واضح من السلوك العملياتي الصهيوني بالجنوب اللبناني أنه يُصر على التعمق أكثر بالأنساق الثانية بمدن الجنوب .. وهو يركز الآن بإندفاعه على ثلاثة محاور رئيسية:
- محور الخيام حيث يريد الوصول لمدينة الخيام لما لها من أهمية استراتيجية على جهة البقاع وفصل فرقة حيدر ( البقاع ) عن فرقة نصر ( القطاع الشرقي) هناك، والإلتفاف على الخطوط الدفاعية الرئيسية لحزب الله.
- محور طلوسة حيث يريد الوصول لمدينة بنت جبيل لما لها من رمزية تعبوية وتكتيكية في الحملة البرية.
- محور قرية الشمع حيث يريد الوصول لبلدة البياضة الساحلية، لما لها من أهمية استراتيجية في معركة السيطرة وتطويق المناطق الجنوبية بالغرب والساحل، وفتح الطريق نحو مدينة صور.
ماذا يهدف العدو بهذا..!؟
- تضليل حزب الله عن معرفة الجهد الرئيسي من الجهد الثانوي، وبالتالي استثمار عامل الوقت وعمل خلخلة في خطة الحزب خاصة حشد قواعد النار والقوات المعنية بتنفيذ الهجمات المضادة بالعمق.
- اشغال كافة دفاعات حزب الله الأمامية بالقطاع الشرقي والأوسط والغربي وكذلك دفاعاته بالعمق واجبارها على خوض عمليات تراجعية وبالتالي سرعة سقوط مناطق محددة ومرتفعات حاكمة تُعجل من وصول جيش العدو نحو نهر الليطاني.
- مزيد من الضغط العسكري على الحزب وحاضنته الشعبية، واظهار جدية اكبر في قضم مناطق الجنوب لمرحلة قادمة تساهم في خلق واقع أمني جديد هناك.
- فتح الطريق كإستثمار نجاح لتطهير مناطق سكنية أمام الأولي بالنيران المكثفة خاصة مع زج العدو أمس لبطاريات جديدة من المدفعية لأول مرة منذ بدء الحرب، بالإضافة للطيران الحربي.
ماذا أمام حزب الله ليفعل…!؟
السلوك الحالي من حزب الله ممتاز لكنه لن يبقى ممتازاً مع انتقال القتال داخل ما يعرف ( بمنطقة الحرب ) ومنطقة الدفاع الخلفي لفرقتي نصر وعزيز وبالتالي خوض تكتيكات الدفاع بالعمق عبر التركيز على تشغيل قواعد نيران ثابتة ومتحركة لضرب القوات المتقدمة خاصة الآليات منها، والذي سيتسبب في اكمال طليعة القوات المعادية للتقدم بشكل أسرع حتى لو وقعت بها خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات فنحن نتعامل مع جيش نظامي مجهز ومدعوم..
ولذا يجب أن يعتمد ( تكتيك الإحتضان ) عبر الإلتحام البشري المباشر بين القوات ببعضها وتحييد سلاح الجو المعادي وشل وسائط الدعم الناري..
وسيجد العدو نفسه وسط معركة مباشرة بين القوات الصديقة والمعادية دون داعم وحينها ربما ينطفىء زخم هجومه مما يضطره لخوض عمليات تراجعية واجباره على وقفات تعبوية لإعادة النظر بالموقف مما يعطي المجال لقوات الدفاع المتحرك بالحزب لخوض هجوم مضاد حاسم على مناطق الخرق وترميمها وطرد العدو منها..
هذا يعني أن على حزب الله أن يُبكر في إتباع تكتيكات القسام ويعتمد ( تكتيك الاحتضان ) دون تأخير مع دفاع مرن ومتحرك في العمق ومنع العدو من الاستقرار في مناطق التحشدات الرئيسية الخلفية وضرب خطوط مواصلاته، ولتصبح الكمائن بأنواعها والإغارات العاجلة بالقوات نظاماً عملياً في مواجهة العدو مع تفهم اختلاف لطبيعة الجغرافيا والأرض هناك..
✍️ أسامة خالد
t.me/OsamaKaled