هيهاتَ من أمَةِ الوهابِ منزلُنا
إذا حلَلنا بسيفِ البحرِ من عدَنِ
واحتلَّ أهلُكِ أجْياداً وليس لنا
إلا التذكُّرُ أو حظٌّ من الحَزَنِ
ما أنْسَ لا أَنْسَ يومَ الخَيْفِ موقفَها
وموقفي وكلانا ثَمَّ ذو شجَنِ
وقولَها للثُّريَّا وهي باكيةٌ
والدَّمعُ منها على الخدّين ذو سنَنِ
بالله قُولِي له في غير مَعْتَبَةٍ
ماذا أردتَ بطول المُكْث في اليمنِ
إن كنتَ حاولتَ دنيا أو ظفِرتَ بها
فما أخذتَ بتركِ الحجِ من ثمنِ
سارت القصيدة حتى سمعها الحارث فقال: هذا واللهِ شعر عمر! قد فتك وغدر.
قال القاضي ابن جريج: ما ظننت أنَّ الله ينفع أحداً بشعر عمر؛ حتى سمعت باليمن منشداً ينشد البيتين الآخرين، فحركني على الرجوع إلى مكة فخرجت مع الحاج وحججت.