العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى
تعتبر قناة "رُكْنُ السَّلَفِۦ'ﮮ" أحد أهم الموارد التعليمية والدينية على تطبيق تليجرام. تهدف القناة إلى نشر التعاليم والمعارف السلفية والتفسير الصحيح للدين الإسلامي. يمكن للمشتركين في القناة الاستفادة من المحاضرات والنصائح التي تقدمها الإدارة بانتظام. تتضمن المحتويات دروساً شيقة ومفيدة للجميع، بغض النظر عن مستوى المعرفة الدينية لكل فرد. قناة "رُكْنُ السَّلَفِۦ'ﮮ" تعتبر منبرًا مفيدًا للبحث والتعلم في المجال الديني، وتشجع على فهم الدين بشكل عميق وصحيح. انضم اليوم لقناتنا لتحصل على محتوى ذو جودة عالية وتعليمات دينية قيمة.
04 Nov, 08:38
31 Oct, 20:46
31 Oct, 20:46
30 Oct, 06:52
13 Oct, 12:57
10 Oct, 10:05
08 Oct, 18:29
ليس كل ما يعلم يقال، ولكل مقام مقال
من شروط نقل مجالس أهل العلم ونشرها في العام عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضبط الكلام والاستئذان وتقدير المصالح والمفاسد والنظر إلى مآلات النشر وما يحصل منها من خير أو شر، ومعظم الناقلين لكلام الشيخ فركوس -حفظه الله- من مجالسه أوغيرها كالمكالمات الهاتفية لم يراعوا هذه الضوابط، وزيادة على ما ذُكر فقد تحتاج هذه النقول إلى مراجعة قبل النشر وقد تصدر من الشيخ في بعض الأحيان عبارات بالعامية خصوصا إذا كان السائل عاميا، وغيرها من الأسباب الشرعية ككتمان العلم للمصلحة الشرعية، وقد يستغل الصعافقة ومرضى النفوس هذه النقول للتلبيس على النّاس، فيأول كلام الشيخ ويصرف عن مساره العلمي الفقهي بغية التحريش وتأليب أصحاب القرار وغيرهم عليه، ولهذا شدد الشيخ في النقل والنشر، فمن نصائحه -حفظه الله- لمن ينقل فتاويه أن يرجع إلى الموقع الرسمي، لأنها فتاوى شاملة ومحررة بأسلوب علمي متين عليها مراجعات قبل النشر.
ومن المساوئ التي قد تحصل من نشر مجالس الشيخ أو المكالمات الهاتفية في العام عدم إدراك النّاس للكلام وقد يحصل بذلك فتنة، لأنه يراه المتعلم وغير المتعلم والمحب وغير المحب والمتربص والحسود...لهذا جاء عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة"
وقد بوب البخاري في صحيحه: "باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا" وأورد أثر علي -رضي الله عنه-: "حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله".
وما يُستدل به كذلك على مراعاة ضوابط النشر في العام وتخصيص بعض العلم وصونه عن العامة خشية الفتنة لعدم الضبط والفهم، ما رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: «كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى، وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا، إِذْ رَجَعَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: لَوْ رَأَيْتَ رَجُلًا أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ لَكَ فِي فُلَانٍ؟ يَقُولُ: لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلَانًا، فَوَاللهِ مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا فَلْتَةً فَتَمَّتْ، فَغَضِبَ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي إِنْ شَاءَ اللهُ لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ، فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُمْ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ، فَإِنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ فِي النَّاسِ، وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يُطَيِّرُهَا عَنْكَ كُلُّ مُطَيَّرٍ، وَأَنْ لَا يَعُوهَا، وَأَنْ لَا يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ، فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ، فَتَخْلُصَ بِأَهْلِ الْفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ، وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا وَاللهِ إِنْ شَاءَ اللهُ لَأَقُومَنَّ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ»
ومن فوائد هذا الحديث كما جاء في الإفصاح عن معاني الصحاح (117/1):
"فيه أن العلم يُصان عن غير أهله، ولا يُحدَّث منه الناس إلا بما يُرجَى ضبطهم له، ألا تراه قال: "إن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم"، فوافق عمرُ عبدَ الرحمن في صونه نشر العلم عن غير أهله!
وفيه أيضا أن علم الفقه والدقيق من الأحكام ينبغي أن يتوخى بنشره خواص الناس ووجوههم وأشرافهم، ممن تقدمت منه الدرجة، فيضع كل شيء منه على موضعه"
ولهذا ننصح أنفسنا وإخواننا بعدم التسرع ونشر كلّ ما يصدر من مجالس الشيخ واتباع نصائح أهل العلم في هذا الباب، وألا نكون سببا في أذيته وعرقلة دعوته.
08 Oct, 08:53
07 Oct, 10:00