أمَّا الزُّناةِ بنُو الزّناة، أصحابُ الأرائِك، والفنادِقِ والنّساء. ملعونُون أينَما وُجدوا . يموتُ القائدُ خلفَ القائد هنا، والقُوَّاد في مزارِع الفسخِ يعيثُون، يحترقُ النّاسُ، يسيِحُ النّاس هنا، وأولئكَ "الحرامِيُّون" يَزورون اجتماعًا طارئًا لبحثِ الأزمة ثمَّ ينصرفون إلى سهرةٍ بالنَّاي، والأجسادِ والخمر، والتُّفاح، ثمّ يعودون إلينَا هنا، ليركبوا على ظهورنَا، ونحنُ نسِير.. نسِير، من غيْر كلمَة.
أمَّا الزُّناة بنُو الزّناة، فقد سكتنَا عن ظُلمهم، لمّا كان أصعب الحالِ صاع طحيِن و سكّر! أ نَسكُت عنهم اليَوم وقدْ ماَت الجوعى، وتفتّت الموتَى، وذهل كلّ ذَوو شهِيد أيُصلُّون على رأسه أم معيِه أو أذنيه؟ أنرضَى أن نُركبَ من زُناةٍ نجّسونا واكتفَوا بالصّمتِ وبيعِ الخمر، وشراءِ نساءِ اللَيل، وحشد قوّة العسكر؟
إنَّنا على طريقِهم إذا بقِينا تحتَ ذيلِ الكلب. كالقملة، كالبعوضة، كأيّ شيء هيّنٍ لا يُجدِي. ولا شيء في المعمورة خلقهُ الله دون جدوَى، لكنّنا تخلّينا، رأينا الدّم واللحم ومضينا، سمعنا صوتَ الجُلودِ تتفرقع تحت النّار، وصوتَ جُنونِ الأم من الضّياع، وصوت الجُوع .. ومضينَا . وكذَلِكَ يُمضى فوقنا، إن بقينا هكَذا ولم تَقُم ثورةُ التّحرير، ثورةُ الفتح، ثورةُ الجهاد، ثورةُ تطهيرِ الأرائك والكراسي، إذا لم نقُل ليسْقُط هؤلاء، لأجلِ الدّين والدم، إن لمْ نُقبّل فوهةَ البارود فقد زَنينا.
والسّلام عليكم ورحمة الله.
ثناء بلعابد