بسم الله الرحمن الرحيم
أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ .
أترى نفسك حُراً لا يبصرك الإله أم ترى نفسك جُرم سماوي لا تُدرك أو أنك نصبت ذاتك استثناءاً ، كلا وكلا أنت لست سوى نملة أو أصغر ، ستمتحن وتفتن وتغربل وتعجن حتى يرى الله الإيمان في قلبك ، لن تبقى هكذا دونما إختبار ، لا بد من التمحيص ، فكما بيعة الغدير وسقيفة بني ساعدة ميزت بين الحق والباطل وجعلت المسلمين اشتاتاً سنكون نحن هكذا جزماً وقطعاً ، فلا تعتقد أن صلاتك كافية ، صلب العقيدة وقوة الإيمان هي التي ستقرر أن تكون مع الحسين أو تناصر يزيدا.
ضعوا الحسام على الرقاب وقرروا ، فمن كان خبز الدنيا همه دون أن يبالي من أين جاء، ضاع في دنيا لا تدوم، ومن كان الإسلام رايته، فإنه وإن جاع، سيربط على بطنه صبرًا ولن يطأ ذلَّ المهانة ، وهذه الأحداث هي بداية النهاية ، فلا تكن كمثل إبن نوح أوى إلى جبل فغرق معه ، فأن الله يغير الأحوال في لحظة فيكون القوي ضعيفاً والضعيف قويا ، فلا تكونن من الظالمين.
قال مولانا الكاظم عليه السلام
"أما والله يا ابا إسحاق لا يكون ذلك حتى تميّزوا وتمحّصوا وحتى لا يبقى منكم إلا الأقل."
البحار:2/213 ، ونحوه البصائر/478
في الختام
نحن على أعتاب اختبارات مصيرية، حيث تتمايز الصفوف وتتضح المواقف. فلا تركن إلى الدنيا الفانية، وكن مستعدًا للوقــــوف مع الحــــــق، مهما كــــــــــــانت التضحيات.