كتب احد الباحثين :
السياسة فن الممكن، تعريف جامع مانع لايستثني ايدلوجية ولا فردا، والايدلوجية قد توجد محددات لحركة السياسي المنتسب لها وقيودا للحاكم بها، لكنها لا تخرج السياسة عن كونها فن الممكن والذي يقتضي إعمال موازنة بين الإمكانات والأهداف، وبما أننا لسنا المؤثرين الوحيدين في مساحة حركتنا فإن تحديد الإمكانات يتسع ليشمل معرفة إمكانات الآخرين الذين يشكلون منافسين محتملين لنا، والا فإن مجرد الالتفات إلى امكاناتك سيقربك من تضخم الذات خصوصا اذا كانت بعض عناصر القوة طارئة عليك حديثة العهد عندك، وتضخم الذات أو مايعبر عنه بوهم القوة هو دافع مركبة سرعة نحو المهالك، فإن مساحات حركتك وطموحاتك هي مطمح لقوى أخرى لها من عناصر القوة وأدوات التأثير ما ربما لا تمتلكه انت، والمواجهات لايرسم نتائجها الحق والباطل، ولذا لم تكن النتائج الظاهرية في صالح الأنبياء عليهم السلام في أكثر الحالات مع انهم على حق جميعا، بل لم تكن النتائج في صالحهم في جميع الحالات الا ما ندر إذ لم تسر الأمور إلى ما يريدون. (وهذا لا يعني أنهم لم يحققوا أهدافهم فإن أساس الغاية إتمام الحجة على الناس ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة، ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).
ثم إن معرفة الممكن لاتضمن نتيجة لك، فإن الممكن في عين إمكان حصوله هناك إمكان لعدم الحصول ولو اقتصرنا على المتيقن ماتت الطموحات لأجل محدودية المتيقنات، ولذلك توجد دائما حالات فشل في القرارات (ولا أعني فشلا دائما)حتى لدى الأكثر براعة في مضمار السياسة. كما لا نعني بالإمكان مجرد الاحتمال بل الاحتمال المعتد به، وهذا أيضا لايكفي في حالات كثيرة إذ قد يكون الاحتمال معتدا به ولكن الإخفاق يمثل خسارة كبيرة، قد يمنعك مجرد احتمال من خوض المغامرة ولو كان احتمال الربح٩٠٪.
كانت السنة الأخيرة انتكاسة كبيرة للمشروع السياسي الشيعي ومن انكر ذلك مكابر، (والمكابرة عند اتخاذ القرار مفتاح لباب خسائر جديدة) فقد كشفت قصورا هائلا في فهم الواقع وسرابية في تحديد الأهداف والممكنات ونقصا في الاطلاع على إمكانات المنافسين، والظروف قد لا تسمح بتجربة أخرى ولا تعطي فرصة لالتقاط أنفاس المتعبين من المواجهة ولذلك كثرت المصائب وتوالت،والامواج المتلاطمة خطرة على المراكب الصغيرة يمنعها من الدخول إلى عباب البحر، ونجاتها بالبقاء في الميناء. ومركب سياسيينا في العراق صغير وهش جدا على مواجهة موجة واحدة كبيرة، نتمنى أن لا تقوده يد الجهل إلى مواجهات خسارتها متيقنة.
https://t.me/thiqar_my
السياسة فن الممكن، تعريف جامع مانع لايستثني ايدلوجية ولا فردا، والايدلوجية قد توجد محددات لحركة السياسي المنتسب لها وقيودا للحاكم بها، لكنها لا تخرج السياسة عن كونها فن الممكن والذي يقتضي إعمال موازنة بين الإمكانات والأهداف، وبما أننا لسنا المؤثرين الوحيدين في مساحة حركتنا فإن تحديد الإمكانات يتسع ليشمل معرفة إمكانات الآخرين الذين يشكلون منافسين محتملين لنا، والا فإن مجرد الالتفات إلى امكاناتك سيقربك من تضخم الذات خصوصا اذا كانت بعض عناصر القوة طارئة عليك حديثة العهد عندك، وتضخم الذات أو مايعبر عنه بوهم القوة هو دافع مركبة سرعة نحو المهالك، فإن مساحات حركتك وطموحاتك هي مطمح لقوى أخرى لها من عناصر القوة وأدوات التأثير ما ربما لا تمتلكه انت، والمواجهات لايرسم نتائجها الحق والباطل، ولذا لم تكن النتائج الظاهرية في صالح الأنبياء عليهم السلام في أكثر الحالات مع انهم على حق جميعا، بل لم تكن النتائج في صالحهم في جميع الحالات الا ما ندر إذ لم تسر الأمور إلى ما يريدون. (وهذا لا يعني أنهم لم يحققوا أهدافهم فإن أساس الغاية إتمام الحجة على الناس ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة، ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).
ثم إن معرفة الممكن لاتضمن نتيجة لك، فإن الممكن في عين إمكان حصوله هناك إمكان لعدم الحصول ولو اقتصرنا على المتيقن ماتت الطموحات لأجل محدودية المتيقنات، ولذلك توجد دائما حالات فشل في القرارات (ولا أعني فشلا دائما)حتى لدى الأكثر براعة في مضمار السياسة. كما لا نعني بالإمكان مجرد الاحتمال بل الاحتمال المعتد به، وهذا أيضا لايكفي في حالات كثيرة إذ قد يكون الاحتمال معتدا به ولكن الإخفاق يمثل خسارة كبيرة، قد يمنعك مجرد احتمال من خوض المغامرة ولو كان احتمال الربح٩٠٪.
كانت السنة الأخيرة انتكاسة كبيرة للمشروع السياسي الشيعي ومن انكر ذلك مكابر، (والمكابرة عند اتخاذ القرار مفتاح لباب خسائر جديدة) فقد كشفت قصورا هائلا في فهم الواقع وسرابية في تحديد الأهداف والممكنات ونقصا في الاطلاع على إمكانات المنافسين، والظروف قد لا تسمح بتجربة أخرى ولا تعطي فرصة لالتقاط أنفاس المتعبين من المواجهة ولذلك كثرت المصائب وتوالت،والامواج المتلاطمة خطرة على المراكب الصغيرة يمنعها من الدخول إلى عباب البحر، ونجاتها بالبقاء في الميناء. ومركب سياسيينا في العراق صغير وهش جدا على مواجهة موجة واحدة كبيرة، نتمنى أن لا تقوده يد الجهل إلى مواجهات خسارتها متيقنة.
https://t.me/thiqar_my
