#السيرة_النبوية_العطرة
دفن رسول الله ﷺ
__
أخذ الصحابة أمر تجهيزه صلى الله عليه وسلم ودفنه
وعندما شرعوا في هذا التشاور ، كان قد مضى النهار
وكان إذا دخل وقت الصلاة يصلي بهم {{ ابو بكر الصديق }} رضي الله عنه وأرضاه
والنبي مسجاً في حجرته صلى الله عليه وسلم
فأخذوا يتشاورون أين ندفن رسول الله ؟؟
فمن قائلٍ :_ ندفنه الى جوار منبره
ومن قائلٍ :_ ندفنه في وسط الروضة
ومن قائلٍ :_ ندفنه في البقيع
فقال لهم ابو بكر :_ على رسلكم فو الله الذي لا إله إلا هو لقد سمعت أذناي هاتين من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً ما نسيته وما غاب عني
قال صلى الله عليه وسلم :_ ما قبض الله نبياً إلا حيث أراد ان يدفن
[[ اي حيث يحب الله أن يكون قبره ]]
ثم قال :_ نرفع فراش النبي صلى الله عليه وسلم ويحفر تحت فراشه فهذا موضع قبره
__
فلما كان الغد وأرادوا تجهيز النبي صلى الله عليه وسلم
ايضاً تشاوروا
فقالوا :_ أنغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثيابه أم نجرده كما نجرد موتانا ؟؟
ثم اجمعوا ان لا يجردوا رسول الله ويغسلوه في ثيابه
____
ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم أربعة يغسلونه،
علي بن أبي طالب، والعباس، والفضل بن العباس، وأسامة بن زيد
فجهزوا له الماء و وضعوا به نبات يقال له السدر
[[ نبات له ريحٌ طيب ]]
وشرعوا في غسله صلى الله عليه وسلم في ثوبه
فكان العباس والفضل يمسكون جسد النبي
وأسامة يكب الماء
وعلي يغسله، دون أن يكشف جسده
ثم دلكوه في ثوبه وريح المسك يفوح منه صلى الله عليه وسلم
وأخذ علي يغسله وهو يبكي ويقول:_ طبت حياً و طبت ميتاً يارسول الله
وكان صلى الله عليه وسلم لا يُرى منه ما يُرى من الميت
[[ مع ان وفاته صلى الله عليه وسلم في فصل الصيف
فكانت وفاته في ١٢ ربيع الاول
فأتم من عمره الكريم بالتاريخ الهجري {{ ٦٣ }} سنة قمرية
فغسلوه صلى الله عليه وسلم في ثيابه
_
ثم أضافوا إليه ثوبين [[ اي الكفن ]] ثم لفوه صلى الله عليه وسلم بالدرج [[ ما نسميه بطانية ]]
إذن كفن صلى الله عليه وسلم بثلاث اثواب فوق ثوبه الذي مات فيه
ثلاثة اثواب لا قميص فيها ولا عمامة ولا سروال
وبعد أن كفنوه صلى الله عليه وسلم
دخل آل بيته يصلون عليه ، وصلوا لا يؤمهم أحد
ودخل ازواجه ونساء اهل بيته فصلوا عليه
حتى إذا فرغ أهل بيته بالصلاة عليه
قام شيوخ المهاجرين
ابو بكر وعمر وعثمان وابو عبيدة وعدد منهم
فدخلوا وهم يظنون أن أبا بكر سيأومهم بالصلاة عليه
فوقف ابو بكر وقال :_
بأبي وامي انت يا رسول الله ، أنت إمامنا حياً وميتاً لا والذي بعثك بالحق لا يؤم أحد بالصلاة عليك
فأخذوا يصلون فرادا
كلٌ يصلي ويدعو ويخرج ، ويدخل عليه غيرهم حتى صلى عليه المسلمون جميعاً
فأستغرق هذا من الوقت من صلاة الظهر حتى صلاة العشاء
ثم هموا بحفر القبر
فقام ابو طلحة وحفر القبر
ثم قفز بالقبر علي بن ابي طالب و الفضل بن عباس وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسامة بن زيد
ثم أخذوا يهيلون التراب
فسمعت ابنته فاطمة أصوات المساحين وهي تهيل التراب على جسد الحبيب
ورفعت صوتها وهي تقول
: _ وا أبتاه .. يا أبتاه .. يا أبتاه أجاب رباً دعاه
وا أبتاه إلى جبريل ننعاه! وا أبتاه في جنة الفردوس مأواه
ثم قالت وقد علا صوتها وبكائها :_
يااا أصحاب النبي ، أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على وجه رسول الله بأيدكم ؟؟
فتوقفوا عن الدفن وجهشوا وضجوا بالبكاء
____
فلما انتهوا من الدفن
يقول انس :_ ما إن نفضنا أيدينا من تراب دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تغيرت منا القلوب
والذي بعثه بالحق حين دخل المدينة يوم هجرته أضاء منها كل شيء ، ولما وارينه قبره أظلم منها كل شيء
____
وحان وقت أول صلاة فأذن بلال رضي الله عنه، فلما جاء عند قوله: أشهد أن محمداً رسول الله بكى بلال رضي الله عنه ولم يستطع أن يكمل الأذان فبكى الناس، وضجت المدينة بالبكاء
فكان حال الصحابة ولا تسأل عن حالهم ، فلقد تغيرت عليهم الدنيا وأظلمت ، كانوا ينظرون الى آثاره ، الى حجراته ، الى منبره ، الى مصلاه ، وممشاه ، الى ذكريات كلامه ، فلم يعودوا يروا ذلك المربي والمعلم صلى الله عليه وسلم
لم يعودوا يرون ابتسامات وجهه الذي كان كأنه قطعة القمر
وغداً اللقاء يا حبيبي يا رسول الله ، فإن كان الموت هو اللقاء
فوالله لا نهاب الموت يا مرحباً بالموت ولقاء الأحبة محمداً وصحبه
____
وهكذا قد أتتمنا وبفضل الله وكرمه
{{ السيرة النبوية العطرة }} على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، وارجو من الله أن تكون قد أنارت القلوب وتشبعت بحب الله ورسوله وحب هذا الدين الحنيف
فالسيرة هي زاد كل مؤمن ومؤمنة ، وحب النبي صلى الله عليه وسلم هو رزق من الله لا يضعه الله إلا في قلوب من أحبهم
لا تنسونا من دعائكم {{ اخوكم في الله }}
استودعكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته