العلاقات المحرمة.
أولا: لماذا نتكلم عن العلاقات المحرمة وأهتم بها كثيرا؟
لأن هذه المعصية تجر معاص كثيرة، وتعطل القلب عن المقصود الذي خلق من أجله، وتهلك صاحبها في الدنيا والآخرة، ولا أبالغ إن قلت تحوله معبودا لمحبوبه مع الوقت وقد ذكر مثل ذلك ابن القيم وعلماء كثر، وهذا إن لم يقال فلسان الحال شاهد به.
ثانيا: الأمر يحتاج إلى صدق أولا وعدم خلق مبررات وأسئلة كثيرة، فالذي أعلمه وأنا موقن به ومستعد للقتال دونه، أن الله يوفق الصادق الذي يريد النجاة ويريد مرضاته، ويعوضه أفضل مما ترك، فالله أكرم من أن يترك العبد شيئا يهواه لأجله ثم يتركه يتعذب ولا يكن معه.
ثالثا: من الطبيعي جدا والذي لا ينبغي الكذب فيه أن الإنسان لن يرتاح غالبا بعد ترك العلاقة المحرمة لا سيما إن كان يتعلق بها تعلقا شديدا، ولن أمارس دور الواعظ الكاذب وأقل لكم أنه سيعيش في نعيم وغير ذلك، لكن الذي أوقن به أن الألم مؤقت ويعقبه لذة ونور في القلب وأنس بالله، ونعيم به، وبغض للمعصية التي تركها بعد أن كان يعشقها، وذلك من عز الطاعة التي يلقيها الله في قلب عبده.
رابعا: يجب أن تعلم أن طريق الجنة ليس هين وليس مفروشا بالورود والأزهار، وأنه محفوف بالمكاره والمتاعب والألآم، فيجب أن تضحي من أجل الله وتترك من أجله، وإلا فبماذا تريد الفردوس الأعلى؟، وبماذا يتنافس المتنافسون؟ وما البرهان على حب الله ورسوله؟.
خامسا: يجب أن تعلم أنه لا مظالم في الحب الحرام، فلا يسول لك الشيطان أنه سيقتص منك أمام الله إن تركته وهكذا، بل الوارد أنه سيتبرأ منك يوم لا ينفع مال ولا بنون، وقد يحب أن يلقيك في جهنم من أجل حسنة واحدة.
سادسا: يجب أن تنظر لما عند الله من الخير والنعيم والنضرة والنور والحور، وهل يطمع العبد في هذا بعد عفو الله وكرمه إلا بمجاهدة هواه وترك ما يهواه من أجله! فينبغي أن يعلم أن جميع من وصل من أهل التقى والفضل إنما نالوا ذلك بمخالفة الهوى وترك ما يحبون من أجله، والقصص أكثر من أن تحصى.
سابعا: بعد الترك والتوبة، يحتاج العبد إلى قطع جميع الطرق بمن ترك، ولا يترك سبيل واحد للرجوع، ويجب أن يصدق في ذلك ويعلم أن ذلك من تمام توبته.
ثامنا: يحتاج العبد إلى الانشغال بعد التوبة وقطع طرق الوصول، وعدم التفرغ، والقراءة في أعمال القلوب، وملازمة صحبة خير إن استطاع، لكي يكونوا عونا له على الثبات، مع الإكثار من الصيام فالصوم يطفئ نار الشهوة ويحرقها.
تاسعا: لم أجد على الإطلاق في التخلص من أي ذنب لا سيما هذا الذنب المهلك، من الدعاء ودوام الالتجاء إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، والاستغاثة به ذليلا طريحا أن ينجيك الله ويرزقك قلبك اللين وحلاوة الأنس به، وأن يعوضك خيرا مما تركت ويثبتك، وأن تلزم ذلك وأنت موقن بقدرة الله.
عاشرا: من ينوي هذا الفضل ومن يقرأ هذا الكلام يجب أن يلحظ نعمة الله عليه أن ذكره بذلك وأنعم عليه بالتذكير بالتوبة، في حين غفلة كثير من الخلق، وأن يشكر الله على فضله، والصادق يقوم الآن الآن الآن وينهي هذه العلاقة بطريقة جميلة بسيطة بدون مبررات كثيرة وبدون انتظار ردة فعل ولا نظر للعواقب، وأن يذهب لله خاضعا ساجدا يحمد الله على فضله وكرمه، ويفرح لفرح الله بتوبته عليه، وهنيئا له بفرح الله به وتوبته عليه وتكريمه له، وليبشر بالخير.
تلك عشرة كاملة لمن نوى أن يرضي ربه ويفرحه الليلة ويريه من نفسه خيرا.
اترك ما تهواه من أجل من تخشاه
الآن الآن.
غفر الله لنا ولكم، وهدانا وإياكم.
والسلام
#وسارعوا