اتحاد كلية الطب والعلوم الصحية

🛑🛑إعلان هام

ستستأنف الدراسة في كلية الطب جامعة تعز حسب التقويم الدراسي لعام 2024/2025
من تاريخ 14 شوال الموافق 12/4/2025 يوم السبت


منقول عميد كلية الطب جامعة تعز
الدكتور جمال العامري


#الاتحاد_العام_لطلاب_اليمن_جامعة_تعز

جمعة مباركة 📿

مستقبل أبنائك.

يقول رسول الله ﷺ : "كلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته.." متفق عليه.

أنت راعٍ في أهلك ومسئول عنهم، ستسأل عن حمايتهم من الوقوع ضحايا في عمليات الانتحار أو السرقة أو القتل أو الزنى والشذوذ أو مختلف أنواع المخاطر والجرائم، أنت مسؤول عن حمايتهم تمامًا كما أنت مسؤول عن طعامهم وشرابهم ولباسهم.

يقول تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ). عندما نتحدث عن المسؤولية، فإننا نتحدث عن أنك ستسأل عن رعيتك، ثم يتبع السؤال أو المساءلة إما جنة وإما نار، إما نعيم أو عذاب، ويقول الشيخ العمراني عندما سُئل عن طول يوم القيامة إن السبب هو سؤال الراعي عن الرعية.

- أدوار الأب والأم'أنواع الرعاية' :

١. رعاية الأكل والشرب والملبس:
إن أبسط أدوار الرعاية التي يقوم بها الوالدان هي أن يرعيا أولادهما بالطعام والشراب واللباس، وألا يتعدى دورهما أو يزيد عن ذلك.
فتكون رعاية الوالدان لأولادهما كما ترعى البهائم، فكل همها أن يُؤَكِّلاهُما ويُشْرِبَاهُما ويوفِّرَا لهما المسكن والمشرب.

٢. الرعاية العلمية:
إن الرعاية العلمية من مستويات الرعاية العليا، فهي رعاية تحترم إنسانية الأبناء، فالأبناء لديهم عقول أيضًا يجب أن تُغذَّى، وغذاء العقل هو العلم، فعندما يرعى الوالدان عقل أبنائهم، يرتفعان ويرقيان بهم عن مستوى الرعاية البهائمية-رعاية الأكل والشرب- إلى رعاية ما كرم الله به الإنسان وكمله "رعاية العقل بالعلم".
وغالبًا ما يكون هدف الوالدان من هذا النوع من الرعاية ضمان العيش الكريم للأبناء، ووصولهم إلى المستويات العليا في المجتمع -من منصبٍ وجاهٍ أو مال-.

٣. رعاية الحماية:
حماية حاضر الابن ومستقبله من مخاطر قد تهدد حصيلته العلمية أو سلامته الجسدية والعقلية.
حمايته من أي خطر قد يهدد استقراره وأمنه وعفته وطهره-كان ولداً أم فتاة- أو قد يهدد مستقبله.

وتقوم رعاية الحماية على ركائز من أهمها:
- المراقبة الذكية الهادفة لحماية الابن من الوقوع في خطر معين، ومن أنواعها مراقبة مكانية أماكن جلوس الأبناء، ومراقبة زمانية تُعنى بكيفية قضاء الأبناء لأوقاتهم، ومراقبة الصحبة، ومراقبة السلوك وغيرها...، والرقابة الذكية هي مهارة نشرنا وسننشر حولها، وسننشر حملات رقمية.

- الاتصال المفتوح بين الأبوين والأبناء، وهو اتصال يجعل الأبوين هما المساندَين للأبناء عند وقوعهم تحت تهديد من أي خطر.

- الثقة، وهي الركيزة أو العامل الأهم من عوامل الحماية الأسرية للأبناء. إذ لا بد من أن تُبنى العلاقة بين الأبوين والأبناء على الثقة، ومعيار الثقة أن تكون أنت أول من يلجأ إليه الابن إن هو "تعرض لخطر" معين، مثل تعرضه لمحاولة ابتزاز بأحد أشكالها، أو أن يثق بك ابنك أنك ستخرجه من المشكلة التي حلت به، أو أنك أنت من ستساعده على التخلص من ضغط الأصدقاء الذين يريدونه في طريق سوء.

إن بناء الثقة الأسرية هي مهارة أساسية سننشر حولها مستقبلاً، ولكننا سنتحدث هنا عن الهدف فقط من خلق الثقة داخل الأسرة، والهدف هو: تحويل تعامل الأسرة مع الأبناء في مرحلة المراهقة والشباب من العقاب إلى الرقابة المساعدة والإسناد.

وهذا التحول في تعامل الأبوين مع الأبناء سيساهم في مساعدة ومساندة الأبناء عند وقوعهم في مشكلات صغيرة وحلها وإنهائها، بدلاً من إخفاء الأبناء لمشاكلهم الصغيرة التي قد تتحول إلى مشكلات، وربما قد تتحول إلى كارثة تدمر حياة الابن.

" إن الأبناء بشر، والبشر يخطئون، وعلى الأبوين مساعدتهم ومساندتهم لتجاوز ومعالجة الأخطاء التي ارتكبها الأبناء"؛ ولعل من أبشع القصص التي قد تسمعها أن يقوم أحدهم بالتقاط صورة لابن أو ابنة-هذه الصورة قد يكون حصل عليها من هاتف الفتاة أو دمجها مبتز بالذكاء الاصطناعي، أو أنه قد يكون حصل عليها بطريقة ما-، ثم يبدأ بابتزاز الأبناء، فلا يجدون من يساندهم لتجاوز هذا الخطر، بل تصبح الأسرة خطرًا على الأبناء، فيتبع الابن طلبات المبتز، لتكون نهايته تحت رحمة مبتز أو شبكات ابتزاز.

وإن أدائك لهذا النوع من أنواع الرعاية على أكمل وجه هو من أعظم أنواع الأعمال التي ستتقرب بها إلى الله، وتساعد أبناءك على ضمان حاضر ومستقبل آمن.

٤. رعاية الخلق والدين: إن من أعظم مستويات الرعاية وأهمها هي رعاية الخلق والدين، وهي من أعظم أدوار الأب والأم، وهي ما توصلهما إلى الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "انقطع عمله إلا من ثلاث... أو ولد صالح يدعو له".

لكن الرعاية الأخطر التي يغفل عنها الكثير من الآباء والأمهات هي الرعاية والمراقبة الخلقية، فإذا بالأب والأم يتركان لأبنائهما الحبل على الغارب، ولا يمارسان الرقابة والتوجيه الأخلاقي والديني على أبنائهم.

وسبب ذكرنا لهذا النوع من الرعاية هو أن كثيرًا من ضباط الأمن والأطباء النفسيين تحدثوا إلينا أن انخفاض مستويات الالتزام الأخلاقي والديني هو عامل أساسي يقود نحو الانحراف.

الانحراف الذي قد يبدأ من ترك الابن في الشارع يتخلق بأخلاق الأزقة والحارات؛ فبعض الأسر لا تجد أبنائها إلا في أوقات الأكل والنوم، وباقي أوقات الابن مع الرفاق أو في الحارات. فإذا بأخلاق الأبناء تتشكل من شوارعهم، وإذا بهم يلتزمون بدين صحبتهم وشلتهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله".

ويتشكل خلق الابن (الشوارعي) بالشكل التالي:

. انحرافات بسيطة، أولها الانحراف اللفظي، حيث يبدأ الابن في استخدام ألفاظ تستحي الأسرة من سماعها، مصحوبة بسوء تعامل مع أفراد الأسرة وقلة احترام للوالدين.

. وتظهر علامات الانحراف السلوكي وتكبر، فإذا بالألفاظ تزداد سوء، وتبدأ سمعة الابن تتداول عن سوء تصرفاته في الحارة، وتزداد قبحًا في تعاملاته المنزلية، مما يفاقم الوضع.

. ثم وفي حال عدم اتخاذ الأسرة إجراءات لتصحيح مسار ابنها وإعادته إلى حضنها، قد لا تستفيق إلا بعد أن يرتكب ابنها جرائم جنائية، فإذا بالابن يصبح سارقًا أو مدمنًا على المخدرات أو يُضبط في محاولة قتل، أو يرتكب غيرها من الجنايات التي قد يصل إليها الابن الذي لا يخضع للرقابة الأسرية.

" لذا أرْعِ ابنك في مطعمه وملبسه، وفي علمه وأخلاقه ودينه وفكره، واحمه من أي خطر، فأنت بهذا تُنشئ الفتى الكامل، ولا يبقى عليك بعدها إلا الدعاء له."

٥. رعاية البناء والحماية:
بناء مستقبل الابن يتم من خلال عدم تعامل الوالدين مع ولدهما بناءً على اللحظة الراهنة، وإنما يجب أن يكون تعاملهما مبنيًا على إعداد الأبناء لمكانة أو مهمة معينة في المستقبل.

فبينما كان رجلٌ يسير في مكة، لفت انتباهه صبيٌ فطنٌ ذكيٌ تلاعبه أمه. فقال الرجل لأمه: إن هذا الغلام سيسود قومه.

أجابت الأم: ثكلته إن لم يسد إلا قومه.

لقد كانت هذه المرأة هند بنت عتبة، وكان الغلام معاوية ابن أبي سفيان.

وكانت هند تبني رجلاً لم ترَ فيه إلا أنه سيسود الكثير...

هنا تكون بداية رعاية البناء، والتي تبدأ منذ نعومة أظفار الأبناء.
يقول الدكتور طارق السويدان إن الدراسات تشير إلى أن المرحلة العمرية التي يكتسب فيها الطفل مهارة القيادة هي في سن الطفولة، دون سن الست سنوات.

ثم تستمر رعاية الأسرة للأبناء، فبين أسرة لا تهتم بإكساب أبنائها المهارات والعلوم، حيث يكون أبناؤها إما في الشوارع أو على الهواتف، وأسرة أخرى تتمحور حياتها حول ضمان حصول أبنائها على أكبر قدر ممكن من الدورات والمهارات، تتمحور حياتها في رقابة الأبناء ومساعدتهم على وضع خطط ومشاريع لحياتهم، ومساعدتهم للوصول إلى التخصص الجامعي الأمثل لهم، الذي يتناسب مع قدراتهم ورغباتهم والفرص التي قد تتاح لهم.

بين هاتين الأسرتين يتحدد مصير جيل ومستقبله...





https://www.facebook.com/share/p/18nPkXUnZr/