كما كان متوقعاً… فقد تم التوافق بين نتنياهو وكاتس على ايال زامير كرئيس جديد لأركان جيش العدو بدلاً من هريتسي هليفي، وقد كانت طبخة زامير واضحة منذ اقدامه على الاستقالة وسط ضغط كبير من اليمين وشخصيات عسكرية وسياسية برفض استقالته..
زامير شخصية عسكرية كبيرة وتقلد عدة مناصب مهمة ومتقدمة بجيش العدو، كان أهمها:
- قائد اللواء السابع المدرع وهو لواء نخبوي نظامي.
- قائد الفرقة 36 النظامية الآلية المعروفة بجاعش.
- قائد قيادة المنطقة الجنوبية بجيش العدو والمسئولة عن فرق عديدة من ضمنها فرقة ثعالب غزة ( 143 ).
- السكرتير العسكري والأمني لرئيس حكومة العدو في ععد نتنياهو.
- نائباً لرئيس الأركان الصهيونية في عهد أفيف كوخافي وكان مسئولاً عن مشروع بناء القوة.
- المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
وقد صابته خيبة أمل بسبب اختيار هيليفي رئيساً للاركان حيث كان في سباق حميم نحو المنصب كونه النائب يومها…
زامير جنرال صاحب تجربة عملياتية سابقة وفي آخر سنوات ذهب لمشاريع بناء القوة والعمل الإداري في الأركان، بعد أن شارك في وضع خطة ( تنوفا ) الزخم، مع كوخافي، لكن اختياره في مرحلة كهذه يفرض عليه تحديات كبيرة جداً، أهمها:
- خلق حالة توازن داخل مكونات الجيش بعد حربي غزة ولبنان.
- القيام بإعادة صياغة الخطط والعمليات واجراء اصلاحات في أساليب وتكتيكات الجيش وطرق عملها استخلاصاً لحرب غزة، آخذاً بالاعتبار ملخصات لجان التحقيق التي تبعت هزيمة السابع من اكتوبر.
- فشل الحملة العسكرية الكبيرة على قطاع غزة والتي يظهر للجميع أن حماس والمقاومة لم تنكسر أو تنهزم بعدها.
- الاستقطابات الداخلية الحادة لدى الكيان وخاصة أنه محسوب على اليمين.
- التهديدات الخارجية المحيطة بالكيان وخطر ايران ومشروعها النووي.
- التحول الكبير في سوريا وارتدادته على الاقليم ودول الطوق.
وغيرها ..
لذا سيضطر للقيام بتعيينات جديدة في صف الضباط الكبار والتي تعني ( نفضة جديدة ) في معظم مفاصل الجيش، وتنسيب نائب للأركان للموافقة عليه من كاتس ونتنياهو، والذي قد يعني تحول جديد في شكل الجيش ومستقبله، خاصة وأن الجيش مجروح وقادة الفرق والألوية المقاتلة تعتبر نفسها قد ضحت وقدمت في ملحمة تاريخية في عمر الكيان ( حرب الاستقلال الثانية )، وبالتالي سيكون الجيش أمام أزمة داخلية جديدة على مستوى الكادر والخطة الاستراتيجية..
بخصوص الخطة الاستراتيجية للجيش، سيجد زامير نفسه مرغماً على صياغة خطة جديدة، بعكس هليفي الذي بنى خطته ( معالوت/ التفوق) باعتباره طبقة اضافية على خطة ( تنوفا/ الزخم) وليست بديلاً عنها، والتي صاغها سلفه كوخافي.. وهذا تحدي أكبر والذي قد يأخذه للنظر بشكل أعمق للعقيدة العسكرية الاستراتيجية للجيش وكذلك العقيدة الأمنية للكيان برمتها، وامكانية اجراء تعديلات عليها، خاصة وأن الطوفان الذي قام به القسام قد جاء على آخرها..
من المتوقع على صعيد الكادر الاستراتيجي أن يكون تامير يديعي رئيس ذراع البر والذي استقال قبل شهور، وكذلك غوردين قائد المنطقة الشمالية بالجيش الذي قاد الحرب على جنوب لبنان وحزب الله، المنافسين على منصب نائب رئيس الأركان.. اضافة لعدد من الضباط الكبار..
مع العلم أن مدة المنصب حسب النظام الداخلي للجيش هو عامين وتجدد لعام واحد فقط كحالة استثنائية، ولعل زامير يكون آخر رئيس أركان لجيش العدو بإذن الله تعالى، فنحن أمام أحداث متسارعة وتطورات كبيرة بالمنطقة والتي تبعت الطوفان المبارك، وظننا بالله أنها لصالح شعبنا وأمتنا وسيكون لها تأثيرها الكبير على مستقبل الكيان ووجوده بالمنطقة.
✍️ أسامة خالد
t.me/OsamaKaled