كان هناك تاجر معروف في بلدته بأمانته وصدقه،كان يبيع ويشتري البضائع، ويحرص دائمًا على تقديم الأفضل لعملائه، لم يكن يغش، ولم يستغل ضعف الزبائن أو جهلهم بالأسعار، بل كان يُعلِمهم بنوعية البضائع وأسعارها بكل وضوح.
وذات يوم جاءه رجل غريب عن البلدة، لا يعرف أحدًا فيها، وأراد شراء كمية كبيرة من البضائع، عرض التاجر بضاعته وأعطى الرجل سعرًا عادلًا دون أن يحاول تضليله أو استغلاله، رغم أن الرجل كان يبدو غير مُلِم بأسعار السوق.
بعد أيام قليلة، فوجئ التاجر بقدوم الرجل مرة أخرى ومعه مجموعة من التجار من مدن مختلفة، قالوا له إنهم كانوا يبحثون عن تاجر أمين يمكنهم الاعتماد عليه للتوريد لأسواقهم، وقد سمعوا عن أمانته وصدقه من الرجل الغريب.
بفضل الله ثم بفضل صدقه وأمانته، نما عمل التاجر واتسعت تجارته، حتى أصبح من أكثر التجار نجاحًا واحترامًا في منطقته،ورغم الفرص العديدة التي أتيحت له لكسب المال بسهولة عن طريق الغش أو استغلال حاجة الآخرين، إلا أنه اختار أن يكون صادقًا، مما جعله يكسب الرزق الحلال والثقة في آن واحد.
العبرة من القصة: الصدق والأمانة ليست فقط فضيلتين أخلاقيتين، بل هما مفتاح للنجاح والرزق الوفير؛فالصدق مع الناس يجعلهم يثقون بنا، ويوسع نطاق أعمالنا وأرزاقنا، كما يحفظ للإنسان راحة الضمير وصفاء النفس.