئة والأمراض وكثرة الوفيات لن يجابه إلا ببذل الأسباب الشرعية من عودة الى الله واللجوء إليه وكثرة الدعاء ،
و الاسباب المادية من نظافة شخصية واتباع للارشادات الصحية واستخدام العلاجات والادوية المناسبة،
ومع ذلك كله نحتاج إلى إيمان يثبت القلوب ويزرع الأمل ويبني الثقة في النفوس.


بالإيمان تتبدل المشاعر والنفسيات,
وتتغير المواقف والسلوكيات,
وتنشرح الصدور ،
فالظلم لا يدوم،
والمريض سيشفى،
والغائب سيعود،
والرزق سيأتي،
والبلاء سيذهب,
والرخاء سيعم,
والموت بتقدير الله وحده،
والأمنيات سيحققها الله،
فإن كان ذلك فبفضل الله وحده،

وإلا فإن المؤمن مأجور شرعاً بتعبده لله بالصبر والشكر والعمل؛ لينال الجزاء الأعظم والخلود الأبدي في جنات تجرى من تحتها الأنهار،

قال -تعالى-: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد:23-24]..


وقد صور لنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – قلة متاع الدنيا بالنسبة إلى نعيم الآخرة بمثال ضرَبَهُ فقال: "والله! ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه -وأشار بالسبابة- في اليم، فلينظر بم يرجع"(صحيح) ...

اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً، ووفقنا لعبادتك، واستعملنا في طاعتك...


قلت ما سمعتم, وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب, فاستغفروه...





-:((الخطبة الثانية)):-

الحمد لله رب العالمين, ولي الصالحين, والصلاة والسلام على إمام المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين،

أما بعد:

عبــــــــاد الله:

إن المؤمن لتضطرب الدنيا من حوله، وتموج بالفتن، فيثبت هو على الحق والخير..
وتتجاذبه الأحداث والدوافع، فيتشبث هو بإيمانه وتقواه وخوفه من لقاء ربه سبحانه..

ويتهاوى الناس وتسقط القيم ويضعف الإيمان وتضيع الأمانة وينعدم المعروف.. ويثبت على أخلاقه..

وتتزين الشبهات والمغريات للناس، ويتهافت الكثير على أبواب الكبراء والأتباع - يأوون إليهم طلباً في مغنم دنيوي، وهو يأوي إلى الله يطلب رضاه ويرجو رحمته، فحفظ دينه ودنياه وآخرته ، وكتب لنفسه النجاة والفلاح,

وهذا الإيمان يزداد بالطاعات من صلاة وصيام وحج وصدقة وقراءة للقرآن ، وتفكر في مخلوقات الله وغيرها من الطاعات ، وينقص بالمعاصي والسيئات حتى يمشي الرجل بين الناس وليس في قلبه مثقال ذرة من إيمان ...


ثم إن تنمية العقيدة، والروح الإيمانية، أعظم ضمانات المجتمع الإسلامي، وأقوى أسباب تماسكه ووحدته؛
فهو يصهر الشعوب، والقبائل، والأعراق، واللغات، في رحاب المجتمع الواحد،
فلا عصبية ولا عنصرية ولا تفاضل بينهم بالأنساب والأحساب,

وقد خطب النبي صل الله عليه وسلم في حجة الوداع في أمته وقال: ": (يا أيها الناس: إن ربكم واحد، و إن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي و لا عجمي على عربي، و لا لأحمر على أسود و لا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، ألا هل بلغت ؟
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: فيبلغ الشاهد الغائب) (صحيح).



عبـــــاد الله:

عودوا إلى دينكم، وتعاهدوا الإيمان في قلوبكم،
وأدوا فرائضكم، وقوّوا أخوتكم؛ وتفقدوا بعضكم ، وتعاونوا فيما بينكم تتغير أحوالكم، وتتنزل عليكم رحمات ربكم، وتحفظ بلادكم وأوطانكم، وتنتصروا على واقعكم المؤلم،

قال -تعالى-: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام:82]،

وقال -تعالى-: ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) [طـه:112].


اللهم زينا بزينة الإيمان, وأرزقنا حسن الأخلاق, واجعلنا من عبادك الرحماء, واشملنا برحمتك وبعفوك وبفضلك ووالدينا وجميع المسلمين,

زاد الخطيب والواعظ

10 Oct, 22:47


اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمةُ أمرِنا.. وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا..
وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا..
واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير..

نسألك اللهم إيماناً صادقاً ويقيناً خالصاً ،
وتوبة نصوح تغفر بها ذنوبنا وتصلح بها أحوالنا يا رب العالمين...


هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة...

فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ،
فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼ‌ﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻ‌ﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻ‌ﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ، ﻭﻻ‌ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ‌ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻷ‌ﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ‌ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ‌ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ‌ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼ‌ﺡ ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,


اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وارحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..

اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،

يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...


اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم

اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼ‌ﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
 
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹ‌ﺣﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻳﻌﻀﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ،

فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

زاد الخطيب والواعظ

10 Oct, 22:47


خطبة 🎤 بعنوان
 "أثر الإيمــان في مواجهة ظروف الحياة ..!!"
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب الأرض ورب السماء،
خلق آدم وعلمه الأسماء،
وأسجد له ملائكته وأسكنه الجنة دار البقاء،
وجعل الدنيا لذريته دار عمل لا دار جزاء،
وتجلت رحمته بهم فتوالت الرسل والأنبياء،
وأنزل القرآن لما في الصدور شفاء،
فأضاءت به قلوب العارفين والأتقياء،
وترطبت بآياته ألسنة الذاكرين والأولياء،

نحمده -تبارك وتعالى- على النعماء والسراء، ونستعينه على البأساء والضراء،
ونعوذ بنور وجهه الكريم من جهد البلاء ودرك الشقاء وعضال الداء وشماتة الأعداء،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
كل شيءٍ قائم به، وكل شيءٍ خاضع له،
غنى كل فقير ، وقوة كل ضعيف ، ومفزع كل ملهوف،
من تكلم سمع نطقه ، ومن سكت علم سره ،
ومن عاش فعليه رزقه ، ومن مات فإليه منقلبه،
كل ملك غيره مملوك ، وكل قويٍ غيره ضعيف ، وكل غنيٍ غيره فقير،

وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً...

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...


ثم أما بعد :


أيها المسلمون/عبادالله:

ما أجمل الإيمان عندما يستقر في القلوب وتستشعره النفوس وتتذوق حلاوته الجوارح ،
ويثمر في واقع الحياة عملاً صالحًا ولسانًا صادقًا وخُلقًا حسنًا وسلوكًا قويمًا, وطمأنينة نفس وهدوء بال,

وما أحوجنا إلى هذه القيم الإيمانية وثمارها اليانعة ، في زمن كثر فيه البلاء ، واستبد به اليأس والقنوط, وظهر القلق على الصغير والكبير,

ما أحوجنا إلى الإيمان وتجديده في النفوس لنحيا من جديد, ونستطيع من خلاله أن نواجه مصاعب الحياة بثبات وأمل وحسن ظن وثقة بالله ,

ما أحوجنا إليه لنروي به صحراء قلوبنا القاحلة، وتلين به قلوبنا القاسية وتصلح أحوالنا، وتهذب سلوكياتنا وتأمن أوطاننا، ويسعد أولادنا وتزدهر أمتنا وتتجدد الثقة بأنفسنا ويعود الأمل إلى حياتنا.

فالإيمان يبث الأمل ويصنع التفاؤل ويثبت القلوب,

وجدت ذلك أم موسى -عليه السلام- وهي في أصعب الظروف وأحلك الأوقات وأشد البلاء عندما أُمرت أن تلقي ولدها وفلذة كبدها في البحر الهائج المتلاطم الأمواج وهو الطفل الرضيع خوفاً من فرعون وجنوده قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ * وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [القصص:7-9],

فلما كان حال هذه الأم، وكان هذا إيمانها، تتابعت الأحداث وتهيأت الأسباب وعاد الولد إلى حضن أمه
قال تعالى: (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [القصص:13]..
نعم ..
لتعلم أن وعد الله حق وأن الله قادر لا يعجزه شيء..

إذا اشتملت على اليأس القلوبُ
وضاق لما به الصدر الرحيبُ

وأوطأت المكـاره واطمأنت
وأرست في أماكنها الخطوبُ

ولم تر لانكشاف الضر وجهاً
ولا أغـنى بحيلته الأريـبُ

أتاك على قـنوط منك غوثٌ
يمنّ به اللطـيف المستجيبُ

وكـل الحادثات وإن تـناهت
فموصول بها الفرج القريبُ.



عبـــاد الله :

الإيمان ينفث في روع المؤمن وقلبه أن الله واحد لا شريك له، وأن كل شيء بقدرته وإرادته،
وأنه يدبر أمور العباد، وأن الرزق بيده، والموت والحياة والسعادة والشقاء بيده، وأن المسلم يؤجر على صبره وثباته على الحق في كل الظروف والأحوال، وأن الجنة هي دار القرار، وفيها الحياة الأبدية،
وهو موقن أن "ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه"

زاد الخطيب والواعظ

10 Oct, 22:46




....................................................................
(زاد الخطيب والواعظ)
قناة خاصةبخطب الجمعة والمناسبات وما يحتاجه الداعي لإفادة الناس
تابعونا على التليجرام 👇👇👇
https://telegram.me/zadalkhteebwalwadh
ولدينا قناة "زاد الخطيب والواعظ مناقشات "للمشاركة من الجميع في نشر الخطب كي تعم الفائدة.   👇👇👇
https://t.me/joinchat/AhJ2IVLN7Qpxs21U5LtaSg
‏تابع قناة زاد الخطيب والواعظ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VadkjDHATRSqx25jfV29

زاد الخطيب والواعظ

04 Oct, 18:18


 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

                                    أما بعد  أيها المسلمون    

فلا تيأسوا ،واعلموا أن بعد الجوع شبعاً، وبعد الضمأِ ريّاً، وبعد السهر نوماً، وبعد المرض

عافية، وسوف يصل الغائب، ويهتدي الضال، ويفك العاني، وينقشع الظلام, {فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ} (52) المائدة. وبشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ومسارب الأودية، بشر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء ولمح البصر، بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة ، وإذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد ،فاعلم أن وراءها رياضاً خضراء وارفة الظلال, وإذا رأيت الحبل يشتد ويشتد ،فاعلم أنه سوف ينقطع، فمع الدمعة بسمة، ومع الخوف أمناً، ومع الفزع سكينة, فالنار لا تحرق إبراهيم لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة برداً وسلاماً, والبحر لا يغرق كليم الرحمن لأن الصوت القوي الصادق نطق بـ {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} (62) الشعراء. والمعصوم في الغار بشر صاحبه بأنه وحده معنا ،فنزل الأمن والفتح والسكينة. إذن فلا تضق ذرعاً ،فمن المحال دوام الحال، وأفضل العبادة انتظار الفرج، والأيام دول، والدهر قلب، والليالي حبالى، والغيب مستور، والحكيم كل يوم هو في شأن، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمراً، وإن مع العسر يسر .
هذا وصلوا وسلموا على صاحب الشفاعة.......

2,124

subscribers

6

photos

35

videos