لمحة عن سيرة المصطفى❤ @thesira317 Channel on Telegram

لمحة عن سيرة المصطفى

@thesira317


بأبي وأمي أنت يا خير الورى، وصلاةُ ربي والسلامُ معطراً يا خاتمَ الرسل الكرام محمد

قناة عن أحاديث النبي :
https://t.me/Ahadith317

لمحة عن سيرة المصطفى (Arabic)

لمحة عن سيرة المصطفى هو قناة تيليجرام تهتم بنشر معلومات مفيدة عن حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. إذا كنت ترغب في تعلم المزيد عن سيرته العطرة وتعاليمه النبيلة، فإن هذه القناة هي المكان المناسب لك. من خلال مشاركة القصص والحكم والدروس من حياة النبي، ستجد نفسك ملهماً ومستفيداً. انضم إلينا اليوم واكتشف جوانب جديدة ومثيرة من سيرة المصطفى. التعلم عن النبي يعتبر خطوة هامة في فهم ديننا وزيادة التواصل معه. كن جزءًا من هذه القناة الرائعة وشارك معنا المعرفة والحكم التي يتضمنها تاريخنا الإسلامي العظيم.

لمحة عن سيرة المصطفى

09 Dec, 20:01


#هذا_الحبيب_245

#السيرة_النبوية_العطرة

دفن رسول الله ﷺ
__

أخذ الصحابة أمر تجهيزه صلى الله عليه وسلم ودفنه

وعندما شرعوا في هذا التشاور ، كان قد مضى النهار

وكان إذا دخل وقت الصلاة يصلي بهم {{ ابو بكر الصديق }} رضي الله عنه وأرضاه

والنبي مسجاً في حجرته صلى الله عليه وسلم

فأخذوا يتشاورون أين ندفن رسول الله ؟؟

فمن قائلٍ :_ ندفنه الى جوار منبره

ومن قائلٍ :_ ندفنه في وسط الروضة

ومن قائلٍ :_ ندفنه في البقيع

فقال لهم ابو بكر :_ على رسلكم فو الله الذي لا إله إلا هو لقد سمعت أذناي هاتين من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً ما نسيته وما غاب عني

قال صلى الله عليه وسلم :_ ما قبض الله نبياً إلا حيث أراد ان يدفن

[[ اي حيث يحب الله أن يكون قبره ]]

ثم قال :_ نرفع فراش النبي صلى الله عليه وسلم ويحفر تحت فراشه فهذا موضع قبره
__

فلما كان الغد وأرادوا تجهيز النبي صلى الله عليه وسلم

ايضاً تشاوروا

فقالوا :_ أنغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثيابه أم نجرده كما نجرد موتانا ؟؟

ثم اجمعوا ان لا يجردوا رسول الله ويغسلوه في ثيابه
____

ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم أربعة يغسلونه،

علي بن أبي طالب، والعباس، والفضل بن العباس، وأسامة بن زيد

فجهزوا له الماء و وضعوا به نبات يقال له السدر

[[ نبات له ريحٌ طيب ]]

وشرعوا في غسله صلى الله عليه وسلم في ثوبه

فكان العباس والفضل يمسكون جسد النبي

وأسامة يكب الماء

وعلي يغسله، دون أن يكشف جسده

ثم دلكوه في ثوبه وريح المسك يفوح منه صلى الله عليه وسلم

وأخذ علي يغسله وهو يبكي ويقول:_ طبت حياً و طبت ميتاً يارسول الله

وكان صلى الله عليه وسلم لا يُرى منه ما يُرى من الميت

[[ مع ان وفاته صلى الله عليه وسلم في فصل الصيف

فكانت وفاته في ١٢ ربيع الاول

فأتم من عمره الكريم بالتاريخ الهجري {{ ٦٣ }} سنة قمرية

فغسلوه صلى الله عليه وسلم في ثيابه
_

ثم أضافوا إليه ثوبين [[ اي الكفن ]] ثم لفوه صلى الله عليه وسلم بالدرج [[ ما نسميه بطانية ]]

إذن كفن صلى الله عليه وسلم بثلاث اثواب فوق ثوبه الذي مات فيه

ثلاثة اثواب لا قميص فيها ولا عمامة ولا سروال

وبعد أن كفنوه صلى الله عليه وسلم
دخل آل بيته يصلون عليه ، وصلوا لا يؤمهم أحد

ودخل ازواجه ونساء اهل بيته فصلوا عليه

حتى إذا فرغ أهل بيته بالصلاة عليه

قام شيوخ المهاجرين

ابو بكر وعمر وعثمان وابو عبيدة وعدد منهم

فدخلوا وهم يظنون أن أبا بكر سيأومهم بالصلاة عليه

فوقف ابو بكر وقال :_

بأبي وامي انت يا رسول الله ، أنت إمامنا حياً وميتاً لا والذي بعثك بالحق لا يؤم أحد بالصلاة عليك

فأخذوا يصلون فرادا

كلٌ يصلي ويدعو ويخرج ، ويدخل عليه غيرهم حتى صلى عليه المسلمون جميعاً

فأستغرق هذا من الوقت من صلاة الظهر حتى صلاة العشاء

ثم هموا بحفر القبر

فقام ابو طلحة وحفر القبر

ثم قفز بالقبر علي بن ابي طالب و الفضل بن عباس وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسامة بن زيد

ثم أخذوا يهيلون التراب

فسمعت ابنته فاطمة أصوات المساحين وهي تهيل التراب على جسد الحبيب

ورفعت صوتها وهي تقول

: _ وا أبتاه ..  يا أبتاه ..  يا أبتاه أجاب رباً دعاه

وا أبتاه إلى جبريل ننعاه! وا أبتاه في جنة الفردوس مأواه

ثم قالت وقد علا صوتها وبكائها :_

يااا أصحاب النبي ،  أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على وجه رسول الله بأيدكم ؟؟

فتوقفوا عن الدفن وجهشوا وضجوا بالبكاء
____

فلما انتهوا من الدفن

يقول انس :_ ما إن نفضنا أيدينا من تراب دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تغيرت منا القلوب

والذي بعثه بالحق حين دخل المدينة يوم هجرته أضاء منها كل شيء ، ولما وارينه قبره أظلم منها كل شيء
____

وحان وقت أول صلاة فأذن بلال رضي الله عنه، فلما جاء عند قوله: أشهد أن محمداً رسول الله بكى بلال رضي الله عنه ولم يستطع أن يكمل الأذان فبكى الناس، وضجت المدينة بالبكاء

فكان حال الصحابة ولا تسأل عن حالهم ، فلقد تغيرت عليهم الدنيا وأظلمت ، كانوا ينظرون الى آثاره ، الى حجراته ، الى منبره ، الى مصلاه ، وممشاه ، الى ذكريات كلامه ، فلم يعودوا يروا ذلك المربي والمعلم صلى الله عليه وسلم

لم يعودوا يرون ابتسامات وجهه الذي كان كأنه قطعة القمر

وغداً اللقاء يا حبيبي يا رسول الله ، فإن كان الموت هو اللقاء

فوالله لا نهاب الموت يا مرحباً بالموت ولقاء الأحبة محمداً وصحبه
____

وهكذا قد أتتمنا وبفضل الله وكرمه

{{ السيرة النبوية العطرة }} على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، وارجو من الله أن تكون قد أنارت القلوب وتشبعت بحب الله ورسوله وحب هذا الدين الحنيف

فالسيرة هي زاد كل مؤمن ومؤمنة ، وحب النبي صلى الله عليه وسلم هو رزق من الله لا يضعه الله إلا في قلوب من أحبهم

لا تنسونا من دعائكم {{ اخوكم في الله }}

استودعكم الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لمحة عن سيرة المصطفى

08 Dec, 20:01


#هذا_الحبيب_244

#السيرة_النبوية_العطرة

وفاة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
___

هذا الحبيب الذي ترجى شفاعته … عند الصراط إذا ما زلت القدم

هذا الحبيب … الذي حدثتكم عن ولادته

هذا الحبيب … الذي حدثتكم عن صفاته

هذا الحبيب … الذي حدثتكم عن أخلاقه وصبره

هذا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

فو الله لا أدري اليوم ، كيف أحدثكم عن وفاته

لأنه هو الحبيب {{ محمد }} صلى الله عليه وسلم
___

ففي يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

وكان يوم الإثنين {{ ١٢ ربيع الأول }}

وقف {{ أبو بكر }} يصلي بالناس صلاة الفجر
_

قام أبو بكر يصلي بالناس صلاة الفجر

وكان الصحابة يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج الى صلاته بسبب ثقل مرضه

وكانت تقوم على وضوءه أمنا {{ عائشة }} رضي الله عنها

وكان يصلي على فراشه صلى الله عليه وسلم ، وهيئة فراشه كانت الى القبلة

فكان يصلي على فراشه لا يستطيع أن يجلس

فلما كان اليوم الاخير من حياته صلى الله عليه وسلم

يوم {{ الإثنين }} عند صلاة الفجر

كان ابو بكر يصلي بالناس ، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت قراءته من حجرته

فوجد من نفسه صلى الله عليه وسلم خفةً ونشاطاً

فقام و وقف على قدميه دون أن يتكئ على أحد

ثم كشف الستارة التي على حجرة {{ عائشة }}

[[ وكان بابها يفتح على الروضة محادياً للصف الأول في الروضة ، فإذا خرج يكون وجهه لأصحابه وهم في الصلاة ]]

فلما كشف الستار صلى الله عليه وسلم ونظر إليهم ثم تبسم يضحك كأن وجه القمر إذا اكتمل بدره

يقول اصحابه :_ فوالذي بعثه بالحق ، أضاء المسجد كأنه في رابعة النهار

[[ اي كأنه وقت الظهيرة ]]

اضاء المسجد بوجهه صلى الله عليه وسلم

يقول الصحابة :_ فرفعنا رؤوسنا ننظر إليه فهممنا أن نفتن من الفرح برؤيته صلى الله عليه وسلم

[[يعني كادوا أن يخرجوا من الصلاة بسبب فرحتهم برؤية الرسول وطلعته النوارنية عليهم ]]

قالوا :_ فأشار إلينا قائلاً الصلاة الصلاة ، وما ملكت أيمانكم

الصلاة الصلاة ، وما ملكت أيمانكم اللهم قد بلغت ، رفع اصبعه للسماء وهو يقول {{ اللهم قد بلغت }}

ثم ارخى الستارة

وصلى الفجر في حجرته صلى الله عليه وسلم

يقول اصحابه فكانت آخرة مرة رأينا بها وجه النبي صلى الله عليه وسلم
_

وتفائل الصحابة وأطمأنت نفوسهم ، وسكنت قلوبهم ، فقد ظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قد عاد الى صحته وتشافى من مرضه

ولكنهم كانوا لا يعلمون أن هذه النظرة هي النظرة الأخير للطلعة المحمدية ، نظرة الوداع ، وأنه لن يخرج من هذه الحجرة عليهم أبدا

وانطلق بعض الصحابة بعد صلاة الفجر ، يتدبرون شوؤنهم وقد اطمئنت نفوسهم على النبي صلى الله عليه وسلم
_

حتى إذا طلعت الشمس ، صبيحة يوم الأثنين [[ يعني بحدود ما بين الساعة ٦ او ٧ صباحا ]]

واقتربت اللحظات الأخيرة من حياته صلى الله عليه وسلم

واشتدت الحرارة

وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل يده في اناء من جلد به ماء، ويمسح بها وجهه

وهو يقول :_ لا إله إلا الله ، إن للموت سكرات ، اللهم أعني على سكرات الموت
_

تقول السيدة عائشة جلس صلى الله عليه وسلم على فراشه

ورفع رأسه

فأتيت وأسندت ظهره الى صدري ، فوضع رأسه بين سحري ونحري [[ السحر هو اول التقاء قصبات الصدر من الاعلى والنحر هو الحلق ]]

قالت فوضع راسه بين سحري ونحري ، وأشرق وجهه كأنه البدر

فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر [[ اي اخوها ]] ليرى النبي وفي يده سواك لين أخضر

فظل النبي صلى الله عليه و سلم ينظر الى السواك ولا يستطيع ان يطلبه من شدة مرضه

فقالت السيدة عائشة:_ يا رسول الله بأبي وامي أنت ، آخذ لك السواك

فأشار برأسه أن نعم

فأخذت السواك من {{عبد الرحمن }} وقرضت الجزء المستعمل منه

تقول عائشة :_ثم لينته بالماء حتى طاب ثم دفعته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاك به جيداً كأشد ما يستاك قبل ذلك

حتى إذا قضى رغبته منه ألقى به بيده على صدره

تقول :_ فأخذته فتسوكت به فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم في حياته صلى الله عليه وسلم
____

ثم ورفع بصره الى سقف الحجرة، وكأنه يرى مقعده من الجنة

ويعرض عليه التخيير بين الموت وبين البقاء في الدنيا

لأن عموم المؤمنين {{ يرون }}مقاعدهم من الجنة في قبورهم بعد موتهم

ولكن الأنبياء {{ يبشرون }} بذلك في دنياهم قبل موتهم

يقول النبي صلى الله عليه وسلم {{ إنه لم يقبض نبي حتى يرى مقعده من الجنة ثم يُخيَّر }}

تقول السيدة عائشة:_ ورفع النبي صلى الله عليه وسلم سبابته وسمعته يتمتم بكلامات

تقول :_ لم افهمها فقربت أذني إليه وأصغيت له فإذا

هو يقول :_

مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين

اللهم اغفرلي وارحمني ، وألحقني بالرفيق الأعلى
اللهم الرفيق الأعلى ، اللهم الرفيق الأعلى ، اللهم الرفيق الأعلى

ويكررها

لمحة عن سيرة المصطفى

08 Dec, 20:01


تقول السيدة عائشة :_ فعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا به
تقول :_ فقلت إذن لا يختارنا ، وعلمت أنه يكلم جبريل وانه يخير
فما زال يرفع اصبعه

وهو يقول :_ في الرفيق الأعلى ، في الرفيق الأعلى

واشتدت عليه سكرات الموت ، و بدء النزع ، وحشرج صدره صلى الله عليه وسلم

تقول السيدة عائشة :_ ثم أرتخت يده الى جانبه وأخذ يثقل جسده في حجري

فظننت أنه قد أغمي عليه كما في السابق

فوضعت رأسه صلى الله عليه وسلم على الوسادة وخرجت اخبر الناس أن رسول الله قد عاوده المرض
__

فكان أقرب الناس إليه {{ علي بن ابي طالب }} فدخل ونظر في وجهه ثم جهش علي بالبكاء

وقال بأعلى صوته :_ بأبي وامي لقد قبض النبي ، لقد قبض النبي

فارتفع اصوات ازواجه بالبكاء ، وتسرب هذا الخبر الفادح الى المدينة بسرعة مذهلة

فكان الصحابة في حالٍ لا يعلمه إلا الله ، في دهشة عظيمة لا يعلمها إلا الحي القيوم

وقفوا في دهشة وحيرة وهم بين مصدقٍ ومكذب

وضجت المدينة كلها بالاصوات والبكاء كأنه ضجيج الحجيج في منىً

ورفع عمر بن الخطاب سيفه وهو يقول :_والله ما مات رسول الله، لقد ذهب إلى لقاء ربه كما ذهب موسى إلى لقاء الله، وغاب عن قومه أربعين يوماً وعاد مرة ثانية، ورسول الله ما مات وسيعود [[ لم يتحمل عقله رضي الله عنه خبر وفاة النبي ]] وأذهل جميع الصحابة

فأنطلق رجل في طلب {{ ابي بكر }} فوجده على راحلته قريب من مزرعته

فقال له :_ يا ابا بكر ، يا ابا بكر ارجع فقد قبض رسول الله
__

فرجع ابو بكر مسرعاً ، ودخل المسجد فوجد الناس تبكي وعمر يهدد ويتوعد والسيف في يده ، فلم يلتفت إليه ولم يكلمه

ودخل الى بيت ابنته عائشة

فوجد ازواج النبي صلى الله عليه وسلم حوله يبكون

فلما دخل الصديق افسحوا له المكان

فأتى جسد النبي صلى الله عليه وسلم ،وهو مسجاً ببرد يماني فأماط البرد عن وجهه

وجثا على ركبته أمام الحبيب، ثم نظر إليه

ووضع يده على صدغيه، وقبَّلهُ بين عينيه وخديه وهو يبكي

وقال:_ بأبي وأمي ما أطيبك حياً وميتاً

ثم غطى وجهه ببرده ثم خرج الى الناس
__

خرج الصديق مطأطأ الرأس فوجد {{ عمر بن الخطاب }} لا يزال في ثورته وغضبه وهو يصرخ

ويقول :_ من قال بأن محمداً قد مات لأعلونه بسيفي هذا

[[ والناس يسمعون عمر ويتمنون صدقه ]]

فقال أبو بكر :_ على رسلك يا عمر

[[ وما زال عمر يهدد ومشرعاً سيفه وهو يقسم من قال ان النبي قد مات ليضربن عنقه ]]

قال :_ على رسلك يا عمر

[[فلم يسكت عمر ]]

قال :_ اجلس يا عمر

[[ وعمر يأبى إلا أن يتكلم ]]

فتركه ومشى الى المنبر ورقى منه درجة واحدة

ثم قال بأعلى صوته :_ الحمد لله

فلما سمع الناس ابا بكر ، تركوا عمر وأقبلوا على ابي بكر

وقال :_ أيها الناس ، أيها الناس [[ فتجمع الناس حوله]]

:_ أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات

ومن كان يعبد {{{ الله }} فإن الله حيٌ لا يموت

ثم تلا قول الله جل وعلا

{{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ }}

ما أجملك يا حبيبي يا {{ أبا بكر }} ذلك أن الصديق رجل يعيش مع القرآن رضي الله عنه وأرضاه
_

يقول الصحابة بعدما سمعوا الآية :_ والذي بعثه بالحق وكأننا أول مرة نسمع هذه الآية ، وغابت عنا أنها من القرآن

[[ مع أنها نزلت قبل هذا التاريخ بسبع سنوات ]]

فأخذنا نتلوها والبكاء يغلبنا ونحن نقول ونردد

{{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ….}}

ثم نظرنا الى عمر بعد أن سمعها فإذا بالسيف يسقط من يده الى الارض

ثم وقف وكأن الارض تدور به لا يدري أين يوجه وجه ؟؟

وما راعنا إلا و {{ عمر }} يسقط على الارض وقد أغمي عليه يقول الصحابة :_ فأخذنا نرش عليه الماء حتى افاق

فلما أفاق

قال عمر :_ والله الذي لا إله إلا هو ، ما ظننت أن رسول يموت وغابت عني هذه الآية
_

وجلس الناس بالمسجد وعلا بكائهم ، وكانت المدينة قد امتلأت بالناس عندما علموا بمرض النبي صلى الله عليه وسلم

فقال ابو بكر :_ ارسلوا لإخوانكم خارج المدينة أن قد قبض رسول الله ، فليحضروا الى دفنه والصلاة عليه

وأرسل الى جيش {{ اسامة }} وكان بالجرف فرجع الجيش كله ، وغرس اسامة لواء الجيش على باب المسجد وكان تعداد الجيش {{ ٣ آلف }}

رجعوا ليحضروا الصلاة على نبيهم صلى الله عليه وسلم

واخذت الوفود تفد الى المدينة ، حتى غصت المدينة
___

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

07 Dec, 20:01


#هذا_الحبيب_243

#السيرة_النبوية_العطرة

تمريضه صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة
__

انتقل صلى الله عليه وسلم من حجرة ميمونة الى حجرة عائشة رضي الله عنهما

لأن حجرة السيد عائشة اقرب حجرات أزواجه للمصلى

فلما أراد أن يقوم للذهاب لحجرة عائشة فما أستطاع صلى الله عليه وسلم أن يقف على قدميه

فجاء علي بن أبي طالب ، والعباس

فاتكأ عليهما صلى الله عليه وسلم ، وخرجوا به من حجرة السيده ميمونه الى حجرة السيده عائشة ، وكانت رجلاه تخطان الأرض

[[ يعني لا يستطيع أن يرفع رجليه على الأرض ]]

وأصبح صلى الله عليه وسلم يخرج للصلاة متكأً على الفضل بن عباس وعلي بن ابي طالب

حتى ثقل المرض عليه صلى الله عليه وسلم ، وأصبح لا يقوى على الخروج الى المسجد من شدة الحرارة التي يوعك بها
__

وأراد صلى الله عليه وسلم أن يخرج لصلاة العشاء ولكن شدة الحرارة أتعبته صلى الله عليه وسلم

فقال لأزواجه :_ أفيضوا عليَّ من سبع قرب من ماء بئر ، لعلي أستطيع أن أخرج إلى الناس

وجلس صلى الله عليه وسلم فيه ، وصبوا عليه الماء البارد حتى تخف الحرارة

فلما خفت الحرارة قام صلى الله عليه وسلم ليلبس ثيابه ويخرج فما أستطاع

غلبته الحرارة فأغمي عليه ، وتلقته أيدي أمهات المؤمنين حتى لا يسقط الى الارض

فلما افاق قال :_ أصلى الناس ؟؟

قالوا :_ لا هم في انتظارك يا رسول الله

فقال :_ أعيدوا علي الماء

فأجلس في المخضب [[ طست ]] وأعادوا عليه سكب الماء حتى خفت الحرارة

فقام ليلبس ثيابه يريد أن يخرج للناس ليصلي بهم

فلما أخذ في لبس ثيابه أغمي عليه مرة أخرى من شدة الحرارة

فلما أفاق قال :_ أصلى الناس ؟؟

قالوا :_ لا هم في انتظارك يا رسول الله

فقال صلى الله عليه وسلم :_ مُرُوا أبا بكرٍ فليصلِ في الناس فإني لا أقوى على الخروج
____

[[فخافت السيدة عائشة أن يتشائم الناس من أبيها أبو بكر اذا قام مقام النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه ]]

فقالت عائشة :_ يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف ، إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء

[[ الأسيف هو رقيق القلب الذي إذا قرأ القرآن لا يملك نفسه ]]

فقال صلى الله عليه وسلم:_ مُرُوا أبا بكر فليصلِ بالناس
_

فأصبح ابو بكر يصلي بالناس

ويثقل المرض ويشتد على النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان يوم الخميس {{ ٨ ربيع الأول }}

[[ يعني قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ب ٤ أيام ]]

ورأى الصحابة حال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فشق ذلك عليهم ، وأصبحوا في قلق وخافوا على النبي صلى الله عليه وسلم خوفاً شديداً ، وأخذ الانصار يبكون

فلما علم بذلك صلى الله عليه وسلم ،وكانت صلاة الظهر

تقدم أبو بكر ليصلي بالناس

فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي والفضل بن عباس وكانا يصليان أمام باب الحجرة

قال لهما :_ خذا بي الى المحراب

فاتكأ على الفضل وعلى علي بن ابي طالب ، ولم تلامس قدماه الأرض فقد رفعاه شبه الحمل رجلاه تجران على الارض ، وهو معصوب الرأس من شدة الحرارة

فلما رأه ابو بكر همَّ أن يرجع من الصف ليدع الإمامة للنبي صلى الله عليه وسلم ، فأشار إليه أن مكانك

وجلس على يمين ابي بكر وصلى الظهر ابي بكر مؤتم بالنبي و الناس مؤتمة بأبي بكر

_

حتى إذا انتهت الصلاة وكانت آخر صلاة صلاها مع اصحابه صلى الله عليه وسلم ،أشار إليهم أن يحملوه الى المنبر

ثم جلس على أول درجة من المنبر لأن رجليه صلى الله عليه وسلم لم تحملاه للصعود على المنبر[[ وكان منبره من ثلاث درجات ]]

والتف الصحابة شوقاً حول النبي صلى الله عليه وسلم

وخطب فيهم

:_ فحمد الله وأثتنى عليه، وصلى على نفسه صلى الله عليه وسلم ، واستغفر لشهداء أحد

ثم قال : _ أيها الناس

إني بين أيديكم فرط، وأنا عليكم شهيد ،وإن موعدكم الحوض

وإني لأنظر إليه من مقامي هذا

:_ أيها الناس

إني لا أخشى أن تشركوا بعدي ، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها كما تنافس فيها من كان قبلكم ، فتهلككم كما أهلكتهم

:_ أيها الناس

إن عبداً من عباد الله خيره الله بين الدنيا ، وبين ما عند الله فاختار ما عند الله

فبكى {{ أبو بكر }} وارتفع صوته بالبكاء، ورفع يديه إلى النبي صلى الله عليه وسلم

وقال: _ بأبي أنت وأمي يا رسول الله!

فديناك بآبائنا، فديناك بأمهاتنا، فديناك بأموالنا، فديناك بأنفسنا يا رسول الله!

فضج الصحابة من أبو بكر

[[ لأن الصحابة لم تكن تقاطع النبي صلى الله عليه وسلم ابدا ولكن ابا بكر فهم مقصود النبي صلى الله عليه وسلم وعلم أن هذا العبد الذي خيره الله هو النبي ]]

فتعجب الصحابة من ابي بكر لماذا يبكي

وقالوا: عجبا لهذا الشيخ ، وضج المسجد بالكلام لماذا يبكي ، وابو بكر قد علا نجيشه بالبكاء

لمحة عن سيرة المصطفى

07 Dec, 20:01


فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ على رسلك يا أبا بكر
ثم أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يدافع عن أبي بكر، ويبين فضله
فقال: _ أيها الناس
إن أمنّ الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كُنت مُتَّخذًا خليلًا من أُمَّتي لاتَّخذتُ أبا بكر ،ولكن أُخُوَّةُ الإِسـلام ومودته

وما منكم من أحد كان له عندنا يد إلا كافأناه بها، إلا الصديق فإنا قد تركنا مكافأته لله عز وجل

ألا كل خوخة في المسجد تسد إلا خوخة ابي بكر

[[ الخوخة اي الباب ، لقد كان لكل صحابي باب من بيته للمسجد يسمى خوخة ، وباب ابو بكر لليوم لا يغلق ، تغلق جميع ابواب المسجد النبوي إلا باب ابو بكر يبقى مفتوحا ]]

ثم قال :_ يا أيها الناس بلغني أنكم تخافون من موت نبيكم، هل خلد نبي قبلي فيمن بُعث إليه ؟؟ فأخلد فيكم، ألا إني لاحق بربي وإنكم لاحقون بي

ألا إنه يوشك لي خفقان من بين أظهركم [[ أي غياب لن تروني بعد اليوم ]]

ألا إنه يوشك لي خفقان من بين أظهركم ، ألا وإني أحب أن ألقى الله وانا راضياً مرضياً

من كنت جلدت له ظهراً ، هذا ظهر محمدٍ فليقم إليه ويستقد

[[ أي يقوم ليأخذ حقه مني ]]

وسكت صلى الله عليه وسلم واخذ ينظر في وجهه أصحابه كالمودع ، فدمعت عيناه وبكى

فأخذ أصحابه يبكون وتسيل الدموع على لحاهم

فقال لهم مودعاً صلى الله عليه وسلم

:_ حياكم الله، آواكم الله، نصركم الله، رزقكم الله، أيدكم الله، رحمكم الله، حفظكم الله، رزقكم الله، نفعكم الله، وقاكم الله

ثم نظر لأصحابه وقال

{{ بلغوا كل من جاء بعدي من أمتي السلام فإني أسلم عليكم واسلم على كل مسلم جاء ودخل في ديني الى يوم القيامة }}

[[ فالنبي يسلم عليكم صلى الله عليه وسلم ، ردو السلام عليه

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا سيدي يارسول الله جزاك الله عنا خير ما جزا نبيا عن امته

ونسأل الله أن يجمعنا بك في الجنة وأن يحشرنا تحت لواءك وعلى حوضك وأن يسقينا من يدك الكريمة شربةّ لا نظمأ بعدها

اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد صلاة ما صلاها أحد إلا الواحد الأحد

صلاة ترحمنا بها والمذنبين من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

ثم اشار بيده للصحابة أن يحملوه

وعاد وهو يتكئ على العباس وعلى علي رضي الله عنهما

فدخل بيت عائشة رضي الله عنها، والصحابة يبكون في المسجد
__

واشتد الألم برسول الله صلى الله عليه وسلم

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يغشى عليه ويفيق

وكان اذا مرض نفث على نفسه بالمعوذات، فمسح بها على جسده

فلما مرض هذا المرض، لم يستطع أن يفعل هذا

فأخذت السيدة عائشة تنفث في يد النبي صلى الله عليه وسلم ثم تمسح بيده الشريفة على جسده، رجاء بركة يد

الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

ثم افاق فيقة من اغمائه

وقال :_ يا عائشة إن عندي في تلك الخانة [[ اي الرف ]] دنانير من ذهب ماذا صنعتم بها ؟؟

قالت :_ هي عندي

فقال صلى الله عليه وسلم :_ وماذا يقول محمد لربه إذا لقيه وفي حجرته سبعة دنانير ذهبية ؟؟!!!

احضريها يا عائشة ، قالت :_ فأحضرتها

فوضعها في كفه ونظر إليها

ثم قال :_ يا علي بن ابي طالب خذ هذه الدنانير فأنفقها في سبيل الله ، فلن يلقى محمد ربه وفي بيته دنانير من ذهب
_

فلما كان السبت وهو يفيق ويغيب من شدة الحمى

اقبلت إليه ابنته السيدة فاطمة رضي الله عنها وارضاها

فلما رآها صلى الله عليه وسلم

قال :_ مرحباً بأبنتي

وكانت فاطمة رضي الله عنها أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً وهيئتاً

ومشيتاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم

وأشبه الناس لهجةً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

فكانت إذا دخل عليها في بيتها قامت إليه وقبَّلت يده ثم قبَّلها بين عينيها

وإذا دخلت فاطمة عليه ، وكان في أي حجرة من حجرات أزواجه قام إليها فأستقبلها من عند الباب ، وأخذها من يدها وقبَّلَ بين عينيها ، وقبلت يده واجلسها على فراشه جنباً الى جنب

ولكن اليوم حاول أن يقوم إليها ليقبلها في رأسها كما كان يفعل حين رآها فلم يستطع

فبكت السيدة فاطمة وقالت :_ وااا كرب أباه

فقال لها الأب الحنون صلى الله عليه وسلم :_ ليس على أبيك كرب بعد اليوم ، أدني مني يا بنيتي

فدنت منه و أجلسها صلى الله عليه وسلم على يمينه عند فراشه

ثم اقترب من أذنها وتحدث إليها حديثاً لم يسمعه أحد، فبكت بكاءاً شديداً

فلما رأى حزنها تحدث اليها مرة أخرى ، فتوقفت عن البكاء وابتسمت وضحكت

وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم سألتها السيدة عائشة عن ذلك

فقالت :_ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرها أن جبريل قد قرأ عليه القرآن مرتين هذا العام

ثم قال {{ لا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري}} فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حزنها أسر لها أنها ستكون أول أهل بيته موتا بعده، وانها سيدة نساء اهل الجنة فضحكت
__

يتبع بإذن الله ....

لمحة عن سيرة المصطفى

06 Dec, 20:02


#هذا_الحبيب_242

#السيرة_النبوية_العطرة

مرض النبي صلى الله عليه وسلم
_

في صفر من السنة الحادية عشر من الهجرة، وقبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم   بخمسة عشر يوماً

أَمر النبي صلى الله عليه وسلم {{ أسامة بن زيد }} على سرية لغزو الشام

وأمره أن يسير حتى يصل الى {{ مؤتة }} وهو المكان الذي مات فيه أبوه في غزوة {{ مؤتة }}

وقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ سر إلى موضع مقتل أبيك [[ أبوه زيد بن حارثة رضي الله عنه وذكرنا استشاهده في مؤتة  ]]

وكان عمر {{ أسامة بن زيد}}

[[ قيل  ١٧ وقيل ٢٠ عاما يع ]] وكان الجيش به عددا كبيرا من شيوخ المهاجرين والأنصار

فكان فيهم

{{ أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد }}

على ماذا يدل هذا ؟؟

تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ، أن للشباب أمكانيات هائلة

ولكن تكلم الناس في هذا

قالوا :_ يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين ، مثل ابو بكر وعمر  وغيرهم ، الى محاربة الروم ؟؟

وعلم النبي صلى الله عليه وسلم بما يتكلم به الناس،

فقام بعد صلاة من الصلوات

وكان إذا صلى بأصحابه وانتهى وسلم ، أستدار دورة كاملة فجعل ظهره الى المحراب ، ووجهه الى اصحابه ثم استغفر وختم صلاته

ولكن هذا اليوم استدار واستقبلهم على الفور قائلاً :_

لقد بلغني ما تقولون في اسامة ، ولئن طعنتم في إمارتي أسامة، فلقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله، وأيم الله إنه كان للإمارة لخليقاً ، وإن كان لأحب الناس إلي وإن ولده هذا من أحب الناس إلي بعده

فلقبه الصحابة {{ الحب بن الحب }} اسامة بن زيد

ثم قال :_ فاستوصوا به خيراً ، فإنه من خياركم
___

وبدأ المسلمون يستعدون للخروج، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم {{ اسامة بن زيد }} أن يعسكر على باب المدينة حتى يتجمع الجيش

وقبل أن ينطلق شاع الخبر بالمدينة أن النبي صلى الله عليه وسلم وجعٌ [[ اي اصابه المرض ]] لا يفك العصابة عن رأسه فتوقف الجيش

ولم يتحرك الجيش بحياته صلى الله عليه وسلم ، ولن نذكر ما حدث بالتفصيل مع الجيش لأنه انطلق في خلافة الصديق رضي الله عنه
____

وكان قد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة حنين

{{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً }}

فلما نزلت هذه السورة

قال النبي صلى الله عليه وسلم  لجبريل عليه السلام

:_ يا جبريل! أرى أنه قد نعيت إليَّ نفسي بهذه السورة

فقال جبريل: _ يا رسول الله

{{ والآخرة خير لك من الأولى }}

والآن وقبل وفاته صلى الله عليه وسلم بأيام

ينزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم

بآخر اية من القران

قوله تعالى {{ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }} الآية281 من سورة البقرة

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ نعيت إلي نفسي
___

وخرج صلى الله عليه وسلم ، لزيارة شهداء احد

فوقف صلى الله عليه وسلم ومعه جمع من اصحابه

وقال :_ السلام عليكم دار قوم مؤمنين, وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، ثم دعا لهم واستغفر

ثم ألتفت الى أصحابه وقال :_ وَددت أن لو رأيت إخواني

قال الصحابة :_أولسنا إخوانك يا رسول الله؟

قال :_ أنتم أصحابي وإخواني الذين يأتون من بعدي يود أحدهم أن لو رآني بأهله وماله

[[هل اشتقتم للحبيب كما اشتاق لكم ؟؟ بعد أن عشتم ايام وايام مع سيرته صلى الله عليه وسلم ، هل اشتقتم له

هل شعرتم بلذة محبته في قلوبكم ،  الذي أحبكم ولم يراكم ، وتمنى لو رأكم ؟؟ ]]

ثم قال :_  وانا فرطهم على الحوض

[[ بمعنى كيف عندما يكون رجال في سفر وينطلق رجل منهم قبلهم يهيئ لهم المكان من ماء ومجلس يقال عنه عند العرب فرط القوم ، فالنبي صلى الله عليه وسلم فرط أمته على الحوض عندما يصلون لحوضه يكون قد هيئ لهم ما يسر قلوبهم ويفرحهم  حبيب قلوبنا صلى الله عليه وسلم ]]

فقالوا:_ يا رسول الله, كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟

[[ يعني اناس لم تراهم لم تلتقي بهم كيف ستعرفهم ؟؟ ]]

قال: _ أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة [[ الغر هو البياض في غرة الحصان ، محجلة وهو ذلك االبياض الذي يكون على ارجلها وليس شرط ان يكون في قوائمها الاربعة ، اثنين الامامية يكفي ليقال عنها محجلة ]]

في خيل دُهم بُهم ألا يعرف خيله؟

[[ دُهم يعني لونهم اسود ومعنى بُهم الذي لا يخالط لونه لون آخر بلغتنا يعني حصان اسود ما عليه ولا شعرة ملونة اسود كحل  ، فمن السهل ان تفرق الحصان اللي غرته بيضاء وقدميه فيها بياض من الحصان الاسود  فالنبي يسأل الصحابة ألا يفرق صاحبهم بينهم ويعرفهم ، وكذلك يعرف صلى الله عليه وسلم امته ]]

قالوا: _بلى يا رسول الله
قال:_ فإنهم يأتون يوم القيامة غرًّا محجلين من الوضوء

لمحة عن سيرة المصطفى

06 Dec, 20:02


[[ أي نور يسطع من جوههم وايدهم بسبب الوضوء ، وهذه العلامة التي بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة سببها الوضوء وهذا يدل ان هذه العلامة ليست لأحد من الامم إلا لهذه الامة ، فلو أتت اي امة بهذه العلامة كيف سيعرف النبي امته ، إذن هي علامة مخصصة لأمته   ]]

وأنا فرطهم على الحوض
___

وبعد أن رجع صلى الله عليه وسلم اصبح يشعر بأعراض الحمى وارتفاع الحرارة

فصلى يوما العشاء ، وقال لأحد اصحابه واسمه

{{ أبو مويهبة }} رضي الله عنه

قال له :_ انطلق بنا الى البقيع [[ وهي مقبرة المدينة ]]

وأمسك بيد {{ ابو مويهبة }} لأن الحمى كانت تهزه صلى الله عليه وسلم [[ يرجف من الحمى  صلى الله عليه وسلم]]

ودخل البقيع فوقف على اوله

ثم قال _ السلام عليكم دار قوم مؤمنين ! أنتم السابقون ونحن بكم لاحقون

اللهم رب هذه الأجساد البالية ، والعظام النخرة ، أنزل عليهم روح منك وسلامٌ منا

ثم دعا لهم واستغفر

ثم قال :_ هنيئاً لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، لقد أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها وآخرها أشر من أولها

[[ أي يبشرهم أنهم خرجوا في حياته فلا فتن في حياته صلى الله عليه وسلم ]]

ثم التفت الى أبو مويهبة

وقال له:_لقد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة

[[ يعني خيره الله أن يكون له ملك الدنيا الى ان تقوم الساعة ، خالدا فيها ، ثم يوم القيامة هو هو محمد رسول الله فلا ينقص من اجره شيء ، فأختار صلى الله عليه وسلم لقاء الله ]]

فقال أبو مويهبة :_ بأبي أنت وأمي يا رسول الله! فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة

فقال صلى الله عليه وسلم

:- لا والله يا أبا مويهبة! لقد اخترت لقاء ربي والجنة

ثم استغفر  صلى الله عليه وسلم لأهل البقيع، وعاد وهو يشعر بصداع شديد في رأسه حتى اوصله ابا مويهبة الى باب حجرة عائشة وهو ممسك بيده
__

ودخل صلى الله عليه وسلم على حجرة عائشة

فوجدها تقول: _ وا  رأساه

[[ اي اه يا راسي من شدة ألم الراس ]]

فأمسك  برأسه الشريف صلى الله عليه وسلم

وقال: _ بل أنا والله يا عائشة وا رأساه

[[ يعني لو تعلمين الألم الذي نزل في راسي ، ولم يكن من عادة النبي  أن يشتكي من أي ألم في مرض، ولكن كان الألم هذه المرة شديدا جداً ]]

ثم أخذ يداعبها صلى الله عليه وسلم لينسيها ألم راسها رغم مافيه هو من ألم
_

واشتد الألم بالنبي صلى الله عليه وسلم فألتفت الى عائشة وقال :_ يا عائشة ما أزال اجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم

[[  هو الشاة المسمومة التي أعدها اليهود في خيبر، لقتل النبي صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة من الهجرة وقد ذكرناها و { الابهر } هو الشريان الأورطي، وهو اكبر شريان في جسم الإنسان، والذي يوزع الدم المؤكسج الى جميع أجزاء الجسم

اذن سبب مرضه صلى الله عليه وسلم هو تأثير السم على الشريان الأورطي الذي كان سببه  اليهود فهم قتلة الانبياء لعنهم الله ولعن من وقف معهم وساندهم وايدهم

وقد بقي أثر السم في جسده  أكثر من ثلاثة سنوات، حتى يعطي الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم مع درجة النبوة درجة الشهادة،  وذلك لإرادة الله تكميل مراتب الفضل كلها له صلى الله عليه وسلم ]]
____

ثم انتقل صلى الله عليه وسلم في اليوم الثاني الى بيت زوجته {{ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها }} وقد ثقل عليه المرض في بيت ميمونة

واشتد الألم برسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا قبل وفاته  فجمع زوجاته

وقال لهن: _لقد ثقل المرض بي وأصبحت عاجزاً  عن التنقال الى حجراتكن أفتأذن لي أن أمرض في بيت عائشه ؟

فهي اقرب حجرة الى المصلى

{{ انظروا الى اخلاق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم}}

فقلن: – أذنا لك يا رسول الله

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

05 Dec, 20:01


#هذا_الحبيب_241

#السيرة_النبوية_العطرة

انتهاء حجة الوداع و عودة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة
____

بعد ان حلق صلى الله عليه وسلم وتحلل من احرامه

انطلق إلى بيت الله الحرام، فطاف فيه طواف الإفاضة راكباً بعيره، وبعدها اتجه إلى مِنى، فصلى فيها الظهر والعصر، وبات هناك ليلة الحادي عشر

وانتظر حتى إذا غابت الشمس بدأ بالجمرة الصغرى فرمى بسبع حصيات

ثم اتجه إلى جهة الوادي ودعا

ثم رمى الجمرة الوسطى بسبع حصيات واتجه مرةً أخرى جهة الوادي ودعا

ثمّ رمى الجمرة الكبرى من بطن الوادي فأتم بذلك الرمي بالجمرات، وبات ليلة الثاني عشر في منى أيضا، ولم يتعجل، وبعدها أمر الناس بطواف الوداع، ثم عاد إلى المدينة المنورة

وانتهت حجة الوداع
_

رجع صلى الله عليه وسلم من مكة بعد {{ حجة الوداع }} الى مديتنه صلى الله عليه وسلم

بعد أن ودع القبائل العربية التي جاءت للحج معه

فلما وصل للمدينة من بعيد ، ونظر لبساتينها

ورأى تلالها

قال صلى الله عليه وسلم :_ الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر

لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، آيبون تائبون عابدون، ساجدون لربنا حامدون

لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده

ويقول أصحاب السير ورواة الحديث

:_ ما قفل صلى الله عليه وسلم راجعاً من سفر ، ونظر للمدينة إلا حث النبي صلى الله عليه وسلم دابته [[ اي اسرع بالدخول ]]

وقال :_ هذه طابة وهذه طيبة ثم يكبر الله عزوجل ويذكر فضل الله عليه يوم الأحزاب [[ يوم الخندق ]]

لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده [[ ويرددها الصحابة من بعده]]
____

ثم دخل صلى الله عليه وسلم مدينته واستقبله من كان فيها

ولما استقر بمدينته وكانت قد قرأت تلك {{ الأرهصات }} في حجته بأنه مودعاً أمته

فلم يبقى إلا اياماً من عمره صلى الله عليه وسلم

فلقد شعر صلى الله عليه وسلم ، أن ايامه في عد تنازلي

[[ ففاجأ أصحابه ببرنامج جديد لحياته في المدينة
في تعليمهم ومجالستهم وقيام الليل والصيام ]]
___

فأستحضر الصحابة احوال النبي صلى الله عليه وسلم

بأنها تختلف عن باقي أيامه التي مضت فقد كثف عبادته صلى الله عليه وسلم من صيام وقيام ، ولقد قام ليلة بأكملها مع أن الله قسم له صلاة الليل

فقال {{ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }}

تقول السيدة عائشة :_ قام ليلةً لم يبرح الصلاة فيها ، يطيل السجود حتى كان الفجر

ثم قام الليلة التي بعدها حتى كان الفجر ، ثم قام الليلة التي بعدها حتى كان الفجر

فتورمت ركبتاه صلى الله عليه وسلم وهو يطيل السجود

تقول السيدة عائشة :_ كان سجوده بمقدار ما يقرأ احدكم خمسين آية [[ وهو يسبح الله ويتضرع إليه ]]

فقالت له عائشة :_ يارسول الله تطيل بهذا القيام وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر

قال :_ يا عائشة أفلا اكون عبداً شكورا

[[ اذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم قدغفر له ما تقدم وما تأخر و لا ذنب له ، ولكن هذا مزيد رفعة وتكريم و المخاطب النبي والمراد امته من بعده ]]
_

وأخذ صلى الله عليه وسلم يكثف في جلوسه مع اصحابه كالمودع لهم ويبشرهم

ويقول لهم :_ لقد عرضت لي الجنة في حائط بني فلان [[والحائط يعني البستان ]]

وأخذت أنظر فيها ، حتى دنت ثمارها مني وهممت أن اقطف قطفاً من ثمارها ، وأضعه لكم في المسجد ، فما زلتم تأكلون منه حتى ينفخ في الصور

[[ لان ثمار الجنة لا تنفذ ]]

قال :_ ولكني أبيت لأن ذلك طعام أهل الجنة

قال :_ وبينا أنا انظر في الجنة إذ سمعت قرع نعلٍ

فقلت :_ من هذا ؟؟  فإذا هو بلال !!

ثم ألتفت الى بلال وقال :_ يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة ؟؟

فبكى بلال

و قال :_ يا رسول الله لا أعلم لي مزيد عمل أو فضل

غير أني يا رسول الله ما أحدثت إلا توضأت

[[ الحدث معناه نقض الوضوء ]] ولا توضأت إلا صليت

[[فكان دائم الطهر وفي كل طهر صلاة ]]

فقال له النبي :_ هو بذا يا بلال

[[ أي هذا هو سببه ]]
____

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:_ رأيت قصراً عظيماً يلفت الأنظار

فقلت :_ لمن هذا ؟!!

فقيل لي :_ هو لعمر [[ أي عمر بن الخطاب ]]

قال :_ ورايت جاريةً تتوضأ في صحنه

قال فهممت انا أنظر فيه [[ أي في ذلك القصر أجول النظر فيه ]]

فتذكرت غيرة {{عمر بن الخطاب}} فصرفت نظري

فجهش عمر بالبكاء

وقال :_ أمنك وعليك أغار يا رسول الله ؟

وهكذا ما زال صلى الله عليه وسلم يحدثهم و يبشرهم ، فعلم الصحابة أنه يودعهم صلى الله عليه وسلم

يتبع بإذن الله ..

لمحة عن سيرة المصطفى

04 Dec, 20:17


من السنة أن ياكل الانسان من اضحيته  و يطعم
_
نحر صلى الله عليه وسلم {{ ٦٣ }} وأتم علي رضي الله عنه تمام {{ ١٠٠ }}
ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذ من كل ناقة بضعة بضعة [[ أي قطعة ]] فطبخت في قدرٍ كبير فشرب من مرقها وأكل من لحمها .
وبعد أن نحر صلى الله عليه وسلم

دعى الحلاق وجلس بين يديه صلى الله عليه وسلم ، وكان اسمه {{ معمر بن عبدالله }} رضي الله عنه

وكان حلاقٌ ماهر ، فأخذ الموس وجلس صلى الله عليه وسلم بين يديه وكان شعره يضرب منكبيه

[[ أي  شعره قد وصل الى كتفيه ]]

ثم فرق صلى الله عليه وسلم شعره نصفين

فألقى نصفه على يمينه ، و نصفه الآخر على شماله

ثم قال النبي :_ يا معمر لقد امكنك رسول الله من شحمة أذنه وعنقه بين يديك والموسم في يدك

[[ إنها ثقة وأمانة ، معمر مسلم جديد من يوم فتح مكة من الذين قال لهم النبي اذهبوا فأنتم الطلقاء ، فمن يدري أيغدر بالنبي أم لا يغدر ، ولكنها فراسة النبي ، ولم يأمر أحد من المهاجرين والانصار أن يحلق له شعره مع أن فيهم من يحلق ]]

فذرفت عينا معمر

وقال :_ المنة لله ورسوله ، الحمد لله الذي جعلني موضع ثقة رسول الله

فأخذ بالموس بالشق الأيمن

وتقدم {{ سهيل بن عمرو }} فما جعل شعرة تسقط على الأرض إلا اخذها وقبَّلها ووضعها على عينه

وهو يقول :_ شعر رسول الله فداه ابي وامي

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا ابا طلحة أقسم شعري بين أصحابنا

{{{ حديث صحيح أخرجه البخاري }}
__

إذن التبرك بآثار النبي سنة لا غبار عليها

هذه عقيدتنا نلقى بها وجه الله ، ونحن مطمئنين

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

04 Dec, 20:17


#هذا_الحبيب_240

#السيرة_النبوية_العطرة

الجمرة الكبرى ، والنحر، و تحلله ﷺ
_

عاد صلى الله عليه وسلم إلى منى بعد الفجر وقبل طلوع الشمس من مزدلفة

وكان الذي يقود خضام ناقته {{ اسامة بن زيد }} رضي الله عنه

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ ألتقط لنا سبع حصيات ولا تغالي فيهن مثل الخزف

{{ حصى الخزف }}

[[ اي حجم حبة الحمص ]]

ثم اخذها بكفه  صلى الله عليه وسلم وهو يقلبها

ويقول :_ مثل هذه ، لا تغالوا فيهن ، إنما أهلكَّ من قبلكم الغلو في الدين
__

لماذا ؟؟

لان رمي الجمرات شيء {{ معنوي }} وليس {{ حسي }}

وليس لأن الشيطان جالس في هذا الحوض حتى نرجمه ونقتله

انما هو أمر الله لنا

امرنا الله أن نطوف حول الكعبة انتهى الكلام نقول سمعاً وطاعة ، هكذا امر الله

{{ عمر بن الخطاب }} رضي الله عنه

لما جاء الى الحجر الاسود

قال :_  انا اعلم أنك حجر لاتضر ولا تنفع ، ولولا أني رايت رسول الله يقبلك ما قبلتك

يعني لو أن الله أمرنا ان نتوجه في صلاتنا الى الشمال نتوجه للشمال

قال تعالى {{ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ }}

إذن القضية هي فقط {{ طاعة الله }} فيما أمر

امرنا بالصيام ..  أستجبنا

امرنا بالصلاة ..  أستجبنا

قال لنا :_ هذا حلال وهذا حرام

قلنا :_ سمعنا واطعنا

لذلك عندما قال  الكفار

{{  إِنَّمَا البيع مِثْلُ الربا }} الاثنين واحد ليش حرام ؟؟

فماذا رد الله عليهم ؟؟

{{ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا }}

هل نطيع الله أم لا نطيعه ؟؟ البيع حلال ، أما الربا حرام

نحن عبادتنا هي طاعة الله

إذن

نحن لا نعبد الكعبة نحن نعبد {{ رب الكعبة }} ونطيع امره ولا نرمي الجمرات لننتقم من ابليس ونضربه لا

لكن الله هو الذي  أمرنا ان نرمي الجمرات سبع حصيات ، نحن نرمي لان الله امرنا بهذا ، وهكذا ايضا الوقوف في عرفة ومزدلفة ومنى ونقول بأعلى صوتنا

{{ لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك }}

كل هذا لأن الله هو الذي  أمرنا

لا نعظم هذه الاشياء لذاتها ، لكنها معظمة لدينا  لأن الله أمر بتعظيمها فقط

وهذا من اكبر امتحانات الله لعباده وهو طاعة الله المطلقة

كما امر ابراهيم  بذبح ابنه اسماعيل عليهما السلام

قال تعالى

{{فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ }}

إذن طاعة الله اختبار ، نحن نطيع أمر الله عزوجل
____

ثم توجه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى الجمرة الكبرى، وهناك رمى سبع حصيات

وكان يقول:_ الله أكبر مع رميه لكل حصاة

ثم استقبل البيت ودعى الله ما شاء الله له ان يدعو
_

ثم توجه الى المنحر ومنى كلها منحر

[[ لان النبي قال نحرت هاهنا ومنى كلها منحر ]]

اتى المنحر وقد أعُدت له الابل وكان عددها {{ ١٠٠ }}

وكان الذي تطوع ان يرعى الابل هو

{{ سهيل بن عمرو رضي الله عنه }}

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا سهيل قدمها واحدة واحدة ، لا تجعل واحدة ترى منحر أختها

ثم يقول لأصحابه :_ من كان له بدنة ينحرها فليسقها الماء قبل أن ينحرها

وليحد خنجره بعيداً عن عينها

ثم اضجعها برفق
_

فوقف صلى الله عليه وسلم واخذ حربة بيده

واخذ سهيل يقدمها واحدة واحدة

ثم يضرب بالحربة في منحرها

وهو يقول :_ بسم الله ، الله اكبر [[ واحدة تلوى الاخرى بسم الله ، الله اكبر …  وهكذا ]]

حتى نحر صلى الله عليه وسلم {{ ٦٣ }} بدناً

نحرها كلها {{ قائمة }}

لماذا قائمة ؟؟

لأن الأبل لها كرامة وتختلف عن باقي الانعام كيف لا وقد قدمها الله على السموات والارض

قال تعالى {{أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَت * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ،* وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ }}

وقد رأى الصحابي الجليل الفقيه {{عبد الله بن عمر}} رضي الله عنه رأى يوما رجلاً ، قد أضجع ناقته وأراد أن يذبحها

فقال له :_  ابعثها قائمة ، سنة رسول الله لا تبديل لكلمات الله

ألم تقرأ قوله تعالى ؟؟

{{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ }}

[[ سميت الناقة بدن لأنها اكبر الانعام من البقر والماعز والخرفان فهي اكبرهم ذبيحة ]]

{{فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ}}

[[صواف أي قائمة]]

{{ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا }}

[[ أي بعد ان ذبحتها وهي واقفة واضجعت على الارض ]]

{{ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }}

لمحة عن سيرة المصطفى

02 Dec, 20:02


#هذا_الحبيب_239

#السيرة_النبوية_العطرة

الإفاضة من عرفة
_

انتهت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم التي خطبها في عرفة المعروفة {{ بخطبة الوادع }}

ثم أذن بلال لصلاة الظهر وأقيمت الصلاة فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين سراً

[[ أي لم يجهر بها بالقراءة اي ليست صلاة جمعة ]]

ثم أمر بلال أن يقيم الصلاة فصلى بهم ايضا ركعتين صلاة العصر قصراً وجمعاً [[ جمع تقديم ]]

ثم أمر الناس أن يأخذوا راحتهم حتى تذهب حدة الشمس لان الوقت ظهر

ثم ركب صلى الله عليه وسلم ناقته القصواء وأتجه بها الى وسط عرفة المعروف {{ جبل الرحمة }}

حتى أتى الصخرات العظام الكبار فأسند صدر ناقته الى الصخرات و يمم وجهه الى الكعبة

وأخذ يدعو ربه [[ اي من قبل أن يدخل آذان العصر ]]

فكان صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويستغفر ويبكي ويدعو لأمته

يقول الصحابة :_ وقد رفع يديه يدعو متذللاً متضرعاً الى الله

فمازال يدعو حتى سقط القرص

[[ يعني غابت الشمس ]]

و لم يأذن بصلاة المغرب

حتى بدت العتمة ثم اخذ طريقه وهو يقول للناس

افيضوا عباد الله مغفوراً لكم لقد غفر لكم ما مضى فأحرصوا على ما بقي [[ أي أحرص على بقية عمرك ]]
_

وسبحان الله

عندما يفيض الحاج أو الحاجة من {{ عرفة }} يرجع كيوم ولدته أمه [[ أي لا ذنوب عليه مثل الطفل المولد جديد ]]

ويرسل الله لكل حاج او حاجة {{ ملك }} يضع يده بين كتفيه

ويقول :_ أفض عبد الله ، قد غفر لك فيما مضى ، فأجتهد فيما بقي
__

فلما افاض صلى الله عليه وسلم

يقول أصحابه :_ فشنق صلى الله عليه وسلم للقصواء [[ معنى شنق أي شد خضامها للوراء كي لا تسرع ]]

واخذ يرفع كلتا يديه للناس وهو يقول :_ السكينة ، السكينة ياعباد الله ليس البر بالإيضاع

[[ يعني ليس من التقوى ان تسرعوا ]]

ومازال يقول صلى الله عليه وسلم

:_ السكينة السكينة ، حتى أتى {{ مزدلفة }}

___

فلما وصل {{ مزدلفة }} أمر أن ينزل الناس ولم يأمر أن ينصبوا الخيام

نزل وصلى بهم المغرب والعشاء جمع وقصر [[ جمع تأخير ]]

ثم اضطجع صلى الله عليه وسلم قليلاً لم ينم ولم يأمر الناس بالنوم ولم ينهاهم

فمن نام فهو خير ، ومن لم ينم ايضا هو خير ، فالمبيت في مزدلفة من {{ سنن الحج }}

وأذن صلى الله عليه وسلم للضعاف وللنساء ولمن له واجب في مكة كبني عبدالمطلب [[ كانت مهمتهم سقيا الحجيج ]] رخص لهم أن يفارقوا مزدلفة بعد منتصف الليل قبل الفجر

رفعاً للمشقة عنهم
_

وبقي صلى الله عليه وسلم فيها الى ان طلع الفجر فصلى بالناس الصبح

ثم وقف عند المشعر الحرام يدعو الله ويستغفر

وقف يدعو عند المشعر الحرام حتى اسرف النهار

[[ اي لم تشرق الشمس بعد ، ولكن هناك ضوء ]]

فأفاض من مزدلفة الى منىً قبل شروق الشمس
__


يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

01 Dec, 20:02


#هذا_الحبيب_238

#السيرة_النبوية_العطرة

  (( خطبة الوداع ))
_

ركب صلى الله عليه وسلم ناقته واستقبل وجه الناس

وخطب فيهم يوم عرفة {{ خطبة الوداع }}

وقال :_

{{ الحمد لله نحمدهُ ونستعينُه ، ونستغفرهُ ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهدِ الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أوصيكم عباد الله بتقوى الله ، وأحثكم على طاعته واستفتح بالذي هو خير }}
__

ثم قال صلى الله عليه وسلم :_ أيها الناس اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ، بهذا الموقف أبدا

[[ بسبب هذه العبارة سميت خطبة الوداع ، وحجة الوداع  وقد صدق صلى الله عليه وسلم ، فلقد توفي بعد الحج ب ٨٠ يوم فلم يلتقي بهم في ذلك المكان ابداً   ]]

أيها الناس

أتدرون في أي يوم أنتم ؟؟

فقال الصحابة :_ الله ورسوله أعلم

يقول الصحابة :_ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ يظنون أنه سيسميه بغير أسمه

ثم قال صلى الله عليه وسلم :_ أليس يوم الحج الأكبر ؟؟

قلنا :_ بلى يارسول الله

قال :_ أيها الناس أي شهر هذا ؟؟

قلنا :_ الله ورسوله أعلم

قال :_ أليس ذو الحجة ؟؟

قلنا :_ بلى

فقال صلى الله عليه وسلم :_ أي بلد هذا ؟؟

قلنا :_ الله ورسوله أعلم

قال :_ أليست البلدة ؟؟ [[ أي مكة ]]

قلنا :_ بلى

فقال :_

إنَّ دماءكم، وأموالكم حرام عليكم الى تلقوا ربكم

كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا

ألا هل بلغت ؟؟ [[ ومن هنا سميت خطبة البلاغ ]]

قالوا :_ بلى

فرفع أصبعه الى السماء وهو يقول:_ اللهم أشهد

ثم ينكثها على رؤوسهم ثلاث مرات

[[  ومن هنا سميت خطبة الاشهاد ]]

ثم قال :_ ألا ليبلغ منكم الشاهد الغائب
___

نرجع لخطبة الوداع

ثم يقول النبي صلى الله عليه وسلم :_فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها

وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ، وقضى الله أنه لا ربا ، وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب .

وإن دماء الجاهلية موضوعة [[ يعني مافي ثأر ]]

وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب .

[[ يكون ابن ابن عمه للنبي  ، اسقط اول شي ربا عمه ، وبعدين اسقط دم ابن ابن عمه يعني  لا في ربا ولا دماء الجاهلية في الاسلام

وكان لابن عم النبي صلى الله عليه وسلم طفل مسترضع في بني ليث ، فقامت حرب بين بني ليث ، وهذيل ، والطفل كان  يحبوا خارج البيت ، فجاءه حجر من هذيل فرضخ راسه فمات مقتول ، فأسقط دمه صلى الله عليه وسلم ]]

ثم قال صلى الله عليه وسلم

وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية [[ السدانة خدمة الكعبة والسقاية هي سقاية الحجيج كل عادات الجاهلية أسقطت إلا السدانة والسقاية ]]

ألا هل بلغت ؟؟

قلنا :_ بلى

قال :_اللهم فاشهد

نكمل خطبة النبي صلى الله عليه وسلم

:_ أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم
__

:_ أيها الناس إنما النسىء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليوطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله

وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، منها أربعة حرم

:_ ألا هل بلغت ؟؟

قلنا :_ بلى

فرفع اصبعه مشيرا للسماء وقال :_ اللهم أشهد

ثم ينكثها على رؤوس الناس

____
ثم قال :
أيها الناس
موعدكم معي ليس الدنيا
موعدكم معي عند الحوض
و الله لكأني انظر اليه من مقامي هذا

أيها الناس و الله ما الفقر أخشى عليكم
و لكن أخشى عليكم الدنيا
أن تنافسوها كما تنافسوها الذين من قبلكم
فتهللكم كما اهلكتهم

_ أيها الناس
الصلاة الصلاة
الصلاة الصلاة
الله الله في الصلاة
____

ثم قال صلى الله عليه وسلم :_

ايها الناس
استوصوا بالنساء خيراً
استوصوا بالنساء خيراً،فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً

وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً

ألا هل بلغت ؟؟

قلنا :_ بلى

فرفع اصبعه الشاهد للسماء وقال :_ اللهم أشهد

ثم قلبها  على رؤوس الناس
____

ثم قال صلى الله عليه وسلم :_أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه

:_ ألا هل بلغت ؟؟

اللهم فاشهد

فلا ترجعن بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده كتاب الله وسنة نبيه

:_ألا هل بلغت ؟؟

اللهم فاشهد
___
:_ أيها الناس إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، كلكم لآدم وآدم من تراب ، إن أكرمكم عند الله اتقاكم

وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى

:_ ألا هل بلغت ؟؟

قالوا :_ بلى اللهم فاشهد

لمحة عن سيرة المصطفى

01 Dec, 20:02


قال :_ ألا ليبلغ منكم الشاهد الغائب فرب مبلغٍ أوعى من سامع

وضعها صلى الله عليه وسلم آمانة في اعناق الأجيال أن كل جيل يبلغها لمن بعده

بأن النبي صلى الله عليه وسلم يبلغكم

{{ أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله اتقاكم }}

ثم قال صلى الله عليه وسلم

وانتم ستسألون عني يوم القيامة فما انتم قائلون ؟؟

قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت

فأشار بيده السبابة يرفعها الى السماء ويقلبها على رؤوس الناس

وهو يقول :_  اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، اللهم اشهد

أيها الناس
أن عبدا خيره الله بين الدنيا و بين ما عند الله
ف اختار ما عند الله
آواكم الله
حفظكم الله
نصركم الله
ثبتكم الله
أيدكم الله

أيها الناس
اقرءوا مني السلام
كل من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة

والسلام عليكم ورحمة الله

[[ انتهت خطبته صلى الله عليه وسلم]]

__

ونزل عن ناقته صلى الله عليه وسلم [[ وكما قلنا كان يوم الجمعة و وقت ظهر ]] فأمر بلال أن يأذن للصلاة

فقام بلال ليأذن وإذا بجبريل ينزل

وعرف الصحابة أن الوحي قد أنزل عليه لأنهم يعرفون ملامحه عندما ينزل الوحي عليه

يثقل صلى الله عليه وسلم

ثم يتصبب جبينه عرقاً كأنه حب اللؤلؤ ويشرق وجهه كأنه الشمس

فلما سري عنه الوحي

تلى على أصحابه قوله تعالى

{{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً}}


___

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

30 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_237

#السيرة_النبوية_العطرة

(( حجة الوداع ، الوصول لعرفة ))
__

بقي صلى الله عليه وسلم على إحرامه ، وتحلل أصحابه  ورجع الى مكان اقامته في مكة عند {{ الحجون }}

ولم يرجع صلى الله عليه وسلم الى الكعبة ليصلي ولا فرضاً واحداً

فأخذ يصلي بأصحابه عند خيامه ، صلاة  قصر

والكعبة قريبة منه صلى الله عليه وسلم

لماذا ؟؟

لأنه لو صلى لأزدحم الناس كلهم عند صلاته ، والكعبة فيها نيف عن مئة ألف

فأعطى الناس راحتهم ، فمن شاء فليصلي في الكعبة

ومن شاء فليصلي في رحاله

[[ من اجل أن لا يزدحمون ]]

قال تعالى {{ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ }}

_

وأقام صلى الله عليه وسلم بمكة {{ ٤ }} أيام

يوم الأحد، والإثنين، والثلاثاء، وكان الأربعاء

{{ ٨ ذي الحجة }} المعروف بيوم التروية

فأمر الناس أن يستعدوا لأحرام الحج ، وكان صلى الله عليه وسلم قد بقي على احرامه كما ذكرنا

فأغتسل صلى الله عليه وسلم  وهو محرم
____

فلما كان يوم الخميس عند الضحى ، توجه صلى الله عليه وسلم بمن معه من المسلمين إلى {{ منىً }} ونزل بها

وصلَّى بها الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء

وصلى فجر عرفة في {{ منىً }}

[[ وهذه هي السنة ، فهي ليست ركن من اركان الحج ولا واجب من الواجبات ولكنها سنة لا تأثم على تركها ]]

صلى فجر يوم عرفة في منىً

ومكث قليلاً حتى طلعت الشمس

ثم سار صلى الله عليه وسلم ملبياً مكبراً

حتى أتى القبة التي ضربت له في {{ نَمِرة }} فنزل بها، واغتسل صلى الله عليه وسلم [[ للمرة الثالثة ]]

إذن هذه ثلاثة اغسال للنبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم [[لا كما يعتقد العوام أنه لا يجوز للمحرم الاغتسال ]]

ثم جلس في خيمته بنمرة  حتى إذا زاغت الشمس

[[ اي وقت الظهر ]]

أمر بالقصواء، فرُحِلت له [[ أي جهزت له ]] ثم ركبها و أتى بطن الوادي

وأمر ان يجتمع الناس حوله ووقف بهم خطيباً

وكانت خطبة الوداع في يوم {{ الجمعة }}
___

و كانت مشيئة الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم أن جمع له يوم عرفة والجمعة في يوم واحد

والخطبة التي خطبها كانت {{  خطبة عرفة }} لا خطبة الجمعة
__

أمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يجتمع الناس حوله ووقف بهم خطيباً

وكانت خطبة الوداع في يوم {{ الجمعة }}

المسماة بخطبة الوداع

وقف على ناقته واجتمع الناس حوله في نمرة

فخطب الناس صلى الله عليه وسلم

وكانت خطبته جليلة عظيمة ، فيها أحكام نحن بحاجة إليها في كل يوم ، وفي كل ساعة ، وفي اي أرض كنا ، وفي أي زمان ، حتى نلقى الله تعالى

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

29 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_236

#السيرة_النبوية_العطرة

أوجه الحج الثلاث
(( القارن و المفرد و المتمتع ))

_
في هذا الوقت قدم {{ علي بن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه }} من اليمن

فقدم الى حجة الوداع من اليمن ومعه أبل الصدقة وفيها الخمس للنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته

فتحللت فاطمة رضي الله عنها

[[ لأنها لم تسوق الهدي معها ]]

واغتسلت وامتشطت وهي في خيمتها

فوصل علي رضي الله عنه والناس في خيامهم

فدخل على السيدة {{ فاطمة رضي الله عنها }} فوجدها قد تحللت

[[ولا يخفى على الانسان هيئة المحرم من المتحلل ]]

فقال متعجباً :_ماهذا الذي صنعتِ ؟ !!!

قالت :_ أمرني به أبي صلى الله عليه وسلم

فأنطلق علي مستغرباً الى النبي صلى الله عليه وسلم

[[ لان الناس في حج فكيف تحللت شيء لا يعرفه العرب ]]

فأتجه الى النبي صلى الله عليه وسلم مستغرباً مستفسراً

وقال :_ يارسول الله لقد رأيت فاطمة قد صنعت كذا وكذا

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ أجل ياعلي انا أمرتها

:_ ياعلي بما أهللت وانت قادم ؟؟

[[ يعني عند الميقات بما احرمت ]]

قال علي :_ وقفت متحيراً يارسول الله [[ اي ماعرفت ايش اقول ]]

فقلت :_ اللهم إني أُهلُ بما أهلَّ به رسول الله [[ يعني نيتي مثل نية رسول الله ]]

قال :_ فإني قد أهللت بالحج والعمرة وإني قد سقت الهدي فأبقى على أحرامك يا علي

[[ فبقي { على } على احرامه وتحلل الصحابة ، وبقي من ساق هديه معه من الصحابة محرماً ]]

وهذا ما نسميه حج المقرن
__

إذا هي حجة واحدة للنبي صلى الله عليه وسلم وهي حجة الوداع

وحكمة الله بالغة لأن هذا النبي صلى الله عليه وسلم

{{ خاتم الأنبياء والمرسلين }} وشريعته هي الماضية الى قيام الساعة والناسخة لما سبقها من الشرائع ، فجمع الله له الخير كله في هذه الحجة

فنأخذ من هذه الحجة أوجه الحج الثلاثة
___

إما أن يحج الإنسان

١_  مفرداً

٢_أو متمتعاً

٣_ أو قارناً

كانت قريش ترى العمرة في اشهر الحج فسوق وفجور

فنسخ الاسلام هذه العادة بقوله تعالى

{{ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه }} وأتاه جبريل وقال قل عمرة في حجة [[ يعني قارناً عمرته في حجته ]]
___

فحتى يعطي نبينا صلى الله عليه وسلم  الناس أوجه النسك الثلاث

{{ المفرد }}

أن ينوي الحج مفرداً فقط [[ مافي عمرة ]]

كما حدث مع السيدة عائشة رضي الله عنها

[[ قلنا ان الله ابتلاها بالحيض قبل ان يدخلوا مكة ]]

إذن لم تطف بالبيت فلم تكتب لها {{ عمرة }}
فلما انتهى الحج وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرجوع الى المدينة

قالت :_ يارسول الله أيرجع الناس كلهم بحجة وعمرة وأرجع بحجة فأنا لم اعتمر ؟؟

فأمر صلى الله عليه وسلم أن تقف الرحال في اطراف مكة وارسلها مع اخيها {{ عبدالرحمن بن ابي بكر }} وأمره ان يخرج بها الى الحل

[[ اي خارج حدود الحرم الى  التنعيم  ما يعرفه الحجاج والمعتمرون بمسجد عائشة نسبة لهذا الموقف ]]

فأهلت من هناك بعمرة

وذهبت وطافت وسعت وتحللت مع اخيها

والنبي صلى الله عليه وسلم وجميع المسلمين ينتظرونها

فكان هذا وجه {{ الافراد }}

تأتي بالعمرة بعد الحج
____

{{ مقرن }}

ان تنوي عمرة وحجة في نسك واحد [[ كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم تحلل اصحابه {{ الحل كله }} وبقي هو محرما للحج ]]
___

{{ المتمتع }}

تُقدم العمرة على الحج ، وتتحلل من العمرة وتلبس الثياب وتغتسل وتتطيب {{ الحل كله }}

فإذا كان اليوم {{ ٨ }} من ذي الحجة

يُحرم الحاج في الفندق في مكان سكنه وينوي الحج
_

ولم تكن قريش ولا العرب يعرفون ذلك من قبل طوال السنة عندهم العمرة عمرة  ، وفي أيام الحج هو حج

ويعتبرون العمرة في أيام الحج فسوق وفجور

فلا يعرفون {{ القارن والمتمتع }}

فجمع صلى الله عليه وسلم هذه الأوجه الثلاث في حجة واحدة
_

إذن من حج ولم يعتمر حجه ناقص ، فعلى من حج أن يعتمر

سواء قرن الحج مع العمرة

او تمتع بالعمرة قبل الحج

او افرد حجه وأتى بالعمرة بعد أيام التشريق
____

إذن ثلاثة أوجه للحج علمنا اياها نبينا صلى الله عليه وسلم

وأي وجه منها يجوز له ذلك

يتبع بإذن الله ....

لمحة عن سيرة المصطفى

28 Nov, 20:02


#هذا_الحبيب_235

#السيرة_النبوية_العطرة

(( حجة الوداع ، السعي والتحلل  )) الجزء الرابع
____

لما أتم النبي صلى الله عليه وسلم طوافه حول الكعبة {{ ٧ }} أشواط ، أتى مقام أبراهيم عليه السلام

وهو يقرأ قول الله تعالى

{{ وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى }}

فوقف وراء المقام وصلى ركعتين قرأ فيهما بعد الفاتحة

في الركعة الأولى {{ قل يا أيها المكافرون}}

وفي الركعة الثانية  {{ قل هو الله أحد }}

ثم دعى ما شاء الله له أن يدعو
_

ثم توجه صلى الله عليه وسلم الى زمزم

وقال لاصحابه :_  أشربوا منها وتضلعوا

[[ تضلعوا يعني أشرب كثير وارتوي حتى يدخل الماء لضلوعك ]]

فوالله ما أحبها إلا مؤمن ، وما أبغضها إلا منافق

ثم حمل الإناء الذي فيه ماء زمزم بين يديه ورفعه وهو يقول

:_  ماء زمزم لما شرب له ، خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام طعم ، وشفاء سقم ، سقيا جدكم أسماعيل

تقول السيدة عائشة رضي الله عنها :_

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل ماء زمزم في الإداري والقرب وكان يصب على المرضى ويسقيهم

[[ يعني أنه متعدد وكثير الفوائد وأن لكل إنسان نية في شربه لماء زمزم ]]

شرب صلى الله عليه وسلم  من زمزم ودعى
_

ثم اتجه إلى الصفا ثم قرأ وهو يرتقي على الصفا

قوله تعالى

{{ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }}

ثم قال :_ أبدأُ بِما بدأ الله به [[ أي بداية السعي من الصفا كما بدأ  قوله تعالى  إن الصفا ]]

ثم وقف على صخرات الصفا وأستقبل البيت ، حتى إذا وقع نظره عليه

رفع يديه كهيئة الداعي  قائلاً بسم الله ، الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر {{ كبر ٣ تكبيرات }}

ثم قال :_ الله أكبر كبيراً ،  والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله  بكرة وأصيلا ، لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده واعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده،  لا إله إلا الله ، ولا نعبد الا أياه ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرن

ثم دعى ما شاء الله له ان يدعو

ثم كرر التكبير {{  ثانية }} ثم دعى ما شاء الله له ان يدعو

ثم كرر التكبير {{ ثالثة }} اي ثلاث مرات

كبر ذلك ثلاثاً وهو مستقبلاً البيت مشيراً بيده إليه حتى إذا أتم ذلك ، واصحابه يأخذون عنه

لقوله صلى الله عليه وسلم {{ خذو عني مناسككم }}
___

ثم اتجه نحو {{ المروة }} وبدأ سعيه صلى الله عليه وسلم ماشياً

والمسافة بين الصفا والمروة حوالي {{ ٣٩٥ متر }}

فمازال صلى الله عليه وسلم ينحدر نزولاً من الصفا حتى أستقر في بطن الوادي

[[وكان هذا وادي بين الصفا والمروة قبل البناء و البلاط ]]

حتى اذا استقرت قدماه في بطن الوادي هرول

أين موقع هذه الهرولة ؟؟

كل من ذهب عمرة أو حج يعرف مكان الهرولة في المسعى بين الميلين الأخضرين [[ ضوء نيون أخضر ]]

هرول صلى الله عليه وسلم [[ والهرولة أي الجري الخفيف ]] والهرولة للرجال فقط

هرول صلى الله عليه وسلم  وكان يدعو في الهرولة بهذا الدعاء

{{ ربنا أتنا في الدنيا حسنة  وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار  ، ربي اغفر وارحم ، وتجاوز عما تعلم ، إنك أنت الأعز الأكرم ، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا }}

حتى إذا رقى المروة صلى الله عليه وسلم قرأ الآية {{ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }}

كلما رقى الصفا تلاها وكلما رقى المروة تلاها

وعلمنا صلى الله عليه وسلم ان السعي من الصفا للمروة ذهاباً يعتبر شوطاً أول

و الرجوع من المروة للصفا شوطاً ثاني وهكذا

وينتهي الشوط السابع عند المروة لأنها اشواط مفردة {{ ٧ }}

فلما انتهى عند المروة وقف واستقبل البيت ودعى الله ماشاء له ان يدعو
_

وكان اصحابه بين يديه صلى الله عليه وسلم قد ملؤوا المسعى

فقال بأعلى صوته [[ وكان من ورائه من يبلغ عنه ،من لم يصله الصوت ]]

قال {{ من كان قد ساق معه الهدي فليبقى على أحرامه ، ومن لم يكن قد ساق هديه فليحل وليجعلها عمرة }}

هل رأيتم متى أخبرهم ؟؟ بعد ان اتم الطواف والسعي

وقلنا ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق

  اوحى الله له عن طريق جبريل :_ قل حجة في عمرة

وانزل عليه قوله تعالى

{{ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ }}
__
وتباطئ الصحابة ، ليس عصيان لأمره ولكن

عز على الصحابة أن يحلو ورسول الله لم يحل وهم يريدون أن يفعلوا كفعله

قال جابر:_ خرجنا معه لا نعرف إلا الحج
[[ أي ماكان في حسابهم أنه في عمرة نيتهم حج فقط
وقلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد ساق هديه معه إذن لن يحل معهم ]]

فكررها صلى الله عليه وسلم

وقال لأصحابه :_ لقد دخلت العمرة على الحج فمن لم يكن قد ساق هديه فليحل وليجعلها عمرة

لمحة عن سيرة المصطفى

28 Nov, 20:02


فقال سراقة بن مالك رضي الله عنه :_ يا رسول الله ألعامنا هذا أم للأبد؟؟

[[ يعني نتحلل ونحول الحجة لعمرة في هذا العام فقط ام هي ماضية الى يوم القيامة ؟؟ ]]

يقول اصحابه :_ فشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابع يديه وقال :_ بل دخلت العمرة على الحج الى الأبد ، الى أبد الأبد ، الى  يوم أن تلقونه ، فمن حج منكم فليعتمر

فمن ساق هديه فليبقى على احرامه ومن لم يكن قد ساق هديه فليحل وليجعلها عمرة .

ثم قال لهم صلى الله عليه وسلم :_ لو استقبلت من أمري ما استدبرت ماسقت هدياً ولجعلتها عمرة ولكن سقت الهدي والله تعالى يقول

{{ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ }} وإن محله يوم النحر وفي ارض منى

[[ إذن النبي صلى الله عليه وسلم حج مقرنا ولم يتحلل لأنه قد ساق هديه معه ، وقال لو كان هذا التشريع نزل قبل أن اخرج من المدينة ما سقت معي الهدي ولجعلها عمرة وذلك ليخفف عن امته ]]
_

فتحلل أصحابه فمنهم من حلق ومنهم من قصر ، والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليهم

فرفع يديه وهو ينظر إليهم وقال :_ اللهم اغفر للمحلقين [[ المحلق الذي يحلق شعر رأسه بالشفرة ]]

فقال صحابي :_ والمقصرين يا رسول الله ؟؟

[[ المقصر من يحلق شعر رأسه بالمقص ]]

فقال :_ اللهم اغفر للمحلقين

فقال مرة اخرى :_ والمقصرين يا رسول الله؟؟

فقال:_ اللهم اغفر للمحلقين

[[ دعى ثلاث مرات للمحلقين ، فلما كررها  والمقصرين يا رسول الله ؟؟ ]]

قال صلى الله عليه وسلم :_ والمقصرين

ثم قرأ صلى الله عليه وسلم قوله تعالى

{{ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ }} ألم تروا أن الله قدم التحليق على التقصير ؟؟

فحلق اصحابه صلى الله عليه وسلم وتحولت حجتهم الى عمرة

فسأله احد الصحابة : يا رسول الله ! أي الحل

[[ يعني الآن نحن لم نعد محرمين ، تحللنا من الإحرام ولكن التحلل ماذا يبيح لنا هل يوجد  شروط ]]

فقال صلى الله عليه وسلم : _ الحل كله

فتحللوا من أحرامهم واغتسلوا وتطيبوا وتسرحوا، ولبسوا ثيابهم
___

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

27 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_234

#السيرة_النبوية_العطرة

(( حجة الوداع ، اقران العمرة مع الحج و طواف النبي صلى الله عليه وسلم )) الجزء الثالث
____

مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وصحبه الكرام في طريقهم للحج

وفي طريقهم نزل عليه جبريل وقال له :_ يارسول الله إن الله يأمرك أن تُدخل عمرة في حجة

[[ قلنا من قبل ان النبي صلى الله عليه وسلم احرم للحج ، ما كان بالنية في عمرة ]]

ونأخذ بحديث جابر رضي الله عنه قال :_ خرجنا لا نعرف إلا الحج

[[ أي لا نريد إلا الحج لأنه موسم حج  ]]

والصحابة جميعاً أحرموا للحج [[ مفردين ]]

قال له جبريل إن الله يأمرك أن تدخل عمرة في حجة

[[ اي ادخل عمرتك في الحج ]]

ثم تلى عليه قوله تعالى {{ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ }}

فأصبح صلى الله عليه وسلم قارناً ، وعقد النية على ذلك

ولزم صلى الله عليه وسلم تلبيته :_ لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك

وسبحان من شرع لنبيه ذلك

لانها حجة واحدة للنبي صلى الله عليه وسلم اسمها {{ حجة الوداع ، اسمها حجة البلاغ ، اسمها حجة الاسلام }}

هي حجة  {{واحدة فقط }} حجها النبي صلى الله عليه وسلم سيعطي بها كل الأحكام فمن هنا جاء التشريع في الحج

يقال المتمتع ، المفرد ، القارن

١_ المتمتع {{ من قدم العمرة على الحج }}

٢_المفرد {{ من نوى بالحج فقط وعندما انتهى قام بالعمرة }}

٣_ والقارن {{ من جمع بينهما }}

وهنا سيبين النبي صلى الله عليه وسلم هذه التشريعات كلها في حجة واحدة ، سناتي على ذكرها في السياق
____

فمثلاً المرأة صاحبة {{ العذر الشرعي}} من النساء

تُحرم ، وتقف على عرفة ، وتسعى بين الصفا والمروة ، ولكنها لا تطوف بالبيت

وكثير من الناس يسألون وهل هناك فرق بين السعي والطواف؟؟

نعم هناك فرق كبير

يقول النبي صلى الله عليه وسلم :_ الطواف صلاة غير أن الله أباح لنا الكلام فيه

إذن الطواف صلاة وشرطه {{ كمال الطهارة }} فلو انتقض وضوءك وانت تطوف ، تقطع الطواف وتخرج ، وتجدد الوضوء ثم ترجع وتتم طوافك

فمثلا انتقض وضوءك في منتصف الشوط الرابع
ترجع وتكمل الرابع والخامس والسادس والسابع ، والثلاثة الاشواط التي طفتها صحيحة لا تعيدها ]]

اما السعي بين {{ الصفا والمروة }}  يجوز لك ان تسعى من غير وضوء والمسعى لم يكن قديماً داخل بناء المسجد كما ترونه الآن
___

ولما وصل صلى الله عليه وسلم قريب من التنعيم {{ مسجد السيدة عائشة }}

أمر صلى الله عليه وسلم ان تضرب الخيام في مكان اسمه {{ ذي طوى }}

ومكة على مقربة منه ، و لأنه وصل مع مغيب الشمس فكان من سنته صلى الله عليه وسلم ان يدخل مكة نهارا

ضرب خيامه صلى الله عليه وسلم وبات تلك الليلة
وفي الصباح ركب صلى الله عليه وسلم ناقته ودخل مكة نهارا في {{ ٤ }} ذي الحجة

دخل صلى الله عليه وسلم مكة ملبياً مكبراً ومعه هذا الجمع الذي بلغ {{ ١٤٠ الف }} كلهم يكبرون ويهللون ، واستقبله أهل مكة بفرح

فما زال يسير صلى الله عليه وسلم حتى إذا وقع نظره على البيت

قال بأعلى صوته معلماً اصحابه :_ اللهم إن هذا البلد بلدك ، والأمن أمنك ، والحرم حرمك ، اللهم كما جعلته حرماً آمناً ، فحرم جسدي على النار

إذن هذا هو دعاء دخول {{ مكة }}
__

ثم مضى وقال :_ أضربوا خيامنا في الحجون عند قبر خديجة

[[ و ياله من وفاء لزوجته أم المؤمنين الأولى رضي الله عنها وارضاها أول من آمن من النساء ]]

فأستراح الناس في الحجون ، وبعد أن استراحوا

ركب صلى الله عليه وسلم ناقته القصواء ثم يمم وجهه نحو البيت العتيق [[ أي الكعبة ]] ودخل الى الحرم من جهة المسعى

فلما وقع نظره صلى الله عليه وسلم على الكعبة

قال :_ اللهم زد بيتك هذا مهابةً و تشريفاً و تعظيماً ، وزد اللهم كل من حجه وأعتمره مهابةً وتكريماً وتشريفاً
__

ثم نزل من على راحلته وأتى الى {{ الحجر الاسود }} فأستلمه بيديه وقبَّلهُ

صلى الله عليه وسلم

ثم بدأ طوافه ماشياً على قدميه صلى الله عليه وسلم في الشوط الأول

وعندما وصل الى {{ الركن اليماني }}

استلمه صلى الله عليه وسلم بيده

إذن استلم الركن [[ الذي يكون قبل الحجر الاسود بلغتنا اليوم الزاوية اللي قبل الحجر الاسود ]]

استلم الركن صلى الله عليه وسلم ومضى

وقال :_

{{ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، ربي اغفر وأرحم وتجاوز عما تعلم }}
_


فلما وصل صلى الله عليه وسلم للحجر الاسود مرة أخرى

لم يصنع كما صنع اول مرة لم يقبله [[ لأنها ستكون سنة مؤكدة ]]

لكنه صلى الله عليه وسلم أشار للحجر بيده وقبل يده ومضى

حتى أتم ثلاثة اشواط

____

ثم ركب صلى الله عليه وسلم ناقته القصواء وطاف واتم أربعة اشواط على الناقة بعيداً عن جدار الكعبة ليفتح الطريق للناس ويراه الجميع
[[ لأن الكل كان يريد أن يأخذ نسكه عن رسول الله ]]

وكان كلما وصل للحجر الاسود وهو على ناقته أشار إليه بمحجنه [[ اي عصاه وكانت معكوفة من طرفها ]] اشار إليه بمحجنه

لمحة عن سيرة المصطفى

27 Nov, 20:01


ثم قال لعمر رضي الله عنه

[[وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم الناس يزدحمون على الحجر الاسود]]

قال :_ يا عمر أنت رجل قوي فلا تزحم الناس ، إن رأيت فرجة فأستلم ،  وإلا فأشر بيدك وأمضي
____

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

26 Nov, 20:02


#هذا_الحبيب_233

#السيرة_النبوية_العطرة

(( حجة الوداع نية الإحرام )) الجزء الثاني
_

قلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين في مكانه [[ اي مكان خيمته]] في الميقات {{ آبار علي }} وشرع بنيته وهو جالس

فقال :_ لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

قالها صلى الله عليه وسلم في مصلاه وكانت هذه هي النية
____

وكان صلى الله عليه وسلم قد ساق هديه معه من المدينة

[[ أي الأبل التي تُهدى الى الكعبة ،و تنحر ليأكل منها الفقراء والمساكين]]

فساق هدياً بالغ الكعبة ، فأشعر وقلد

[[ شرحناها من قبل ونعيد شرحها معنى أشعر وقلد ؟ أن نأتي الى سنام الجمل ذكراً كان أو انثى يُجرح بشيء حاد قليلاً  بسنامه حتى يسيل الدم ويمسح سنامه بالدم هذا الاشعار  ، أما التقليد يعلق على رقبته شيء من جلد او متاع ، ليعرف الناس أن هذا الابل لا يباع ولا يشترى هو هدياً بالغ الكعبة ، اي سينحر عند الكعبة ]]

قيل أن النبي صلى الله عليه وسلم ساق 100 ابل هديا بالغ الكعبة لكنه لم ينحر الا 63 ابل على عدد سنوات عمره و الباقي أعطاها ل علي بن أبي طالب رضي الله عنه لينحرها
__

ساق هديه صلى الله عليه وسلم وأعلن نيته في {{ مصلاه }}

قال جابر رضي الله عنه :_ أوجب النبي صلى الله عليه وسلم في مصلاه [[ اي نوى بعد ان انتهى من صلاة ركعتين احرام ]]

وكيف نتأكد أن هذا الحديث من جابر ؟؟

جابر بن عبدالله رضي الله عنه وأرضاه من المعمرين من الصحابة [[ أي عاش طويلاً ]]

فقال له يوماً {{ سعيد بن الجبير }} وهو احد كبار التابعين

وأيضاً من كبار التابعين {{ سعيد بن المسيب }}

يقال عنهما {{ السعيدان }}

هؤلاء التابعين هما اللذان يقبل روايتهما للحديث مرسلاً ويعد حديثهما في الصحاح

معنى مرسلاً …  ان يقول احد التابعين {{ قال رسول الله }}

١_سعيد بن الجبير

٢_ وسعيد بن المسيب

فسأل سعيد بن الجبير الصحابي الجليل {{ جابر بن عبدالله رضي الله عنه }}

قال له :_ يا صاحب رسول الله كيف أختلفتم انتم أصحاب رسول الله

كيف أوجب النبي  [[ اي عقد النية ]] وكيف أعلن [[ اي شرع بالتلبية لبيك اللهم لبيك ]]

أفي مصلاه ؟؟

أم بعد ما ركب على ناقته ؟؟

أم بعد أن انطلقت به ؟؟

لماذا هذه الروايات ؟؟

فقال جابر :_ يرحمك الله يا ابن أخي [[ يا ابن اخي كلمة تودد عند العرب لمن تحب ]]

يا ابن اخي أنا أوضح لك ذلك في رواية جامعة

عندما صلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين الإحرام  في مصلاه أوجب في مصلاه [[ أي لبى شرع بنيت الحج وهو في مصلاه وقال لبيك اللهم لبيك ]] قالها صلى الله عليه وسلم في مصلاه

ثم قال جابر رضي الله عنه لسعيد :_ فهل  مئة ألف ونيف من الناس سيسمعوا كلهم ما قاله النبي ؟؟

ثم خرج من قبته صلى الله عليه وسلم [[ أي خيمته ]] وركب ناقته واستوت به قائمة ، فأعاد تلبيته على سمع الناس مرة أخرى ليسمعوا

فتنادى أصحابه قائلون :_ أوجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحرموا

فقال الناس :_ لبيك اللهم لبيك ..

فلما انطلقت به ناقته وخرج من ذو الحليفة وأصبح في البيداء [[ أي في الصحراء ]] واجتمع الناس حوله وإني لأنظر مد البصر بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله من الناس

وكل واحد يريد أن يأخذ نسكه عن النبي صلى الله عليه وسلم

رفع يديه صلى الله عليه وسلم وقال بأعلى صوته :_ لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

فقال جابر :_ فالذين سمعوه وهم حوله في مصلاه

قالوا احرم وأوجب في مصلاه

والذين سمعوه حين استوت به ناقته قائمة على باب خيمته

قالوا :_ احرم حين ركب ناقته

والذين سمعوه في الطريق

قالوا :_ احرم حين انطلقت به ناقته بالبيداء

ثم قال جابر رضي الله عنه :_ فوالله إنها لأحرامة واحدة
__

وشهدت الأرض ، لا بل الكون ، الارض وما فوقها وما تحتها والكون كله والفضاء المحيط بها

شهد عرساً إيمانياً لم يشهده من قبل ، ولن يشهده من بعد

{{رسول الله وحبيبه صلى الله عليه وسلم}} على جلالة قدره و الوحي بين يديه من فوقه وامامه

والصحابة من حوله يحفون به من كل جانب أصواتهم ملئت الافق بالتلبية

{{ لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة ، لك والملك ، لا شريك لك}}

ليسوا بحاجة للسلاح ، ولا الدروع ، ولا لفئة تحرس ، ولا بين يدينا حرس ، ولا من يشق لنا الطريق

الجزيرة العربية كلها تدين بالتوحيد تدين بدين {{ الله }} عزوجل
___

في كل متر مشاه النبي صلى الله عليه وسلم على الارض درس في حجة الوداع

لماذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمون من جميع اقطار الجزيرة العربية أن يجتمعوا معه في المدينة للحج ؟؟

لماذا لم يقل لهم ألقوني في مكة ؟؟

أمرهم أن يأتوا المدينة فأجتمع المسلمون من جميع الاقطار في المدينة ليشهدوا هذه المسيرة وما فيها من دروس

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

25 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_232

#السيرة_النبوية_العطرة

(( حجة الوداع )) الجزء الأول
__

أقبل رمضان من السنة العاشرة من الهجرة فصام صلى الله عليه وسلم رمضان للمرة العاشرة في دار الهجرة

واعتكف النبي صلى الله عليه وسلم {{ ٢٠ }} يوماً

وقد كان يعتكف في كل عام عشرة أيام، وهي العشر الأواخر من رمضان

وقرأ له جبريل ما نزل من القرآن مرتين، وقد كان جبريل يقرأ عليه ما نزل من القرآن في رمضان كل عام مرة واحدة

وقد لاحظ اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً لم يشهدوه من قبل

وهو تواجد النبي صلى الله عليه وسلم بينهم في اغلب الساعات وتكثيفه وعظه وأرشاده

فأستشعروا أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يودعهم

وكأنها اخر سنة من سنين عمره صلى الله عليه وسلم

وكان قد استشعر هذا هو قبلهم

فقال لأصحابه :_ كان اخي جبريل يراجعني القرآن في كل عام مرة [[ اي في رمضان ]] أما هذه السنة  فقد راجعنيه مرتين [[ أي من باب التأكيد ]]

فعلم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه في عد تنازلي من أيام بقاءه في الدنيا
____

فلما انصرم رمضان ومضت أيام عيد الفطر

أعلن صلى الله عليه وسلم لأصحابه وارسل الى جميع المسلمين في كافة البلاد أنه خارجاً للحج في هذا العام فمن أراد أن يشهد الحج مع الرسول صلى الله عليه وسلم فليأتي الى المدينة المنورة  [[ كي يأخذوا عنه مناسكهم ]]
____

وكما سبق وقلنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حج البيت بعد أن فرض الحج إلا مرة واحدة في السنة العاشرة للهجرة

وذلك أن الحج فُرض بعد {{ فتح مكة }} في السنة الثامنة

فقد حج المسلمون في السنة التاسعة للهجرة كان على رأسهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه [[ وقد ذكرناها ]]

و بعد أن طهرها صلى الله عليه وسلم عام الفتح من أصنامهم وأوثانهم

أصبحت الكعبة رمزاً لعبادة الله تعالى وحده، وعادت كما طهّرها إبراهيم عليه السلام للطائفين والعاكفين والركع السجود
_

فلما اعلن النبي صلى الله عليه وسلم انه خارجاً للحج  في هذا العام

بدأت الوفود تصل الى {{ المدينة المنورة }}

فقدم المدينة بشر كثير من كل أنحاء الجزيرة يريد أن يحج مع النبي صلى الله عليه وسلم

وضربت لهم الخيام في أرضها وبساتينها حتى بلغ عدد من وصلوا الى المدينة اكثر من {{ ١٢٠ ألف }}

ولحق به في الطريق خلق كثير فوصل عددهم {{ ١٤٠ }} ألف

من اصحابه صلى الله عليه وسلم

فالرجل يقال له {صحابي}

والمراة يقال لها { صحابية }

ومن شهد النبي صلى الله عليه وسلم مرة في حياته

[[ أي رأه مرة وهو مسلم ومات على ذلك ولم تقع له ردة ]] يعد في الصحابة وتعد في الصحابيات

يقول اصحابه رضي الله عنهم والحديث في الصحاح

قالوا :_ لقد امتلأت المدينة بوفود الحجيج وكلهم يريد أن يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم لينال شرف الصحابة

[[ ولنا أن نتخيل هذا المشهد ، كثير ممن اسلموا من القبائل العربية خارج المدينة لم يشاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم بعد ، واعداد هائلة ١٢٠ ألف وكان شوقهم له كشوقنا نحن له ]]
___

فلما كان {{ ٢٥ من ذي القعدة }}  وكان يوم جمعة ، رقى صلى الله عليه وسلم منبره وخطب بأصحابه الجمعة

ولم يتسع المسجد لهذه الأعداد الهائلة فأي مسجد يسعهم

ولكن أمر النبي صلى الله عليه وسلم رجال خارج المسجد أن يبلغوا الناس عنه [[ أي يرددوا كلمات النبي في الخطبة كلمة كلمة حتى يُسمعوا خطابه للناس ]]

فحثهم على تقوى الله ، و أن يعقدوا النية للحج

فقال لهم :_ من حج فلم يرفث ، ولم يسخط ، رجع من حجه كيوم ولدته أمه
___

وأستعد الناس للحج ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ازواجه ان يعدنَّ أنفسهنَّ للحج جميعاً

فلما كان يوم السبت صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم الظهر في مسجده {{ ٤ }} ركعات لا قصر فيها ولا جمع

لأنه لم يغادر مسجده بعد

ثم دخل الى حجرة السيدة {{ عائشة رضي الله عنها وارضاها }}

فأغتسل استعداداً للإحرام

ولبس احرامه صلى الله عليه وسلم في حجرة السيدة عائشة

وتطيب صلى الله عليه وسلم  ، ولبَّد شعره [[ أي دهنه بالزيت  ]]

ويجوز للمحرم الحاج او المعتمر قبل {{ عقد نية الأحرام }}  أن يتطيب في بدنه ولكن لا يطيب ثياب الاحرام

ثم لبس صلى الله عليه وسلم ثياب الإحرام ثوبين ابيضين

ثم خرج وقد جُهزت له ناقته على باب حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها

وخرج من حجرة عائشة ، وأطل على اصحابه

أطل عليهم صلى الله عليه وسلم

{{ بطلعته النورانية أجل وأكمل وأجمل من البدر ليلة الكمال}}

واكثر الوفود التي أتت للمدينة لم تكن رأته من قبل وكثير من اصحابه لم يراه قبل اليوم محرماً

فلما أطل عليهم

{{ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  }}

ضجت المدينة كلها بالصلاة عليه ‌❤️⁩ صلى الله عليه وسلم

فحياهم وسلم عليهم ثم ركب ناقته
يقول الصحابة :_ كان الناس حول النبي صلى الله عليه وسلم  عن يمينه وعن شماله ومن خلفه وبين يديه مد البصر

صلوا عليه وسلموا تسليما
_

بعد أن خرج صلى الله عليه وسلم حاجاً من المدينة المنورة

لمحة عن سيرة المصطفى

25 Nov, 20:01


سلك بهم بالطريق الى {{ ذو الحليفة }} ما نعرفه اليوم

{{ آبار علي }}

خرج بهم يوم السبت قبل أذان العصر بقليل ، فصلى بهم العصر بذي الحليفة ركعتين قصراً [[ وهنا بدأ القصر لأننا في سفر ]]

وأمر ان تنصب الخيام ويبيت الناس في ذلك المكان

وتسأل اصحابه

قالوا :_بين المدينة و ذو الحليفة ستة أميال [[ يعني ١٣ دقيقة ]]

فهل يحتاج هذا السفر الى المبيت ؟؟؟

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ما لا يعلمه غيره وذلك بفضل ما علمه الله

قال تعالى {{ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا }}

كان من الممكن ان يصلي ركعتين ويلبي وينطلق ، ولكنه بات تلك الليلة {{  ليبين لهم الأحكام }}

فصلى بهم المغرب {{ ٣ ركعات }} وصلى العشاء ركعتين
__

فلما انتهى تقدم إليه ابو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه

وقال :_ يا رسول الله لقد جاء المخاض أسماء بنت عميس

[[ تكون زوجة ابو بكر تزوجها بالمدينة ]]

وكانت حاملاً متماً [[ بلغتنا بشهرها التاسع ]]

ومع ذلك لم تمتنع من الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحجة

قال :_ لقد جاء المخاض أسماء بنت عميس

وما هي إلا لحظات حتى جاء الخبر الى ابي بكر لقد ولدت لك ذكراً

فسماه ابو بكر {{ محمد }} محمد بن ابي بكر ولد اول ليلة في حجة الوداع

قال ابو بكر :_ ماذا تصنع اسماء الآن يا رسول الله ؟؟

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ تغتسل ثم تستذفر بثوبٍ سميك

وتحرم معنا وتفعل كل ما يفعله الحاج إلا أنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر

وحدث هذا الموقف ايضا مع السيدة عائشة في الطريق بعد ذلك

دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم خيمتها فوجدها تبكي

قال :_ ما بكِ أنفستي ؟؟

[[ هي ليست حامل يقال للحيض نفاس وللولادة نفاس لأن الرحم تخلص مما فيه وتنفس ]]

قال :_ما بكِ أنفستي ؟؟

قالت :_ أجل يا رسول الله

قال :_ وما عليكِ ؟؟ أصنعي كل ما يصنع الحاج ، غير أنك لا تطوفين بالبيت
____

فبات بهم تلك الليلة ثم صلى بهم {{ الفجر }} ركعتين

ثم أذنَّ لمن لم يغتسل من الناس ، أن يغتسل ويستعد فأغتسلوا واسقطوا شعورهم ولبسوا احرامهم

_

فأستعد الناس فأمرهم بصلاة ركعتين منفرده [[ يعني ليست جماعة ]] كل انسان يصلي ركعتين سنة الدخول في الإحرام

وكان عمه {{ العباس رضي الله عنه }} جهوري الصوت ورجل اخر من الانصار

يقفون ويبلغون الناس عنه ما يسمعون لأن عدد الناس كبير حتى يسمع الجميع

فصلى ركعتين في مكانه [[ اي مكان خيمته ]] وشرع بنيته وهو جالس

فقال :_ لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

قالها صلى الله عليه وسلم في مصلاه وهذه هي النية

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

24 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_231

#السيرة_النبوية_العطرة

وفد بني حنيفة و ظهور مسيلمة الكذاب في اليمامة
_

وفد بني حنيفة وجاء هذا الوفد من {{ اليمامة }} من منطقة جهة اليمن و كان معهم صاحب الكلمة فيهم

{{ مسيلمة بن حبيب }} ولم يكن يعرف بالكذاب حتى هذا الوقت الذي حضر فيه

أما فيما بعد فهو المعروف لدينا كمسلمين في كتب السيرة والتاريخ بأسم {{ مسيلمة الكذاب }} بعد أن وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالكذاب بنبوءة صادقة
__

كانت قبيلته بني حنيفة قد دخلوا في الإسلام، بما في ذلك الأمير {{ ثمامة الحنفي}} الذي كان نصرانياً واعتنق الإسلام، واشتكى اليه الرهبان من دخول أهل اليمامة في الإسلام

وكان {{ مسيلمة }} رجلا متكلماً وشاعراً فأخذ يصنع لقومه الشعر والسجع

وأخذ يقول :_ هذا مثل الذي يقوله محمد ، هذا مثل الذي ينزل عليه من السماء ، وانا قد أنزل علي

[[ و أراد أن يلبس على قومه ]]

ولكن اجمع قومه على أن يأتوا المدينة ويقابلوا النبي صلى الله عليه وسلم كسائر العرب
___

فلما ذهب وفد {{ بني حنيفة}} الى المدينة لمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم ، ذهب معهم {{مسيلمة الكذاب}}

وانظروا الى {{ نبوءة }} النبي صلى الله عليه وسلم قبل قدوم وفد بني حنيفة
_

راع الصحابة  [[ومعنى راعهم أي فاجأهم ]]

بأن النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر له وفد اليمامة من بني حنيفة

صنع شيئاً لم يصنعه من قبل ابداً عند استقبال اي وفد

فجاء الى نخلة فأخذ منها عرق ليس فيه إلا ورقة واحدة

وأخذه بيده ومضى

ومعه عدد قليل من اصحابه [[ قيل ثلاثة وقيل خمسة ]]

فلما أقبل عليهم صلى الله عليه وسلم

فرحب بهم وسلم ، فرفعوا الحجاب من الثياب عن رأس مسيلمة

وافسح قومه له المجلس حتى يجلس {{ مسيلمة }} ويكون هو المتكلم فيهم

فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث قبل ان يتكلموا على غير عادته

[[ المفروض أن يستمع اولاً لخطيب الوفد او كبيرهم ومن ثم يرد عليهم ]]

فلما همَّ مسيلمة ان يتكلم بدأهم النبي صلى الله عليه وسلم بالكلام

وهو يقول :_ والله [[ يقسم النبي ]] والله يا مسيلمة لإن سألتني هذا العرجون [[ العرق الخشب الذي في يده ]] ما أعطيته لك

وإني لأراك الذي أوريته في نومي ، ولن تعدوا أمر الله فيك

ثم صرف النبي صلى الله عليه وسلم وجهه عنه

وذهل الصحابة وقالوا يارسول الله مالذي أوريته ؟؟
_

لنا وقفة هنا

ونأخذ فكرة عن {{ مسيلمة }} وهو قادم في طريقه الى النبي صلى الله عليه وسلم ماذا كان يقول لكبار قومه ؟؟

كان يقول لقومه في الطريق

قال :_ إن أشركني محمد معه في الأمر ، وعهد إلي به من بعده آمنت به واتبعته

[[ يعني  اكون شريكه الآن بالنبوة والرسالة والزعامة يعني بده اياها وراثية انا اصير نبي واصير رحمة للعالمين من بعده  ]] وإلا لن أدخل في دينه ابداً

مسيلمة كان يقول هذا في الطريق لرجال من حوله ، وقومه لم يسبقوه الى المدينة ولم ينقلوا هذا الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم

ولكن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من اول ساعة قابلهم قد علم ما قاله مسيلمة
__

فلذلك قال له النبي قبل أن يتكلم مسيلمة :_ والله يا مسيلمة لإن سألتني هذا العرجون ما اعطيته لك

وإني لأراك الذي أوريته في نومي ولن تعدوا أمر الله فيك

فلما قال له النبي ذلك

اضطر الوفد ان يقتربوا من بعضهم كي يتشاورا ، والتفت الصحابة الى النبي صلى الله عليه وسلم يسألوه

قالوا يارسول الله مالذي أوريته ؟؟

[[ونسمع الحديث من لفظ البخاري ]]

قال صلى الله عليه وسلم :_ بينما أنا نائم أوريت في يدي سوارين من ذهب وأهمني شأنهما [[ لأن الذهب محرم في الدنيا على الرجال لذلك قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أهمني شأنهما ، لماذا انا ألبس هذا الذهب في يدي ؟؟ ]]

فأوحي إلي وأنا نائم ، أن انفخهما [[ اي انفخ عليهم ]] فنفختهما فطارا من يدي

فقال له الصحابة :_ فبما أولتهما يا رسول الله

قال بكذابان يخرجان في الأمة هذا أحدهما [[ وأشار الى مسيلمة ]]
_

وقد سمع الشقي كلام النبي صلى الله عليه وسلم والنبي يشير إليه ويقول عنه كذاب

وقد فاجأهم بهذا الحديث وبهذه النبوءة قبل أن يسمع منه أو يسمع من قومه ومع ذلك فالكفر عناد

فلما سمع قومه كلام النبي صلى الله عليه وسلم اتعظوا واسلموا وبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الاسلام

[[وخاف مسيلمة ان يكون هو الوحيد الذي لم يسلم فيفرق بينه وبين قومه وتذهب الزعامة منه ]]

فأعلن [[ مسيلمة ]] اسلامه نفاقاً وبقي يكتم ما يريد في قلبه
__

ففقهم النبي صلى الله عليه وسلم بالدين وعلمهم القرآن

ثم أذن لهم وانطلقوا راجعين الى بلادهم

فماذا قال مسيلمة لقومه في طريقه ؟؟

قال :_ يا قوم لقد وجد محمد من قريش من يقف معه ، فلذلك دخل الناس في دينه واتبعوه
وأنا لم أجد منكم من يقف معي ، فكان حالنا كما رأيتم ولو أنكم شاركتموني الرأي ، فأنا اقسم لكم بربكم ورب محمد بأنه يوحى إلي كما يوحى إليه

لمحة عن سيرة المصطفى

24 Nov, 20:01


ولقد اشركني الله معه بالأمر وقسم الارض لنا نصفين فكان نصفها لقريش ونصفها الآخر لبني حنيفة

[[ فأستخف عقول الضعفاء من قومه فأيدوه ]]

وقالوا له :_ نحن معك
__

فلما عاد {{ مسيلمة}} الى قومه حاول مرة أخرى وأرسل رسالة الى النبي صلى الله عليه وسلم

قال فيها

{{ من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله: آلا إني أوتيت الأمر معك فلك نصف الأرض ولي نصفها ولكن قريشاً قومُ يظلمون}}

[[ يعني قريش بياكلوا حقوق الناس لهم نصف الارض ولكن يريدونها كلها ]]

فلما قُرأت الرسالة على النبي صلى الله عليه وسلم

يقول الصحابة :_فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وألتفت الى حاملي الرسالة وكانا رجلان

وقال لهما :_ ما تقولان انتما ؟؟ [[ انتوا شو رأيكم بهذا الكلام]]

فقالا :_ نقول كما يقول صاحبنا

قال :_ أتشهدان أني رسول الله

فقالا: _ نشهد أن مسيلمة رسول الله

فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_آمنت بالله ورسله أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لأمرت بضرب عنقكما ، ولكن الرسل لا تقتل
__

فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم برسالة قال فيها

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب [[ هنا اخذ هذا اللقب فعرف بالكذاب في قومه والتاريخ وكتب السير الى ايامنا هذه يقرن اسمه بالكذاب  ]]

من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ،السلام على من أتبع الهدى، أما بعد {{ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }} رد عليه بنص آية قرآنية
_

وارسلت له الرسالة فأنقسم قومه الى نصفين

نصفهم على ايمانهم واسلامهم

والنصف الآخر مع مسيلمة الكذاب لأنه اعطاهم ماتهوى انفسهم ، و حتى يستعطف مؤيديه

قال لهم :_ محمد يأمر اصحابه بخمس صلوات في اليوم والليلة  يكفيكم صلاتين [[ تنزيلات يعني ]] صلاة اول النهار وصلاة في اخر الليل

قال :_ محمد يحرم على اصحابه الخمر ، لا بأس لكم في شرب الخمر في المناسبات

محمد يفرض على اصحابه الزكاة ، قد اسقطتها عنكم

[[  لا تزكوا ]]

محمد انزل عليه القرآن

وانا انزل علي مثله

ويسجع لهم :_لقد أنعم الله على الحبلى، أخرج منها نسمة تسعى، من بين صفاق وحشا، وأحل لهم الخمر والزنا، ووضع عنهم الصلاة

يقول لهم :_ هذا مثل الذي انزل على محمد

والطاحنات طحنا، والعاجنات عجنا، والخابزات خبزا، والثاردات ثردا، واللاقمات لقما

وهكذا فأستخف اصحاب القلوب الضعيفة والعقول المتحجرة والذين يريدون الهوى ومتاع الدنيا

فتبعه ناس من قومه
____

فجاء إليه الذين امنوا من قومه اهل اليمامة  و كانوا يعلمون أنه كاذب ، فأردوا أن يستهزوء به

قالوا:_ يا مسيلمة ، محمد قد ظهر على يده خوارق و إن للنبي معجزات وقد سمعنا من امور خارقة من اخبار محمد صلى الله عليه وسلم

قال :_ لهم ماذا تريدون ؟؟

قالوا :_ بلغنا أن محمداً ، قد بصق في عين أحد أصحابه ، بعد أن قُلعت من مكانها في إحدى الغزوات [[ يقصدون الصحابي قتادة رضي الله عنه  ]]

قال مسيلمة :_ أحضروا لي رجل أعور ، فأحضروا له رجل أعور

فبصق في عينهِ من أجلِ ان يُشفى ، فعميت عينه [[ هذا أمر خارق ، لو بصق كل الناس في عين شخص ، لا يعمى ولكنها اهانة  ]]

فضحك الناس عليه

قال لهم :_ هاتوا غيرها

قالوا له :_ بلغنا أن محمداً ، جاء الى بئر ماء مالح وقليل لا يسقي الظمأن ، فبصق فيه فكثر الماء وامتلئ البئر على الفور .

فذهب مسيلمة معهم ، إلى بئر فيه ماءٌ قليل ، فبصق فيه مسيلمة فجف الماءُ على الفور لم يبقى فيه نُقطة ماء واحدة
___

إنها السيرة {{ للتأسي  لا للتسلي }}

نحن لا نروي قصص للتسلية ، بل لنفهم العبر

فلما رأى اصحاب {{ مسيلمة }} ذلك انفض عنه ثلثي من تبعه لأنهم رأوا الآيات بأعينهم

ومع ذلك ، ومع أن الله اعطاه الانذار ، اصر على كفره وأنه نبي وانه يوحى إليه
___

وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ثار {{ مسيلمة }} على الخليفة {{ أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه }}

ولكن قواته هزمت في معركة دامية وهي معركة اليمامة، بقيادة سيف الله المسلول  {{خالد بن الوليد }}

وقتل {{ مسيلمة الكذاب }} والذي قتله هو {{وحشي بن حرب }}
____

هذا أحد الكذابين

فمن الكذاب الثاني ؟؟

ليس موضوع حديثنا ولكن نأخذ لمحة سريعة  عنه واسمه {{ الأسود العنسي }}

وهذا كان يقيم في {{ صنعاء }} التي تعرف بعاصمة اليمن

ادعى النبوة فقتله قومه قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في يومين

وارسلوا بخبره الى النبي فوصل الخبر صبيحة دفن الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأراح الله الأمة من الكذابين

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

23 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب230

#السيرة_النبوية_العطرة

(( وفد نصارى نجران ))
____

وفد {{ نصارى نجران }}

من هم نصارى نجران ؟

نحن ما زلنا نتحدث عن الوفود التي جائت الى المدينة في السنة التاسعة والسنة العاشرة من الهجرة

من أهم الوفود التي قدمت المدينة هو وفد

{{ نصارى نجران}}

ونجران ..  هي بلد كبيرة في جنوب الجزيرة العربية، بالقرب من مدينة {{ صنعاء }} باليمن الآن، وكانت تدين بالنصرانية فكان جُل أهلها ، و لا اقول كلهم من النصارى ولكن كان ولائهم للروم فكانت ولاية {{ رومية }} في اليمن

[[تقع الآن جنوب السعودية ]]
___

وكان صلى الله عليه وسلم قد أرسل اليهم كتاباً يدعوهم فيه الى الإسلام، فان ابو فدفع الجزية

فلما وصلهم الكتاب قرروا أن يرسلوا وفدا رسميا الى المدينة

ولكن ليس لأعلان الإسلام

بل لمجادلة النبي صلى الله عليه وسلم ، تحت عنوان ما يعرف اليوم بالحوار السياسي

وكان عدد هذا الوفد {{ ٦٠ }} رجلا و فيهم بضع نساء وصبية وكان فيهم {{ ١٤ }} رجل من وجهائهم

يرئسهم {{ ٣ }} من رجال الدين تحت اسماء كانوا يقدسونها ١_العاقب

٢_ والأسقف

٣_والسيد

{{ فالعاقب }} هو صاحب المرتبة العلية

ثم بعده يأتي {{  الأسقف }}  ثم {{ السيد }}

فكان أميرهم العاقب واسمه {{ عبد المسيح }}
_

قدم هذا الوفد

فخلعوا ثياب السفر وبدلوها  ودخلوا المسجد وهم يلبسون الحرير والذهب حتى يبهروا المسلمين

وتوشحوا بالصلبان [[ اي علقوا  في صدورهم الصليب من الذهب ]]

مستعدين لمقابلة النبي صلى الله عليه وسلم في هيئة رسمية

فلما رائهم النبي صلى الله عليه وسلم على باب مسجده
أمر أصحابه ان يقولو لهم ان يذهبوا لينزعوا عنهم ذهبهم و صلبانهم ثم يأتونه

ففعلوا و عادوا

وادخلهم الى المسجد

وأمر أصحابه على الفور ان يضربوا لهم قبةً في جانب من جوانب المسجد [[ والقبة تعني الخيمة ]]

وأذن لهم ان يدخلوا بصبيانهم ونسائهم وأن يمارسوا حريتهم كأنهم في منازلهم
__

وعندما دخلوا كانت صلاة العصر، فقام المسلمون يصلون، وقام الوفد يصلي صلاته في مسجد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

فأخذوا يرددون تراتيلهم واستقبلوا بيت المقدس

فأراد الناس منعهم ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم

قال لهم :_ دعوهم

وترك لهم حرية ان يختاروا وقت جلوسهم مع النبي والحديث معه
_

و بعد ثلاثة ايام قام قادتهم الثلاث مع بعض الوجهاء وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجلسوا إليه ويحدثوه

فلما رأى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم جدلهم عقيماً لا يريدون به معرفة الحقيقة
___

فكان وفدهم لا يعبر عن الحقيقة فأختصر النبي صلى الله عليه وسلم الطريق عليهم
و دعاهم الى الاسلام

قال لهم :_ فإني ادعوكم ان تدخلوا في دين الله وان تسلموا

فلم يقبلوه

بل قال له اميرهم {{ عبد المسيح }} الملقب بالعاقب

قال :_ نحن مسلمون قبلك يا محمد

[[ يعني انت ما كملت عشرين سنة بالاسلام
ونحن اتباع المسيح قبل ما تنولد ب ٦٠٠ سنة فنحن مسلمون قبلك ]]

فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث الذي هو في لفظ البخاري

وقال إنما يمنعكم من الإسلام ثلاثة [[ يعني ثلاثة اشياء تقومون بها تحجب عنكم صفة انك مسلمين ولستم اتباع عيسى عليه السلام ]]

قال :_  إنما يمنعكم من الإسلام ثلاثة

{{ عبادتكم الصليب  ،وأكلكم لحم الخنزير ، وزعمكم أن لله ولداً }}

____

هنا تمسكوا بالأمر الثالث وهو {{ زعمكم أن لله ولدا }}

تمسكوا به لانه يمس {{ عيسى عليه السلام }} فتوقفوا عندها واكثروا الجدل فيها

قالوا :_ ما لك تشتم صاحبنا؟ [[يقصدون عيسى عليه السلام]] وتقول:_  إنه عبد لله عز وجل

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ أجل إنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول

فقالوا: _ هل رأيت إنساناً قط من غير أب، فإن كنت صادقاً فأرنا مثله؟

فلم يجبهم  ، وإذا بالوحي يتنزل ، فأنزل الله الوحي ليرد عليهم

ورأوا وهم جالسين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم {{ صفة الوحي }} التي يعرفونها

بأنه إذا نزل الوحي على نبي آخر الزمان ،  فهو ليس كموسى عليه السلام يكلمه الله تكليماً ، لا

بل هو وحي ، وأن الوحي له ثقل

رأورا صفاته صلى الله عليه وسلم وهو يوحى إليه

ثم قرأ عليهم ما أنزل الله عليه

فقال الله عز وجل في ذلك

{{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }}

فالنصارى لا ينكرون أن آدم قد خلق بلا أب ولا أم، فاذا كانوا يرون أن عيسى إلاهاً لأنه خلق من غير أب، فالأولى هو {{ آدم }} لأنه خلق بلا أب ولا أم

فإذا كان في نظركم عيسى من غير اب اصبح إله فمن باب أولى آدم ليس له لا ام ولا اب

فلما سمعوا كلام الله اُخرسوا واُحبطوا

وقالوا :_ أجل
__

ولكن بقي جدالهم بأن نسلم أو لا نسلم
وأخذ الوفد يجادل النبي صلى الله عليه وسلم ساعات طويلة بل عدة أيام

[[ والآيات التي في  صدر سورة آل عمران حتى الآية رقم (80) كانت كلها  ردود على وفد نجران وعلى جميع النصارى]]

لمحة عن سيرة المصطفى

23 Nov, 20:01


حتى نصل الى هذه الاية وهي آية {{ المباهلة }}

قال تعالى {{ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }}

__

و  {{ المباهلة }}

هي طريق جديدة لإقامة الحجة

[[  وهي تعني أن يجمع كل طرف أهله، ويقف وجهاً لوجه مع الطرف الثاني، ويبتهل ويدعو كل منهما أن ينزل الله عز وجل لعنته على الذي يكذب وينكر الحق ]]

فهي بنا يا نصارى نجران الى الابتهال الى الله !!!

[[ طالما معكم نساء واطفال ادعوهم  ، و أنا محمد رسول الله ، أدعو نسائي واطفالي ، ثم ندعو الله ان ينزل لعنته على الطرف الكاذب منا ]]

ومن حماقة القوم أنهم استعجلوا وقالوا :_ نعم نباهلك ولكن متى ؟؟

فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ غداً إذا ارتفعت الشمس [[ يعني وقت صلاة الضحى ]]

لماذا بدأت الاية {{  أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ }}

بدأت بالابناء لان الاطفال بريئون لا يعرفون الكذب وهم اقرب الى الله من غيرهم لم يكسبوا جرماً ولا إثماً بعد
___

وقبل القوم {{ المباهلة }}

فغاب عنهم النبي صلى الله عليه وسلم بقية اليوم وتلك الليلة ولم يكلمهم

حتى خرج اليهم في اليوم الثاني عند شروق الشمس

فخرج النبي صلى الله عليه وسلم {{ للمباهلة }}

وعلي رضي الله عنه عن يمينه

وعلى شماله للوراء قليلاً السيدة  فاطمة رضي الله عنها شماله 

والحسنين يجريان بين يديه

وأقبل على القوم {{ للمباهلة }}

فلما رأه قادتهم الثلاث [[  اي رجال الدين العاقب والاسقف والسيد  ]]

فنظر كبيرهم العاقب لصاحبيه

وقال لهم :_ ويلٌ لكم أتباهلون محمداً ؟!!! وقد خرج إليكم بهذه الوجوه

والذي بعث موسى وعيسى ، لقد خرج إليكم محمد بوجوه لو أقسمت على الله أن يزيل الجبال الرواسي لأزالها

ألا ترون نورهم يسعى بين أيديهم ، كفو عن مباهلته .

ثم دخلوا للخيمة

وقالوا لقومهم :_ وربِ موسى وعيسى ، لو باهلتم محمد اليوم ودعى عليكم بمن معه ، فلن يبقى لكم مالٌ ولا ولد

ثم خرج ثلاثتهم الى النبي صلى الله عليه وسلم

وقالوا :_ لا يا محمد معذرة ، إن الذي تعجل إليك بالأمر ، وقال نعم نباهل ، هم عامتنا وأمرهم إلينا فنحن رجال الدين فيهم فنحن لا نريد مباهلتك

ولكن نريدك أن تحكم فينا دون أن ندخل بالاسلام

[[  يعني حابين نتبعك وانت تصير حاكم علينا من غير ان ندخل بالاسلام ]]

فبأي شي تحكم فأمرك مطاع !!

فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ أعرض عليكم واحدة من ثلاث

إما الاسلام ، وإما ان تعطوا الجزية كما نص القرآن ، وإما الحرب بيننا وبينكم

فقالوا :_ نعطيك الجزية ونرجع الى قومنا على ديننا ، ولكن ابعث معنا رجل من اصحابك يكون امين حق امين ، يستوفي منا الجزية ، ويقضي فينا فيما يقع بيننا من شجار

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ أجل سأبعث معكم رجل أمين حق امين

يقول الصحابة :_ فوالله ما منا احد إلا واستشرف لها [[ اي تمنى ان يكون لها لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يشهد أنه امين حق امين ]]

قالوا :_ فإذا به صلى الله عليه وسلم

يقول :_ قم يا ابا عبيدة

فوقف ابو عبيدة {{ عامر بن الجراح }}  رضي الله عنه

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ هذا {{ أمين هذه الأمة }}

أمضي معهم يا {{ ابا عبيدة }} فأقضي في ما بينهم وأستلم منهم جزيتهم في كل عام

ثم أمر أن يكتب له كتاب آمان
__

كُتب ذلك في كتاب بالتفصيل ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يكتب في آخر الكلام

{{ هذه ذمة الله ، وذمة محمد رسول الله لنصارى نجران }}__

فأنقلب القوم الى قومهم راضين ، ليدفعوا الجزية لأبي عبيدة

ثم ما أن وصلوا واخبروا قومهم

فقال لهم قومهم :_ بئس ما رجعتم به إلينا !! علمتم أن محمداً على الحق ورضيتم أن يحكم فينا ، ولم تتبعوه ولم تصدقوه !!!!

فضاج القوم على قادتهم ، ثم رجعوا جميعاً الى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مسلمين

{{ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ }}

اللهم عجل لنا بيوم يعز فيه اوليائك ويذل به اعدائك آمين آمين إنك جواد كريم

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

22 Nov, 20:02


#هذا_الحبيب_229

#السيرة_النبوية_العطرة

إسلام ثقيف

___

انطلق وفد ثقيف ولكن بقي عندهم مشكلة ، وهي مواجهة قومهم بكل هذا، وكانوا يعلمون أن غالبية {{ ثقيف }} لا تزال ترفض الإسلام

فقال للوفد {{ كنانة بن عبد ياليل}}
قال  :_أنا أعلم الناس بثقيف، فاكتموهم القضية، وخوفوهم بالحرب والقتال، وأخبروهم أن محمدا سألنا أمورا أبيناها عليه [[ أي رفضنا شروطه ]] سألنا أن نهدم اللات والعزى ، وأن نحرم الخمر والزنى والربا

___

فلما وصلوا الى {{ الطائف }} خرجت ثقيف لاستقبالهم، فأظهر الوفد الحزن، واتجهوا الى اللات كما هي عادة {{ ثقيف}} ونزلوا عندها

ثم قالوا لهم:_أتينا رجلا فظا غليظا يأخذ من أمره ما يشاء، قد ظهر بالسيف ، وداخ له العرب [[ يعني خضع له العرب دوخهم]] ودان له الناس، فعرض علينا أمورا شدادا

أن نهدم اللات، ونترك الخمر والزنا والربا، وأمرنا بالصلاة

فقالت ثقيف: _ والله لا نقبل هذا أبدا

فقال لهم الوفد:_ فتهيئوا للقتال وتعبئوا له ورمموا حصونكم

ومكثت {{ ثقيف }} يومين، ثم القى الله تعالى في قلوبهم الرعب، فجاءوا الى الوفد

وقالوا لهم:_ والله ما لنا به طاقة، وقد داخ له العرب، فارجعوا إليه فأعطوه ما سأل، وصالحوه عليه

فلما رأى الوفد ذلك قالوا لهم:  _ فإنا قد صالحناه على ذلك، ووجدناه أتقى الناس وأوفاهم

قالوا: _ فلم كتمتمونا هذا الحديث، وغممتمونا أشد الغم ؟!

قالوا: _ أردنا أن يذهب الله عنكم نخوة الشيطان

___

و هكذا أسلمت كل {{ ثقيف}}

اتذكرون رحلة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم للطائف

كان وحيدا والطائف كلها ضده

هل رأيتم

إذا كان الله معك فمن عليك؟

وإذا كان عليك فمن معك؟

إذا كان الله معك، يسخر لك أعداءك ليخدموك، وإذا كان الله عليك، سمح لأتفه بشر أن يتطاول عليك

هل رأيتم وعد الله

{{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }}

إنه {{ الله }} جل في علاه

أقام العباد فيما أراد وله المراد فيما يريد جل الوحيد الفريد أفلح من قال لا إله إلا الله وصلى وسلم على رسول الله

إنه {{ الله }} مالك الملك العظيم المتعال ، كلنا عبيده وأمرنا في يده ، سبحانه وتعالى عما يصفون

___

ولم تمضِ الا أيام حتى جاءت السرية التي أرسلها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لهدم صنم {{اللات}}

وبرغم أن {{ ثقيف}} قد دخلت في الإسلام، الا أن دخول {{ الطائف}} وهدم صنمها أمر غير مأمون على الإطلاق، ومهمة شديدة الخطورة

ولذلك أرسل النبي صلى الله عليه وسلم السرية وأمر عليها القائد الفذ {{ خالد بن الوليد }} رضي الله عنه وأرضاه

وجعل مع هذه السرية {{ المغيرة بن شعبة }} وهو من

{{ ثقيف }} فلا شك أن البطن الذي ينتمي اليه {{المغيرة بن شعبة}} من ثقيف

هو بطن {{ بني متعب}}  سيقوم بحماية {{ المغيرة}} وحماية المسلمين

و كما أرسل معهم النبي صلى الله عليه وسلم ايضا  {{ أبو سفيان بن حرب }} وهذه ايضا اشارة هامة الى أن زعيم الوثنية السابق هو الذي يذهب بنفسه لهدم أشهر أصنام العرب

__

فلما وصلت هذه السرية اتجهت فورا الى اللات

فخرجت كل {{ ثقيف }} رجالا ونساء وأطفالا وتجمعت تشاهد هذا الحدث، وأغلب {{ثقيف}} تعتقد أنهم لن يستطيعوا هدم {{اللات }}

فقام {{المغيرة بن شعبة}} وقال لأصحابه :_لأضحكنكم من ثقيف

فأخذ المعول، فضرب اللات ضربة، ثم سقط على الأرض وأخذ يحرك جسده ورجليه كالمصروع، فاضطربت كل {{ثقيف}} وأخذت تصيح

وتقول :_ قتلته الربة ، قتلته الربة

وفرحت {{ ثقيف}} وصاحوا:_ من شاء منكم فليقترب ويهدمها

فوثب {{ المغيرة }} وهو يقول:_ قبحكم الله يا معشر ثقيف، انما هي حجارة لا تضر ولا تنفع ،فاقبلوا عافية الله واعبدوه

__

ثم قام {{ المغيرة }} وقام معه المسلمون فهدموا اللات عن آخرها

ثم قال السادن [[ اي الخادم الذي يقوم بعناية اللات ]]

قال :_ إن هدموا الأساس ليخسفن بهم

فسمع المغيرة ذلك فقال لخالد :_دعني أحفر أساسها

[[ فحفر الأساس حتى أخرج التراب، واسقط في يد ثقيف وبهتت ]]

__

و حسن بعد ذلك  اسلام {{ ثقيف}}

و هذه كانت قصة اسلام ثقيف وهي آخر القبائل الكبيرة التي دخلت في الإسلام

ومن حسن اسلامها ، لم تكن من ضمن القبائل التي ارتدت عن الإسلام بعد وفاة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

يتبع بإذن الله ..

لمحة عن سيرة المصطفى

21 Nov, 20:02


#هذا_الحبيب_228

#السيرة_النبوية_العطرة

إسلام ثقيف
_

لقد قلنا أن العام التاسع هو عام الوفود

وما زلنا في السنة التاسعة من الهجرة

وقلنا أن السنة التاسعة شهدت المدينة حضور مكثفا للوفود من كل أنحاء الجزيرة العربية

وبعض هذه القبائل جاء الى المدينة مقتنعا بالإسلام

والبعض جاء خوفا وطمعا في الدولة الإسلامية الناشئة القوية

وكان أول هذه الوفود قدوماً بعد تبوك، وأهم هذه الوفود من ناحية الأثر كان وفد {{ثقيف}}

فمن هي ثقيف ؟ وما قصة هذا الوفد؟ وما قصة اسلام ثقيف ؟

_

ثقيف هي أكبر بطون قبيلة {{ هوازن }} وقد قلنا أن هوازن واحدة من أكبر قبائل الجزيرة العربية، تضم عدد كبير من البطون

وأكبر هذه البطون وأشهرها هي {{ ثقيف }} وكانت شبه مستقلة عن {{ هوازن }} وتسكن مدينة الطائف على بعد حوالى {{ ١٠٠ كم }} جنوب شرق مكة، وكانت {{ الطائف}} هي المدينة الثانية في الجزيرة العربية بعد {{ مكة }}

وذكرنا في بداية السيرة

رحلة النبي صلى الله عليه وسلم الى {{ الطائف}} في السنة العاشرة من البعثة

عندما ذهب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

الى الطائف ليعرض عليهم الاسلام
ولكنهم رفضوا الإسلام

ليس هذا فحسب بل أرسلوا خلف صلى الله عليه وسلم عبيدهم وسفائهم، وأخذوا يسبونه ويقذفونه بالحجارة حتى سالت الدماء من قدميه صلى الله عليه وسلم

وظلوا يتعقبونه بالسباب والحجارة مسافة {{ ٥ كم }} حتى دخل حديقة لأحد أشراف مكة فاحتمى بها
___

و ذكرنا أن بعد {{ فتح مكة }} في السنة الثامنة من الهجرة تجمعت كل قبائل هوازن لأول مرة في تاريخها في جيش ضخم لحرب المسلمين

وكانت معركة {{ حنين }} ورأينا كيف انكشف المسلمون في بداية المعركة

ثم تجمع المسلمون حول النبي صلى الله عليه وسلم وتحولت الهزيمة الى نصر، وانسحبت هوازن الى مدينة {{ الطائف}} فاتجه النبي صلى الله عليه وسلم الى مدينة {{ الطائف }} وقام بحصار الطائف شهرا كاملا، ولم ينجح المسلمون في اقتحام الطائف

فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة ثم قرر رفع الحصار عن الطائف والرجوع الى المدينة

وبعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة، وفي السنة التاسعة من الهجرة

قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة

{{ عروة بن مسعود الثقفي }} وهو أكبر زعماء الطائف، وأسلم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم

وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه يشبه المسيح عيسى عليه السلام

ثم سأل { {عروة بن مسعود }} النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع الى قومه بالإسلام

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :_إن فعلت فانهم قاتلوك

فقال عروة:_ يا رسول الله أنا أحب اليهم من أبصارهم

فعاد {{ عروة }} وأظهر اسلامه ودعا قومه الى الإسلام، ولكنهم رفضوا الإسلام وسبوه وأغلظوا له القول

وفي فجر اليوم التالي، صعد {{ عروة }} على سطح منزله وأذن للصلاة، فخرج أحد رجال ثقيف ورماه بسهم فوقع على الأرض

وقال له أهله: _ما ترى في دمك ؟

فقال عروة: _كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إليَّ

[[ثم اوصى أن يدفن مع شهادء المسلمين الذين قتلوا أثناء حصار الطائف]]

فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قال: _ مثلُ عروة في قومه مثلُ صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه
_

وبرغم أن {{ ثقيف }} قد قتلت {{ عروة بن مسعود }}

في هذا المشهد المؤلم ، الا أن ثقيف كانت في وضع لا يحسد عليه ، والسبب ؟؟

١_ بسبب هزيمة {{ ثقيف }}  هزيمة نكراء أمام المسلمين في {{حنين}}

حتى بعد أن حاصر النبي صلى الله عليه وسلم الطائف لمدة شهر، لم تجرؤ {{ ثقيف}} على الخروج لمواجهة المسلمين، بالرغم من أن نسائهم وأبنائهم وأموالهم كانت في أيدي المسلمين

٢_ أسلمت تقريبا جميع قبائل الجزيرة العربية، حتى بطون {{ هوازن}} نفسها، والتي {{ ثقيف}} أحد بطونها، أسلمت ولم يبق منها الا ثقيف، ولا تستطيع {{ ثقيف}} أن تقف أمام كل العرب

٣_ اسلام ثم مقتل {{ عروة بن مسعود }} كان حدثا جليلا ومزلزلا في {{ثقيف}}

لأن {{ عروة}} كان محبوبا ومطاعا في قومه

٤_ لأن {{ مالك بن عوف النصري}} والذي كان قائد جيش {{هوازن }} في غزوة حنين ضد المسلمين ، كان قد أسلم وكلفه النبي صلى الله عليه وسلم بحصار الطائف، فضيق ذلك عليهم بشدة، وأخذ الوضع الإقتصادي في التردي نتيجة هذا الحصار، وفقدت الطائف مكانتها التجارية، لأنها أصبحت مكان غير آمن، ولا يستطيع التجار من العرب وغيرهم الدخول اليها

_

كل هذه الأسباب جعلت ثقيف تفكر في الإسلام، ولذلك بعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة {{ تبوك }}  من السنة التاسعة من الهجرة

جاء الى المدينة وفد من {{ ثقيف }} مكون من ستة أشخاص
_

فلما دخلوا على الرسول صلى الله عليه وسلم ، لم يحيوه بتحية الإسلام
وانما حيوه بتحية الجاهلية، وكانت هذه هي أول علامة أن وفد {{ ثقيف }} لم يأت مسلما رغبة في الإسلام، وانما جاء رغبا ورهبا في الدولة الإسلامية الجديدة الناشئة القوية

لمحة عن سيرة المصطفى

21 Nov, 20:02


____
استقبل النبي صلى الله عليه وسلم وفد {{ ثقيف }} استقبالاً طيباً يليق بنبي كريم

وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تضرب لهم خيمة في المسجد، حتى يكون ذلك أرق لقلوبهم، ويستمعوا الى حديث النبي صلى الله عليه وسلم ،ويشاهدوا أحوال المسلمين، ويتعلموا الإسلام، ويسمعوا القرآن

فكانوا يمكثون في المسجد، ثم يذهبون الى رحالهم للقيلولة أو غير ذلك
_

جاء الوفد بعد ذلك ليسلم على يدي النبي صلى الله عليه وسلم

ولكنهم أرادوا الإسلام بشروط معينة، فتحدث زعيمهم

{{ كنانة بن عبد ياليل }}

وقال: _أفرأيت الزنى ، فإنا قوم نغترب ولا بد لنا منه ؟

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_هو عليكم حرام ، فإن الله عز وجل يقول {{ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا }}

قال:_  أفرأيت الربا فإنه أموالنا كلها ؟

قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ لكم رءوس أموالكم إن الله تعالى يقول {{ ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين }}

قال: _ أفرأيت الخمر ، فإنه عصير أرضنا لا بد لنا منها ؟

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ إن الله قد حرمها ، وقرأ عليه قوله تعالى {{  ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون }}

____

ثم طلبوا طلبا أخيرا غريبا، وهو أن يتم اعفائهم من الصلاة، فرفض النبي صلى الله عليه وسلم طلبهم

وقال :_ لا خير في دين لا صلاة فيه [[ ليت أمتنا تفهم ذلك لا خير في دين لا صلاة فيه ]]

ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حزينا وهو يستمع الى هذه المناقشة

لأن هذه المساومات كانت تدل على أن هذا الوفد لم يأت مقتنعا بالإسلام

وانما جاءوا خوفا من الدولة الإسلامية، وأن هذه الأيام التي قضوها في المدينة وفي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لم تؤثر فيهم
_

ثم خلا القوم بعضهم ببعض للتشاور

وقالوا : _ويحكم إنا نخاف إن خالفناه يوما كيوم مكة ، انطلقوا نكاتبه على ما سألناه

فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وقال زعيمهم {{كنانة بن عبد ياليل }}

قال للنبي :_ نعم ، لك ما سألت

ثم قال:_ أرأيت الربة ماذا نصنع فيها ؟

[[ والربة هي صنم اللات وقد ذكرنا أنها كانت من أعظم أصنام  العرب، وكان يقسم بها ويهدي اليها ويذبح عندها ]]

فرد النبي صلى الله عليه وسلم بمنتهى الحزم

وقال: _ اهدموها

ففزع الوفد وقال كنانة : _ هيهات ، لو تعلم الربة أنك تريد هدمها ، لقتلت أهلها

فقال عمر بن الخطاب : _ يا ابن عبد ياليل ، ما أجهلك ، إنما الربة حجر

فلما رأى الوفد حزم النبي صلى الله عليه وسلم واصراره بدؤا يساومون في توقيت هدم صنم اللات

فطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يترك اللات

{{ ٣ سنوات }} قبل أن يهدمها

فرفض النبي صلى الله عليه وسلم

فطلبوا أن يتركها سنتين

فرفض النبي صلى الله عليه وسلم

فقالوا:_ سنة

فرفض النبي صلى الله عليه وسلم

فطلبوا شهراً واحدا

فرفض النبي صلى الله عليه وسلم

___

فلما أسقط في أيديهم قالوا:_ تول أنت هدمها ، فأما نحن ، فإنا لا نهدمها أبدا

فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم الى ذلك وقال:_ سأبعث إليكم من يكفيكم هدمها

فقالوا:_ ائذن لنا أن نرحل قبل رسولك ونخبر قومنا ، فإنا أعلم بقومنا

[[ يعني لا ترسل من يهدم اللات فورا، ولكن دعنا نمهد لثقيف هذا الأمر ]]

فوافقهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك

ثم قالوا:_ يا رسول الله ! أمر علينا رجلا يؤمنا من قومنا

فأمر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم {{ عثمان بن ابي العاص }}

مع أنه كان أصغرهم سنا وهو الذي كانوا يتركونه في رحالهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وجده أحرص القوم على تعلم الإسلام، ووجد فيه كفاءة قيادية
__

انطلق الوفد، ولكن بقي عندهم مشكلة ، وهي مواجهة قومهم بكل هذا، وكانوا يعلمون أن غالبية {{ ثقيف }} لا تزال ترفض الإسلام

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

20 Nov, 20:02


#هذا_الحبيب_227

#السيرة_النبوية_العطرة

أحداث وقعت في العام التاسع من الهجرة
_

هناك بعض الأحداث وقعت في العام التاسع من الهجرة

نذكرها باختصار إن شاء الله تعالى

اولا وفاة بنت النبي صلى الله عليه وسلم {{ أم كلثوم }} رضي الله عنها وارضاها

وقد ولدت أم كلثوم قبل البعثة بستة سنوات

وأمها هي {{ السيدة خديجة }}

وجاهدت مع أبيها صلى الله عليه وسلم وعانت وطأة الحصار مع المسلمين في شعب أبي طالب

و كان عمرها {{ ١١ عام }}

وعاشت كل لحظات معاناة المسلمين في مكة قبل الهجرة

{{ ١٣ عام }}ا كاملة، وهاجرت رضي الله عنها وكان عمرها {{ ١٩ عام }}

وتزوجت من {{ عثمان بن عفان}} رضي الله عنه بعد وفاة أختها {{ رقية}}  في السنة الثالثة من الهجرة

وكان عمرها {{ ٢٢عام }}

ولذلك أطلق على عثمان بن عفان {{ ذو النورين}} وأصبح الوحيد في التاريخ كله الذي تزوج من ابنتي نبي، وظلت مع {{عثمان}} ستة أعوام، ولم تنجب خلالها

ثم ماتت رضي الله عنها في شهر {{ شعبان }} من السنة التاسعة من الهجرة، بعد عودة المسلمين من {{ تبوك }}

وجلس صلى الله عليه وسلم على قبرها وهو يبكي حزنا عليها

و واسى النبي صلى الله عليه وسلم زوجها {{عثمان }}

وقال:_ لو كانت عندنا ثالثة لزوجتها عثمان
__

من الأحداث الهامة في السنة التاسعة من الهجرة

وفاة {{ عبد الله بن أبي بن سلول}} والذي عرف برأس المنافقين

وقصة {{ عبد الله بن أبي بن سلول }} أن المدينة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم  شهدت تاريخا طويلا من الحروب بين {{ الأوس والخزرج }}

وكانت آخر هذه الحروب هي حرب {{ بعاث }} والتي انتهت بانتصار {{ الأوس }}

وفكر العقلاء بعدها على تنصيب رجل يكون ملكا أو حاكما على المدينة

واتفق الطرفان على أن يكون هذا الحاكم هو أحد سادات الخزرج وهو {{ عبد الله بن أبي سلول }}

وسبب أختياره ملكاً

{{ أولا}}

لأنه لم يشترك في حرب {{ بعاث }} بل كان رافضا ومعارضا لها

{{ثانياً }}

لأنه من {{ الخزرج}} الطرف الذي انهزم في حرب {{ بعاث}} فلا يكون هذا تنصيب رجل من {{ الأوس}} أحد نتائج هزيمة {{ الخزرج }} وهو لا شك أمر سيرفضه الخزرج

وبعد أن اتفق أهل المدينة من الأوس والخزرج وبعد أن أصبح أمر تنصيب {{ عبد الله بن أبي}} مسألة وقت

جائت هجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم واجتمع الأنصار حول راية النبي صلى الله عليه وسلم

ووئدت فكرة أن يكون {{ عبد الله بن أبي}}  ملكا على المدينة

لذلك حقد {{عبد الله بن ابي }} على الرسول وأظهر الإسلام وأبطن الكفر، ولم يتوقف لحظة عن الكيد ضد النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون

وتعاون مع اليهود في ذلك، وقاد جماعة المنافقين في المدينة، وكانت خطورة {{ عبد الله بن ابي }} أن له مكانته الكبيرة بين قومه

__

وقد ذكرنا في السيرة مواقفة ضد النبي صلى الله عليه وسلم

حين انسحب أثناء تحرك جيش المسلمين الى أحد، فانسحب معه ثلث الجيش

كما أنه قام باشاعة حديث الإفك وتكبيره، وقال الله تعالى في ذلك {{ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }}

وفي غزوة {{ بني المصطلق }}في السنة السادسة من الهجرة حاول احداث وقيعة وفتنة بين المهارجين والأنصار

حين قال :_ والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل

وهو الذي نزلت فيه هذه الآية بقوله

{{ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا}}

يعني امنعوا الأموال عن أصحاب الرسول حتى ينفضوا عنه ويتركوه، وقد سجل عليه القرآن العظيم هذه الكلمات

ولم يتوقف {{ عبد الله بن ابي بن سلول}} لحظة واحدة عن التآمر والكيد للنبي صلى الله عليه وسلم ومحاولة هدم الدولة الإسلامية حتى توفى في السنة التاسعة من الهجرة

___

وكان لعبد الله بن أبي ولد وحيد اسمه {{ عبد الله}} على اسم ابيه[[ أي أن اسمه عبد الله بن عبد الله بن ابي بن سلول]] وكان من خيار الصحابة، شهد بدر وجميع المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم

____

وكان موت رأس المنافقين  {{ عبد الله بن أبي }} ضربة قاصمة ثالثة للمنافقين في خلال شهرين فقط، حيث كانت الضربة الأولى هي غزوة {{ تبوك }} نفسها ونزول سورة التوبة، وقد أظهرت غزوة تبوك وسورة التوبة عدد كبير من المنافقين

وكانت الضربة الثانية

هي هدم وحرق مسجد الضرار

ثم كانت الضربة الثالثة

وهي موت رئيس المنافقين {{ عبد الله بن ابي بن سلول}}

وبموت {{عبد الله بن أُبي بن سلول}} انحسرت جدا حركة النفاق في المدينة المنورة، وكسرت إلى حد كبير شوكتهم ولذلك لم نجد لهم حضورا يذكر في العام العاشر من الهجرة وإن كان استمرار وجودهم مؤكدا

لأن المنافقون لا يختفون أبدا من أي مجتمع مسلم، منذ أيام النبي صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا

هذا ما كان بأختصار شديد ما وقع من احداث من السنة التاسعة

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

19 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_226

#السيرة_النبوية_العطرة

حج ابو بكر بالمسلمين و نزول آيات صدر سورة التوبة
__

فوقف علي رضي الله عنه خطيباً بالناس

فحمد الله واثنى عليه وصلى على نبيه

ثم قال :_ أيها الناس إني رسول رسول الله إليكم لأبلغكم ما انزل الله واسن سنن تتبع بعد اليوم

ثم تلى عليهم الآيات من صدر سورة التوبة ، نقرأ الآيات مع الشرح

قال تعالى

{{ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }}

اي أن الله ورسوله يتبرأن من كل عهود من المشركين ولا عهد بين المشرك والمسلم على الاطلاق

وانظروا كيف دين الله عدل وحق فقال جل في علاه

{{ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ }}

أي اعطاهم مدة فالذي لا عهد له ، معه مدة {{ ٤ أشهر }} فإذا جاء بعد اربع اشهر ودخل مكة فلا آمان له ولا ذمة

{{ وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ }}

أي ان الله ورسوله بريئان من المشركين

{{ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }}

والآن ننظر للاية بعدها والى عدل الله عزوجل

{{ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا }}

[[أي لم ينقضوا عهدهم لم يخلفوه لم يتلاعبوا بالعهد ]]

{{ وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا }}

أي لم يتحالفوا مع عدو عليكم

{{فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}}

أي عدل هذا ؟؟ عدل وانضباط الذي يوفي إليك يا رسول الله عهده ما هو عذرك لتنقض عهدك معه ، تبقى عهودهم كما هي

{{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ }}

اي اذا انتهى شهر محرم فهو انتهاء الاشهر وبداية عام جديد [[ اي اذا انتهى هذا العام ]]

{{فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }}

وانظروا مع أنه لا عهد بين مسلمين ومشركين بأمر من الله

انظروا الى هذا الاستثناء في الاية التي بعدها وانظر الى سماحة هذا الدين

يقول تعالى مستثنياً

{{ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ }}

يعني حرب بينا وبين عدو ودخل واحد منهم مستجير بلغة اليوم مستسلم رافع يديه

{{ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ }}

اي لعلك تهديه وحسن معاملتك معه يكون سبب في شرح صدره للاسلام

{{ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ }}

الله يصف الكفار بأنهم لا يعلمون

{{ كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ }}

اي لا عهد لمشرك غير الذين عاهدتموهم اهل مكة من قبل الصلح

{{فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }}

قوم بينك وبينهم معاهدة ولم ينقضوا أي شيء من المعاهدة استقيموا لهم
{{ كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ  لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ }}

الآية تتحدث عن الصورة التي يعيشها المسلمون الآن و الآية تشرح حالنا قبل ١٤ قرن

{{ كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ [[ اي يكون لهم قوة عليكم ]] لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً }}

هذه بعض ايات سورة التوبة حتى نصل الى الآية ٢٨

يقول تعالى

{{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ }}

عندما تسمع يا مؤمن بهذا النداء فحضر جميع حواسك لا يقول الله في القران { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا } إلا يكون ورائه تكليف أو تزكية أو تحذير ، أما لضرب الأمثلة يقول :_ يا أيها الناس
{{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً}}

أي خفتم الفقر

{{وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }}
____

ثم وقف {{ علي }} رضي الله عنه بعد ان تلى الايات من سورة التوبة

وسورة التوبة نزلت من غير بسملة
____

لماذا ليس فيها بسملة ؟؟

قيل أنها توقيفية

[[ يعني هكذا انزلها الله ولا يجوز لنا أن نقول لماذا ؟؟

لمحة عن سيرة المصطفى

19 Nov, 20:01


{ لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } نقول هكذا نزلت وانتهى ]]
____
اعلن علي رضي الله عنه بعد ان تلى الايات اربعة احكام

١_ يمنع الطواف بالبيت بعد هذا اليوم عريان

لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي في العام القادم للحج ولن يرى فيها عريان إلا وضرب عنقه

٢_ لا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك

٣_ من كان بينه وبين رسول الله عهد فهو الى مدته والذين لا عهد لهم فمعهم مهلة ٤ أشهر

٤_ ألا يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا

__

بلغ علي رضي الله عنه للناس ذلك مرة ومرتين

وامر{{  ابو بكر }} رجال من الصحابة لهم صوت جهوري يبلغون عن لسان{{ علي }} حتى يبلغ القاصي والداني

وكُلف أمير مكة أن ينفذ هذه الاحكام بعد موسم الحج وأن تهيئ مكة

لأستقبال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في العام القادم حاجاً

محققة هذه الشروط الاربعة

____

هذا ما كان في حج {{ ابوبكر  الصديق }} ونفذ ذلك كله ورجع المسلمون بعد حجهم هذا وسمي هذا العام بعام {{ الوفود }}

وعلم المشركون بعد هذه البنود أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

وعليهم ان يدخلوا في هذا الدين أو أن يخرجوا من جزيرة العرب

فجاءت الوفود الى المدينة افواجاً يعلنوا اسلامهم

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

18 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_225

#السيرة_النبوية_العطرة

حج أبو بكر بالمسلمين ونزول آيات صدر سورة التوبة
___

رجع صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك و في شهر {{ ذي الحجة }} من السنة التاسعة من الهجرة

خرج المسلمون لأداء فريضة الحج، ولم يخرج معهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما خرج بالمسلمون {{ ابو بكر الصديق}} رضي الله عنه وأرضاه

وكانت هذه هي السنة الثانية التي لم يخرج فيها النبي صلى الله عليه وسلم للحج

كانت المرة الأولى في السنة الثامنة

والمرة الثانية في السنة التاسعة

وقيل في كتب السيرة أن سبب عدم خروج النبي  للحج في السنة التاسعة

هو انشغال النبي صلى الله عليه باستقبال الوفود التي تأتي للمدينة لتعلم الإسلام والقرآن ومبايعة النبي صلى الله عليه وسلم

وقد أخذ الشافعي من ذلك أن الحج على التراخي، بينما ذهب أبو حنيفة ومالك وأحمد الى أن الحج على الفور

_

ولكن بعد متابعة السيرة ودراستها هنالك سبب آخر لعدم خروجه صلى الله عليه وسلم للحج في هذا العام

لنلقي نظرة عامة عن مكة ومن يحج إليها في ذلك الوقت لنعرف أكثر عن عدم خروجه صلى الله عليه وسلم في هذا العام للحج

فقد ظن الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم سيحج هذا العام بعد أن أصبحت {{ مكة }} دار اسلام

وها هو صلى الله عليه وسلم قد ثبَّتَ هذا الدين والأمن له في ارجاء الجزيرة كلها

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لا يسير إلا أن يسيره ربه وقد اختار له الله أن يكون له {{حجة واحدة }} في عمره وهي {{ حجة الوداع }}

وبإلهام من الله دون نص قرآني ، اختار النبي صلى الله عليه وسلم عدم خروجه للحج في هذا العام

وانتدب {{ أبا بكر الصديق }}  ليخرج بعدد من اهل المدينة بلغوا {{  ٣٠٠ }} رجل

ومن أراد أن يرافقهم من اهل الأعراب من حول المدينة فيكون {{ ابو بكر }}  امير المسلمين في الحج
____

فإن مكة كانت تستقبل المسلمين وغير المسلمين في ذلك الوقت
___

وما دام يأتي الى الحج المسلم وغير المسلم كانت لهم عادات وتقاليد لا يقرها شرعنا

ولكن لم يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم نص قرآني يغيرها لهم وما كان صلى الله عليه وسلم  يشرع إلا بوحي

ولكن كره أن يحضر موسم حج ، و فيه ما لا يتفق مع خلق الإنسان الطبيعي

فلقد ابتدعت قريش وبعض قبائل العرب بدعة في الحج لم تكن تعرف من قبل وهي الطواف حول الكعبة وهم عراة

معتقدين بذلك أن الله لا يقبل طوافهم بثياب عصوا الله فيها فكانوا يتجردون من ثيابهم في حجر اسماعيل ، ويطفون بالبيت عراةً كما ولدتهم امهاتهم

__

ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قد شرَّع للناس  ، وإن كانت مكة دار اسلام

فلم يحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يحضر هذا {{الحج }} ثم يشهد من يطوفون عراة

ومن يغيرون في التلبية ، فهنالك تلبية توحيد على ملة ابراهيم

وهنالك تلبية فيها شرك فكانوا يقولون :_ لبيك لا شريك لك إلا شريكٌ أرتضيته لك

وقريش ايضاً ابتدعت بدعة

وهي بأنها لا تقف مع الناس على {{ عرفة }} يوم الحج

بل تقف عند المشعر الحرام

ويقولون :_ نحن أهل الحرم نحن أهل الحمس لا نقف مع الناس ولا نفيض مع الناس
__

الخلاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم انتدب الصديق

{{ ابو بكر رضي الله عنه }} ليكون اميراً على المسلمين و أوصاه بأن لا يغير شيئاً في ما أعتادت عليه قريش لأن الله لم يأمره بشيء

فأمر {{ ابو بكر }} ان يكون امير المسلمين وان يحج بالمسلمين على ملة التوحيد وأن لا يغير في ما في قريش على الاطلاق

وارسل معه صلى الله عليه وسلم {{ ٢٠ بدناً }}  اي ٢٠ ناقة ليقدمها هديً بأسم النبي الى البيت الحرام ، طعمة للفقراء والمساكين

واخذ ابو بكر لنفسه {{ ٥ من النياق }} ايضا فأصبح العدد ٢٥ بدنا

_

وبعد خروج وفد الحج بقيادة {{ أبي بكر الصديق}} ولم يبعدوا عن المدينة المنورة كثيرا

نزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأيات من صدر سورة {{ التوبة }}

_

(( ملاحظة ))

قلنا قد نزل آيات كثيرة من سورة {{ التوبة }} في الأجزاء السابقة من السيرة في شأن المنافقين ،  ومسجد ضرار ، وفي الذين تخلفوا والذين خُلفوا

ولكن لم تكن نزلت الآيات التي سنذكرها الآن وهي صدر سورة {{ التوبة }}
_
فعندما نزلت الآيات ارسل النبي صلى الله عليه وسلم

{{ علي بن ابي طالب }} رضي الله عنه وأرضاه ليقرأ هذه الآيات على الناس يوم الحج

وكتب له كتاب لأمير مكة حتى يعمل بمضمون هذه الآيات وأوصاه بأربعة بنود يبلغها للناس يوم {{ الحج }}
____

فأنطلق {{ علي بن ابي طالب }}  بهذا الكتاب وأذن له النبي صلى الله عليه وسلم بأن يركب على  ناقته {{ القصواء }} كشاهداً عليه ، أنه نائبا عن النبي وارسل معه ابو هريرة يزكي شهادته

لمحة عن سيرة المصطفى

18 Nov, 20:01


فقال له :_ تحج مع الناس فإذا كان يوم {{ الحج الأكبر}}
[[ يعني صبيحة يوم النحر ]] و فاض الناس من عرفة واجتمعوا في منى اقرأ عليهم هذا الكتاب والآيات التي نزلت
[[لأن الحجيج لا يجتمعون كلهم إلا في منى بعد عرفة ويعلم النبي صلى الله عليه وسلم ان قريش لا تقف في عرفة وقد ذكرنا السبب  فخصص له يوم النحر حتى يكون كل الناس قد اجتمعوا

فإذا كان يوم النحر يستأذن {{ علي }} من ابي بكر لأنه امير الحج ويقرأ على الناس الكتاب ]]
__

فأنطلق {{علي بن ابي طالب }} على ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ومعه كتاب من النبي مختوم بخاتمه

فلما رآه ابو بكر سأله :_ يا ابن عم رسول الله أتابع أم أمير ؟؟

[[ يعني هل لحقت بنا لتحج البيت معنا ؟ أم ارسلك رسول الله اميراً وبدا له أن يعزل إمارتي ]]

قال علي :_ بل تابعٌ ، ونائبٌ عن رسول الله لأقرأ على الناس وابلغهم رسالته  يوم الحج الأكبر صبيحة النحر واقرأ عليهم ما أنزل الله من آيات

____

فوقف علي رضي الله عنه خطيباً بالناس

فحمد الله واثنى عليه وصلى على نبيه

ثم قال :_ أيها الناس إني رسول رسول الله إليكم لأبلغكم ما انزل الله واسن سنن تتبع بعد اليوم

يتبع بإذن الله  .....

لمحة عن سيرة المصطفى

17 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_224

#السيرة_النبوية_العطرة

(( المخلفون عن تبوك 2 ))
___

يقول كعب بن مالك

حتى إذا مضى الشهر جاء رسول من رسول الله[[ اي رجل من الصحابة ]]

وقال لي :_ يا كعب يأمركم رسول الله ان تعتزلوا نسائكم [[ أي هو  وصاحبيه ، هلال ومرارة ]]

فقلت له :_ أطلقها أم ماذا أصنع ؟؟

قال :_ اعتزلها [[ ما في طلاق ]]

قال كعب :_ فقلت لزوجتي ألحقي بأهلك حتى يحكم الله فينا

واصبحت أبيت على سطح داري واتوجه الى الله بالدعاء
____

و جاءت زوجة {{هلال بن امية }} وكان كبير بالسن وليس عنده من يخدمه

فقالت :_ يا رسول الله بأبي انت وامي ، إن هلال كبير في السن وليس هنالك من يخدمه

اتأذن لي ان أصنع له طعامه واغسل له ثيابه ؟؟

قال :_اخدميه ولكن لا يقربنك بشيء فإنه لا يحل له ذلك

فقالت :_بأبي وامي انت والله مابه حراك بشيء ، فإنه منذ أن أمرت الناس بمقاطعته ما جف له دمع ولا تناول طعام ولا نام بليل
___

وهكذا تستمر المقاطعة بلياليها الطويلة، اضطروا فيها إلى ضرورة الانعزال عن الناس، لأنه أخف عليهم

يقول كعب :_حتى إذا طال ذلك عليّ من جفوة المسلمين مشيت حتى تسوّرت جدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي وأحب الناس إليَّ

فقلت:_ يا ابن عم السلام عليك  ، فوالله ما ردَّ علي السلام

فكررتها

فقلت :_ يا ابن عم السلام عليك

فلم يرد علي السلام

[[ويزداد الألم حتى أصبح كعب يشك في نفسه، فيبحث عن إجابات يدحض بها هذا الشك عن نفسه عند أعز الناس عليه ابن عمه أبي قتادة واعز اصحابه ، ولكن لا احد من المسلمين  يمكنه أن يخالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ]]

قال فقلت  له: _ يا أبا قتادة أنشدك بالله هل تعلمن أني أحب الله و رسوله؟

قال: _ فسكت

فاعدت السؤال عليه

وقلت :_ نشدتك الله هل تعلمن أني أحب الله و رسوله؟

قال:_ فسكت ولم يرد علي بشيء

يقول كعب :_ فكادت ان تزهق روحي فصرخت بأعلى ما املك من صوت

نشدتك الله  هل تعلمن أني أحب الله و رسوله؟

فقال ابا قتادة  بصوت منخفض بينه وبين نفسه :_ الله ورسوله اعلم

يقول كعب  :_ففاضت عيناي بالبكاء وتوليت حتى تسورت الجدار
_

بعد هذه المقابلة الصعبة، وبعد هذا اللقاء القاسي المرير مع أبي قتادة

جاءه الابتلاء الثالث

يقول كعب :_وبينما أنا أمشي في سوق المدينة إذا نبطي من نبط أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة

يقول:_ من يدلني على كعب بن مالك ؟؟

قال:_ فطفق الناس يشيرون له إليَّ حتى جاءني فدفع إليَّ كتابا من {{ ملك غسان }} مكتوب بماء الذهب وكنت كاتبا فقرأته فإذا فيه

{{ من ملك غسان الى كعب بن مالك أما بعد ، فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ، ولم يجعلك الله بدار هوان، ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك }}

استغل ملك غسان هذه الظروف التي يمر فيها كعب

فكعب له مكانته في المجتمع ، وكان معروف بشعره ومكانته ويعلم ملك غسان لو ارتد كعب عن دينهه  لكان أثر ذلك في شق صف المسلمين ، لذلك كان ملك غسان شديد الحرص على ذلك

وتخيلوا لو حصل مثل الأمر في زماننا لأعتبره الكثيرون مخرجا وفرجا له، واعتبروه نصرا يخرجهم من الضيق والألم إلى أوسع أبواب العزة

ولكن هذا يحصل عند غير المؤمن ، الذي يعلم علم اليقين أن الدنيا بكل ما فيها لا تعدل عند الله جناح بعوضه

وأن أي حل يأتي في غير طاعة الله تعالى ورضوانه، إنما هو الخسران بعينه، والخيبة بكل معانيها، فكان هذا الكتاب بالنسبة إلى كعب بمثابة {{ الابتلاء }}
____
يقول كعب :_ فحين قرأت الرسالة فتوجهت مسرعاً الى منزلي ورميت بها بالتنور فسجرتها به  حتى لا تميل لها نفسي يوما

[[ يعني حرقها مش خلاها احتياط للأزمات وبروزها وعلقها على الحيط ]]

حرق{{  كعب بن مالك }} ذلك الكتاب ولم يندم ، حرقه وهو يعلم أنه من ملك غسان نفسه

[[ يعني في زماننا الجنسية أو اللجوء السياسي]]

يقول كعب :_ ثم توجهت نحو المسجد ، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه

فدخلت فسلمت فلم يرد علي احد

فقلت :_ بأبي وامي انت يا رسول الله  لقد طال هجرك لي حتى طمع بي أهل الروم

قال :_ فلم يرد علي بشيء ولم يحرك ساكناً

فطفقت أبكي في المسجد بصوت مسموع

يقول كعب :_ حتى قارب هجرنا خمسين ليلة

فصليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا
____

والآن  ننتقل الى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في حجرة {{ أم سلمة }} رضي الله عنها

كان يصلي قيام الليل صلوات ربي وسلامه عليه

تقول ام سلمة :_ فركع وسجد ثم جلس وأطال جلوسه

حتى إذا سلم عن يمينه وإذا وجهه يبرق

وكان صلى الله عليه وسلم اذا اتاه الوحي استنار وجهه كأنه البدر ليلة التمام

{{ صلوا على نور الوجود وبدر الدجى صلوا عليه وسلموا تسليما }}

قالت :_  فسلم عن شماله ثم ألتفت إلي مبتسماً ضاحكاً مستبشراً

لمحة عن سيرة المصطفى

17 Nov, 20:01


وهو يقول :_ بشرى أم سلمة لقد تاب الله على كعب وصاحبيه
[[ سبحان الله ، أنت يا رسول الله الذي امرت بمقاطعتهم ثم تفرح إذا تاب الله عليهم ؟؟
نعم إنه بالمؤمنين رؤوف رحيم  ولكن يريد أن يربيهم تربية الرجال ليتطهروا بالدنيا قبل ان يفضحوا يوم القيامة على رؤوس الأشهاد ]]

قال :_ بشرى أم سلمة لقد تاب الله على كعب وصاحبيه

تقول ام سلمة :_ فوثبت فرحاً

قالت :_ومضى صلى الله عليه وسلم في قيامه الى صلاة الفجر وكان لا يخرج الى مصلاه إلا عند إقامة الصلاة [[ لان دخوله للمسجد كان اشعاراً لإقامة الصلاة فكان يصلي السنة في حجراته ]]

قالت :_وخرج الى صلاة الفجر ثم دخل المسجد فأقام الصلاة بلال ثم صلى الفجر بالناس ثم استقبل وجوه أصحابه

تقول ام سلمة :_ وكنت انا في مصلى النساء ورآئهم

[[ لم يكن المصلى معزول كما نعرفه اليوم في مساجدنا الرجال يصلون خلف النبي وخلفهم الصبية وخلف الصبية تصلي النساء فكان يرى بعضهم بعضا ]]

قالت :_ فأستقبلنا صلى الله عليه وسلم وتلى الآيات في التوبة التي نزلت على {{ كعب وهلال ومرارة }} وأعلن ان الله قد تاب على كعب وصاحبيه
__

تقول ام سلمة:_ فوثب شيخ الصحابة [[  أتعرفون من هو شيخ الصحابة ؟؟ هو ابو بكر الصديق رضي الله عنه]]

تقول :_ فوثب شيخ الصحابة و وثب عمر وانطلقا يتسابقان أيهما يبشر كعب [[ انظروا ياله من مشهد ]]

يقول ابو بكر :_فأدركت أن عمر سيسبقني فقد كان أخف مني واسرع

فصعدت على تل في جوار المسجد وصحت بأعلى صوتي

ياااا كعب بن مالك أبشر فقد تاب الله عليك

ويكررها ابو بكر بأعلى صوته

ياااا كعب بن مالك أبشر فقد تاب الله عليك

ياااا كعب بن مالك أبشر فقد تاب الله عليك

يقول كعب :_ فبينما أنا جالس على سطح داري  و قد ضاقت عليّ نفسي وضاقت عليّ الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ يصيح و يقول بأعلى صوته:_ يا كعب بن مالك أبشر فقد تاب الله عليك

فلما سمعت الصوت وأيقنت أنه ابو بكر

نظرت فإذا عمر يجري إلي مسرعاً وعانقني وهو يبكي

ويقول :_ ابشر يا كعب بخير يوم يمر عليك منذ ولدتك أمك لقد تاب الله عليك وهذا رسول بين اصحابه في المسجد ينتظرونك

قال :_ فلم أتمالك نفسي فخررت ساجدا لله

ثم قلت  في نفسي  البشرى لمن سبق إلي صوته

فالبشرى لأبي بكر و والله الذي لا إله إلا هو لم اكن املك في ذلك اليوم شيء

لأني تصدقت بكل أملك و كنت لا أملك الا ثوبان

فقلت :_ هما لأبي بكر واستعرت ثوبين فلبستهما
يقول كعب :_ فأقبل الناس يبشروننا انا وصاحبي [[ اي هلال ومرارة ]]

يقول :_ فأنطلقت الى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم

واخذ يتلقاني الناس فوجا فوجا ، يهنئونني بالتوبة

ويقولون:_ هنيئاً يا كعب توبة الله عليك ويصافحوني ويعانقوني

حتى دخلت المسجد امشي الهوينة حتى وقع نظري على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينظر إلي وقد اشرق وجهه

فقال :_ ابشر يا كعب ورفع يده اليمنى ، ابشر يا كعب بخير يوم يمر عليك منذ أن ولدتك امك

فقلت :_ أمن عندك يارسول الله ، أم من عند الله ؟؟

قال :_بل من عند الله

قال :_ فأكببت أقبل رأسه ويديه ، ثم جلست وتلى علينا الآيات

وتفكروا معي بهذه الآيات من سورة التوبة وبمناسبة هذه الآيات سميت السورة بسورة التوبة
____

قال تعالى

{{ لَقَد تَّابَ اللَّه عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }}


يتبع بإذن الله ....

لمحة عن سيرة المصطفى

16 Nov, 20:02


#هذا_الحبيب_223

#السيرة_النبوية_العطرة

(( المخلفون عن تبوك ))
___

جلس صلى الله عليه وسلم في مسجده ينتظر المخلفون عن معركة تبوك

فالذين لم يشهدوا تبوك قسمهم الصحابة الى ثلاثة فئات

١_ فئة تخلفت بأمر النبي صلى الله عليه وسلم مثل

{{ محمد بن مسلمة }} رضي الله عنه  جعله النبي صلى الله عليه وسلم امير على المدينة في غيابه

{{ وعلي بن ابي طالب }}  رضي الله عنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ أخلفني في اهلي

٢_ فئة تخلفوا ولكن ليس فيهم نفاق وسنأتي على ذكرهم

٣_ وفئة تخلفوا نفاقاً
____

وهناك قوم كان لهم أعذار وهم الضعفاء والمرضى

فقال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو في طريق العودة للمدينة من تبوك

قال{{ إن بالمدينة رجالاً ما سرتم مَسِيراً، ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم، حبسهم العُذْرُ‏

قـالوا‏:‏ – يا رسول اللّه، وهــم بالمدينة‏؟

قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ‏:‏ ‌‏- وهم بالمدينة‏ حبسهم العذر }}

وقال  الله تعالى فيهم

{{ لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ }}

فتخلف اصحاب الأعذار

مثلا من فقد بصره ، من كان أصيب في غزوة فهو يعرج ، من كان مريضاً من كان طاعناً في السن

وجاء شاب أراد أن يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم وليس له عذر

فنظر النبي إليه وقال :_ أليس لك أم ؟؟

قال :_نعم

قال :_ فمن يخدمها ؟؟

قال :_أنا

قال :_ من لها غيرك ؟؟

قال :_ الله

قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_إلزمها فإن الجنة عند رجليها

[[ يعني لا تخرج معي وابقى عند امك فأنت تريد ان تخرج معي تبتغي مرضاة الله والجنة ، فالجنة عند قدمي امك]]

وعلى هذا الحديث خرجت مقولة شائعة عند العامة { الجنة تحت اقدام الأمهات }
__

جلس النبي صلى الله عليه وسلم واقبل الذين تخلفوا يقدمون الاعذار للنبي صلى الله عليه وسلم

ويحلفون له ما تخلفنا عنك إلا لضرورة وعذر ويصطنعون الأعذار

والنبي صلى الله عليه وسلم ، يقبل اعذارهم ويصافحهم

ويقولون للنبي :_ استغفر لنا يا رسول الله

فيستغفر لهم

فأنزل الله قوله على نبيه {{ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }}

فأخذ المتخلفون يعتذرون والنبي يقبل عذرهم على ظاهره لا يناقشهم حتى فرغوا وكانوا قريب {{٨٠ }} رجل
___

ثم أقبل ثلاثة رجال من خيار الصحابة  وهم من الصنف الثاني الذين تخلفوا ولكن ليس فيهم ذرة نفاق

الأول اسمه {{ كعب بن مالك }} وهو عقبي

[[ اي ممن بايع النبي يوم العقبة ]]

الثاني {{ هلال بن امية }} والثالث {{ مرارة بن الربيع }} وهما بدريان

[[ اي ممن شهدوا بدر وقد ذكرنا ما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن اهل بدر

قال :_ وما ادراك يا عمر لعل الله قد أطلع على أهل بدر فقال قد غفرت لكم فأصنعوا ما شئتم ]]

هؤلاء ثلاثة تخلفوا من غير عذر[[ غلبتهم انفسهم ]]
___

وقصتهم يرويها لنا الصحابي الجليل {{ كعب بن مالك }} رضي الله عنه وعن صحابة رسول الله اجمعين

يقول كعب :_ لم اتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك

غير أني قد تخلفت في غزوة بدر

يقول كعب :_ حتى كانت غزوة العسرة فأخذت اقول

:_ انا قادر على التجهز في اي وقت

وتجهز الناس حتى اصبح النبي صلى الله عليه وسلم على سفر ولم أصنع شيئاً

فقلت :_ انا قادر على ان انطلق في اي وقت ،  ولم اكن عقدت نية للتخلف عن رسول الله

وخرج صلى الله عليه وسلم لتبوك في حر شديد ، وسفراً بعيداً

فخرج معه رجال كثير لا يجمعهم كتاب حافظ [[ يعني عدد الجيش كبير مافي شخص كتب اسماء من خرج ومن لم يخرج ]]

يقول كعب :_فتجهز النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه ، وطفقت اعدو لكي اتجهز معه

فأرجع ولم أقض شيئا [[ كل ما اراد ان يتجهز تكاسل وغلبته نفسه يماطل ]]

فأقول في نفسي :_ أنا قادر على ذلك إذا أردت

وغلبتني نفسي ، واصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غاديا والمسلمون

وانا لم اتجهز ، ثم رجعت الى بيتي اريد ان اتجهز فلم ازل اتمادى حتى اسرعوا وتفارط الغزو
____
يقول كعب :_ كنت اذا خرجت من بيتي وطفت في طرقات المدينة كان يحزنني أني لا أرى لي أسوة [[ أي ممن تخلفوا ]]

لا اجد إلا رجلا مغموصاً عليه في النفاق

[[ اي معروفا بالنفاق]] أو رجلاً ممن عذر الله تعالى من الضعفاء ، وانا والله لست من هؤلاء ولا من هؤلاء
__

يقول كعب :_ ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك

لمحة عن سيرة المصطفى

16 Nov, 20:02


فقال وهو جالس في القوم بتبوك :_ ما فعل كعب بن مالك ؟؟
فقال رجل من بني مسلمة غفر الله له :_ يارسول الله حبسه برداه والنظر في عطفيه [[ يعني خايف على ملابسه تتوسخ والنظر في عطفيه يعني بينظر لأكتافه معجب بنفسه ]]
فقام له معاذ بن جبل رضي وقال :_ لا والله ، بئس ما قلت

والله يا رسول الله ما علمنا عن كعب إلا خيرا

فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
_

يقول كعب :_ فلما سمعت خبر قدوم النبي صلى الله عليه وسلم راجعا من تبوك ، حضرني بثي فطفقت أتذكر الكذب

[[ اي جلس يفكر بأعذار كاذبة إذا سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبب تخلفه ]]

وأقول :_ بما أخرج من سخطه غدا [[ ما هو العذر الذي اقوله للنبي لكي لا يسخط علي ]]

قال :_ واخذت أستعين بكل ذي رأي من أهلي [[ يستشير اهله اصحاب الرأي ماذا تنصحوني ان اقول لرسول الله ]]
_

يقول كعب :_ فلما سمعت بوصول النبي صلى الله عليه وسلم

زاح عني الباطل

قلت :_ والله لا اجمع على نفسي ذنبين ، تخلف وكذب والله سأصدق الله ورسوله

وكان صلى الله عليه وسلم اذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس

فلما فعل ذلك جاءه المخلفون يعتذرون إليه، ويحلفون له وكانوا بضعاً وثمانين رجلاً

فقبل منهم النبي صلى الله عليه وسلم عذرهم وعلانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ، و وكل سرائرهم الى الله تعالى

فلما انتهى الناس جئت إليه امشي الهوينة

فلما سلمت تبسم تبسُم المغضب

فقال وهو مغضب :_ تعال فأجلس

قال :_ فجلست بين يديه

فقال لي :_ ما خلفك عني ؟؟

قلت :_ يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر لقد اعطيت جدلا [[ يعني لو احد غيرك يارسول سألني بأستطاعتي ان اقدم له عذر مقنع ولا يسخط علي لاني اعطيت جدلا اي عندي قدرة على الكلام والإقناع  ]]

ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخط علي

وإن حدثتك بصدق تسخط علي ويرضى الله والله ماكان لي من عذر ، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت

فقال صلى الله عليه وسلم :_ أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله فيك
__

هنا تعجب الصحابة

لأن الذين كذبوا على الله ورسوله ، واخترعوا اعذار ليس لها اساس من الصحة

يصافحهم النبي ويستغفر لهم ويجدد لهم البيعة

وهذا الذي صدق ، يعرض عنه ثم لا يقبل له حديثاً
___

وهنا تبدأ أول مراحل الابتلاء

يقول كعب :_ وثار رجال من بني سلمة فاتبعوني

فقالوا لي:_ والله ما علمناك أذنبت ذنباً قبل هذا، لقد عجزت في أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر به إليه المخلّفون، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك
فكان من شدة إلحاحهم عليه أنه فكر في التراجع ، ويقدم حجج للنبي صلى الله عليه وسلم

قال كعب : _فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكذب نفسي

[[ ولكن الله ثبت قلبه، وزاد من ثباته أنه تذكر أمرا في غاية الأهمية ]]

قال ثم قلت لهم:_ هل لقي هذا معي من أحد؟

[[ يعني هل هناك من الصحابة غيري لقوا من النبي صلى الله عليه وسلم السخط لتخلفهم عنه]]

قالوا:_ نعم، لقيه معك رجلان هلال بن امية و مرارة بن الربيع

قالا لرسول الله مثل ما قلت، فقيل لهما مثل ما قيل لك

قال فقلت:  مرارة بن ربيعة ، وهلال بن أمية ؟؟ !!!

رجلان اعرف صلاحهما وصدقهما

قال :_فطمأنت نفسي[[ اي قلل هذا من شدة ألمه ]]

قال: _ لقد ذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا، فيهما أسوة
____

ثم كان الابتلاء الثاني وهي {{ المقاطعة }}

مقاطعة المجتمع له بكل فئاته
حيث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم كافة المسلمين عن التعامل معهم ،وكان ذلك شديدا عليهم

يقول كعب :_حتى تنكرت لي في نفسي الأرض، فما هي بالأرض التي أعرف [[ تغير العالم كله في نظره من شدة الكائبة والهم ]]

واستمرت المقاطعة بكل ثقلها وآلامها خمسين يوما، ذاق فيها كعب وأصحابه من المصاعب ما ذاق

يقول كعب :_ فلم يكلمنا من المسلمين احد

كنا نطرح السلام على الرجل فلا يرد علينا احد ، أما صاحبي [[ يعني هلال ومرارة ]]

لزما بيتهما واخذهم  البكاء ، وكنت اشب منهما

فكنت أخرج فأشهد الصلاة وأطوف في الأسواق، ولا يكلمني أحد من المسلمين

وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي: _هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟

ثم أصلي قريبا منه وأسارقه النظر [[ وهو يصلي ينظر للنبي بطرف عينه هل ينظر إلي ]]

يقول :_ فكنت إذا أقبلت على صلاتي نظر إليَّ [[ نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم اذا صلى كعب ينظر إليه بشفقة ]]

وإذا انتهيت من الصلاة صرف نظره عني

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

15 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_222

#السيرة_النبوية_العطرة

حرق مسجد الضرار
____

انطلق صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان على مقربة من المدينة [[ اي سيدخلها غداً ]] وكان من سنته صلى الله عليه وسلم لا يدخلها ليلاً ابداً ، فكان إذا دنى منها وكان بينه وبينها ساعة من زمن أعرس خارج المدينة [[ اي نام خارج المدينة ]]

وارسل البشائر بأنه قدم  ليستعد الناس للقاء ذويهم

ويدخلها عندما ترتفع الشمس وقت صلاة الضحى
___

فبات النبي صلى الله عليه وسلم خارج المدينة

ثم أنتدب  اثنين من الصحابة وهما {{مالك بن الدخشم}} و {{ معن بن عدي }} وقيل أربعة من الصحابة

ليبشروا الناس بقدوم الجيش و ليحرقوا مسجد {{ الضرار }}

وكان المنافقون قد بنوا مسجد قريب من قباء

وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلي فيه قبل خروجه لتبوك

فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_إن على سفر ولكن إذا رجعنا صلينا فيه إن شاء الله

وكان المسجد قد فتح وصلي به قبل تبوك [[ وقدر الله لنبيه أن لا يدخله ولا يصلي فيه ركعة واحدة ]]

وعندما سألهم الناس لماذا أتخذتم مسجدا آخر قبالة مسجد قباء ؟؟

قال المنافقون :_ اتخذناه للمريض والشيخ المسن والليلة المطيرة

[[ يعني ليس كل الناس يستطيع ان يذهب لصلاة خمس صلوات في مسجد قباء ، فأتخذنا هذا المسجد في وسط هذا الحي قريبا من بيوتنا لكي يصلي به المريض والشيخ المسن واذا كانت ليلة فيها مطر صلينا به لانه قريب ]]

ولكن الحقيقة كانت غير ذلك ، وقصة هذا المسجد
__

أنه كان في المدينة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم رجل اسمه {{ أبو عامر }} كان قد تنصر قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان من سادة الأنصار

وعلم أن هذا الزمان زمان نبي فترهب وتنسك طمعا في أن يكون هو هذا النبي، وأطلق عليه أهل المدينة

{{ أبو عامر الراهب }}

فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، وهاجر الى المدينة خاب ظنه

وحقد على النبي صلى الله عليه وسلم ورفض الإسلام

وزاد حقده بعد نصر بدر

ثم ذهب الى قريش وأخذ يشجعهم على حرب النبي صلى الله عليه وسلم

حتى خرجت قريش لغزو المدينة في أحد

وقبل بداية المعركة تقدم بين الصفوف، وأخذ ينادي على الأوس حتى يخذلوا النبي صلى الله عليه وسلم

وهو يقول :_ أنا أبو عامر الراهب

ولكن الأنصار سبوه وقالوا له:_ بل أنت أبو عامر الفاسق

فلما انتهت المعركة

لحق بهرقل قيصر الروم يستنصره على النبي صلى الله عليه وسلم

فوعده هرقل وأقام عنده

وأخذ يراسل المنافقين في المدينة، ويعدهم بأنه سيأتي بجيش هرقل لغزو المدينة

ثم أمر أتباعه من المنافقين أن يبنوا مسجدا ليكون مقراً لهم

وقال لهم :_ اتخذوا لكم مسجدا ظاهره لإقامة الصلاة ، وحقيقته تعقدون به أمركم وتتشاورون حتى لا يطلع عليكم اصحاب محمد ، فإذا اعددتم سلاحاً ورجالاً جئتكم بمدد من الروم فأخرجناه هو واصحابه من المدينة
___

فكان هذا المسجد الذي أمرهم به {{ ابو عامر الفاسق }}

حقيقته ليقوموا من خلاله ببث أفكارهم الهدامة ونشر فتنهم في المدينة، وحتى يقدم عليهم فيه من يقدم بكتبه اليهم وحتى ينزل فيه عندما يأتي 

وبالفعل بنوا مسجدا بجوار مسجد قباء

وقالوا للرسول صلى الله عليه وسلم :_ لقد بنيناه للضعفاء وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يقدم للصلاة فيه [[ حتى يعطوا شرعية للمسجد ]]

وكان ذلك قبل خروج النبي صلى الله عليه وسلم الى {{ تبوك }} فعصم الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة فيه

وقال لهم :- انا على سفر ولكن اذا رجعنا ان شاء الله
_

فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم في طريق عودته من {{ تبوك }} نزل جبريل وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم  بخبر هذا المسجد وأنهم أرادوا به التفريق بين المؤمنين ، وعقد المؤامرات
قال الله تعالى
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ

فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم اثنين من الصحابة كما ذكرنا وهما {{مالك بن الدخشم }} و{{ معن بن عدي}}

فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم سراً بينه وبينهم :_ انطلقوا فأخبروا الناس أن جيش المسلمون قد رجعوا سالمين غانمين

فإذا أخبرتم الناس انطلقوا الى هذا المسجد الظالم أهله فحرقوه على من فيه ثم هدموه

فأنطلقوا واخبروا الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم والجيش قد قدموا سالمين

وكان المنافقين قد ارجفوا في المدينة بأن محمداً وجل اصحابه قد هلكوا في الطريق من الحر والعطش
وكانوا كل يوم يشيعون إشاعة

لمحة عن سيرة المصطفى

15 Nov, 20:01


ارجف الممافقون في المدينة فكان جل أهل المدينة في كآبة وحزن ، لن يروا وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولن يروا مجمل أهلهم الذين خرجوا

فلما شاع الخبر بالبشرى واشتغل الناس كلهم بالاستعداد لأستقبال ذويهم من المجاهدين

وذهب الصحابة الذين أمرهم النبي بحرق مسجد الضرار

الذي كان يعقد فيه المنافقون مؤتمرهم
__

ذهب الصحابة الذين أمرهم النبي بحرق مسجد {{ الضرار }}

الذي كان يعقد فيه المنافقون مؤتمرهم ، واشعلوا جريد من اوراق النخيل وألقوه من نوافذ ذلك المسجد

[[والمسجد كان مبني من جذوع النخيل وسقفه من اوراق النخيل فأشتعل ]]

فأخذ المنافقون يفرون من ها هنا وهناك ، ثم هدموا المسجد على قواعده فلم يبقى له أثر
___

ولما كان الصبح دخل النبي صلى الله عليه وسلم مدينته المنورة فلما أشرف على المدينة

يقول الصحابة فلما ترأت له المدينة [[ اي وقع نظره على بساتينها وتلالها ]]

فلما ترأت له المدينة طرح ردائه عن منكبيه

وقال :_ هذه طابة .. هذه طابة .. هذه طابة أسكننيها ربي ، تنفي خبث أهلها كما ينفي الكير خبث الحديد

فلما وقع نظره على جبل أحد ، اوقف راحلته واستقبل جبل أحد و قال :_ هذا جبل يحبنا ونحبه ويجعله الله على باب الجنة

هل تعلمون لماذا ؟؟ إن هذا الجبل التي سالت عليه دماء النبي صلى الله عليه وسلم يوم {{ احد }} وسالت عليه دماء سبعين شهيد من اصحاب النبي على راسهم عمه حمزة أسد الله ورسوله

دماء الشهداء الصادقين يكرمها الله ، حتى الارض التي سالت عليها دمائهم حتى الجبل

ومع أن الجنة ليس فيها جبال ، ولكن سيرفع الله جبل احد يوم القيامة ويكون على باب الجنة ، وكل من دخل الجنة سيرى جبل احد على بابها وذلك تكريماً لدماء الشهداء
__

ثم دخل المدينة صلى الله عليه وسلم

وكان من سنته أن يدخل مسجده اولاً ، فيصلي فيه ركعتين

فإذا فرغ من صلاته ، أتى بيت {{ فاطمة }} ابنته رضي الله عنها فيسلم عليها ويطمئن عنها ، ثم طاف على حجرات ازواجه يسلم عليهن

يقول الصحابة فركع كعادته وظننا أنه سينطلق ، فإذا به أخذ مكانه في المحراب وجلس

يتبع بإذن الله ..

لمحة عن سيرة المصطفى

14 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_221

#السيرة_النبوية_العطرة

العودة من تبوك ومحاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم
___

قلنا أن الله عز وجل أنزل آيات من سورة التوبة تفضح المنافقون ، فأحس المنافقون أنه سيكشف النقاب عنهم ولم يبقى إلا أن يذكرهم بأسماءهم واسماء آباءهم

وكان هنالك {{ ١٢ }} منافقون علموا أن للنبي موقف و شأن مع المنافقين بعد نزول هذه الآيات

فأتمروا ليلاً
واتفقوا على أن يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم غيلة [[ اي غدراً ]]

وكان صلى الله عليه وسلم من سنته إذا كان متجهاً الى غزوة ، يسير في طليعة الجيش في المقدمة

أما إذا كان راجعاً من غزوة يسير في آخر الجيش

ويقول :_ خلوا ظهري للملائكة وسيروا بين يدي [[ لا يعني أنه يمشي وحده آخر الجيش لا ، يكون حوله بعض أصحابه لكن لا يسمح لأحد أن يسير خلفه ]]

فقالوا :_ نقتله غيلة فإنه يسير في آخر الجيش وعند الظلام

[[ وكان النبي صلى الله عليه وسلم لطبيعة الحر يحب السير ليلا وأن يستريح نهارا  ]]

قالوا :_نقتله غيلة فإنه يسير في آخر الجيش وعند الظلام ، ثم نختلط بين الناس في الظلام فلا يعلم أحد من قتله ومن أغتاله
_

واطلع الله نبيه على مؤامرتهم

وكان يبعد عن المدينة مسيرة يوم وليلتين [[ لأن الليلة تسبق اليوم يعني هذه الليلة المقبلة ثم يوم غد والليلة التي سيدخل
فيها المدينة ]]

فلما أطلع الله نبيه على مؤامرتهم ، أراد أن يكشفهم حتى لا يلام فيهم

فلما أنطلق للسير ليلاً ، أقبل على وادٍ متسع يسير فيه الجيش

وكان على يمين هذا الوادي طريق ضيق يقال له العقبة

[[ مش العقبة اللي في جنوب الأردن اللي على البحر ، الطريق
الذي فيه صعود حاد ثم ينحدر يقال له عقبة ]]

فأمر {{ حذيفة بن اليمان}} رضي الله عنه وكان يقود ناقة النبي صلى الله عليه وسلم

أمره أن ينادي في الجيش

:_إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تسلكوا الوادي ، وإنه آخذٌ في العقبة [[ اي سيصعد العقبة ]] وحده فلا  يتبعه أحد ، فإن الوادي أيسر لكم وأسهل
__

فهمس المنافقون بعضهم لبعضٍ وقالوا :_ هذه فرصتنا

[[ يعني لن يخالفه احد من أصحابه ، سيسلكون الوادي ، وسيسلك النبي العقبة وحده ، ومعه حذيفة يقود ناقته ]]

قالوا :_ هذه فرصتنا نتبعه ثم نزحمه في الطريق فنلقيه عن ناقته في الوادي فيتردا ، ثم نختلط بين الناس فلا يعلم كيف مات فيقولوا عثرت به ناقته

والنبي صلى الله عليه وسلم قد أطلعه الله بكل هذا عن طريق الوحي

فسلك النبي صلى الله عليه وسلم العقبة ، وكان معه اثنان من أصحابه فقط

{{ حذيفة بن اليمان }} يقود ناقة النبي صلى الله عليه وسلم

و {{ عمار بن ياسر }} كان خلف ناقة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها عقبة حادة ، فكان يلتقط بعض المتاع إذا سقط

فلما كان الليل وكان النبي صلى الله عليه وسلم في وسط العقبة

تلثم المنافقون حتى يتخفوا تماماً ، والوقت ليل وفي أول شهر ، فالليل  ظلام دامس

تلثم المنافقون وتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة

فلما كانوا على قرب منهم أحس بهم صلى الله عليه وسلم ، وكان من عادته لا يلتفت

[[ اي لا يلتفت كما يفعل الناس برأسه ، فكان إذا أراد ان يلتفت صلى الله عليه وسلم الى الوراء ، وقف واستدار استدارة كاملة بجسده ، والآن هو على الناقة لا يمكنه الاستدارة ]]

فقال:_ من القوم يا حذيفة ؟؟

لقد قلت لا يتبعني احد

فلما علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد احس بهم ،  اسرعوا بالسير وراء النبي ، فجفلت الناقة التي يركبها النبي صلى الله عليه وسلم ،  واهتز بعض متاع النبي صلى الله عليه وسلم ، فسقط بعض متاعه ولكن الله ثبته على راحلته ، فلم يؤذى

فترك خطام الناقة حذيفة وأخذ محجناً يضرب وجوه رواحلهم وهو يقول :_ دونكم دونكم يا اعداء الله ورسوله

واخذ عمار بن ياسر ايضا يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم

فخاف المنافقون وانهزموا وانحدروا سريعاً الى الوادي واختلطوا في الناس

فقال النبي صلى الله عليه سلم :_ اعرفتهم يا حذيفة ؟؟

قال:_ لا والذي بعثك بالحق ولكني عرفت بعض رواحلهم

[[ فالعرب عندهم فراسة في معرفة الرواحل يقولون ناقة شهباء يقولون ناقة حمراء حمر النعم يقولون ناقة دهماء وهكذا ]]

قال :_ عرفت بعض رواحلهم

قال :_اتعلم ماذا كانوا يريدون ؟؟

قال :_ لا والذي بعثك بالحق

قال :_ عزموا على ان يلقوا رسول الله من على راحلته حتى يقتل ثم يختلطون بين الناس فيقولون عثرت به ناقته

ومضى النبي صلى الله عليه وسلم وسار حتى اتم العقبة ثم انحدر الى الوادي

وكان قد انتهى الليل وقارب الفجر

فامر أن يعرس الناس [[ ومعنى يعرس اي أن يستريحوا ويناموا ]]

حتى كان الفجر فصلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر في أرض برحة [[ أي واسعة ]]

ثم أستقبل الناس بوجهه ثم أمر حذيفة أن ينادي :_ من منكم

تبع النبي في العقبة ؟؟ فلم يتكلم احد

لمحة عن سيرة المصطفى

14 Nov, 20:01


فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن في اصحابي [[ أي ليس من اصحابه ولكنهم بين اصحابه ]]
إن في اصحابي اثنا عشرة منافقاً قد تبعوا محمد رسول الله في هذه الليلة الى العقبة وعزموا أن يلقوه عن ناقته ثم يزعموا أنه قد عثرت به ناقته ، ولكن هموا بما لم ينالوا

لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط

[[ وهذا مثال المستحيل سم الخياط هو ثقب الأبرة ، هل يستطيع احد ان يدخل الجمل البعير في ثقب الأبرة ، وقيل  الجمل هو حبل السفينة الغليظ الضخم اي مستحيل ان يدخلوا الجنة  ]]
_

فوثب أسيد بن حضير [[ وهو من سادة الانصار وعقبي ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم يوم العقبة وكان احد النقباء ]]

فقال أسيد :_ بأبي وامي انت يا رسول الله ، اطلعنا عليهم ما دام الله قد أطلعك ، فلتقم كل عشيرة الى صاحبها فتضرب عنقه فلا يطالب به أحد

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_لا يا اسيد

قال:_ فداك ابي وامي أطلعنا عليهم ، فوالذي بعثك بالحق لا تقوم من مقامك حتى تكون رؤوسهم بين يديك

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_إني أكره أن يقول الناس إن محمدا قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله تعالى بهم أقبل عليهم يقتلهم

فقال: يا رسول الله هؤلاء ليسوا بأصحابك

فقال رسول الله : _ أليس يظهرون الشهادة
__

ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان

فقال :_ يا حذيفة سأطلعك على اسماءهم واسماء آباءهم ولكن اكتم عليهم ذلك

حتى تنصح من يلي امركم بعدي [[ وهذه نبوءة لحذيفة بأنه سيطول عمره ]]

حتى تنصح من يلي امركم بعدي ، بأن لا يركن إليهم ولا يوكل إليهم أمرا

فذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة
____

وكما قلنا في الجزء السابق

كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكشف النقاب عن المنافق

بغيت ثلاثة امور

١_  رجاء أن يحسن إسلامه فيحقق الله في النبي صلى الله عليه وسلم من قوله {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }}

٢_ من أجل ان لا يؤذي اقاربهم من الصحابة من ذوي الايمان

٣_ حتى لا يخرجوا من صفوف المسلمين علانية وينضموا الى العدو فيكثر عدد اعدائنا

ولكن جاء الأذن من الله عزوجل ، ان يكشف النقاب عن كل واحد منهم إذا ما مات منافق

قال تعالى {{ وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ }}

فكان صلى الله عليه وسلم ، إذا مات منافق لا يصلي عليه صلى الله عليه وسلم ، فإذا قربت جنازته في المسجد للصلاة عليه واخبروا النبي عن اسمه

قال النبي صلى الله عليه وسلم :_صلوا على صاحبكم ، و يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد ولا يصلي عليه

فإذا رأى الصحابة ذلك علموا أن هذا الميت كان منافقا ومات على نفاقه

فبعد أن يموت فلما يعد لنا اي مطمع في الاسباب الثلاثة التي ذكرناها

١_ مات فلا نرجو حسن اسلامه ، مات على نفاقه

٢_ بعد الموت ماذا سيضر اهله واقاربه مات على النفاق مثله كمثل من مات مشركا من قبل

٣_ مات فلن يكثر الاعداء
___

انطلق صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان على مقربة من المدينة [[ اي سيدخلها غدا ]] وكان من سنته صلى الله عليه وسلم لا يدخلها ليلا ابدا

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

13 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_220

#السيرة_النبوية_العطرة

- غزوة تبوك ، تحقق النصر ، وانسحاب الروم
____

قبل غزوة تبوك وفي الطريق إليها توفى أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه {{ ذو البجادين }}

وهو من قبيلة {{ مزينة }}

هذا الصحابي عندما أسلم جرده أهله من كل أمواله، حتى جردوه من ثيابه، وكان يعلمون شدة حياءه، فأخذ بجاد [[ والبجاد هو كساء غليظ مخطط ]] فأخذ بجاد وشقه واتزر به وذهب الى المدينة المنورة

و وصل ودخل المسجد النبوي ، فصلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم

فبعد انتهاء النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة أخذ يتصفح وجوه اصحابه

فلما رآه قال له: _ من أنت يا فتى ؟؟

فقال: _ أنا عبد العزى

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:_بل أنت عبد الله

ثم قال له :_ انزل قريباً منا

[[وأطلق عليه الصحابة ، ذو البجادين ]]و صحب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان كثير العبادة، وكثير قراءة القرآن
___

فلما كانت غزوة تبوك

خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أصابته حمى ومات

يَقُولُ عبدالله بن مسعود

{{ قُمْتُ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَرَأَيْتُ شُعْلَةً مِنْ نَارٍ فِي نَاحِيَةِ الْعَسْكَرِ، فَاتَّبَعْتُهَا أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبو بكر وعمر ، وَإِذَا عبد الله ذو البجادين المزني قَدْ مَاتَ ، واذا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحفر، ثم قال: أَدْلِيَا لِي أَخَاكُمَا ، ثم وضعه  الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيده وقال: رَحِمَكَ اللَّهُ، إِنْ كُنْتَ لَأَوَّابًا تَلَّاءً لِلْقُرْآنِ .

يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ –  لَيْتَنِي كُنْتُ صَاحِبَ الْحُفْرَةِ . }}

وكان {{ ذو البجادين }}  هذا الشاب الصغير أحد خمسة فقط نزل النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الى قبورهم
___

وصل المسلمون أخيراً الى تبوك، ولكن كانت المفاجأة أن الجيوش الرومانية العملاقة التي تحكم وتسيطر على نصف العالم القديم تقريبا

قد فرت الى داخل بلادها عندما علمت بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم

كيف فرت جيوش الإمبراطورية الرومانية العملاقة ؟؟

وهي الدولة الأولى في العالم في ذلك الوقت، وبرغم تفوقهم الكبير على المسلمين في العدد والعدة والتاريخ والخبرات القتالية وتدريب الجنود ؟

إنه قوله تعالى

{{  سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا  }}

فحين علمت الرومان بقدوم {{٣٠ ألف }} مسلم

وعلى رأسهم {{ محمد رسول }} الله صلى الله عليه وسلم

قارنت هذه الوضع بالمواجهة التي كانت في {{ مؤتة }} منذ عام واحد

وكيف كان التفوق لصالح المسلمون، وكيف كان عدد القتلى من الرومان أكثر من المسلمين، برغم أن عددهم كان

{{ ٣ آلاف }} مقاتل فقط

[[ يعني عُشْر العدد الموجود في تبوك، ولم يكن معهم النبي صلى الله عليه وسلم ]]

ولذلك كان قرار الرومان هو الإنسحاب المخزي أمام النبي صلى الله عليه وسلم
____

انسحبت الروم هذا الأنسحاب المخزي

ولم يعتدي النبي صلى الله عليه وسلم على القبائل العربية المقيمين في {{ تبوك }} التي كانت قد تحالفت مع الروم مثل {{ لخم وجذام }}

لم يهدم بيوتهم ، ولم يأسرهم ، ولم يقتل نساء واطفال وشيوخ ، ولم يهدم بنية تحتية

لم يعدوا النبي على احد ، وبقي النبي صلى الله عليه وسلم معسكرا {{ ٢٠  }} يوماً كاملاً

مع أن عادة الجيوش المنتصرة في ذلك الوقت هي البقاء في أرض المعركة {{ ٣ أيام }} فقط ليثبت أنه الجيش المنتصر
_

وأخذ صلى الله عليه وسلم يبث العيون حتى لا يكون للعدو خطة

[[ يعني يكون انسحابهم خدعة ثم يهجموا على المسلمين فجأة ]]

فلما اطمئن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يوجد لهم تجمع ، وأنه قد داخلهم الرعب

قال صلى الله عليه وسلم {{ لقد نصرت بالرعب مسيرة شهر }}

[[يعني قبل ان اصل للعدو مسيرة شهر ، ويعلم العدو خروج النبي صلى الله عليه وسلم ، يقذف الله الرعب في قلوبهم منه قبل شهر ]]
__

فلما سمع ملوك وامراء الشام بما حدث مع المسلمين و جيش الروم

أتى ملوك وأمراء مدن الشام الذين يجاورون الجزيرة العربية، والموالين للإمبراطورية الرومانية لمصالحة النبي صلى الله عليه وسلم على الجزية، بعد أن أدركوا أن أسيادهم القدماء قد ولت أيامهم

وكان من الذين جاءوا {{ يحنَّة بن رؤبة }}

وهو صاحب مدينة {{ آيلة }}  العقبة الآن من جهة فلسطين

وكذلك جاء أهل {{ جرباء }}

وأهل {{ أذرح }}

وهكذا أحكم النبي صلى الله عليه وسلم سيطرته على كامل شمال الجزيرة العربية

وأصبحت حدود الدولة الإسلامية ملامسة لحدود الإمبراطورية الرومانية

وفقدت الإمبراطورية الرومانية حلفائها في شمال الجزيرة العربية
كما سقطت هيبة الدولة الرومانية سقوطا مدوياً ، ومهد هذا للفتوحات الإسلامية في بلاد الشام التي تمت بعد ذلك في عهد {{ عمر بن الخطاب }}

صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
___

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

12 Nov, 20:01


أما حال الصحابة وهم في طريقهم إلى تبوك فقد دخلوا في جوع وعطش شديدين

فلقد كانت المؤن قليلة جدا حتى كان الرجلين يقسمان التمرة بينهما

واضطر الصحابة الى أكل ورق الشجر حتى تورمت شفاههم

ثم نفذ الماء وأصاب الجيش عطش شديد

فقال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم :_يا رسول الله قد عوّدك الله من الدعاء خيرا فادع الله لنا

قال :_ أتحب ذلك يا ابا بكر ؟

قال :_ نعم

ورفع يديه صلى الله عليه وسلم فلم يرجعهما حتى أرسل الله سحابة فمطرت حتى ارتوى الناس واحتملوا ما يحتاجون إليه

تجمعت السحب في السماء ونزل المطر، فسقوا وارتوا وسقوا أنعامهم ببركة دعاء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

ثم قال عمر:- يا رسول الله لو جمعنا ما بقي من أزواد القوم فدعوت الله عليها

فجاء المسلمون بكل ما ما بقي لهم من طعام

فبارك النبي صلى الله عليه وسلم ، عليها حتى ملأ الزاد والطعام كل المعسكر
__

ومر الجيش في سيره على منازل {{ثمود}} قوم نبي الله صالح عليه السلام

وهذه المنطقة لا تزال موجودة في شمال {{ السعودية }}وهي منطقة سياحية يأتي اليها السياح بالآلاف كل عام

وقد أخبر القرآن العظيم أن قوم صالح قد أهلكوا في هذه المنطقة، وهذه المنطقة بها أبيار للمياه، فأسرع المسلمون وشربوا وملئوا أوعيتهم بالماء، وعجنوا العجين بهذا الماء ليصنعوا خبزا يأكلوه بعد طول جوع

ولكن المفاجأة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرهم بأمر شاق جدا

وهو ألا يشربوا من هذا الماء، حتى العجين الذي عجنوه بهذا الماء فلا يأكلوا منه، بل يعطونه طعاما للإبل، لأن هذا الماء هو ماء قوم ثمود فهو ماء غير مبارك

فقال صلى الله عليه وسلم

{{ لا تشربوا من مائها شيئاً، ولا تتوضئوا منه للصلاة، وما كان من عجين عجنتموه فأعلفوه الإبل ولا تأكلوا منه شيئاً }}

وكان يمكن أن يجادل أحد المسلمين

ويقولون :_ أن الماء يمكن أن يشرب منه المسلم والكافر والبر والفاجر

والنبي صلى الله عليه وسلم نفسه كان يشرب من ماء مكة، وكان كل أهلها كافرون

ولكن لم يقل أحد من المسلمين هذا الكلام ، للنبي صلى الله عليه وسلم

ولم يجادل أحد النبي

لأن عبودية الله تعالى وطاعة رسوله ، لا تقتضي معرفة الحكمة من كل أمر

بل إن بعض الأوامر قد يخفي الله عز وجل حكمتها عنا ليختبر مدى طاعتنا له

يقول تعالى {{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا }}

اذن كان هذا الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم هو اختبار جديد وابتلاء جديد للمسلمين فوق ما هم فيه من ابتلاء

مثل ابتلاء جيش طالوت بعدم شرب المياه من النهر، بل ومثل ابتلاء المسلمين بتحريم أكل لحوم الحمير الأهلية في خيبر

ونجح الجيش في هذا الاختبار الجديد ولم يشربوا من ماء ثمود مع شدة حاجتهم له

وايضا أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم

ألا يدخلوا ديار قوم {{ ثمود }} إلا باكين ، تأثراً بما حدث لهم عندما خالفوا أمر الله عز وجل

فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم ، لا يصيبكم ما أصابهم

وقنع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه بالثوب وغطاه وأسرع بالمسير، ولم يدخل

[[وهذا الكلام ينطبق على كل آثار باقية لقوم أهلكوا بسبب معصيتهم، لا يسعى المسلم لدخول هذه الأماكن، واذا دخلها لا يدخلها في فرح وسرور ويلتقط الصور ، وانما يدخلها في بكاء وتأثر وتذكر وتدبر ]]

يتبع بإذن الله ....

لمحة عن سيرة المصطفى

12 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_219

#السيرة_النبوية_العطرة

الخروج إلى تبوك و ما لقي المسلمين من حرٍ و عطش و جوع
_

تجمع جيش المسلمين وكان عدده {{ ٣٠ الف }} للخروج لقتال الروم في الشام قبل أن يتحرك الروم في اتجاه المدينة  وخرج الجيش من المدينة في يوم الخميس  غرة {{رجب}} من السنة التاسعة من الهجرة

وكانت هذه هي أصعب غزوات النبي صلى الله عليه وسلم

لأن المسافة بعيدة جدا، تصل الى حوالي ألف كيلو متر، في صحراء قاحلة وطرق وعرة، والحرارة شديدة جدا

ليس هذا فحسب بل كان هناك عدد قليل من المراكب، فكان كل ثلاثة أو أربعة أو أكثر يتعاقبون على بعير واحد

ومعنى هذا أن كل رجل في الجيش يسير على قدميه حوالي ٧٠٠ كم

وعسكر النبي صلى الله عليه وسلم بالجيش بالقرب من المدينة

وانطلق الجيش ، وأخذ المنافقون ينسحبون واحداً تلوى الاخر فكانوا يتخلفون عن الجيش، ويعودون الى المدينة، فكان كلما تخلف واحد ورأه الصحابة يقولون:

– يا رسول الله تخلف فلان [[ يعني رجع ]]

فيقول النبي صلى الله عليه وسلم :_ دعوه ، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم ، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه

[[ عبارة واضحة دعوا الأمور لله ،نحن لا نحكم على الناس بالنفاق والكفر إنما أمرت ان احكم بالظاهر والله يتولى السرائر]]

و هكذا طوال الطريق

وبعد مسيرة ثلاثة أيام من المدينة تأتي قصة الصحابي الجليل {{ أبا ذر الغفاري }}
____

{{ ابو ذر }} رجل من الصحابة لا يتهم ، فهو كامل الإيمان

يقول ابو ذر الغفاري :_ عندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم لغزوة تبوك ، كنت اعلم أن راحلتي ضعيفة [[ يعني عنده بعير تعبان مش خرج سفر ]]

قال :_ فعلفته ثلاثة أيام علف شهر [[ يعني كم ياكل بشهر طعميته أياهم بثلاث ايام ]]

حتى لا يعيقني ، فلما انطلق الجيش ركبته وأنطلقت معهم

حتى إذا كنا على ثلاث مراحل من المدينة [[ اي مسيرة ثلاثة ايام ]]

أعياني بعيري [[ يعني ضعف البعير لم يعد يقدر على المشي لا يستطيع ان يلحق الجيش ]]

فجلست أعالجه [[ يعني يسقيه ويعلفه ]]

قال :_ فلما يأست منه تركته

__

وقبل أن يتم لنا {{ ابو ذر }} قصته لننظر حينما تأخر عن الجيش ، وهو يحاول أن يعالج بعيره ماذا كان ؟؟

رأى الصحابة في الجيش [[ طبعا الجيش ٣٠ ألف كل مجموعة ماشية مع بعضها البعض وهم يمشون بالصحراء تفرق بينهم الاشجار والاودية ]]

فراى من كان آخر الجيش ان {{ ابا ذر }} قد جلس وتأخر ولم يلحق بهم

فأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم أن {{ ابا ذر}} قد تخلف و{{ ابا ذر }} صحابي لا يتهم

واذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يكرر  المقولة نفسها التي قالها عن المنافقين

{{ دعوه ، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم }}

وراع الصحابة هذه الكلمة ابو ذر ؟ !!!! لا يتهم ومع ذلك لم يستثنيه النبي بوصف اخر

فقال :_ إن يك به خير يلحق

[[ والسبب لان الأمر فيه جد وفي غاية الجدية ليس هنالك مجاملة فهو أمر جلل والنبي لم يدلل احد ولم يداري وارعدت فرائص الصحابة هذه الكلمة إذا قيلت في ابي ذر ]]

__

نرجع {{ لابو ذر}}

يقول :_ فجلست أعالج بعيري ، فلما أعياني [[يعني زهقت منه مافي حل ]]

تركته باركاً في الصحراء ، وأخذت متاعي و وضعته على ظهري ولحقت مشياً بالجيش على قدماي

ابا ذر في الصحراء صيف حار جداً {{ شهر ٨ }}يمشي على رجليه و متاعه فوق ظهره

فلما كانوا على مقربة من تبوك ، استراح الجيش وكان الصحابة قلقون على {{ ابي ذر }}

فأخذوا يراقبون الطريق لعل {{ ابا ذر }} يلحق فنظروا من بعيد فإذا برجل يسير  على قدميه ومتاعه على ظهره

فقال أحد الصحابة : _ يا رسول الله هذا رجل يمشي على الطريق

يقول الصحابة :_ فما راعنا إلا والنبي صلى الله عليه وسلم يشير بأصبعه بأتجاه الرجل من بعيد ويقول :_ كن أبا ذر[[ صيغة دعاء اي اللهم اجعله ابا ذر ]]

كن أبا ذر

فلما اقترب تبينه المسلمون وقالوا: – يا رسول الله ، الله اكبر هو والله أبو ذر [[ فرحوا ]]

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ رحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث يوم القيامة امة وحده

قدم {{ ابو ذر }} وقد جف ريقه من العطش  ، وقد تسلخت قدماه من المشي على الرمال الحارة ، وقد أتعبه حمل متاعه على ظهره ، وهو يتلهف أن يلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم

يقول الصحابة :_ فأقترب وجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم

وهو يقول :_ يا رسول الله استغفر لي [[سبحان الله من اي شيء يستغفر لك يا ابا ذر ؟ !! ]]

قال :_ يا رسول الله استغفر لي

قال له النبي :_ من اي شيء ؟

قال :_ أعياني بعيري فعالجته حتى يأست منه فتركته في الصحراء ، وحملت متاعي على ظهري ، حتى لحقت فأستغفر لي عن هذا التأخر

يقول الصحابة فذرفت عين النبي صلى الله عليه وسلم

وقال:_  لقد حط الله عنك يا أبا ذر في كل خطوة مشيتها سيئة وكتب لك حسنة ورفعك بها في الجنة درجة [[ بالله عليكم كم خطوة مشى ؟؟  بحدود ٧٥٠ كم  ، فكم خطوة تكون ]]
هل رأيتم الصدق مع الله ؟؟
____

لمحة عن سيرة المصطفى

11 Nov, 20:02


#هذا_الحبيب_218

#السيرة_النبوية_العطرة

الخروج لغزوة تبوك

_

أسباب الصعوبة الشديدة في الخروج الى تبوك ، فكان الخروج في هذا الجيش هو أصعب مرة خرج فيها المسلمون لأسباب كثيرة

١- قوة العدو وشدته، وتفوقه في العدد والعدة فكان عددهم {{١٠٠ ألف }}

٢- بعد المسافة، أكثر من {{الف كم }}

٣- قلة المؤن من الطعام والشراب

٣- قلة الأبعرة [[ اي المراكب ]]

٤- أن الوقت الذي خرج فيه الجيش هو وقت جني الثمار، والمدينة بلد زراعي، وأغلب أهله يعملون بالزراعة
___

خرج النبي على رأس الجيش، وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم كما قلنا في هذه الغزوة شديدة الصعوبة {{ ٦٢عام}} وكان خروج الجيش في يوم الخميس غرة رجب من السنة التاسعة،

واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة {{محمد بن مسلمة}}

وخلف النبي صلى الله عليه وسلم على أهله {{علي بن أبي طالب}}

وحتى هذا الموقف لم يتركه المنافقون

فقالوا أنه ترك عليا في المدينة لأنه استثقله

فلحق علي بالجيش وذكر ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم فقال له النبي :_ كذبوا، إنما خلفتك لما تركت ورائي ، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ،فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
_

تناول القرآن لغزوة تبوك

ونزل القرآن العظيم يسجل هذه المواقف في سورة التوبة

اقرأ كلام الله تعالى بتفكر

يقول تعالى

{{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (82) فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ (83) وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85) وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ (86) رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ (87) لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89) وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (90) لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (91) وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}}
____

يتبع بإذن الله ....

لمحة عن سيرة المصطفى

10 Nov, 20:02


فأنزل الله تعالى فيه قوله
{{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ }}

[[ لا تفتني يعني لا تبتليني برؤية نساء بني الأصفر ]]
___

هكذا كان صلى الله عليه وسلم ، يأذن لهؤلاء المنافقين لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يريدهم في الجيش، لأنهم يثبطون الجيش

ولكن الله تعالى عاتب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

لأنه أعطى الإذن لهؤلاء فقال تعالى {{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ * لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ }}

هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا ؟؟

بدأ بالعفو قبل المعاتبة ، لكي لا يؤلم قلب حبيبه صلى الله عليه وسلم بالمعاتبة

فلو قال له :_ لم أذنت لهم ، عفا الله عنك ، لكانت ثقيلة على قلب حبيبه صلى الله عليه وسلم

بدأ بالعفو قبل المعاتبة

فالله تعالى يقول للنبي صلى الله عليه وسلم ما كان ينبغي أن تأذن لهم، لإنك اذا لم تأذن لهم، واصروا على القعود فستعلم الصادق من الكاذب

____

ليس هذا فحسب كان المنافقون يحاولون تثبيط المسلمين عن النفقة فعندما يجدون أحد أغنياء المسلمين يتصدق بالأموال الكثيرة

يقولون :_ما فعل هذا الا رياء

وعندما يتصدق بعض الفقراء بالأموال القليلة

يقولون :_ان الله لغني عن هذه الصدقة

فعندما تصدق {{ عبدالله بن عوف }} بنصف ماله

قالوا :_ ما أعظم رياءه

وعندما تصدق احد الصحابة وكان فقير اسمه {{ عقيل }}تصدق ببعض التمرات

فقالوا :_ إن الله لغني عن صدقة هذا

فنزل قول الله تعالى في سورة التوبة {{ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }}
___

وكان المنافقون يتجمعون في بيت رجل يهودي اسمه {{سويلم}} ويثبطون الناس عن الخروج والغزو ويتعللون بشدة العدو، والحر الشديد، ويقولون أن الوقت هو وقت جنى الثمار

قال الله تعالى مخبرا عنهم

{{ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }} بشرهم بنار جهنم

__

تجهز جيش المسلمين وبلغ تعداد الجيش{{ ٣٠ ألف }} مقاتل

وعشرة آلاف فرس

وأطلق على هذا الجيش {{جيش العسرة}} لأن الخروج في هذا الجيش كان أمر {{عسير}} وشاق

والجزاء دائما على قدر المشقة


يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

10 Nov, 20:02


#هذا_الحبيب_217

#السيرة_النبوية_العطرة

التجهيز لغزوة تبوك و موقف المنافقين

__

ولما رأى عثمان انه لازال هناك نقص في المؤنة و البعير و تجهيز الجيش  أنطلق الى داره

[[ وحسب المسألة في عقله ، اليوم كنا جلوساً فجاء سبعة فاعتذر لهم النبي فتداركنا الموقف فلعله يأتي غيرهم ونحن لسنا جلوسا عنده فماذا يصنع النبي هل يبقى يعتذر ؟؟ ]]

فقال :_ فأتيت داري وحملت في كمي [[وكانوا يلبسون ثياب اكمامها واسعة ]]

وحملت في كمي {{ ألف دينار }} ذهبية وأتيت بها الى المسجد

يقول الصحابة :_ فجاء عثمان الى النبي وهو مازال في المسجد يحدث اصحابه
وقال عثمان :_ بأبي وامي انت يا رسول الله ، يأتيك الضعفاء من الناس ، فحتى لا تعتذر إليهم أضع هذه بين يديك

واخذ عثمان بكمه وهر الدنانير الذهبية في حجر النبي صلى الله عليه وسلم

وهو يقول :_ أضع هذه بين يديك حتى تحمل منهم من شئت

فمازال عثمان يهر ويهر من كمه حتى أصبح كوماً في حجر النبي

قال عثمان :_ هذه حتى لا تعتذر لأحد يارسول الله

يقول الصحابة :_ فنظر النبي فيها ونظر في وجه عثمان

ثم اخذ يقلبها بيديه

[[وهذا الحديث اخرجه الامام احمد بن حنبل في مسنده وقال هو صحيح وعلى شرط الشيخان ]]

فنظر النبي فيها ونظر في وجه عثمان ،ثم اخذ يقلبها بيديه وهو يقول :_ما على عثمان ما صنع بعد اليوم ، لا يضر عثمان ما صنع بعد اليوم ، ليصنع عثمان ماشاء بعد اليوم

[[ يعني ما فعله كفارة لكل ذنوبه الماضية والآتية أيضا، وهذه بشارة بحسن الخاتمة ]]

وأخذ يدعو لعثمان ويقول :_اللهم ارض عن عثمان، فإني عنه راض

غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت، وما كان منك، وما هو كائن إلى يوم القيامة، ما يبالي ما عمل بعدها

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه

قال :_رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول الليل إلى أن طلع الفجر رافعا يديه الكريمتين يدعو لعثمان بن عفان يقول: اللهم عثمان رضيت عنه فارض عنه

سؤال هل عثمان اشترى رضا النبي صلى الله عليه وسلم بالمال ؟؟

لا حاشاه ، ولكن لان عثمان لم ينظر للمادة ، ونظر لمرضاة الله ورسوله ، عز عليه ان يدمع الفقراء فيدمع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لدموعهم ، هل رأيتم صدق الأيمان
___

كان هذا حال الصحابة من المؤمنين الصادقين وخذوا بالمقابل حال المنافقين

قام عبدالله بن سلول {{ رأس المنافقين }} فجمع الناس في فناء داره وكان هو كبير الخزرج

وكان يعرف بالنفاق ، فجمع الذين على شاكلته فبلغ عددهم حوالي {{ ٣٠٠ }} منافق

[[ ايام النبي وبين الصحابة في ٣٠٠ منافق

جمع ابن سلول رهطه من المنافقين وجلس يحدثهم

[[بلغتنا اليوم جلس يعطيهم تحليله السياسي لهذه المرحلة ]]

ماذا قال لهم ؟؟

قال :_ يغزو محمد بني الأصفر

[[ يقصد الروم ، و لماذا اسمهم بني الاصفر ؟؟اكثر من قول  للعلماء في كتب السيرة

١_ لان اغلبهم لون بشرتهم وشعرهم اشقر قريب للصفار

٢_  لانهم يتعاملون بالذهب في كل شيء وعندهم ذهب كثير

٣_ لأنهم من سلالة { روم بن العيص بن إسحاق نبي الله عليه السلام } وكان يسمى الأصفر لصفرة به ]]

قال :_ يغزو محمد بني الأصفر مع جهد الحال والحرّ والبلد البعيد[[ أي ما لا طاقة له به ]] يحسب محمد أن قتال بني الأصفر معه اللعب ؟؟ [[ مفكر قتالهم لعبة ]]

والله لكأني أنظر إلى أصحابه مقرنين في الحبال ، ولا أرى محمد ينقلب الى المدينة ابدا
إن لنخشى الروم ونحن في ديارنا أنذهب الى ديارهم ؟؟
__

قال ابن سلول هذا وبثه في عقول اصحابه من المنافقين

وقد سطر القران اقوالهم بالتفصيل

في سورة {{ التوبة }} وتسمى ايضاً سورة {{الفاضحة }}

لانها فضحت المنافقين وسطرت قول كل واحد منهم ما يقول ولو اراد الصادقون من الصحابة ، ان ينقلوا بالكلام ما قاله المنافقين

لن ينقلوه بالدقة التي وضعها الله بالقران الكريم

فسميت سورة {{ التوبة}} وسنأتي على سبب هذه التسمية وسميت سورة {{ الفاضحة }}

وسميت ايضا سورة {{المبعثرة }} لانها بعثرتهم
__

فأخذا المنافقون  يطلبون الإذن من النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الخروج للقتال، ويتعللون بعلل واهية

من هؤلاء مثلا {{ الجد بن قيس }}

جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم والنبي في مسجده جالس بيت اصحابه

قال :_ تأذن لي يارسول الله هذه المرة ان اجلس في المدينة وان لا ارتحل ؟؟

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم:_ إنك موسر يا جد فتجهز ، تجهز في سبيل الله [[ أي لست فقير معك مال ليس لك عذر تجهز تجهز  ]]

فقال الجد :_ يا رسول الله إني ذو ضبعة وقومي يعلمون ذلك [[ الضبعة هي شدة الشهوة اتجاه النساء]]
يا رسول الله إني ذو ضبعة وقومي يعلمون ذلك ،واخاف ان افتن بالنساء وأخشى إن رأيت  نساء بني الأصفر ألا أصبر عنهن فأُفتتن

يقول الصحابة :_ فتربد وجه النبي صلى الله عليه وسلم [[ اي بان عليه الغضب ]] ثم اعرض بوجهه الشريف عنه وهو مغضب

وقال له :_ قد أذنت لك فلا تخرج

لمحة عن سيرة المصطفى

09 Nov, 20:01


وقد تصدق {{ عمر بن الخطاب }} بنصف ماله كذلك، وكانت ثلاثة آلاف درهم
يقول عمر :_ أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي، فجئت بنصف مالي

وقلت:_ اليوم أسبق أبا بكر

فجاء عمر و وضع هذا  المال بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم

فقال النبي صلى الله عليه وسلم:_ ما أبقيت لأهلك ؟

فقال عمر: _ مثله [[ اي نصف ماله ]]

ثم أتى أبو بكر، وتصدق بأربعة آلاف درهم

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:_ما أبقيت لأهلك ؟

فقال أبو بكر: _ أبقيت لهم الله ورسوله

فقال عمر: _ لا أسابقك الى شيء أبدا

[[وكانت هذه هي ثاني مرة يتصدق فيها أبو بكر بكل ماله ]]

وتصدق فقراء المسلمين بما يقدرون عليه، حتى أن بعضهم مثل {{ ابو عقيل }} تصدق ببعض التمر

وبعثت النساء بحليهن من خواتم وخلاخل حلق وغير ذلك يشاركن بتجهيز هذا الجيش 
___

أما أكبر من أنفق في هذا اليوم فهو {{ عثمان بن عفان }}

وكان عثمان ذو مال كثير

يقول عبد الرحمن بن حباب :_شهدت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة

فقام عثمان بن عفان فقال: _ يا رسول الله، عليَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله

[[ بأحلاسها وأقتابها  يعني بكامل عدتها ]]

فنزل النبي صلى الله عليه وسلم درجة من على المنبر

ثم حض على الجيش

فقام عثمان بن عفان فقال: _ يا رسول الله، عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله

فنزل النبي صلى الله عليه وسلم درجة ثانية على المنبر

[[ وكان نزول النبي صلى الله عليه وسلم من على المنبر حركة عملية يقول بها حتى يشعر الصحابة أن تجهيز الجيش قد اقترب اكتماله حتى أنه صلى الله عليه وسلم على وشك ترك المنبر وتوقف حثه للصحابة على الصدقة ]]

ثم حض على الجيش

فقام عثمان بن عفان فقال: _ يا رسول الله, عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله حتى شنق أسقيتهم

[[ وعاء الشرب كان من الأدم اي الجلد فإذا ملئت بالماء لا بد لها من حبل خاص يربطها ، فكانوا بصنعون لها الرباط من الشنق المقوى حتى لاتنفلت فيضيع الماء يعني يقول عثمان علي تجهيز الجيش حتى رباط وعاء الماء ]]

فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من على المنبر الدرجة الثالثة وهو يقول: _ ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم ، ماضر عثمان ما عمل بعد ليوم
__

أنفق الصحابة رضوان الله عليهم الكثير من المال

ومع كل هذه النفقة فلم تكفِ الأموال لتجهيز كل من أراد الخروج للجهاد في هذا الجيش فلم يكن عند المسلمون الأموال لشراء أبعرة [[ أي مراكب ]] تكفي كل المسلمين

فكانوا يأتون الى النبي صلى الله عليه وسلم من لايملكون المال للجهاد من فقراء المسلمين

يقولون :_ يارسول الله احملنا

فيطرق رأسه صلوات ربي وسلامه عليه

ويقول لهم :_ والذي نفسي بيده لا أجد ما احملكم عليه

وبعض هؤلاء عندما ردهم النبي صلى الله عليه وسلم بكى من شدة الحزن

ومن هؤلاء {{ علبة بن زيد }} الذي خرج من المسجد وهو يبكي، ثم ذهب الى بيته وأخذ يصلي طويلا في الليل

ثم رفع يده مناجيا الله تعالى

وهو يقول :_اللهم إنك أمرت بالجهاد ورغبت فيه، ثم لم تجعل عندي ما أحمل عليه، وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها في مال أو جسد أو عرض

وقد سجل لهم القرآن العظيم هذا الحزن النبيل

وقد أطلق على هؤلاء {{البكائيين}} وقيل أن عددهم سبعة

قال تعالى يصف حالهم {{ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ }}

يقول عثمان :_ فلما تولوا وأعينهم تفيض من الدمع ، رق النبي صلى الله عليه وسلم لهم ودمعت عيناه

فوثب العباس وقال :_ احمل منهم اثنين

وقام رجل اسمه {{ ياميز بن عمرو الضمري }} رضي الله عنه أصله يهودي من بني النضير وقد اسلم وحسن اسلامه

قال :_ وانا احمل اثنان

قال عثمان :_ فقلت  للثلاثة الذين بقوا وانا أحملكم ، فحمل السبعة

ولما رأى عثمان ذلك أنطلق الى داره

[[ وحسب المسألة في عقله ، اليوم كنا جلوساً فجاء سبعة فاعتذر لهم النبي فتداركنا الموقف فلعله يأتي غيرهم ونحن لسنا جلوسا عنده فماذا يصنع النبي هل يبقى يعتذر ؟؟ ]]

فقال :_ فأتيت داري وحملت في كمي [[وكانوا يلبسون ثياب اكمامها واسعة ]]

وحملت في كمي {{ ألف دينار }} ذهبية وأتيت بها الى المسجد

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

09 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_216

#السيرة_النبوية_العطرة

استعداد المسلمون لغزوة تبوك
_

في بداية العام التاسع بدأ  {{عام الوفود }} وكان فيه مجيء القبائل العربية لمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم على الاسلام

[[ طبعا الوفود لم تنحصر في عام واحد فمنذ فتح مكة الى حجة الوداع والوفود تأتي الى المدينة تعلن اسلامها ولكن كتب السيرة جعلت لهذا العام هذا الاسم عام الوفود ]]

ومع مجيء هذه الوفود خاصة التي تسكن على اطراف بلاد الشام

حملت هذه القبائل اخبار للنبي صلى الله عليه وسلم ان

{{ الإمبراطورية الرومانية }} تحشد جيوشها لغزو الجزيرة

وكان ذلك في منتصف العام التاسع تقريبا

فوصلت الى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأخبار التي هي  في غاية الخطورة، وهي أن الإمبراطورية الرومانية قد حشدت جيوشها من الروم والعرب الغساسنة الموالين لها لغزو الجزيرة العربية حتى يصلوا الى المدينة المنورة

وجاءت الأخبار الى أن هذه الجيوش قد وصلت الى منطقة {{ البلقاء }} وهي المنطقة الموجودة الآن في شمال غرب الأردن [[ ملاصقة للضفة الغربية الفلسطينية]]

وكان سبب حشد هذه الجيوش هو خوف {{ الإمبراطورية الرومانية }} من التصاعد السريع لقوة الدولة الإسلامية والرغبة في كسر شوكة المسلمين قبل أن يستفحل خطرها وتهددها في عقر داره

وكذلك الرغبة في الإنتقام من الإنتصار الذي حققه المسلمون في {{ مؤتة }} قبل هذا التاريخ بعام واحد

ونزل الأمر الإلهي بقتال الروم

قال تعالى

{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً }}

ومعنى {{ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ }} يعني أقرب الكفار من دياركم، والروم في الشام هم أقرب الكفار الى المسلمين

نحن نتكلم عن السنة التاسعة من الهجرة وقد بلغ حبيبنا صلى الله عليه وسلم من العمر {{  ٦٢ عام }}

وهذه الغزوة {{ تبوك }} آخر غزوة للنبي صلى الله عليه وسلم

وكانت الروم تريد أن يسبروا غور المسلمين ، وأن يغمزوا جانبهم كتغماز التين

[[ اي بلغتنا اليوم ، كيف تدس حبة التين باصابعك تضغط  عليها هل نضجت اما انها غير ناضجة يسبروا يعني يدسوا نبض المسلمين ماذا ستكون ردة فعلهم ؟؟ وهذه من بلاغة العرب ]]
___

اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم  القرار السريع والحاسم بالخروج لقتال الروم في الشام

قبل أن يتحركوا هم في اتجاه المدينة

مع أن الجيش الذي سيظل في مكانه سيتمتع بميزة هامة، وهو أن الجيش الآخر سيصل اليه مرهق

لأن المسافة بين المدينة وبين الشام طويلة جدا، تزيد عن {{ الألف كم }} في صحراء قاحلة، وطرق وعرة، وحرارة شديدة جدا وكان الوقت في شهر اب {{ ٨ }}

ومع ذلك اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم القرار بالزحف في اتجاه الشام

و برغم علم النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذا التحرك سيفقده هذه الميزة النسبية

ومع علمه صلى الله عليه وسلم أن الجنود الرومان والغساسنة لا يتحملون التوغل في الصحراء هذه المسافة الطويلة وفي هذه الحرارة العالية
____

وكان السبب في ذلك
هو أن عدد كبير من القبائل بين المدينة وبين الشام قد دخلت في الإسلام

فلو بقي النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وترك هذه القبائل في مواجهة الجيوش الرومانية فهذا معناه التدمير الكامل لهذه القبائل

و النبي صلى الله عليه وسلم ليس مسؤلاً فقط عن أمن المدينة ولكنه مسؤلاً عن أمن الجزيرة كلها

وسبب آخر هو أن مجرد تحرك جيش المسلمين في الجزيرة العربية هو تدعيم لقوة وسلطان المسلمين في الجزيرة
_

أمر النبي الصحابة بالتجهز للقتال، كما أرسل الى القبائل العربية التي دخلت في الإسلام، وبعث إلى مكة وقبائل العرب ليستنفرهم للقتال

ولأول مرة يعلن صلى الله عليه وسلم وجهة الجيش

وكان من عادته صلى الله عليه وسلم أن يخفي وجهة الجيش حتى يفاجأ أعدائه، ولكن في هذه الغزوة لم يخفي وجهة الجيش لعدة أسباب
____

١_ أن المسافة بعيدة جدا والطرق وعرة والحر شديد، فينبغي أن يستعد المسلمون لذلك بتجهيز المؤن وغيرها، ، لدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يصحب كل رجل معه نعلان ، وكذلك تجهيز أنفسهم نفسيا لهذه الغزوة الشاقة
___

٢_أن الجيش به عدد كبير من الأعراب الذين لم يتمكن الإيمان من قلوبهم، فكان لابد من الإعلان حتى لا تحدث معارضة من هذه الإعداد الكبيرة بعد الخروج
__

٣_ أن اخفاء الجيش في هذه الغزوة أمر صعب جدا نظرا لضخامة الجيش وبعد المسافة، فاذا حاول المسلمون اخفاء الجيش فغالبا لن ينجحوا
___

تسارع الصحابة في الصدقة لتجهيز الجيش

وحث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الصدقات لتجهيز الجيش، فتسارع الصحابة في الصدقة، وكانت لأغنياء الصحابة نفقات عظيمة

كالعباس بن عبد المطلب، وطلحة بن عبيد الله، ومحمد بن مسلمة، وعاصم بن عدي وغيرهم الكثير
وتصدق {{ عبد الرحمن بن عوف}} بنصف ماله، وكانت حوالي {{ ٢٤ كيلو }} من الفضة
__

لمحة عن سيرة المصطفى

08 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_215

#السيرة_النبوية_العطرة

إسلام وفد من هوزان
__

من الذين وقعوا في الأسر يوم حنين {{ الشيماء }} أخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة

لان النبي صلى الله عليه وسلم ، كان قد استرضع في بني سعد {{ ٤ أعوام }}  والتي أرضعته هي حليمة السعدية

وأخواته من الرضاعة من السيدة {{ حليمة }}

١_ الشيماء

٢_ عبدالله

٣_ أنيسة

وكانت {{ الشيماء }} تتقدم النبي صلى الله عليه وسلم بالسن {{ ١٠ سنوات }}

فكانت تشترك مع أمها في رعاية النبي صلى الله عليه وسلم ، وتلاعبه وتعتني به

____

فلما وقعت الهزيمة بهوازن، كانت {{ الشيماء }} فيمن وقع في الأسر

فكانت تقول للمسلمين :_ إني أخت صاحبكم من الرضاعة !!

فلم يصدقوها

وجائوا بها الى  النبي صلى الله عليه وسلم

فقالت :_  يا رسول الله  أتعرفني؟

قال لها :_ ما أنكرك فمن أنت؟

قالت :_ إني لأختك من الرضاعة

قال لها :_ إن تكوني صادقة فإن بك منّي أثرا لن يبلى

[[ يعني علامة بجسمك انا سببها لا تنمحي]]

فكشفت عن عضدها

ثم قالت: _ نعم يا رسول الله، حملتك وأنت صغير فعضضتني هذه العضة

فعرفها صلى الله عليه وسلم ، فوثب وقام لها قائما و رحب بها، وبسط لها ردائه، وأجلسها عليه ، وذرفت عيناه بالدموع واخذ يكلمها

ثم قال لها :_ إن أحببت فأقيمي عندي محببة مكرمة، وإن أحببت أن أمتعك فارجعي إلى قومك

[[يعني خيرها بين أن تعيش معه أو يعطيها أموال وتعود الى قومها، فاختارت أن تعود الى قومها ]]

فأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم  وأعادها الى قومها، وكان مما أعطاها {{غلاما وجارية }} فزوجت أحدهما بالآخر، ولا يزال نسلهما موجود الى الآن

ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ارتد قومها {{بنو سعد}} فكانت {{ الشيماء }} ممن ثبتوا وأخذت تنشد الشعر الذي تدافع فيه عن الإسلام

وعرفت {{ الشيماء}} بعد ذلك بكثرة العبادة والتنسك رضي الله عنها ، اخت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

___

وجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو في {{ الجعرانة }}

وفد من {{ هوزان }} فيه عدد من اشرافهم

فأسلموا ثم كلموا النبي صلى الله عليه وسلم  في الغنائم، وقالوا:_ يا رسول الله ، إن فيمن أصبتم الأمهات ، والأخوات ، والعمات ، والخالات ، وحواضنك اللاتي كن يكفلنك

وانت خير مكفول ، ونرغب الى الله وإليك يا رسول الله

فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_

قد كنت استأنيت بكم بضع عشرة ليلة [[ يعني أخرت توزيع الغنائم والسبايا عشرة أيام أملاً في اسلامكم]]

وقد وقعت المقاسم مواقع [[ اي تقاسم المسلمون اموالكم ]]

فأي الأمرين أحب إليكم , أطلب لكم السبي ، أم الأموال ؟؟

قالوا:_ يا رسول الله فالحسب أحب إلينا ، ولا نتكلم في شاة ولا بعير

فقال صلى الله عليه وسلم :_ أما الذي لبني هاشم فهو لكم ، وسوف أكلم لكم المسلمين وأشفع لكم

فكلموهم انتم وأظهروا إسلامكم وقولوا :_ نحن إخوانكم في الدين

[[ وعلمهم صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة وكيف يتكلمون ]]

فلما صلى النبي الظهر ، استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام ، فأذن لهم

فتكلم خطبائهم ، وطلبوا رد سبيهم ، فلما فرغوا

قام صلى الله عليه وسلم وحض المسلمون على رد السبي

فقال :_ قد رددت الذي لبني هاشم ، والذي بيدي عليهم

فمن أحب منكم أن يعطي غير مكره فليفعل ، ومن كره أن يعطي ويأخذ الفداء فعليَّ فداؤهم

فأعطى المسلمون كلا ما بأيديهم، وطلب القليل منهم الفداء
_

ونأتي الى موقف النبي صلى الله عليه وسلم ، مع قائد جيش هوزان وهو {{ مالك بن عوف }}

قلنا أن مالك هو  الذي جمع كل قبائل {{ هوازن }} في جيش واحد لأول مرة في تاريخها

وكان السبب في معركة {{حنين}}

ماذا كان مصير مالك بن عوف بعد هزيمة هوازن؟

لقد فر {{ مالك بن عوف }} مع من فر من {{ هوازن }} حتى وصل الى {{ ثقيف }} وهي ليست قبيلته لأنه من {{ بني نصر }}وكان موقف {{ مالك بن عوف}} مئساوياً

فكان وضعه مثل اللاجىء عند قبيلة أخرى،  وكان منبوذا لأنه المسئول عن مصيبة وفضيحة {{ هوازن }} في فقد نسائهم وأبنائهم وأموالهم

لأنه هو الذي أصر أن تصحب {{ هوازن }} معها نسائها وأبنائها وأموالها

وهو نفسه صحب معه نسائه وأبنائه وأمواله، وقد فقدهم وأصبحوا غنائم في أيدي المسلمين

لقد كان {{مالك بن عوف}} في أشدِّ حالات الانكسار التي من الممكن أن يتعرض لها قائد

وبينما هو في هذه الحالة المؤسفة المخزية، كان هناك من يفكِر في أمره!!

إنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، المبعوث رحمة للعالمين
___

لقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم  عن مالك بن عوف

فقيل له :_ إنه في الطائف يخشى على نفسه

فقال النبي لهم :_ أخبروا مالك إن أتاني مسلما رددت عليه أهله وماله        

[[ وكان ذلك هو الإنقاذ لمالك بن عوف من أزمته]]

فأسرع {{ مالك بن عوف}}  فأسلم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
فرد عليه  أهله وماله، ثم أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم فوق ذلك مائة من الإبل

لمحة عن سيرة المصطفى

08 Nov, 20:01


[[ هل يمكن أن يتخيل ذلك أحد ؟! هل يوجد في التاريخ كله قائد منتصر يتعامل بهذا الرقي مع زعيم الجيش المعادي له المهزوم أمامه ؟ ]]

لقد وجدنا في التاريخ القديم والحديث القادة المنتصرون يتلذذون بمحاكمة وعقاب واذلال زعماء أعدائهم

وقرأت عن ملك دولة أسر ملك الدولة التي كان يحاريها

فكان لا يركب فرسه الا اذا وضع قدمه على ظهر الملك المهزوم

ليس هذا فحسب بل أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوظف امكانات {{ مالك بن عوف}} القيادية لمصلحة الدولة الإسلامية

فأعاده زعيما على من أسلم من قبائل {{ هوازن }} ثم كلفة بمهمة الإغارة على  {{ الطائف }} وهي اشبه بحروب الإستنزاف الآن، حتى أسلمت ثقيف بعد ذلك
___

وقبل عودة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة من الجعرانة

توجه النبي صلى الله عليه وسلم لأداء العمرة، وكانت هذه هي العمرة الثانية التى أداها النبي صلى الله عليه وسلم

لأن النبي خرج لأداء العمرة في {{ ذي القعدة }} من العام السادس من الهجرة، ولكن منعته قريش من دخول مكة، وانتهى الأمر بعقد صلح الحديبية

وفي العام التالي في {{ ذي القعدة}} من السنة السابعة من الهجرة

خرج صلى الله عليه وسلم لأداء العمرة، وهي {{عمرة القضاء}}

وفي {{ ذي القعدة }} من السنة الثامنة من الهجرة خرج صلى الله عليه وسلم لأداء العمرة من {{ الجعرانة }}

أما العمرة الأخيرة فقد قرنها صلى الله عليه وسلم مع حجته، وكانت في السنة العاشرة من الهجرة

اذن اعتمر صلى الله عليه وسلم ثلاثة عمرات أداها كاملة

بخلاف عمرة {{ الحديبية }} لم يكملها

التي أحرم فيها صلى الله عليه وسلم لأداء العمرة، ثم صدته قريش فتحلل من احرامه هو والصحابة بذبح الهدي

ويصبح المجموع {{ ٤ عمرات }} للنبي صلى الله عليه وسلم
___

وإذا لاحظنا  أن كل عمرات النبي صلى الله عليه وسلم ، كانت في {{ ذي القعدة }}

وقد فسر العلماء ذلك

بأن العرب في الجاهلية كانت تعتبر العمرة في {{ ذي القعدة }} من أفجر الفجور

ففعله النبي مرات ليكون أبلغ في بيان جوازه، وابطال ما كانوا عليه في الجاهلية

وذهب جميع أهل العلم الى القول بفضل العمرة في {{ ذي القعدة }} وقال البعض

مثل {{ ابن القيم }}  أن العمرة في {{ ذي القعدة }}أفضل من العمرة في رمضان

ولكن في ايامنا يمنع العمرة من خارج مكة في ذي القعدة لان هذا الشهر ذي القعدة يسبق شهر الحج

حتى لا يظل المعتمر في  الكعبة ويؤدي الحج بدون تصريح حج

ولكن على أي حال من أستطاع أن يؤدي العمرة في {{ذي القعدة}} فليفعل لأن فضلها عظيم كما قال أهل العلم
___

ومع كل ذلك نقول، ومع أن العلماء قديما وحديثا قالوا بفضل العمرة في {{ ذي القعدة}} لأن كل عمرات النبي صلى الله عليه وسلم ،  كانت في {{ذي القعدة}}

البعض قال لا أفضلية والسبب

لان العمرة الوحيدة التي اختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤديها في ذي القعدة كانت هي {{ عمرة الحديبية}}

أما عمرة {{ القضاء }} فكانت في ذي القعدة لأن الإتفاق مع قريش ألا يدخل مكة عامه هذا ويأتي بعد عام

وكان مرور العام يوافق {{ ذي القعدة}} وأما العمرة التي أداها من الجعرانة

فكانت بعد أن فرغ من حرب {{ هوازن}} وفرغ من توزيع الغنائم

وقبل أن يعود الى المدينة، ووافق ذلك {{ ذو القعدة}} دون تعمد لأداء العمرة في ذلك الشهر
___

ولم يحج النبي صلى الله عليه وسلم  هذا العام

وانما حج بالمسلمين أمير مكة الذي عينه النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة، امير على مكة وهو {{ عتاب بن اسيد}}

وقد أخذ الإمام الشافعي من ذلك أن الحج على التراخي، [[ يعني يمكن أن يؤخر الانسان الحج مع القدرة عليه، ولكن ليس معنى هذا أن يؤخر سنوات، حتى يتقدم الإنسان في السن ويفقد القدرة على الحج ]]

بينما عند أبو حنيفة ومالك وأحمد بن حنبل الحج على الفور عند القدرة عليه

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

07 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_214

#السيرة_النبوية_العطرة

غنيمة الأنصار من معركة حنين
_

وعندما وجد الانصار عطاء النبي صلى الله عليه وسلم  من خمسه لسادة قريش {{ مسلمها وكافرها }} عطاء ليس له حدود

وجدوا في انفسهم [[ اي تأثروا ]]

فقال بعضهم لبعض:_  لقد لقي النبي قومه [[ يعني رجع لاهله وفرح فيهم ]] غفر الله لرسول الله

يعطي قريش ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم بالامس ؟!!!

فلما بلغت هذه المقالة للنبي صلى الله عليه وسلم كان لها أثر في نفسه

وارسل الى {{  سعد بن عبادة }} زعيم الخزرج وهو الباقي من سادة الانصار

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد  :_ يا سعد ما مقالة بلغتني عن قومك ؟؟

قال له: اجل يا رسول الله ان هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظيمة في قبائل العرب، ولم يكن لهذا الحي من الأنصار منها شيء

فقال النبي صلى الله عليه وسلم  له:_   فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ [[ يعني شو موقفك انت ]]

فقال سعد: – ما أنا إلا رجل من قومي !

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ إذن فاجمع لي قومك لا يخالطكم غيركم

فخرج سعد فجمع الأنصار{{ أوس وخزرج }} في شعب لم يدخل فيه إلا انصاري

وأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم  وحده لا يصحبه إلا الصديق {{ ابو بكر }} فحياهم بتحية الاسلام

ثم حمد الله وأثنى عليهم ثم قال:_ يا معشر الأنصار

ألم تكونوا كفارا فهداكم الله بي ؟؟

ألم تكونوا عالة [[ اي فقراء ]] فأغناكم الله بي  ؟؟

ألم تكونوا أعداء فألف الله بين قلوبكم بي ؟ ؟

ثم قال: – ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟

قالوا: – وبماذا نجيبك يا رسول الله ، ولله ولرسوله المن والفضل ؟

قال :_ أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتم

قولوا :_ ألم  أتيتنا مكذباً فصدقناك ؟؟

ألم تأتينا مخذولاً فنصرناك ؟؟

ألم تأتينا طريداً فآويناك ؟؟
ألم تأتينا عائلاً فواسيناك ؟؟

فأرتفع صوت الانصار بالبكاء وضج المكان وهم يقولون :_ المنة لله ورسوله يا رسول الله

فقال لهم :_ ما مقالة بلغتني عنكم ووجدة وجدتموها في انفسكم

تقولون :_ لقد لقي محمد اليوم قومه

يا معشر الانصار

أوجدتم في أنفسكم  لعاعة من الدنيا تألفت بها قلوب قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم؟؟

ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يرجع الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالكم ؟؟

فقالوا :_

أوفاعل انت يا رسول الله ؟؟؟

[[ وكانوا قد غلبهم الظن ان النبي سيقيم في مكة فقد اصبحت دار اسلام ، وهي مسقط راسه وهي بلد الله الحرام فظنوا ان النبي لن يرجع للمدينة معهم ، ففاجئهم بهذا الخبر المفرح ]]

قالوا :_ أوفاعل انت يا رسول الله ؟؟

قال :_ اجل المحيا محياكم ، والممات مماتكم
انتم الشعار والناس دثار ، فوالذي نفس محمد بيده لو سلك الناس قاطبةً شعباً ، وسلك الانصار شعب لسلكت مسلك الانصار  ، و لولا الهجرة لكنت واحدا من الأنصار

ثم بسط يديه وهو يقول :_  اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار

يقول الانصار :_ فظننا انه لن يسكت حتى يعد مئة جيل من الانصار

وبكى صلى الله عليه وسلم

وقال :_ الم اعهد إليكم يوم العقبة {{ الدم الدم والهدم الهدم}} أسالم من سالمتم ، وأحارب من حاربتم

المحيا محياكم ، والممات مماتكم [[ أي سأعيش  ما عشت معكم واذا متت سأدفن بأرضكم ]]

فبكى الأنصار حتى أخضلوا لحاهم

وهم يقولون :_ رضينا برسول الله صلى الله عليه سلم رضينا، رضينا ، خذ ما بأيدينا من اموال واعطيها لاهل مكة

[[ يا الله هنيئا للانصار كان حظهم الأوفى من العطاء ]]

فازوا بالحبيب الاعظم صلى الله عليه وسلم

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

06 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_213

#السيرة_النبوية_العطرة

غنائم حنين
____

أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد معركة {{ حنين }} وفرار {{ هوازن }} الى {{ الطائف }} بتجميع الغنائم في وادي {{الجعرانة}} القريب من حنين حتى يفرغ من حرب هوازن
وتوجه صلى الله عليه وسلم
بعد ذلك الى {{ الطائف }} واستمر الحصار {{٤٠ }} يوما كاملا ولم ينجح المسلمون في فتح الحصن ثم قرر النبي صلى الله عليه وسلم  رفع الحصار عن الطائف، بعد أن وازن بين مكاسب الحصار وخسائر رفع الحصار ووجد أن خسائر رفع الحصار أكبر من مكاسب الحصار
توجه بعدها صلى الله عليه وسلم الى وادي {{الجعرانة}} حتى يقوم بتوزيع الغنائم
_

وكانت غنائم {{ حنين }} ضخمة جدا ، بل كانت أكبر وأعظم غنائم في تاريخ العرب قاطب
لأن قبائل {{ هوازن }} قبائل كثيرة جدا
ولأن زعيمهم {{ مالك بن عوف}} أمر بأن يصحبوا معهم نسائهم وأنعامهم وكل أموالهم
وذلك لتحفيز الجيش على القتال حتى الموت
وقلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما علم ذلك قال :_
تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله

وتحقق ما قاله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  فغنم المسلمون كل هذه الأموال، وكانت كما ذكرنا هي أكبر غنائم في تاريخ العرب
____

وبلغت غنائم {{ حنين }}

١_ ٢٤ ألف من الأبل

٢_ ٤٠ ألف من الأغنام

٣_ ١٥٠ كيلو جرام من الذهب والفضة

٤_ ٦٠ ألف من السبي

وجلس صلى الله عليه وسلم متأنياً في قسم الغنائم

وهو يرجو أن تأتي {{ هوازن }} مسلمة

لأن جل الاسرى من هوازن

وقلنا أن {{ هوازن }} هي مجموعة قبائل حول الطائف فيها {{ بنو سعد }} الذي استرضع فيهم صلى الله عليه وسلم

و الذين تربى فيهم {{ ٤ سنين }}

ففيهم عماته وخالاته من الرضاعة ، وكان يرجو أن يأتوا مسلمين فلا يقعون بالسبي ، وبنو سعد من كرام العرب فلم يحب أن تسبا نسائهم واولادهم ،ولكنهم تأخروا
فأضطر أن يوزع الغنائم وهذا من شرع الله
_

توزيع الغنائم حسب القاعدة الشرعية في توزيع الغنائم
وكانت القاعدة الشرعية
١_  أن أربعة أخماس الغنائم توزع بالتساوي على الجيش والفارس يأخذ ثلاثة اضعاف الراجل
لأن الفارس ينفق بنفسه على فرسه
٢_الخمس يتصرف فيه رئيس الدولة كما يشاء، فقد يشتري به سلاح، وقد يتم به افتداء الأسرى، وقد يعطي منها لمن كان مميزا في القتال ، وقد ينفق على الفقراء والمساكين، وقد يدخل في أي مشروع من مشروعات الدولة
__

فوزع النبي صلى الله عليه الأربعة أخماس على الجيش الذي عدده {{ ١٢ }} ألف
وكان كل جمل يساوي {{ ١٠ }} من الشياه اي الخرفان
فأخذ كل جندي
جملان أو {{ ٢٠ }} من الشياه ،أو جمل و {{ ١٠ }} من الشياه أما السبي فكان البعض يأخذ والبعض لا يأخذ
والذي لا يأخذ يعوض بالفضة، المهم تم تقسيم الأربعة أخماس بالتساوي بين الصحابة ____

أما خمس الله ورسوله التي من حق النبي، فقد قرر صلى الله عليه وسلم توزيعها على زعماء القبائل المختلفة
لأن الدولة الإسلامية اتسعت الآن اتساعا كبيرا
والنبي صلى الله عليه وسلم  يعلم أن كثير من القبائل قد دخلت في الإسلام، ولكن لم يدخل الإيمان في قلوبهم
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم يألف قلوبهم
لأنهم لو وجدوا أن وضعهم الإجتماعي والمادي قد تحسن في ظل الإسلام
فلاشك أن حبهم وانتمائهم للإسلام ، سيقوى ويترسخ، وهؤلاء هم الذين يطلق عليهم في الإسلام {{ المؤلفة قلوبهم }}
والنبي صلى الله عليه وسلم ، يعلم أن  نظام القبلية المترسخ في الجزيرة العربية منذ قرون
يجعل لقائد القبيلة الكلمة العليا المطلقة في قبيلته ، لذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم ، يشتري رضا هؤلاء الزعماء بالمال
وهؤلاء الزعماء سيؤثرون تأثيرا إيجابيا في أتباعهم، ومن ثَمَّ فهو يشتري استقرار الدعوة الاسلامية

وكان عدد هؤلاء الذين وزع عليهم صلى الله عليه وسلم الخمس يبلغ عددهم حوالي {{ ٥٠ }} من زعماء العرب

_

من هؤلاء الزعماء {{ أبو سفيان }}  زعيم {{ بني أمية }}وزعيم قريش

جاء ابو سفيان الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في وادي {{ الجعرانة }}

وقال وهو ينظر الى هذه الأعداد الهائلة من الغنائم

قال :- يا رسول الله أصبحت أكثر قريش مالاً..

فتبسم الحبيب المصطفى صلى الله عليه ولم يرد عليه

فقال ابو سفيان :- يا رسول الله اعطني من هذا المال

وكان {{ بلال }} هو المسؤول عن توزيع الغنائم

فقال صلى الله عليه وسلم :_ يا بلال زن لأبي سفيان أربعين أوقية من الفضة ، وأعطوه مائة من الإبل

فقال أبو سفيان:_ يا رسول الله ، ما اعظمك واكرمك و أحلمك

و ابني يزيد يا رسول الله [[ وكان له ابن اكبر من معاوية اسمه يزيد ]]

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا بلال زن له أربعين أوقية ، وأعطوه مائة من الإبل

فقال ابو سفيان :_ يا رسول الله ، ابني معاوية

يا بلال زن له أربعين أوقية ، وأعطوه مائة من الإبل

فذهل أبو سفيان من هذا العطاء
فقال أبو سفيان: – ما أعظم كرمك  ، وما احلمك ، فداك أبي وأمي ، لقد حاربتك، فنِعمَ المحارب كنت، ثم سالمتك فنعم المسالم أنت

لمحة عن سيرة المصطفى

06 Nov, 20:01


[[ انظر كيف تألف الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قلب  أبو سفيان ]]
_

وحدث نفس الموقف مع {{ حكيم بن حزام }} من أشراف مكة ،
وهو قرابة السيدة خديجة وذكرنا ذلك في بداية السيرة [[ تكون السيدة خديجة عمته ]]

ثم نظر النبي صلى الله عليه وسلم لحكيم

وقال لبلال :_ يا يا بلال اعطي {{حكيم }} مثلما اعطيت ابا سفيان فأعطاه

فقال حكيم :_ ما احلمك واكرمك ، زدني فليس لي ولد مثل ابي سفيان

فأعطاه مائة ثانية، ثم سأله فأعطاه مائة ثالثة

ثم أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلم {{حكيم بن حزام}} ويعلمنا درسا هاما فقال:_

يا حكيم إن هذا المال حلوة خضرة [[ لم يقل إن هذا المال حلواً خضراّ ، لأن المقصود بالمال الدنيا، والدنيا مؤنث ]]

يا حكيم إن هذا المال حلوة خضرة ، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه

ومن أخذه بإشراف نفس وتشوف ، لم يبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى

فقال حكيم وقد اشرق وجهه وغلبه الايمان  [[ أي علاه النور ]]

قال :_  والذي بعثك بالحق ما أردت إلا أن أسبر المواقف [[ يعني امتحن موقفك ،  بتفرق بينا والا ما بتفرق ]]

فوالذي بعثك بالحق لا أخذ إلا العطاء الاول

فرد {{حكيم بن حزام}} المائة الثانية والثالثة، وأخذ فقط المائة الأولى

وقال:-  والله يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أسأل أحدا بعدك شيئا، ولا آخذ من أحد شيئا بعدك حتى أفارق الدنيا

{{ وبر حكيم بقسمه }}

ففي عهد أبي بكر دعاه {{ أبو بكر}} أكثر من مرة لأخذ عطاء من بيت مال المسلمين فأبى أن يأخذه

وفي عهد {{ عمر بن الخطاب}}  دعاه مرة ثانية إلى أخذ عطاء فأبى أن يأخذه

وظل حكيم كذلك لم يأخذ من أحد شيئا حتى فارق الحياة رضي الله عنه
____

وممن تألف قلوبهم صلى الله عليه وسلم هو  {{صفوان بن أمية}}

وقد تحدثنا من قبل عن {{صفوان بن أمية }}وكان سيد قومه، والذي اشترك في {{حنين}}  وهو لا يزال مشركا

وهو الذي طلب المهلة حتى يسلم {{ شهرين}} فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم  اربعة اشهر ، واستعار منه النبي صلى الله عليه وسلم عدة المحارب بالأمس القريب عارية مضمونة

وقد أعطاه مائة من الأبل كما أعطى زعماء مكة

ثم وجده صلى الله عليه وسلم ، ما زال واقفا ينظر الى أحد شعاب {{ حنين }} وقد شد انتباهه شعبا وقد مُلئ إبلاً  وشاة وقد بدت عليه علامات الإنبهار بهذه الكميات الكبيرة من الأنعام

صفوان ينظر إليها بأعجاب ، فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ أبا وهب ، أيعجبك هذا الشعب ؟؟

فقال صفوان :_ نعم

فقال :_ هو لك وما فيه

[[هكذا في بساطة وكأنه يتحدث عن جمل أو جملين  ]]

قال صفوان :_ لي ؟!!!!

قال :_ نعم

يقول الصحابة فأشرق وجهه صفوان وقال :_

إن الملوك لا تطيب نفوسها بمثل هذا، ما طابت نفس أحد قط بمثل هذا إلا نبي، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله

فأسلم صفوان رضي الله عنه وصدق إسلامه
_

وعندما وجد الانصار عطاء النبي صلى الله عليه وسلم  من خمسه لسادة قريش {{ مسلمها وكافرها }} عطاء ليس له حدود

وجدوا في انفسهم [[ اي تأثروا ]]

فقال بعضهم لبعض:_  لقد لقي النبي قومه [[ يعني رجع لاهله وفرح فيهم ]] غفر الله لرسول الله

يعطي قريش ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم بالامس ؟!!!

فلما بلغت هذه المقالة للنبي صلى الله عليه وسلم كان لها أثر في نفسه

وارسل الى {{  سعد بن عبادة }} زعيم الخزرج وهو الباقي من سادة الانصار

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد  :_ يا سعد ما مقالة بلغتني عن قومك ؟؟

قال له: اجل يا رسول الله ان هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظيمة في قبائل العرب، ولم يكن لهذا الحي من الأنصار منها شيء

فقال النبي صلى الله عليه وسلم  له:_   فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ [[ يعني شو موقفك انت ]]

فقال سعد: – ما أنا إلا رجل من قومي !

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ إذن فاجمع لي قومك لا يخالطكم غيركم

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

05 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_212

#السيرة_النبوية_العطرة

حصار الطائف
____

هربت {{ هوازن}} ومعهم قائدهم {{ مالك بن عوف}} الى مدينة {{ الطائف }} الحصينة بعد هزيمة حنين
واتجه النبي صلى الله عليه وسلم  لتتبع هوازن، حتى يقابلهم في معركة فاصلة
__

وصل النبي صلى الله عليه وسلم  الى الطائف، والمسلمون يتوقعون معركة هائلة بين هذا التجمع الضخم بين الجيشين والذي لم تشهد الجزيرة العربية مثيلا له من قبل

ولكن كانت المفاجأة

أن تجمعت قبائل {{ هوازن }} و رفضت الخروج لقتال المسلمين، واختاروا أن يمكثوا في حصونهم دون قتال

بالرغم من أن أعدادهم أكثر من ضعف عدد المسلمين

وبالرغم من أن {{ نسائهم ، وأبنائهم  ، وأموالهم }} في أيدي المسلمين

وبرغم ذلك خافوا وجبنوا من الخروج لحرب المسلمين لانقاذ نسائهم وأبنائهم وأموالهم، وكان ذلك خزيا كبيرا لهوازن، وهزيمة جديدة لهم
__

وأمر النبي صلى الله عليه وسلم  بحصار {{ هوازن }}

وكان حصن هوازن هو أمنع حصون الجزيرة

وبدأت {{ هوازن }} في اطلاق السهام بكثافة شديدة وأصيب عدد كبير من المسلمين

فقرر النبي صلى الله عليه وسلم  تغيير مكان الجيش ودعا الخبير الإستراتيجي {{ الحباب بن المنذر }} رضي الله عنه

تذكرون هذا الاسم

{{ الحباب }}

الذي اشار على النبي صلى الله عليه وسلم

بتغيير مكان الجيش في {{ بدر }} فكان ذلك سببا من اسباب النصر

واشار على النبي صلى الله عليه وسلم  بتغيير مكان معسكر المسلمين أثناء حصارهم لحصن {{ ناعم }}  في {{ خيبر}}

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا حباب انظر مكاناً مرتفعا مستأخرا عن القوم

فانطلق {{ الحباب }} حتى انتهى الى موضع هو الآن مكان مسجد الطائف، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتحول الجيش الى هذا المكان
___

ثم أمر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ان ينادي أصحابه على هوزان

ان أي عبد من العبيد يخرج الى المسلمين فهو حر

فأخذ الصحابة ينادون

{{ أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر }}

وكان الهدف من ذلك هو حرمان {{ هوازن }} من طاقة هؤلاء العبيد

والحصول على معلومات عسكرية من داخل الحصن

وبالفعل بدء العبيد يفرون من الحصن وينضموا للمسملين، ووصل عددهم الى {{ ٢٣ }} من العبيد

ولكن شددت {{ هوازن }} الحراسة ومنعت هروب العبيد

وبدء النبي صلى الله عليه وسلم يستجوب هؤلاء العبيد، وعلم منهم أن داخل {{ الطائف }} طعام وشراب يكفيان أهلها لمدة سنة على الأقل
____

واستمر حصار الطائف {{ ٤٠ }} يوم
استشهد فيها عدد من الصحابة ، وجرح عدد كبير منهم

وقرر النبي صلى الله عليه وسلم  في رفع الحصار عن الطائف والعودة

فقال بعض الصحابة :_  نرحل ولم يفتح علينا الطائف ؟

فلم يتمسك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، برأيه مثل كل القادة والزعماء في التاريخ كله

فقال لهم :_ فاغدوا على القتال[[ يعني اذا كان الصباح فابدئوا القتال مرة أخرى ]]

فلما جاء الصباح قاتل المسلمون هذا اليوم

واصيب بعض المسلمون ببعض الجروح، فلما انتهى اليوم

قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم :_إنا قافلون غدا إن شاء الله

فقالوا: يا رسول الله، ادع الله على ثقيف

فقال لهم الحبيب :_ نعم ابسطوا أيدكم

فبسط الصحابة ايديهم للدعاء

فرفع يديه صلى الله عليه وسلم وقال {{ اللهم اهد ثقيفا وائت بهم مسلمين }}

سمعتم دعاء نبيكم ؟؟

المبعوث رحمة للعالمين ، الذي جعله الله أسوة لنا الى يوم القيامه

قال تعالى {{  لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}} ولكن لمن ؟؟

{{ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }}
____

واستجاب الله تعالى لدعاء نبيه صلى الله عليه وسلم وأسلمت ثقيف بعد أقل من عام واحد

لأن كل من بقي من القبائل العربية جاء بعد ذلك الى المدينة فبايع النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم

فوجدت {{ هوازن }} أنها لا طاقة لهم بحرب كل من حولهم من العرب، فجاء وفد منهم الى المدينة وأسلم

وحسن اسلامهم بعد ذلك، فبرغم أنهم كانوا آخر العرب اسلاما، فانهم ثبتوا على الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرتدوا كما فعلت بعض القبائل العربية
__
ثم اتجه النبي صلى الله عليه وسلم لتقسيم الغنائم

حيث كانت قد ترك جميع غنائم {{ هوازن }} والتي كانت أكبر وأعظم الغنائم في تاريخ العرب قاطبة، وحدثت عند توزيع الغنائم بعض المواقف نتحدث عنها ان شاء الله

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

04 Nov, 20:00


#هذا_الحبيب_211

#السيرة_النبوية_العطرة

غزوة حنين
___

بعد أن بدا المشركين برمي المسلمين بالسهام
بدأ المسلمون بالهروب و التراجع
ولم يثبت حول النبي صلى الله عليه وسلم  في هذا الموقف العصيب سوى {{ ٩ }} فقط
___

وبينما كان المسلمون يفرون الى الوراء

اندفع النبي صلى الله عليه وسلم  ،  وحده بدابته في اتجاه المشركين
وكان النبي صلى الله عليه وسلم راكبا بغلة قوية اسمها {{ دلدل }} التي اهداه اياه المقوقس

يقول العباس اخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدفع دابته للأمام لا للوراء وهو يقول بأعلى صوته:_

أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب ، هلموا إلي أيها الناس

أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبدالله

فأخذ العباس  يشد لجام بغلة النبي صلى الله عليه وسلم

وكان رجلا جسيما

ليمنع النبي صلى الله عليه وسلم  من الإنطلاق وسط هذه الأمواج من {{ هوازن}}

والنبي يقول :_ انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب [[يعرف بنفسه ]]

والعباس يقول له :_ فداك نفسي لا تعرف بنفسك فأنت بغية القوم [[ يعني هم هدفهم انت ]]

فقام صلى الله عليه وسلم ووقف على دابته ،  و وضع قدميه في ركابها حتى اصبح قائما لا جالسا

وهو ينادي بأعلى صوته {{انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب}}

وكان هذا الموقف هو أعظم مشاهد القتال في التاريخ كله الجيش كله يفر الى الوراء

وقائد الجيش وهو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يندفع في اتجاه العدو فداك ابي وامي يا رسول الله

ويقاتل وحده {{ 20 ألف }} مقاتل، وهو الذي كل هؤلاء الأعداء حريصون على قتله

وكان المشهد يخبر

[[ بأن المسلمون مقبلون على هزيمة مريرة تضيع كل ما حققه المسلمون من انتصارات في السنوات الثمانية السابقة منذ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وتعود بهم الى نقطة الصفر]]

وكان سبب هذه الهزيمة السريعة في بداية المعركة

هو أن الجيش به عدد كبير الذين خرجوا طمعا في الغنائم

وبه عدد كبير من الأعراب الذين لم يستقر الإيمان في قلوبهم ولو كان الجيش من {{ المهاجرين والأنصار}} فقط، لما حدثت هذه الهزيمة

حتى لو كانت أعدادهم أقل بكثير من الأعداد التي خرجوا بها

وكان صلى الله عليه وسلم ، يعلم ذلك ولكنه كان مضطرا لإصطحاب هؤلاء

والسبب ؟؟

حتى يندمجوا مع المسلمين  ولأنه لا يستطيع أن يتركهم في مكة

لأنه لا يضمن أن ينقلبوا عليه بعد أن يترك مكة، أو ينضموا في الحرب ضد المسلمين مع هوازن
_

وأراد النبي صلى الله عليه وسلم في هذه اللحظات الحرجة أن يستخلص المسلمون الصادقون

فصاح النبي صلى الله عليه وسلم  بالعباس عمه، وكان العباس جهير الصوت.

قال:- يا عباس اصرخ يا أصحاب {{ السمرة }} يوم الحديبية

[[يعني يا أصحاب الشجرة التي كانت تحتها بيعة الرضوان في صلح الحديبية ]]

فهؤلاء الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الموت في صلح الحديبية

وهؤلاء الذين فتح بهم {{ خيبر }}

وهؤلاء هم {{ خير أهل الأرض }} في ذلك الوقت

:- يا عباس اصرخ بالمهاجرين الذين بايعوا تحت الشجرة، وبالأنصار الذين آووا ونصروا

فصاح العباس :- يا أنصار الله وأنصار رسوله

يا أصحاب سورة البقرة رسول الله يدعوكم

وخص سورة البقرة لأن فيها قول الله تعالى {{ كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله }}

وسمع المسلمون صوت العباس فأخذوا يجيبونه

يالبيك …  يالبيك

وارتفعت أصوات الصحابة من كل مكان في أرض المعركة يالبيك …. يالبيك

ويصور العباس هذا الموقف فيقول

– فوالله، لكأن عطفتهم  حين سمعوا صوتي عطفة  البقر على أولادها.

[[ عطفتهم اي استجابتهم للنداء يعني تجمعوا بسرعة فور سماعهم صوته كالبقر الذي يدافع عن أولاده الصغار ]]

وكان الرجل منهم  يحاول أن يصل الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على فرسه فلا يستطيع أن يصل اليه بسبب الزحام الشديد والفوضى في أرض المعركة

فكان ينزل من على فرسه، ويتجه الى الصوت، حتى يصل الى  النبي صلى الله عليه وسلم
__

وتجمع حول النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من المهاجرين والأنصار

وكان الصبح قد طلع ورأى الناس بعضهم بعض

وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم  القتال مرة أخرى بهؤلاء المجموعة من الصحابة الكرام ، فاستقبلوا العدو وحملوا عليهم

ثم بدء بقية المسلمون يتجمعون حول النبي صلى الله عليه وسلم ، وعادوا ينظمون صفوفهم

وقال النبي صلى الله عليه وسلم

{{ الآن حمي الوطيس}}

ووقع قتال من أشرس أنواع القتال

وأخذ  بيده الشريفة حفنة من الرمال، وألقاها في وجه {{ هوازن }}

وهو يقول :_ شاهت الوجوه، انهزموا ورب محمد، اللهم نصرك الذي وعدت

يقول العباس :_ فمارأيت أحداً من هوازن إلا يفرك عينيه

وتنزل الملائكة من السماء لتثبيت قلوب المسلمين، كما نزلت في بدر

ورأى المسلمون هذه الملائكة في صورة {{ نمل أسود }}كثير يغطي أجساد المشركين

بينما رأى المشركون من {{ هوازن}}  هذه الملائكة، في هيئة رجال بيض

يرتدون عمائم حمراء أرخوها بين أكتافهم، ويمتطون خيل بلق

لمحة عن سيرة المصطفى

04 Nov, 20:00


[[ يعني هناك سواد وبياض في لونها ]]
فلما رأى المشركون هذه الكتائب أصابهم الرعب
_

وبدأت {{ هوازن }} في الفرار تاركين خلفهم نسائهم وأبنائهم وأموالهم، وتحولت سريعا هزيمة المسلمين في بداية المعركة الى نصر ساحق

وكان فرار {{ هوازن}} في ثلاثة اتجاهات

جزء الى {{أوطاس}}

وهو السهل الذي الى جانب وادي حنين

وجزء الى بلدة {{ نخلة}}

والجزء الأكبر اتجه الى مدينة {{ الطائف}} ومعهم قائدهم {{ مالك بن عوف}}

فاندفع المسلمون خلفهم يطاردونهم حتى يمنعوهم من التجمع مرة أخرى فاتجه بعض الصحابة خلفهم  الى {{ أوطاس }}

والبعض الى {{ نخلة}}

بينما توجه الجيش الرئيسي بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم  الى {{الطائف}}

كانت نتيجة المعركة

{{ ٥ }} فقط من القتلى من المسلمين

مقابل {{ ٧٠ }}   من المشركين، وكانت الغنائم كثيرة جدا، لأن {{ مالك بن عوف}} كما قلنا  كان قد أتى بكل أموال {{هوازن}}

فكانت غنائم {{ حنين }} هي  أكبر وأعظم غنائم تحصل في معركة واحدة في تاريخ العرب قاطبة ، وتبعهم النبي صلى الله عليه وسلم الى الطائف

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

03 Nov, 20:01


وخرج معهم {{ ٢ ألف }} من أهل مكة
فأصبح عدد الجيش { ١٢٠٠٠ }  وهو أكبر عدد في تاريخ المسلمين حتى ذلك الوقت
ولم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بسلاح الجيش الذي فتح به مكة

بل ذهب بنفسه الى أكبر تجار السلاح في مكة، وعلى رأسهم {{ صفوان بن أمية }} و {{ نوفل بن الحارث بن عبد المطلب }}

ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم

وكانا لا يزالان على شركهما حتى ذلك الوقت، وطلب منهما السلاح على سبيل الإستعارة

وقال :_ يا صفوان بلغنا ان عندك سلاح

فقال صفوان بن أمية: _ نعم

قال له النبي :_ اعرنا من سلاحك

فقال صفوان :- أغصبا…يا محمد [[ لانه لم يسلم بعد ]]

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ لا بل عارية مضمونة يردها محمد رسول الله

[[ يعني استعارة سأردها لك، وأضمن في حال ضياعها أن أعوضك عنها ، عارية مضمونة ]]

فاستعار النبي صلى الله عليه وسلم  من {{صفوان }}

١٠٠ درع، ومن {{نوفل بن الحارث }} ألف رمح

وعين صلى الله عليه وسلم ، حراسة مشددة حول مكة، وكل هذه الإجراءات تبين أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، لم يتهاون بهوازن، والرسول يعلم أن المقاتل اذا تهاون بخصمه فهذا معناه هزيمة محققة
__

ومضى النبي صلى الله عليه وسلم بالجيش [[ وكما قلنا الجيش يضم المسلمين وحديثي الاسلام  ]]

فلما مروا بشجر {{ سدرة }} و كان المشركون يعظمونها

ويعلقون عليها أسلحتهم

فقال بعض الناس ممن أسلم حديثا :_ يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط [[ يعني شجرة نعظمها ونعلق عليها سلاحنا نتفائل بها بالنصر ]]

فقال صلى الله عليه وسلم :_ الله اكبر  قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى عليه السلام

{{ اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون }}

قوم موسى عليه السلام مروا على قوم يعبدون تماثيل من البقر بعد أن انجاهم الله من فرعون وشق لهم البحر [[ لسه ثيابهم ما جفت من ماء البحر  ]]

قال تعالى

{{ وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون }}

صار بدهم بقرة يعبدوها ، لذلك عندما استفرد بهم السامري عند ذهاب موسى عليه السلام لميعاد ربه ، صنع لهم عجل لانه كان عارف أنه نفسهم يعبدوا العجل

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن حوله  :_  لتركبن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى إنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه .

[[ صدقت يا حبيبي يا رسول الله ]]
_

ولم يكن كل جيش المسلمين  يحسب حساب لهوازن

وكان المسلمون يظنون أن عددهم كبير ، وقد انتصر المسلمون بأقل من هذه الأعداد بكثير

وبدأ المسلمون يتحدثون عن كثرة أعدادهم، وأن النصر محقق، وقال أكثر من واحد: – لن نهزم اليوم من قلة

ووصلت هذه الكلمة الى مسامع

النبي صلى الله عليه وسلم ، فحزن حزنا شديدا من سماع هذه المقالة ، وظهر هذا الحزن على وجهه صلى الله عليه وسلم ، وكان سبب هذا الحزن أن المسلمون

وقد قالوا هذه الكلمة قد اعتمدوا على الأسباب وليس على رب الأسباب وتوكلوا على أنفسهم وليس على الله تعالى

وقد سجل القرآن العظيم هذا الموقف من بعض المسلمين يوم حنين فقال تعالى في سورة التوبة

{{ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ }}
____

ووصل المسلمون الى وادي {{ حنين }}

في {{ ١٠ شوال }} من السنة الثامنة وهو اليوم الذي ستدور فيه أحداث معركة {{ هوازن }}

وكان وصولهم مع الفجر، ولا تزال هناك بقايا من ظلمة الليل، وكما قال الرواة في {{غبش الصباح}}

[[ والغبش هو بياض الفجر يخالط آخر الليل ]]

وبينما المسلمون ينحدرون في الوادي، وعندما أصبح أكثر الجيش داخل الوادي

أعطى {{ مالك بن عوف }} الى {{ هوازن }} اشارة البدء، فبدئت {{ هوازن }} باطلاق السهام

وأمطروا المسلمين بآلاف من السهام، والمسلمون لا يعرفون مصادر السهام لظلمة المكان واختفاء العدو

فاضطربت صفوف المسلمين، وماج بعضهم في بعض، وبدأ المسلمون في التراجع والفرار
___

ويصف القرآن العظيم هذا المشهد فيقول تعالى في سورة التوبة {{ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ }}

يعني شعر المسلمون أن الصحراء الواسعة أصبحت ضيقة جدا لا تسمح بالفرار
__

يتبع بإذن الله ....

لمحة عن سيرة المصطفى

03 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_210

#السيرة_النبوية_العطرة

معركة حنين
___

لم يمر على فتح مكة في {{ ٢٠ }} رمضان من السنة الثامنة من الهجرة، أيام قليلة حتى وصل للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  أن {{ هوازن }} قد اجتمعت لحرب المسلمين

فمن هي قبيلة هوازن ؟

ولماذا اجتمعت على حرب النبي صلى الله عليه وسلم ؟

قبيلة {{ هوازن }} هي واحدة من أكبر وأشرس قبائل الجزيرة العربية

وهي تضم عددا كبيرا جدا  من القبائل

مثل قبيلة {{ ثقيف }} وهي أكبر قبائل {{ هوازن }}

وكانت أغلب قبائل {{ هوازن }} في الشمال الشرقي من مكة، على بعد حوالي {{ ٢٠ }}  كم من مكة

بينما قبيلة {{ ثقيف }} وحدها اتخذت مدينة {{ الطائف }} في الجنوب الشرقي من مكة

__

فلما رأت {{ هوزان وثقيف }} ان مكة فتحت وان الكثير من قريش اسلموا

تجمعت كل قبائل {{ هوازن}} في جيش واحد، وتحت قيادة واحدة لحرب النبي صلى الله عليه وسلم

وكان قائد هذا التحالف من قبائل {{ هوازن }}

هو {{ مالك بن عوف النصري }} وكان شابا لم يبلغ {{ ٣٠ }} من عمره

ولكنه كان من أشهر فرسان الجزيرة، وكان معروف بخططه العسكرية المميزة

وكان ايضا شاعرا وخطيبا مفوها، وله قدرة فائقة على حشد الناس والتأثير عليهم

____

وبالفعل استطاع {{ مالك بن عوف}} أن يجمع كل قبائل {{هوازن}} في جيش واحد تحت قيادته

وهذا أمر لم يحدث من قبل كما قلنا في تاريخ {{ هوازن }} وهذا يدل على مدى كفائته في حشد الناس والتأثير عليهم  واستطاع أن يجمع تحت قيادته {{ ثقيف}} ومعروف أن {{ثقيف}} هي أعظم قبائل {{ هوازن}} وأكثرها عددا وأقواها جيشا

ومع ذلك قبلت {{ ثقيف }}أن تسير تحت راية {{ مالك بن عوف }}

وهذا يدل أيضا على شدة شعور {{ هوازن}}  بالخطر

واستطاع {{ مالك بن عوف }} أن يحشد من {{ هوازن }} أكثر من {{ 20 ألف مقاتل }}

وهذا أكبر رقم يُجمع في معركة واحدة في تاريخ العرب حتى ذلك الوقت

و قد أمرهم قائدهم بأن يأخذوا معهم كل ماشيتهم و أموالهم و أولادهم و نسائهم

__

لماذا أمرهم بهذا
السبب

لانه يعلم أن المسلمون يقاتلون رغبة في الشهادة، وهذا شيء لا تعرفه العرب

وقد كان العرب في الجاهلية لا يؤمنون بيوم القيامة، ولا بثواب ولا بعقاب بعد الموت

قال تعالى مخبرا عنهم {{ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا }}

فأراد قائدهم  أن يعوض بذلك التصرف هذا التفاوت الكبير بين الروح المعنوية بين الجيشين

أيضا بعض العرب كانت تفعل ذلك، فهو لم يفعل شيء لم يفعله أحد من العرب من قبل
___

وصلت هوازن كما قلنا الى سهل {{ أوطاس }} ونظم

مالك بن عوف ، جيشه تنظيما جيدا، فرتب الجيش في صفوف متوازية

فماذا فعل ؟؟

١_ وضع الخيل في المقدمة

٢_ ثم الرَّجَّالة خلفهم [[ يعني الرجال الذين يمشون على اقدامهم ليس معهم خيل ]]

٣_ثم وضع النساء فوق الإبل خلف الرجال

[[ لكي يوهم المسلمين أن هناك أيضا من الرجال عددا كبيرا فوق الجمال فتزداد الأعداد أمام المسلمين الى الضعف فتضعف بذلك عزائم المسلمين ]]

٤_ ثم جعلوا الإبل صفوفا والبقر والغنم خلف الجيش كي لا يهرب الجيش

ترتيب منظم

حتى إن أنس بن مالك وصف جيش هوازن بقوله متعجبا

{{ فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيت }}

___

ثم ماذا فعل مالك ؟؟

كان {{ مالك بن عوف }} يعرف تماما طبيعة الارض التي اختارها للمعركة

فقام بالليل و وضع الكمائن في قمم الجبال [[ الفخ ]] وفي الشعاب  والمضايق والمنعطفات والأشجار التي على جانبي وادي {{حنين}} وهو وادي منحدر

وهذا الوادي {{ حنين }} هو الوادي الذي سيمر منه المسلمون ليصلوا الى سهل {{ أوطاس }}

وكان وصول {{ هوازن }} الى أرض المعركة قبل المسلمين أمر في صالح {{ هوازن }}

لأنه نشر قواته في الأماكن المناسبة، واحتل المواقع الاستراتيجية في أرض المعركة

[[ تذكرون عندما وصل المسلمون في غزوة بدر الى أرض المعركة قبل قريش كان ذلك من أسباب انتصار المسلمين في بدر ]]

____

وأخذ {{ مالك بن عوف }} يخطب في {{ هوازن }} ويحمسهم، ويقول:_  إن محمدا لم يقاتل قط قبل هذه المرة، وإنما كان يلقى من  لا علم لهم بالحرب فيُنصر عليهم

ثم قال لهم:- إذا أنتم رأيتم القوم فاكسروا جُفون سيوفكم وشُدوا شَّدةَ رجل واحد عليهم

[[وكان العربي اذا كسر غمد سيفه فهذا معناه أنه مصر على الثبات أمام الخصم، حتى النصر أو الموت يعني استميتوا ]]
_

وعندما وصل الى النبي صلى الله عليه وسلم  أن {{هوازن}} قد خرجوا بنسائهم وأبنائهم وأموالهم

قال صلى الله عليه وسلم

{{ تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله }}

وخرج صلى الله عليه وسلم  لقتال {{ هوازن }}

في {{ ٩ شوال }} من السنة الثامنة من الهجرة، أي بعد فتح مكة بـ  {{ ١٩ }} يوم فقط

وخرج جيش المسلمين بكامل طاقتهم العسكرية
فخرج {{ ١٠ آلاف }} مقاتل الذين فتح بهم مكة

لمحة عن سيرة المصطفى

02 Nov, 20:01


#هذا_الحبيب_209

#السيرة_النبوية_العطرة

أحداث متفرقة وقعت بعد فتح مكة ، وتحطيم الأصنام
__

قلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عن قريش

وقال لهم :_ أذهبوا فأنتم الطلقاء

فسمي أهل مكة ، من أسلم منهم بعد الفتح {{ الطلقاء }}

ثم قال صلى الله عليه وسلم

إن مكة حرَّمها الله يوم خلق السماوات والأرض، ولم يحرمها الناس

فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً ،ولا يعضد بها شجرة [[ اي يقطع شجرة ]] فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا: إن الله أذن لرسوله ولم يؤذن لكم [[ أي عن الذين قاتلهم خالد ]]

وإنما أذن لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحُرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد الغائب .

[[ فمكة إذن حرم لا يسفك بها دم اي القتل والصيد

ولا يقطع شجرها وقد جاء العلم الحديث يثبت للناس ان النبات يتألم كما يتألم الانسان إذا ما كسرت منه غصن او نتفت له ورق ]]

ولأن مكة حرمة فلا يؤذى بها انس ولا حيوان ولا نبات

اتم كلماته صلى الله عليه وسلم وهو على باب الكعبة ثم نزل

يستقبل بيعة من يريدون الدخول بالاسلام فتزاحمت قريش تبايعه على الاسلام بعد هذا العفو الكريم

وجلس في صحن الكعبة و وقف بجانبه ابو بكر ، وعمر

وكان علي بين يديه يقدم له الناس افواجاً ، ليبايعوه

__

وكان العباس له شرف {{ السقاية }} أي سقاية الحجيج

والسقاية  كانت حوض ، يوضع فيها الماء العذب لسقاية الحاج، وفي بعض الأوقات كانوا يضعون فيه التمر والزبيب

وبعد فتح مكة

كان لزمزم حوضان

١_حوض بين زمزم والركن يشرب منه الناس

٢_ وحوض من ورائه للوضوء

حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم أراد ان يغترف دلو من زمزم ليشرب منه يوم فتح مكة ، فخشي أن يأخذها المسلمون من بعده سنة ، وتذهب السقاية من العباس ، فطلب من العباس ان يغترف له دلو من زمزم ليشرب


و طلب علي بن أبي طالب رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يحتفظ بمفتاح الكعبة عندما فتح النبي صلى الله عليه وسلم باب الكعبة ودخل لجوفها

فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم وهو في داخل الكعبة

قال تعالى {{ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها }}

فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم

طلب أيضا علي رضي الله عنه من رسول الله أن يجمع لبني هاشم السقاية والسدنة

قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا علي رد المفتاح الى عثمان فقد أنزل الله في شأنك

{{ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها }}

ودعا {{ عثمان بن طلحة }} ورد اليه مفتاح الكعبة

ليس هذا فحسب بل قال له :_خذوها يا بني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم

[[وبسبب هذا التوجيه والتحذير النبوي الكريم، لم يجرؤ أي حاكم أو سلطان على أخذ مفتاح الكعبة من بني أبي طلحة الى اليوم ]]

فلما مات عثمان  انتقلت {{ السدانة }} منه الى أخيه {{شيبة}} ثم توارثها أبناءه الى يومنا هذا

وأصبح العناية بالكعبة لها هيئة تشرف عليها، ولكن ظل المفتاح في يد {{ آل شيبة }} ولا تفتح الكعبة الا بحضورهم الى اليوم
__

ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فاخذ يدعو الله تعالى ويذكره

وحانت صلاة الظهر

فأمر بلال ،  فصعد بلال فوق الكعبة وأذن للصلاة

وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين، ثم ارسل  مناديا ينادي:_ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنماً إلّا كسره
____

وقال {{ أسامة بن زيد }} للرسول صلى الله عليه وسلم :_ ألا تنزل في دارك ؟

فقال النبي صلى الله عليه وسلم له :_ وهل ابقى عقيل لنا دارا

وعقيل هو ابه عمه ابو طالب ، شقيق علي بن ابي طالب

بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم  وهجرة أخوه

{{ علي بن ابي طالب }}

وموت أخوه {{ طالب }} في بدر

واستشهاد أخوه {{جعفر }} في مؤتة

وكان النبي صلى الله عليه وسلم  له حق في هذه الدار، لأنها كانت ملك جده {{ عبد المطلب }}

وكان كل من هاجر من المسلمين باع قريبه داره

فلم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم برد هذه البيوت تأليفا لقلوب من أسلم منهم

ولأنهم هجروها في الله تعالى، فلا يرجعون فيما تركوه في الله تعالى

ثم ضربت خيمة صغيرة للرسول صلى الله عليه وسلم  في {{ الأبطح }}  فنزل فيها وكان معه صلى الله عليه وسلم  زوجتاه {{ أم سلمة وميمونة }} رضي الله عنهما
____

من الذين جائوا بعد فتح مكة الى صلى الله عليه وسلم ليسلموا بين يديه {{أبو قحافة}} والد {{أبو بكر الصديق }}

وكان {{أبو قحافة}} حين فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة، شيخا كبيرا قد تجاوز {{ ٩٠ }} عام

جاء ابو بكر الصديق رضي الله عنه ، ممسكا بيد ابيه ابو قحافة يقوده

فلما رآه المصطفى صلى الله عليه وسلم قال له:

_هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه ؟

فقال أبو بكر: _ يا رسول الله، هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه.
فلما جلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مسح

صلى الله عليه وسلم  على صدره وقال: _ اسلم تسلم

فقال :_ أشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله

لمحة عن سيرة المصطفى

02 Nov, 20:01


فقال ابو بكر :_ والذي بعثك بالحق لإسلام أبي طالب كان أقر لعيني من إسلامه[[ يعني أباه أبا قحافة ]] وذلك أن إسلام أبي طالب كان أقر لعينك

وكان رأس أبي قحافة ولحيته كالثغامة [[ الثغامة نبته جبلية لون زهرتها ابيض فإذا كبرت ويبست اشتد بياضها تشبه الشيب  ]]

فقال: _غيروهما، وجنبوهما السواد وفي رواية {{واجتنبوا السواد }}

إذن يجب صبغ الشعر الشايب ولكن نتجنب الاسود

وقال صلى الله عليه وسلم {{ في آخر الزمان قوم يخضبون بهذا السواد لا يجدون رائحة الجنة}} رواه أبو داود والنسائي

ويقول ابن الجوزي رحمه الله:_ أول من خضب بالسواد فرعون
_

من المواقف التي حدثت بعد فتح مكة

أن {{ أبو سفيان بن حرب }} كان جالسا وهو يحدث نفسه بان يجمع للرسول صلى الله عليه وسلم بعض القبائل لحربه وكانت أحد القبائل الكبيرة لا تزال في عداء مع النبي صلى الله عليه وسلم وهي {{ هوازن }}

فبينما هو كذلك فوجىء بأن صلى الله عليه وسلم  خلفه يضرب على ظهره

وقال:_ إذن يخزيك الله

فرفع {{أبو سفيان}} رأسه، فوجد المصطفى صلى الله عليه وسلم

فقال له:_ أشهد أنك رسول الله
____

و أراد {{ فضالة بن عمير }} قتل النبي صلى الله عليه وسلم

وكان شديد الكراهية للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

فلما كان فتح مكة أظهر الإسلام

ثم حمل سيفه واخفاه بين ملابسه

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت، فأخذ يدنو من النبي صلى الله عليه وسلم فلما اقترب منه

قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ أفضالة ؟

قال: _ نعم ، فضالة يا رسول الله

فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

:_ ماذا كنت تحدث به نفسك ؟؟

فقال: _ لا شيء، كنت أذكر الله

فتبسم صلى الله عليه وسلم  وقال: _ استغفر الله يا فضالة

ثم وضع صلى الله عليه وسلم يده على صدر فضالة

وقال: _ استغفر الله يا فضالة

فسكن قلب فضالة

يقول فضالة: _ فوالذي بعثه بالحق  نبيا ، ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إليَّ منه صلى الله عليه وسلم
_

وأقام النبي صلى الله عليه وسلم في مكة {{ ١٩ }} يوم

وخلال هذه الأيام  أرسل صلى الله عليه وسلم عدد من السرايا لتحطيم الأصنام في المناطق المحيطة بمكة، وذلك لتطهير الجزيرة العربية من رموز الشرك والوثننية، وكانت هذه السرايا اشارة الى أن الجزيرة العربية مقبلة على مرحلة جديدة من التوحيد الإعتقادي والعملي
__

{{ مناة }}

هي أحد الأصنام التي عبدها العرب، وقد كانت طرفا في الثالوث الإلهي، وهم اللات والعزى ومناة

قال تعالى {{ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى }}

وكانت الجزيرة بها كثير من المعبودات، ولكن هؤلاء الثلاثة كانوا اهم المعبودات عند العرب، لأن العرب كانت تعتقد أن هؤلاء الثلاثة بنات الله، وبعض العرب اعتقد أن اللات ومناة بنات العزى

وكانت العرب تعظم جدا صنم {{ مناة }} حتى أنها كانت تحج اليه، وكانت في منطقة على ساحل البحر الأحمر تعرف {{ بالمُشلل }}

فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم

{{ سعد بن زيد الأشهلي }} ومعه {{ ٢٠ }} فارسا في الرابع والعشرين من رمضان لهدم هذا الصنم

ولما انتهى اليها قابله سادنها [[والسادن هو خادم الصنم، كما يمكن أن يطلق الآن على خادم المسجد الحرام، وخادم الكعبة، وخادم المسجد الأقصى]]

فقال له سادن الصنم: _ ماذا تريد ؟

فقال: _ هدم مناة

فقال له: _ أنت وذاك

فلما اقترب منها صاح السادن: _ مناة دونك بعض عصاتك

فأقبل {{سعد بن زيد}} على الصنم فهدمه

كان يعتقد أنه ستصيبه لعنة الآلهة
____

{{ العزى }}

هو أحد أطراف الثالوث الإلهي الذي تكلمنا عنه وهي

اللات والعزى ومناة

والتي ذكرها الله تعالى فقال {{ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى }}

و{{ العزى }}  اسم اشتقوه من اسم الله تعالى {{ العزيز}} ولذلك كانوا يسمون {{عبد العزى }}

وبلغ من تعظيم العرب للعزى أن جعلوا له حرما مثل حرم مكة

وكانت في مكان اسمه {{نخلة}} في شمال شرق مكة

فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد

في {{ ٢٥ }} من رمضان على رأس {{ ٣٠ }} فارسا لهدم هذا الصنم على رؤوس الأشهاد، فوصل اليها خالد فكسر الصنم وهدم البيت الذي كانت فيه وهو يردد

ويقول :_  كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك.
___

{{ سواع }}

وكان من أشهر أصنام العرب، وقد كان يعبد منذ زمن {{ نوح }} عليه السلام

وقد ذكره الله تعالى فقال {{ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعا }} وكان هذا الصنم عند قبيلة {{ هذيل }}

فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم {{ عمرو بن العاص}} لهدمه في رمضان من السنة الثامنة، وكانت على بعد حوالي
{{ ٥ كم }}  من مكة

فلما انتهى اليه {{ عمرو بن العاص }} كان عند الصنم سادن الصنم

فلما رأى السادن الخيول، قال لعمرو بن العاص: _ ما تريد ؟

فقال له عمرو بن العاص: _ أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم  أن أهدمه

فقال السادن: _ لا تقدر على ذلك

قال عمرو: _ لِمَ؟

قال: _ تُمنع

لمحة عن سيرة المصطفى

02 Nov, 20:01


قال له عمرو: _ ويحك ! حتى الآن أنت في الباطل، وهل يسمع أو يبصر؟!

ثم تقدم {{عمرو بن العاص}} فكسره

ثم قال للسادن: _كيف رأيت؟

فقال السادن: – أسلمت لله ، اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله
__

و ارسل النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه لهدم  (  القلس ) و هو صنم قبيلة طيء
و ارسل المغيرة بن شعبة لهدم ( اللات) و هو صنم قبيلة ثقيف


يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

01 Nov, 20:00


#هذا_الحبيب_208

#السيرة_النبوية_العطرة

مسامحة النبي صلى الله عليه وسلم لقريش
____
بعد أن أعطى النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة ل عثمان بن طلحة
ثم خرج من الكعبة، وقريش واقفة تنتظر مصيرها

فأسند يديه على جانبي الباب

وخطب صلى الله عليه وسلم الناس وقال:

– لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده

– يا معشر قريش، إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظّمها بالآباء، الناس من آدم وآدم خُلق من تراب ، ثمّ تلا

{{ يَا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ }}

ثم قال :_يا معشر قريش ويا أهل مكّة ما ترون أنّي فاعل بكم ؟ ؟؟
_

يالها من عبارة

تذكرت قريش بها سجل {{ ٢١ سنة }}

هذا محمد

يتيم ابا طالب الذي كان لقبه فيكم  {{ الصادق الامين }}

من قبل سن البلوغ كان يحمل هذا اللقب

ولما أصبح رجلاً ، احبه الجميع ، وأحتكم الجميع لديه يوم تجديد بناء الكعبة و وضع الحجر الاسود

هذا محمد

التي كانت كفار قريش بعد أن نزل الوحي عليه وكذبوه ، كانت لا تضع أماناتها إلا عنده

هذا محمد

الذي كذبتموه واصطنعتم له الألقاب ، ساحر ، ومجنون ، وكذاب ، وأشر

هذا محمد

الذي حاصرتموه في شعب ابو طالب ٣ سنين ومات الكثير حوله من الجوع ، وكان يسمع بكاء الصغار

هذا محمد

الذي عقدتم مؤتمركم الأول تحت {{ رعاية ابليس}} في دار الندوة واجمعتم على قتله

هذا محمد

الذي اشعتم عنه بين العرب أنه ساحر عظيم

هذا محمد

الذي بعد موت عمه ابو طالب اشتد الايذاء عليه

هذا محمد
الذي خرج حزيناً وحيداً ، مفارق أحب أرض إليه ، وقد قالها يوم الهجرة ودموعه تنهمر على لحيته

{{والله إنك لأحب بقاع الارض إلي ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت }}

هذا محمد

الذي تبعتموه الى غار ثور تلتمسون قتله

هذا محمد

الذي أعلنتم {{ ١٠٠ ناقة}} مكافئة لمن يأتي به حياً او ميتاً

هذا محمد

الذي قاتلتموه يوم {{بدر }} و {{احد }} ويوم {{ الخندق }}

هذا الذي منعتموه بالأمس القريب  ان يعتمر لبيت الله وهو محرم

هذا هو محمد رسول صلى الله عليه وسلم

يقول  لكم الآن ، يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟

فدارت في عقول قريش كل هذه الاحداث

رجل ظُلم و أوذي والآن هو في موقف القوة

حوله {{ ١٠ الاف }} مدجج بالسلاح بأشارة منه لأطاحوا برؤوس قريش كلها
_

يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ وسكت

فأخفضوا رؤوسهم

وقالوا من غير أن يرفعوا رؤوسهم ، مقولة الذليل المسترحم

قالوا: – أخٌ كريم وابن أخ كريم

[[يا حبيبي يارسول الله لما لم تقولوا له هذا الكلام قبل اليوم؟؟ صحيح هو على الحق ولكن الحق يحتاج الى قوة

وقد اثبت الله هذا في القران الكريم ومن شاء فليرد على الله

قال تعالى {{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }}

والقوة لا تعني السلاح فقط قوة الايمان والعقيدة اولاً ، قوة اقتصادية ثانياً ، قوة الاجتماع وتوحيد الكلمة ثالثاً

ثم عطف على ذلك ومن رباط الخيل اي السلاح

لماذا يا رب

{{ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ }}

قالت قريش بلسان واحد :_أخ كريم وابن أخ كريم

فماذا تنتظرون يا قريش من اخ كريم رحيم صاحب الخلق العظيم ؟؟

فرد عليهم بأبتسامة

بأبتسامة الرضا والطمئنينة حتى يطمئنوا بأن الحال يصدق المقال فسبقت ابتسامته مقاله

فقال لهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

صلوا على حبيبكم ، صلوا عليه وسلموا تسليما

قال و هو مبتسم :_ فاني أقول لكم كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء

[[ يعني لن اقتلكم ولن استرقكم ]]

فخرجوا فكأنهم نشروا من القبور

وكان أهل مكة أفضل ما يطمحون اليه هو أن يسترقهم المسلمون

(يسترقهم) : يبصحون عبيداً للمسلمين


يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

31 Oct, 20:01


#هذا_الحبيب_207

#السيرة_النبوية_العطرة

يوم فتح مكة شرفها الله تعالى
__

وقبل ان يدخل مكة صلى الله عليه وسلم ،   قرر دخول مكة بأربعة جيوش أو أربعة كتائب تدخل مكة من اربعة جهات في نفس الوقت

وكانت العرب لاتعرف دخولاً لمكة إلامن المسفلة [[اي الطريق السهلة الرملية ، فلا احد يكلف نفسه ان يصعد جبلاً ثم ينحدر بنفسه نزولا بالوادي  ]]

وذلك حتى يستفيد من التفوق العددي الكبير لجيش المسلمين

وكانت هذه الخطة على بساطتها ضربة قاضية لجيش قريش حيث عجزت عن التجمع ، وضاعت منها أي فرصة للمقاومة

فجعل على رأس أول كتيبة

{{ خالد بن الوليد}} يدخل من أسفل مكة

والثاني

{{ الزبير بن العوام}} يدخل من أعلى مكة من الحجون مع النبي صلى الله عليه وسلم من جهة

والثالث

{{أبو عبيد بن الجراح}} يدخل من جهة أخرى من أعلى مكة  والرابع

{{ سعد بن عبادة}} زعيم الخزرج يدخل من غرب مكة

وعدد الجند  ١٠ الاف

[[ يعني كل ٢٥٠٠ يدخلون من جهة ]]

وكان قد أمر أصحابه صلى الله عليه وسلم :_ أن لا تقاتلوا احداً إلا إذا قاتلكم

[[يعني الذي يقاتلنا نقاتله دفاعا عن النفس ، فهو كان يحب صلى الله عليه وسلم ان يدخل مكة من غير سفك للدماء فهي حرم الله و تعظيما لحرمتها ]]

وجعل النبي صلى الله عليه وسلم ، على رأس ثلاثة كتائب ثلاثة من أهل مكة [[ اي من المهاجرين ]]

وذلك تأليفاً لأهل مكة ، حتى لا يشعرون أنه غزو خارجي وإنما قادة الجيش من أهل مكة أنفسهم

وجعل على كتيبة واحدة ، واحد من الأنصار حتى ينفي عن الجيش صفة العنصرية
___

ودخلت هذه الكتائب من الجهات الاربعة بلا اي مقاومة

إلا باستثناء كتيبة {{ خالد بن الوليد}} حيث تجمع بعض رجال قريش بقيادة {{عكرمة بن ابي جهل وصفوان }} عند جبل اسمه {{الخندمة }}

وقالوا :_ نقاتل حتى نقتل أو نصدهم

وكان فيهم رجل اسمه {{جماش بن قيس }}

كان طوال الليل يعد  سلاحاً له في داره

فقالت له زوجته وكانت مسلمة بالسر

قالت :_ لمن تعد هذا السلاح ؟؟

قال: _ بلغني أن محمداً يريد أن يفتح مكة ويغزوها

قالت له :_ أوبعد ما صنع بخيبر [[ تذكره بحصون خيبر التي لا تقهر كيف دك النبي صلى الله عليه وسلم حصونها دكا ]]

قالت :_ أوبعد ما صنع بخيبر ما صنع ،  يقوم له احد بعد ذلك ، دع عنك هذا ، فلا يقوم لمحمد أحدٌ بعد اليوم

[[يعني ما حدا بيقدر يوقف بوجهه بعد ما هزم اليهود التي لا تقهر حصونها  بخيبر ]]

قال لها :_ فلئن كان لأخدمنك خادما من بعض من أستأسره

[[ يعني اذا انتصرت عليه ، بدي اجبلك من كبار اصحابه خدم عندك ، سمعتوا الغرور ؟؟ ]]

فقالت له:_ والله لكأني بك وقد رجعت تطلب مخبأ أخبئك فيه لو رأيت خيل محمد

[[ يعني سترجع تختبأ عندي ، فانت لم ترى جيش محمد ]]

فلما خرج مع صفوان وعكرمة الى {{ الخندمة }}

وهو أحد الجبال الوعرة

وتصدوا للقوات المتقدمة بالسهام، فأصدر {{خالد بن الوليد}} أوامره بالإنقضاض عليهم

وما هي الا لحظات حتى تشتت هذه القوى وفرت

وهرب {{جماش }} هذا  واخذ يجري  الى منزله

فدخل مرعباً لبيته

وقال لزوجته :_ اغلقي باب البيت ، أما سمعتي ابو سفيان يقول من دخل داره واغلق بابه فهو آمن

[[ من خوفه لم يغلق الباب خلفه ]]

اغلقي الباب

فقالت له وهي تضحك : _فأين الخادم؟

[[اي ألم تعدني ان تحضر لي خدم من اصحابه اين هم ؟!! ]]

فقال لها: دعي عنك [[ علم انها تستهزء به ]]

فقال شعرا

وأنتِ لو أبصرتنا بالخندمة

[[يعني لوكنت معنا وشفتي شو صار بالخندمة ]]

إذ فرّ صفوان وفرّ عكرمة

[[ يعني هؤلاء رجال قريش وابطالها هربوا ، ماذا اكون انا امامهم  اذا هم هربوا وين اروح انا ؟؟]]

واستقبلتنا بالسيوف المسلمة ** يقطعن كل ساعد وجمجمة

ضربا فلا تسمع إلا غمغمة ** لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة

[[ ماسمعنا  غير صوت السلاح والقتل لا تلوميني لاني خايف]]

فضحكت منه وسخرت واغلقت الباب عليه كي يكون في أمان
___

وكان النبي صلى الله عليه وسلم , كما قلنا كان قد نهى عن القتال إلا من قاتلهم
__

وقبل أن يدخل مكة اغتسل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

[[ وهذه سنة ثابتة ان يغتسل الرجل قبل دخول مكة ]]
___

ثم ركب ناقته القصواء  ، وتقدم نحو مكة

فسطع النور المحمدي على اهل مكة من الحجون ، هو على ناقته  والانصار حوله مدججين بالسلاح

وياله من مشهد وياله من يوم ، صلوات ربي وسلامه عليك يا حبيب الله صلوات ربي وسلامه عليك يا خيرخلق الله

{{ محمد رسول الله}} على ناقته القصواء ، بعمامته السوداء إشارة للسيادة والسؤدود

فلما رأى قريش من الاعلى ، وقفت تنظر اإليه

والناس تستشرف لرؤيته

[[والاستشراف هو ان ينظر الرجل من  بعيد ويضع كف يده فوق عينيه  كي يحجب اشعة  الشمس ، ليتمكن من  النظر حتى لا تضرب اشعة الشمس عينيه ]]

فلما رأى قريش من الاعلى والناس تستشرف لرؤيته
طأطأ راسه صلى الله عليه وسلم حتى أن شعر لحيته يكاد يمس ظهر راحلته

[[ ولم يدخلها ممتطياً صهوة جواده كما يفعل القادة الفاتحين ]]

لمحة عن سيرة المصطفى

31 Oct, 20:01


كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

مطأطا راسه ، ساكباً دموعه  ، يتلو كلام ربه يمشي الهوينة

تواضعاً لله تعالى

وهو يتلو قوله تعالى

{{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا }}

فلما وصل للكعبة

واستقبل الحجر الأسود بعصاه

وطاف بالبيت ، وأخذ قوسه وأخذ يدفع به الأصنام حول الكعبة

وهو يقول {{جَاءَ الْحقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إنّ الْبَاطِلَ كانَ زَهُوقاً}}

وكان حول الكعبة {{ ٣٦٠ صنم }}

وسنأتي على ذكر هذه الاصنام بالتفصيل في جزء خاص
__

ثم طاف بالبيت سبعة

ثم جلس النبي صلى الله عليه وسلم  في ناحية من المسجد وأرسل بلالا الى {{ عثمان بن طلحة }} وهو الذي يحمل مفتاح الكعبة

قال :_ له أحضر لرسول الله مفتاح الكعبة

[[والمفتاح ليس معه لانه اسلم  ،وهاجر للمدينة فالمفتاح مع اخوته ]]

فلما جاء عثمان الى بيت أمه لم يجد اخوته

فسأل امه عن المفتاح

فقالت :_ هو معي

قال :_ أعطينيه فقد طلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم

قالت:_  لا والآت لا أعطيك أياه

قال :_ يا أماه إن لم تعطينيه ، أرسل غيري ليأخذه

فقامت و رفعت دكت سروالها واخفت المفتاح هناك

وقالت :_ ليبعث محمد من شاء ، وهل رجل يضع يده ها هنا ؟؟

واستشف صلى الله عليه وسلم بنور النبوة أن عثمان لن يستطيع ان يأتي بالمفتاح

فقال :_ قم يا عمر فأتني بمفتاح الكعبة
فأنطلق عمر

ولماذا عمر ؟؟

لانه الرجل الذي تعرفه قريش وتعرف شدته و يهابه رجال ونساء مكة

فكان جهوري الصوت ، كان اذا صاح بأعلى صوته أرتجت الطرقات بصوته ، كان يفر الشيطان من المكان الذي يكون فيه عمر

فدنى من البيت ونادى بصوته :_ يا عثمان أين المفتاح ؟؟رسول الله بأنتظارك

يقول عثمان :_ فأهتز الدار كأن به رعد

فأخرجت أمي المفتاح

وقالت لي :_  خُذ ، خُذ لا تدع عمر يدخل

فأخذ المفتاح {{ عثمان }} وانطلق به الى رسول الله وهو عند الكعبة
_

فعندما دنى منه ليعطيه المفتاح

تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم قبل عشر سنين عندما أقبل يوما يريد أن يدخل الكعبة مع الناس فأغلظت عليه ونلت منه ، فحلم عني ، ثم قال : «يا عثمان لعلك سترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت” فقلت ، لقد هلكت قريش وذلت . قال : «بل عمرت يومئذ وعزت” ، فأخذته الرهبة فسقط المفتاح من يده

فظلل النبي صلى الله عليه وسلم بثوبه على المفتاح ، ثم انحنى إليه واخذه

ثم قال لعثمان :_ يا عثمان اتذكر يوم قلت لك كيف بك إذا رأيت المفتاح في يدي  ، أضعه انا حيث اشاء

قال :_ نعم يارسول الله

___

فصعد النبي صلى الله عليه وسلم على درج الكعبة

[[وكان لها درج من حجارة واسمنت وازيلت حتى لا تعيق الطواف ]]

ففتح النبي صلى الله عليه وسلم  الكعبة، وأمر بمحو الصور داخل الكعبة، ثم غسلها بماء زمزم ، وصلى داخل الكعبة قيل ركعتين وقيل ثماني ركع

ثم أعطى المفتاح إلى عثمان بن طلحة وقال : "" خذوها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم ""
و إلى يومنا هذا مفتاح الكعبة مع بنو شيبة لا تفتح الكعبة الا بإذنهم
____

يتبع بإذن الله ..

لمحة عن سيرة المصطفى

29 Oct, 20:01


#هذا_الحبيب_205

#السيرة_النبوية_العطرة

استعداد جيش المسلمين لدخول مكة
( الجزء الأول )
_

قلنا أن قريش نقضت  صلح {{ الحديبية }} واعتدت على قبيلة {{خزاعة}} وهي في حلف النبي صلى الله عليه وسلم

وقرر النبي صلى الله عليه وسلم  الخروج لفتح مكة

وأعلن للصحابة وجهته وانه يريد فتح مكة
___

وخرج صلى الله عليه وسلم  من المدينة بجيش قوامه

{{ ١٠ آلاف مقاتل }} مدجج بالسلاح

الله الله ، ما أجمل دين الله

الله الله ، ما أعظم كلام الله

{{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }}

سبحانك ما أعظمك ، سبحانك ما أجملك ، سبحانك ربي سبحانك

لقد هاجر الى المدينة صلى الله عليه وسلم قبل {{ ٨ سنوات إلا ٣ أشهر }}

وحده بصحبة الصديق ومطارد في الطريق ، واليوم يرجع الى مكة على رأس{{ ١٠ آلاف }} موحد بالله لو أمرهم أن يزيلوا الجبال لأزالوها ، هكذا من صدق الله

لم تشهد الجزيرة هذا العدد الكبير من الجيش الا جيش أبرهة في عام الفيل وهو العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم  قبل الهجرة بخمسين عاما، ثم في غزوة الأحزاب في السنة الخامسة من الهجرة

وكان قوام الجيش من أهل المدينة من المهاجرين والأنصار

{{ ٧٠٠ من المهاجرين }}

{{ ٤ آلاف من الانصار }} اهل المدينة

والبقية من القبائل العربية التي دخلت الإسلام

وجاءت الى المدينة للإنضمام الى الجيش استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، أو لحقت بالجيش وهو في طريقه من المدينة الى مكة

وكان خروج الجيش من المدينة في {{ رمضان }} من السنة الثامنة  من الهجرة

وكان النبي صلى الله عليه وسلم  صائما والجيش كله صائما، حتى اذا وصلوا الى موضع اسمه {{ الكديد}}

أفطر النبي صلى الله عليه وسلم،  فأفطر المسلمون

وظل النبي صلى الله عليه وسلم يفطر حتى دخل مكة

وقد أخذ الفقهاء من ذلك أن المسافر له أن يصوم وله أن يفطر
___

في ذلك الوقت كانت قريش لا تعلم شيئا عن تحركات المسلمين،

وقد أعمى الله الأخبار عن قريش إجابة لدعائه صلى الله عليه وسلم ، فلم يعلموا بوصوله إليهم، ولم يبلغهم حرف واحد من مسيره إليهم

وفي هذه الأثناء خرج {{العباس بن عبد المطلب}} عم النبي صلى الله عليه وسلم ، بأهله من مكة مهاجرا الى المدينة، وكان {{ العباس }} قد أسلم منذ {{ بدر }} في السنة الثانية من الهجرة

ولكنه لم يهاجر منذ ذلك التاريخ ولمدة {{ ٦ سنوات }} بالرغم من أن الهجرة قبل فتح مكة كان فرضا ، لأنه كان عيناً للنبي صلى الله عليه وسلم في مكة

فكان {{ العباس}} هو آخر من هاجر من المسلمين، فقابل {{العباس}} جيش المسلمين في منطقة {{ الجحفة }} وسر به النبي صلى الله عليه وسلم ،  وانضم {{ العباس}} الى جيش المسلمين المتجه لفتح مكة ،  وأرسل أهله وثقله إلى المدينة
____

فلما وصل صلى الله عليه وسلم  الى {{ مَرُّ الظهران }} وهو وادٍ في شمال مكة

يبعد عن مكة {{ ٢٢ كم }} فعسكر الجيش هناك

وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ،  الجيش بأن يوقد كل منهم نارا

فأوقدوا عشرة آلاف نار، حتى اذا رأتهم عيون قريش تصيبهم الرهبة من الجيش، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم قائد الحرس هو {{ عمر بن الخطاب}}
_

وكان {{ العباس }} عندما راى جيش المسلمين وكثرتهم

علم أن قريش لا قبل لها بهذا الجيش

وعلم أنه اذا وقع قتال فسيتم سحق قريش تماما

وأشفق {{ العباس بن عبد المطلب}} على قريش

فركب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم  واتجه الى مكة، حتى يقنع قريش بأن تستسلم وأن تطلب الأمان من النبي صلى الله عليه وسلم
__

وفي ذلك الوقت كان قد خرج من مكة

١_ أبو سفيان بن حرب

٢_و حكيم بن حزام

٣_ و بديل بن ورقاء

يلتمسون الأخبار بأنفسهم، فلما رأوا النيران

قال أبو سفيان :_ما رأيت كالليلة نيرانا قط ولا عسكرا ، هذه النيران كنيران عرفة

فقال بديل:_ هذه والله خزاعة حمشتها الحرب [[ أي حمستها الحرب لتنتقم وتأخذ الثأر ]]

فسمع أصواتهم من بعيد {{ العباس بن عبد المطلب }}

فعرفهم

فنادى {{العباس }} بأعلى صوته على {{ أبو سفيان}}

وقال :_ يا أبا حنظلة [[ أبا حنظلة هو كنية أبو سفيان لأن ابنه الأكبر هو حنظلة وقد قتل يوم بدر كافرا ]]

فقال أبو سفيان: _أبا الفضل ؟

قال العباس: _ نعم

ويحك يا أبا سفيان !

هذا رسول الله في الناس ، على رأس عشرة ٱلاف مدجج بالسلاح،  يا ويل قريش والله ، واصباح قريش

[[ يعني خربت دياركم لن يصبحكم الله بخير ]]

قال أبو سفيان:_ فما الحيلة يا ابا الفضل  ؟
قال العباس: _ اتسأل المشورة هذا الليلة يا ابا حنظلة ؟؟

والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك، فاركب خلفي على هذه البغلة، حتى آتي بك رسول الله فأستأمنه لك

فركب {{ أبو سفيان}} خلف {{ العباس}} على بغلة رسول الله صلى الله عليه ورجع حكيم و بديل
___

وعاد {{ العباس}} الى معسكر المسلمين

فكلما مر على أحد من المسلمين

لمحة عن سيرة المصطفى

29 Oct, 20:01


قال :_ من هذا ؟؟
فاذا اقترب قالوا {{ عم رسول الله على بغلته }} فيتركوه حتى مر على قائد الحرس {{عمر بن الخطاب}}

فقال :_من هذا ؟؟ ثم قام فنظر

فرأى أبو سفيان فقال:_ أبو سفيان عدو الله، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد

[[ كان قتل سيد قريش قبل بدء المعركة مكسب كبير للمسلمين يمكن أن يحسم المعركة، ولذلك أراد عمر أن يقتل أبو سفيان وقد جاء بعد نقض العهد، بينما لم يفعل ذلك عندما جاء أبو سفيان الى المدينة، لأن أبو سفيان جاء سفيرا لقريش، ولذلك قال عمر الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد، مافي شي يمنعني من قتلك الآن ]]

ثم أخذ عمر يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم

ودخل عليه وقال: _ يا رسول الله، هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد، فدعني فلأضرب عنقه

فقال العباس: _ يا رسول الله، إني قد أجرته

فأصر {{عمر }} على قتل {{ أبو سفيان }} وأخذ يتحدث الى الرسول صلى الله عليه وسلم  في ذلك

و {{ العباس }} يرد على عمر

والنبي صلى الله عليه وسلم  لا يرد عليهما

يقول العباس: _ فلما أكثر عمر في شأنه ومجادلته

قال العباس :_  مهلا يا عمر فوالله لو كان {{أبو سفيان}} من بني عدي [[ اي لو كان من قبيلتك يا عمر ]] ما قلت هذا

ولكن لأنه من {{ بني عبد مناف}}

[[كان العباس لا يزال متأثرا بالجاهلية، ولم تكن قضية الولاء للمسلمين والبراء من المشركين واضحة في ذهنه ]]

فأراد عمر أن يعطيه درسا هاما في الولاء والبراء

وقال له:_ مهلاً يا عباس، فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم

وما ذاك الا أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من إسلام الخطاب لو أسلم

ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم للعباس:

– اذهب به يا عباس الى رحلك فاذا أصبحت فأتني به

النبي صلى الله عليه وسلم يريد لابي سفيان أن يسلم

كيف لا ؟؟ وهو الذي ارسله الله رحمة للعالمين ، وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم

{{ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }}

ليس فقط اخوك بالدين ، واخوك في الانسانية أيضا ، ألسنا كلنا من آدم ، وعدونا واحد وهو أبليس ، اليس من واجبك إذا هداك الله وأنار قلبك ، أن تتمنى هذه الهداية لجميع خلق الله على الإطلاق
_

وسبحان الله ومن حكمته صلى الله عليه وسلم أراد أن يرى ابو سفيان حال المسلمين

فذهب مع العباس ، ونظر ابو سفيان للصحابة منهم من قام يصلي ، ومنهم من يقرأ القرآن ، ومنهم من قام يناجي ربه

فلما صار وقت الفجر

قام بلال يأذن للصلاة ، وثار الناس ، وهرعوا للصلاة

فهذا التحرك من الصحابة لصلاة الفجر أرعب أبو سفيان

ففزع أبو سفيان وقال للعباس :_  يا أبا الفضل ما يريدون ؟ هل أمر محمد بشيء ؟ !!

قال :_ لا يا ابا حنظلة أنها صلاة الفجر

قال :_ كم مرة تصلون باليوم

قال :_ خمس مرات وهذه صلاة الفجر هي اقربها لمرضاة الله واخذ يخبره عن فضلها

فقام ابو سفيان ينظر فرأى

الصحابة يتلقون وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتبادرون لخدمته ، وثم رآهم يركعون إذا ركع ويسجدون إذا سجد

فقال للعباس: _ يا عباس ما يأمرهم بشيء إلا فعلوه ؟!!!

فقال له العباس:_ لو نهاهم عن الطعام والشراب لأطاعوه

فقال ابو سفيان : _ ما رأيت مُلكاً مثل هذه الليلة ، و لا ملك كسرى ولا ملك قيصر ، ولا ملك بني الأصفر ، لقد اصبح ملك ابن اخيك عظيماً

فقال له :_ إنها النبوة يا ابا سفيان ، وليست الملك

قال :_ نعم هو ذاك
___

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

28 Oct, 20:01


#هذا_الحبيب_204

#السيرة_النبوية_العطرة

محاولة قريش تمديد الصلح
___

وخرج {{ أبو سفيان }} من عند {{ عمر }}

واتجه الى {{ علي بن ابي طالب }} ودخل عليه في بيته، وكانت معه زوجته السيدة {{ فاطمة }}
فقال أبو سفيان لعلي:

– يا علي، إنك أَمَسُّ القوم بي رحماً ، وأقربهم مني قرابة، وقد جئت في حاجة، فاشفع لي الى محمد

فقال علي بن ابي طالب:_ ويحك يا أبا سفيان ! والله إذا عزم رسول الله  على أمرٍ ما نستطيع أن نكلمه فيه

فقال :_ أليس عندكم من قِرا [[ يعني ضيافة قدمولي شي اشربه ]] فأحضرت له السيدة فاطمة الضيافة

وكان {{ الحسن }}  طفلا صغيرا ، يلعب في البيت

فأراد {{ أبو سفيان }} أن يتلطف الى السيدة فاطمة لعله تشفع له، وهو يعلم حب النبي صلى الله عليه وسلم  لها

فقال للسيدة فاطمة:_يا بنت محمد ، هل لك أن تأمري بُنيك هذا فيُجير بين الناس ،ارفعي ولدك هذا ، وقولي قد أجار الحسن بن علي ، فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر؟

ولكن السيدة {{فاطمة}} تجاهلت مزاحه وقالت في وقارها:_

والله ما بلغ بُني ذلك أن يجير بين الناس، وما يجير أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأسقط في يد أبو سفيان وقال: _يا أبا الحسن، إني أرى الأمور قد اشتدت عليَّ والأبواب كلها قد سدت فانصحني

فقال له علي: _والله يا أبا حنظلة لا أعلم شيئا يغني عنك، ولكنك انت سيد بني كنانة، فقم فأَجِر بين الناس، ثم الحق بأرضك.

فقال أبو سفيان:  أوترى ذلك مُغنياً عني شيئاً؟

قال علي بن أبي طالب: _ لا والله ما أظن، ولكن لا أجد لك غير ذلك

فقام {{أبا سفيان}} ودخل المسجد وقال: _يا أيها الناس، إني قد أَجرت بين الناس

فلم يرد على {{ أبو سفيان}}  أحد ولم يلتفت اليه أحد
__

ورجع أبو سفيان إلى مكة، وهو يعلم أنه قد فشل في أداء مهمته

وقال له أشراف مكة: – ما وراءك؟

فقال أبو سفيان:

– جئت محمدا فكلمته، فوالله ما رد علي شيئا، ثم جئت ابن أبي قحافة، فوالله ما وجدت فيه خيرا، ثم جئت عمر فوجدته أدنى العدو، ثم جئت عليا فوجدته ألين القوم، وقد أشار علي بأمر صنعته، فوالله ما أدري هل يغني عني شيئا أم لا؟

فقالوا: – فبماذا أمرك؟

فقال: – أمرني أن أُجير بين الناس ، ففعلت.

قالوا: – فهل أجاز ذلك محمد ؟

قال: – لا

قالوا: – ويحك! ما زادك الرجل على أن لعب بك.

فقال أبو سفيان: – لا والله ما وجدتُ غير ذلك
____

وعلمت أن قيام النبي صلى الله عليه وسلم بغزو مكة أمر محتمل ووارد

أمر النبي صلى الله عليه وسلم  الجيش بالإستعداد ، وأمر بالمسلمين من القبائل خارج المدينة أن يتجمعوا في المدينة

وكما هي عادة النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يخبر أحدا أين وجهته

{{ استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان }}

وكان صلى الله عليه وسلم  شديد الحرص على كتم خبر خروج الجيش الى مكة

لأنه صلى الله عليه وسلم ، كان يريد ويخطط لدخول مكة بلا قتال، وسفك دماء بالحرم
فكان يريد أن يستخدم كل عوامل القوة حتى يصل بقريش الى الإستسلام

ومن عوامل القوة هو مفاجأة العدو، وكان صلى الله عليه وسلم  يقول في دعائه {{اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها }}

كذلك كانت هناك وحدات صغيرة بقيادة عمر بن الخطاب

تقف على مداخل المدينة [[ نسميه حاجز هويتك وين رايح وين كنت ، تحقق في الداخلين والخارجين من المدينة المنورة ]]

وتتحفظ على من سلك طريق المدينة مكة، وذلك حتى يحول دون حصول قريش على أي معلومات عن تجهيزات المسلمين

___

وبرغم ذلك فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم  مضطرا الى أن يقول هذا السر لكبار الصحابة ، و صحابته المقربين الذين طلب منهم مهمات عسكرية محددة

ومن هؤلاء الذين علموا  بنيته في فتح مكة {{ حاطب بن ابي بلتعة }} رضي الله عنه

و {{ حاطب بن ابي بلتعة }} كان عمره في ذلك الوقت

{{ ٤٣ عام}} أي أنه في سن اكتمال الرجولة، وهو من المهاجرين

ومن الذين اشتركوا في بدر وثبت مع النبي في أحد

كما شهد الخندق والحديبية

وهو الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم الى المقوقس حاكم مصر

ودار بينهما حوارات طويلة

حتى قال له المقوقس في النهاية :_أنت حكيم جئت من عند حكيم
_
ولكن في لحظة من لحظات الضعف الإنساني والصحابة ليسوا بمعصومين ، فلكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة

وهذا الصحابي الجليل ، كانت له ذلة ولكنها غير قادحة بإيمانه

فقرر {{ حاطب }}

أن يفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن يخبر قريشا بقدوم النبي  اليهم

وكان السبب

أن {{ حاطب }} كان له بمكة بعض أهل بيته، وكانت له تجارة في قريش، وكان {{ حاطب }} يعاني من ايذاء قريش له في أهله وماله في مكة

فأراد {{ حاطب }} أن يؤدي لأهل مكة خدمة، حتى لا يؤذونه في أهل بيته ولا في تجارته

لمحة عن سيرة المصطفى

28 Oct, 20:01


يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ }}

ونلاحظ ان الله عزوجل بهذه الآية يشهد لحاطب بالأيمان
{{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة}}

إذن وصفه بالايمان وقوله عدوي وعدوكم أي يا حاطب اعدائي هم اعدائك لأنك من أهل الله وخاصته فأنت مع الله ورسوله وعباده الصالحين

ثم دعى النبي صلى الله عليه وسلم ربه مرة أخرى

{{ اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها }}

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

28 Oct, 20:01


فكتب {{ حاطب }} الى أهل مكة كتابا أخبرهم فيه بمسير النبي صلى الله عليه وسلم اليهم
وأعطى {{ حاطب }} هذه الرسالة الى امرأة في المدينة كانت تنوي السفر لمكة
وكانت قد قدمت المدينة تشكو الحاجة
فأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم عرض عليها الإسلام فرفضت، وقبل منها النبي صلى الله عليه وسلم  أن تظل بالمدينة على كفرها
_

فأعطى {{ حاطب }} الرسالة الى هذه المرأة، وأعطاها مبلغا من المال على أن تبلغ هذه الرسالة الى قريش

وقال لها: _ اخفيه ما استطعت، ولا تمري على الطريق، فإن عليه حرسا

فخرجت فسلكت غير الطريق ،  وجعلت الكتاب في قرون رأسها [[ أي ضفائر شعرها  خوفا أن يطلع عليه أحد]]

وهي لا تعلم مضمون الكتاب

ولبست لباسها وكان لباسهن مسلمات وغير مسلمات احتشام كامل

واتجهت نحو مكة وعندما رأى الحرس امراة تركب دابة لم يلتفتوا اليها فليس لهم شأن بها فتركوها

فهبط جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بما صنع حاطب

فقال النبي :_قم يا علي  والزبير وطلحة والمقداد، و أدركا امرأة بمحل كذا، قد كتب معها حاطب بكتاب إلى قريش يحذرهم ما قد أجمعنا له في أمرهم

فخذوه منها وخلوا سبيلها، فإن أبت فاضربوا عنقها

فخرجوا مسرعين خلفها ، حتى أدركوها في ذلك المحل الذي ذكره

فقالا لها:_ أين الكتاب؟

فحلفت بالله ما معها من كتاب، فاستنزلاها وفتشاها والتمسا في رحلها فلم يجدا شيئا

فقال لها علي :_ إني أحلف بالله ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم قط ولا كذبنا، ولتخرجن هذا الكتاب

قالت :_ اعطيكم الكتاب ، ولكن اصرفوا وجوهكم عني

فأعرضوا بالنظر عنها

فكشفت شعرها ،و حلت قرون شعرها ، واستخرجت الكتاب منه ، فأخذ علي الكتاب منها ثم تركوها وانصرفوا
__

ورجعوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس بين اصحابه

فقال :_ اقرأ الكتاب يا  علي [[ وكان علي قارئ   ]] وحاطب يجلس بين الناس

فقرأ علي :_

{{ من حاطب ،  فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قد توجه إليكم بجيش كالليل، يسير كالسيل، وأقسم بالله لو سار إليكم وحده لينصرنه الله تعالى عليكم، فإنه منجز له ما وعده فيكم، فإن الله تعالى ناصره ووليه }}

فنظر النبي صلى الله عليه وسلم  لحاطب

وقال له :_ ماهذا يا حاطب ؟ !!

فقال حاطب:_ بأبي وأمي انت  يارسول الله ، والله ماكفرت منذ ان آمنت ، ولكن امهلني حتى اقول لك

قال :_ قل

قال :_ يا رسول الله، لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش [[يعني حليفا لقريش مش من قريش ]]

وليس احد  من اصحابك  من المهاجرين إلا ولهم قرابات يحمون بها أهليهم وأمواله، فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم، أن اتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام

فقال النبي :_ أما أنه فقد صدقكم

[[كان ما فعله حاطب رضي الله عنه جريمة شنعاء، وبتعبير العصر فهي خيانة عظمى، لأنه أفشى سرا عسكريا خطيرا كان يمكن أن يعرض الجيش الإسلامي كله لخطر عظيم

ولذلك فان {{ عمر بن الخطاب }} لم يقنعه ما قاله حاطب، فهو بذلك يحمي أهله على حساب جيش بالكامل ]]

ولذلك قال عمر:_ يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:_ لا يا عمر ومن قال لك انه منافق ، انسيت انه بدري [[ نعم حاطب شهد بدر ]]

انسيت انه بدري ، ومايدريك يا عمر أن الله تجلى واطلع  على أصحاب بدر يوم بدر

فقال:_ قد رضيت عنكم فأفعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم

يقول عمر :_ فما بقي بدري في المسجد ٱلا وجهش [[ اي بكى ]]

ثم اكب حاطب على يدي النبي صلى الله عليه يقلبهما ويبكي ويقول :_ والله لم انافق يا رسول الله

والنبي يقول له :_ وانا اشهد
__

فالرسول صلى الله عليه  لم يعفو عن حاطب فقط، وانما أيضا رفع من قدره أمام المسلمين، لأن حاطب قدم تضحيات كثيرة، وله رصيد عند النبي صلى الله عليه وسلم

فليس معنى أنه أخطأ مرة أن ينسى له النبي صلى الله عليه وسلم ما قدمه من قبل

و الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، لا يريد أن يكون عونا للشيطان على {{حاطب}} فالمسلم عندما يكون صالحا ويرتكب ذنبا يوسوس اليه الشيطان أنه قد أضاع كل شيء ويحبطه عن التوبة

و النبي صلى الله عليه وسلم  لا يريد لحاطب أن يسقط في هذه الدائرة، بل على العكس يريد أن يأخذ بيده حتى يخرج به من هذه الأزمة

والبطولة هي أن تأخذ بيد المخطىء وتصلحه لا أن تسحقه
____

وقد سجل القرآن العظيم هذا الموقف لحاطب بن أبي بلتعة في أول سورة الممتحنة، يقول تعالى

{{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ

لمحة عن سيرة المصطفى

27 Oct, 20:00


#هذا_الحبيب_203

#السيرة_النبوية_العطرة

قرار فتح مكة
___

بعد نقض قريش صلح {{ الحديبية }}

قرر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يقوم بغزو مكة

وسبحان الله العظيم إذا أراد امراً ، يهيئ له الأسباب

جاء نقض الصلح من قريش في هذا الوقت

فمكة بيت الله الحرام، ولا يجوز أن تكون تحت حكم المشركين

ولا يجوز أن تكون هناك أصنام حول الكعبة

ولا يجوز أن يطوف البعض بالبيت عرايا

ولا يجوز أن يكون في مكة بيوت دعارة، وهناك بصفة عامة أوضاع كثيرة غير مقبولة في مكة

كما أن مكة لها مكانتها  المعروفة بين العرب

فلو فتحها المسلمون لدخلت {{ الجزيرة العربية }} كلها في الإسلام

وهذا ما حدث بالفعل كما قال تعالى

{{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا }}

و غدر قريش ونقضهم صلح الحديبية أمر قد لا يتكرر مرة أخرى

لأن قريش تعلم جيدا أن موازين القوى أصبحت في ذلك الوقت  في صالح المسلمين تماما ، وكان هذا الإعتداء من جانبهم على خزاعة تهورا وتصرفا أحمقا غير مبرر

فهم ليسوا على عداوة مع {{ خزاعة }} بالأصل

ولا هم علاقتهم بهذه القوة مع {{ بنو بكر }} ولو تكرر هذا الموقف مائة مرة لما تهورت قريش وأقدمت على ما هي اقدمت عليه

ولو لم تنقض قريش الصلح ، كان يجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن ينتظر {{ ٨ }} سنوات أخرى 

وهي المدة الباقية من صلح الحديبية،  لأن المسلمون يحترمون تعاهداتهم، ولا يمكن أن ينقض الرسول صلى الله عليه وسلم العهد ابدا

فقرر النبي صلى الله عليه وسلم غزو مكة ، ولكنه لم يخبر احدا
__

نرجع لقريش

ومثل ما يقول العوام من الناس [[ راحت السكرة وجاءت  الفكرة يعني جاء العقل بعد الجنون ]]

وأخذت {{ قريش }} تبحث عن حل للمشكلة التي أوقعت نفسها فيها

فقالوا :_ ما فعلناه إن بلغ محمداً ، فهو نقض للصلح فما العمل ؟؟

قريش خائفة لنقضهم الصلح مع المسملين

والسبب

هي تعلم  جيدا أنها الآن أضعف بكثير من المسلمين

وتعلم جيدا أنه اذا كانت القوة  متعادلة بين الفريقين في السنة السادسة من الهجرة، عند توقيع صلح الحديبية

فان القوة الآن في صالح المسلمين بعد عامين فقط في السنة الثامنة من الهجرة

فقد رأت قريش أن المسلمون قد انتصروا بعد {{الحديبية }} في معركتين من أصعب المعارك

وهما {{ خيبر }} و {{ مؤتة }}

{{ خيبر }} بحصونها وكثرة مقاتليها أقوى من قريش

وفي {{ مؤتة }} ثبت المسلمون أمام جيش الإمبراطورية الرومانية

وتعلم قريش أن الجيش الإسلامي مدرب تدريبا جيدا، لكثرة المعارك التي خاضها في فترة قصيرة جدا، وتعلم أن الروح المعنوية للجيش مرتفعة جدا

من جهة أخرى تضاعفت أعداد المسلمين في هذه الفترة من الزمن

ودخلت كثير من القبائل بل والممالك في الإسلام

فاليمن دخلت في الإسلام

وعمان دخلت في الإسلام، ودخلت كثير من القبائل في حلف النبي صلى الله عليه وسلم

بينما أحلاف قريش قليلة جدا وغير قوية، وتكاد تكون محصورة في ذلك الوقت في {{ بنى بكر }} فقط

شيء آخر وهو تناقص أعداء المسلمين ، وضعفت شوكتهم، فاليهود انتهى خطرهم تماما

و {{ غطفان }} التي كانت القوة الأكبر في حصار المدينة في الأحزاب انتهى خطرها كذلك وجاءت وفودها تعلن الإسلام
_

كانت قريش تعلم كل ذلك ، ولذلك اجتمعت قريش لتبحث عن حل لهذه المشكلة التي أوقعت نفسها فيها

وهي نقضها لبنود صلح {{ الحديبية }} وبالتالي احتمال دخولها في حرب جديدة مع المسملين، بل وغزو المسلمين لمكة

وقررت قريش في هذا الإجتماع أن ترسل {{ ابو سفيان بن حرب }}

فقالوا له: ما لها سواك يا أبا سفيان ، اخرج إلى محمد فكلمه في تجديد العهد وزيادة المدة

وكانت بنته زوجة النبي {{ ام حبيبة رملة بنت ابو سفيان  رضي الله عنها }}

قالوا له :_ تذهب لزيارة ابنتك ، ومن خلالها تصل لمحمد وأطلب إليه أن يشد بالعهد ويزيد في المدة

وخرج ابو سفيان وحده لتجديد العهد،  وطلب مد مدة الهدنة

سيد قريش يقوم بهذه المهمة بنفسه؟؟!!!

كان هذا  تنازل كبير عن كرامة قريش وكبرائها

وهذه هي أول مرة في تاريخ قريش تقدم فيه مثل هذا التنازل

ولكن قريش رأت أن تقدم هذا التنازل وتخسر هذه الخسارة خير لها ألف مرة من خسارة أكبر كثيرا ، لو قام المسلمون بغزو مكة، وهذا يدل على مدى الرعب والرهبة الذي كانت فيه قريش من المسلمين
__

انطلق {{ أبو سفيان }} من {{ مكة }}

ووصل أبو سفيان الى المدينة، وكان عمره في ذلك الوقت

{{ ٧٠ عاما }}

واتجه أول الأمر الى ابنته {{ أم حبيبة }} زوجة النبي صلى الله عليه وسلم

وقلنا من قبل ان النبي صلى الله عليه وسلم

كان قد تزوجها منذ عام واحد في السنة {{ السابعة من الهجرة }} وهي بالحبشة

وكانت {{ أم حبيبة ، رملة بنت أبي سفيان }} من اوائل المسلمين الذين أسلموا في مكة وهاجرات للحبشة

وذكرنا قصتها بالتفصيل

وأبو سفيان له {{ ١٧ }} من الابناء

لمحة عن سيرة المصطفى

27 Oct, 20:00


{{ ١٠ }} من البنات و {{ ٧ }} من الأولاد
منهم ولده الأكبر {{ حنظلة }} قتل في بدر كافرا
فأبو سفيان لقب ، أما كنيته الحقيقية {{ أبو حنظلة }}

ومن ابناءه {{ معاوية بن ابي سفيان }} الذي أصبح خليفة المسلمين

طرق باب حجرة بنته {{ أم حبيبة }} رضي الله عنها

فلما فتحت نظرت الى أبيها

وكان هذا اللقاء بعد غياب {{ ١٦ سنة }}

فكان {{ أبو سفيان }} يعتقد من {{أم حبيبة}} استقبالاً حافلاً ولكن {{ أم حبيبة }}

نظرت إلى ابوها سيد قريش ، ولكنه عدو لرسول الله

فسكتت ولم تتكلم وحارت بأمرها

فأراد ابوها أن يفك هذه الحيرة فدخل من دون أن تقول له ادخل

ولما ان أراد أن يجلس على الفراش الوحيد في الغرفة، وهو فراش النبي صلى الله عليه وسلم ، اذا بها تسرع وتطوي الفراش حتى لا يجلس عليه أبوها

فتعجب وكانت صدمة له ، فأراد ان يخرج من هذا الحرج

وقال لها بلطف :_ يا بنية ، ما أدري أرغبتِ بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟!

[[ يعني لم تجلسيني على الفراش لأني رجل عظيم لا يصح أن أجلس على هذا الفراش المتواضع، أم أنا أقل من أن أجلس على هذا الفراش ]]

وانظروا ما أجمل الإيمان بالله عندما يكون صادقاً لا يعرف المداهنة ، حتى ولو كان ابوها

قال تعالى {{ لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ }}

:_يا بنية ، ما أدري أرغبتِ بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟!

فقالت له أم حبيبة في صلابة وجفاء واضح

:_ هو فراش رسول الله، وأنت مشرك ، فلم أحب أن تجلس على فراشه

[[فصدم أبو سفيان من رد ابنته ودارت الأرض به ]]

وقال: _ يا بنية، والله لقد أصابك بعدي شرٌّ كبير

قالت :_ بل أصابني الخير الكثير وهداني الله تعالى للإسلام وأنت تعبد حجرا لا يسمع ولا يبصر، واعجب منك يا أبتِ وأنت سيد قريش وكبيرها

قال :_أأترك ما كان يعبد آبائي وأتبع دين محمد؟

[[إذا كان هذا جوابها عندما أراد أن يجلس فكيف لو أراد أن يناقشها بأمور أخرى ]]

فتركها وخرج
_

واتجه {{ أبو سفيان}}  إلى المبعوث رحمة للعالمين ، اتجه إلى صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم

فدخل إلى مسجده فوراً فسلم وجلس

وقال :_ يا محمد حين انعقد الصلح مع قريش لم أكن شاهده

[[انظروا إلى نفاق المشركين و لغتهم ومن سار في طريقهم ومذهبهم  ]]

:_ يا محمد حين انعقد الصلح مع قريش لم أكن شاهده ، وقد تبدلت الايام وتغيرت ، وأمر قريش بين يدي فأحببت ان أتيك

واشد بالعهد وازيد بالمدة

[[ماشاء الله على السياسة وأهلها عندما يضعف العدو أول شيء يقوم به المفاوضة ]]

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من جوامع الكلم

قال له :_ هل كان هناك حدث ؟؟ [[ يعني صار شي ]]

قال ابو سفيان :_ لا معاذ الله، نحن على عهدنا وصلحنا لانغير ولا نبدل

قال :_ إذن هو ذاك العهد على ما هو عليه

[[ كلمتين هل من حدث ؟؟ لا  ، إذن هوذاك نحن على عهدنا ]]

ثم أعرض بوجهه عنه صلى الله عليه وسلم
___

فخرج {{ أبو سفيان}} من عند النبي صلى الله عليه وسلم   واتجه الى {{ أبو بكر}}

وقال :_ يا با بكر كلم لنا صاحبك يجدد العقد و يزيد في المدة

فقال له ابو بكر :_جواري في جوار رسول الله

[[ يعني ما أنا بفاعل، فلن أتوسط بينك وبين الرسول ، رأيي من رأيه ]]
__

فخرج {{ أبو سفيان }} من عند {{ أبي بكر }}

فتوجه الى {{ عمر بن الخطاب }} وطلب منه كما طلب من أبي بكر أن يتوسط له عند النبي صلى الله عليه وسلم ولكن عمر رد عليه :_ أنا أشفع لكم عند رسول الله !!!! فوالله الذي لا إله الاهو  لو لم أجد لكم إلا الذر لجاهدتكم به.

[[ أي لو لم يكن معي الا جيش من النمل لقاتلتكم به يعني اذا مات الرجل كلهم وما بقي رجال بغزوكم بالنمل ]]
____

وخرج {{ أبو سفيان }} من عند {{ عمر }}

واتجه الى {{ علي بن ابي طالب }} ودخل عليه في بيته، وكانت معه زوجته السيدة {{ فاطمة }}

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

26 Oct, 20:01


#هذا_الحبيب_202

#السيرة_النبوية_العطرة

فتح مكة ، قريش تنقض صلح الحديبية
__

اولاً … علينا أن نركز في هذا الجزء جيداً

لأن الكثير يجهل كيف تم نقض صلح {{ الحديبية }}

قلنا أنه تم عقد صلح {{ الحديبية }} بين المسلمين وبين قريش في {{ ذي القعدة }} من السنة السادسة من الهجرة

وكان من بنود صلح الحديبية هذا البند وهو :_

{{ من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه }}
___

لنقف عند هذا البند وهو ما نسميه {{ التحالف }}

كانت التحالفات في الجزيرة العربية معروفة ، والسببب

لأن العرب في الجاهلية ، كانوا يقتتلون دائماً مع بعضهم البعض كل قبيلة مع الأخرى

فكانت القبائل القوية تعتدي على القبائل الضعيفة

فماذا كانت تفعل القبائل الضعيفة لتحمي نفسها ؟؟

كانت تتحالف مع قبيلة قوية ما نسميه اليوم بلغة العصر الآن {{ أتفاقية دفاع مشترك}} بين دولتين

بمعنى اذا حدث اعتداء على أحد الدولتين يكون اعتداء على الدولة الأخرى، ويجب على هذه الدولة بموجب هذا الحلف أن تنصر الدولة التي وقع عليها الاعتداء

فكل قبيلة ملزمة بهذا التحالف أن تدافع على القبيلة الأخرى المتحالفة معها ، إذا وقع أي اعتداء
____

فلما تم عقد صلح الحديبية وكان هذا البند ينص كما قلنا

{{ من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه }}

فدخلت قبيلة {{خزاعة }} في حلف النبي صلى الله عليه وسلم

لأن العلاقة بين النبي صلى الله عليه وسلم  وبين {{ خزاعة }} كانت  قوية

لأن هناك علاقات قوية حميمية قديمة بين {{خزاعة}} وبين  {{ بني هاشم }} التي منها النبي صلى الله عليه وسلم
___

ولكن {{خزاعة }} لم تدخل في حلف مع  رسول الله صلى عليه  وسلم من البداية ،خوفا من قريش

فلما كان صلح الحديبية، دخلت {{ خزاعة }} على الفور في حلف مع النبي صلى الله عليه وسلم
___

فلما دخلت {{ خزاعة}} في حلف مع المسلمين

قامت قبيلة اسمها {{ بنو بكر }} ودخلت في حلف قريش

لماذا ؟؟

لأن {{ خزاعة }} و {{ بنو بكر }}  بينهم حروب وعداوت قديمة ، وثارات كثيرة

لما رأى {{ بنو بكر }} أن عدوتهم الأولى {{ خزاعة }} دخلت في حلف النبي صلى الله عليه وسلم

قالت بنو بكر :_ لن نكون مع خزاعة في حلف واحد ،  فأرادت {{بنو بكر}} أن يكونوا في الحلف المعاكس

[[ مع أن بنو بكر علاقتهم مع قريش ليست قوية ، لدرجة أن قريش حين خرجت لحرب المسلمين في بدر كانت تخاف من غزو بني بكر لمكة ، فالآن دخلوا في حلف قريش مثل ما نقول جكر في خزاعة رغم أنهم لا يميلون لقريش  ]]
_

وفي أثناء هدنة صلح {{ الحديبية }} وفي السنة الثامنة من الهجرة

شاب من بني بكر ، وقف يردد الشعر ويهجو النبي صلى الله عليه وسلم

سمعه شاب من خزاعة ، لم يتحمل ان يهجو محمد وهو حليفهم يعني انت تهجو محمد {{ صلى الله عليه وسلم وسلم }} معناها تهجونا

فما كان من هذا الشاب الخزاعي إلا أن قام وضربه وشج رأسه

هنا

ثار الدم في رؤوس القبيلتين

فماذا فعلت قريش ؟؟

أخذت قريش تحرض حليفتها {{ بني بكر }} على قتال {{ خزاعة }}

وأعانت {{ قريش }} بنو بكر بالسلاح والدواب، بل واشترك في القتال من قريش بعض فرسانهم منهم

وقالت لهم قريش :_ باغتوهم في الليل

وتم الأتفاق
_

وجاوؤهم ليلاً بغتة وهم آمنون على ماء لهم يقال له {{ الوتير }} وقتلوا منهم بعض رجالهم

فلما رأت {{خزاعة}} أنهم سيهزمون و قتل منهم بعض رجالهم

فماذا فعلوا خزاعة ؟؟

هربوا و دخلوا الى الحرم

[[ وكانت العرب لا تقتل لا في الحرم ولا في الأشهر الحرم، وكان الرجل يرى قاتل أبيه داخل الحرم فلا يستطيع أن يقترب منه حتى يخرج من الحرم ]]

فلما دخل رجال خزاعة الحرم

قالوا لقائد بني بكر واسمه {{ نوفل بن معاوية }} وقد أسلم فيما بعد

قالوا له :_  يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم، الله الله في إلهك

الله الله في إلهك ! فإننا نحتمي به في البيت

فقال نوفل :_  لا إله هذه الليلة

وصاح برجاله :_ يا بني بكر أصيبوا ثأركم ، فلعمري إنكم لتسرقون وتسرفون في الحرم  أفلا تصيبون ثأركم فيه ؟

فقتلوا منهم بالحرم {{ ٢٠ }} رجلا من خزاعة
___

ماذا يعني هذا ؟؟

يعني أنه نقضا واضحا وصريحا {{ لصلح الحديبية }} من قريش  لأنها أعانت {{بنو بكر }} بالسلاح، بل واشتركت ايضا في قتال {{ خزاعة}} حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم

ولو كانت قريش لم تشترك معهم

لكان أكتفى صلى الله عليه وسلم بعقاب {{ بنو بكر }} فقط كما أرسل الكثير من السرايا العقابية للقبائل التي اعتدت على بعض الصحابة
___

هذا ما وقع في مكة

ننطلق الآن بكم مباشرة ، الى  المدينة المنورة حيث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
فلما وقع هذا الاعتداء ، انطلق فورا من  خزاعة شعرائهم وهو {{ عمرو بن سالم الخزاعي }} انطلق الى المدينة المنورة يستنصر النبي صلى الله عليه وسلم

فلما وصل ، و وقف على باب المسجد ، وهيئته هيئة المذعور

لمحة عن سيرة المصطفى

26 Oct, 20:01


[[ فقد قطع المسافة من مكة للمدينة في ثلاثة أيام اي في نصف الوقت ]]

وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، في مسجده بين أصحابه فوقف {{ عمرو بن سالم }} كان مغبرا اشعثاً

فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم

قال شعرا

[[فكانت الرسالة عبارة عن شعر ، وهذا من بلاغة العرب]]

فقال

يَا رَبّ إنّي نَاشِدٌ مُحَمّدًا

[[هكذا والله عقيدة كل مؤمن كاملة ، هو يدعو الله يقول يارب ، ولكنه يدخل من باب رسول الله ، لأن ركن من اركان التوحيد { محمد رسول الله } فالوصول إلى الله عن طريق محمد ]]

يَا رَبّ إنّي نَاشِدٌ مُحَمّدًا … حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا

أنّ قريشاً أخلفوك الموعدا ** ونقضوا ميثاقك المؤكّدا

هم بيِّتونا بالوتير هجـــدا  [[اي نايمين  ]]
وقتلونا ركــــعــا ً وسجدا

[[ اي فينا المسلم والغير مسلم اللي بيصلي قتلوه والنايم قتلوه ]]

فانصر رسول الله نصرا أبدا * وادع عباد الله يأتوا مددا

[[ أي لا نريدها سرية نريدها غزوة اي انت على رأسها ، يارسول الله ولا يقول رسول الله إلا مؤمن إذن هو مؤمن ]]

فلما انتهى من شعره

قال له النبي صلى الله عليه وسلم في قوة وحزم

:_  نُصِرتَ يا عمرو بن سالم ، والله لأنصرنكم ، ولأمنعنكم مما أمنع منه نفسي وأهلي
___

وكان قرر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن ينتقم لخزاعة من {{ بني بكر }} ومن {{ قريش }} لإعتدائهم عليهم، ونقضهم صلح الحديبية

فقال :_ يا عمرو ارجع الى مكة ، ولا تخبر أحدا أنك جئتنا إلا قومك وليتفرقوا ، وأسكنوا حتى يأتيكم أمري

ودخل صلى الله عليه وسلم  بيته ولم يحدد كيف يكون هذا الإنتقام وكيف يكون هذا العقاب

هذه كانت المقدمة وأرجو من الله أن يكون هذا الجزء واضح ومفهوم

يتبع إن شاء الله ، وفتح مكة شرفها الله تعالى ستأخذ معنا وقت وفيها الكثير الكثير من الدروس والعبر

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

25 Oct, 20:02


#هذا_الحبيب_201

#السيرة_النبوية_العطرة

سرية ذات السلاسل و احراز النصر للمسلمين و عودتهم للمدينة
____
وقبل المعركة أراد الجيش أن يوقد نارا للتدفئة في الليل، [[ والجو الصحرواي شديد الحرارة نهارا شديد البرودة ليلا ]] ولكن {{ عمر بن العاص }}

رفض ان يوقد أي رجل نار

وغضب الصحابة، وغضب {{عمر بن الخطاب}} وتحدث في هذا الأمر مع {{ أبو بكر الصديق }}

وكاد أن يذهب الى {{عمرو بن العاص}} ولكن منعه

{{ أبو بكر }}

فأخذ الناس يشكون {{ لابي بكر }} شدة البرد

فقام ابو بكر الصديق رضي الله عنه ، ابو بكر الذي حاز على معية الله عزوجل الرجل الثاني بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

قام وجلس الى {{ عمرو بن العاص}} وكلمه في ذلك فرفض

قال له ابو بكر :_ وما عليك يا عمرو لو اشعلوا نارا فقد اهلكهم البرد

قال :_ لا لا ، لا يوقد أحد منهم نارا إلا قذفته فيها

فقال ابو بكر :_ سمعا وطاعة

وقام في الناس ابو بكر

وقال :_ لا يوقد أحد منكم نارا [[ واستجاب الجيش ]]
__

وبدأ القتال مع {{ قضاعة}} وكانت أعداد {{قضاعة}} أضعاف أعداد المسلمين، ووقعت معركة هائلة، كتب الله تعالى فيها النصر للمسلمين، وفرت قضاعة من أمام المسلمين، وبدأ المسلمين في تتبعهم ومطاردتهم

ولكن {{عمرو بن العاص}} أمر المسلمين بعدم تتبع {{قضاعة}} ومرة أخرى يغضب الجيش ولكنهم يطيعون {{عمرو بن العاص}}
_

ثم كان هناك خلاف آخر حدث أثناء السرية، حيث احتلم {{ عمرو بن العاص}} في ليلة من الليالي، وكانت الليلة شديدة البرودة، فأشفق أن يغتسل بالماء البارد

فتيمم وصلى بالناس صلاة الصبح ، ولم يقتنع الصحابة برأي {{ عمرو }} ولكن حتى هذا أطاعوه فيه وصلوا خلفه
___

وعندما عادوا الى المدينة اشتكى الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم

فسأله النبي صلى الله عليه وسلم

:_ يا عمرو لما منعتهم أن يوقدوا نارا ؟؟

فقال عمرو بن العاص :_ كرهت أن يرى عدوهم قلة عددهم

[[ لأن النار كانت تدل على عدد الجيش ]] فأخفيت أن هنالك جيش واخفيت عددنا

فأقره النبي صلى الله عليه وسلم  على ذلك

قال :_ ولما منعتهم بعدم تتبع قضاعة ليغنموا منهم ؟؟

فقال:_ يا رسول الله، كرهتُ أن يتبعوهم فيكون لهم مدد

فهي أرضهم ونحن لا ندري بها ، فإذا توغلنا أنعطفوا علينا ، فأحببت ان انجو بأصحابي وأردهم لك سالمين ، فما فقدت جندياً واحداً [[ وفعلا لم يستشهد بهذه السرية أحد ]]

ومرة أخرى يقر النبي صلى الله عليه وسلم بن العاص على رأيه

قال الصحابة :_ يا رسول لقد صلى بنا وهو جنب

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ أصليت بالناس جنبا يا عمرو ؟!!

قال :_ يا رسول الله اني سمعت الله يقول {{وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا }} فإن انا اغتسلت قتلت نفسي ، فتيممت خشية ان اقتل نفسي من شدة البرد

فتبسم الحبيب المصطفى  صلى الله عليه وسلم ، ولم يقل شيئا وكان هذا اقرارا لاجتهاد عمرو

وفي رواية لم اقف على صحتها

قال الصحابة :_ أعلمت يا رسول الله كيف تيمم ؟؟

قال :_ لا

قالوا :_ أخذ يتمرغ على الرمال [[ لأنه حديث عهد بالاسلام فأعتقد تيمم الوضوء ضربة الكفين وتيمم الغسل لازم يتمرمغ بالتراب 😅]]

فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بانت نواجذه وقال :_كان يكفيك أن تضرب بكفيك التراب فتمسح بهما وجهك و ذراعيك

فلما  رأى {{ عمرو بن العاص }} ان النبي صلى الله عليه وسلم قد سُر بما صنع

يقول عمرو بن العاص رضي الله عنه مخبرا عن  نفسه :_بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش السلاسل

وفي القوم ابو بكر وعمر فحدثت نفسي [[ يعني نفسه حدثته]]

إنه لم يبعثني على مثل ابي بكر وعمر ، إلا لمنزلة لي عنده خاصة [[ يعني انا يمكن منزلتي مثل ابو بكر ويمكن افضل ]]

قال فأتيته وجلست بين يديه

وقلت :_ يا رسول الله من احب الناس عندك ؟؟

فقال :_ عائشة

فقلت :_ بأبي وامي لست اسألك عن اهلك

قال :_ فأبوها [[ يعني بالرجال ابو بكر ]]

قلت :_ ثم من ؟؟

قال :_ عمر

قلت :_ ثم من ؟؟

قال فأخذ  يعد لي رهطً من مهاجرين وانصار [[ الرهط ما فوق العشرة ]]

فسكتت مخافة أن يجعلني في آخر المسلمين

من هنا نعلم احباب رسول الله

أن الإمارة والإمامة لا تعني {{ الأفضلية }}
_

وأخذ الفقهاء من ذلك  أن {{ التيمم }} يقوم مقام الغسل بالنسبة للجنب مع وجود الماء إذا خشي أن يؤدي استخدام الماء إلى الضرر

ولكن يغسل الفرج ويتوضأ ثم يتمم للجنابة

هل لاحظتم ؟؟

{{عمرو بن العاص}} يجتهد في أمر هام مثل ذلك وهو الصلاة وعمره في الإسلام كم {{ ٤ شهور }}

وفي الجيش أعظم فقهاء الأمة مثل {{ أبو بكر }} و{{ عمر }} وغيرهما
فأقر النبي صلى الله عليه وسلم  اجتهاده
[[ بمعنى أقر أن يجتهد مع وجود هؤلاء العلماء ]]
وأنا ارى هذا الموقف من أعظم المواقف التي يشجع فيها النبي صلى الله عليه وسلم  أمته على الإجتهاد ، وأن الإجتهاد ليس {{{{{ حكراً }}}}}} على أحد

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

24 Oct, 20:01


#هذا_الحبيب_200

#السيرة_النبوية_العطرة

سرية ذات السُلاسل
____

أنتهينا من معركة {{ مؤتة }} ورجع الصحابة الى مدينة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال العيون التي وضعها حول المدينة ، أن جمعا من {{ قضاعة}}  قد تجمعوا يريدون المدينة

و {{ قضاعة }} كانت قبيلة كبيرة قوية، وتبعد عن المدينة المنورة حوالي {{ ٦٠٠ كم }}

وكانت منطقة {{ قضاعة }} تسمي {{ السُلاسِل }}

لأن هناك بئرا في هذه المنطقة اسمه {{السلسل }}

وكان العرب كثيرا ما يسمون المناطق بأسماء الآبار التي فيها لأهمية المياه عندهم

مثل {{ بدر }}  على اسم بئر في هذه المنطقة اسمه بدر
____

ولذلك عرفت هذه السرية باسم سرية {{ ذات السُلاسل }}

ولكي لا تختلط علينا الأمور

هناك  ايضا معركة أخرى ، عرفت بنفسم الإسم أكثر منها شهرة

وهي المعركة التي كانت بين {{خالد بن الوليد}} وبين الفرس في سنة {{ ١٢ للهجرة }} في عهد {{ أبي بكر الصديق رضي الله عنه }}

وانتهت بانتصار خالد، وعرفت بذات {{ السلاسل }}

لأن {{ هرمز }} قائد الفرس في هذه المعركة أمر بربط الجنود بسلاسل حتى لا يفروا

وكانت النتيجة بعد هزيمة الفرس في هذه المعركة أنهم قتلوا جميعا لأنهم لم يستطيعوا الفرار

وبالمناسبة فان المضيق الموجود في الخليج العربي معروف حتى الآن باسم هذا الأمير الفارسي، وكان {{ هرمز }} هذا شديد البغض للإسلام والمسلمين والعرب

لدرجة أن العرب في العراق كانوا يضربون به الأمثال فيقولون {{ أكفر من هرمز }} و {{ أخبث من هرمز }}
____

نرجع الى سرية {{ ذات السلاسل }} التي أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم في جمادى الآخرة من {{ السنة الثامنة }}

فاختار النبي صلى الله عليه وسلم  لقيادة هذه السرية الصعبة {{ عمرو بن العاص}} مع أن {{عمرو بن العاص }} كان قد دخل المدينة منذ {{ ٤ شهور }} فقط

وذكرنا قصة إسلامه على يد النجاشي أصحم

ولكن لأن {{ عمرو بن العاص }} كان من الشخصيات الهامة والمحورية في قريش بل وفي الجزيرة العربية قبل الإسلام وكان معروفا بالحكمة والدهاء والحزم وحسن القيادة

فأراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يألف قلب {{ عمرو بن العاص }} وحفظ له منزلته ومكانته حتى تستفيد منه الدولة الإسلامية، وأن يكون اضافة للدولة الإسلامية
__

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم {{ عمرو بن العاص }} رضي الله تعالى عنه ، وعقد له لواء أبيض ، وجعل معه راية سوداء

وخرج بالفعل  {{ عمرو بن العاص }} الى {{ قضاعة }} على رأس جيش قوامه {{ ٣٠٠ }} من الصحابة مهاجرين وأنصار

و مضى {{ عمرو بن العاص }} بالجيش ، فكان يسير بالليل ويكمن في النهار

حتى لا ترصده عيون أعدائه، وزحف بالفعل حتى اقترب من {{ قضاعة }} ووصل اليهم دون أن يشعروا به

وبعث {{ عمرو العاص }} العيون

فوصل اليه أن أعداد {{ قضاعة }} كبيرة جدا

فأمر الجيش بعدم القتال ، وأرسل الى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة يطلب منه المدد

وسنجد بعد ذلك أن {{ عمرو بن العاص }} رضي الله عنه

في فتوحاته في مصر وفلسطين كان لا يقبل على قتال الا بعد دراسة متأنية للواقع الذي هو مقبل عليه
___

وبالفعل أرسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم {{ ٢٠٠ }} من الصحابة

وكان أميرهم {{ أبو عبيدة بن الجراح }} وقال النبي صلى الله عليه وسلم  لأبو عبيدة ، وكان قد استشف ببصيرته النورانية الممتدة من الانوار الإلهية

قال لأبو عبيدة :_ إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا ولا تختلفا

[[ يعني لا تختلف مع عمرو بن العاص وتكون بينكم مشاكل ]]

ومن ضمن الصحابة كان

الصحابي الجليل {{ ابو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه }}

الرجل الثاني في الأمة المحمدية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

والصحابي الجليل {{ عمر بن الخطاب }} الملهم بالصواب الذي سماه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالفاروق رضي الله عنه وارضاه

أميرهم {{ عمرو بن العاص }} رضي الله عنه ، عمره في الإسلام {{ ٤ }} شهور 

__

فكان يختار صلى الله عليه وسلم الكفاءة ، لا الاقدمية والاكبر بالعمر او الاسبق  للإسلام

فالسيرة {{ للتأسي لا للتسلي }}

ولا يعني الأمارة تكون لمن هو افضل ، لا

قال صلى الله عليه وسلم

{{ إني لأؤمر الرجل على القوم فيهم من هو خير منه لأنه أيقظ عينا وأبصر بالحرب }} يعني انزلوا الناس منازلهم انت رجل عسكري ولا يعني ذلك أنك افضل من ابي بكر وعمر
_

إذن كان عددهم {{ ٣٠٠ }} وجاءهم المدد {{ ٢٠٠ }} أصبح جيش المسلمين عددهم {{ ٥٠٠ }}

ولكن لم يكن معرفاً ولم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم  من هو أميرالجيش

أهو عمرو بن العاص الأمير الأصلي ؟؟؟

أم أبو عبيدة بن الجراح الأمير الذي جاء بالمدد ؟

واعتقد {{ أبو عبيدة بن الجراح }} أنه هو الأمير

وجاء موعد الصلاة
وتقدم {{ أبو عبيدة }} ليؤم المسلمين وكانت العادة أن الأمير هو الذي يؤم المسلمين في الصلاة ولكن {{عمرو بن العاص }} قال له:

– أنما قدمت علي مددا ، وأنا الأمير، وليس لك أن تؤمني

لمحة عن سيرة المصطفى

24 Oct, 20:01


وكان {{ أبو عبيدة }}  أحد السابقين في الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وهاجر الى الحبشة والى المدينة، وشهد بدر وثبت مع النبي في احد

وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم  أنه {{ أمين هذه الأمة }}

ولذلك غضب لأبو عبيدة من جاء معه

فقالوا لعمرو بن العاص: _ كلا بل أنت أمير أصحابك وهو أمير أصحابه

فرفض {{ عمر بن العاص}} هذا الحل ، لأنه لا يمكن أن يكون هناك قائدان للجيش

فقال عمرو بن العاص:_ لا بل أنتم مدد لنا

فقال أبو عبيدة بن الجراح:_ انت الأمير يا عمرو وإنك والله ٱن عصيتني لأطيعنك

فقد قال لي النبي صلى الله عليه وسلم :_ إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا ولا تختلفا

فقال عمرو بن العاص:_فاني الأمير عليك

فقال أبو عبيدة: – فدونك

[[ يعني خذ الإمارة ]] وكان {{ أبو عبيد بن الجراح }} معروفا بحسن الخلق

وتقدم {{ عمرو بن العاص}} رضي الله عنه ، وصلى بالمسلمين وصلى خلفه {{ أبو عبيدة بن الجراح }} وصلى خلفه المهاجرين والأنصار وفيهم {{ أبو بكر }} و{{عمر بن الخطاب}}

وايضا {{ الإمامة بالصلاة }} لا تعني الافضلية

فلقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو خير الخلق اجمعين وراء ابي بكر ، و وراء ابي عبيدة ، و وراء عبدالرحمن بن عوف ، وليس احد منهم يعدل شعرة في جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم
___

فكان الأمير {{ عمرو بن العاص }} رضي الله عنه

هل رأيتم و عرفتم سبب انتصارات المسلمين في ذلك الوقت ؟؟

الوحدة وعدم الإختلاف ، من الطبيعي تختلف الافكار ولكن لا يصل هذا الخلاف الى النزاع والشقاق وسفك الدماء

وكان المسلمون مهما اختلفوا ، في النهاية يتحدون ويتجمعون حول رأي واحد

لأنهم لم يكونوا طلاب دنيا، ولكنهم طلاب آخرة

وكان النبي صلى الله عليه وسلم  يمكن أن يحدد الأمير

ولكن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

أراد أن يدرب الصحابة على ادارة خلافاتهم، وادارة الأزمات التي يمكن أن تواجه الأمة من بعده

هو فقط وضع القاعدة وهي {{ تطاوعا ولا تختلفا }}

وذلك قوله تعالى

{{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }}

تركهم النبي صلى الله عليه وسلم ، يتصرفون بناءاً على هذه القاعدة ، التي لو طبقناها لتحققت الوحدة ولما حدث أي خلاف بين المسلمين
___

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

23 Oct, 19:07


#هذا_الحبيب_199

#السيرة_النبوية_العطرة

عودة جيش المسلمين من مؤتة إلى المدينة

_

ثم وقف صلى الله عليه وسلم

وقال للناس :_ اخرجوا لملاقاة اخوانكم

فأخذ الناس يسألون هذا الصحابي عن تفاصيل المعركة وكيف نجا المسلمون

[[ فقص عليهم خطة خالد بالانسحاب وتفاصيلها ]]

فلما سمع الصحابة ذلك غضبوا

وقالوا :_ ألم تتبعوهم ؟؟ !!!

قال :_ لا , لقد رأى خالد ان ننسحب خيراً من أن نتوغل في بلادهم

فغضب الصحابة وقالوا سترون منا اليوم

فخرج النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه لأستقبال الجيش  وكان يركب على دابة صغيرة ، وخرج الصبية مسرعين  يستقبلون آبائهم

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ اعطوني ابن جعفر فأخذ {{عبدالله بن جعفر عمره ٨ سنين }} و وضعه في حجره [[ كي لا يشعر بألم فقد ابيه صلوات ربي وسلامه عليك يا حبيب الله ]]

يقول عبدالله :_ فوضعني في حجره وهو يقول لي هنيئا لك، أبوك يطير مع الملائكة في السماء

ودعا لي وقال:_ اللهم بارك له في صفقة يمينه

يقول عبدالله لما كبر :_ فوالذي بعثه بالحق نبيا ما بعت شيئا ولا اشتريت شيئا إلا بورك لي فيه

فلما اقتربوا وإذا بأهل المدينة يستقبلون الجيش وهم يحثون وجوه الجيش بالتراب

ويقولون لهم :_ يا فرارون

فررتم في سبيل الله ؟؟

بدل ان يستقبلونهم بالفرحة

فوقف النبي صلى الله عليه وسلم ورفع كلتا يديه
وقال :_ لا تقولوا لأصحابي فرارون ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله عزوجل ، وإن خالداً قد تحيز إلي وأنا فئته

ما معنى هذا ؟؟

الصحابة فهموا تماماً ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم

فهموا على الفور معنى

{{وإن خالداً قد تحيز إلي وأنا فئته }} فهموا القران الكريم بقلوب مفتوحة

تذكر الصحابة قوله تعالى لان القران يجري في عروقهم

قال تعالى

{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ }}

[[ اي لا تعطوهم ظهركم ابدا ]]

{{ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ }}

[[  إلا أداة استثناء وحصر في اللغة العربية أي لك حالة وحدة تعطي فيها ظهرك للعدو ماهي ]]

{{ إلا مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ }}

[[ مثل  الخطة التي وضعها خالد ]]

{{ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ }}

[[ أي ترجع لقاعدتك لترجع مرة أخرى ، هذا هو الاستثناء قال النبي وإن خالداً قد تحيز إلي وأنا فئته ]]

نرجع للايات ما جزاء من يولهم دبره ؟؟

{{فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }}

الاعتراض جاء في منتصف الاية اي لا يشمل البوء بالغضب الجميع ، فقدم الله الاستثناء على الغضب

اقرأ الآية بعد الشرح مرة أخرى وتدبرها جيدا

{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ  * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }}

لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم أن خالداً تحيز إلي وانا فئته ، يعود إليهم فاتحاً ان شاء الله تعالى

و {{ خالد بن الوليد }} رضي الله عنه هذا الصحابي الجليل

قد فتحت هذه البلاد على يديه فعلا ، وصدقت نبؤة رسول الله صلى الله عليه وسلم
____

وبقي الصبية الصغار والذين لا يدركون كلام النبي صلى الله عليه وسلم

كلما لقوا رجل ممن شهد {{ مؤتة }} إذا لقيهم بباب المسجد او الطرقات

يقولون له :_ انت من الفرار ؟؟

كلما وجدوا رجل انت من الفرار ؟؟

انت من الفرار ؟؟

فتأثر بهذا الكلام {{ سلمة }}

من هو سلمة رضي الله عنه ؟؟

ابن ام سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم

وكان قد زوجه النبي صلى الله عليه وسلم  قبل خروجه للمعركة بأيام فهو حديث عهد بعرس

فجلس في البيت ثلاثة أيام لا يأتي للمسجد ، وافتقده النبي صلى الله عليه وسلم

فقال لأم سلمة :_ ما شأن سلمة ؟؟

قالت :_ والذي بعثك بالحق لا أدري !!

سأسأل عروسه

فأتتها و قالت لعروسه :_ مابال سلمة لا يحضر الجماعة فوجدته ابنها  جالس في بيته

وجدته جالساً في زاوية البيت يبكي وقد تسلخت عيناه

قالت :_ ما هذا يا بني

قال :_ كلما أتيت المجلس قال لي الصبية انت من الفرار فأصبحت لا اطيق ان أرى احد

فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم

فقام صلى الله عليه وسلم على الفور وخطب في اصحابه  ونهى في المسجد كبيراً وصغيراً ،ان يقول لأحد من جند مؤتة انت من الفرار

بل سماهم الكرار واثنى عليهم ثم ذهب بنفسه الى بيت {{ سلمة }} واخذ بيده وأتى به الى المسجد


يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

22 Oct, 20:01


#هذا_الحبيب_198

#السيرة_النبوية_العطرة

رجوع الصحابة من مؤتة
__

انتهت معركة مؤتة ورجع الصحابة رضوان الله عليهم الى المدينة

وكان {{خالد بن الوليد}} رضي الله عنه ، قد وضع أعظم خطة انسحاب في التاريخ

____

نرجع الى المدينة المنورة وقلنا أن الله أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم وكشف له أرض المعركة

وقال :_ اخذ الراية الآن سيف من سيوف الله اللهم ثبته

ثم يقول :_ وقد فتح على اخوانكم

[[ ومعنى فتح أي أنهم لم ينهزموا ، كما يدعي البعض ]]

والحديث من البخاري باب المغازي
_

وخرج صلى الله عليه وسلم من مسجده وهو يكفكف دمعه

متجهاً الى بيت جعفر بن ابي طالب

[[ فهو ابن عمه ويعتبر اخوه،  لانهم تربوا معاً في بيت ابو طالب ]]

ولقد كان استشهد {{ جعفر }} والمسلمون في مؤتة ،  له أثر في نفس النبي صلى الله عليه وسلم

[[اذا قلت لكم بكى النبي صلى الله عليه وسلم لا تفهم من هذا الكلام انه كلام عادي ، هذا رسول الله أعظم الرجال خَلقاً وخُلقاً ، وأقواهم شخصية ، إذن حين يغلبه البكاء بين اصحابه تعلم كم كان أثر الخبر على قلبه صلى الله عليه وسلم }}

فذهب لبيت ابن عمه {{ جعفر }} يكفكف دموعه

تقول {{ أسماء بنت عميس }} رضي الله عنها تكون زوجة {{جعفر }} رضي الله عنه

ولها من جعفر ولدان اثنان {{ عبدالله و محمد }}

تقول :_ فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ائتيني ببني جعفر

تقول :_ فأتيته بهم فشمهم وذرفت عيناه [[ أي بكى ]] حتى نقطت لحيته الشريفة

فقلت: _يارسول الله بأبي أنت وأمي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟

قال وقد حجرش وخنقته العبرة

قال :_احتسبي يا امة الله ، لقد اصيبوا هذا اليوم

[[ احتسبي اي اجرك عندالله ]]

قالت :_ فلم املك نفسي ، فقمت أصيح واجتمع علي النساء

فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا أسماء لا تقولي هجرا ولا تضربي خدا

وغلبه البكاء صلى الله عليه وسلم وخرج وهو يقول :_

اللهم قد قدم [[ يعني جعفر]]  إلى أحسن الثواب فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته

وخرج رسول صلى الله عليه وسلم  إلى أهله

وقال:_ لا تغفلوا عن آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاما فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم

يقول عبدالله بن جعفر [[ ابن جعفر وكان عمره ٨ سنين ]]

يقول :_ فقامت سلمى مولاة النبي صلى الله عليه وسلم

وأحضرت شعيرا ، فطحنته ونسفته ، ثم طبخته وأدمته بزيت [[ وضعت عليه الزيت ]] وجعلت عليه فلفلا

يقول عبدالله رضي الله عنه:_ فأكلت من ذلك الطعام

وأخذني رسول الله صلى الله عليه وسلم معه أنا واخي محمد وابقانا عنده ثلاثة أيام ، ندور معه كلما صار في بيت إحدى نسائه، ثم رجعنا إلى بيتنا
___

ومن هنا كانت سنة {{ طعام التعزية }}

واسمها عند العرب  {{ الوضيمة }}

وطعام العرس يسمى {{ الوليمة }}

وطعام القادم من السفر {{ النقيعة }}

وطعام البناء {{ الوكيرة }}

فمن السنة صنع الطعام لأهل المتوفى

ولعل شخص يسأل لماذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم لآل جعفر ، مع أن هناك  شهداء غير جعفر ؟؟

يجب أن نعلم

اذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا لاهل بيته وجعفر من ال بيته فهو ابن عمه

فهذا يعني

{{ انه قد شرع للناس سنة ، فأقتدوا بها يا مسلمين }}

فأقرب ناس لآل جعفر قد صنعوا له الطعام

فليصنع آل ابن رواحة ، وليصنع آل زيد ، وليصنع آل الشهداء
_

فعل ذلك صلى الله عليه وسلم واخبر اصحابه بما حدث في المعركة قبل ان يعود الجيش للمدينة {{ بشهر }}

نرجع لجيش مؤتة

وقد انسحبوا ورجعوا وقد غنموا

[[والمنهزم لا يستطيع ان يأخذ غنائم من ارض المعركة ]]

وانا أركز على أنهم لم ينهزموا ، لأن الكثير من المؤرخون في تقييمهم لمعركة {{مؤتة }} منهم من رأى أنها نصر للمسلمين ومنهم من رأى أنها هزيمة

ومنهم من رأى أن هناك تعادل بين الكفتين

لا لم ينهزموا على الإطلاق ولم يتعادلوا ، بل غنموا

وأذكر مثالين فقط للتوضيح

الصحابي {{خزيمة بن ثابت الانصاري}} رضي الله عنه والحديث في {{صحيح مسلم }} باب المغازي

يقول:_ حين دارت المعركة كنت أرقب رجل رومي ، وكأنه أمير من أمرائهم

[[ لايعني امير الجيش ، يعني شخصية من شخصياتهم هكذا كانت العرب تعبر عن من لهم مكانة مميزة في قومه يقولون امير ]]

حين دارت المعركة كنت أرقب رجل رومي وكأنه أمير من أمرائهم على رأسه بيضة

[[ اي الخوذة التي تلبس على الراس في الحرب كانت تصنع بشكل بيضوي لكي تتحمل الضربات ]]

قال:_ على رأسه بيضة في وسطها ياقوته

قلت:_ فجعلته هدفي لعلِ أغنم هذه الياقوته

فمازال يراقبه حتى قتله ، ثم اخذ الخوذة عن رأسه وانتزع الياقوته

ومعلوم هدي النبي صلى الله عليه وسلم{{ من قتل قتيل فله سلبه }} يعني امواله ومتاعه ، للصحابي الذي قتله
يقول خزيمة :_فلما أتينا المدينة وضعتها بين يدي رسول الله وقلت :_ يارسول الله انا قتلت ذلك الامير ، وهذا سلبه فنفلنيها [[ اي اعطاني اياها ]]

فأحتفظت بها حتى اذا كان عهد {{ عثمان بن عفان }} بعتها بألف دينار واشتريت بها بستان من نخيل

لمحة عن سيرة المصطفى

22 Oct, 20:01


إذن هل كان هذا مهزوم وقد غنم ؟؟ لا لا كان غالبا
_

مثال آخر  ايضا في {{ صحيح مسلم }}

عن عوف بن مالك الاشجعي رضي الله عنه

قال :_ خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة فرافقني مددي من أهل اليمن ليس معه غير سيفه

[[ومعنى مددي ، النبي صلى الله عليه وسلم كلف للجهاد اهل المدينة فقط ، فكان الملزم اهل المدينة بالجهاد ، ومن يأتي من خارج المدينة مسلماً يريد الاشتراك ، هذا يكون متطوعاً يسمى مددي ]]

قال :_ خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة فرافقني مددي من أهل اليمن ليس معه غير سيفه فنحر رجل من المسلمين جزورا فسأله المددي طائفة من جلده فأعطاه إياه فاتخذه كهيئة الدرق [[ اي طلب منه جلد الناقة يجعل منه درع يتلقى الضربات ما معه غير السيف  ]]

ومضينا فلقينا جموع الروم وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب ، وسلاح مذهب

فجعل الرومي يغري بالمسلمين فقعد له المددي خلف صخرة فمر به الرومي

فعرقب فرسه [[ اي عرقل قدمي الفرس فسقط ]]   فخر الرومي على الارض ، وعلاه فقتله وحاز فرسه وسلاحه

إذن غنم المسلمون في مؤتة أم لم يغنموا ؟؟

وهل يعقل من غنم أن يكون مهزوما ؟؟____

ودفن الصحابة الشهداء وقد أمر {{ خالد }} ان يدفن الشهداء بشرفة مميزة

وان يدفن باقي الشهداء في ارض المعركة

وعلينا ان نزور مؤتة

وحقيقةً يجب علينا ان نزور مؤتة

نحن نتعظ بساحة المعركة ، ونتذكر هذه المعركة ميدانياً بكل تفاصيلها

ونسلم على صحابة رسول الله ، فإنهم احياء بنص القران الكريم

{{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }}

طبعا هذا قرآن لن نختلف عليه

فمن زار {{مؤتة }} يجد بجانب {{ جامعة مؤتة }} ساحة فيها بنيان قديم على هيئة آثار هنالك لوحة مكتوب عليها اسماء الشهداء، وهناك دفن الشهداء

أما إذا ذهبت لقبر{{ جعفر بن ابي طالب }} والقادة الثلاث

فهم في وسط {{ مؤتة }} كل واحد بقبر وكل قبر عنده مسجد

هذا كان امر خالد

أن يميز القادة الثلاث بالقبور في موضع

وكان عدد الشهداء مع القادة {{ ١٢ }} شهيدا

و قتل من الروم كما جاءت بعض الاقوال {{ ٣ آلاف }}

هل رأيتم المؤمنين {{ ١٢ }} من المسلمون فقدناهم نحن في هذه المعركة  ، وق طتلوا من الروم {{ ٣ آلاف }}

نحن لا نقاتل بعدد وعدة إنما بهذا الدين والايمان بالله

{{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }}

___

رجع الجيش للمدينة فلما اقتربوا

ارسل خالد رجل من طرفه يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم الجيش

ولم يكونوا يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سرد لأصحابه تفاصيل المعركة وهم في ارض المعركة

فجاء ذلك الرجل الى النبي صلى الله عليه وسلم ودخل الى مجلسه

وقال :_يا رسول الله أرسلني إليك {{خالد بن الوليد }} وهو امير الجيش  اخبرك بمقدمهم

فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ إن شئت فأخبرتني ، وإن شئت فأخبرتك

قال: _ فأخبرني يا رسول الله

فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم  خبرهم كله ووصف له

فقال:_ والذي بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفا واحدا لم تذكره ، وإن أمرهم لكما ذكرت

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ إن الله رفع لي الأرض حتى رأيت معركتهم
___

ثم وقف صلى الله عليه وسلم

وقال للناس :_ اخرجوا لملاقاة اخوانكم


يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

21 Oct, 20:01


#هذا_الحبيب_197

#السيرة_النبوية_العطرة

الانسحاب من معركة مؤتة و تحقيق النصر
_

قرر خالد بن الوليد الانسحاب

وهنا اخذ يفكر خالد

لو انسحب المسلمون من أمام الرومان بطريقة طبيعية، فلابد أنهم سيلحقوا بهم وستكون مجزرة حقيقية يباد فيها الجيش بأكمله

فوضع {{خالد }} خطة انسحاب محكمة أراد بها ايهام الجيش الرومي ان انسحاب المسلمون هو خدعة

يريد بها استدراج الجيش الرومي، فلا يلحقوا بهم وبذلك ينجو بالجيش المسلم بلا خسائر

_

فوضع {{خالد بن الوليد}} أعظم خطة انسحاب في التاريخ

ولتنفيذ هذه الخطة قام {{خالد بن الوليد}} رضي الله عنه

بالخطوات التالية

{{ أولا }}

جعل الخيل طوال الليل تجري في أرض المعركة لتثير الغبار الكثيف

وصاحب ذلك اصوات تكبير المسلمين، فيُخيل للرومان أن هناك مددا لا ينقطع طوال الليل يصل الى المسلمين

____

{{ثانيا }}

عندما جاء الصباح جعل في خلف الجيش وعلى مسافة بعيدة منه مجموعة من الجنود خلف أحد التلال

فأختار {{ ١٠٠ فارس }}

وقال :_ قفوا خلف هذا التل {{ تل مؤتة }} فإذا طلعت الشمس تأتوني عشرة ، عشرة ، وكل عشرة معهم لواء

تضربون الارض بالخيل وتثيرون الغبار

[[ ليشعر الرومان بالمدد المستمر الذي يأتي للمسلمين ]]

فٱذا هدأت الغبار تتقدم عشرة ، يضربون الارض بالخيل  وهكذا عشرة عشرة

____

{{ثالثا }}

قام بتغيير ترتيب الجيش

فجعل الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة

وجعل المقدمة مؤخرة والمؤخرة مقدمة

____

وحين رأى الرومان الجيش في الصباح، ورأوا الرايات والوجوه والهيئة قد تغيرت، أيقنوا أن هناك مددا قد جاء للمسلمين

نتيجة ذلك انهارت معنويات الروح وساد فيهم الرعب والارتباك

ولسان حالهم يقول [[ اذا كان هذا العدد الصغير قد فعل بنا الأفاعيل، فماذا بعد أن يصل اليهم هذا المدد الكبير ؟]]

وفي ذلك الوقت وأثناء ارتباك الروم قام خالد بهجوم قوي وقتلوا الكثير من الروم

ومن شدة القتال تكسرت في يد {{خالد بن الوليد}} وحده تسعة أسياف

يقول خالد :_ فصبرت معي صفيحة لي يمانية

[[ والصفيحة هو سيف عريض يصل الى ٨ سم يكون ثقيلا ولكن يتحمل المقاومة الكسر والصدمات ]]
_

وفي ذلك الوقت وقبل أن يعيد الروم ترتيب صفوفهم
أعطى خالد قادته الإشارة بالارتداد الى الخلف

كما اتفق معهم ، فأخذ الجيش يغادر أرض المعركة بكل هدوء وثقة وانضباط

وكان خالد يجول بفرسه بين الجيش ليشرف على عملية الإنسحاب

وشاهد الرومان المسلمون وهم يرتدون الى الخلف بعد الهجوم الكاسح الذي قاموا به

وبعد أن شاهدوا ما اعتقدوا أنه مدد يصل الى الجيش المسلم، فأيقنوا أن هذا الإنسحاب مكيدة يريد بها المسلمون استدراج الجيش الرومي الى أحد الكمائن

وهم يعرفون أن العرب يجيدون {{الكر والفر والكمائن}} في الحرب  فخافوا من تتبع المسلمين، وأصدر القادة الروم أوامرهم بعدم تعقب المسلمون

وهكذا نجحت خطة {{ خالد }} وخدعته العسكري الباهرة، وعاد الجيش المسلم الى المدينة سالما

يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

20 Oct, 20:01


#هذا_الحبيب_196

#السيرة_النبوية_العطرة

معركة مؤتة
_

وصلت جيوش العدو ، أمواج بشرية هائلة تنساب الى أرض المعركة، والمسلمون واقفون ثابتين كالجبال

وجاءت ساعة الصفر

وأعطى {{ زيد بن حارثة}} رضي الله عنه  اشارة البدء الى أصحابه

وانطلق {{ زيد بن حارثة }} كالسهم صوب جيوش الأعداء وهو يحمل الراية، وانطلق معه المسلمون وقد ارتفعت صيحات التكبير

واستمر القتال طوال اليوم، ولم يتراجع المسلمون، وانما وقفوا كالجبال أمام طوفان قوات التحالف الرومانية العربية وكان صمود وأداء المسلمون في المعركة

مفاجأة بالنسبة لقوات العدو، فقد كانوا يتوقعون ألا تستمر هذه المعركة سوى ساعات ثم يتم ابادة الجيش المسلم بالكامل

ولكنهم فوجئوا أن المسلمون يقاتلون بشراسة وشجاعة لم يشهدوا مثلها

[[ وكل التاريخ يشهد أن المسلمون في الحروب أنهم أشجع الميقاتلين على الاطلاق حبهم للشهادة اشد من حب أعدائهم للحياة وماسبب ذلك إلا الايمان  وقلوبهم المعلقة بالله]]

وحاولوا تطويق المسلمين ، واعتقدوا أنه أمر سهل لتفوقهم في العدد الكبير

ولكن المسلمون لم يمكنوهم من ذلك، ونجحت خطة القائد {{زيد بن حارثة }} في الاستفادة من جغرافية أرض مؤتة

فلم يتمكن الروم  من تطويق الجيش المسلم
__

وركز الروم هجومهم على القائد حامل اللواء

{{زيد بن حارثة }} ومزقته رماح الروم  ،وهو مقبلاً عليهم كالأسد حتى قتل شهيدا  رضي الله عنه

وعدوا الجراح في جسده بعد ذلك فوجدوها أكثر من {{ ٩٠ }}

جرحا ، ما بين ضربة سيف وطعنة رمح ورمية سهم

____

وأخذ الراية {{جعفر بن أبي طالب }} وكان عمره {{ ٣٣ }} عاما

وتكالب عليه الرومان ، وأصيب عشرات الإصابات ما بين ضربة سيف، وطعنه رمح، ورمية سهم، وهو لا يتوقف عن ألقت ال

[[وكان من عادة  الجيوش قديما انهم يعتبرون الراية هي رمز بقائهم فإذا سقط اللواء كانت هزيمة معنوية ]]

فمازال يقاتل حتى تمكن أحد الروم من قطع يده التي يحمل بها اللواء ، فترك سيفه الذي يقاتل به، وأمسك اللواء بيده الأخرى

أي أنه يدفع حياته ثمنا لعدم سقوط لواء رسول الله على الأرض، فقطعوا يده الأخر

[[ طبعا لم تقطع يده من الكتف ، قطعت من المرفق ]]

فحمل اللواء بعضديه، ثم مات شهيداً رضي الله عنه

يقول عبد الله بن عمر في حديث {{ رواه البخاري }}

وقفت على جعفر يومئذ وهو قتيل، فعددتُ به خمسين، بين طعنةٍ وضربة، ليس منها شيءٌ في دبره

[[يعني لم تكن به اصابة واحدة في ظهره ، فهو لم يعطي ظهره للعدو ولو للحظة واحدة حتى قتل ]]

وأثاب الله تعالى {{جعفر }}عن قطع يديه بجانحين يطير بهما في الجنة

يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

{{ رأيت جعفر بن أبي طالب يطير في الجنة }}

ولذلك لقب {{جعفر بن ابي طالب}} بجعفر الطيار
_

واخذ اللواء {{عبد الله بن رواحة }}

ولكنه تردد قليلا

[[ اي حديث كان في نفسه أتقدم ؟؟ اتراجع ؟؟ هذا التردد لم يشعر به احد ، ولكن الله عزوجل اطلع نبيه صلى الله عليه وسلم عن هذا التردد وهو في المدينة المنورة ]]

ولكنه تخلص من تردده سريعا

فخاطب عبدالله بن رواحة نفسه في ابيات شعر قائلاً

أقسمت يا نفس لتنزلنه … راضية او مكرهنة

إذا أجمع الناس  وشدوا الرنه …مالي أراك تكرهين الجنه

فردد ابيات من الشعر يؤدب نفسه فيها ويشجعها

ونزل من على فرسه ليقطع باب التراجع، وحمل الراية، وقاتل حتى قتل شهيداً رضي الله عنه

___

وهكذا استشهد الأمراء الثلاثة الذين عينهم النبي صلى الله عليه وسلم

وبقي الجيش بلا قائد

فأسرع  أحد الأنصار وهو {{ ثابت بن ارقم}} وكان ممن شهد بدرا

فأخذ اللواء وتراجع به للخلف قليلا ، وزرعه في الارض ليتجمع الناس حوله

ونادى بأعلى صوته إليك اللواء يا {{ ابن الوليد }}

فقال له خالد بن الوليد :_  أنت أحق به مني

فقال ثابت:_  خذه يا خالد فوالله ما أخذته إلا لك

ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم اذا أصيب عبدالله بن رواحة يصطلح الناس على رجل ، هل تصطلحون على خالد

فقال الناس :_ نعم

فأخذ اللواء خالد

حمل خالد الراية، وعادت الروح المعنوية المرتفعة للمسلمين بعد أن كانت قد بدأت بالتأثر نتيجة استشهاد الأمراء الثلاثة
__

نرجع الى المدينة المنورة حيث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم هناك في مسجده بين أصحابه

وقد كشف الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في المدينة ما يحدث في أرض المعركة

نظر الصحابة لوجه النبي صلى الله عليه وسلم فوجدوه محزوناً

وإذا بالمصطفى صلى الله عليه وسلم يرفع راسه للأفق ، وهو ينظر لأرض المعركة

ثم يقول لأصحابه :_لقد لقي إخوانكم عدوهم اليوم

[[ بث حي مباشر ينظر ويتكلم ]]

أخذ الراية زيد فأصيب
ثم أخذها جعفر ، فقطعت يده التي يحمل بها اللواء ، فترك سيفه الذي يقاتل به، وأمسك اللواء بيده الأخرى

فقطعت يده الاخرى فأخذ اللواء بعضديه ، فأصيب

لمحة عن سيرة المصطفى

20 Oct, 20:01


ثم أخذ اللواء بن رواحة وتردد قليلا ثم أستنزل نفسه
[[استنزل عندما قال الشعر لنفسه اقسمت عليك لتنزلنه ، سبحان من يوحي اليه ويطلعه سبحانك ربي ما اجمل دينك وما اجمل نبيك  ]]

ثم استعبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أي غلبته دموعه واخذت عيناه تذرفان الدمع

ثم قال :_ ثم أخذ اللواء سيف من سيوف الله تبارك وتعالى ففتح الله على يديه

[[فمن يومئذ سمي خالد سيف الله ]]

لم يهزم في أي معركة مع أنه خاض {{ ١٠٠ }} معركة رضي الله عنه

ولم يمت شهيدا وقال عند موته :_

{{ لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي .. حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء }}

أتدرون لما لم يمت شهيدا خالد ؟؟

لأنه الملقب {{ بسيف الله }} وسيف الله لا ينكسر رضي الله عنه وارضاه
___

يقول صلى الله عليه وسلم :_ لقد رفعوا إلي في الجنة على سرر من ذهب ، فرأيت في سرير عبدالله بن رواحة

{{ أزْوِرَاراً }} عن سرير صاحبيه

[[ اي اقل درجة هذا التردد جعل انتقاص عن سريري صاحبيه ]]

فقال الصحابة: عم هذا ؟

فقال صلى الله عليه وسلم :_ وتردد عبد الله بعض التردد ثم مضى فقُتِل ولم يُعقّب
___

أخذ اللواء {{ خالد بن الوليد }}

ماذا صنع خالد رضي الله عن خالد

هذا القائد المحنك التي عجزت النساء {{ ان يلدن مثل خالد }}

رأى كثرة العدو ، ومن المحال أن نهزمهم ، ثم نلحقهم ثم نغنم منهم مع انهم غنموا وسنذكر ذلك

فلما جاء الليل وتحاجز الفريقان

وبات الرومان يتحدثون عن شجاعة المسلمون واستبسالهم وكان اليوم الأول

من القتال في صالح المسلمون تماما فقد ثبتوا أمام الرومان، وأفشلوا خططهم في تطويق المسلمون، وكان عدد قتلى الرومان أكبر من قتلى المسلمين

اتدرون كم كان عدد الشهداء من المسلمين في مؤتة؟؟

كان عددهم {{ ١٢ }}  شهيد

أما عدد قتلى الروم جاء في كتاب {{ فقه السيرة }} عددهم كان مالا يحصي احد

وقيل بعد الفتوحات الاسلامية ودخول الناس في دين الله اخبر العرب الصحابة أن عدد قتلاهم كان في مؤتة فوق {{ ٣ آلاف }}

فكان قرار {{خالد بن الوليد}} أن ينسحب بالجيش، لأن المسلمون وان كانوا قد حققوا تفوقا في اليوم الأول، فليس هناك احتمال لتحقيق النصر الكامل، ولا يمكن مثلا تعقب الروم والتوغل داخل الأراضي الرومانية بهذا الجيش الصغير
__

وهنا اخذ يفكر خالد

لو انسحب المسلمون من أمام الرومان بطريقة طبيعية، فلابد أنهم سيلحقوا بهم وستكون مجزرة حقيقية يباد فيها الجيش بأكمله

فوضع {{خالد }} خطة انسحاب محكمة أراد بها ايهام الجيش الرومي ان انسحاب المسلمون هو خدعة

يريد بها استدراج الجيش الرومي، فلا يلحقوا بهم وبذلك ينجو بالجيش المسلم بلا خسائر

_

فوضع {{خالد بن الوليد}} أعظم خطة انسحاب في التاريخ

ما هي هذه الخطة؟؟
سنعلم بالجزء القادم ان شاء الله تعالى


يتبع بإذن الله ...

لمحة عن سيرة المصطفى

19 Oct, 20:02


#هذا_الحبيب_195

#السيرة_النبوية_العطرة

الخروج إلى مؤتة
_

ووصل الجيش بعد أسبوعين الى منطقة {{ معان}} في جنوب الأردن

وكان الهدف كما ذكرنا هو قتال {{شرحبيل بن عمرو }} ملك غسان الذي قتل حامل الرسالة
{{ الحارث بن عمير }} رسولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم

ولكن في هذا المكان نقلت الاستخبارات الإسلامية الى

{{زيد بن حارثة}} مفاجأة غير متوقعة

وهي أن الدولة {{ الرومانية }} قد قررت الإشتراك في المعركة بنفسها ، بل وألقت بثقلها في المعركة، وأرسلت جيشا قوامه

{{ ١٠٠ ألف }} مقاتل

طبعا أذناب الروم من العرب دائماً جاهزين للولاء

فتجمع العرب مع {{ هرقل }}

وأعدوا جيشا آخر قوامه {{ ١٠٠ ألف }}

فأصبح عدد العدو {{ ٢٠٠ ألف }} منهم {{ ٥٠ ألف }} فارس

مقابل كم من المسلمين ؟؟

{{ ٣ آلاف }} مسلم

هكذا أجمعت كل كتب السيرة

والعجيب أن يعد الروم والعرب الموالين لهم كل هذا الجيش لقتال جيش قوامه فقط {{ ٣ آلاف }} مقاتل

على ماذا يدل هذا ؟؟

يدل على مدى الرعب الذي كان فيه هؤلاء الروم وأتباعهم وخوفهم من المسلمين

والهيبة العظيمة التي استطاع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تحقيقها للدولة الإسلامية
_

عندما علم المسلمون بعدد الروم

جمع {{ زيد بن حارثة }} الصحابة، ليعرض عليهم مستجدات الموقف

واستشارهم كما فعل صلى الله عليه وسلم في بدر وفي أحد وفي الخندق ، وكانت هناك ثلاثة آراء مختلفة
_

الرأي الأول

كان يرى أن يرسل المسلمون رسالة الى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ويخبرونه بالوضع ويطلبون رأيه

فإما أن يأمرهم بالقتال أو الإنسحاب أو يرسل اليهم مدد

وقد تم رفض هذا الرأي لأن المسافة

بين معان والمدينة كبيرة

___

الرأي الثاني

كان يرى أن ينسحب الجيش ويعود الى المدينة، لأن الجيش جاء لمحاربة مملكة {{ غسان }} وعقاب {{ شرحبيل بن عمرو }} الذي قتل {{ الحارث بن عمير }}

ولذلك أتى بجيش قوامه ٣ آلاف مقاتل ، ولم يأت لقتال تحالف بين الإمبراطورية الرومانية العملاقة وكل القبائل العربية المتحالفة معها

ودخول معركة كهذه معناه اهلاك الجيش الذي هو كل عماد الدولة الإسلامية في ذلك الوقت، ولا يأمن اذا حدث هذا أن يجتاح أعداء الدولة الإسلامية من قريش وغطفان وغيرهم المدينة

وقال أصحاب ذلك الرأي لزيد بن حارثة: _ قد وطئت البلاد، وأخفت أهلها ، فانصرف ، فإنه لا يعدل العافية شيء

[[ يعني يكفي الروم خوفهم منا وخروجهم بهذا العدد يعتبر نصر لنا فلنرجع ]]
_

فوقف عبد الله بن رواحة وقال: _ يا قوم

والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون {{ الشهادة }} وما نقاتل الناس بعدد ولا بقوة ولا كثرة، وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين ، إما ظهورٌ وإما شهادة

وكانت الأغلبية في الجيش مع هذا الرأي الأخير، وهو الدخول في الحرب، وكان هذا القرار كان هو أجرأ قرار عسكري على مر التاريخ كله
____

وصل المسلمون الى قرية تسمى {{ شارف }} بعدما اقاموا يومين في {{ معان }} وكانت هذه القرية شارف قد اشتهرت بصناعة السيوف كان يقال سيوف مشرفية

[[ اي صنعت في شارف ]]

ولكن وجد المسلمون أن هذا المكان غير مناسب للقتال بالنسبة لهم فانحازوا الى قرية يطلق عليها {{ مؤتة }} مدينة معروفة في جنوب الاردن ، وأقاموا معسكرهم هناك

وكان سبب اختيار هذه القرية هو استغلال مزارع القرية وبيوتها لتكون حماية طبيعية للجيش

فلا يتمكن الرومان من تطويق الجيش، وتكون المواجهة بنفس أعدادهم، وهي نفس خطة الرسول في بدر وفي أحد
__

ووصلت جيوش العدو، أمواج بشرية هائلة تنساب الى أرض المعركة ، والمسلمون واقفون ثابتون كالجبال

تخيلوا {{ 100 الف }} عددهم وكثرتهم

وكان ممن حضر المعركة {{ أبو هريرة }}

يقول أبو هريرة:_ شهدت مؤتة ، فلما رأينا المشركين ، ما لا قبل لنا به من العدد ، والسلاح ، والكراع ، والديباج ، والحرير ، والذهب ، فبرق بصري

فقال لي ثابت بن أقرم [[ وهو صحابي كان ممن شهد بدر ]]

فقال لي :_ يا أبا هريرة ، مالك ، كأنك ترى جموعاً كثيرة ؟؟

قلت :_نعم

قال :_ لم تشهدنا ببدر إنا لم نُنصر بالكثرة

[[ اسمعتم نحن أمة لا ننتصر بالكثرة ، ولا بالعدة ، ننتصر بالعقيدة الصادقة ، واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ، وهي قوة العقيدة ، قلب قد تمكن فيه الايمان هذه هي قوة الامة ، لذلك قال ابن رواحة

وما نقاتل الناس بعدد ولا بقوة ولا كثرة، وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ، كن مع الله ترى الله معك ]]

وجاءت ساعة الصفر ، وأعطى {{زيد بن حارثة}} اشارة البدء الى أصحابه، وبدء القتال ، ما الذي حدث بعد ذلك ؟

يتبع بإذن الله ..

لمحة عن سيرة المصطفى

18 Oct, 20:00


هم يعلمون أنه نبي مؤيد من السماء

ولكن كما قال الله تعالى

{{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }}

وقال تعالى

{{ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا }}

___

إذن بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة زيد ثم جعفر ثم عبدالله

ولم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه في هذه المعركة

والرسول صلى الله عليه وسلم ، لم يخرج في جميع الغزوات

والسبب

١_ حتى لا يشق على أمته

[[ لأنه لو خرج في كل غزوة لخرج كل المسلمين معه، وهذا أمر لا يتحمله كل الناس ]]

٢_ لكي يتعود المسلمون على الاعتماد على أنفسهم، ويستطيع تربية وأعداد صف من القادة ينهضون بالرسالة بعده صلى الله عليه وسلم
___

وخرج صلى الله عليه وسلم بنفسه لتوديع الجيش

وكان يوم {{ الخميس }}

وودعهم الناس وقالوا لهم:_ صحبكم الله، ودفع عنكم، وردكم إلينا صالحين

فلما قيل لعبد الله بن رواحة ذلك رد على من يدعون له ان يرجع إليهم بشعر

فقال :_

لكنني أسأل الرحمن مغفرة ، وضربة ذات فزع تقذف الزبدا

أو طعنة بيدي حران مجهزة ، بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا

حتى يقال إذا مروا على جدثي ، أرشده الله من غاز وقد رشدا

لكنني أسأل الرحمن مغفرة ، وضربة ذات فزع تقذف الزبدا

[[ يعني ضربة كبيرة لا تلتئم ، تكون واسعة يتدفق  الدم منها تدفق ]]

أو طعنة بيدي حران مجهزة [[ حران هو الانسان المشتاق للقتل والدماء ]]

بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا   [[ ضربة تطلع كبدي واحشائي برا ]]

حتى يقال إذا مروا على جدثي ، أرشده الله من غاز وقد رشدا

[[ جدثي اي قبري قال تعالى { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } الأجداث ،مفردها جدث وهو القبر ]]

ودع عبدالله بن رواحة الصحابة بهذه الابيات

[[ اي انه يتمنى الشهادة في سبيل الله ]]

___

وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم  الجيش وقال:_

{{ انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله

ولا تقتلوا شيخاً فانياً ، ولا طفلاً صغيراً ، ولا امرأة ، ولا تمثلوا ، ولا تغلوا ، وضموا غنائمكم ، وأصلحوا وأحسنوا ، إن الله يحب المحسنين }}

وانطلق الجيش على بركة الله الى {{ مؤتة }}
__

وكان الطريق من {{ المدينة }} الى {{ مؤتة }}

يبلغ {{ ١٢٠٠ كم }} في صحراء قاحلة

وهي اكبر مسافة سارها جيش مسلم حتى ذلك الوقت

وكان ذلك أيضا في شهر آب [[ وهو شهر ٨ ، الذي نقول عنه آب اللهاب ]] جو شديد الحرارة

انطلق الجيش كما قلنا يوم {{ الخميس }}

قبل سقوط القرص حتى يبيت الجيش خارج المدينة ثم ينطلقوا يوم الجمعة

ووقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة بين الناس على منبره يخطب الجمعة

واذا {{ عبدالله بن رواحة }} بين الصفوف

فلما فرغ من صلاته

قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ ما أبطأك عن صحبك يا بن رواحة لما لم ترح معهم ؟؟

لان السفر بعد الظهر اسمه { روحة }

والسفر صباحا يسمى { غدوة }

لذلك قال صلى الله عليه وسلم {{ لَغَدْوَةٌ في سبِيلِ اللَّهِ، أوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا وَمَا فِيها }}

قال له لما لم ترح مع اصحابك ؟؟

فقال ابن رواحة :_ احببت ان اجمع معك يارسول الله فلعلها تكون اخر جمعة

[[ اي اصلي الجمعة معك ممكن ما ارجع حابب اسمع اخر موعظة لك ]]

يقول الصحابة فرفع النبي صلى الله عليه وسلم ،صوته بلهجة المعاتب المغضب

وهو يقول :_ والذي نفسي بيده لو أنفقت مافي الارض جميعاً ما أدركت غدوتهم

[[ هنا قال غدوتهم هم صحيح انطلقوا بعد ظهر الخميس في الرواحة ، ولانه جيش وهو شخص واحد يستطيع ان يلحق بهم فهم يوم الجمعة انطلقوا قبل الظهر فكانت غدوة ، وعبدالله بن رواحة مازال بالمدينة ولكن يستطيع اللحاق بهم ]]

قال :_ والذي نفسي بيده لو أنفقت مافي الارض جميعا ما أدركت غدوتهم

انطلق عبدالله بن رواحة مسرعاً ،وقد اشعلت هذه الكلمات النور في قلبه

اذا غدوتهم فقط تعدل ما على الارض ، إذن ما قيمة الجهاد في سبيل الله

وانطلق الجيش الى مؤتة

وكان الطريق يبلغ كما قلنا {{ ١٢٠٠ كم }} في صحراء قاحلة

___

ووصل الجيش بعد أسبوعين الى منطقة {{ معان}} في جنوب الأردن

يتبع بإذن الله  ...