▪️▪️▪️
▪️▪️
▪️
🗓️ الأربعاء ١٨/ جمادى الأولى/ ١٤٤٦هـ
▪️
▪️▪️
▪️▪️▪️
▪️▪️
▪️
🗓️ الأربعاء ١٨/ جمادى الأولى/ ١٤٤٦هـ
▪️
▪️▪️
▪️▪️▪️
قناة أم حفص بنت الحمزي
@omhafes
قناة تعنى بنشر بعض دروس أم حفص بنت الحمزي وفقها الله ، وبعض الفوائد والعبر ، مستمدة من الكتاب والسنة على نهج السلف الصالح ، نسأل الله أن ينفع بها.
قناة أم حفص بنت الحمزي (Arabic)
قناة أم حفص بنت الحمزي هي قناة تعنى بنشر بعض دروس أم حفص بنت الحمزي وفقها الله، بالإضافة إلى بعض الفوائد والعبر المستمدة من الكتاب والسنة على نهج السلف الصالح. تعتبر هذه القناة وسيلة مميزة للتعرف على تعاليم الإسلام الصحيحة والحصول على فوائد دينية قيمة. من خلال دروسها ومقالاتها، يمكن للمشتركين في القناة الاستفادة من العلم والمعرفة التي تقدمها أم حفص بنت الحمزي. ندعو الله أن ينفع الجميع بهذه القناة وأن يجعلها وسيلة لنشر الخير والعلم في المجتمع. انضموا إلينا الآن واستمتعوا بالفوائد القيمة التي تقدمها قناة أم حفص بنت الحمزي.
قناة أم حفص بنت الحمزي
19 Nov, 11:48
دور العلماء في ما انتشر من منكرات في بلاد التوحيد.
والرد على شبهة الخوارج في تحميل العلماء وزر هؤلاء.
(للشيخ العلامة: صالح آل الشيخ)
#السؤال: الطالب ينتظر فعل شيخه كما ينتظر الطفل فعل أبيه في هذه الظروف، مع كثرة الحفلات والمهرجانات: ألا يحق لنا كدعاة كما يقول المريض أين الطبيب أن نقول أين علماؤنا من هذه الحفلات والمهرجانات التي تحدث بشكل مقلق؟!
#جواب_الشيخ: الخارجي وربيبه القعدي لجهلهم وحقدهم على العلماء يظنون أن مهمة العلماء منع جميع مايحدث من مخالفات سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، و أن من مسؤوليات العلماء المنع.
وتسربت تلك الشبهة للعامة فجعلتهم يحملون العلماء تلك المسؤوليات وينسبونهم للتقصير وهذا من أبطل الباطل ولا يعرف في تاريخ الإسلام هذه الفرية وهي تحميل العلماء أي خلل في المجتمعات حتى نبتت نبتة خوارج عصرنا ورددوا هذه الفرية حتى أصبحت تلك الفرية من المسلمات والثوابت بل لبست على أهل الخير والصلاح مثل هذا السائل فقالوا بقولهم فكيف بالعوام.
الدور الشرعي الصحيح المبني على قواعد الشريعة أن مسؤولية العالم وطالب العلم في هذه الفتن
#ذات_شقين:
#الشق_الأول : مناصحة العامة في خطورة الذنوب والمعاصي وأن كثرتها سبب لهلاك الأمم وزوال الدول
وبيان حرمة الغناء والاختلاط والربا وأكل أموال الناس بالباطل وغير ذلك من المحرمات الشرعية ولايتضمن ذلك النصح أي توغير لقلوب العامة على ولاتها كما هو العهد بعلمائنا وكبار مشايخنا من طلاب العلم وهو النهج الذي سار عليه العلماء ومن سلك طريقهم من طلبة العلم من عهد الإمامين الجليلين المحمدين ابن سعود وابن عبدالوهاب وهذه كتب وصوتيات وفتاوي علماءنا شاهدة على ذلك وبعدم تقصيرهم'
#الشق_الثاني:
هو مناصحة الخلفاء أو ولاتهم #سرا أو #كتابة أو #اتصالا أو #حضوريا ويمتثلون في ذلك وصية نبيهم المجتبى وحبيبهم المصطفى (مَن أرادَ أن ينصحَ لذي سلطانٍ في أمرٍ فلا يُبدِهِ عَلانيةً ولَكِن ليأخذْ بيدِهِ فيَخلوَ بهِ فإن قبِلَ منهُ فذاكَ وإلَّا كانَ قد أدَّى الَّذي علَيهِ لَهُ)
لكن #الجهلة #والمبتدعة #والحاقدون لايريدون ذلك، يريدون من العلماء التأجيج والصراخ والدعوة للمظاهرات وعندها يرضون.
ختاما خذوها جملة سنة سلفية والله هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية فيها من صلاح العقيدة والسلوك السوي والحرص على فعل الخير حكاما ومحكومين الكثير الكثير، لكن من تلوث بالحقد وببدعة الخوارج طمس عقله وقلبه وبصره فيرى العكس تماما ولاحيلة لنا معه.
اللهم احفظ علينا أمننا وبلادنا وولاتنا وارزقهم البطانة الصالحة وجنبهم بطانة السوء.
(صفحة الشيخ المحيميد في منصة X)
والرد على شبهة الخوارج في تحميل العلماء وزر هؤلاء.
(للشيخ العلامة: صالح آل الشيخ)
#السؤال: الطالب ينتظر فعل شيخه كما ينتظر الطفل فعل أبيه في هذه الظروف، مع كثرة الحفلات والمهرجانات: ألا يحق لنا كدعاة كما يقول المريض أين الطبيب أن نقول أين علماؤنا من هذه الحفلات والمهرجانات التي تحدث بشكل مقلق؟!
#جواب_الشيخ: الخارجي وربيبه القعدي لجهلهم وحقدهم على العلماء يظنون أن مهمة العلماء منع جميع مايحدث من مخالفات سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، و أن من مسؤوليات العلماء المنع.
وتسربت تلك الشبهة للعامة فجعلتهم يحملون العلماء تلك المسؤوليات وينسبونهم للتقصير وهذا من أبطل الباطل ولا يعرف في تاريخ الإسلام هذه الفرية وهي تحميل العلماء أي خلل في المجتمعات حتى نبتت نبتة خوارج عصرنا ورددوا هذه الفرية حتى أصبحت تلك الفرية من المسلمات والثوابت بل لبست على أهل الخير والصلاح مثل هذا السائل فقالوا بقولهم فكيف بالعوام.
الدور الشرعي الصحيح المبني على قواعد الشريعة أن مسؤولية العالم وطالب العلم في هذه الفتن
#ذات_شقين:
#الشق_الأول : مناصحة العامة في خطورة الذنوب والمعاصي وأن كثرتها سبب لهلاك الأمم وزوال الدول
وبيان حرمة الغناء والاختلاط والربا وأكل أموال الناس بالباطل وغير ذلك من المحرمات الشرعية ولايتضمن ذلك النصح أي توغير لقلوب العامة على ولاتها كما هو العهد بعلمائنا وكبار مشايخنا من طلاب العلم وهو النهج الذي سار عليه العلماء ومن سلك طريقهم من طلبة العلم من عهد الإمامين الجليلين المحمدين ابن سعود وابن عبدالوهاب وهذه كتب وصوتيات وفتاوي علماءنا شاهدة على ذلك وبعدم تقصيرهم'
#الشق_الثاني:
هو مناصحة الخلفاء أو ولاتهم #سرا أو #كتابة أو #اتصالا أو #حضوريا ويمتثلون في ذلك وصية نبيهم المجتبى وحبيبهم المصطفى (مَن أرادَ أن ينصحَ لذي سلطانٍ في أمرٍ فلا يُبدِهِ عَلانيةً ولَكِن ليأخذْ بيدِهِ فيَخلوَ بهِ فإن قبِلَ منهُ فذاكَ وإلَّا كانَ قد أدَّى الَّذي علَيهِ لَهُ)
لكن #الجهلة #والمبتدعة #والحاقدون لايريدون ذلك، يريدون من العلماء التأجيج والصراخ والدعوة للمظاهرات وعندها يرضون.
ختاما خذوها جملة سنة سلفية والله هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية فيها من صلاح العقيدة والسلوك السوي والحرص على فعل الخير حكاما ومحكومين الكثير الكثير، لكن من تلوث بالحقد وببدعة الخوارج طمس عقله وقلبه وبصره فيرى العكس تماما ولاحيلة لنا معه.
اللهم احفظ علينا أمننا وبلادنا وولاتنا وارزقهم البطانة الصالحة وجنبهم بطانة السوء.
(صفحة الشيخ المحيميد في منصة X)
قناة أم حفص بنت الحمزي
19 Nov, 02:31
▪️▪️▪️
▪️▪️
▪️
🗓️ الثلاثاء ١٧/ جمادى الأولى/ ١٤٤٦هـ
▪️
▪️▪️
▪️▪️▪️
▪️▪️
▪️
🗓️ الثلاثاء ١٧/ جمادى الأولى/ ١٤٤٦هـ
▪️
▪️▪️
▪️▪️▪️
قناة أم حفص بنت الحمزي
18 Nov, 16:11
▪️من ضيَّع حق الله في أولاده؛ فسيضيِّعون حق الله فيه!!
العلَّامة/ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
العلَّامة/ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
قناة أم حفص بنت الحمزي
18 Nov, 16:04
▪️(الخاتم): الذي ختم به أنبياءه ورسله فلا نبي بعده.
قال تعالى: {ولكن رَسولَ اللهِ وخَاتَمَ النَبيين} [الأحزاب: ٤٠] وفي مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (مثلي ومثل الأنبياء، كمثل رجل بنى داراً، فأتمها وأكملها، إلا موضع لبنة، فجعل الناس يدخلونها، ويتعجبون منها، ويقولون: لولا موضع اللبنة، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (فأنا موضع اللبنة، جئت فختمت الأنبياء) وفي الصحيحين: (أنا العاقب الذي ليس بعده أحد) وفي الصحيحين ايضا: (لا نبي بعدي) وغيرها من الأحاديث الصحيحة.
قال الطحاوي في عقيدته: (وأنه خاتم النبيين وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى)اهـ
▪️(وآله): آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم أتباعه على دينه إلى يوم القيامة، فيدخل فيهم الصحابة فيكون عطفهم عليهم من باب عطف الخاص على العام، لمزيتهم وفضلهم وشرفهم.
وقيل: إنهم من تحرم عليهم الصدقة، ونسب هذا القول إلى الجمهور وصححه ابن القيم رحمه الله.
وقيل: إنهم خصوص ذريته وأزواجه. وجمع بعض أهل العلم بين هذه الأقوال بأنه إذا أفرد الآل عن الأتباع فالمعنى الأتباع، وإن اتبع الآل بالأتباع فالآل خصوص من تحرم عليهم الصدقة، والله أعلم.
وآل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين تحرم عليهم الصدقة هم بنو هاشم فقط ،
وهم: آل علي ، وآل عباس ، وآل جعفر ، وآل عقيل، وآل الحارث بن عبد المطلب، وقد ورد ذكرهم في حديث زيد بن الأرقم عند مسلم وفيه: (أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي)، فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال كل هؤلاء حُرِمَ الصدقة؟ قال نعم.
▪️(وصحبه الأبرار): الصحب جمع صاحب، والصحابي: من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤمناً به ومات على ذلك، ولو تخلل ذلك ردة.
والأبرار: جمع بَر؛ لأن أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم هم خير هذه الأمة بعد الأنبياء، ففي الصحيحين من حديث عمران بن حصين: (خيركم قرني، ثم الذين يلونهم...) الحديث.
▪️(الحائزي مراتب الفخار): أي أنهم قد حازوا مراتب الفخار، وهي: منازل الشرف، والفخار: جمع مفخرة، وهي الصفة التي يمدح عليها.
أم حفص بنت الحمزي
https://t.me/omhafes
قال تعالى: {ولكن رَسولَ اللهِ وخَاتَمَ النَبيين} [الأحزاب: ٤٠] وفي مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (مثلي ومثل الأنبياء، كمثل رجل بنى داراً، فأتمها وأكملها، إلا موضع لبنة، فجعل الناس يدخلونها، ويتعجبون منها، ويقولون: لولا موضع اللبنة، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (فأنا موضع اللبنة، جئت فختمت الأنبياء) وفي الصحيحين: (أنا العاقب الذي ليس بعده أحد) وفي الصحيحين ايضا: (لا نبي بعدي) وغيرها من الأحاديث الصحيحة.
قال الطحاوي في عقيدته: (وأنه خاتم النبيين وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى)اهـ
▪️(وآله): آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم أتباعه على دينه إلى يوم القيامة، فيدخل فيهم الصحابة فيكون عطفهم عليهم من باب عطف الخاص على العام، لمزيتهم وفضلهم وشرفهم.
وقيل: إنهم من تحرم عليهم الصدقة، ونسب هذا القول إلى الجمهور وصححه ابن القيم رحمه الله.
وقيل: إنهم خصوص ذريته وأزواجه. وجمع بعض أهل العلم بين هذه الأقوال بأنه إذا أفرد الآل عن الأتباع فالمعنى الأتباع، وإن اتبع الآل بالأتباع فالآل خصوص من تحرم عليهم الصدقة، والله أعلم.
وآل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين تحرم عليهم الصدقة هم بنو هاشم فقط ،
وهم: آل علي ، وآل عباس ، وآل جعفر ، وآل عقيل، وآل الحارث بن عبد المطلب، وقد ورد ذكرهم في حديث زيد بن الأرقم عند مسلم وفيه: (أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي)، فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال كل هؤلاء حُرِمَ الصدقة؟ قال نعم.
▪️(وصحبه الأبرار): الصحب جمع صاحب، والصحابي: من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤمناً به ومات على ذلك، ولو تخلل ذلك ردة.
والأبرار: جمع بَر؛ لأن أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم هم خير هذه الأمة بعد الأنبياء، ففي الصحيحين من حديث عمران بن حصين: (خيركم قرني، ثم الذين يلونهم...) الحديث.
▪️(الحائزي مراتب الفخار): أي أنهم قد حازوا مراتب الفخار، وهي: منازل الشرف، والفخار: جمع مفخرة، وهي الصفة التي يمدح عليها.
أم حفص بنت الحمزي
https://t.me/omhafes
قناة أم حفص بنت الحمزي
18 Nov, 16:04
▪️(وجامع الأشياء والمفرق): أي: أنه جمع الأشياء في شيء وفرقها في شيء آخر، كما جمع بين خلقه في كونه خلقهم ورزقهم وفرّق بينهم في الأشكال والصور والطول والقصر والسواد والبياض والحسن والقبح وغير ذلك من الصفات، كل هذا صادر عن كمال قدرته وحكمته ووضعه الأشياء مواضعها اللائقة بها، ومناسبة هذه الجملة للقواعد أن القاعدة الفقهية الواحد تلم مسائل كثيرة، فهذا من باب براعة الإستهلال.
▪️(ذي النعم): أي: صاحب النعم.
ونعم الله على عباده نوعان:
الأول: نعم تقوم بها أبدانهم.
والثاني: نعم تقوم بها أديانهم وهذه أعظم.
- وإن شئت فقل نعم الله على قسمين:
نعم شرعية دينية: وهذه خاصة بالمؤمنين، وهم يتفاوتون فيها.
نعم كونية قدرية: وهذه لكل الناس من الحياة والطعام والشراب وغير ذلك، وهي للمسلم والكافر، والبرّ والفاجر، بل والحيوان والطير وغيره.
▪️(الواسعة الغزيرة): أي الوفيرة الكثيرة، التي وسعت كل شيء، فنعم الله على عباده لا يمكن حصرها.
قال تعالى: {وإنّ تَعدَوا نِعمَةَ اللهِ لَا تحصُوهَا} [النحل: ١٨] ، وقال تعالى: {أَلم تروا أَنّ الله سَخّر لَكم مَافي السمَاوَاتِ وما في الأَرض وَأسبَغ عليكم نِعمَه ظَاهرةً وبَاطِنَة} [لقمان: ٢٠].
▪️(والحِكَمِ): جمع حكمة وهي وضع الأمور في مواضعها.
▪️(الباهرة الكثيرة): أي: أن حكمه كثيرة تبهر العقول وتتعجب منها غاية العجب ، فإن جميع مخلوقاته ومأموراته مشتملة على غاية الحكمة.
- وحكمة الله تتجلى في أمور منها:
- في تقديره فلا يُقدّر شيئا إلا لحكمة وإن خفيت.
- وفي شرعه فلا يشرع على عباده أمراً إلا لحكمة وفيه مصلحة لهم ولا ينهاهم عن شيء إلا لحكمة وفيه رد شر عنهم.
▪️(ثم الصلاة): صلاة الله على العبد ثناؤه عليه في الملأ الأعلى وهذا قول أبي العالية ذكره البخاري في صحيحه وأسنده إسماعيل القاضي في فضل الصلاة رقم ٩٥. وهذا القول رجحه ابن القيم -رحمه الله-.
وقيل: الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن العبد التضرع والدعاء. وهذا القول فيه نظر إذ أن الله عطف الرحمة على الصلاة في قوله: {أولَئِكَ عَلَيهِم صَلوَاتٌ مِن رَبِهم وَرَحمَة} [البقرة: ١٥٧] والعطف يقتضي التغاير وممن ضعف هذا القول ابن القيم رحمه الله في جلاء الأفهام، فالأقرب هو القول الأول والله أعلم.
▪️(مع سلام دائم): السلام: معناه البراءة والخلاص والنجاة من الشر والعيوب والمراد هنا الدعاء للرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالسلامة من الآفات الحسية والمعنوية في حياته، ومن الأفات المعنوية بعد موته وهي حفظ ما جاء به وسلامته من البدع والأهواء والضلالات وسلامته من النقائص والعيوب.
▪️(على الرسول): ذكر بعض أهل العلم أن الرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه والنبي هو: الذي أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، وهذا التعريف منتقد.
قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (٥ /٨٠٢): (ما اشتهر على ألسنة أهل العلم من أن النبي هو من أوحي إليه وحي ولم يؤمر بتبليغه، وأن الرسول هو النبي الذي أوحي إليه وأمر بتبليغ ما أوحي إليه غير صحيح؛ لأن قوله تعالى: {وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولࣲ وَلَا نَبِیٍّ} [الحج: ٥٢] يدلّ على أن كل منهما مرسل، وأنهما مع ذلك بينهما تغاير، واستظهر بعضهم أن النبي الذي هو غير الرسول هو من لم ينزل عليه كتاب، وإنما أوحي إليه أن يدعو الناس إلى شريعة رسول قبله، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا يرسلون ويؤمرون بالعمل بما في التوراة)اهـ
وعلى هذا فالأقرب أن الرسول هو من أوحي إليه وأرسل بشريعة جديدة وأمر بتبليغها، وأما النبي فهو المبعوث لتقرير شريعة من قبله وتجديد ما اندرس منها، والله أعلم.
▪️(القرشي): نسبة إلى قريش وهو صلى الله عليه وآله وسلم من خيار العرب وأرفعهم نسباً، كما في مسلم من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم).
▪️(ذي النعم): أي: صاحب النعم.
ونعم الله على عباده نوعان:
الأول: نعم تقوم بها أبدانهم.
والثاني: نعم تقوم بها أديانهم وهذه أعظم.
- وإن شئت فقل نعم الله على قسمين:
نعم شرعية دينية: وهذه خاصة بالمؤمنين، وهم يتفاوتون فيها.
نعم كونية قدرية: وهذه لكل الناس من الحياة والطعام والشراب وغير ذلك، وهي للمسلم والكافر، والبرّ والفاجر، بل والحيوان والطير وغيره.
▪️(الواسعة الغزيرة): أي الوفيرة الكثيرة، التي وسعت كل شيء، فنعم الله على عباده لا يمكن حصرها.
قال تعالى: {وإنّ تَعدَوا نِعمَةَ اللهِ لَا تحصُوهَا} [النحل: ١٨] ، وقال تعالى: {أَلم تروا أَنّ الله سَخّر لَكم مَافي السمَاوَاتِ وما في الأَرض وَأسبَغ عليكم نِعمَه ظَاهرةً وبَاطِنَة} [لقمان: ٢٠].
▪️(والحِكَمِ): جمع حكمة وهي وضع الأمور في مواضعها.
▪️(الباهرة الكثيرة): أي: أن حكمه كثيرة تبهر العقول وتتعجب منها غاية العجب ، فإن جميع مخلوقاته ومأموراته مشتملة على غاية الحكمة.
- وحكمة الله تتجلى في أمور منها:
- في تقديره فلا يُقدّر شيئا إلا لحكمة وإن خفيت.
- وفي شرعه فلا يشرع على عباده أمراً إلا لحكمة وفيه مصلحة لهم ولا ينهاهم عن شيء إلا لحكمة وفيه رد شر عنهم.
▪️(ثم الصلاة): صلاة الله على العبد ثناؤه عليه في الملأ الأعلى وهذا قول أبي العالية ذكره البخاري في صحيحه وأسنده إسماعيل القاضي في فضل الصلاة رقم ٩٥. وهذا القول رجحه ابن القيم -رحمه الله-.
وقيل: الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن العبد التضرع والدعاء. وهذا القول فيه نظر إذ أن الله عطف الرحمة على الصلاة في قوله: {أولَئِكَ عَلَيهِم صَلوَاتٌ مِن رَبِهم وَرَحمَة} [البقرة: ١٥٧] والعطف يقتضي التغاير وممن ضعف هذا القول ابن القيم رحمه الله في جلاء الأفهام، فالأقرب هو القول الأول والله أعلم.
▪️(مع سلام دائم): السلام: معناه البراءة والخلاص والنجاة من الشر والعيوب والمراد هنا الدعاء للرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالسلامة من الآفات الحسية والمعنوية في حياته، ومن الأفات المعنوية بعد موته وهي حفظ ما جاء به وسلامته من البدع والأهواء والضلالات وسلامته من النقائص والعيوب.
▪️(على الرسول): ذكر بعض أهل العلم أن الرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه والنبي هو: الذي أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، وهذا التعريف منتقد.
قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (٥ /٨٠٢): (ما اشتهر على ألسنة أهل العلم من أن النبي هو من أوحي إليه وحي ولم يؤمر بتبليغه، وأن الرسول هو النبي الذي أوحي إليه وأمر بتبليغ ما أوحي إليه غير صحيح؛ لأن قوله تعالى: {وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولࣲ وَلَا نَبِیٍّ} [الحج: ٥٢] يدلّ على أن كل منهما مرسل، وأنهما مع ذلك بينهما تغاير، واستظهر بعضهم أن النبي الذي هو غير الرسول هو من لم ينزل عليه كتاب، وإنما أوحي إليه أن يدعو الناس إلى شريعة رسول قبله، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا يرسلون ويؤمرون بالعمل بما في التوراة)اهـ
وعلى هذا فالأقرب أن الرسول هو من أوحي إليه وأرسل بشريعة جديدة وأمر بتبليغها، وأما النبي فهو المبعوث لتقرير شريعة من قبله وتجديد ما اندرس منها، والله أعلم.
▪️(القرشي): نسبة إلى قريش وهو صلى الله عليه وآله وسلم من خيار العرب وأرفعهم نسباً، كما في مسلم من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم).
قناة أم حفص بنت الحمزي
18 Nov, 16:03
#الفواكه_الجنية_شرح_المنظومة_السعدية
▪️الدرس الرابع▪️
▪️المقدمة▪️
١- الحَمدُ للهِ العَلِيِّ الأَرفَقِ
وجَامِعِ الأشيَاءِ والمُفَرِّقِ
٢- ذِي النِّعَمِ الوَاسِعَةِ الغَزِيرَه
والحِكَمِ البَاهرةِ الكَثِيره
٣- ثُمَّ الصَّلَاةُ مَعْ سَلَامٍ دَائِمِ
عَلى الرَّسُولِ القُرَشِيِّ الخَاتمِ
٤- وآلهِ وصَحبِهِ الأبْرارِ
الحَائزِي مَراتِبَ الفَخَارِ
▪️الشرح:
▪️(بسم الله الرحمن الرحيم): ابتدأ المؤلف بالبسملة اقتداء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و آله وسلم ، حيث كان يبدأ بها في مكاتباته ومراسلاته واقتفاء لأثر السلف؛ فإنهم أطبقوا على البداءة بها في سائر كتبهم وتصانيفهم ولما في الإبتداء بها من التبرك والإستعانة بالله تعالى.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبدأ رسائله وكتبه بالبسلمة بدون حمد ، فيقول: (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم ..... الحديث) ونحو هذا.
وكان صلى الله عليه وآله وسلم يبدأ خطبه بحمد الله والثناء عليه، فهذه هي السنة البداءة في الكتب والرسائل بالبسملة، والبداءة في الخطب بحمد الله سبحانه وتعالى والثناء عليه.
▪️(الحمد لله): الحمد: هو وصف المحمود بصفات الكمال مع محبته وتعظيمه.
▪ قال شيخ الإسلام رحمه الله: (الحمد ذكر صفات المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله)اهـ وبمثل هذا عرفه ابن القيم رحمه الله.
وألف (الحمد) للاستغراق، أي: الحمد كله لله تعالى.
▪وقيل في تعريف الحمد: هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري نعمة كان أو غير نعمة.
وقد استشكل هذا لما ورد عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين} قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم}، قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي... الحديث) ففرق بين الحمد والثناء.
▪قال العلامة ابن عثيمين في شرح منظومة أصول الفقه وقواعده صـ ١٨: (الحمد هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم، فإن كرر الوصف بالكمال سميّ ثناء، وليس الحمد هو الثناء، ودليل ذلك ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة -وذكر الحديث ثم قال:- وهذا نص صريح، ثم إن اللغة تؤيد هذا بأن الثناء هو الإعادة أو الرجوع إلى ماسبق)اهـ
▪️الفرق بين الحمد والمدح:
قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (٢ /٥٣٦): (الفرق بين الحمد والمدح: أن يقال الإخبار عن محاسن الغير إما أن يكون إخبارا مجردا من حب وإرادة، أو مقرونا بحبه وإرادته، فإن كان الأول فهو المدح وإن كان الثاني فهو الحمد)اهـ
▪(الله): لفظ الجلالة، علم على الذات العلية، وهو الاسم الذي تتبعه جميع الأسماء، والصحيح أنه مشتق من أله يأله إلاهة وألوهية، فهو مألوه أي: معبود، أي تألهه القلوب محبة وتعظيما، واسم الله هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى، ذكر هذا ابن القيم رحمه الله في البدائع.
▪️(العلي): هو العالي بذاته فوق كل شيء، العالي بصفاته كمالاً فلا يلحقه عيب ولا نقص، الذي له العلو التام المطلق من جميع الوجوه، علو الذات وعلو القدر وعلو القهر.
قال تعالى: {وَهوَ العَليّ العَظِيم} [البقرة: ٢٢٥].
▪قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: (وعلو الله عند أهل السنة والجماعة ينقسم إلى قسمين: الأول علو الذات، بمعنى: أنه سبحانه نفسه فوق كل شيء، وقد دلّ على ذلك الكتاب والسنة وإجماع السلف والعقل والفطرة وتفصيل هذه الأدلة في كتب العقائد، وخالفهم في ذلك طائفتان:
الأولى: من قالوا إنه نفسه في كل مكان في السماء والأرض وهؤلاء حلولية الجهمية ومن وافقهم، وقولهم باطل بالكتاب والسنة وإجماع السلف والعقل والفطرة
الطائفة الثانية: قالوا إنه لا يوصف بعلو ولا غيره، فهو ليس فوق العالم ولا تحته ولا عن يمين ولا عن شمال، ولا متصل ولا منفصل وهذا قول يكفي تصوره في رده؛ لأنه يؤول إلى القول بالعدم المحض إذ ما من موجود إلا وهو فوق أو تحت أو عن يمين أو شمال أو متصل أو منفصل
الحمد لله الذي هدانا للحق ونسأل الله أن يثبتنا عليه.
القسم الثاني: علو الصفة، وهو أنه كامل الصفات من كل وجه لا يساميه أحد في ذلك وهذا متفق عليه بين فرق الأمة وإن اختلفوا في تفسير الكمال)اهـ
▪️(الأرفق): أي الرفيق في أفعاله فأفعاله كلها رفق على غاية المصالح والحكمة، والرفق صفة فعلية خبرية لحديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ومن وليّ من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به).
والرفيق من أسمائه الحسنى لقوله صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله).
▪️الدرس الرابع▪️
▪️المقدمة▪️
١- الحَمدُ للهِ العَلِيِّ الأَرفَقِ
وجَامِعِ الأشيَاءِ والمُفَرِّقِ
٢- ذِي النِّعَمِ الوَاسِعَةِ الغَزِيرَه
والحِكَمِ البَاهرةِ الكَثِيره
٣- ثُمَّ الصَّلَاةُ مَعْ سَلَامٍ دَائِمِ
عَلى الرَّسُولِ القُرَشِيِّ الخَاتمِ
٤- وآلهِ وصَحبِهِ الأبْرارِ
الحَائزِي مَراتِبَ الفَخَارِ
▪️الشرح:
▪️(بسم الله الرحمن الرحيم): ابتدأ المؤلف بالبسملة اقتداء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و آله وسلم ، حيث كان يبدأ بها في مكاتباته ومراسلاته واقتفاء لأثر السلف؛ فإنهم أطبقوا على البداءة بها في سائر كتبهم وتصانيفهم ولما في الإبتداء بها من التبرك والإستعانة بالله تعالى.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبدأ رسائله وكتبه بالبسلمة بدون حمد ، فيقول: (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم ..... الحديث) ونحو هذا.
وكان صلى الله عليه وآله وسلم يبدأ خطبه بحمد الله والثناء عليه، فهذه هي السنة البداءة في الكتب والرسائل بالبسملة، والبداءة في الخطب بحمد الله سبحانه وتعالى والثناء عليه.
▪️(الحمد لله): الحمد: هو وصف المحمود بصفات الكمال مع محبته وتعظيمه.
▪ قال شيخ الإسلام رحمه الله: (الحمد ذكر صفات المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله)اهـ وبمثل هذا عرفه ابن القيم رحمه الله.
وألف (الحمد) للاستغراق، أي: الحمد كله لله تعالى.
▪وقيل في تعريف الحمد: هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري نعمة كان أو غير نعمة.
وقد استشكل هذا لما ورد عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين} قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم}، قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي... الحديث) ففرق بين الحمد والثناء.
▪قال العلامة ابن عثيمين في شرح منظومة أصول الفقه وقواعده صـ ١٨: (الحمد هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم، فإن كرر الوصف بالكمال سميّ ثناء، وليس الحمد هو الثناء، ودليل ذلك ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة -وذكر الحديث ثم قال:- وهذا نص صريح، ثم إن اللغة تؤيد هذا بأن الثناء هو الإعادة أو الرجوع إلى ماسبق)اهـ
▪️الفرق بين الحمد والمدح:
قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (٢ /٥٣٦): (الفرق بين الحمد والمدح: أن يقال الإخبار عن محاسن الغير إما أن يكون إخبارا مجردا من حب وإرادة، أو مقرونا بحبه وإرادته، فإن كان الأول فهو المدح وإن كان الثاني فهو الحمد)اهـ
▪(الله): لفظ الجلالة، علم على الذات العلية، وهو الاسم الذي تتبعه جميع الأسماء، والصحيح أنه مشتق من أله يأله إلاهة وألوهية، فهو مألوه أي: معبود، أي تألهه القلوب محبة وتعظيما، واسم الله هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى، ذكر هذا ابن القيم رحمه الله في البدائع.
▪️(العلي): هو العالي بذاته فوق كل شيء، العالي بصفاته كمالاً فلا يلحقه عيب ولا نقص، الذي له العلو التام المطلق من جميع الوجوه، علو الذات وعلو القدر وعلو القهر.
قال تعالى: {وَهوَ العَليّ العَظِيم} [البقرة: ٢٢٥].
▪قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: (وعلو الله عند أهل السنة والجماعة ينقسم إلى قسمين: الأول علو الذات، بمعنى: أنه سبحانه نفسه فوق كل شيء، وقد دلّ على ذلك الكتاب والسنة وإجماع السلف والعقل والفطرة وتفصيل هذه الأدلة في كتب العقائد، وخالفهم في ذلك طائفتان:
الأولى: من قالوا إنه نفسه في كل مكان في السماء والأرض وهؤلاء حلولية الجهمية ومن وافقهم، وقولهم باطل بالكتاب والسنة وإجماع السلف والعقل والفطرة
الطائفة الثانية: قالوا إنه لا يوصف بعلو ولا غيره، فهو ليس فوق العالم ولا تحته ولا عن يمين ولا عن شمال، ولا متصل ولا منفصل وهذا قول يكفي تصوره في رده؛ لأنه يؤول إلى القول بالعدم المحض إذ ما من موجود إلا وهو فوق أو تحت أو عن يمين أو شمال أو متصل أو منفصل
الحمد لله الذي هدانا للحق ونسأل الله أن يثبتنا عليه.
القسم الثاني: علو الصفة، وهو أنه كامل الصفات من كل وجه لا يساميه أحد في ذلك وهذا متفق عليه بين فرق الأمة وإن اختلفوا في تفسير الكمال)اهـ
▪️(الأرفق): أي الرفيق في أفعاله فأفعاله كلها رفق على غاية المصالح والحكمة، والرفق صفة فعلية خبرية لحديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ومن وليّ من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به).
والرفيق من أسمائه الحسنى لقوله صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله).
قناة أم حفص بنت الحمزي
18 Nov, 03:29
▪️▪️▪️
▪️▪️
▪️
🗓️ الاثنين ١٦/ جمادى الأولى/ ١٤٤٦هـ
▪️
▪️▪️
▪️▪️▪️
▪️▪️
▪️
🗓️ الاثنين ١٦/ جمادى الأولى/ ١٤٤٦هـ
▪️
▪️▪️
▪️▪️▪️
قناة أم حفص بنت الحمزي
17 Nov, 08:05
#تفسير_القرآن_العظيم
▪️الدرس الثالث بعد المائة▪️
▪️تفسير سورة المعارج▪️
▪️أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: {فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً(٥) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً(٦) وَنَراهُ قَرِيباً(٧) يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ(٨) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ(٩) وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً(١٠) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ(١١) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ(١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ(١٣) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ(١٤)}.
▪️{فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً} : أي اصبر يا محمد على أذى قومك وتكذيبهم لك واستعجالهم العذاب استبعادا لوقوعه كقوله تعالى: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ} [الشورى: ١٨] ، ولهذا قال سبحانه وتعالى:
▪️{إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً} : أي: إن الكفار يرون وقوع العذاب، وقيام الساعة بعيد الوقوع بمعنى مستحيل الوقوع؛ لتكذيبهم باليوم الآخر.
▪️{وَنَراهُ قَرِيباً} : لأن كل ما هو آت قريب، ويوم القيامة آت لا محالة، قال تعالى: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} [الأحزاب: ٦٣].
وفي صحيح البخاري(٥٣٠١)، ومسلم(٢٩٥٠) عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ، أَوْ كَهَاتَيْنِ). وَقَرَنَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.
▪️{يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ} : أي: أن هذه السماء العظيمة يوم القيامة تذوب وتسيل كالرصاص المذاب، أو كالفضة المسالة، أو كدُرْدِي الزيت، كما قال تعالى: {فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} [الرحمن: ٣٧].
▪️{وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ} : أي: وتكون هذه الجبال الراسيات كالصوف المنفوش، كما في قوله تعالى:
{وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} [القارعة: ٥].
وقيل: كالصوف المصبوغ. ولا يقال: عِهْن إلا للمصبوغ.
▪️{وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً} : أي: ولا يسأل قريب عن قريبه ولاصديق عن صديقه، فالكل مشغول بنفسه؛ لشدة أهوال ذلك اليوم.
▪️{يُبَصَّرُونَهُمْ} : أي: يبصر بعضهم بعضا، ويعرف بعضهم بعضا؛ فيرى الرجل ابنه وأباه وأمه وأخاه وقريبه وصديقه وخليله، ولكن لا يلتفت أحد منهم لأحد، بل ويفر بعضهم من بعض، كما في قوله تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: ٣٤ - ٣٧]، وكقوله تعالى: {يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ} [لقمان: ٣٣]، وكقوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى} [غافر: ١٨]، وكقوله تعالى: {فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ} [المؤمنون: ١٠١].
▪️{يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} : أي: يتمنى الكافر لو يفتدي نفسه ويعتقها من عذاب الله في ذلك اليوم ببنيه الذين كانوا في الدنيا حشاشة كبده وأحب الناس إليه.
▪️{وَصاحِبَتِهِ} : أي: ويفتدي بزوجته التي صحبته في الدنيا.
▪️{وَأَخِيهِ} : أي: ويفتدي بأخيه ابن أمه وأبيه.
▪️{وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ} : أي: ويفتدي بقبيلته وعشيرته التي كانت في الدنيا تناصره وتعاضده.
▪️{وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ} : أي: ويتمنى أن يفتدي بمن في الأرض جميعا، ثم ينجو ويسلم من هذا العذاب.
ولكن هيهات هيهات، فلا يقبل منه فداء ولو افتدى بأهل الأرض جميعا، ولو افتدى بالدنيا وما فيها.
وفي صحيح البخاري(٣٣٣٤)، ومسلم(٢٨٠٥) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا : لَوْ كَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهَا ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ. فَيَقُولُ : قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا، وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ ؛ أَنْ لَا تُشْرِكَ - أَحْسِبُهُ قَالَ : وَلَا أُدْخِلَكَ النَّارَ - فَأَبَيْتَ إِلَّا الشِّرْكَ).
أم حفص بنت الحمزي
https://t.me/omhafes
▪️الدرس الثالث بعد المائة▪️
▪️تفسير سورة المعارج▪️
▪️أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: {فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً(٥) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً(٦) وَنَراهُ قَرِيباً(٧) يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ(٨) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ(٩) وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً(١٠) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ(١١) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ(١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ(١٣) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ(١٤)}.
▪️{فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً} : أي اصبر يا محمد على أذى قومك وتكذيبهم لك واستعجالهم العذاب استبعادا لوقوعه كقوله تعالى: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ} [الشورى: ١٨] ، ولهذا قال سبحانه وتعالى:
▪️{إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً} : أي: إن الكفار يرون وقوع العذاب، وقيام الساعة بعيد الوقوع بمعنى مستحيل الوقوع؛ لتكذيبهم باليوم الآخر.
▪️{وَنَراهُ قَرِيباً} : لأن كل ما هو آت قريب، ويوم القيامة آت لا محالة، قال تعالى: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} [الأحزاب: ٦٣].
وفي صحيح البخاري(٥٣٠١)، ومسلم(٢٩٥٠) عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ، أَوْ كَهَاتَيْنِ). وَقَرَنَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.
▪️{يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ} : أي: أن هذه السماء العظيمة يوم القيامة تذوب وتسيل كالرصاص المذاب، أو كالفضة المسالة، أو كدُرْدِي الزيت، كما قال تعالى: {فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} [الرحمن: ٣٧].
▪️{وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ} : أي: وتكون هذه الجبال الراسيات كالصوف المنفوش، كما في قوله تعالى:
{وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} [القارعة: ٥].
وقيل: كالصوف المصبوغ. ولا يقال: عِهْن إلا للمصبوغ.
▪️{وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً} : أي: ولا يسأل قريب عن قريبه ولاصديق عن صديقه، فالكل مشغول بنفسه؛ لشدة أهوال ذلك اليوم.
▪️{يُبَصَّرُونَهُمْ} : أي: يبصر بعضهم بعضا، ويعرف بعضهم بعضا؛ فيرى الرجل ابنه وأباه وأمه وأخاه وقريبه وصديقه وخليله، ولكن لا يلتفت أحد منهم لأحد، بل ويفر بعضهم من بعض، كما في قوله تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: ٣٤ - ٣٧]، وكقوله تعالى: {يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ} [لقمان: ٣٣]، وكقوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى} [غافر: ١٨]، وكقوله تعالى: {فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ} [المؤمنون: ١٠١].
▪️{يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} : أي: يتمنى الكافر لو يفتدي نفسه ويعتقها من عذاب الله في ذلك اليوم ببنيه الذين كانوا في الدنيا حشاشة كبده وأحب الناس إليه.
▪️{وَصاحِبَتِهِ} : أي: ويفتدي بزوجته التي صحبته في الدنيا.
▪️{وَأَخِيهِ} : أي: ويفتدي بأخيه ابن أمه وأبيه.
▪️{وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ} : أي: ويفتدي بقبيلته وعشيرته التي كانت في الدنيا تناصره وتعاضده.
▪️{وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ} : أي: ويتمنى أن يفتدي بمن في الأرض جميعا، ثم ينجو ويسلم من هذا العذاب.
ولكن هيهات هيهات، فلا يقبل منه فداء ولو افتدى بأهل الأرض جميعا، ولو افتدى بالدنيا وما فيها.
وفي صحيح البخاري(٣٣٣٤)، ومسلم(٢٨٠٥) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا : لَوْ كَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهَا ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ. فَيَقُولُ : قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا، وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ ؛ أَنْ لَا تُشْرِكَ - أَحْسِبُهُ قَالَ : وَلَا أُدْخِلَكَ النَّارَ - فَأَبَيْتَ إِلَّا الشِّرْكَ).
أم حفص بنت الحمزي
https://t.me/omhafes
قناة أم حفص بنت الحمزي
16 Nov, 05:57
#شرح_كتاب_الوضوء_من_صحيح_البخاري
▪️الدرس التاسع والثمانون بعد المائة▪️
▪️٣٣ - تابع..باب الْمَاءِ الَّذِي يُغْسَلُ بِهِ شَعَرُ الإِنْسَان
▪️١٧١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا حَلَقَ رَأْسَهُ كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ مِنْ شَعَرِهِ.
▪️ترجمة موجزة لرجال الإسناد :
١- مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم صَاعِقَة، تقدم.
٢- سَعِيدُ بن سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ، أبو عثمان الْواسِطِيُّ ، نَزِيلُ بَغْدَادَ البَزَّارُ، المعروف بسعدويه، ثقة حافظ، من كبار ط۱۰، ت ٢٢٥هـ، عن ١٠٠ سنة، (ع).
٣- عَبَّاد بن العَوَّامِ بن عُمَرَ الكِلابي مولاهم، أبو سهْل الواسطي، ثقة، ط۸، ت ١٨٥هـ، أو بعدها، عن نحو ٧٠ سنة، (ع).
٤- ابن عون، هو عبد الله بن عون، تابعي سيد قراء زمانه، وقد تقدم في باب قوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ).
٥- محمد بن سيرين، وقد تكرر ذكره.
٦- أنس بن مالك رضي الله عنه.
▪️بعض لطائف الإسناد :
١- أن فيه التحديث والإخبار والعنعنة.
٢- أن رواته ما بين بغدادي، وهو شيخ البخاري، وواسطي وبصري.
٣- أن فيه رواية تابعي عن تابعي، فالأول عبد الله بن عون. وفي مسلم وللنسائي عبد الله بن عون بن أمير مصر، وليس في الكتب الستة غيرهما، ومع هذه اللطائف إسناده نازل؛ لأن البخاري سمع من شيخ شيخه سعيد بن سليمان، بل سمع من ابن عاصم وغيره من أصحاب ابن عون، فيقع بينه وبين ابن عون واحد، وهنا بينه وبينه ثلاثة أنفس.
▪️الشرح :
▪️(لما حلق رأسه) : أي: أمر الحلاق فحلقه، وكان ذلك في حجة الوداع.
واختلف في الذي حلق، والصحيح أنه معمر بن عبد الله كما ذكره البخاري رحمه الله.
وقيل: هو خراش بن أمية، والصحيح أن خراشًا كان الحالق بالحديبية.
▪️(كان أبو طلحة) : زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري النَّجَّاري، زوج أم سليم والدة أنس، شهد المشاهد كلها، مات سنة ٣٤ للهجرة، رضي الله عنه.
▪️(أول من أخذ من شعره) : أي: من شعر النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا هو الدليل الثاني الذي استدل به المصنف رحمه الله على طهارة الشعر، وطهارة الماء الذي يغسل به.
وقد أخرج أبو عوانة في صحيحه هذا الحديث من طريق سعيد بن سليمان المذكور أبين مما ساقه محمد بن عبد الرحيم ولفظه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الحلاق فحلق رأسه، ودفع إلى أبي طلحة الشق الأيمن، ثم حلق الشق الآخر فأمره أن يقسمه بين الناس).
ورواه مسلم من طريق ابن عيينة عن هشام بن حسان عن ابن سيرين بلفظ: (لمَّا رمى الجمرة ونحر نسكه ناول الحلاق شقه الأيمن فحلقه، ثم دعا أبا طلحة فأعطاه إيَّاه، ثم ناوله الشق الأيسر فحلقه فأعطاه أبا طلحة، فقال: اقسمه بين الناس).
وله من رواية حفص بن غياث عن هشام: (أنه قسم الأيمن فيمن يليه).
وفي لفظ: (فوزعه بين الناس. الشعرة والشعرتين. وأعطي الأيسر أم سليم).
والجمع بين هذه الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم ناول أبا طلحة كلا من الشقين، فأما الأيمن فوزعه أبو طلحة بأمره صلى الله عليه وسلم بين الناس وأما الأيسر فأعطاه لأم سليم بأمره صلى الله عليه وسلم أيضا،
وزاد أحمد في رواية له: (لتجعله في طيبها).
▪️بعض الفوائد والأحكام المستنبطة من الحديث :
١- فيه استحباب البداءة بالشق الأيمن من رأس المحلوق، وهو قول الجمهور.
٢- فيه طهارة شعر الآدمي.
٣- فيه المواساة بين الأصحاب في العطية والهبة.
٤- فيه أن المواساة لا تستلزم المساواة.
٥- فيه تنفيل من يتولى التفرقة على غيره.
٦- فيه التبرك بشعر النبي صلى الله عليه وسلم، وجواز اقتنائه.
شرح مسلم للنووي(١٤٠/٥)، الفتح للحافظ(٤٧١/١)، عمدة القاري(٣٧/٣)، إرشاد الساري(٣٥٧/١)
أم حفص بنت الحمزي
https://t.me/omhafes
▪️الدرس التاسع والثمانون بعد المائة▪️
▪️٣٣ - تابع..باب الْمَاءِ الَّذِي يُغْسَلُ بِهِ شَعَرُ الإِنْسَان
▪️١٧١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا حَلَقَ رَأْسَهُ كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ مِنْ شَعَرِهِ.
▪️ترجمة موجزة لرجال الإسناد :
١- مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم صَاعِقَة، تقدم.
٢- سَعِيدُ بن سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ، أبو عثمان الْواسِطِيُّ ، نَزِيلُ بَغْدَادَ البَزَّارُ، المعروف بسعدويه، ثقة حافظ، من كبار ط۱۰، ت ٢٢٥هـ، عن ١٠٠ سنة، (ع).
٣- عَبَّاد بن العَوَّامِ بن عُمَرَ الكِلابي مولاهم، أبو سهْل الواسطي، ثقة، ط۸، ت ١٨٥هـ، أو بعدها، عن نحو ٧٠ سنة، (ع).
٤- ابن عون، هو عبد الله بن عون، تابعي سيد قراء زمانه، وقد تقدم في باب قوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ).
٥- محمد بن سيرين، وقد تكرر ذكره.
٦- أنس بن مالك رضي الله عنه.
▪️بعض لطائف الإسناد :
١- أن فيه التحديث والإخبار والعنعنة.
٢- أن رواته ما بين بغدادي، وهو شيخ البخاري، وواسطي وبصري.
٣- أن فيه رواية تابعي عن تابعي، فالأول عبد الله بن عون. وفي مسلم وللنسائي عبد الله بن عون بن أمير مصر، وليس في الكتب الستة غيرهما، ومع هذه اللطائف إسناده نازل؛ لأن البخاري سمع من شيخ شيخه سعيد بن سليمان، بل سمع من ابن عاصم وغيره من أصحاب ابن عون، فيقع بينه وبين ابن عون واحد، وهنا بينه وبينه ثلاثة أنفس.
▪️الشرح :
▪️(لما حلق رأسه) : أي: أمر الحلاق فحلقه، وكان ذلك في حجة الوداع.
واختلف في الذي حلق، والصحيح أنه معمر بن عبد الله كما ذكره البخاري رحمه الله.
وقيل: هو خراش بن أمية، والصحيح أن خراشًا كان الحالق بالحديبية.
▪️(كان أبو طلحة) : زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري النَّجَّاري، زوج أم سليم والدة أنس، شهد المشاهد كلها، مات سنة ٣٤ للهجرة، رضي الله عنه.
▪️(أول من أخذ من شعره) : أي: من شعر النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا هو الدليل الثاني الذي استدل به المصنف رحمه الله على طهارة الشعر، وطهارة الماء الذي يغسل به.
وقد أخرج أبو عوانة في صحيحه هذا الحديث من طريق سعيد بن سليمان المذكور أبين مما ساقه محمد بن عبد الرحيم ولفظه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الحلاق فحلق رأسه، ودفع إلى أبي طلحة الشق الأيمن، ثم حلق الشق الآخر فأمره أن يقسمه بين الناس).
ورواه مسلم من طريق ابن عيينة عن هشام بن حسان عن ابن سيرين بلفظ: (لمَّا رمى الجمرة ونحر نسكه ناول الحلاق شقه الأيمن فحلقه، ثم دعا أبا طلحة فأعطاه إيَّاه، ثم ناوله الشق الأيسر فحلقه فأعطاه أبا طلحة، فقال: اقسمه بين الناس).
وله من رواية حفص بن غياث عن هشام: (أنه قسم الأيمن فيمن يليه).
وفي لفظ: (فوزعه بين الناس. الشعرة والشعرتين. وأعطي الأيسر أم سليم).
والجمع بين هذه الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم ناول أبا طلحة كلا من الشقين، فأما الأيمن فوزعه أبو طلحة بأمره صلى الله عليه وسلم بين الناس وأما الأيسر فأعطاه لأم سليم بأمره صلى الله عليه وسلم أيضا،
وزاد أحمد في رواية له: (لتجعله في طيبها).
▪️بعض الفوائد والأحكام المستنبطة من الحديث :
١- فيه استحباب البداءة بالشق الأيمن من رأس المحلوق، وهو قول الجمهور.
٢- فيه طهارة شعر الآدمي.
٣- فيه المواساة بين الأصحاب في العطية والهبة.
٤- فيه أن المواساة لا تستلزم المساواة.
٥- فيه تنفيل من يتولى التفرقة على غيره.
٦- فيه التبرك بشعر النبي صلى الله عليه وسلم، وجواز اقتنائه.
شرح مسلم للنووي(١٤٠/٥)، الفتح للحافظ(٤٧١/١)، عمدة القاري(٣٧/٣)، إرشاد الساري(٣٥٧/١)
أم حفص بنت الحمزي
https://t.me/omhafes
قناة أم حفص بنت الحمزي
15 Nov, 11:50
#شرح_تحفة_الأطفال
▪️الدرس الثالث▪️
▪️تابع..أَحْكَامُ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوينِ▪️
٩- والثَّانِ إِدْغَامٌ بِستَّةٍ أَتَتْ
فِي يَرْمَلُونَ عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتَتْ
١٠- لَكِنَّهَا قِسْمَانِ قِسْمٌ يدْغَمَا
فِيهِ بِغُنّةٍ بِيَنْمُو عُلِمَا
١١- إِلاَّ إِذَا كَانَا بِكلْمَةٍ فَلاَ
تُدْغِمْ كَدُنْيَا ثُمَّ صِنْوَانٌ تَلاَ
١٢- وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّةْ
في اللاَّمِ وَالرَّا ثُمَّ كَرّرَنَّهْ
▪️الشرح :
▪️(والثَّانِ) : أي: والثاني، حذفت الياء للتخفيف.
▪️(إِدْغَامٌ بِسِتَّةٍ أَتَتْ) : أي: والحكم الثاني من أحكام النون الساكنة والتنوين هو الإدغام.
والإدغام لغة : الإدخال، مأخوذ من قول العرب: أدغمت اللجام في فم الفرس.
واصطلاحا: إيصال حرف ساكن بحرف متحرك، بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا كالثاني.
وحروفه : ستة أحرف: الياء، والراء، والميم، واللام، والواو، والنون.
▪️(فِي يَرْمَلُونَ عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتَتْ) : أي: أن حروف الإدغام الستة جُمعت واشتهرت في كلمة (يرملون).
▪️(لَكِنَّهَا قِسْمَانِ) : أي: أن الإدغام ينقسم إلى قسمين: إدغام بغنة، وإدغام بغير غنة.
▪️(قِسْمٌ يُدْغَمَا فِيهِ بِغُنَّةٍ بِيَنْمُو عُلِمَا) : أي: القسم الأول: إدغام بغنة، وذلك في أربعة أحرف يجمعها كلمة ( ينمو )؛ فإن وقع حرف منها بعد النون الساكنة أو التنوين وجب الادغام بغنة.
وذلك نحو : {إِن يَقُولُونَ}، و{خَيْرََا يَرَهُ}، و{مِن وَلِيٍّ وَلَاوَاقٍ}، و{مِن مَّالِِ}، و{قَولٌ مَّعْرُوفٌ}، و{إِن نَّقُولُ}، و{يَوْمَئِذِِ نَّاعِمَةٌ}.
▪️(إِلَّا إِذَا كَانَا بِكِلْمَةٍ فَلا... تُدْغِمْ كَدُنْيَا ثُمَّ صِنْوَانٍ تَلا) : أي: وشرط الإدغام بغنة أن يكون في كلمتين، فإن اجتمعت النون الساكنة مع أحد هذه الأحرف في كلمة واحدة وجب الإظهار لئلا يلتبس المعنى، ويسمى(الإظهار المطلق) .
وقد وقع من ذلك في القرآن الكريم أربع كلمات هي : {الدُّنْيَا} ، {بُنْيَانََا} ، {قِنْوَانٌ} ، {صِنْوَانٌ}.
ويستثنى من الإدغام بغنة لحفص - من طريق الشاطبية - :
١- {يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ}.
٢- {ن ۚ وَالْقَلَمِ} ، قرأهما حفص بالإظهار .
- ويستثنى من قاعدة اجتماع المدغم والمدغم فيه في كلمة واحدة هجاء {طسم} فاتحة الشعراء والقصص ؛ فقد قرأها حفص بإدغام النون من (سين) في الميم من(ميم).
▪️(وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّهْ فِي اللاَّمِ وَالرَّا) : أي: والقسم الثاني من أقسام الإدغام، هو الإدغام بغير غنة، ويكون في حرفي اللام والراء.
وذلك نحو : {مِن لَّدُنْهُ}، و{هُدًى لِّلمُتَّقِينَ}، و{مِن رِّزْقِ}، و{لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} .
ويستثنى من الإدغام بغير غنة لحفص -من طريق الشاطبية- {مَنْ ۜ رَاق} بسبب السكت على النون؛ إذ إن السكت يمنع ملاقاة النون بالراء وبالتالي امتنع الإدغام.
تنبيه: لم يأتِ الإدغام بغير غنة في القرآن الكريم كذلك إلا في كلمتين، ومعنى ذلك أن الإدغام بقسميه بغنة وبغير غنة لا يكون إلا في كلمتين.
▪️(ثُمَّ كَرِّرَنَّهْ) : أي: الراء؛ لأن من صفاته التكرير، وهي ارتعاد رأس اللسان عند النطق بحرف الراء، وهذه الصفة تُعرف لتجتنب المبالغة فيها.
وقال الناظم في كتابه فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال: (أي أحكم بتكريره مطلقاً، لكن إذا شُدِّدَ يجب إخفاء تكريره)اهـ
وقال الميهي في كتابه فتح الملك المتعال في شرح تحفة الأطفال: (أي احكم عليه بأنَّه حرف تكرير، لكن يجب إخفاء تكريره)اهـ
والمراد بقوله: (لكن يجب إخفاء تكريره): أي: يجب على القارئ أن يحذر من المبالغة في التكرير المؤدي إلى ظهور أكثر من راء،
وليس المراد إعدام التكرير بالكلية، بل لا بد أن يرتعد اللسان ارتعادة واحدة كي لا ينحصر الصوت بين طرف اللسان واللثة، فتكون الراء حرف من الحروف الشديدة، مع أنها من الحروف البينية.
وجاء في بعض النسخ : (وَرَمْزُهُ رَلَّ فَأَتْقِنَنَّهْ)، بدل (في اللاَّمِ وَالرَّا ثُمَّ كَرّرَنَّهْ).
أم حفص بنت الحمزي
https://t.me/omhafes
▪️الدرس الثالث▪️
▪️تابع..أَحْكَامُ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوينِ▪️
٩- والثَّانِ إِدْغَامٌ بِستَّةٍ أَتَتْ
فِي يَرْمَلُونَ عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتَتْ
١٠- لَكِنَّهَا قِسْمَانِ قِسْمٌ يدْغَمَا
فِيهِ بِغُنّةٍ بِيَنْمُو عُلِمَا
١١- إِلاَّ إِذَا كَانَا بِكلْمَةٍ فَلاَ
تُدْغِمْ كَدُنْيَا ثُمَّ صِنْوَانٌ تَلاَ
١٢- وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّةْ
في اللاَّمِ وَالرَّا ثُمَّ كَرّرَنَّهْ
▪️الشرح :
▪️(والثَّانِ) : أي: والثاني، حذفت الياء للتخفيف.
▪️(إِدْغَامٌ بِسِتَّةٍ أَتَتْ) : أي: والحكم الثاني من أحكام النون الساكنة والتنوين هو الإدغام.
والإدغام لغة : الإدخال، مأخوذ من قول العرب: أدغمت اللجام في فم الفرس.
واصطلاحا: إيصال حرف ساكن بحرف متحرك، بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا كالثاني.
وحروفه : ستة أحرف: الياء، والراء، والميم، واللام، والواو، والنون.
▪️(فِي يَرْمَلُونَ عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتَتْ) : أي: أن حروف الإدغام الستة جُمعت واشتهرت في كلمة (يرملون).
▪️(لَكِنَّهَا قِسْمَانِ) : أي: أن الإدغام ينقسم إلى قسمين: إدغام بغنة، وإدغام بغير غنة.
▪️(قِسْمٌ يُدْغَمَا فِيهِ بِغُنَّةٍ بِيَنْمُو عُلِمَا) : أي: القسم الأول: إدغام بغنة، وذلك في أربعة أحرف يجمعها كلمة ( ينمو )؛ فإن وقع حرف منها بعد النون الساكنة أو التنوين وجب الادغام بغنة.
وذلك نحو : {إِن يَقُولُونَ}، و{خَيْرََا يَرَهُ}، و{مِن وَلِيٍّ وَلَاوَاقٍ}، و{مِن مَّالِِ}، و{قَولٌ مَّعْرُوفٌ}، و{إِن نَّقُولُ}، و{يَوْمَئِذِِ نَّاعِمَةٌ}.
▪️(إِلَّا إِذَا كَانَا بِكِلْمَةٍ فَلا... تُدْغِمْ كَدُنْيَا ثُمَّ صِنْوَانٍ تَلا) : أي: وشرط الإدغام بغنة أن يكون في كلمتين، فإن اجتمعت النون الساكنة مع أحد هذه الأحرف في كلمة واحدة وجب الإظهار لئلا يلتبس المعنى، ويسمى(الإظهار المطلق) .
وقد وقع من ذلك في القرآن الكريم أربع كلمات هي : {الدُّنْيَا} ، {بُنْيَانََا} ، {قِنْوَانٌ} ، {صِنْوَانٌ}.
ويستثنى من الإدغام بغنة لحفص - من طريق الشاطبية - :
١- {يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ}.
٢- {ن ۚ وَالْقَلَمِ} ، قرأهما حفص بالإظهار .
- ويستثنى من قاعدة اجتماع المدغم والمدغم فيه في كلمة واحدة هجاء {طسم} فاتحة الشعراء والقصص ؛ فقد قرأها حفص بإدغام النون من (سين) في الميم من(ميم).
▪️(وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّهْ فِي اللاَّمِ وَالرَّا) : أي: والقسم الثاني من أقسام الإدغام، هو الإدغام بغير غنة، ويكون في حرفي اللام والراء.
وذلك نحو : {مِن لَّدُنْهُ}، و{هُدًى لِّلمُتَّقِينَ}، و{مِن رِّزْقِ}، و{لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} .
ويستثنى من الإدغام بغير غنة لحفص -من طريق الشاطبية- {مَنْ ۜ رَاق} بسبب السكت على النون؛ إذ إن السكت يمنع ملاقاة النون بالراء وبالتالي امتنع الإدغام.
تنبيه: لم يأتِ الإدغام بغير غنة في القرآن الكريم كذلك إلا في كلمتين، ومعنى ذلك أن الإدغام بقسميه بغنة وبغير غنة لا يكون إلا في كلمتين.
▪️(ثُمَّ كَرِّرَنَّهْ) : أي: الراء؛ لأن من صفاته التكرير، وهي ارتعاد رأس اللسان عند النطق بحرف الراء، وهذه الصفة تُعرف لتجتنب المبالغة فيها.
وقال الناظم في كتابه فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال: (أي أحكم بتكريره مطلقاً، لكن إذا شُدِّدَ يجب إخفاء تكريره)اهـ
وقال الميهي في كتابه فتح الملك المتعال في شرح تحفة الأطفال: (أي احكم عليه بأنَّه حرف تكرير، لكن يجب إخفاء تكريره)اهـ
والمراد بقوله: (لكن يجب إخفاء تكريره): أي: يجب على القارئ أن يحذر من المبالغة في التكرير المؤدي إلى ظهور أكثر من راء،
وليس المراد إعدام التكرير بالكلية، بل لا بد أن يرتعد اللسان ارتعادة واحدة كي لا ينحصر الصوت بين طرف اللسان واللثة، فتكون الراء حرف من الحروف الشديدة، مع أنها من الحروف البينية.
وجاء في بعض النسخ : (وَرَمْزُهُ رَلَّ فَأَتْقِنَنَّهْ)، بدل (في اللاَّمِ وَالرَّا ثُمَّ كَرّرَنَّهْ).
أم حفص بنت الحمزي
https://t.me/omhafes
قناة أم حفص بنت الحمزي
14 Nov, 18:26
الثالث: المرابطون: ويدل على ذلك ما أخرجه مسلم(١٩١٣) عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفُتَّانَ).
وعند الترمذي(١٦٦٥) بلفظ: (وَمَنْ مَاتَ فِيهِ وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ).
وزاد بعض أهل العلم صنفًا رابعًا وهم (الصديقون)، وقالوا أنهم لا يُسألون؛ لأن مرتبة الصديقين أعلى من مرتبة الشهداء؛ فإذا كان الشهداء لا يُسألون؛ فالصديقون من باب أولى.
وذهب البعض إلى أنهم يُسألون؛ لعموم الأدلة، والله أعلم.
وزاد بعض أهل العلم -أيضا- صنفًا خامسًا، وهم (الصغار والمجانين)، وقالوا بإنهم لا يُسألون؛ لأنهم غير مكلفين، وإذا كانوا غير مكلفين، فإنه لا حساب عليهم.
وذهب البعض إلى أنهم يُفتنون؛ لدخولهم في العموم، ولأنهم إذا سقط التكليف عنهم في حال الحياة، فإن حال الممات تخالف حال الحياة، والله أعلم.
▪️(ضَمٌّ وَاقِعٌ) : أشار الناظم إلى المسألة الثانية، وهي ضمة القبر.
وضمة القبر: هي ضغطة لا ينجو منها أحد إلا الأنبياء على الصحيح، وذهب الجمهور إلى أن الأنبياء أيضا يدخلون في ذلك؛ لعموم الأدلة، والله أعلم.
ويدل على ذلك ما جاء في مسند أحمد(٢٤٢٨٣) عَن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عَنها أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (إنَّ لِلقَبرِ ضَغطةً لَو كانَ أحَدٌ ناجيًا مِنها نَجَا سَعدُ بنُ مُعاذٍ).
وفي سنن النسائي(٢٠٥٥) عَنِ ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنهما قال: قال رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَن سَعدِ بن مُعاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: (هَذا الَّذي تَحَرَّكَ لَه العَرشُ، وفتِحَت لَه أبوابُ السَّماءِ، وشَهِدُه سَبعونَ ألفًا مِنَ المَلائِكةِ، لَقَد ضُمَّ ضَمَّةً، ثُمَّ فُرِجَ عَنه)، والحديث صَحَّحه الألباني رحمه الله في صحيح سنن النسائي(٢٠٥٥)، والوادعي رحمه الله في الصحيح المسند(٧٨١).
قال المُناوي: ( "إنَّ لِلقَبرِ ضَغطةً" أي: ضيقًا لا ينجو منه صالح ولا طالح، لكنَّ الكافر يدوم ضغطه والمؤمن لا..)اهـ
فيض القدير(٥٠١/٢)
ومما جاء في ضمة الكافرِ، ما أخرجه أبو داود(٤٧٥٣) من حديث البراءِ بنِ عَازبٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، وفيه قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إِنَّ الْكَافِرَ، فَذَكَرَ مَوْتَهُ، قَالَ: وَتُعَادُ رُوحُهُ في جَسَدِهِ، وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ هَاهْ، لَا أَدْرِى! فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِى! فَيَقُولَانِ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِى بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِى! فَيُنَادِى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ كَذَبَ، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ. قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا. قَالَ: وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ)، والحديث صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود(٤٧٥٣)، والوادعي رحمه الله في الصحيح المسند(١٥٠).
وللدرس بقية إن شاء الله.
أم حفص بنت الحمزي
https://t.me/omhafes
وعند الترمذي(١٦٦٥) بلفظ: (وَمَنْ مَاتَ فِيهِ وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ).
وزاد بعض أهل العلم صنفًا رابعًا وهم (الصديقون)، وقالوا أنهم لا يُسألون؛ لأن مرتبة الصديقين أعلى من مرتبة الشهداء؛ فإذا كان الشهداء لا يُسألون؛ فالصديقون من باب أولى.
وذهب البعض إلى أنهم يُسألون؛ لعموم الأدلة، والله أعلم.
وزاد بعض أهل العلم -أيضا- صنفًا خامسًا، وهم (الصغار والمجانين)، وقالوا بإنهم لا يُسألون؛ لأنهم غير مكلفين، وإذا كانوا غير مكلفين، فإنه لا حساب عليهم.
وذهب البعض إلى أنهم يُفتنون؛ لدخولهم في العموم، ولأنهم إذا سقط التكليف عنهم في حال الحياة، فإن حال الممات تخالف حال الحياة، والله أعلم.
▪️(ضَمٌّ وَاقِعٌ) : أشار الناظم إلى المسألة الثانية، وهي ضمة القبر.
وضمة القبر: هي ضغطة لا ينجو منها أحد إلا الأنبياء على الصحيح، وذهب الجمهور إلى أن الأنبياء أيضا يدخلون في ذلك؛ لعموم الأدلة، والله أعلم.
ويدل على ذلك ما جاء في مسند أحمد(٢٤٢٨٣) عَن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عَنها أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (إنَّ لِلقَبرِ ضَغطةً لَو كانَ أحَدٌ ناجيًا مِنها نَجَا سَعدُ بنُ مُعاذٍ).
وفي سنن النسائي(٢٠٥٥) عَنِ ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنهما قال: قال رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَن سَعدِ بن مُعاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: (هَذا الَّذي تَحَرَّكَ لَه العَرشُ، وفتِحَت لَه أبوابُ السَّماءِ، وشَهِدُه سَبعونَ ألفًا مِنَ المَلائِكةِ، لَقَد ضُمَّ ضَمَّةً، ثُمَّ فُرِجَ عَنه)، والحديث صَحَّحه الألباني رحمه الله في صحيح سنن النسائي(٢٠٥٥)، والوادعي رحمه الله في الصحيح المسند(٧٨١).
قال المُناوي: ( "إنَّ لِلقَبرِ ضَغطةً" أي: ضيقًا لا ينجو منه صالح ولا طالح، لكنَّ الكافر يدوم ضغطه والمؤمن لا..)اهـ
فيض القدير(٥٠١/٢)
ومما جاء في ضمة الكافرِ، ما أخرجه أبو داود(٤٧٥٣) من حديث البراءِ بنِ عَازبٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، وفيه قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إِنَّ الْكَافِرَ، فَذَكَرَ مَوْتَهُ، قَالَ: وَتُعَادُ رُوحُهُ في جَسَدِهِ، وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ هَاهْ، لَا أَدْرِى! فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِى! فَيَقُولَانِ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِى بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِى! فَيُنَادِى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ كَذَبَ، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ. قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا. قَالَ: وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ)، والحديث صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود(٤٧٥٣)، والوادعي رحمه الله في الصحيح المسند(١٥٠).
وللدرس بقية إن شاء الله.
أم حفص بنت الحمزي
https://t.me/omhafes
قناة أم حفص بنت الحمزي
14 Nov, 18:26
#شرح_الرائية_في_عقيدة_الفرقة_الناجية
▪️الدرس السابع عشر▪️
▪️قال الناظم حفظه الله :
١٩- فِتْنَةٌ فِي الْقَبْرِ ضَمٌّ وَاقِعٌ
وَعَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ بِالنَّظَرْ
▪️الشرح :
▪️(فِتْنَةٌ فِي الْقَبْرِ) : شرع الناظم حفظه الله بذكر بعض المسائل المتعلقة بالحياة البرزخية.
والحياة البرزخية: هي حياة متوسطة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة، وهي أول منازل الآخرة التي فيها نعيم أو عذاب.
وأول هذه المسائل: هي فتنة القبر: وهي الامتحان والاختبار بسؤال الملكين: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟
وقد دل على فتنة القبر الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح :
فأما الكتاب: فقوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: ٢٧].
أي: يثبت الله المؤمنين في حياتهم الدنيا بالقول الحق، الثابت في قلوبهم، وهو شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويسلمهم من الشهوات والشبهات.
ويثبتهم في حياتهم البرزخية، أي: في قبورهم عند سؤال الملكين.
وأما السنة: فمن ذلك ما جاء في صحيح البخاري(٤٦٩٩)، ومسلم(٢٨٧١) عن البَراءِ بنِ عازبٍ رَضِيَ الله عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (المُسلِمُ إذا سُئِلَ في القبرِ يشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ. فذلك قولُه: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}).
وفي مسند أحمد(١١٠٠٠) عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ الله عنه، قال: شَهِدتُ مع رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جِنازةً، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (أيُّها النَّاسُ، إنَّ هذه الأمَّةَ تُبتَلَى في قُبورِها، فإذا الإنسانُ دُفِنَ فتفَرَّقَ عنه أصحابُه، جاءه ملَكٌ في يَدِه مِطراقٌ فأقعَدَه، قال: ما تقولُ في هذا الرَّجُلِ؟ فإن كان مؤمِنًا قال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه، فيقولُ: صَدَقتَ، ثمَّ يُفتَحُ له بابٌ إلى النَّارِ، فيقولُ: هذا كان مَنزِلَك لو كفَرْتَ برَبِّك، فأمَّا إذ آمنتَ فهذا مَنزِلُك، فيُفتَحُ له بابٌ إلى الجنَّةِ، فيريدُ أن ينهَضَ إليه، فيقولُ له: اسكُنْ، ويُفسَحُ له في قَبرِه. وإن كان كافِرًا أو مُنافِقًا يقولُ له: ما تقولُ في هذا الرَّجُلِ؟ فيقولُ: لا أدري، سَمِعتُ النَّاسَ يقولونَ شَيئًا! فيقولُ: لا دَرَيتَ، ولا تَلَيتَ، ولا اهتَدَيتَ، ثمَّ يُفتَحُ له بابٌ إلى الجنَّةِ فيقولُ: هذا مَنزِلُك لو آمنْتَ برَبِّك، فأمَّا إذ كفَرْتَ به فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ أبدَلَك به هذا، ويُفتَحُ له بابٌ إلى النَّارِ، ثمَّ يَقمَعُه قَمعةً بالمِطراقِ يَسمَعُها خَلقُ اللهِ كُلُّهم غيرَ الثَّقَلينِ. فقال بعضُ القَومِ: يا رسولَ اللهِ، ما أحدٌ يقومُ عليه ملَكٌ في يَدِه مِطراقٌ إلَّا هِيلَ عند ذلك! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ})، والحديث صحَّح إسناده الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة(٣٣٩٤).
قوله: (لا دَرَيتَ): أي: لا عَلِمْت ما هو الحق والصواب.
(ولا تَلَيتَ): أي: لا تَبِعْت الناجين، يعني: ما وقع منك التحقيق والتسديد، ولا صدر منك المتابعة والتقليد. قاله علي القاري في مرقاة المفاتيح(٢٠٥/١)
وفي صحيح البخاري(١٨٤)، ومسلم(٩٠٣) عَن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عَنها أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (إنِّي قَد رأيتُكُم تُفتَنونَ في القُبورِ كَفتنةِ الدَّجالِ).
وأما الإجماع: فأهل السنة مجمعون على ذلك.
قال ابن عبد البر رحمه الله : (أهل السنة والجماعة مصدقون بفتنة القبر وعذاب القبر؛ لتوافر الأخبار بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم)اهـ
الاستذكار(٤٢١/٢)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أمر الجنة والنار والبعث والحساب وفتنة القبر والحوض وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الكبائر؛ فإن هذه الأصول كلها متفق عليها بين أهل السنة والجماعة)اهـ
مجموع الفتاوى(٤٨٦/١١)
▪️وفتنة القبر عامة، وإنما ينجو منها ثلاثة أصناف :
الأول: الأنبياء : ويدل على ذلك ما جاء في مسند أحمد(٢٥٠٩٠) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (فَأَمَّا فِتْنَةُ الْقَبْرِ فَبِي تُفْتَنُونَ ، وَعَنِّي تُسْأَلُونَ).
الثاني: الشهداء: ويدل على ذلك ما أخرجه النسائي في السنن(٢٠٥٣) عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلَّا الشَّهِيدَ ؟ قَالَ : (كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً).
▪️الدرس السابع عشر▪️
▪️قال الناظم حفظه الله :
١٩- فِتْنَةٌ فِي الْقَبْرِ ضَمٌّ وَاقِعٌ
وَعَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ بِالنَّظَرْ
▪️الشرح :
▪️(فِتْنَةٌ فِي الْقَبْرِ) : شرع الناظم حفظه الله بذكر بعض المسائل المتعلقة بالحياة البرزخية.
والحياة البرزخية: هي حياة متوسطة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة، وهي أول منازل الآخرة التي فيها نعيم أو عذاب.
وأول هذه المسائل: هي فتنة القبر: وهي الامتحان والاختبار بسؤال الملكين: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟
وقد دل على فتنة القبر الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح :
فأما الكتاب: فقوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: ٢٧].
أي: يثبت الله المؤمنين في حياتهم الدنيا بالقول الحق، الثابت في قلوبهم، وهو شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويسلمهم من الشهوات والشبهات.
ويثبتهم في حياتهم البرزخية، أي: في قبورهم عند سؤال الملكين.
وأما السنة: فمن ذلك ما جاء في صحيح البخاري(٤٦٩٩)، ومسلم(٢٨٧١) عن البَراءِ بنِ عازبٍ رَضِيَ الله عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (المُسلِمُ إذا سُئِلَ في القبرِ يشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ. فذلك قولُه: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}).
وفي مسند أحمد(١١٠٠٠) عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ الله عنه، قال: شَهِدتُ مع رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جِنازةً، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (أيُّها النَّاسُ، إنَّ هذه الأمَّةَ تُبتَلَى في قُبورِها، فإذا الإنسانُ دُفِنَ فتفَرَّقَ عنه أصحابُه، جاءه ملَكٌ في يَدِه مِطراقٌ فأقعَدَه، قال: ما تقولُ في هذا الرَّجُلِ؟ فإن كان مؤمِنًا قال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه، فيقولُ: صَدَقتَ، ثمَّ يُفتَحُ له بابٌ إلى النَّارِ، فيقولُ: هذا كان مَنزِلَك لو كفَرْتَ برَبِّك، فأمَّا إذ آمنتَ فهذا مَنزِلُك، فيُفتَحُ له بابٌ إلى الجنَّةِ، فيريدُ أن ينهَضَ إليه، فيقولُ له: اسكُنْ، ويُفسَحُ له في قَبرِه. وإن كان كافِرًا أو مُنافِقًا يقولُ له: ما تقولُ في هذا الرَّجُلِ؟ فيقولُ: لا أدري، سَمِعتُ النَّاسَ يقولونَ شَيئًا! فيقولُ: لا دَرَيتَ، ولا تَلَيتَ، ولا اهتَدَيتَ، ثمَّ يُفتَحُ له بابٌ إلى الجنَّةِ فيقولُ: هذا مَنزِلُك لو آمنْتَ برَبِّك، فأمَّا إذ كفَرْتَ به فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ أبدَلَك به هذا، ويُفتَحُ له بابٌ إلى النَّارِ، ثمَّ يَقمَعُه قَمعةً بالمِطراقِ يَسمَعُها خَلقُ اللهِ كُلُّهم غيرَ الثَّقَلينِ. فقال بعضُ القَومِ: يا رسولَ اللهِ، ما أحدٌ يقومُ عليه ملَكٌ في يَدِه مِطراقٌ إلَّا هِيلَ عند ذلك! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ})، والحديث صحَّح إسناده الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة(٣٣٩٤).
قوله: (لا دَرَيتَ): أي: لا عَلِمْت ما هو الحق والصواب.
(ولا تَلَيتَ): أي: لا تَبِعْت الناجين، يعني: ما وقع منك التحقيق والتسديد، ولا صدر منك المتابعة والتقليد. قاله علي القاري في مرقاة المفاتيح(٢٠٥/١)
وفي صحيح البخاري(١٨٤)، ومسلم(٩٠٣) عَن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عَنها أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (إنِّي قَد رأيتُكُم تُفتَنونَ في القُبورِ كَفتنةِ الدَّجالِ).
وأما الإجماع: فأهل السنة مجمعون على ذلك.
قال ابن عبد البر رحمه الله : (أهل السنة والجماعة مصدقون بفتنة القبر وعذاب القبر؛ لتوافر الأخبار بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم)اهـ
الاستذكار(٤٢١/٢)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أمر الجنة والنار والبعث والحساب وفتنة القبر والحوض وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الكبائر؛ فإن هذه الأصول كلها متفق عليها بين أهل السنة والجماعة)اهـ
مجموع الفتاوى(٤٨٦/١١)
▪️وفتنة القبر عامة، وإنما ينجو منها ثلاثة أصناف :
الأول: الأنبياء : ويدل على ذلك ما جاء في مسند أحمد(٢٥٠٩٠) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (فَأَمَّا فِتْنَةُ الْقَبْرِ فَبِي تُفْتَنُونَ ، وَعَنِّي تُسْأَلُونَ).
الثاني: الشهداء: ويدل على ذلك ما أخرجه النسائي في السنن(٢٠٥٣) عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلَّا الشَّهِيدَ ؟ قَالَ : (كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً).
قناة أم حفص بنت الحمزي
14 Nov, 11:29
▪️بعض الأحكام المستفادة من الحديث :
١- فيه مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن الملقن رحمه الله في الإعلام: (صيغة الأمر في قوله صلى الله عليه وسلم: "قولوا" ظاهره الوجوب، وقد اتفق العلماء على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، لكن اختلفوا، فالأكثر على وجوبها في العمر مرة كالشهادتين، واختار الطحاوي والحليمي وجوب الصلاة عليه كلما ذكر)اهـ
٢- فيه أن أفضل صيغة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
٣- أن من حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا أن ندعو ونصلي عليه؛ لأنه لم يصلنا هذا الدين العظيم إلا على يديه.
٤- أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّم أصحابه السلام والصلاة عليه.
٥- فضيلة نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
٦- فيه الصلاة على الآل مقرونة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تفرد الصلاة عليهم في رواية من الروايات.
٧- فيه الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم وآله بالبركة، وأن يعطيهم الله ما قد أعطاه إبراهيم وآله من الخير وسعته ودوامه.
٨- فيه أن السلف كانوا يتهادون مسائل العلم؛ لشدة حرصهم على التعلم والتفقه في الدين.
٩- فيه إثبات اسمي الحميد والمجيد لله تعالى.
١٠- فيه مشروعية ختم الدعاء بالثناء على الله تعالى بما يناسب المطلوب.
الإعلام(٤٥٦/٣)، تنبيه الأفهام(٣٥٦/١)، تيسير العلام(٣٥٨/١)
▪️بعض المسائل المتعلقة بالحديث :
▪️مسألة: حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير.
▪️لا خلاف بين أهل العلم في مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير، وإنما اختلفوا في حكمها :
فذهب الشافعي ورواية عن أحمد إلى أنها ركن لا تصح الصلاة بدونها.
وذهب الجمهور إلى أنها مستحبة لا واجبة.
وذهب أحمد في رواية، وإسحاق إلى أنها واجبة، وهذا هو الراجح؛ للأمر بها كما في مسلم من حديث أبي مسعود: (أَمَرَنَا اللهُ تَعَالَى أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ).
المجموع(٤٠/٣)، الفتح لابن رجب(٣٥٤/٧).
▪️مسألة: هل تشرع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول؟
▪️ذهب الجمهور إلى عدم مشروعيتها، واستدلوا بحديث ابن مسعود: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ. قَالَ: قُلْنَا: حَتَّى يَقُومَ؟ قَالَ: حَتَّى يَقُومَ.
و(الرَّضْف): هي الحجارة المحماة على النار، واحدتها رضفة. النهاية لابن الأثير.
وهذا يدل على أنه كان يخفف جدا، ولا يزيد على التشهد.
والحديث أخرجه أبو داود(٩٩٥)، والترمذي(٣٦٦)، وهو من طريق أَبِي عبيدة، يرويه عن أبيه عبدالله بن مسعود، ولم يسمع منه؛ فالحديث ضعيف.
وذهب الشافعي في الجديد إلى الاستحباب، وهو اختيار الشوكاني والألباني رحمة الله عليهما.
والأقرب قول الجمهور، وإن أتى بها أحيانا فلا حرج، والله أعلم.
المغني(٥٣٧/١)، المجموع(٤٤١/٣)، نيل الأوطار(٢٧٠/٣)
أم حفص بنت الحمزي
https://t.me/omhafes
١- فيه مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن الملقن رحمه الله في الإعلام: (صيغة الأمر في قوله صلى الله عليه وسلم: "قولوا" ظاهره الوجوب، وقد اتفق العلماء على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، لكن اختلفوا، فالأكثر على وجوبها في العمر مرة كالشهادتين، واختار الطحاوي والحليمي وجوب الصلاة عليه كلما ذكر)اهـ
٢- فيه أن أفضل صيغة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
٣- أن من حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا أن ندعو ونصلي عليه؛ لأنه لم يصلنا هذا الدين العظيم إلا على يديه.
٤- أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّم أصحابه السلام والصلاة عليه.
٥- فضيلة نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
٦- فيه الصلاة على الآل مقرونة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تفرد الصلاة عليهم في رواية من الروايات.
٧- فيه الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم وآله بالبركة، وأن يعطيهم الله ما قد أعطاه إبراهيم وآله من الخير وسعته ودوامه.
٨- فيه أن السلف كانوا يتهادون مسائل العلم؛ لشدة حرصهم على التعلم والتفقه في الدين.
٩- فيه إثبات اسمي الحميد والمجيد لله تعالى.
١٠- فيه مشروعية ختم الدعاء بالثناء على الله تعالى بما يناسب المطلوب.
الإعلام(٤٥٦/٣)، تنبيه الأفهام(٣٥٦/١)، تيسير العلام(٣٥٨/١)
▪️بعض المسائل المتعلقة بالحديث :
▪️مسألة: حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير.
▪️لا خلاف بين أهل العلم في مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير، وإنما اختلفوا في حكمها :
فذهب الشافعي ورواية عن أحمد إلى أنها ركن لا تصح الصلاة بدونها.
وذهب الجمهور إلى أنها مستحبة لا واجبة.
وذهب أحمد في رواية، وإسحاق إلى أنها واجبة، وهذا هو الراجح؛ للأمر بها كما في مسلم من حديث أبي مسعود: (أَمَرَنَا اللهُ تَعَالَى أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ).
المجموع(٤٠/٣)، الفتح لابن رجب(٣٥٤/٧).
▪️مسألة: هل تشرع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول؟
▪️ذهب الجمهور إلى عدم مشروعيتها، واستدلوا بحديث ابن مسعود: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ. قَالَ: قُلْنَا: حَتَّى يَقُومَ؟ قَالَ: حَتَّى يَقُومَ.
و(الرَّضْف): هي الحجارة المحماة على النار، واحدتها رضفة. النهاية لابن الأثير.
وهذا يدل على أنه كان يخفف جدا، ولا يزيد على التشهد.
والحديث أخرجه أبو داود(٩٩٥)، والترمذي(٣٦٦)، وهو من طريق أَبِي عبيدة، يرويه عن أبيه عبدالله بن مسعود، ولم يسمع منه؛ فالحديث ضعيف.
وذهب الشافعي في الجديد إلى الاستحباب، وهو اختيار الشوكاني والألباني رحمة الله عليهما.
والأقرب قول الجمهور، وإن أتى بها أحيانا فلا حرج، والله أعلم.
المغني(٥٣٧/١)، المجموع(٤٤١/٣)، نيل الأوطار(٢٧٠/٣)
أم حفص بنت الحمزي
https://t.me/omhafes
قناة أم حفص بنت الحمزي
14 Nov, 11:29
#شرح_عمدة_الأحكام
▪️الدرس التاسع والخمسون بعد المائة▪️
▪️كتاب الصلاة▪️
▪️تابع.. باب التشهد▪️
▪️الحديث الثاني: عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقَالَ: أَلا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً؟ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: (قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
تخريجه :
أخرجه البخاري(٣٣٧٠)، ومسلم(٤٠٦).
▪️بعض مفردات الحديث :
(أَلا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً؟) : الهدية واحدة الهدايا: كعطية وعطايا، وهي اسم، وهي ما يتقرب به إلى المُهدَى إليه توددا وتكرما، وأكثر ما تستعمل الهدية في المأكول والمشروب والملبوس، وقد يجوز بها في العلوم اللفظية والمعنوية الشرعية كما في هذا الحديث.
وجاء في رواية البخاري: (فَقُلْتُ : بَلَى، فَأَهْدِهَا لِي).
(كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ) : أي: كيفية السلام عليك، وهي: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
(فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟) : سألوه عن كيفية الصلاة عليه، وجاء في صحيح مسلم(٤٠٥) عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه: أَمَرَنَا اللهُ تَعَالَى أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟
والمراد: أمرنا الله بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: ٥٦].
والصلاة من المؤمنين لنبيهم: دعاؤهم له.
(اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ) : صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، كما في البخاري عن أبي العالية قال: (صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه عند الملائكة). وأسنده إسماعيل القاضي في فضل الصلاة.
(وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ) : قيل: آل النبي صلى الله عليه وسلم هم أتباعه على دينه إلى يوم القيامة.
وقيل: إنهم من تحرم عليهم الصدقة، ونسب هذا القول إلى الجمهور، وصححه ابن القيم رحمه الله.
والذين تحرم عليهم الصدقة: هم بنو هاشم، وهم آل علي ، وآل عباس ، وآل جعفر ، وآل عقيل، وآل الحارث بن عبد المطلب، وقد ورد ذكرهم في حديث زيد بن الأرقم عند مسلم(٢٤٠٨)، وفيه: (وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي؛ فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ؟ قَالَ: إِنَّ نِسَاءَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. قَالَ: وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ: (هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ)، قَالَ: أَكُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟! قَالَ: نَعَمْ).
وقيل: إنهم خصوص ذريته وأزواجه.
(كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ) : أي: كما أنعمت بالصلاة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.
وآل إبراهيم : هم إسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، وأولادهما.
(إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) : الحميد: صيغة مبالغة بمعنى المحمود، وهو الذي تحمد أفعاله، والمستحق لجميع أنواع المحامد.
والمجيد: صيغة مبالغة بمعنى الماجد، وهو من كمل في الشرف والكرم، والصفات المحمودة.
(اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ) : أي: أنزل البركة على محمد وعلى آل محمد.
والبركة هنا: الزيادة، والنماء من الخير، والكرامة.
وقيل: الثبات على ذلك، من قولهم: بركت الإبل، أي: ثبتت على الأرض، ومنه بركة
الماء.
(كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ) : أي: كما أنعمت بالبركة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.
واختلف أرباب المعاني في فائدة قول: (كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ) إلى تأويلات كثيرة أظهرها: أن نبينا صلى الله عليه وسلم سأل ذلك لنفسه وأهل بيته؛ لتتم النعمة عليهم والبركة كما أتمها على إبراهيم وآله.
المفهم(٧٩٣/٢)، إكمال المعلم(١٦٤/٢)، شرح مسلم للنووي()، الإعلام(٤٦٩/٣)، تنبيه الأفهام(٣٥٥/١).
▪️الدرس التاسع والخمسون بعد المائة▪️
▪️كتاب الصلاة▪️
▪️تابع.. باب التشهد▪️
▪️الحديث الثاني: عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقَالَ: أَلا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً؟ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: (قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
تخريجه :
أخرجه البخاري(٣٣٧٠)، ومسلم(٤٠٦).
▪️بعض مفردات الحديث :
(أَلا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً؟) : الهدية واحدة الهدايا: كعطية وعطايا، وهي اسم، وهي ما يتقرب به إلى المُهدَى إليه توددا وتكرما، وأكثر ما تستعمل الهدية في المأكول والمشروب والملبوس، وقد يجوز بها في العلوم اللفظية والمعنوية الشرعية كما في هذا الحديث.
وجاء في رواية البخاري: (فَقُلْتُ : بَلَى، فَأَهْدِهَا لِي).
(كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ) : أي: كيفية السلام عليك، وهي: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
(فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟) : سألوه عن كيفية الصلاة عليه، وجاء في صحيح مسلم(٤٠٥) عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه: أَمَرَنَا اللهُ تَعَالَى أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟
والمراد: أمرنا الله بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: ٥٦].
والصلاة من المؤمنين لنبيهم: دعاؤهم له.
(اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ) : صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، كما في البخاري عن أبي العالية قال: (صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه عند الملائكة). وأسنده إسماعيل القاضي في فضل الصلاة.
(وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ) : قيل: آل النبي صلى الله عليه وسلم هم أتباعه على دينه إلى يوم القيامة.
وقيل: إنهم من تحرم عليهم الصدقة، ونسب هذا القول إلى الجمهور، وصححه ابن القيم رحمه الله.
والذين تحرم عليهم الصدقة: هم بنو هاشم، وهم آل علي ، وآل عباس ، وآل جعفر ، وآل عقيل، وآل الحارث بن عبد المطلب، وقد ورد ذكرهم في حديث زيد بن الأرقم عند مسلم(٢٤٠٨)، وفيه: (وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي؛ فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ؟ قَالَ: إِنَّ نِسَاءَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. قَالَ: وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ: (هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ)، قَالَ: أَكُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟! قَالَ: نَعَمْ).
وقيل: إنهم خصوص ذريته وأزواجه.
(كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ) : أي: كما أنعمت بالصلاة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.
وآل إبراهيم : هم إسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، وأولادهما.
(إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) : الحميد: صيغة مبالغة بمعنى المحمود، وهو الذي تحمد أفعاله، والمستحق لجميع أنواع المحامد.
والمجيد: صيغة مبالغة بمعنى الماجد، وهو من كمل في الشرف والكرم، والصفات المحمودة.
(اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ) : أي: أنزل البركة على محمد وعلى آل محمد.
والبركة هنا: الزيادة، والنماء من الخير، والكرامة.
وقيل: الثبات على ذلك، من قولهم: بركت الإبل، أي: ثبتت على الأرض، ومنه بركة
الماء.
(كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ) : أي: كما أنعمت بالبركة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.
واختلف أرباب المعاني في فائدة قول: (كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ) إلى تأويلات كثيرة أظهرها: أن نبينا صلى الله عليه وسلم سأل ذلك لنفسه وأهل بيته؛ لتتم النعمة عليهم والبركة كما أتمها على إبراهيم وآله.
المفهم(٧٩٣/٢)، إكمال المعلم(١٦٤/٢)، شرح مسلم للنووي()، الإعلام(٤٦٩/٣)، تنبيه الأفهام(٣٥٥/١).
2,281
subscribers
678
photos
828
videos
![መርከዝ አስـሱናህ [ቂልጦ ـ ጎሞሮ] Telegram Channel](/avatar/1377/1377043890.jpg)
