قال عبد الله بن يوسف : كنا عند مالك بن أنس، فقال له رجل من أهل نصيبين، يا أبا عبد الله، عندنا قومٌ يقال لهم الصوفية، يأكلون كثيراً، فإذا أكلوا أخذوا في القصائد، ثم يقومون فيرقصون، قال مالك: هم مجانين؟ فقال لا. قال هم صبيان؟ قال لا هم مشائخ عقلاء، قال مالك: ما سمعنا أن أحداً من أهل الإسلام يفعل هكذا، قال الرجل: بل يأكلون ثم يقومون، فيرقصون يلطم بعضهم رأسه وبعضهم وجهه.
فضحك مالك وقام إلى منزله.
فقال أصحاب مالك: يا هذا أدخلت والله مشقة على صاحبنا، لقد جالسناه نيفا وثلاثين سنة، فما رأيناه يضحك إلا هذا اليوم.