تَبارك مِيثم.

زَّهْراءُ وَاحِدةٌ وَلَيسَ لَهَا عَدَد
لو لا عَلِيٌ لَمْ يكُنْ كُفْوًا أحَد
أو مَا درى حَطَبٌ بِعتْبتهَا اتَّقد
أنّ الضِيَاء يصيحُ فَاطِمةٌ مَدد

يَارَبُّ أَنْتَ المُعِينُ وَبكَ النَّفْسُ تَسْتَعِين.

أَيُّها الكاتِبُ مَا تَكتُبُ مَكتوبٌ عَلَيْك
فَاِجعَلِ المَكتوبَ خَيرًا فَهوَ مَردودٌ إِلَيْك

أَيُّها الفاجِرُ جَهلاً بِالنَسَب
إِنَّما الناسُ لِأُمٍّ وَلِأَب
هَل تراهُم خُلِقوا مَن فِضَّةٍ
أَم حَديدٍ أَم نُحاسٍ أَم ذَهَب
بَل تَراهُم خُلِقوا مِن طينَةٍ
هَل سِوى لَحمٍ وَعَظمٍ وَعَصَب
إِنَّما الفَخرُ لِعَقلٍ ثابِتٍ
وَحياءٍ وَعَفافٍ وَأَدَب

قَلبِي يَذُوبُ أَسىً عَلى الزَهراءِ
وَمَدامِعي تَجرِي دَمًا بِسخَاءِ

حُزنًا عَلى الطُهرِ البَتُولةِ أَنّها
رَحَلّت بِقَلبٍ غَصّ بِالبَلواءِ

رَحَلت بِحَسرتِها وَظَل وَراءهَا
سِرُّ الجُوى وَالجَمرُ فِي الأَحشَاءِ

وَمَضَت إِلى الرَّحمَن تَشكُو اُمّةً
نَقَضتْ عُهُودَ الشَريعَةِ الغَراءِ

وَيلٌ لِعُمرٍ ممّا اقتَرَفَتْ يَداهُ!

وَأَسْتَجِيرُ بِكَ مِنْ كُلِّ بَلاء، فَأَجِرْنِي.

اللّهُمَّ اجْعَلْنِي أَهَابُهُمَا هَيْبَةَ السُّلْطَانِ الْعَسُوفِ، وَأَبَرُّهُمَا بِرَّ الاُمِّ الرَّؤُوفِ، وَاجْعَلْ طَاعَتِي لِوَالِدَيَّ وَبِرِّيْ بِهِمَا أَقَرَّ لِعَيْنِي مِنْ رَقْدَةِ الْوَسْنَانِ، وَأَثْلَجَ لِصَدْرِي مِنْ شَرْبَةِ الظَّمْآنِ حَتَّى أوثِرَ عَلَى هَوَايَ هَوَاهُمَا وَاُقَدِّمَ عَلَى رِضَاي رِضَاهُمَا وَأَسْتَكْثِرَ بِرَّهُمَا بِي وَإنْ قَلَّ وَأَسْتَقِلَّ بِرِّي بِهِمَا وَإنْ كَثُرَ. أللَّهُمَّ خَفِّضْ لَهُمَا صَوْتِي، وَأَطِبْ لَهُمَا كَلاَمِي، وَأَلِنْ لَهُمَا عَرِيْكَتِي، وَاعْطِفْ عَلَيْهِمَا قَلْبِي، وَصَيِّرْنِي بِهِمَا رَفِيقاً، وَعَلَيْهِمَا شَفِيقاً. أللَّهُمَّ اشْكُرْ لَهُمَا تَرْبِيَتِي وَأَثِبْهُمَا عَلَى تَكْرِمَتِي، وَاحْفَظْ لَهُمَا مَا حَفِظَاهُ مِنِّي فِي صِغَرِي.

ــ الصَّحِيفَة السَّجَّادِيَّة.

"اخْصُصِ اللَّهُمَّ وَالِدَيَّ بِالْكَرَامَةِ لَدَيْكَ، وَالصَّلاَةِ مِنْكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ."

"عَامٌ فِيهِ أعْوَامٌ مِن النُضجِ."

كَقَوْلِ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَظْماً

رَضِيتُ بِمَا قَسَمَ اَللَّهُ لِي
وَ فَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَى خَالِقِي
كَمَا أَحْسَنَ اَللَّهُ فِيمَا مَضَى
كَذَلِكَ يَحْسُنُ فِيمَا بَقِيَ

- مصباح الشريعة:ج١،ص١٧٥.

اَلْمُفَوِّضُ أَمْرَهُ إِلَى اَللَّهِ فِي رَاحَةِ اَلْأَبَدِ وَ اَلْعَيْشِ اَلدَّائِمِ اَلرَّغَدِ وَ اَلْمُفَوِّضُ حَقّاً هُوَ اَلْعَالِي عَنْ كُلِّ هِمَّةٍ دُونَ اَللَّهِ .

- الإمَام اَلصَّادِق عَلَيْهِ السَّلاَم.
- مصباح الشريعة:ج١،ص١٧٥.

تُكْثِرُ مِنَ اَلْإِخْوَانِ مَا اِسْطَعْتَ أَنَّهُمْ
عِمَادٌ إِذَا مَا اِسْتَنْجَدُوا وَ ظُهُورٌ
وَ لَيْسَ كَثِيرُ إِلْفٍ خِلٌّ وَ صَاحِبٌ
وَ إِنَّ عَدُوّاً وَاحِداً لَكَثِيرٌ

- أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَم .
- بحار الأنوار:ج١٣،ص٤١٤.

"قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ يَا بُنَيَّ اِتَّخِذْ أَلْفَ صَدِيقٍ وَ أَلْفٌ قَلِيلٌ وَ لاَ تَتَّخِذْ عَدُوّاً وَاحِداً وَ اَلْوَاحِدُ كَثِيرٌ ."

اِلهي لَئِنْ عَذَّبْتَني اَلْفَ حِجَّة
فَحَبْلُ رَجائي مِنْكَ لا يَتَقَطَّعُ
اِلهي اَذِقْني طَعْمَ عَفْوِكَ يَوْمَ لا
بَنُونَ وَلا مالٌ هُنا لِكَ يَنْفَعُ
اِلهي لَئِنْ لَمْ تَرْعَني كُنْتُ ضائِعاً
وَاِنْ كُنْتَ تَرْعاني فَلَسْتُ اُضَيَّعُ
اِلهي إذا لَمْ تَعْفُ عَنْ غَيْرِ مُحْسِن
فَمَنْ لِمُسيء بِالهَوى يَتَمَتَّعُ
اِلهي لَئِنْ فَرَّطْتُ فِي طَلَبِ التُّقى
فَها اَنَا اِثْرَ الْعَفْوِ اَقْفُو وَاَتْبَعُ
اِلهي لَئِنْ اَخْطاْتُ جَهْلاً فَطالَما
رَجَوْتُكَ حَتّى قيلَ ما هُوَ يَجْزَعُ
اِلهي ذُنُوبي بَذَّتِ الطَّوْدَ وَاْعتَلَتْ
وَصَفْحُكَ عَنْ ذَنْبي اَجَلُّ وَاَرْفَعُ
اِلهي يُنَحّي ذِكْرُ طَوْلِكَ لَوْعَتي
وَذِكْرُ الْخَطايَا الْعَيْنَ مِنّي يُدَمِّعُ
اِلهي لَئِنْ اَقْصَيْتَني اَوْ اَهَنْتَني
فَما حيلَتي يا رَبِّ اَمْ كَيْفَ اَصْنَعُ
اِلهي بِحَقِّ الهاشِميِّ وَآلِهِ
وَحُرمَةُ إِبراهيمَ خِلَّكَ أَضرَعُ
اِلَهي فَإِن تَعفو فَعَفوُكَ مُنقِذي
وَإِلا فَبالذَنبِ المُدَمِّرِ أُصرَعُ

تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلا
وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ
وَعِلْمٌ وَآدَابٌ وَصُحْبَةُ مَاجِدِ

- أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَم .
- ألف حديث في مائةِ موضوع:ص١٤٠.

"القُرب الحقِيقيّ للإنسَان هُو أن يُدرك أنّهُ إذا كان مَع الله تَعَالى، فَهو يملِكُ كُلّ شَّيء؛ وَأنّهُ دُون الله تَعَالى لا شَّيء."

فأَكْرَم النَّفَسِ وَأستَكمْل مَكَارمُها
‏         فالْمَرْءُ بِالنَّفَسِ لا بالِجسمِ إنسانُ
‏ فأَنْظَر لفَعْل النَّاسِ تَعَرَّفَ مَعالِمُها
‏         إِنِّ الفِعَّال لآصَل النَّاسِ عُنْوَانُ

وَكُن فِي الطَريقِ عَفيفَ الخُطا
شَريفَ السَماعِ كَريمَ النَظَر
وَ كُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ
يَقولونَ مَرَّ وَ هَذا الأَثَر

قَلبِي يَذُوبُ أَسىً عَلى الزَهراءِ
وَمَدامِعي تَجرِي دَمًا بِسخَاءِ

حُزنًا عَلى الطُهرِ البَتُولةِ أَنّها
رَحَلّت بِقَلبٍ غَصّ بِالبَلواءِ

رَحَلت بِحَسرتِها وَظَل وَراءهَا
سِرُّ الجُوى وَالجَمرُ فِي الأَحشَاءِ

وَمَضَت إِلى الرَّحمَن تَشكُو اُمّةً
نَقَضتْ عُهُودَ الشَريعَةِ الغَراءِ

قِيلَ فِي رِثَاءِ السَّيدة الزَّهْرَاء عَليهَا السَّلام .

لَهفِي لَهَا وَجفُونَها قَرحَى وَ قَدْ
حَمَلَت مِنَ الأَحزانِ عِبئًا مُثقَلا

تَخفِي تَفَجُّعَها وًتَخفِضُ صُوتَهَا
وَ تظلُّ نَادِبةً أَبَاهَا المُرسَلا

تَبْكِي عَلَى تَكدِيرِ دَهرٌ مَا صَفَا
مِنْ بَعدهِ وَقَرِير عَيّشٍ مَا حَلا

"كما أَنَّ الجِسْم وَ الظَّلَّ لا يَفْتَرِقانِ ، كَذَلِك الدِّينُ وَ التَّوفِيقُ لا يفْتَرِقان."

ألَم تَرَ أنَّ العَقلَ زينٌ لِأهلِهِ
وَ أنَّ تَمَامَ العَقلِ طُولُ التَّجَارُبِ!.

وتَحسَبُ أنّما دَبَّرتَ أمرًا
‏فَتَلقىٰ أمرَ رَبِّك ما يَكونُ

‏وَفِي الإغلاقِ بَعضُ الفَتحِ مِنهُ
‏وَلِلقَيّومِ فِي الدُّنيا شُؤونُ

‏إذا مَا شاءَ ان يُقضَىٰ بِأمرٍ
‏فَحَسبُ الأمرِ كُن كيما يَكونُ

"فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَا تَعِيشُ بِذِكْرِهِ
‏فَالْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا حَدِيثٌ يُذْكَرُ"

‏وبِكَ أَستَجيرُ مِنَ تَواتُرِ الأَحْزان.

أنْتَ الَّذي عَودتَّني أنَّ لُطفك بالغٌ، يَمحِّي الضَّرَر وَكُلِّي يَقين أنَّكَ يا رَحيمُ تَرعانِي.