قناتنا على تلغرام: https://t.me/raheeqmakhtoom
صفحتنا على فيسبوك:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0PJv8NfeycobvV5irUFMfvmTNBNccsMc6msq4uUsU2j3yCqPJmgtNGaYp6oxdxxkdl&id=61550797626176&mibextid=Nif5oz
نتابع مع *ديانات العرب قبل الإسلام*
*فكرة الشرك وعبادة الأصنام*:
نشأت فكرة الشرك وعبادة الأصنام في العرب
على أساس أنهم لما رأوا الملائكة والرسل والنبيين
وعباد الله الصالحين من الأولياء والأتقياء
والقائمين بأعمال الخير ـ
لما رأوهم أنهم *أقرب خلق الله إليه*،
وأكرمهم درجة وأعظمهم منزلة عنده،
وأنهم قد ظهرت على أيديهم *بعض الخوارق والكرامات*،
ظنوا أن الله أعطاهم شيئًا من القدرة والتصرف
في بعض الأمور التي تختص بالله سبحانه وتعالى،
وأنهم لأجل تصرفهم هذا
ولأجل جاههم ومنزلتهم عند الله
يستحقون أن يكونوا *وسطاء بين الله سبحانه وتعالى وبين عامة عباده*،
فلا ينبغي لأحد أن يعرض حاجته على الله إلا بواسطة هؤلاء؛
لأنهم يشفعون له عند الله،
وأن الله لا يرد شفاعتهم لأجل جاههم،
كذلك لا ينبغي القيام بعبادة الله إلا بواسطة هؤلاء؛
لأنهم بفضل مرتبتهم سوف يقربونهم إلى الله زلفى.
ولما تمكن منهم هذا الظن
ورسخ فيهم هذا الاعتقاد
اتخذوهم أولياء،
وجعلوهم *وسيلة فيما بينهم وبين الله سبحانه وتعالى*،
وحاولوا التقرب إليهم بكل ما رأوه من أسباب التقرب؛
فنحتوا لمعظمهم *صورًا وتماثيل*،
إما حقيقية تطابق صورهم التي كانوا عليها،
وإما خيالية تطابق ما تخيلوا لهم من الصور في أذهانهم ـ
وهذه الصور والتماثيل هي التي تسمى *بالأصنام*.
وربما لم ينحتوا لهم صورًا ولا تماثيل،
بل
*جعلوا قبورهم وأضرحتهم وبعض مقراتهم ومواضع نزولهم واستراحتهم أماكن مقدسة* ،
وقدموا إليها *النذور والقرابين*،
وأتوا لها بأعمال الخضوع والطاعات،
وهذه الأضرحة والمقرات والمواضع هي التي تسمى *بالأوثان*.
أما عبادتهم لهذه الأصنام والأوثان
فكانت لهم فيها تقاليد وأعمال
ابتدع أكثرها *عمرو بن لحي*،
وكانوا يظنون أن ما أحدثه عمرو بن لحي فهو *بدعة حسنة*،
وليس بتغيير لدين إبراهيم ،
*فكان من جملة عبادتهم للأصنام والأوثان أنهم*:
1 ـ كانوا *يعكفون عليها ويلتجئون إليها* . . ويهتفون بها،
ويستغيثونها في الشدائد،
ويدعونها لحاجاتهم،
معتقدين أنها تشفع عند الله،
وتحقق لهم ما يريدون .
2 ـ وكانوا *يحجون إليها ويطوفون حولها* ،
ويتذللون عندها،
ويسجدون لها.
3 ـ وكانوا يتقربون إليها بأنواع من *القرابين*،
فكانوا يذبحون وينحرون لها على أنصابها،
كما كانوا يذبحون بأسمائها في أي مكان.
وهذان النوعان من الذبح
ذكرهما الله تعالى في قوله:
{ *وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ* } [ المائدة : 3 ] ،
وفي قوله :
{ *وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ* } [ الأنعام : 121 ]
4 ـ وكان من أنواع التقرب إلى هذه الأصنام والأوثان
أنهم كانوا يخصون لها شيئا من *مآكلهم ومشاربهم*
حسبما يبدو لهم،
وكذلك كانوا يخصون لها نصيبا من *حرثهم وأنعامهم*،
ومن الطرائف: أنهم كانوا يخصون من ذلك جزءًا لله أيضًا.
وكانت عندهم عدة أسباب ينقلون لأجلها إلى الأصنام ما كان لله،
ولكن لم يكونوا ينقلون إلى الله ما كان لأصنامهم بحال،
قال تعالى :
{ *وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُواْ هَذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ* } [ الأنعام : 136 ] .
5 ـ وكان من أنواع التقرب إليها *النذر في الحرث والأنعام*
قال تعالى :
{ *وَقَالُواْ هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ* } [ الأنعام : 138 ] .
6 ـ وكانت منها *البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي*:
قال سعيد بن المسيب :
*البحيرة*: التي يمنع درها للطواغيت، فلا يحلبها أحد من الناس.
و *السائبة*: كانوا يسيبونها لآلهتهم، فلا يحمل عليها شيء.
و *الوصيلة*:
الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل بأنثى،
ثم تثني بعد بأنثى،
وكانوا يسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بالأخرى،
ليس بينهما ذكر.
و *الحامي*:
فحل الإبل يضرب الضراب المعدود [ العشر من الإبل ]
فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت،
وأعفوه من الحمل،
فلم يحمل عليه شىء وسموه الحامي.
وقال ابن إسحاق: