فالنجاة بسيطة جدًا! لكنها صعبة وقد تكون مستحيلة! على ذاك الذي غاص بالمعصية فصار هو المعصية والمعصية هو! كما جاء في القرآن في خبر كنعان بن نوح الذي قال الله -عز وجل- عنه: [إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ] فلم يقُل أرتكب عملاً غير صالح بل قال هو العمل غير الصالح! .
وتلك المرحلة من الإضلال الإلهي يصل لها العاصي بالإصرار على المعاصي وعدم الإدبار عنها، فقد ترى شخصاً يفصح بالحديث الشريف وينصح غير الشريف ليكون شريفاً، وهو بالحقيقة فاقد للشرف سراً! فهذا في الغالب يستمر على نصح الغير لأنه ذو حقيقة مخفية عنهم فيكون كابن نوح عملٌ غيرُ صالح، فيُنقل بالتفاسير أنه -بن نوح- كان يجلس بمجالس الذاكرين تارةً وأخرى بمجالس البطالين، وبذلك صار عملٌ غيرُ صالح، كفاقد الشرف الذي يصقل غير الشرفاء بالشرف، ولولا ذلك -الجلوس بالمجلسين- لم يطلب نوح عليه السلام إركابه معه.
فالزموا طريق -السيِّد- ولا تعدلوا عنه فتهلكوا! فاليوم كثُر البطالين وقلّ الذاكرين، فاحذروا وحذروا، فالماسك لدينه بهذا اليوم كالقابظ على جمرة ملتهبة تكاد تخرق اليد وتنهش العظم، فاصبروا وصابروا فما ان تنقضي هذه الفترة تُزال الجمرة وتُستبدل بجوهرة! هي فقط مسألة وقت ضيقة لمن أبصر فظهر.
[فلا تعدلوا فتهلكوا].