رفقاً بفاطِمَ أيُّها الجِسْرُ
فمُصَابُ موسى ما له جبرُ
ماذا تُحدِّثُ؟ والمصائبُ جمَّةٌ
ولِوَقْدِها وسْطَ الحشا جَمْرُ
أعَنِ الوفودِ عليْكَ أقْبَلَ جَمْعُهُمْ؟
قَدْ لفَّهُمْ بَعْدَ الأسى بِشْرُ
لكنَّهُمْ سُرعانَ ما فُجِعوا بِهِ
في السِّجنِ غَالَ جَمالَهُ الغَدْرُ
أم هلْ سَتُنْبينا بحالَةِ ميِّتٍ
ألقيدُ غلَّ يديْهِ والقَهْرُ؟
وبِساقِِهِ حلقُ الحديدِ تآزرتْ
وكأَنْ لَهَا مَعَ ساقِهِ ثأْرُ
يا جِسْرُ لا تَذْكُرْ نِداءَ هَوانِهم
فَلَهُ يئِنُّ الدِّينُ والطُّهْرُ
واذكرْ غداةَ علا النِّدا في طَيْبَةٍ
ألْيَوْمَ ماتَ العِزُّ والفَخْرُ!
فأتى الرِّضا ينعى أباه بِعَوْلَةٍ
وجَرَتْ عليْكَ دُمُوعُهُ الحُمْرُ
ألْفاهُ مطروحاً بدا في ساقِهِ
رضٌّ ويصهرُ وجْهَهُ الحرُّ
في خدِّهِ سَوْطٌ..فدَتْهُ حُشاشتي
هلْ كانَ في أضلاعِهِ كَسْرُ؟
إِنْ كُنْتَ يا جِسْرُ اصطبرتَ لرزْئِهِ
فلِجدِّهِ لا يصْبِرُ الصَّبْرُ
لمّا أتى السجّادُ يقصد كربلا
حيْثُ الوُحُوشُ تنوْحُ والطَّيْرُ
فرآهُ مُلقىً في العراءِ معفّراً
قَدْ وزَّعَتْهُ البيضُ والسُّمْرُ
منْ نحْرِهِ ناداهُ يا زيْنَ الوَرَى..
للهِ ماذا يطلبُ النَّحْرُ؟!
وسِّدْ على صَدْرِي رضيعاً ظامِئاً
لهفي عَلَيْهِ وهلْ لَهُ صدْرُ؟!
#علي_عسيلي_العاملي
@thaeqaalsharfassihkom