---
لا تَلُم أمْسَكَ فيما صنَعَا
أمسُ قد وَلّى ولن يُستَرجَعَا
أمسُ قد فاتَ ولن يُبعِدهُ
حملُكَ الهمَّ له والجزَعَا
هَدَراً ضيَّعتَه مثلَ دَمٍ
الملكِ الإبرشِ لمّا ضيَّعا
لم تُمطِّرْه فلا تَسأَلْ به
أشباباً، أم سَحاباً أقلَعَا
واطَّرِحْه واستَرِحْ من ثِقلِه
لا تُضِعْ أمسَكَ واليومَ معَا
آهِ كم جرَّرتَها عن كَبِدٍ
من وَقيدِ الآهِ سالتْ قِطَعَا
آه يا شَرخَ الصِبا لو طَلَلٌ
سَمِعَ النجوى، ولو مَيْتٌ وَعَى
ما أذلَ العُمرَ مَمحوقَ السَّنا
يشتكي منه المغيبُ المطلَعَا
فهو ما ارتحتَ له حتى امّحى
وهو ما سلَّمَ حتى ودَّعَا
وأخسَّ المرءَ يشكو يومَه
فإذا ولَّى بكاهُ جَزَعَا
عاطشاً يمضي ولمّا يغتَرِفْ
من أفاويقِ الصِبا ما رَضَعَا
تَنحِتُ الآلامُ من أطرافِه
يأكلُ الموضعُ منه الموضِعَا