ما أعظم القرآن الكريم، وما أعظم النعمة بنوره وأعلام هداه، وما أعظم الاطمئنان الذي يملأ كل قلب يستنير به في وعيه وشعوره وواقعه العملي.
لاحظوا الكلام الآتي للشهيد القائد رضوان الله عليه، لنفهم واحدا من أهم أسباب التراجع والانهيار السريع الذي حصل في سوريا (جيشا وشعبا) أمام تلك الهجمة،
ولنفهم أهمية تحمل الجميع للمسؤولية إنفاقا وتعبئة وإعدادا وتدريبا وفعاليات وتوعية وغير ذلك، وعظمة نتائجها.
يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه:
( ثم إنه يوجهه إلى قضية هي هامة جداً، بأن تكون [المسؤولية] موجهة إلى الناس جميعاً.. إلى الناس جميعاً، ليست مسئولية طرف معين، بل إلى الناس جميعاً عندما يكون كل إنسان ينفق بقدر طاقته، تجتمع مبالغ كبيرة، ويبارك الباري فيها بزيادة مما يمكن أن تعملها في واقعها. لو أن تمويل الجهاد قضية تعتمد على طرف معين تعتبر منهكة.. منهكة للأمة نفسها، ثم أن هذه القضية نفسها هي أيضاً تجعل الإنسان عنده اهتمام، اهتمام مستمر يرى نفسه مسئولاً، ومعنياً بالقضايا. الآن أليس الكثير من الشعوب يكون عندهم: (الجيش هناك الجيش!) الذهنية هذه مسيطرة أن هناك جيش، وأيضاً البعض يقول: أن هناك جيشاً وأن هناك دولة.
هذه القضية تجعل الآخرين مجردين عن الشعور بالمسئولية، وعن الاهتمام.
الإسلام بنى الإنسان على أساس: أن يكون صاحب اهتمام بالقضايا الكبيرة، ومشاركا فيها، مشاركا فيها، مشارك بيده، مشارك بنفسه، مشارك بماله، يكون في نفس الوقت شريكاً في النتائج، يلمس الناس هم، ترتفع معنوياتهم، عندما يحققون انتصارات هم.
فإذا كانت جهة مُعينة مَعنية [لحالها] هي فقط، تذبل الاهتمامات عند الآخرين، وينسون حتى تصبح لديهم حالة لم يعد لديهم شعور بمسئولية. فيكونون هم معرضين للهزيمة، فإذا ما هزمت تلك الجهة المعينة هزمت البلاد بكلها. لهذا يأتي الخطاب موجه للمسلمين، أليس الخطاب موجه للمسلمين ؟ {وَقَاتِلُوا فِيْ سَبِيْلِ اللهِ}،{وَأَنْفِقُوْا فِيْ سَبِيْلِ اللهِ}،{كُونُوا أنْصَاراً لله} وهذه القضية هامة من الناحية التربوية بالنسبة للأمة، فيما يتعلق بواقع الأمة في بناءها، بنائها النفسي، بالطريقة هذه يصبح الناس، يصبح الإنسان المؤمن صاحب نفس كبيرة، صاحب اهتمامات كبيرة، يرى نفسه في الصراع الكبير مع الأعداء مهما كان كبيراً، لا تكون نفسيته معرضة للتضاؤل والتلاشي، فالإنسان الذي لا يُعطَى قضايا كبيرة تكون نفسيته معرضة للاضمحلال والتلاشي، فيصبح لا يمثل أي رقم في الحياة، لا يمثل أي دور في الحياة، لكن هنا قضايا تجعل لك دورا في الحياة، لك فاعلية في الحياة، ونفسك تكبر، ومعنوياتك تكبر، واهتماماتك تكبر.)
الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
الدرس التاسع من سلسلة دروس رمضان.