وكُلّما أوقفتني العواثرُ تتلقّفني ألطافك وأخذتُ أُردّدُ في نفسي : أنّي أسِيرُ فيما اختارَ اللّٰه فلن يضُرّني شيء
أنتَ تعلمُ يا ربِّ ما دارَ بيني وبينَ قلبي كُلّما ضعِفتُ وتعلمُ كُلّ المخاوِف التي واجهتُها بِمعيّةٍ منكَ كُنتُ أتلمّسها كُلّ مرةٍ أدعُوكَ فِيها وأختِمُ دُعائِي بـ (فإنّكَ تعلمُ ولا أعلمُ وتقدِرُ ولا أقدِر)
أنتَ تعلمُ يا ربِّ كم مرةٍ نالت منّي أشواكُ الطرِيق
وكم مرة وضعتُ يدِي على قلبي أتحسّسهُ من شِدّة الفواجع
وكُنتُ أُصبِّرُ نفسِي (بأنّكَ تعلمُ ولا أعلمُ وأنّكَ تقدِرُ ولا أقدِر)
كُل مرةٍ يزورُني فِيها الحُزنُ أتذكّرُ أنّي لم أتهاونُ في سُؤالِكَ ولم أبخلُ بِالتذلُّلِ أمام بابِكَ وطرح شكوتي وأدمُعي بينَ يديكَ مُتشبِثةً بِأحبالِ علمك وألطافِ قُدرتكَ (لأنّكَ تعلمُ ولا أعلمُ وتقدِرُ ولا أقدِر)
كُلّما آلمني شيءٌ في طرِيقٍ سألتُكَ المعِيَة فِيه أذكُرُ سابِق حكمتُك وعظِيم لُطفك وجمِيل كرمك فأقولُ : حاشاهُ يدُلّني ثُمَّ يترُكني
فأتعكّزُ على حُسنِ ظنّي بِك وأتحمّلُ فواجِع الظُلُمات وتمنُن عليّ ببردِ الرِضاء فأسيرُ في الطريقِ إليكَ غير محزون أُطمئِنُ نفسي بِأنّكَ اللّٰه الرحيم اللطيف وأنّي عبدُكَ ولا تُضيعني.
- د/ ندى العيسوي